××× ما دار بيني وبين السيدة الفاضلة ؟!!! ×××


أبو طلاح

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

ما دار بيني وبين السيدة الفاضلة..!!

خــ... خلو مستشفياتنا من سرير للفقراء ومعدومي الواسطة، بينما يحظى بالسرير نجوم الفن والرياضة في عالمنا العربي!!

صـ... صـلاة وصيام وعبادة لرب الأرض والسماء.

و... واسطة نهج لتعاملاتنا اليومية، ومسكين من لا يجد للواو طريقاً، يعيش في آخر "الطابور" مهملاً منسيًّا!

صـ... صلاح وفلاح بالفطرة، وصبر على تناقضات السلوك.

يــــ... يكتوي بعض البشر بنار الفقر والفساد والكساد والبطالة والأراضي "المشبوكة"!

تـــ... تأكيد الولاء للقيادة مع حقنا بمسكن ووظيفة وعيشة كريمة وبيئة نظيفة.

بالحروف الأولى من الجُمَل الست السابقة تتشكل كلمة "خصوصية"، التي يتشدق بها البعض بمناسبة وبدون مناسبة، ويلصقها ويلزمها بمجتمعنا، بينما ينسفها ويرفضها ويقتلها البعض الآخر، ويؤكد خلو مجتمعنا منها ومن حروفها الستة.

البارحة قابلتُ "خصوصية" مصدافة بلا ميعاد، وعزمتني على "كافي لاتيه" في أحد فنادق الفقراء والمحرومين. قبل الشروع في نقل ما جرى بيننا من حديث أؤكد لكم أنني بكامل قواي العقلية، ولا أعاني أي أمراض نفسية. أقسم بالله.

عوداً على بدء.. وضعت "خصوصية" السكر جانباً، وقالت للنادل "لا أحتاج إليه؛ فإنني أعاني السكر والضغط وكل أمراض العصر". تناولت اللاتيه، وقالت: "فرصة سعيدة أنني قابلتك". ابتسمتُ وقلتُ "أنا أسعد"، ولكن ـ والكلام لي ـ لماذا أنت دائماً مثار جدل بين النخب؟ قالت قبل أن أجاوب عن سؤالك، أنت ما رأيك؟ قلتُ بلهجتي الحائلية: "ما أدري يابعد حيي.. لو أدري كان ما سألتك!".

قالت: اسمع يابعد حيي ـ مع ابتسامة مصطنعة ـ عندما تريد الوصول إلى إجابات عميقة وأكيدة، من خلالها تصل إلى نتيجة عادلة وقيّمة، فلا بد من طرح الأسئلة؛ لذا دعنا نطرح أسئلة حول أولئك الذين يتشدقون بي ويربطونني بالمجتمع بكل شاردة وواردة.

هل هذه الفئة تحدثت بصدق وصراحة وأمانة ضمير عندما غرقت جدة مرتَيْن، وراح ضحيتها أرواح وممتلكات من خلال منابرهم المعروفة؟ هل كانوا بقدر المسؤولية الدينية والأخلاقية عندما غرقت الرياض؟ هل شاهدتهم يوماً يتحدثون إعلامياً عن قضايا كبيرة كالفساد بصراحة ووضوح وتسمية الأسماء بمسمياتها من أجل المجتمع و"خصوصيته"؟ ما هو وجه الشبه بينهم وبين صاحب الطبل الذي يقرع طبله صباح مساء؟ قلتُ: كلام كبير يا سيدتي، قد لا أفهمه، هل من تبسيط للفكرة؟ قالت: عد بشريط ذاكرتك.. هل تحدث أغلب هؤلاء لصالح الوطن والمواطن بكلام صريح وواضح بعيداً عن الإنشاء والتعميم؟ لو تراقب طرح هؤلاء ستدرك أنهم يتمترسون "بخصوصية المجتمع السعودي" من أجل الحفاظ على جماهيريتهم وزيادة نفوذهم الشعبي والمالي!

أما من يحاولون نفيي ورفضي وقتلي من المجتمع ـ والكلام للسيدة "خصوصية" ـ فدعنا نطرح التساؤل: هل هؤلاء يحترمون الثوابت؟ لماذا يشخصنون الحوار دائماً؟ لماذا يضيقون ذرعاً عندما يطرح أحد مخالفوهم أيديولوجياً رأياً سياسياً أو اجتماعياً؟. إذا كنت مراقباً جيداً لطرح هذه الفئة ستصل إلى نتيجة مفادها أنهم يكفرون بأبسط مبادئ الأيديولوجيا التي يؤمنون بها، ويفخرون بتبنيها! فما بالك بنفيي ومحاولة قتلي!

لحظه يا سيدتي.. دعيني أعيد ما قلتِ حسب فهمي. معنى "خصوصية" كذبة كبرى يتمسك بها الطرف الأول من أجل شعبيته وأهدافه، بينما الطرف الثاني ينفيها من أجل الوصول إلى مراميه وأطماعه.. صحيح؟

ـ أفهم كما تفهم أيها المواطن، أنت دائماً لا تريد أن تفكر وتحلل لتصل لنتيجة من استنتاجك الشخصي؛ لذا تؤمن وتتبع الأسماء أكثر من الأفكار!.. ولكن هل تعلم أن هناك وطنيين مخلصين للوطن والمواطن، كل همهم أن يكون الوطن نظيفاً نقياً خالياً من الفساد المالي والإداري، ويقبلون الرأي والرأي الآخر، ولا يبحثون عن الجماهيرية والشهرة، وليس لهم مرامٍ ومساعٍ مشبوهة؟.. ومع ذلك لم يضعوا "خصوصية" محوراً لأنشطتهم الحقوقية والوطنية. عندما يبرز هؤلاء، ويصطف المجتمع معهم، حينئذ ستكون "خصوصية المجتمع السعودي" في مكانها الصحيح، وليست "كورة" تلعب بها أطراف ذات مطامع وأهداف شخصية وحزبية!!

فجأة حضر النادل، وقال الحساب عشرة ريالات. تغير وجه السيدة الفاضلة.. وقالت هل معك نقود؟.. بدون شعور وضعت يدي في جيبي، لكن كان خاوياً خالياً. فقلت "لا والله". قالت للنادل: ممكن أتحدث مع مالك الفندق "الفعلي".. قل له "خصوصية" في اللوبي تنتظرك؟

خمس دقائق وحضر سعادة مالك الفندق "الفعلي" مرتدياً بدلة وكرافتة أنيقة..

ــ أهلاً وسهلاً "شو هالطلة الحلوة".

ردت "خصوصية": يا سيد فادي، عزمت هذا الشاب المنحوس على "كافي لاتيه"، واكتشفت أنني لا أملك نقوداً. قاطعها فادي الكلام، وقال: ولو ياعيب الشوم، الحساب علينا. إحنا خيرنا من هالبلد نملك فنادق وشركات في العالم العربي والإقليمي والدولي بسبب "خصوصية" هالبلد الطيب.

عند باب الفندق ودعتها، وقالت: يملك شركات في العالم وأنت لا تملك حتى عشرة ريالات! هل عرفت الآن "خصوصية" مجتمعنا السعودي.

قلت : خشمك.

مسلم الرمالي.

سبق

تم تعديل بواسطه أبو طلاح
رابط هذا التعليق
شارك

من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق

ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل



سجل دخولك الان