- 
                
عدد المشاركات
544 - 
                
تاريخ الانضمام
 - 
                
تاريخ اخر زياره
 
كل منشورات العضو راعي النزية
- 
	ديك ينصت لقراءة القرآن !!!! ولد الشيخ يونس بن عبد الوهاب بن أحمد العيثاوي سنة ثمان وتسعين وثمانمائة . وكان خطيب الجامع الجديد، وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وفي مرضه الذي مات فيه كان لا يجري على لسان غير السؤال عن الأذان ثم يشرع في الصلاة حتى مات رحمه الله تعالى ، وذلك سنة ست أو سبع وتسعمائة. وكان من عجيب خبره رحمه الله أنه إذا قعد يقرأ القرآن يأتي ديك كان عندهم - في البيت -، فيقف بين يدي الشيخ يرفع رجلاً ويضع أخرى ، فلا يبرح حتى يفرغ الشيخ من قراءته. المرجع : المختار المصون من أعلام القرون ، للدكتور محمد موسى الشريف 2/836 ==================================================== يسكن القاهرة ولم ير النيل في حياته قال الشيخ عبد الوهاب الشعراوي: إنه – أي الشيخ يوسف بن زكريا الأنصاري السنيكي المتوفى سنة 987هـ - ربي في نزهة وطاعة وعدم الخروج عن دار والده. قال: وقد اجتمعت به بعد أن دارت لحيته فقال : طول عمري ما خرجت من الدار ومقصودي أنظر بين القصرين وباب زويلة . فقلت له : إن شاء الله تعالى يشرب الشيخ - يعني والده شيخ الإسلام زكريا الأنصاري - دواء وأمشي معك إلى ما ذكرت ؛ فإن الشيخ كان لا ينفك عن مطالعة العلم والتأليف يوماً واحداً من حين كف بصره. قال : فمرض الشيخ وشرب دواء وخرجت معه إلى ما طلب ، فرأى الكنافة فصار يتعجب ويقول : ما كانت أظن أن الكنافة تعمل إلا في رمضان ! ثم قال : مقصودي أرى البحر فإني ما رأيته في عمري ولا المراكب . قال : فخرجت معه لما مرض الشيخ ثاني مرة فصار يتعجب. قال : ثم بعد موت والده لازم خلوة والده في النهار فلا يركب إلا لزيارة والده وللبيت ولا يتردد لأحد مطلقاً . المرجع : المختار المصون من أعلام القرون ، للشيخ محمد موسى الشريف 2/834.
 - 
	قصة واقعية بدأت بسوق الذهب وانتهت بمعاشرة الخادمة سعودية خذلها زوجها وحبسها أبناؤها في المستشفى ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يتحدثون عن سيدة وقورة تقبع في أحد مستشفيات السعودية تعيش عزلة وآلما يعرفها كل من في المستشفى ويتعطفون معها . كثيراً ما يجلس معها الممرضات ، يحدثونها ويستأنسون بكلمها . وكانت تروح عن نفسها ببعض الأبيات والتي انتشرت عند البعض وعند سمعنا عنها قررنا أن نزورها ويكون لنا حديث معها وخاصة أن الرياضية تسعى دائماً لمن يحتاج للمساعدة ، حتى وأن كانت مساعدة معنوية كما حصل مع تلك السيدة ! التي فرحت بلقائنا ورحبت به حملت أوراقي وقلمي ولم اكن احتاج لمساعدة من يدلني عليها بشكل دقيق فالكل يعرفها وما أن ذكرت اسمها إلا وكل الأصابع تشير إلى غرفتها دخلت وما أن رأتني حتى انفرجت أساريرها بابتسامة عذبه وعريضة ولكنها سرعان ما تلا شت بعد اقترابي منها اكثر ، سلمت عليها فردت السلام بصوت خافت ! وكلمات متقطعة وكان أول ما طرحت عليها من أسئلة لماذا ؟ أخفيتي ابتسامتكِ وابدلتها بدمعه جرت على وجنتيكِ لتقول لي وهي تمسح دموعها ؟ كنت أضنك إحدى بناتي واخوتي أو من أقاربي اللذين لا اعلم عنهم شيئاً من زمن بعيد .. سألتها وهل لنا أن نعرف قصتك ؟ لم تتردد كانت تتكلم بصعوبة بالغة !! قالت : >>> كنت اسكن مع زوجي وابنائي السبعة في إحدى القرى وذات يوم طلب مني زوجي أن اذهب معه المدينة وتحديداً إلى السوق لشراء بعض الذهب والمشتريات الأخرى وأوهمني أنها لي ووافقت !! فرحه ومسرورة من تلك المفاجأة الجميلة وعندما اشترينا كلما كان يطلب مني ويختاره هو ويعجبني أنا .... وعند وصولنا للمنزل اخبرنا أن تلك الأشياء ليست لي وأنها للعروس الجديدة ؟؟ !! صعقت من هول الخبر !!!! ودارت بي الدنيا ثم تأتي لي الصفعة الثانية عندما وجه لي خبر طلاقه لي !! فيا لله كل هذا في وقت واحد !!؟ أصبت بجلطة دماغيه وتزوج زوجي وأنجبت زوجته الجديدة بنتاَ وولدا ثم أصيب في حادث مروري حتى توفاه الله وعندما ترحمت عليه بكت وأبكتنا معها <<< وعندما سألناها من أحضركِ للمستشفى قالت يقولون بأنه أخي .. ومكثت بالعناية المركزة ستة اشهر لا ادري من زارني خلالها لأنني كنت في غيبوبة تامة . ثم مكثت هنا في هذه الغرفة خمس سنوات !! حبيسة لهذا السرير . بعد ذلك سألناها ألم يزركِ أحد في هذه السنوات ؟ قالت بلى زارني أخي مرة واحدة وابني الذي اكمل عشرين عاماً أيضاً مرة واحدة فقط ؟ وبقيت أبنائك وبناتك أين هم من وضعك ؟ قالت لا اعلم عنهم شيئاَ فأنا لدي أربعة أولاد وثلاثة بنات !! وسألناها عن أهلها وقالت والدي شيخ كبير وسمعت انه توفى ورأيته في الحلم مرة .. ثم أجهشت بالبكاء بصوت مرير !! وأضافت والدتي لا اعلم عنها شيئا وسألناها اخوتك أين هم ؟ قالت أخي الكبير من أعيان قريتنا فلم نستطيع مواصلة الحديث .. وكانت تبكي وتبكي معها الممرضة السعودية الحنونة والخادمة كانت ترعاها .. لأسأل الخادمة منذ متى وأنتِ هنا ! فتجيب منذ ثلاث سنوات دخلت المستشفى مع سيدة فأشارت لي على سيدة في نفس الغرفة مصابه بغيبوبة كاملة . وقالت عندما رأى ابن هذه السيدة تلك المرأة وسأل عنها وعرف قصتها .. وأن لا أحد يزورها منذ سنتين ونصف ضاعف لي الأجر وأعطاني مرتب شهرين لأرعى تلك السيدة مع والدته والتي ! لا تعي شيئاً ! وسألناها في فترة مكوثك معها هذه السنوات الثلاث ألم يزورها أحد؟ قالت : فقط زارها شخص واحد مرة واحدة تقول انه ابنها ومن بعد ذلك الوقت لم يزرها أحد رغم نها تنتظر وعيناها مسمرة على الباب دائماً !! أنها لقصة اغرب من الخيال ولا يستوعبها عقل ، فأين أبناؤها ومن يراها يتقطع قلبه آسى وحسرة ... أم لا تعرف عن سرا فربما قال : أحد لا بناؤها أن أمكم ماتت ورغم صعوبة هذا الشيء إلا انه ربما يكون اقل ألما فيما لو كان أبناؤها يعلمون أنها ترقد في المستشفى ويتركونها . ونحن عندما نعرض هذه القصة نرجو أن يقراها هؤلاء الأبناء أو على الأقل أحدهم فيرق قلبه وهنا ننشر تلك القصيدة التي أبكتنا وأبكت من سمعها تناجي بها الطيور واليكم ما قالته في قصيدتها : تكفين يا طيور حرار افزعيلي ** أبي عن ديار الأهل منك الأخبار تكفين حومي فوقهم وارجعي لي ** ولا أن حصل لك حومة داخل الدار تكفين حول ابيوتهم دوري لي ** سبعة فروخ يوم أخليهم صغار شوفي ضناي وعودي وانكفي لي ** وشلونهم يا علهم صاروا كبار نسيوا دفاي ونومهم في شليلي ** وش علمهم يعلهم طول الاعمار قولي لهم أن أمكم له عويلي ** خمسة سنين دمعها دوم مدرار وقولي لهم أني على طول ليلي ** أنوح وليا قرب الصبح انهار وقولي عيونه دايم له هميلي ** تبكي ليا شافت من الناس زوار كل يوما أقول اغدي حديهم يجي لي ** راحت سنيني مابهم واحد زار وانا اللي من سبة سوات الحليلي ** حالي تردت كل ماله وتنهار كني على شوفتهم أصلي على نار ** يا ويلي كان الله عجل رحيلي وأنا لي سنين أبى لو هي أخبار ** ياعونة الله من يبي يرتكي لي جارت علي بأمر الولي كل الأقدار ** تنكروا من يدخلون الدخيلي واللي بوسط ديارهم يأمن الجار ** قولي لهم يا طيور قلبي عليلي الله يكافي قلوبهم صارت أحجار ** وأنا اللي لبرق الخيال استخيلي وأقول ياعل ( ....) للأمطار ** تكفين وسط ديارهم صوتي لي شوفي عسى لا سمي مع الناس تذكار ** وقولي لمن نسيانهم يستحيلي ياللي نسيتوها ترى الوقت دوار ** ياهيه ياللي بالسماء لك هديلي ردي خبر تكفين يكفيني امرار ** شوفي اكا اللي نومهم في شليلي من أذان المغرب إلى وقت الأسحار ** شوفي اكا اللي ما اهتني في مقيلي الا بمقيل معهم كبار وصغا ر ** وقولي لهم أن كان حملي ثقيلي مره يجون وعقبها شي ما صار ** يا علني في جنته وسط الابرار ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ أتمنى أن تلك القصة قد أ عجبتكم وايقضة ضمائر من ينكر فضل الأم .. وما تقدمه من تضحيات .. شكر خاص لكل عضو يساهم في طرح مالديه . منقول من جريدة الرياضية السعودية ..
 - 
	شكرا ياسماء النسيان على هذه المشاركة وعلى هذا الاسلوب الجميل هناك إن أول الحقائق التي يجب أن يعرفها الإنسان هي حقيقة نفسه ، الإنسان الذي يجهل حقيقة نفسه لا بد أن يجهل حقيقة الآخرين ، فيسيء معاملتهم وتتشوه مرآة قلبه . هناك أربع أنواع من مرايا القلوب ، 1-البعض يملك مرآة مقعرة تعظم له الأشياء التافهة وهذا هو الشخص المنافق ، 2-البعض يملك مرآة محدبة تصغر له الأشياء العظيمة وهذه مرآة المغرور 3-والبعض يملك مرآة مهشمة تريه الأشياء مشوهة وهذه مرآة الجاهل ، 4-والبعض الأخير يملك مرآة مستوية تريه الأشياء على حقيقتها وهذه مرآة الإنسان الواعي أيها الإنسان تأكد أي نوع من المرايا تملك وأبدأ معنا رحلة البحث هو ما كان مرآة للحياة ، حيث يجيء كل إنسان ليشاهد ويتأمل ، يتأمل عصره ، ويجعل من نفسه في ذات الوقت صورة عالمية للنوع البشري
 - 
	إن المجتمع السعودي مجتمع الخير على إمتداد تاريخه ......... لايرضى بالجريمه ولا بإنتشارها في مجتمعنا .. فلـنعــلن إدانتنا جميعاً للإرهاب .. ولنوصل رساله لمن يحاول أن يهدم مجتمعنا أننا دائماً شعب السلام .. .. شــــارك بـــإدانــتــك .. ولنقف صفاً واحداً من أجل أطفالنا ومن أجل مستقبلنا .
 - 
	قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةً في " الفتاوي " (3/278) : وَأَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ يَتَّبِعُونَ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَيَتَّبِعُونَ الْحَقَّ وَيَرْحَمُونَ الْخَلْقَ .ا.هـ. الحمدُ للهِ وبعدُ ؛ الحَجَّاجُ بنُ يُوْسُفَ الثَّقَفِيُّ اسمٌ معروفٌ في تاريخِ الأمةِ الإسلاميةِ ، اسمٌ اقترنَ بسفكِ الدمِ والبطشِ والجبروتِ ، اسمٌ لا يكادُ كتابٌ من كتبِ التاريخِ إلا ولهُ فيه ذكرٌ ، ولكن هل للرجلِ حسناتٌ تذكرُ في بحرِ ذنوبهِ ؟ يجيبُ الإمامُ الذهبي في " السير " (4/344) فيقولُ في ترجمتهِ : وَكَانَ ظَلُوْماً ، جَبَّاراً ، نَاصِبِيّاً ، خَبِيْثاً ، سَفَّاكاً لِلدِّمَاءِ ، وَكَانَ ذَا شَجَاعَةٍ ، وَإِقْدَامٍ ، وَمَكْرٍ ، وَدَهَاءٍ ، وَفَصَاحَةٍ ، وَبَلاَغَةٍ ، وَتعَظِيْمٍ لِلْقُرَآنِ ... وَلَهُ حَسَنَاتٌ مَغْمُوْرَةٌ فِي بَحْرِ ذُنُوْبِهِ ، وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ ، وَلَهُ تَوْحِيْدٌ فِي الجُمْلَةِ ، وَنُظَرَاءُ مِنْ ظَلَمَةِ الجَبَابِرَةِ وَالأُمَرَاءِ .ا.هـ. فانظروا كيف ينصفُ أهلُ السنةِ أمثالَ الحجاجِ ؟ ويكلون أمرهُ إلى اللهِ ؟ للهِ درك أيها الإمامُ الذهبي . وقد كثرُ الكلامُ في هذهِ الأيامِ المباركةِ من شهرِ رمضان عن الحجاجِ ، فمن مسلسلٍ يبثُ في بعضِ القنواتِ الفضائيةِ عن سيرتهِ ، ويقومُ بالتمثيلِ للمسلسلِ سقطُ المتاعِ من أهلِ الفسقِ والمجونِ ، ويقومون بتشويهٍ لصورةِ التاريخِ الإسلامي لدولةِ بني أميةَ من خلالِ سيرةِ الحجاجِ بن يوسف ، إلى جانبِ تمثيلِ الصحابةِ مثل عبد الله بن الزبير وأسماء بنت أبي بكر ، وهذا - واللهِ - منتهى السخف ، وكما يعلمُ الجميعُ أن العلماءَ قد منعوا من تمثيلِ أدوار الصحابةِ في هذه المسلسلات التي يقومُ بها الفسقةُ والماجنين ، وحتى لو قام بهذه ألأدوار أهلُ الصلاحِ والاستقامةِ فإنه لا يقبلُ منهم لأمور عدةٍ لا مجال لذكرها هنا . وتقومُ أيضاً " قناةُ المستقلةِ " بإلقاءِ الضوءِ على سيرةِ الحجاجِ من خلالِ استضافةِ الرافضي والعلماني والبعثي والزيدي ، وهذه مهزلةٌ لم يسبق لها نظيرٌ ، فكيف يعرفُ تاريخُ الحجاجِ من هؤلاءِ الزنادقةِ ؟! ولماذا يركزُ على الحجاجِ ؟ فقد وجد في تاريخِ الأممِ من هو أشدُ من الحجاجِ . أين أنتم من هولاكو ؟ أين أنتم من ستالين ؟ أين أنتم من هتلر ؟ وأين أنتم ... ؟ وأين أنتم .... ؟ وسلسلة لا تنتهي . وفي مقالي هذا أريدُ أن ألقي الضوءَ على سيرةِ الحجاجِ بنِ يوسف من خلالِ منظارِ أهل السنةِ والجماعةِ ، لا من خلالِ التاريخِ الذي دخل فيه التشيعُ ، ولا من خلالِ النظرةِ الحاقدةِ على تاريخِ بني أميةَ من قبل الرافضةِ والزيديةِ . وأسألُ اللهَ ان يجعلَ في مقالي هذا النفعَ والفائدةَ ، ومن كان لهُ تعقيبٌ أو إضافةٌ فلا يبخل بها علينا هنا ، وله مني الشكرُ ، ومن اللهِ الأجرُ . من هو " المُبِيرٌُ " الذي ورد ذكرهُ في الحديثِ ؟ عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ : رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ عَلَى عَقَبَةِ الْمَدِينَةِ قَالَ : فَجَعَلَتْ قُرَيْشٌ تَمُرُّ عَلَيْهِ وَالنَّاسُ حَتَّى مَرَّ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا خُبَيْبٍ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا خُبَيْبٍ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا خُبَيْبٍ ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا ، أَمَا وَاللَّهِ إِنْ كُنْتَ مَا عَلِمْتُ صَوَّامًا ، قَوَّامًا ، وَصُولًا لِلرَّحِمِ ، أَمَا وَاللَّهِ لَأُمَّةٌ أَنْتَ أَشَرُّهَا لَأُمَّةٌ خَيْرٌ ، ثُمَّ نَفَذَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، فَبَلَغَ الْحَجَّاجَ  مَوْقِفُ عَبْدِ اللَّهِ ، وَقَوْلُهُ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَأُنْزِلَ عَنْ جِذْعِهِ فَأُلْقِيَ فِي قُبُورِ  الْيَهُودِ ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ ؛ فَأَبَتْ أَنْ تَأْتِيَهُ ؛ فَأَعَادَ عَلَيْهَاالرَّسُولَ : لَتَأْتِيَنِّي أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكِ مَنْ يَسْحَبُكِ بِقُرُونِكِ ، قَالَ : فَأَبَتْ ؛ وَقَالَتْ : وَاللَّهِ لَا آتِيكَ حَتَّى تَبْعَثَ إِلَيَّ مَنْ يَسْحَبُنِي بِقُرُونِي ، قَالَ ، فَقَالَ : أَرُونِي سِبْتَيَّ فَأَخَذَ نَعْلَيْهِ ، ثُمَّ انْطَلَقَ يَتَوَذَّفُ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا فَقَالَ : كَيْفَ رَأَيْتِنِي صَنَعْتُ بِعَدُوِّ اللَّهِ ، قَالَتْ : رَأَيْتُكَ أَفْسَدْتَ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ ، وَأَفْسَدَ عَلَيْكَ آخِرَتَكَ ، بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ لَهُ : يَا ابْنَ  ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ ، أَنَا وَاللَّهِ ذَاتُ النِّطَاقَيْنِ . أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكُنْتُ أَرْفَعُ بِهِ طَعَامَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَطَعَامَ أَبِي بَكْرٍ  مِنْ الدَّوَابِّ ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَنِطَاقُ الْمَرْأَةِ الَّتِي لَا تَسْتَغْنِي عَنْهُ أَمَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  حَدَّثَنَا أَنَّ فِي  ثَقِيفٍ  كَذَّابًا وَمُبِيرًا ؛ فَأَمَّا الْكَذَّابُ فَرَأَيْنَاهُ ، وَأَمَّا الْمُبِيرُ فَلَا إِخَالُكَ إِلَّا إِيَّاهُ قَالَ : فَقَامَ عَنْهَا وَلَمْ يُرَاجِعْهَا . رواهُ مسلمٌ . " وَمُبِيرٌ " : أَيْ مُهْلِكٌ يُسْرِفُ فِي إِهْلَاكِ النَّاسِ يُقَالُ : بَارَ الرَّجُلُ يَبُورُ بَوْرًا . فَهُوَ بَائِرٌ , وَأَبَارَ غَيْرَهُ , فَهُوَ مُبِيرٌ وَهُوَ الْحَجَّاجُ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ فِي الْإِهْلَاكِ مِثْلَهُ . فوائدُ من القصةِ : سأنقلُ بعضَ تعليقاتِ الإمامِ النووي على القصةِ من " شرح مسلم " . 1 - قولُ ابنِ عمرَ : أَبَا خُبَيْبٍ . قال الإمامُ النووي في " شرح مسلم " : بِضَمِّ الْخَاء الْمُعْجَمَة كُنْيَة اِبْن الزُّبَيْر , كُنِّيَ بِابْنِهِ خُبَيْب , وَكَانَ أَكْبَر أَوْلَاده , وَلَهُ ثَلَاث كُنًى ذَكَرَهَا الْبُخَارِيّ فِي التَّارِيخ وَآخَرُونَ : أَبُو خُبَيْب , وَأَبُو بَكْر , وَأَبُو بُكَيْرٍ .ا.هـ. 2 - فِيهِ اِسْتِحْبَاب السَّلَام عَلَى الْمَيِّت فِي قَبْره وَغَيْره , تَكْرِير السَّلَام ثَلَاثًا كَمَا كَرَّرَ اِبْن عُمَر .ا.هـ. 3 - وَفِيهِ الثَّنَاء عَلَى الْمَوْتَى بِجَمِيلِ صِفَاتهمْ الْمَعْرُوفَة .ا.هـ. 4 - وَفِيهِ مَنْقَبَة لِابْنِ عُمَر لِقَوْلِهِ بِالْحَقِّ فِي الْمَلَأ , وَعَدَم اِكْتِرَاثه بِالْحَجَّاجِ ; لِأَنَّهُ يَعْلَم أَنَّهُ يَبْلُغهُ مَقَامه عَلَيْهِ , وَقَوْله , وَثَنَاؤُهُ عَلَيْهِ , فَلَمْ يَمْنَعهُ ذَلِكَ أَنْ يَقُول الْحَقّ , يَشْهَد لِابْنِ الزُّبَيْر بِمَا يَعْلَمهُ فِيهِ مِنْ الْخَيْر , وَبُطْلَان مَا أَشَاعَ عَنْهُ الْحَجَّاج مِنْ قَوْله : إِنَّهُ عَدُوّ اللَّه , وَظَالِم , وَنَحْوه , فَأَرَادَ اِبْن عُمَر بَرَاءَة اِبْن الزُّبَيْر مِنْ ذَلِكَ الَّذِي نَسَبَهُ إِلَيْهِ الْحَجَّاج , وَأَعْلَم النَّاس بِمَحَاسِنِهِ , وَأَنَّهُ ضِدّ مَا قَالَهُ الْحَجَّاج .ا.هـ. 5 - وَصُولًا لِلرَّحِمِ : وَهُوَ الْمَعْرُوف مِنْ أَحْوَاله .ا.هـ. 6 - وَاتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِالْكَذَّابِ هُنَا الْمُخْتَار بْن أَبِي عُبَيْد , وَبِالْمُبِيرِ الْحَجَّاج بْن يُوسُف . وَاَللَّه أَعْلَم .ا.هـ. الحَجَّاجُ بنُ يُوْسُفَ الثَّقَفِيُّ عذابُ اللهِ : قال عنه الحسن البصري : إن الحجاجَ عذابُ اللهِ ، فلا تدفعوا عذابَ اللهِ بأيديكم ، و لكن عليكم بالاستكانةِ والتضرعِ ، فإنه تعالى يقول : " وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ " [ المؤمنون :76] . الطبقات لابن سعد (7/164) بإسناد صحيح . وبعد هذه النصوصِ في بيانِ بطشِ الحجاجِ وجبروتهِ ، سؤالٌ يطرحُ : هل كلُ ما قيل عن الحجاجِ صحيحٌ ؟ أم أن فيهِ بعضُ التحاملِ على الرجلِ مما بالغت فيه بعضُ الطوائفِ والفرقِ ؟ يجيبُ الإمامُ ابنُ كثيرٍ - وهو من هو في التاريخِ ؟؟ ويكفيك كتاب " البدايةِ والنهايةِ " لتعلمَ مدى معرفة الرجلِ بالتاريخِ - فيقول : وقد تقدم الحديث : " إن في ثقيف كذاباً ومبيراً " وكان المختار هو الكذاب المذكور في هذا الحديث ، وقد كان يظهر الرفض أولاً ويبطن الكفر المحض ، وأما المبير فهو الحجاج بن يوسف هذا ، وقد كان ناصبياً يبغض علياً وشيعته في هوى آل مروان بني أمية ، وكان جباراً عنيداً ، مقداماً على سفك الدماء بأدنى شبهة . وقد روي عنه ألفاظ بشعة شنيعة ظاهرها الكفر كما قدمنا ، فإن كان قد تاب منها وأقلع عنها ، وإلا فهو باق في عهدتها ، ولكن قد يخشى أنها رويت عنه بنوع من زيادة عليه ، فإن الشيعة كانوا يبغضونه جداً لوجوه ، وربما حرفوا عليه بعض الكلم ، وزادوا فيما يحكونه عنه بشاعات وشناعات . وقد روينا عنه أنه كان يتدين بترك المسكر ، وكان يكثر تلاوة القرآن ، ويتجنب المحارم ولم يشتهر عنه شيء من التلطخ بالفروج ، وإن كان متسرعاً في سفك الدماء ، فالله تعالى أعلم بالصواب وحقائق الأمور وساترها ، وخفيات الصدور وضمائرها . قلت : الحجاج أعظم ما نقم عليه وصح من أفعاله سفك الدماء ، وكفى به عقوبة عند الله عز وجل ، وقد كان حريصاً على الجهاد وفتح البلاد ، وكان فيه سماحة بإعطاء المال لأهل القرآن ، فكان يعطي على القرآن كثيراً ، ولما مات لم يترك فيما قيل إلا ثلثمائة درهم ، والله أعلم .ا.هـ. وأترككم مع كلامٍ كتبهُ الأخ الفاضلُ أبو عبد الله الذهبي عن الحجاجِ بنِ يوسف في جوابٍ عن الحجاجِ : إن من أكثر الشخصيات التي لم تنل حقها في البحث والدراسة شخصية الحجاج بن يوسف الثقفي .. لقد كان لهذه الشخصية المكان والمرتع الخصب لأصحاب الشهوات و أهل الأهواء للطعن في العصر الأموي بوصفه عصر سفك للدماء و تسلط للأمراء .. و لقد كان لشخص الحجاج النصيب الأوفر من هذه التهم .. فالحجاج كان ضحية المؤرخين الذين افتروا عليه شتى المفتريات تمشياً مع روح العصر الذي يكتبون فيه ؛ ونرى أننا كلما بعدنا عن عصر الحجاج كثرت المفتريات والأباطيل .. و من الإنصاف أن يسجل المؤرخ لمن يؤرخ له ما أصاب فيه بمثل ما يسجل عليه ما أخطأ فيه .. واضعاً قول الله تعالى { ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا ، اعدلوا هو أقرب للتقوى } نصب عينيه . فإن الحجاج قد شوهت صورته و نسجت حولها الخرافات بشكل يجعلها أقرب إلى الأسطورة من الحقيقة .. نعم كان الحجاج كما قال عنه الحسن البصري : إن الحجاج عذاب الله ، فلا تدفعوا عذاب الله بأيديكم ، و لكن عليكم بالاستكانة والتضرع ، فإنه تعالى يقول { ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون }[المؤمنون /76] . الطبقات لابن سعد (7/164) بإسناد صحيح . فالحجاج كان من الولاة الذين اشتهروا بالظلم والقسوة في المعاملة ، و هي شدة كان للظروف التي تولى فيها هي السبب الرئيسي في أن يكون بهذه الصفة .. فثورات الخوارج المتتالية والتي أنهكت الدولة الأموية .. و الفتن الداخلية .. كان للحجاج الفضل بعد الله في القضاء عليها ، و هذه لا ينكرها أحد حتى الأعداء .. و لا ننسى ثورة ابن الأشعث التي كادت أن تلغي و تقضي على الخلافة الإسلامية .. و مع هذا نقول : ليس كل ما يشاع عن شخص قد ثبت فعلاً .. و ليس كل ما هو مشهور معروف .. فكم سمعنا و قرأنا أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت تنصح الخارجين بالثورة على عثمان و قتله !! فهل نصدق هذا ، و كم سمعنا أن عثمان رضي الله عنه قد استحدث أموراً خرج بسببها من الإسلام !! فهل نصدق هذه أيضاً .. و كذلك ما اشتهر من أن عمر رضي الله عنه أمر بقتل الستة الذين اختارهم ليكون أحدهم خليفة من بعده إن تخلف أحدهم تضرب عنقه !! و هكذا .. فليس كل ما هو مشهور صحيح .. و إني لأستغرب من قولك بأن المناظرة التي حدثت بين طالب العلم و ذلك الشيخ ، لم تنتهي على اتفاق بل و قولك بأن طالب العلم يصر على أنه إذا جمع أخبث الخبثاء .. الخ . و استدلاله به على صحة ما أشيع عن الحجاج .. أقول : هل ثبت كفر الحجاج حتى نقارن بينه و بين الخبثاء من الأمم السابقة ؟! و الله تعالى يقول { أفنجعل المسلمين كالمجرمين } !! و المؤمن خير من ملئ الأرض من الكافر فكيف تكون هناك مقارنة .. وعلى فرض ثبوت صحة ما أشيع حول الحجاج - ولا ننكر بعضها - فهل يعني هذا أنه قد خرج بموجبها من دائرة الإيمان ؟؟!! لقد ثبتت للحجاج سيئات كثيرة جعلته في نظر الناس من الذين لا يمكن أن يغفر الله لهم .. سبحان الله !! هل جعلنا الله موكلين بتصنيف الناس هذا مغفور له و هذا مغضوب عليه ؟! فهل نسي هذا الطالب أن فتح بلاد السند و ما وراء النهر قد تم بعد فضل الله تعالى على يد أبطال قد أرسلهم الحجاج من أجل نشر الإسلام في تلك المناطق .. و ما يدريك لعل الله أراد أن يجعل له باباً آخر للأجر و تكون أعمال أولئك القوم الذين دخلوا في الإسلام في ميزان حسنات الحجاج .. إن الله على كل شيء قدير فلا نحجر واسعاً .. واسمع إلى ما ورد عن الحجاج حول موته .. وكما يستدلون بالصورة السيئة حول شخصه .. فإنه قد ثبتت كذلك صورة حسنة أيضاً .. أن الحجاج عندما اشتدت عليه العلة عمل على تدبير شؤون العراق من بعده بما يحفظه من الاضطراب والفتن ، و يبقيه جزءً من الدولة الأموية ، حتى إذا اطمأن إلى ذلك كتب وصيته ليبرئ فيها نفسه و ذمته تجاه خالقه وخليفته المسؤول أمامه في الدنيا حتى آخر لحظة من حياته ، فكتب يقول : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أوصى به الحجاج بن يوسف : أوصى بأنه يشهد أن لا إليه إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده و رسوله ، وأنه لا يعرف إلا طاعة الوليد بن عبد الملك ، عليها يحيا و عليها يموت و عليها يبعث .. الخ . تهذيب تاريخ دمشق (4/68 ) . و يروى أنه قيل له قبل وفاته : ألا تتوب ؟ فقال : إن كنت مسيئاً فليست هذه ساعة التوبة ، وإن كنت محسناً فليست ساعة الفزع . محاضرات الأدباء (4/495 ) . و قد ورد أيضاً أنه دعا فقال : اللهم اغفر لي فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل . تاريخ دمشق (4/82) . والبداية والنهاية (9/138) . ونقول للذين يطعنون في نيات الناس اسمعوا إلى قول الحسن رحمه الله حينما سمع أحد جلاسه يسب الحجاج بعد وفاته ، فأقبل مغضباً و قال : يا ابن أخي فقد مضى الحجاج إلى ربه ، و إنك حين تقدم على الله ستجد إن أحقر ذنبٍ ارتكبته في الدنيا أشد على نفسك من أعظم ذنبٍ اجترحه الحجاج ، و لكل منكما يومئذٍ شأن يغنيه ، و اعلم يا ابن أخي أن الله عز وجل سوف يقتص من الحجاج لمن ظلمهم ، كما سيقتص للحجاج ممن ظلموه فلا تشغلن نفسك بعد اليوم بسب أحد . ذكره أبو نعيم في الحلية (2/271) . والله أعلم .. أما عن الدراسات التي كتبت عن الحجاج فقد قدمت عدد من الرسائل الجامعية في دراسة شخصية الحجاج بن يوسف الثقفي و منجزاته الحضارية و أعماله .. و ذلك من أجل إظهار الصورة الأخرى التي كادت أن تنمحي من الوجود بسبب ما اشتهر عنه من أباطيل .. فمن الدراسات كتاب بعنوان : ( الحجاج بن يوسف الثقفي المفترى عليه ) للدكتور : محمود زيادة . و كذلك كتاب آخر بنفس العنوان تقريباً للدكتور إحسان صدقي العمد .. و هما من أفضل ما كتب عن الحجاج .. و أيضاً هناك رسائل أخرى صغيرة تتحدث كذلك عن بعض ما أشيع حول الحجاج .. أخوكم : أبو عبد الله الذهبي .. قصةٌ منكرةٌ : عُرف الحجاجُ كما ذكرنا سابقاً بأنهُ سفاكٌ للدماءِ ، ومن أشهرِ من قُتل بين يديهِ العالمُ النحريرُ سعيدُ بنُ حبير ، وقد وردت قصةٌ منكرةٌ في طريقةِ قتلِ الحجاجِ لسعيدِ بنِ جبير ، تذكرُ في ترجمةِ الحجاجِ ، وهذا لا يعني أن الحجاجَ لم يقتل سعيدَ بنَ جبير ، وإنما إيرادُ القصةِ بهذا السياقِ هو الذي ينكرُ فيها ، وإليكم القصة كما ذكرها الحافظُ الذهبي في " السير " (4/329 - 332) : حَامِدُ بنُ يَحْيَى البَلْخِيُّ : حَدَّثَنَا حَفْصٌ أَبُو مُقَاتِلٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ ، حَدَّثَنَا عَوْنُ بنُ أَبِي شَدَّادٍ : بَلَغَنِي أَنَّ الحَجَّاجَ لَمَّا ذُكِرَ لَهُ سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ ، أَرْسَلَ إِلَيْهِ قَائِداً يُسَمَّى المُتَلَمِّسَ بنَ أَحْوَصَ فِي عِشْرِيْنَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُوْنَهُ ، إِذَا هُمْ برَاهِبٍ فِي صَوْمَعَتِهِ ، فَسَأَلُوْهُ عَنْهُ ؟ فَقَالَ: صِفُوْهُ لِي . فَوَصَفُوْهُ ، فَدَلَّهُمْ عَلَيْهِ ، فَانْطَلقُوا ، فَوَجَدُوْهُ سَاجِداً يُنَاجِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ ، فَدَنَوْا ، وَسَلَّمُوا ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ ، فَأَتَمَّ بَقِيَّةَ صَلاَتِهِ ، ثُمَّ رَدَّ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ ، فَقَالُوا : إِنَّا رُسُلُ الحَجَّاجِ إِلَيْكَ ، فَأَجِبْهُ . قَالَ : وَلاَ بُدَّ مِنَ الإِجَابَةِ ؟ قَالُوا : لاَ بُدَّ . فَحَمِدَ اللهَ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَقَامَ مَعَهُم ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى دَيْرِ الرَّاهِبِ ، فَقَالَ الرَّاهِبُ : يَا مَعْشَرَ الفُرْسَانِ أَصَبْتُمْ صَاحِبَكُم ؟ قَالُوا : نَعَمْ . فَقَالَ : اصْعَدُوا ، فَإِنَّ اللَّبْوَةَ وَالأَسَدَ يَأْوِيَانِ حَوْلَ الدَّيْرِ . فَفَعَلُوا ، وَأَبَى سَعِيْدٌ أَنْ يَدْخُلَ ، فَقَالُوا : مَا نَرَاكَ إِلاَّ وَأَنْتَ تُرِيْدُ الهَرَبَ مِنَّا . قَالَ: لاَ ، وَلَكِنْ لاَ أَدْخُلُ مَنْزِلَ مُشْرِكٍ أَبَداً . قَالُوا : فَإِنَّا لاَ نَدَعُكَ ، فَإِنَّ السِّبَاعَ تَقْتُلُكَ . قَالَ : لاَ ضَيْرَ، إِنَّ مَعِيَ رَبِّي يَصْرِفُهَا عَنِّي ، وَيَجْعَلُهَا حَرَساً تَحْرُسُنِي . قَالُوا : فَأَنْتَ مِنَ الأَنْبِيَاءِ ؟ قَالَ : مَا أَنَا مِنَ الأَنْبِيَاءِ ، وَلَكِنْ عَبْدٌ مِنْ عَبِيْدِ اللهِ مُذْنِبٌ . قَالَ الرَّاهِبُ : فَلْيُعْطِنِي مَا أَثِقُ بِهِ عَلَى طُمَأْنِيْنَةٍ . فَعَرَضُوا عَلَى سَعِيْدٍ أَنْ يُعْطِيَ الرَّاهِبَ مَا يُرِيْدُ . قَالَ : إِنِّي أُعْطِي العَظِيْمَ الَّذِي لاَ شَرِيْكَ لَهُ ، لاَ أَبْرَحُ مَكَانِي حَتَّى أُصْبِحَ - إِنْ شَاءَ اللهُ - . فَرَضِيَ الرَّاهِبُ بِذَلِكَ ، فَقَالَ لَهُم : اصْعَدُوا ، وَأَوْتِرُوا القِسِّيَّ ، لِتُنَفِّرُوا السِّبَاعَ عَنْ هَذَا العَبْدِ الصَّالِحِ ، فَإِنَّهُ كَرِهَ الدُّخُوْلَ فِي الصَّوْمَعَةِ لِمَكَانِكُمْ . فَلَمَّا صَعِدُوا ، وَأَوْتَرُوا القِسِّيَّ ، إِذَا هُمْ بِلَبْوَةٍ قَدْ أَقْبَلَتْ ، فَلَمَّا دَنَتْ مِنْ سَعِيْدٍ ، تَحَكَّكَتْ بِهِ ، وَتَمَسَّحَتْ بِهِ ، ثُمَّ رَبَضَتْ قَرِيْباً مِنْهُ ، وَأَقْبَلَ الأَسَدُ يَصْنَعُ كَذَلِكَ . فَلَمَّا رَأَى الرَّاهِبُ ذَلِكَ ، وَأَصْبَحُوا ، نَزَلَ إِلَيْهِ ، فَسَأَلَهُ عَنْ شَرَائِعِ دِيْنِهِ ، وَسُنَنِ رَسُوْلِهِ ، فَفَسَّرَ لَهُ سَعِيْدٌ ذَلِكَ كُلَّهُ ، فَأَسْلَمَ ، وَأَقْبَلَ القَوْمُ عَلَى سَعِيْدٍ يَعْتَذِرُوْنَ إِلَيْهِ ، وَيُقَبِّلُوْنَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ ، وَيَأْخُذُوْنَ التُّرَابَ الَّذِي وَطِئَهُ ، فَيَقُوْلُوْنَ : يَا سَعِيْدُ ، حَلَّفَنَا الحَجَّاجُ بِالطَّلاَقِ وَالعَتَاقِ ، إِنْ نَحْنُ رَأَيْنَاكَ لاَ نَدَعُكَ حَتَّى نُشْخِصَكَ إِلَيْهِ ، فَمُرْنَا بِمَا شِئْتَ . قَالَ : امْضُوا لأَمْرِكُم ، فَإِنِّي لاَئِذٌ بِخَالِقِي ، وَلاَ رَادَّ لِقَضَائِهِ . فَسَارُوا حَتَّى بَلَغُوا وَاسِطَ ، فَقَالَ سَعِيْدٌ : قَدْ تَحَرَّمْتُ بِكُم وَصَحِبْتُكُم ، وَلَسْتُ أَشُكُّ أَنَّ أَجَلِي قَدْ حَضَرَ ، فَدَعُوْنِي اللَّيْلَةَ آخُذْ أُهْبَةَ المَوْتِ ، وَأَسْتَعِدَّ لِمُنْكَرٍ وَنَكِيْرٍ ، وَأَذْكُرْ عَذَابَ القَبْرِ ، فَإِذَا أَصْبَحْتُم ، فَالمِيْعَادُ بَيْنَنَا المَكَانُ الَّذِي تُرِيْدُوْنَ . فَقَالَ بَعْضُهُم : لاَ تُرِيْدُوْنَ أَثَراً بَعْد عَيْنٍ .وَقَالَ بَعْضُهُم : قَدْ بَلَغْتُم أَمْنَكُم ، وَاسْتَوْجَبْتُم جَوَائِزَ الأَمِيْرِ ، فَلاَ تَعْجَزُوا عَنْهُ . وَقَالَ بَعْضُهُم : يُعْطِيْكُم مَا أَعْطَى الرَّاهِبَ ، وَيْلَكُم ! أَمَا لَكُم عِبْرَةٌ بِالأَسَدِ . وَنَظَرُوا إِلَى سَعِيْدٍ قَدْ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ ، وَشَعِثَ رَأْسُهُ ، وَاغْبَرَّ لَوْنُهُ ، وَلَمْ يَأْكُلْ ، وَلَمْ يَشْرَبْ ، وَلَمْ يَضْحَكْ مُنْذُ يَوْمِ لَقُوْهُ وَصَحِبُوْهُ ، فَقَالُوا : يَا خَيْرَ أَهْلِ الأَرْضِ ، لَيْتَنَا لَمْ نَعْرِفْكَ ، وَلَمْ نُسَرَّحْ إِلَيْكَ ، الوَيْلُ لَنَا وَيْلاً طَوِيْلاً ، كَيْفَ ابْتُلِيْنَا بِكَ ! اعْذُرْنَا عِنْدَ خَالِقِنَا يَوْمَ الحَشْرِ الأَكْبَرِ ، فَإِنَّهُ القَاضِي الأَكْبَرُ ، وَالعَدْلُ الَّذِي لاَ يَجُوْرُ . قَالَ : مَا أَعْذَرَنِي لَكُم وَأَرْضَانِي لِمَا سَبَقَ مِنْ عِلْمِ اللهِ فِيَّ . فَلَمَّا فَرَغُوا مِنَ البُكَاءِ وَالمُجَاوَبَةِ ، قَالَ كَفِيْلُهُ : أَسْأَلُكَ بِاللهِ لَمَا زَوَّدْتَنَا مِنْ دُعَائِكَ وَكَلاَمِكَ ، فَإِنَّا لَنْ نَلْقَى مِثْلَكَ أَبَداً . فَفَعَلَ ذَلِكَ ، فَخَلَّوْا سَبِيْلَهُ ، فَغَسَلَ رَأْسَهُ وَمِدْرَعَتَهُ وَكِسَاءهُ ، وَهُم مُحْتَفُوْنَ اللَّيْلَ كُلَّهُ ، يُنَادُوْنَ بِالوَيْلِ وَاللَّهْفِ . فَلَمَّا انْشَقَّ عَمُوْدُ الصُّبْحِ ، جَاءهُم سَعِيْدٌ ، فَقَرَعَ البَابَ ، فَنَزَلُوا ، وَبَكَوْا مَعَهُ ، وَذَهَبُوا بِهِ إِلَى الحَجَّاجِ ، وَآخَرَ مَعَهُ ، فَدَخَلاَ ، فَقَالَ الحَجَّاجُ : أَتَيْتُمُوْنِي بِسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، وَعَايَنَّا مِنَّا العَجَبَ . فَصَرَفَ بِوَجْهِهِ عَنْهُم ، فَقَالَ : أَدْخِلُوْهُ عَلَيَّ . فَخَرَجَ المُتَلَمِّسُ ، فَقَالَ لِسَعِيْدٍ : أَسْتَوْدِعُكَ اللهَ ، وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلاَمَ . فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ: مَا اسْمُكَ ؟ قَالَ: سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ . قَالَ : أَنْتَ شَقِيُّ بنُ كُسَيْرٍ . قَالَ : بَلْ أُمِّي كَانَتْ أَعْلَمَ بِاسْمِي مِنْكَ . قَالَ : شَقِيْتَ أَنْتَ ، وَشَقِيَتْ أُمُّكَ . قَالَ : الغَيْبُ يَعْلَمُهُ غَيْرُكَ . قَالَ : لأُبْدِلَنَّكَ بِالدُّنْيَا نَاراً تَلَظَّى . قَالَ : لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ ذَلِكَ بِيَدِكَ لاتَّخَذْتُكَ إِلَهاً . قَالَ : فَمَا قَوْلُكَ فِي مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ؟ قَالَ : نَبِيُّ الرَّحْمَةِ ، إِمَامُ الهُدَى . قَالَ : فَمَا قَوْلُكَ فِي عَلِيٍّ ، فِي الجَنَّةِ هُوَ أَمْ فِي النَّارِ ؟ قَالَ : لَوْ دَخَلْتُهَا ، فَرَأَيْتُ أَهْلَهَا ، عَرَفْتُ . قَالَ : فَمَا قَوْلُكَ فِي الخُلَفَاءِ ؟ قَالَ: لَسْتُ عَلَيْهِم بِوَكِيْلٍ . قَالَ : فَأَيُّهُم أَعْجَبُ إِلَيْكَ ؟ قَالَ : أَرْضَاهُم لِخَالِقِي . قَالَ: فَأَيُّهُم أَرْضَى لِلْخَالِقِ ؟ قَالَ: عِلْمُ ذَلِكَ عِنْدَهُ . قَالَ : أَبَيْتَ أَنْ تَصْدُقَنِي . قَالَ : إِنِّي لَمْ أُحِبَّ أَنْ أَكْذِبَكَ . قَالَ : فَمَا بَالُكَ لَمْ تَضْحَكْ ؟ قَالَ : لَمْ تَسْتَوِ القُلُوْبُ . قَالَ : ثُمَّ أَمَرَ الحَجَّاجُ بِاللُّؤْلُؤِ وَاليَاقُوْتِ وَالزَّبَرْجَدِ، فَجَمَعَهُ بنُ يَدَيْ سَعِيْدٍ ، فَقَالَ : إِنْ كُنْتَ جَمَعْتَهُ لِتَفْتَدِيَ بِهِ مِنْ فَزَعِ يَوْمِ القِيَامَةِ فَصَالِحٌ ، وَإِلاَّ فَفَزْعَةٌ وَاحِدَةٌ تُذْهِلُ كُلَّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ ، وَلاَ خَيْرَ فِي شَيْءٍ جُمِعَ لِلدُّنْيَا إِلاَّ مَا طَابَ وَزَكَا . ثُمَّ دَعَا الحَجَّاجُ بِالعُوْدِ وَالنَّايِ ، فَلَمَّا ضُرِبَ بِالعُوْدِ وَنُفِخَ فِي النَّايِ ، بَكَى ، فَقَالَ الحَجَّاجُ : مَا يُبْكِيْكَ ؟ هُوَ اللَّهْوُ . قَالَ : بَلْ هُوَ الحُزْنُ ، أَمَّا النَّفْخُ فَذَكَّرَنِي يَوْمَ نَفْخِ الصُّوْرِ ، وَأَمَّا العُوْدُ فَشَجَرَةٌ قُطِعَتْ مِنْ غَيْرِ حَقٍّ ، وَأَمَّا الأَوْتَارُ فَأَمْعَاءُ شَاةٍ يُبْعَثُ بِهَا مَعَكَ يَوْمَ القِيَامَةِ . فَقَالَ الحَجَّاجُ : وَيْلَكَ يَا سَعِيْدُ ! قَالَ : الوَيْلُ لِمَنْ زُحْزِحَ عَنِ الجَنَّةِ ، وَأُدْخِلَ النَّارُ . قَالَ : اخْتَرْ أَيَّ قِتْلَةٍ تُرِيْدُ أَنْ أَقْتُلَكَ ؟ قَالَ : اخْتَرْ لِنَفْسِكَ يَا حَجَّاجُ ، فَوَاللهِ مَا تَقْتُلُنِي قِتْلَةً ، إِلاَّ قَتَلْتُكَ قَتْلَةً فِي الآخِرَةِ . قَالَ : فَتُرِيْدُ أَنْ أَعْفُوَ عَنْكَ ؟ قَالَ : إِنْ كَانَ العَفْوُ ، فَمِنَ اللهِ ، وَأَمَّا أَنْتَ فَلاَ بَرَاءةَ لَكَ وَلاَ عُذْرَ . قَالَ : اذْهبُوا بِهِ ، فَاقْتُلُوْهُ . فَلَمَّا خَرَجَ مِنَ البَابِ ، ضَحِكَ ، فَأُخْبِرَ الحَجَّاجُ بِذَلِكَ ، فَأَمَرَ بِرَدِّهِ ، فَقَالَ : مَا أَضْحَكَكَ ؟ قَالَ : عَجِبْتُ مِنْ جُرْأَتِكَ عَلَى اللهِ ، وَحِلْمِهِ عَنْكَ ! فَأَمَرَ بِالنِّطْعِ، فَبُسِطَ ، فَقَالَ : اقْتُلُوْهُ . فَقَالَ : " وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ " . قَالَ : شُدُّوا بِهِ لِغَيْرِ القِبْلَةِ . قَالَ : " فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ " . قَالَ : كُبُّوْهُ لِوَجْهِهِ . قَالَ : " مِنْهَا خَلَقْنَاكُم، وَفِيْهَا نُعِيْدُكُم " . قَالَ: اذْبَحُوْهُ . قَالَ : إِنِّي أَشْهَدُ وَأُحَاجُّ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ ، خُذْهَا مِنِّي حَتَّى تَلْقَانِي يَوْمَ القِيَامَةِ . ثُمَّ دَعَا اللهَ سَعِيْدٌ ، وَقَالَ : اللَّهُمَّ لاَ تُسَلِّطْهُ عَلَى أَحَدٍ يَقْتُلُهُ بَعْدِي . فَذُبِحَ عَلَى النِّطْعِ . وَبَلَغَنَا : أَنَّ الحَجَّاجَ عَاشَ بَعْدَهُ خَمْسَ عَشَرةَ لَيْلَةً ، وَقَعَتْ فِي بَطْنِهِ الأَكِلَةُ ، فَدَعَا بِالطَّبِيْبِ لِيَنْظُرَ إِلَيْهِ ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ ، ثُمَّ دَعَا بِلَحْمٍ مُنْتِنٍ ، فَعَلَّقَهُ فِي خَيْطٍ ، ثُمَّ أَرْسَلَهُ فِي حَلْقِهِ ، فَتَرَكَهُ سَاعَةً ، ثُمَّ اسْتَخْرَجَهُ ، وَقَدْ لَزِقَ بِهِ مِنَ الدَّمِ ، فَعَلِمَ أَنَّهُ لَيْسَ بِنَاجٍ .ا.هـ. قال الإمامُ الذهبي بعد ذكر الروايةِ : هَذِهِ حِكَايَةٌ مُنْكَرَةٌ ، غَيْرُ صَحِيْحَةٍ .ا.هـ. والقصةُ في سندها حَفْصُ بنُ سليم أَبُو مُقَاتِلٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ . قال الذهبي في " الميزان " (1/557) : وهاه قتيبة شديداً ، وكذبهُ ابنُ مهدي لكونهِ روى عن عبيدِ الله عن نافع عن ابنِ عمر مرفوعاً : من زار قبرَ أمهِ كان كعمرةٍ . وسئل عنه إبراهيمُ بنُ طهمان فقال : خذوا عنهُ عبادتهِ وحسبكم . وذكر بعضاً من رواياتهِ .ا.هـ. وقال الحافظُ ابنُ حجر في " اللسان " (2/393) : قلتُ : ووهاهُ الدارقطني أيضاً . وقال الخليلي : مشهورٌ بالصدقِ ، غيرُ مخرجٌ في الصحيحِ ، وكان يفتي ، ولهُ في الفقهِ محلٌ ، وتعنى بجمع حديثهُ . ولهُ ذكرٌ في العللِ التي في آخرِ الترمذي ، وأغفلهُ المزي . قال الترمذي : حدثنا موسى بنُ حزام ، سمعتُ صالحَ بنُ عبدِ اللهِ قال : كنا عند أبي مقاتل السمرقندي ، فجعل يروي عن عونِ بنِ شداد الأحاديثَ الطوال التي كانت تروى في وصيةِ لقمان ، وقتلِ سعيدِ بنِ جبير ، وما أشبه ذلك ، فقال له ابنُ أخيه : يا عمُ لا تقل حدثنا عون ، فإنك لم تسمع هذه الأشياء ، فقال : بلى ؛ هو كلامٌ حسنٌ .ا.هـ. وقال الإمامُ ابنُ كثيرِ في " البداية والنهاية " (9/117) : وقال أبو نعيم في كتابه الحلية ، ثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا محمد بن أحمد ابن أبي خلف ، ثنا شعبان ، عن سالم بن أبي حفصة ، قال : لما أتى بسعيد بن جبير إلى الحجاج قال له : أنت الشقي بن كسير؟ قال : لا ! إنما أنا سعيد بن جبير ، قال: لأقتلنك ، قال : أنا إذا كما سمتني أمي سعيداً ! قال : شقيت وشقيت أمك ، قال : الأمر ليس إليك ، ثم قال : اضربوا عنقه ، فقال : دعوني أصلي ركعتين ، قال : وجهوه إلى قبلة النصارى ، قال: " فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ " [ البقرة : 115 ] قال : إني أستعيذ منك بما استعاذت به مريم ، قال : وما عاذت به ؟ قال : قالت : " إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيّاً " [ مريم : 17 ] قال سفيان : لم يقتل بعده إلا واحداً . وفي رواية أنه قال له : لأبدلنك بالدنيا ناراً تلظى ، قال : لو علمت أن ذلك بيدك لاتخذتك إلهاً. وفي رواية : أنه لما أراد قتله قال : وجهوه إلى قبلة النصارى ، فقال : " فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ " فقال : اجلدوا به الأرض ، فقال : " مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى " [ طه : 55 ] فقال : اذبح فما أنزعه لآيات الله منذ اليوم . فقال : اللهم لا تسلطه على أحد بعدي. وقد ذكر أبو نعيم هنا كلاماً كثيراً في مقتل سعيد ابن جبير أحسنه هذا ، والله أعلم . وقد ذكرنا صفة مقتله إياه ، وقد رويت آثار غريبة في صفة مقتله ، أكثرها لا يصح .ا.هـ. والنكارةُ في القصةِ واضحةٌ جداً ، ومن أوجهِ النكارةِ فيها : 1 - قولِ عَوْنِ بنِ أَبِي شَدَّادٍ : بَلَغَنِي . فمن الذي أبلغهُ ؟ فالواسطةُ مجهولةٌ . 2 - قصةٌ اللَّبْوَةِ وَالأَسَدِ ، فأين الأخذُ بالأسبابِ ؟ وقد جاء في ترجمةِ سعيدِ بنِ جبير أنهُ تنقل بين البلادِ فراراً من بطشِ الحجاجِ حتى قال : وَاللهِ لَقَدْ فَرَرْتُ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنَ اللهِ . قال الإمامُ الذهبي في " السير " (4/338) معلقاً على كلامِ سعيدِ بنِ جبير : " قُلْتُ : طَالَ اخْتِفَاؤُهُ ، فَإِنَّ قِيَامَ القُرَّاءِ عَلَى الحَجَّاجِ كَانَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ ، وَمَا ظَفِرُوا بِسَعِيْدٍ إِلَى سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ ؛ السَّنَةِ الَّتِي قَلَعَ اللهُ فِيْهَا الحَجَّاجَ .ا.هـ. فهل يُعقلُ أن يفرَ سعيدُ بنُ جبير ثلاثَ سنواتٍ من الحجاجِ ويأخذُ بالأسبابِ ثم يأتي على أمرٍ ذكر في القصةِ ولا يفعلهُ ؟ هذا أمرٌ مستبعدٌ جداً . 3 - سؤالُ الحجاجِ لسعيدِ بن جبير عن الخليفةِ الرابعِ على بنِ أبي طالب رضي اللهُ عنه عندما قال له : فَمَا قَوْلُكَ فِي عَلِيٍّ ، فِي الجَنَّةِ هُوَ أَمْ فِي النَّارِ ؟ قَالَ : لَوْ دَخَلْتُهَا ، فَرَأَيْتُ أَهْلَهَا ، عَرَفْتُ . يلتمسُ منهُ إثباتُ تهمةِ الحجاجِ بأنهُ ناصبي ، وهذا أمرٌ قد يكونُ من فعلِ الرافضةِ ، وقد رد الإمامُ ابنُ كثيرٍ هذه الفريةِ عن الحجاجِ في " البداية والنهاية " كما تقدم في عنوان : " الحجاجُ عذابُ اللهِ " . فليرجع إليهِ . 4 - تقديمُ العودِ والناي بين يدي سعيدِ بنِ جبير . وأكنفي بهذه الأوجه . هل يُلعنُ الحجاج بن يوسف : هل يُلعنُ الحجاج بن يوسف : قد يقومُ بعضُ الناسِ بلعنِ الحجاجِ بنِ يوسف كلما ورد اسمهُ عليه ، فهل هذا الفعلُ من الشرعِ في شيءٍ ؟ قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ : فَلِهَذَا كَانَ أَهْل الْعِلْمِ يَخْتَارُونَ فِيمَنْ عُرِفَ بِالظُّلْمِ وَنَحْوِهِ مَعَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ لَهُ أَعْمَالٌ صَالِحَةٌ فِي الظَّاهِرِ - كَالْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ وَأَمْثَالِهِ - أَنَّهُمْ لَا يَلْعَنُونَ أَحَدًا مِنْهُمْ بِعَيْنِهِ ؛ بَلْ يَقُولُونَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : " أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ " فَيَلْعَنُونَ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ عَامًّا . كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَبَائِعَهَا وَمُشْتَرِيهَا وَسَاقِيَهَا وَشَارِبَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إلَيْهِ وَآكِلَ ثَمَنِهَا " وَلَا يَلْعَنُونَ الْمُعَيَّنَ . كَمَا ثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَغَيْرِهِ : " أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُدْعَى حِمَارًا وَكَانَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ . وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْلِدُهُ . فَأُتِيَ بِهِ مَرَّةً . فَلَعَنَهُ رَجُلٌ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَلْعَنْهُ . فَإِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ " . وَذَلِكَ لِأَنَّ اللَّعْنَةَ مِنْ بَابِ الْوَعِيدِ وَالْوَعِيدُ الْعَامُّ لَا يُقْطَعُ بِهِ لِلشَّخْصِ الْمُعَيَّنِ لِأَحَدِ الْأَسْبَابِ الْمَذْكُورَةِ : مِنْ تَوْبَةٍ أَوْ حَسَنَاتٍ مَاحِيَةٍ أَوْ مَصَائِبَ مُكَفِّرَةٍ أَوْ شَفَاعَةٍ مَقْبُولَةٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ .ا.هـ. فتاوى أهلِ العلمِ في الحجاجِ بنِ يوسف : الســؤال بعض الناس عندما يتعرض لسيرة الحجاج يسبة ويلعنه، فهل ذلك يصح، علما بأنه كانت له بعض فتوحات إسلامية لأراضٍ غير إسلامية، وهل هو يعتبر من الفئة الباغية؟ الفتــوى الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد : فأما لعن الحجاج بن يوسف فينبغي تركه بناء على أن الفاسق المعين لا يلعن بخصوصه إما تحريماً أو تنزيها، وإذا قال قائل ألم يك ظالماً ؟ ألم يقتل الصحابة فلماذا لا نلعنه ؟ نجيبه بما قال شيخ الإسلام ابن تيمية قال : نحن إذا ذكر الظالمون كالحجاج بن يوسف وأمثاله نقول كما قال الله في القرآن "ألا لعنة الله على الظالمين" ولا نحب أن نلعن أحداً بعينه وقد لعنه-أي يزيد بن معاوية - قوم من العلماء، وهذا مذهب يسوغ فيه الاجتهاد، لكن ذلك القول أحب إلينا وأحسن... انتهى . وأما ذكر مثالبه وظلمه وفجوره، فلا مانع من ذكر ذلك وإن كانت له حسنات وفتوحات، وقد ترجم له الذهبي فقال: الحجاج أهلكه الله في رمضان سنة 95 كهلاً، كان ظلوماً جباراً ناصبياً خبيثاً سفاكاً للدماء.... فنسبُّه ولا نحبه بل نبغضه في الله، فإن ذلك من أوثق عرى الإيمان، وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبه وأمره إلى الله.... انتهى. والحجاج لم يك من الفئة الباغية، بل كان حاكماً على العراق والمشرق كله من قبل أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان. والله أعلم. المفتـــي : مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه http://www.islamweb.net/web/fatwa.showSing...جاج%20بن%20يوسف _________________________________________________________________ السؤال: أرجو أن تجيب على هذا السؤال فهو مهم بالنسبة لي ، فقد كنت أقرأ في صفحة معادية للإسلام على الإنترنت حيث قال أحد النصارى بأن الشيخ السجستاني قال في كتابه " المصاحف " بأن الحجاج قد غيَّر في حروف المصحف وغيَّر على الأقل عشر كلمات ، يدَّعي بأن السجستاني قد ألَّف كتاب اسمه " ما غيَّره الحجاج في مصحف عثمان " وقد ادَّعى هذا النصراني بأنَّه جمع الكلمات العشر التي تم تغييرها باللغة العربية . حاولتُ الحصول على نسخةٍ من هذا الكتاب دون جدوى فأرجو التوضيح ، فأنا لا أتخيَّل أنَّ جميع العلماء والحفَّاظ يسمحون لشخصٍ بأن يغيِّر القرآن ولا يقولوا شيئاً ، حتى ولو أن السجستاني روى هذا . هذا الأمر لا يُعقل أبداً لأننا لسنا كاليهود والنصارى لا نحفظ كتابنا ونتركه لرجال الدين ، فالمسلمون يحفظ كثير منهم القرآن وكلهم يتلوه فلا يعقل أن لا يلاحظ أحد الفروق والاختلافات . الجواب: الحمد لله أولاً : لا يمكن أن يتطرق الشك بالنسبة للمسلم في ثبوت القرآن ، فقد تكفَّل الله تعالى بحفظ القرآن فقال تعالى : " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " [ الحجر : 9 ] ، وقد كان القرآن محفوظاً في صدور الحفاظ من الصحابة وعلى جذوع الأشجار واللخاف ( الخزف ) إلى زمان الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وفي حروب الردة قتل كثير من حفاظ الصحابة فخشي أبو بكر- رضي الله عنه -أن يذهب القرآن ويضيع في صدور الصحابة ، فاستشار كبار الصحابة لجمع القرآن كاملا في كتابٍ واحدٍ حتى يبقى محفوظاً من الضياع ، وأوكل المهمة إلى جبل الحفظ زيد بن ثابت وغيره من كتاب الوحي فأخرج البخاري في " صحيحه " ( 4986 ) عن زيد بن ثابت رضي الله تعالى عنه قال : " أرسل إليّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده قال أبو بكر رضي الله تعالى عنه إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن ، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن ، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن قلت لعمر : كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! قال عمر : هذا والله خير فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر قال زيد : قال أبو بكر : إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه فو الله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن قلت : كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله قال هو والله خير فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره { لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم } حتى خاتمة براءة فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حياته ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله تعالى عنهما ". ثانياً : وأما الحجاج فلم يباشر بنفسه كتابة المصحف ، بل أمره بعض الحاذقين بذلك ، وإليك القصة كاملة : قال الزرقاني : والمعروف أن المصحف العثماني لم يكن منقوطاً … وسواء أكان هذا أم ذاك فإن إعجام – أي : تنقيط - المصاحف لم يحدث على المشهور إلا في عهد عبد الملك بن مروان ، إذ رأى أن رقعة الإسلام قد اتسعت واختلط العرب بالعجم وكادت العجمة تمس سلامة اللغة وبدأ اللبس والإشكال في قراءة المصاحف يلح بالناس حتى ليشق على السواد منهم أن يهتدوا إلى التمييز بين حروف المصحف وكلماته وهي غير معجمة ، هنالك رأى بثاقب نظره أن يتقدم للإنقاذ فأمر الحجاج أن يُعنى بهذا الأمر الجلل ، وندب " الحجاج " طاعة لأمير المؤمنين رجلين يعالجان هذا المشكل هما : نصر بن عاصم الليثي ، ويحيى بن يعمر العدواني ، وكلاهما كفء قدير على ما ندب له ، إذ جمعا بين العلم والعمل والصلاح والورع والخبرة بأصول اللغة ووجوه قراءة القرآن ، وقد اشتركا أيضاً في التلمذة والأخذ عن أبي الأسود الدؤلي ، ويرحم الله هذين الشيخين فقد نجحا في هذه المحاولة وأعجما المصحف الشريف لأول مرة ونقطا جميع حروفه المتشابهة ، والتزما ألا تزيد النقط في أي حرف على ثلاث ، وشاع ذلك في الناس بعدُ فكان له أثره العظيم في إزالة الإشكال واللبس عن المصحف الشريف . وقيل : إن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي ، وإن ابن سيرين كان له مصحف منقوط نقطه يحيى بن يعمر ، ويمكن التوفيق بين هذه الأقوال بأن أبا الأسود أول من نقط المصحف ولكن بصفة فردية ، ثم تبعه ابن سيرين ، وأن عبد الملك أول من نقط المصحف ، ولكن بصفة رسميَّة عامَّة ذاعت وشاعت بين الناس دفعاً للبس ، والإشكال عنهم في قراءة القرآن . " مناهل العرفان " ( 1 / 280 ، 281 ) . ثالثاً : وأما ما جاء في السؤال نقلاً عن كتاب " المصاحف " لابن أبي داود : فإليك الرواية فيه والحكم عليها : عن عبَّاد بن صهيب عن عوف بن أبي جميلة أن الحجاج بن يوسف غيّر في مصحف عثمان أحد عشر حرفاً ، قال : كانت في البقرة : 259 { لم يتسن وانظر } بغير هاء ، فغيرها " لَم يَتَسَنه " . وكانت في المائدة : 48 { شريعة ومنهاجاً } ، فغيّرها " شِرعَةً وَمِنهاجَاً ". وكانت في يونس : 22 { هو الذي ينشركم } ، فغيَّرها " يُسَيّرُكُم " . وكانت في يوسف : 45 { أنا آتيكم بتأويله } ، فغيَّرها " أنا أُنَبِئُكُم بِتَأوِيلِهِ " . وكانت في الزخرف : 32 { نحن قسمنا بينهم معايشهم } ، فغيّرها " مَعِيشَتَهُم " . وكانت في التكوير : 24 { وما هو على الغيب بظنين } ، فغيّرها { بِضَنينٍ }… الخ .. كتاب " المصاحف " للسجستاني ( ص 49 ) . وهذه الرواية ضعيفة جدّاً أو موضوعة ؛ إذ فيها " عبَّاد بن صهيب " وهو متروك الحديث . قال علي بن المديني : ذهب حديثه ، وقال البخاري والنسائي وغيرهما : متروك ، وقال ابن حبان : كان قدريّاً داعيةً ، ومع ذلك يروي أشياء إذا سمعها المبتدئ في هذه الصناعة شهد لها بالوضع ، وقال الذهبي : أحد المتروكين . انظر " ميزان الاعتدال " للذهبي ( 4 / 28 ) . ومتن الرواية منكر باطل ، إذ لا يعقل أن يغيِّر شيئاً من القرآن فيمشي هذا التغيير على نسخ العالم كله ، بل إن بعض من يرى أن القرآن ناقص غير كامل من غير المسلمين كالرافضة - الشيعة – أنكرها ونقد متنها : قال الخوئي – وهو من الرافضة - : هذه الدعوى تشبه هذيان المحمومين وخرافات المجانين والأطفال ، فإنّ الحجّاج واحدٌ من ولاة بني أُمية ، وهو أقصر باعاً وأصغر قدراً من أن ينال القرآن بشيءٍ ، بل هو أعجز من أن يغيّر شيئاً من الفروع الإسلامية ، فكيف يغير ما هو أساس الدين وقوام الشريعة ؟! ومن أين له القدرة والنفوذ في جميع ممالك الإسلام وغيرها مع انتشار القرآن فيها ؟ وكيف لم يذكر هذا الخطب العظيم مؤرخ في تاريخه ، ولا ناقد في نقده مع ما فيه من الأهمية ، وكثرة الدواعي إلى نقله ؟ وكيف لم يتعرض لنقله واحد من المسلمين في وقته ؟ وكيف أغضى المسلمون عن هذا العمل بعد انقضاء عهد الحجاج وانتهاء سلطته ؟ وهب أنّه تمكّن من جمع نسخ المصاحف جميعها ، ولم تشذّ عن قدرته نسخةٌ واحدةٌ من أقطار المسلمين المتباعدة ، فهل تمكّن من إزالته عن صدور المسلمين وقلوب حفظة القرآن وعددهم في ذلك الوقت لا يحصيه إلاّ الله . " البيان في تفسير القرآن " ( ص 219 ) . وما نقله السائل عن الإمام السجستاني من أنه ألَّف كتاباً اسمه " ما غيَّره الحجاج في مصحف عثمان " : غير صحيح بل كذب ظاهر ، وكل ما هنالك أن الإمام السجستاني ترجم للرواية سالفة الذكر عن الحجاج بقوله : ( باب ما كتب الحجَّاج بن يوسف في المصحف ) . وعلى هذا فإنه لا يمكن أن يعتمد على هذا الرواية بحال من الأحوال ، ويكفي في تكذيبها أنه لم يثبت حتى الآن أن أحداً نجح في محاولة لتغيير حرف واحد ، فلو كان ما روي صحيحاً لأمكن تكراره خاصة في عصور ضعف المسلمين وشدة الكيد من أعدائهم ، بل مثل هذه الشبهات التي تثار هي أحد الأدلة على بطلان هذه الدعاوى ، وأن الأعداء قد عجزوا عن مقارعة حجج القرآن وبيانه فلجؤوا للطعن فيه . والله أعلم الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com) أسألُ اللهَ أن يكونَ في هذا البيانِ كفايةٌ في موضوعِ الحجاجِ بنِ يوسف الثقفي ، وإذا وجدتُ إضافةً سأضعها . كتبهُ عبدُ الله زُقَيْل 17 رمضان 1424 هـ
 - 
	
	
				موقع يتحدث عنه الكثيرون تربح معه مئات الدولارات
topic قام بالرد على راعي النزية's حضرة العمدة في البوابة العامة
شكرا اخي حضرة العمدة مع انني اشك في مصداقية هذه الشركة . او الموقع حيث تابعت الاشتراك خطوه خطوه حتى وصلت الى طلبهم رقم بطاقة الصراف او بطاقة مستر كاراو فيزا . فعندها تيقنت انها نصب في نصب نرجوا من الاخوة الاعضاء الحذر . وشكرا. - 
	اقتصادات دول الخليج العربية بين إرث الطفرة النفطية وتحديات المستقبل ( جريدة البيان الاماراتية ) في أواخر عام 1973 ارتفعت أسعار النفط حوالي أربعة أضعاف وهي أعلى زيادة سجلتها الأسعار منذ بداية اكتشاف وإنتاج النفط. ونتج عن ذلك زيادات هائلة في إيرادات الدول المنتجة وارتفاع غير مسبوق في معدل دخل الفرد في دول الخليج العربية ـ من اقل من ألف دولار في بداية السبعينات إلى أكثر من 12 ألف دولار في منتصف العقد، وهو مستوى أعلى بكثير من متوسط دخل الفرد آنذاك في كوريا الجنوبية البالغ 740دولاراً وفي تايوان 1132دولاراً وفي سنغافورة 3040دولاراً. وساد حينها اعتقاد بان دول الخليج مقبلة على تحقيق معجزة اقتصادية من خلال تلك الإيرادات. والآن وبعد مرور ربع قرن على ذلك يقل متوسط دخل الفرد في دول الخليج العربية البالغ 10360دولارا عنه في الدول الآسيوية الثلاث حيث وصل متوسطه إلى 530,15دولارا في كوريا و22300 دولار في سنغافورة و 20500دولار في تايوان. وبمقارنة معدل نمو دخل الفرد الحقيقي في دول المجلس المقدر بحوالي 5,1% سنويا خلال الخمسة وعشرين عاماً الماضية يلاحظ انه يقل بشكل كبير عن معدلات النمو في الدول الثلاث المشار إليها حيث وصل إلى 7% في كوريا و 2,6% في سنغافورة و 5% في تايوان. ومع أن من أسباب الانخفاض في مستوى دخل الفرد الحقيقي والنقدي ومعدلات نموهما في دول الخليج يعود إلى النمو السكاني إضافة إلى ظروف خارجية مرتبطة بتطورات أسواق النفط وأسعاره، إلا أن السبب الأهم يعود إلى ضعف مقدرتها على تنويع مصادر الدخل الوطني بتحويل الثروة من النفط إلى مصادر وأصول منتجه. إن الدول التي كانت تتمتع بفوائض في موازناتها المالية وارصده مالية خارجية مرتفعه، والتي كانت مستورده للعمالة من مختلف المهن والمهارات، وجدت نفسها وبعد اقل من عقدين من ذلك تعاني من عجوزات مزمنة في ميزانياتها ودين عام متراكم ومعدلات بطالة مرتفعة بين المواطنين. ومع أن كل من تلك الدول جعلت من هدف تقليص الاعتماد على النفط محورياً في سياساتها التنموية، إلا أن معدلات اعتمادها عليه لا تزال مرتفعة باعتباره أكبر مصدر للإيرادات العامة وأعلى مكون للناتج المحلي وأهم سلعة تصدير. والدول التي كانت مرتبطة بالعالم منذ بداية تكوينها قبل أن تصبح العولمة شعاراً وإطار عمل سواء من خلال تدفق الاستثمارات الأجنبية لاستكشاف وإنتاج النفط منها أو من خلال تصديره إلى العالم الخارجي أو من خلال انتقال العمالة إليها من مختلف الدول أصبحت اقل قدرة على التعامل مع علاقات العولمه وانعكاساتها. ومع أن دول المجلس مجتمعه حققت معدل نمو في الناتج المحلي الحقيقي بلغ حوالي 4% سنوياً خلال العقود الثلاثة الماضية، إلا أن المعدل المرتفع لنمو السكان في تلك الدول جعل معدل نمو الناتج الحقيقي للفرد متواضعاً للغاية. يضاف إلى ذلك أن معدلات النمو في الناتج الحقيقي والاسمي لم تأخذ نمطاً مستقراً خلال الفترة (بسبب تذبذب إنتاج وأسعار النفط) ففي حين بلغ معدل نمو الناتج الحقيقي في السبعينات حوالي 10% سنوياً انخفض في العقد التالي إلى اقل من واحد بالمئه سنوياً وارتفع خلال عقد التسعينات إلى حوالي 7,2% سنوياً وخلال العقدين الماضيين كانت معدلات النمو أدنى من معدلات نمو الاقتصاد العالمي ناهيك عن معدلات نمو الاقتصاديات الناشئة في آسيا وغيرها. وفي مقابل ذلك الأداء الاقتصادي لدول المجلس، يلاحظ أنها حققت تقدماً ملحوظاً في مؤشرات التنمية البشرية أعلى من المعدلات العالمية ومعدلات الدول العربية الأخرى نتيجة توجيه الإنفاق العام في سني الوفرة لتطوير البنية الأساسية وتحسين مستويات المعيشة. فقد انخفض معدل الوفيات من 84 لكل ألف من المواليد أوائل السبعينات إلى 18 لكل ألف من المواليد أواخر التسعينات، وارتفع سن توقع الحياة من 58عاماً إلى 72 عاماً خلال الفترة. وفي مجال الصحة انخفض عدد السكان لكل طبيب من أكثر من 3000 في السبعينات إلى اقل من 700 أواخر التسعينات وازداد الإنفاق على الصحة للفرد ونسبة المشمولين بالخدمات الصحية وغيرها من مؤشرات. وفي مجال التعليم تضاعفت خلال الفترة نسبه الملتحقين في المستويات التعليمية الثلاثة وازداد الإنفاق العام على التعليم للفرد. أن التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي مرت بها دول المجلس خلال الخمسة وعشرين عاماً الماضية يفترض أن يصاحبها نمو اقتصادي أكثر ديمومة مصحوباً بزيادة في مساهمة القطاع الخاص ونمو في القطاعات الاقتصادية الأخرى. ولكن هيمنة قطاع النفط ودور الإنفاق الحكومي في الاقتصاد جعل نمو الناتج المحلي عموماً ونمو القطاعات الإنتاجية البديلة ومساهمة القطاع الخاص بالناتج المحلي مرتبطة بالزيادة في إنتاج النفط وكذلك في أسعاره وإيراداته وبدرجات متفاوتة بين دول المجلس. وهذه إشكاليه خاصة بدول المجلس وبالأخص الدول المنتجة الكبرى للنفط منها. فتخفيض إنتاجها من النفط سواء من خلال سقف وحصص إنتاج أوبك أو غير ذلك يعني انخفاضاً في الناتج المحلي الحقيقي لان مساهمة قطاع النفط في الناتج المحلي تتراوح بين 35-40%، ولكن الانخفاض في الإنتاج الذي قد يؤدي إلى تحسن في الأسعار والعائدات وفي معدلات التبادل ينعكس إيجاباً على الإنفاق الحكومي والاستثمار والاستهلاك وبالتالي على نمو الناتج الاسمي، أي أن تأثيرات تغيرات أسعار وإنتاج النفط على الناتج المحلي في دول المجلس متعاكسة في الغالب. ومع أن دول المجلس تشترك في خصائص عدة إلا أنها تختلف فيما بينها من حيث الخصائص السكانية وهيكل سوق العمل وحجم اقتصاداتها وصادراتها وقطاع النفط فيها. فالمملكة العربية السعودية بحجم سكانها البالغ 22مليون نسمه عام 2000 تشكل حوالي 70% من سكان المنطقة وحجم اقتصادها يشكل 54% وإنتاجها النفطي 60% من إنتاج دول المجلس مجتمعة. وخلال الخمسة وعشرين عاماً اختلف الوزن النسبي فيما بين دول المجلس إذ أن اقتصاد الإمارات العربية المتحدة مثلاً والذي لم يشكل سوى 14% من اقتصاد دول المجلس مجتمعه عام 1975 اصبح يشكل 24% بحلول عام 2000، وكذلك الاقتصاد العُماني الذي تضاعفت نسبة مساهمته بينما انخفض الوزن النسبي لاقتصاد الكويت في اقتصادات دول المجلس من 25% إلى 12% خلال الفترة. إن أداء اقتصادات دول مجلس التعاون خلال العقدين الماضيين تطلب من متخذي القرار والمتخصصين وقفة تحليلية للتعرف على الجوانب الرئيسية التي أوجدت الاشكالات التي أشرت إليها آنفاً وكيفية التعامل معها مستقبلاً، سيما وأن أدوات السياسات الاقتصادية وخصائص دولة الرفاه التي كانت متاحة في السابق لدى دول المجلس إما لم تعد قائمة أو أنها في طريقها للتغير سواء بسبب الظروف غير المواتية في السوق النفطية أو بسبب تغير دور الدولة في الاقتصاد وفوق هذا وذاك بسبب تراكم التغيرات الاقتصادية والاجتماعية في تلك الدول. وسأحاول فيما يلي التعرض باختصار لأهم التحديات التي تواجه اقتصادا دول الخليج في ظل تلك المتغيرات. يسود اعتقاد عام بأن وجود النفط وتدفق عائداته إلى الدولة يؤدي إلى إيجاد مناخ ملائم للرخاء الاقتصادي فيها ويعطيها مجالاً ارحب سواء في سياساتها المالية أو سياسة سعر الصرف لديها أو سياساتها التجارية والاقتصادية عموماً. وهذا الاعتقاد حول النفط ودوله اصبح شبه يقين لدى البعض سواء داخل العالم العربي أو خارجه، هذا على الرغم من أن الدلائل الإحصائية تشير إلى خلاف ذلك ليس بالنسبة للدول النفطية فحسب بل للدول التي تعتمد اقتصاداتها على الموارد الطبيعية عموماً. فقد أظهرت دراسات عدة أن معدلات النمو الاقتصادي في الدول ذات الكثافة العالية في الموارد الطبيعية (سواء نفط أو معادن أو غير ذلك) مقيساً بحجم صادرات تلك الموارد إلى الناتج المحلي الإجمالي تقل عن معدلات النمو في الدول ذات كثافة الموارد المنخفضة وذلك طوال الفترة من 1970-1998 التي شهدت ارتفاعاً وانخفاضاً في أسعار الموارد الطبيعية (ومنها النفط) وفي إحدى الدراسات التي شملت 85 دولة وخلال الفترة المشار إليها بلغ معدل النمو السنوي في الناتج المحلي للفرد في الدول ذات الكثافة العالية للموارد حوالي 6,0% بينما بلغ معدل النمو في الدول ذات الكثافة المنخفضة للموارد 7,2% سنوياً للفرد. وفي دراسة أخرى شملت 115 من الدول النامية النفطية وغير النفطية منذ عام 1960 وحتى نهاية القرن بلغ معدل نمو الناتج الحقيقي للفرد 8,1% سنوياً للدول النامية غير النفطية و1,1% للدول النفطية. وخلال الفترة 1980-1998 سجل معدل نمو الناتج الفردي في الدول النفطية انخفاضاً بمعدل 1,2% سنوياً بينما ارتفع في الدول النامية غير النفطية بمعدل 7,0% سنوياً. ومع أن تلك الدراسات تجميعية إلا أنها أعادت طرح تساؤلٍ طالما ظل مُحيراً للاقتصاديين وهو لماذا تخطت هولندا الفقيرة بالموارد أسبانيا الغنية بالذهب من مستعمراتها في أميركا الجنوبية خلال القرن السابع عشر؟ ولماذا تجاوزت اليابان في القرن التاسع عشر روسيا ذات الموارد الطبيعية الأكثر؟ ولماذا كان أداء اقتصادات دول شرق آسيا ذات الموارد الطبيعية الأقل افضل من أداء الدول المصدرة للنفط في الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية في النصف الثاني من القرن العشرين؟ وقد قدمت كتابات التنمية الاقتصادية منذ أواسط الثمانينات تفسيرات عده لتدني أداء اقتصادات الدول الغنية بالموارد مقارنة بغيرها. بل إن مصطلحات مثل «لعنة الموارد» أو «أسطورة الموارد الطبيعية» أو «لعنة النفط» قد استخدمت لماماً في معرض توضيح أسباب ذلك التفاوت في الأداء الاقتصادي بين الدول المختلفة من حيث توفر الموارد الطبيعية لديها. ومع أن في العديد من تلك التفسيرات اسقاطات وتعميمات عده إلا أنها مفيدة خصوصاً في تسليط الضوء على التجارب التاريخية للدول واختلاف السياسات الاقتصادية التي اتبعتها الدول غير الغنية بالموارد في حشد إمكاناتها وتطوير رأس المال البشري لديها أو التي اتبعتها الدول الغنية بالموارد سواء في تنويع قاعدة اقتصادياتها أو في التحوط من تقلبات صادرات موردها الرئيس. بقلم: د. ماجد عبدالله المنيف
 - 
	
	
				هذا الزمان الكل يريد ان يكون الشيخ والقائد المنتظر
topic قام بالرد على راعي النزية's الوايلي في البوابة العامة
شكرا لك اخي العزيز الوائلى على صراحتك في انني لااجيد فن النقاش وهل تسمح لي هل سبق وانهزمت في مناقشتك وشعرت أن الحق معك لكنك لا تعرف كيف توصل وجهة نظرك ؟ أو هل سبق وتحولت مناقشتك إلى معركة وجدانية حامية ربما تطورت إلى معركة بالألفاظ ؟ هل شعرت يوما أن الطرف الأخر في النقاش معك خرج صامتا لأنه فقط يريدك أن تسكت وليس لأنه مقتنع بكلامك ؟ إذا سبق وحصل لك شيء مما سبق فاعلم انك لست مناقش جيد ولا تجيد بعض أصول المناقشة .. لأن النقاش فن راق وحساس لا يجيده الجميع وله أصول خاصة إذ لا يجب أن نكثر منه إلا إذا شعرنا بأننا نود توضيح وجهة نظر هامة حول موضوع مفيد ، لأن النقاش في هذه الحالة يزيد ثقافة الإنسان وإطلاعه أما إذا كان حول موضوع تافه أو غير مهم وشعرت أن النقاش حوله لن يضيف جديدا فالأولى تركه أو اسمح له بالحفاظ على ماء وجهه : لأن الأشخاص الماهرين والذين لديهم موهبة النقاش هم الذين يعرفون كيف يجعلون الطرف الآخر يقر بوجهة نظرهم دون أن يشعر بالحرج أو الإهانة ، ويتركون له مخرجا لطيفا من موقفه ، إذا أردت أن يعترف الطرف الآخر لك بوجهة نظرك فاترك له مجالا ليهرب من خلاله من موقفه كأن تعطيه سببا مثلا لعدم تطبيق وجهة نظره أو معلومة جديدة لم يكن يعرف بها أو أي سبب يرمي عنه المسؤولية لعدم صحة وجهة نظره مع توضيحك له بأن مبدأه الأساسي صحيح ( ولو أي جزء منه ) ولكن لهذا السبب ( الذي وضحته ) وليس بسبب وجهة نظره نفسها- فإنها غير مناسبة . أما الهجوم التام على وجهة نظره أو السخرية منها فسيدفعه لا إراديا للتمسك بها أكثر ورفض كلامك دون استماع له لأن تنازله في هذه الحالة سيظهر وكأنه خوف وضعف وهو مالا يريد إظهاره مهما كلف الأمر. اما كتابتي عن الرئاسة وحب السلطة فهذا من وجه عام وليس خاص اما عن الامثال فهيا ابسط شي ناخذه من تجارب اباءنا واجدادنا فالحياة مليئة بكثير من التجارب . - 
	
	
				هذا الزمان الكل يريد ان يكون الشيخ والقائد المنتظر
topic قام بالرد على راعي النزية's الوايلي في البوابة العامة
شكرا اخي الوائلي على هذه المشاركة اما بالنسبة للحب الرئاسة إن حب الرئاسة من أخطر الأهواء عند البشر، لأن المصاب بمرض حب السلطة يحاول بشتى الوسائل والأساليب المحافظة على منصبه ومقامه ولو بالقتل وإخماد الأصوات وتشريد الناس. ظناً منه أن ذلك يوجب حفظه للكرسي، في حين أن العدل هو الذي يوجب بقاء السلطة لا الظلم وقد ورد في الحديث الشريف (إن الملك يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الظلم). اما قولك يدعم نفسه بنفسه مستفيدا من تاريخ ابائه واجدادة والبيئه التي نشاء بها فتجدة شامخا قويا يقول الـــــمـــــثـــــل ... - إذا أطعمت فاشبع وإذا ضربت فاوجع - اتغدى به قبل ما يتعشى بك - - اذا حضرت الملائكة خرجت الشياطين - اذا طاحت البقرة كثرت سكاكينها - اسأل مجرب ولا تسأل طبيب - اشكي لي ابكي لك - - الباب اللي يجيك منه الريح سده واستريح - - رجعت حليمة لعادتها القديمة - - صام وفطر على بصلة - يقتل القتيل ويمشي في جنازته. يقول المثل ... هي عبارة ترد غالبا على ألسنتنا عندما يدفعنا الجد والحزم إلى شرح الأمور برؤية واقعية ومحاولة إقناع الآخر خلال مخاطبتنا له بحكمة آبائنا وأجدادنا في الأمور المستعصية أو تلك التي تمس حياتنا اليومية، فنختار الأنسب من الأمثال المتداولة بيننا للتوجيه وإسداء النصح، وبما أن هذه الأمثال تراث تركه لنا أسلافنا وتعتبر كنزا هائلا من التراث الفكري لبيئتنا، فان وقعها يكون له عادة قبولا مستحسنا في نفوسنا لأنه نابع من بيئتنا وواقع تقاليدنا وأصالتنا. هذا ما يجعلنا نتعمق في حكم هذه الأمثال ويدفعنا إلى سبر أغوارها لنجد فيها ذلك الجانب الذي يدخل الطمأنينة إلى نفوسنا، ويجعلنا نقتنع بالرسالة النبيلة التي تحملها معاني هذه الأمثال بين طياتها. - 
	
	
				جــمــعــيــات الــنــفــع الـــعــام
topic قام بالرد على راعي النزية's عبدالمحسن الماضي في البوابة العامة
شكرا الى الكاتب القدير الاستاذ : عبدالمحسن الماضي على هذه المقاله التى شخص فيها حقيقة الجمعيات الخيرية ومدى اقبال الناس عليها واسباب الاقبال عليها دون غيرها لأن وفرة الراغبين في العمل التطوعي ودافعهم الأجر والثواب في الآخرة.هو من الاسباب الرئيسية في التبرعات الخيرية . .اما الجمعيات المهنية جمعية المهندسين اذا كانت سوف تساعد في ايواء مسكن لكل فقير يتخطيط ادق المعايير في انشاء مسكن يكون بأجور زهيده لاتكلف اصحاب الدخل المحدود. او جمعية الصيادله : في انتاج ادوية رخيصة تكون في متناول كل فقير وتكون بأسعار زهيده فلماذا لاندعم تلك الجمعيات - 
	شكرا اخي العزيز مستر كول على هذه المشاركة هناك بعض النصائح لكسب الاصدقاء والتأثير في الناس كما ترغب أن تكون متحدثاً جيداً.. فعليك بالمقابل أن تجيد فن الإصغاء لمن يحدثك.. فمقاطعتك له تضيع أفكاره وتفقده السيطرة على حديثه.. وبالتالي تجعله يفقد احترامه لك.. لأن إصغائك له يحسسه بأهميته عندك. حاول أن تنتقي كلماتك.. فكل مصطلح تجد له الكثير من المرادفات فاختر أجملها.. كما عليك أن تختار موضوعاً محبباً للحديث.. وأن تبتعد عما ينفر الناس من المواضيع.. فحديثك دليل شخصيتك. حاول أن تبدو مبتسماً هاشاً باشاً دائماً.. فهذا يجعلك مقبولاً لدى الناس حتى ممن لم يعرفوك جيداً.. فالابتسامة تعرف طريقها إلى القلب. حاول أن تركز على الأشياء الجميلة فيمن تتعامل معه.. وتبرزها فلكل منا عيوب ومزايا.. وإن أردت التحدث عن عيوب شخص فلا تجابهه بها ولكن حاول أن تعرضها له بطريقة لبقة وغير مباشرة كأن تتحدث عنها في إنسان آخر من خيالك.. وسيقيسها هو على نفسه. حاول أن تكون متعاوناً مع الآخرين في حدود مقدرتك.. ولكن عندما يطلب ذلك حتى تبتعد عن الفضول. حاول أن تقلل من المزاح.. فهو ليس مقبولاً عند كل الناس.. وقد يكون مزاحك ثقيلاً فتفقد من خلاله من تحب.. وعليك اختيار الوقت المناسب لذلك. ابتعد عن التلون والظهور بأكثر من وجه.. فسيأتي عليك يوم وتتكشف أقنعتك. ابتعد عن التكلف بالكلام والتصرفات.. ودعك على طبيعتك مع الحرص على عدم فقدان الاتزان.. وفكر بما تقوله قبل أن تنطق به. لا تحاول الادعاء بما ليس لديك.. فقد توضع في موقف لا تحسد عليه.. ولا تخجل من وضعك حتى لو لم يكن بمستوى وضع غيرك فهذا ليس عيباً.. ولكن العيب الزيف عندما ينكشف. اختر الأوقات المناسبة للزيارة.. ولا تكثرها.. وحاول أن تكون بدعوة.. وإن قمت بزيارة أحد فحاول أن تكون خفيفاً لطيفاً.. فقد يكون لدى مضيفك أعمال وواجبات يخجل أن يصرح لك بها، ووجودك يمنعه من إنجازها. لا تكن لحوحاً في طلب حاجتك..لا تحاول إحراج من تطلب إليه قضاؤها.. وحاول أن تبدي له أنك تعذره في حالة عدم تنفيذها وأنها لن تؤثر على العلاقة بينكما. حافظ على مواعيدك مع الناس واحترمها.. فاحترامك لها معهم.. سيكون من احترامك لهم.. وبالتالي سيبادلونك الاحترام ذاته. ابتعد عن الثرثرة.. فهو سلوك بغيض ينفر الناس منك ويحط من قدرك لديهم. عليك بالتواضع -بغير ذلة- مهما بلغت منزلتك، فهو من أجمل الأخلاق.. فإنه يرفع من قدرك ويجعلك تبدو أكثر ثقة بنفسك.. وبالتالي سيجعل الناس يحرصون على ملازمتك وحبك
 - 
	شكرا لك اخي العزيز : ابو محمد على هذا الكلمات الجميلة التى تستحق الاشاده . نتمنى من الجميع القراءه والتمعن في الموضوع حتى يخرج بألفائده .له ولقرائه:
 - 
	
	
				الفلكيون يأكدون أربع حوادث فلكية ستحصل في رمضان
topic قام بالرد على راعي النزية's GOLDEN-EYE في البوابة العامة
شكرا اخي العزيز :GOLDEN-EYE على هذه المعلومات وعلى هذا التواصل الدائم معنا . - 
	شكرا اخي العربي على هذا المجهود الذي بذلته . وعلى هذه المشاركة الجميلة التى دائما تعودنا على كل جديد . نحن في انتظار مشاركاتك معنا فلا تبخل علينا .
 - 
	شكرا اختى ليلي نجد على هذا النثر الابداعي كلمات تستحق الاشاده وعلى هذه المشاركة الجميله نحن في انتظار مشاركاتك .
 - 
	الفهد يحاضر بكلية التربية * المجمعة - فهد الفهد: بدعوة من عميد كلية التربية بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالرحمن بن سليمان الطريري يستضيف قسم المناهج وطرق التدريس بالكلية الأستاذ محمد بن عبدالعزيز الفهد رئيس قسم الإشراف التربوي وشؤون المعلمين بإدارة التربية والتعليم بمحافظة المجمعة وذلك في الساعة التاسعة من صباح اليوم السبت بحضور الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن المقوشي. وسيكون موضوع اللقاء «شؤون وشجون الإشراف التربوي بالمملكة».. وسيحضر اللقاء طلاب الدراسات العليا في مجال الإشراف التربوي ولفيف من أساتذة الكلية والمشرفون التربويون بوزارة التربية والتعليم.. وستركز محاور اللقاء على الإشراف التربوي وإشكالية المفهوم وعيش الممارسات الإشرافية وملابسات النقد الموجه إليها.. بالإضافة إلى خلاصة دراسة وتحليل تقارير المشرفين التربويين وتوطين التدريب داخل المدرسة.
 - 
	شكرا ياصدى الذكريات على هذه المشاركة الجميلة . ونأمل مزيد من العطاء لهذا المنتدى .
 - 
	
	
				لا للحجاب ......... لا للحجاب ....... لا للحجاب
topic قام بالرد على راعي النزية's كل الوله في البوابة العامة
شكر اخوي كل الوله على هذه المشاركة . - 
	شكرا اخي العزيز amah20 على هذه المشاركة .
 - 
	شكرا ياصدى الذكريات على هذه المشاركة وعلى هذا العطاء الجميل .
 - 
	في ندوة الجامع الكبير: أمة الإسلام حزب واحد وليسوا أحزابا لا حجة يوم القيامة لمن خرج عن الاجتماع وفارق الجماعة الاختلاف سنة كونية والله رضي لنا الاجتماع ولزوم الجماعة الأهواء وراء ما تعانيه الأمة من اختلاف وافتراق : تعاني الأمة في عصرها الحاضر أكثر من أي عصور سابقة من التمزق والانقسام والافتراق وهي أمراض أصابت أمتنا بالضعف والتراجع وشجعت أعداءها على النيل منها والهجوم عليها ووقع التكالب الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم. ولا شك أن لهذا الانقسام والافتراق وعدم لزوم الجماعة أسبابه ودوافعه وآثاره السلبية على المجتمعات المسلمة، وفي الوقت نفسه تمثل المملكة العربية السعودية نموذجا للمجتمع الموحد والجماعة الواحدة التي تعبد ربا واحدا وتحكم بشريعة الإسلام وتطيع الله ورسوله وتطيع ولاة أمرها.. هذا الاجتماع والتوحد والأمن والاستقرار يغيظ أعداء الأمة ويحرك أحقادهم وحسدهم ضد المملكة في شكل حملات إعلامية متتالية زادت حدتها بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.. هذه القضايا جميعا.. اجتماع الأمة والتحذير من الافتراق والمملكة كنموذج للدولة المسلمة ذات الجماعة الواحدة.. كل ذلك تناولته ندوة الجامع الكبير الرياض التي شارك فيها كل من فضيلة الدكتور عبدالله بن سعد السعيد الأستاذ بكلية أصول الدين بالرياض وفضيلة الدكتور عبد السلام بن برجس العبد الكريم الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء. الاختلاف سنة كونية ولكن! بدأ فضيلة الدكتور عبدالله السعيد ببيان أهمية اجتماع الأمة والأدلة الشرعية على ذلك ومذكرا بأن الله جل وعلا في سابق علمه أخبر أن الناس لا يزالون مختلفين وأن هذا الاختلاف كائن إلى يوم القيامة·· قضى الله بذلك كونيا وإن كان جل وعلا لا يحبه شرعا، فالناس وفق هذه السنة الكونية لا يزالون مختلفين إلا من استثناهم الله بالرحمة. وبين الله هذه السنة الكونية في كتابه العزيز فقال: {ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء} [النحل: 93] وقال تعالى: {ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين (118) إلا من رحم ربك} [هود: 118 - 119] . وقال تعالى: {جعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون} [الفرقان: 20] وهذه الأمة ضمن سائر الأمم يقع فيها الاختلاف والتفرق كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " سألت ربي ثلاثة فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألته ألا يهلك أمتي بسنة عامة فأعطاني إياها وسألته ألا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم فأعطاني إياها وسألته ألا يجعل بأسهم بينهم فمنعني إياها". فهذا دليل على أن البأس يقع بين هذه الأمة ويحصل به التفرق والاختلاف وتلك معجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بها ووقعت بعد وفاته عليه الصلاة والسلام بزمن ليس ببعيد وما زال الخلاف في هذه الأمة ولا تبقى إلا الطائفة المنصورة الناجية. ونجد في القرآن الكريم قوله تعالى: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض} [الأنعام: 65]. الاجتماع خير والافتراق شر ويضيف الدكتور السعيد: إن هذا الخبر في القرآن وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم حول الاختلاف ووجوده بين البشر وفي هذه الأمة لا يبيح للناس الاختلاف ولا يحلل لهم ما حرم الله جل وعلا. وإنما هذه سنة الله جارية في عباده لكن الله عز وجل لا يرضى لنا الاختلاف وإنما يرضى لنا الاجتماع ويأمر به، أمرنا المولى عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم أن نلزم الجماعة وأن نجتمع على الحق كما تواترت بذلك النصوص وأكد عليه من الكتاب والسنة وكما أكدته الحوادث من أن الأمة إذا اجتمعت وتمسكت عزت وعلت وإذا تفرقت ضعفت وذلت يقول تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} [آل عمران: 103]. ويقول عليه الصلاة والسلام: " إن الله يرضى لكم ثلاثة، أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تناصحوا من ولاه أمركم، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا". وقال تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله} [الأنعام: 153]، وصراط الله المستقيم شيء واحد لا يتغير ولا يتبدل وهو الكتاب والسنة وما عداه فهو بدع وضلالات ومحدثات، ولذا جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم خط خطا وخط عن يمينه خطوطا، وخط عن يساره خطوطا قال " وهو يضع يده على الخط: هذا هو صراط الله، وهذه السبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه فمن أجابه إليها قذفوه في مهاوي التهلكة " أو كما قال عليه الصلاة والسلام. كما أن الله جل وعلا وصف هذه الأمة بأنها أمة واحدة {إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون} [الأنبياء: 92] فهي أمة واحدة وليست أمتين أو ثلاثة وهي جماعة واحدة وليست جماعات متعددة، والأمة الواحدة هي أمة مجتمعة على الحق الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم إن الله جل وعلا أضاف هذه الأمة إلى نفسه وإضافتها إليه جل وعلا تقتضي أنها محبوبة له جل وعلا قال تعالى: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ...} [المجادلة: 22] إلى أن قال سبحانه {رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون}. وهذا دليل على أن أمة الإسلام حزب واحد وليس أحزابا متعددة، فلا يوجد سوى حزبين حزب الله وحزب الشيطان كما أخبر بذلك القرآن الكريم. لزوم الجماعة فرض كما أن الله جل وعلا ذكر في كتابه الكريم ما يؤكد فرضية الجماعة ولزومها والاستقامة على نهجها والحرص على تحقيق هذه الجماعة، ووصف الله المؤمنين بأوصاف مقتضية للاجتماع وليس للتفرق والاختلاف، فقد وصفهم بأنهم أولياء بعض في أكثر من آية ووصفهم بأنهم أخوة {إنما المؤمنون اخوة} وقال صلى الله عليه وسلم " المسلم أخو المسلم " ومقتضى الاخوة أن يجتمع الأخ بأخيه وكذلك اخوة الدين. ووصف الله المؤمنين بأنهم رحماء بينهم وهذا يقتضي اجتماع كلمتهم ومؤازرة بعضهم البعض وموالاة المؤمن للمؤمنين وذكر الله جل وعلا أن الاجتماع منهج الأنبياء والمرسلين وفي شريعة الإسلام فإن المؤمنين يرون أن طاعة الله ورسوله وطاعة ولاة أمرهم عبادة لله يتعبدون بها الله جل وعلا وفي هذه الطاعة اجتماع للأمة وحفظ لها من التفرق وفيها عزها وقوتها. أسباب الاجتماع ولعظم شأن الاجتماع شرع الله تعالى أسباب هذا الاجتماع وبين الوسائل المؤدية إليه، فقد شرع الله لنا التناصح والأمر بالمعروف والتناهي عن المنكر، وشرع لنا إفشاء السلام والتهادي فيما بيننا كما سد الشارع الحكيم كل وسيلة وذريعة توصل إلى الاختلاف والتفرق، فقد حرم الله بيع الإنسان على بيع أخيه وحرم الخصومات وحرم اتباع المتشابه وحرم التحاسد والتدابر وغير ذلك من الأمور التي تورث الشقاق والخلاف بين المسلمين. السمع والطاعة لولاة الأمر ثم إن الله جل وعلا لعظم شأن الاجتماع أوجب على عباده أن يسمعوا ويطيعوا لمن ولاه الله جل وعلا أمرهم لأنه لا إسلام إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمام ولا يستطيع الإمام أن يؤدي دوره ومسؤولياته إلا بطاعة العباد له فلا بد للناس لتحقيق الاجتماع أن يطيعوا من ولاه الله أمرهم بضوابطه الشرعية ولهذا تكاثرت النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم بالسمع والطاعة لمن ولاه الله أمر المسلمين وإن كان جائرا فاسقا ما لم يأمر بالكفر الصريح بالله جل وعلا لأن مصلحة الاجتماع على الإمام الجائر الفاسق أعظم من مفسدة التفرق والاختلاف على الإمام. وأحاط الشارع الجماعة بسياج حتى لا يدخل معها من يريد لها التفرق وفك ترابطها فأمر صلى الله عليه وسلم بقتل من أراد أن يفرق جماعة المسلمين "من جاءكم وأمركم جميعا يريد أن يفرقكم فاقتلوه كائنا من كان" ونهى صلى الله عليه وسلم عن الجدل الذي يؤدي إلى تفكك جماعة المسلمين "ما ضل قوم قط إلا أوتوا الجدل". الاختلاف والتفرق يعطل أمر الدعوة ثم تحدث فضيلة الشيخ الدكتور عبدالسلام بن برجس العبدالكريم حول شرور الاختلاف وآثاره السيئة على الأمة مؤكدا أن افتراق الأمة واختلافها عاقبته الضعف والذل، كما أن هذا الاختلاف يعطل أهل الإسلام عن القيام بواجب الدعوة إلى الله وايصال رسالة الإسلام إلى الناس وهذا التعطيل في حد ذاته يؤدي إلى مزيد من الشرور التي تصيب البشرية. وقال الدكتور العبدالكريم: إن النصوص الشرعية التي أمرت المسلمين بالاجتماع نهتهم في الوقت ذاته عن التفرق والاختلاف والشارع الحكيم الذي أخبرنا بوجود ووقوع التفرق في هذه الأمة حذرنا من التفرق وأمرنا بالاجتماع ووضع لنا المنهج الذي نسير عليه ونبتعد به عن الاختلاف. لقد تعددت أساليب الشارع الحكيم في زجر كل من تسول له نفسه من أهل الإسلام الخروج على جماعة المسلمين وتفتيت اجتماعهم، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من فارق الجماعة فإنه قد خلع ربقة الإسلام من عنقه " وأنا أمركم بخمس بالجماعة والسمع والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله...". وجاء في أحاديث كثيرة أن من خرج على الجماعة مات ميتة جاهلية " من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات مات ميتة جاهلية". لا حجة في الافتراق ويضيف الدكتور العبدالكريم: لقد نبه الشارع الحكيم إلى أمر في غاية الأهمية متعلقا بموضوع الافتراق وهو أن بعض من يزرع التفرق والاختلاف بين المسلمين قد يحتج بحجج ومبررات وهذا أمر طبيعي، ذلك أنه لن يصل إلى أهدافه إلا بعد وضع الشبه والمبررات لنفسه وفعله لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم حسم هذا الأمر بقوله " من خرج من الجماعة لقي الله عز وجل ولا حجة له " والحديث جاء بألفاظ متعددة وهذا دليل صريح بأن كل حجة يحتج بها ويبرر بها من خرج على جماعة المسلمين فإن هذه الحجة لن تقبل منه يوم القيامة. وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من فارق الجماعة لا يسأل عن حاله يوم القيامة ضمن ثلاثة نفر " ثلاثة لا تسأل عنهم رجل خرج على الجماعة وعصى إمامه ومات عاصيا وعبد أو أمة أبق فمات.. وزوجة غاب عنها زوجها وقد كفاها مؤنة الدنيا فتبرجت بعده فلا تسأل عنها". وهذا كناية على العذاب العظيم الذي ينتظر هذه النماذج من العباد، أما لماذا حث الإسلام على اجتماع كلمة المسلمين وحذر من تفرقهم فلأن اجتماع المسلمين يمكنهم من تحقيق الاستخلاف في الأرض وعمارتها والقيام بواجب الدعوة وإبلاغ رسالة الإسلام إلى الناس وهم لن يستطيعوا أن يقوموا بشيء من ذلك مما خلقهم الله من أجله إلا بالاجتماع ووجود الجماعة ولعل أبلغ ما جاء في بيان مفاسد الافتراق ومحاسن الاجتماع قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، قال عليه الصلاة والسلام: "إن الجماعة رحمة أو بركة وأن الفرقة عداوة". الأهواء وراء الاختلاف ويختتم الدكتور العبد الكريم بالتأكيد على أن أهم الأسباب التي تقف وراء الاختلاف والافتراق هي تحكيم الهوى وهذا ما تعاني منه المجتمعات الإسلامية المعاصرة بشكل واضح، حيث نجد فئام من الناس يلزمون كتاب الله ويقرؤونه ولكن تزيغ قلوبهم فيتصدرون إلى النصوص لتفسيرها حسب أهوائهم ويتلمسون المتشابهات وهذا مما يضر بالأمة ضررا بليغا لأن مثل هؤلاء يتكلمون بما يتوهمونه من الشرع وهو ليس من شرع الله. المملكة نموذج المجتمع المتماسك ثم يقول الدكتور العبد الكريم إن المملكة بحمد الله تمثل المجتمع المتماسك الآمن المستقر، حيث من الله عليها بولاة أمر يحكمون شرع الله ويحتكمون إلى كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، فلا حزبية ولا جماعات ولا ولاءات متعددة لأن الجميع يردون أمرهم الدنيوي والأخروي إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم ولعل هذا النموذج من الجماعة الإسلامية وهذا الأمن والاستقرار هو ما يدفع أعداء الإسلام إلى محاولة النيل من المملكة وتوجيه الاتهامات الباطلة إليها وشن حملات إعلامية متتالية ضدها وكل ذلك {حسدا من عند أنفسهم} لكن اعتصام هذه البلاد بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وما درج عليه شعبها من طاعة الله وطاعة رسوله وولاة أمرهم كفيل برد كل اتهام وكل تطاول وكل حملة إعلامية يقوم بها أعداء الإسلام..
 - 
	حقوق ولاة الأمور بين الهوى والشرع بقلم فضيلة الشيخ فهد بن سليمان الخليفة * لقد شرع الله لعباده أكمل شريعة وأتمها وأقومها بمصالح العباد، وإن مما جاء توضيحه أحسن توضيح وبيانه أجمل بيان علاقة الإنسان بولي أمره وطاعته والسمع له وعدم الخروج عليه وعصيانه وقتاله، بل إن المسلم في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن، وانتشر المفتون في أنحاء الأرض في وسائل الإعلام وكثر المروجون للشبه الباطلة، في هذا الوقت لا بد أن يعلم المسلم منهج أهل السنة والجماعة في ذلك ويعتقد اعتقاد السلف الصالح فيه، وقد يسمع المرء أسئلة تلقى في وسائل الإعلام، أو تخطر على باله قد تسبب له حرجا فلا يجد لها مخرجا مثل حكم طاعة ولي الأمر، وهل يجوز الخروج على الحاكم إذا اقترف بعض المعاصي؟ هل تجوز مخالفة نظام ولي الأمر كالمرور والبلديات والجوازات؟ هل يجب الدعاء لولي الأمر؟ وما حكم من يمتنع؟ وما حكم من يدعو عليه؟ وهل يجوز الاستخفاف بولي الأمر والتحايل على مخالفة أمره؟إن هذه المسألة المهمة قد اهتم بها أهل السنة والجماعة، وأصحاب كتب العقائد الأوائل والأواخر بإيضاحها وبيانها والتأكيد على رعايتها والقيام بها بالتفصيل، إن منهج أهل السنة والجماعة في هذا الأمر هو مقتضى ما دل الكتاب والسنة عليه، وقبل أن أذكر هذا الأمر لا بد أن أذكر نفسي وإياكم بأنه لا بد من التجرد من الجهل والهوى في هذه المسألة، لا بد من التجرد من الشبهات والحجج الواهية والشبه الباطلة وتستمع بكل حياد وإنصاف لآي الكتاب وأحاديث السنة ونقول السلف لأنك إذا استمعت لشيء وأنت لا تعتقده أساسا لا تستفيد منه، بل لا بد من أن تجرد نفسك من أي هوى أو مذهب أو فرقة أو طائفة حتى تكون مسلما سلفيا على الجادة، فإذا رددت آي الكتاب وصحيح السنة وقعت في شر كبير وضرر خطير في الدنيا والآخرة. قال الإمام ابن رجب في جامع العلوم والحكم " من النصيحة لأئمة المسلمين التدين لطاعتهم في طاعة الله عز وجل والبغض لمن رأى الخروج عليهم وحسب إعزازهم في طاعة الله " ا. هـ، معنى التدين بطاعتهم أن تجعل طاعتهم دينا تدين به لله، فليست الطاعة لولي الأمر تكرما منك أو عطية منك، بل هو أمر ديني واجب القيام به وأداؤه. إن حقوق ولي الأمر المسلم كثيرة، من أهمها: السمع والطاعة لهم وتحريم الخروج عليهم، لأن الطاعة من أعظم الأسس لانتظام أمور الدول والحكومات، وتحقيق أهدافها الدينية والدنيوية لأن الولاة لا بد لهم من أمر ونهي، ولا يتحقق ذلك إلا بالسمع والطاعة من الرعية، قال عمر بن الخطاب: لا إسلام بلا جماعة، ولا جماعة بلا أمير، ولا أمير بلا طاعة" ا· هـ جامع بيان العلم، فالواجب على كل فرد السمع والطاعة لولاة الأمور ما لم يأمروا بمعصية، فإن أمروا بمعصية فلا طاعة لهم في هذه المعصية· قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} [النساء: 59] وقال النبي صلى الله عليه وسلم : “ إنما الطاعة في المعروف “ رواه البخاري ومسلم، وقال “ على المرء السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة “ رواه البخاري ومسلم، وقال: “ تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك، اسمع وأطع “ رواه مسلم، وقال: “ اسمعوا واطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة “ رواه البخاري، وقال إنها ستكون بعدي أثره وأمور تنكرونها، قالوا يا رسول الله كيف تأمر من أدرك ذلك منا؟ قال: تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الحق الذي لكم “ رواه البخاري ومسلم، وقال: “ من رأى من أميره شيئا فليصبر فإنه من خرج من السلطان شبرا مات ميتة جاهلية “ رواه البخاري ومسلم، وقال: “ من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية “ رواه مسلم، وقال “ عليك السمع والطاعة في عسرك، ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثره عليك “ رواه مسلم وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: “ بايعنا رسول الله “ على السمع والطاعة وفي العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا وعلى ألا ننازع الأمر أهله وعلى أن نقول الحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم “، رواه البخاري ومسلم وفي رواية لمسلم: “ إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان “ وروى مسلم أن سلمة بن يزيد رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله: “ أرأيت أن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا فما تأمرنا؟ فأعرض عنه ثم سأله، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم “ اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم “. فقد دلت هذه الأحاديث الصحيحة وغيرها الكثير على وجوب السمع والطاعة لولاة الأمور في غير معصية وتحريم الخروج عليهم ونزع الطاعة من أيديهم وإن جاروا وظلموا إلا أن يروا كفرا بواحا فيه من الله برهان وكان عندهم القدرة على تغييره وإذا لم يكن فلا، وعلى هذا الاعتقاد جرى عمل السلف الصالح ومنهم الصحابة رضي الله عنهم والتابعون وأئمة الإسلام المتبوعين، روى مسلم أن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما جاء إلى عبدالله بن مطيع لما خرج على يزيد بن معاوية زمن الحرة منكرا عليه خروجه في طاعة الخليفة فلما جاءه قال عبدالله بن مطيع أطرحوا لأبي عبدالرحمن وسادة فقال: لم أتك لأجلس أتيتك لأحدثك حديثا سمعت رسول الله “ يقول من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية “ فقد أنكر ابن عمر على ابن مطيع خروجه على يزيد بن معاوية مع الحال التي تعرفونها عن يزيد غفر الله لنا وله، بل إنه قد تولى الخلافة والإمارة على بعض البلدان في عهد الصحابة بعض الأمراء الذين فيهم شيء من الظلم والجور أو شيء من الفسق مثل يزيد بن معاوية ومروان بن الحكم والوليد بن عقبة والحجاج بن يوسف وغيرهم ومع ذلك كان الصحابة كابن عمر وابن مسعود وأنس بن مالك وهم من علماء الصحابة وفضلائهم يسمعون لهم ويطيعون في المعروف ويصلون خلفهم الجمع والأعياد.. ولم يأمروا الناس بالخروج عليهم ونزع الطاعة من أيديهم بسبب ما هم عليه من الجور والظلم أو الفسق الذي لم يخرجهم من الإسلام لأن الأمير وإن زنى أو سرق فهو مسلم لم يخرج من دائرة الإسلام، بل كان الصحابة يحثون الناس على السمع والطاعة في المعروف والصبر على الظلم والجور لما يعلمون من وجوب ذلك حرصا على جمع كلمة المسلمين والتأليف بين قلوبهم ودرء الفتن أعظم من فتنة الظلم والجور لأن الخروج على ولاة الأمور بأي خروج يسبب فسادا كبيرا وشرا عظيما فيختل به الأمن وتضيع الحقوق وتختل السبل ولا تأمن ولا يتيسر ردع الظالم ولا نصر المظلوم، بل يجب الصبر والطاعة والاجتهاد في تقليل الشر وتكثير الخير، وجرى على هذا الاعتقاد أئمة السلف الصالح من إمام أهل السنة والجماعة الإمام أحمد بن حنبل وسفيان الثوري والشافعي والصابوني والإسماعيلي والطحاوي وابن تيمية وابن القيم وابن حجر وغيرهم كثير كثير من أئمة السنة وأصحاب الحديث في القديم والحاضر، كلامهم واعتقادهم واحد لأنهم يرجعون إلى نصوص الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة، قال الأئمة في كتب العقائد: ونرى الجمعة والعيدين وغيرهما من الصلوات خلف كل إمام برا أو فاجرا ويرون الدعاء لهم بالتوفيق والصلاح ولا يرون الخروج عليهم وإن رأوا منهم العدول عن العدل إلى الجور والحيف، ونسمع ونطيع ولا ننزع يدا من طاعة ولا ندعوا عليهم. من حقوق ولي الأمر المسلم النصيحة له وقد جاء الإسلام بها والتأكيد عليها قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} [المائدة: 2] وفي الحديث الذي رواه مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم : “ الدين النصيحة وذكر في آخره “ ولأئمة المسلمين “. وروى مسلم قول النبي صلى الله عليه وسلم : “ إن الله يرضى لكم ثلاثا أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل جميعا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا ممن ولاه الله أمركم والنصيحة إرادة الخير للمنصوح والمراد تذكير ولاة الأمور برفق ولين والنصح لهم فيما يتولى لهم المرء من أعمال دون تقصير أو غش أو خيانة، ومن النصيحة لهم حب صلاحهم ورشدهم وحب اجتماع الأمة عليهم وكراهة الافتراق عليهم ومعاونتهم على الحق وإعلامهم بما غفلوا عنه بلطف ورفق، فالواجب الاعتناء بالنصيحة لولاة الأمور وإخلاص النية في ذلك، ومن حقوق الولاة تذكيرهم بالمعروف وإعانتهم عليهم ونهيهم عن المنكر وتحذيرهم منه لأنه من أعظم الواجبات الشرعية التي أوجبها الله على الأمة لما فيه من المصالح الكثيرة للعباد والبلاد، بل إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أسباب خيرية هذه الأمة {كنتم خير أمةُ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} [آل عمران: 110] ومن آكد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تذكير ولاة أمور المسلمين من الملوك والرؤساء وكل من ولي من أمر المسلمين شيئا تذكيرهم بعظم مكانة ولاة الأمور وعلو قدرهم وأن يكون الإنكار عليهم سرا حتى لا تنتهك حرمتهم وينتقص من قدرهم فإنه حري بالقبول وحصول المقصود قال الله تعالى: {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى } [طه: 44] . وروى الإمام أحمد قول النبي صلى الله عليه وسلم “ من أراد أن ينصح السلطان بأمر فلا يبذل له علانية “ ولكن ليأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه ذلك وإلا كان أدى الذي عليه “ روى البخاري في صحيحه أنه قيل لأسامة بن زيد لو أتيت عثمان بن عفان فكلمته قال إنكم لترون أني لا أكلمه إلا أن أسمعكم أني أكلمه في السر دون أن أفتح بابا لا أكون أول من فتحه “ قال الحافظ ابن حجر: أرادوا من أسامة أن يكلم عثمان وكان من خاصته يكلمه في شأن الوليد بن عقبة لأنه كان ظهر عليه ريح نبيذ وشهر أمره فقال أسامة: كلمته سرا، ومراده ألا يفتح باب المجاهرة بالنكير على الإمام لما يخشي من عاقبة ذلك “. ا.هـ. هذا هو الأسلوب الأمثل والمنهج الأقوم الذي ينبغي أن يسلك ويحتذى في الإنكار على ولاة الأمور، أما سلوك غير ذلك من الأساليب المنكرة والمناهج المحدثة كالجهر بالإنكار عليهم أمام الناس في خطب الجمع والعيدين أو في المحافل العامة أو وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة أو منتديات الإنترنت كل ذلك تشهير بهم وتنقيص لأقدارهم ومع أن هذا الفعل خلاف التوجيه الإلهي والهدي النبوي والمنهج السوي الذي سار عليه سلف الأمة فإن له آثارا سيئة ومفاسد عظيمة، إذ قد يكون سببا في ايغار صدور الرعية على ولاتهم وايغار صدور الولاة على الرعية وحصول العداوات والبغضاء وربما نتجت بسببه فتن تخلف مفاسد كثيرة وأضرارا عظيمة على البلاد والعباد. إن من حقوق ولاة أمور المسلمين الدعاء لهم بالصلاح والهداية والرشاد والتوفيق للخير وهذا من مقتضى النصيحة لهم وعدم غشهم وهو علامة سنة، وقد ذكر السلف في كتب العقيدة أن الدعاء لهم من حقوق ولاة الأمور قال أبو عثمان الصابوني المتوفي 449هـ ويرون ـ أي أصحاب الحديث ـ الدعاء لهم بالتوفيق والصلاح وقال: “ إذا رأيت الرجل يدعو للسلطان فاعلم أنه صاحب سنة، وكهذا قال الإسماعيلي المتوفى سنة 371هـ، قال الإمام أحمد: لو كان لي دعوة مستجابة لجعلتها في السلطان “ ا. هـ. وقد سُئل الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ: هل من مقتضي البيعة الدعاء لولي الأمر ومن يمتنع عن الدعاء ما حكمه؟ فقال: من مقتضى البيعة النصح لولي الأمر ومن النصح الدعاء له بالتوفيق والهداية وصلاح النية والعمل والبطانة ومن يمتنع فهو من جهله وعدم بصيرته، فالدعاء لولي الأمر من أعظم القربات ومن أفضل الطاعات، فالسلطان أولى من يدعى له لأن صلاحه صلاح للأمة، ومن أهم النصح له. ا هـ. كلامه. هل بعد هذا البيان من آي الكتاب وصحيح السنة وأقوال وأفعال الصحابة رضي الله عنهم وأئمة السلف المتبوعين من يأتي ويشكك في حقوق ولي الأمر المسلم؟ هل بعد هذا من يأتي ويجيز الخروج على ولاة الأمور أو يفتي لهم بجواز الاغتيالات والتفجيرات وإشاعة الفتن والقلاقل، هل بعد هذا البيان من يبرر للخارجين والمخالفين للكتاب والسنة بتبريرات جاهلة ومبتدعة أو يمتنع عن مناصحته والدعاء له بل لربما دعا على ولي الأمر ولعنه. أعود بسؤال قد بدأته في بداية المقال: هل تجردت من الهوى والجهل والحزبية لسماع عقيدة السلف الصالح والعمل بها والإيمان بها، نسأل الله التوفيق والإعانة وأختم بهذه القصة التي ذكرها حنبل بن إسحاق في كتابه “ محنة الإمام أحمد “ قال: لما أظهر الواثق القول بخلق القرآن جاء نفر من فقهاء بغداد إلى أحمد فقالوا: يا أبا عبدالله هذا الأمر فشي وتفاقم وقد أظهر الواثق ما أظهر ونحن نخافه على أكثر من هذا، فقال لهم أحمد: فماذا تريدون؟ قالوا: لا نرضي بامرته ولا سلطانه، فناظرهم ساعة حتى قال لهم: فماذا يضركم إن لم يتم هذا الأمر أليس قد صرتم من ذلك إلى المكروه، عليكم بالنكرة في قلوبكم ولا تخرجوا يدا من طاعة ولا تشقوا عصى المسلمين ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين. انظروا في عاقبة أمركم ولا تعجلوا واصبروا حتى يستريح بركم أو يستراح من فاجركم، فقال بعضهم انا نخاف على أولادنا إذا ظهر هذا لم يعرفوا غيره ويمحو الله الإسلام فقال الإمام أحمد كلا إن الله ناصر دينه وإن هذه الأمر له رب ينصره وإن الإسلام عزيز منيع “. * القاضي بالمحكمة الكبرى بالطائف ـ خطيب جامع محمد بن سرور
 - 
	الوحدة والائتلاف .. ونبذ الفرقة والاختلاف في الوقت الحاضر بدأت الصحوة الإسلامية في شتى أنحاء البلاد الإسلامية .. وفي طريق عودة الأمة إلى الله لابد من معالم تبين لها طريق عودتها لتصبح بحق أمة مسلمة تستحق نصر الله ورضوانه ... ونحن نعتقد أن منهج أهل السنة والجماعة هو المنهج الصحيح الذي يجب أن تسير عليه الأمة ، ومنهج أهل السنة والجماعة هو الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - والالتزام بما كان عليه أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وشعارهم الحرص على جماعة المسلمين ووحدة كلمتهم. وإن من أعظم ما أصاب المسيرة الإسلامية الفرقة والتنازع والاختلاف ؛ فساحة العمل الإسلامي تغص بجماعات كثيرة واحدة ، دعواها واحدة وهي الإسلام وإعادة مجد الإسلام وأمة الإسلام ، ولكنها متنافرة فيما بينها ، تتراشق الاتهام ... بل يصل الأمر إلى الرمي بالمروق من الدين والاتهام بالضلال وهذا هو الخلاف المذموم الناشئ عن الهوى والتعصب لرجل أو جماعة بدون تعرف على الحق وتبين له . والفرقة دائماً بلاء يفسد كل صالح من الأعمال ويقطع عنه أكثر نتائجه ، فكيف إذا تحولت الفرقة إلى تدابر ؟ ! إننا جميعاً يجب أن نتعلم أن اختلافنا مع الآخرين لا يعني فقدانهم مقومات العمل الإسلامي وخروجهم من دائرة المصلحة إلى دائرة المفسدة ، كما أن هذا الخلاف لا يجب أن يعمينا عن إيجابيات الآخرين . بل يجب علينا الاستفادة من تجارب الآخرين وأن نتعلم كيف نمد معهم جسور المودة والمحبة ونشاور منهم أهل العلم والخبرة فنكون وكأنما جمعنا علمهم إلى علمنا ، وعقلهم إلى عقلنا . ونحاول إيجاد صيغة للالتقاء والانسجام بين تجمعات أهل السنة والجماعة العاملة في الساحة الإسلامية بحيث تمضي القافلة المسلمة في طريق واحد نحو هدفها . قد يقول البعض إن الاختلاف والتفرق أمر قدري كوني أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله : تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، أو اثنتين وسبعين فرقة ، والنصارى على مثل ذلك ، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة " وإذن فلا فائدة من العمل على الائتلاف والوحدة ! .. ونحن هنا نشير إلى أمر مهم يجب أن يفهمه المسلم وهو التمييز بين الأمر الشرعي والأمر القدري الكوني ، أو بين ما هو مطلوب منا وما هو واقع بنا فالمطلوب منا هو العمل على الائتلاف وما هو واقع بنا هو أن الفرقة والاختلاف واقعان لا محالة ، فإذا قمنا بما هو مطلوب منا فسيؤدي ذلك - بإذن الله - إلى تكثير الفرقة الناجية التي قال عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : » لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك « . وكما قال ابن تيمية - رحمه الله - : لا يقال : فإذا كان الكتاب والسنة دلا على وقوع ذلك فما فائدة النهى عنه ؟ لأن الكتاب والسنة قد دلا على أنه لا يزال طائفة في هذه الأمة متمسكة بالحق إلى قيام الساعة وأنها لا تجتمع على ضلالة ، ففي النهي عن ذلك تكثير لهذه الطائفة المنصورة ، نسأل الله المجيب أن يجعلنا منها ( اقتضاء الصراط المستقيم) . ولابد أن نعلم أن هويتنا الحقيقية هي أننا عبيد مملوكون لله ، بيده وحده تقلباتنا ، وإليه وحده مصيرنا ، وله حياتنا ومعادنا . ونحن نظن أن حضور هذا البعد الإيماني هو الضمانة الحقيقية لشرعية علاقتنا ، والملاذ الأخير لتصفية خلافاتنا ، ونزع أغلال قلوبنا . فلنحاول إذا اكتسبنا معرفة وعلماً ألا نفتقد خلق هذه المعرفة ، فلا يصح أن نمتلك الوسيلة ونضيع الهدف والغاية . فالعلم إنما يراد لتقع الأعمال في الواقع على وفقه ، والعلم يقول لنا : عليكم بالوحدة ونبذ الفرقة ؛ قال - عز وجل - : ] واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً ولا تَفَرَّقُوا [ [آل عمران : 103] وذكّرنا - عز وجل - بالحال التي كنا عليها قبل الإسلام ، حين كان الناس قبائل متناحرة يعادي بعضها بعضاً ؛ فجاء الإسلام فأصبحوا إخوة أحبة : ] واذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إخْوَاناً وكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا [ [آل عمران : 103] ، ونهانا - عز وجل - أن نسلك مسلك الأمم من قبلنا وهو التنازع الاختلاف : ] ولا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا واخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ وأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [ [آل عمران : 105] ، وأخبر - سبحانه - أن التنازع والخلاف يؤدي إلى الفشل وذهاب قوة الأمة : ] ولا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وتَذْهَبَ رِيحُكُمْ [ [الأنفال : 46] . وحينما تريد الحركة الإسلامية أن تقف على قدميها فلابد أن تكون فصائلها متحالفة مترابطة ، والوحدة التي نريدها هي وحدة الطاقات ؛ فالبعض يملك القوة العددية والبعض يملك الكوادر والطرف الثالث يملك المال وآخر يملك طاقة أخرى وهكذا يمكن أن تتكامل هذه الطاقات وتتعاون في سبيل هدفنا الواحد . إننا لا نرمي من وراء دعوتنا إلى الوحدة بين فصائل الحركة أن يتنازل رؤوس الفصائل الإسلامية في الحركة عن أفكارهم الشخصية مادامت معتقدات يشهد لها الشرع بالقبول ، ولا نطلب منهم أن يتخلوا عن مواقفهم ، بل نطلب منهم أن يتقدموا بمجهوداتهم ويساهموا بطاقاتهم في الحركة الإسلامية بحيث ينتظم عمل الجميع إطار واحد متكامل الأجزاء للانطلاق إلى الهدف المنشود من عودة هذه الأمة وإحيائها بالتوحيد وبعثها لتقود هذه البشرية من جديد . نقول للجميع إننا نعمل من أجل دعوة واحدة ونسعى إلى هدف واحد ، ونرتبط بمصير واحد ؛ فعلينا أن نعمل في اتجاه واحد وفق منهاج واضح ، وأن نتعاون على البر والتقوى ولا نتنازع فيما بيننا فنفشل ونضعف وتضيع الأهداف التي ننشدها ، وفقنا الله وإياكم إلى ما يحب ويرضى . اللهم احفظ لنا ديننا وولاة امرنا وبلادنا من كيد الاعداء . آمين ________________________
 - 
	
	
				كفانـــــا لعب بالعامه ومايجب ان تحتوي !
topic قام بالرد على راعي النزية's - مروضة الحروف - في البوابة العامة
شكرا اختى مروضة الحروف أنا شخصيا ليس عندي إي اعتراض أو تعليق على ما ورد في هذا المقال، نحن جميعا بالفعل مقصرون وأول المقصرين انا . نعم نحن مقصرون تجاه بعض البوابات نمرها مرور الكرم . هذا تعليق بسيط ولكن هناك موضوع سيطرح بهذا الخصوص خلال الايام القادمة . تقبلى تحياتي - 
	شكرا ياسماء النسيان على هذه المشاركة الخيره وجزاك الله الف خير على تذكيرنا بهذه السنة المنسية .