روفو

المتميزين
  • عدد المشاركات

    285
  • تاريخ الانضمام

  • تاريخ اخر زياره

كل منشورات العضو روفو

  1. أوراق كانت تقلب الصفحات عندما .. سحبت منها حزمة الأوراق خلسة قيل لي : الدار خاوية لكنني رأيت ظلي في الجهة المعاكسة يبحلق في ضوئها وحل حين رنوت إلى هناك .. كان الوحل يشدني .. إليه اثنين النور .. يقسمني نصفين .. حبي له .. و كرهي للبياض طريق انتقيت خطواتي .. و سرت .. حاورها الشارع : كم عمرك في هذا الطريق ؟ ابتسمت .. لكنه فاجأها : متى ستصلين ؟ حياة أشحت بوجهي عن صورة القبر .. خلفها .. و قبلتها .. عشب رأيتهم يهدمون المدرسة .. هذا الصباح .. لم أصدق .. لكنني انتبهت للعشب تحت الجدار الجلفة في : 15 / 11 / ‏2003‏‏ الجزائر
  2. من أقوى المواهب المواهب الفنية في الأدب السويدي الحديث. كانت غزيرة الانتاج بالقياس الى سنها. لكنها مع الأسف قطعت سيرورة هذه الموهبة باكرا وانتحرت وهي في ذروة نجاحها. - 1900 ولدت كارين بوْيَه . - بدأت قدراتها تظهر منذ طفولتها. في سن التاسعة نالت أول جائزة أدبية . كان ذلك في مسابقة لإحدى المجلات شاركت فيها بحكاية للأطفال. و منذ سن العاشرة أخذت تأخذ دروسا في البيانو وتكتب الشعر. - ما أن بلغت الثامنة عشرة حتى تفجرت مواهبها شعرا و قصصا و لوحات فنية. - درست الأدبين الأغريقي و الأسكندنافي و تأريخ الأدب و التأريخ، وبدأت تنشط ثقافيا منذ 1926 أثناء الدراسة الجامعية. - بين 1922 و 1926 أصدرت مجموعاتها الشعرية : " الغيمة " ، " البلاد المخفية " و " المواقد " . - 1928 أمضت ثلاثة أسابيع في " الإتحاد السوفييتي " ضمن البعثة الدراسية الإسكندنافية. و في العام التالي تزوجت، لكنها ستنتقل من بيت الزوجية (1932) و تقيم لوحدها، و ذلك بعد عام من صدور أولى رواياتها. - ما بين 1932-1933 أقامت في برلين لتدرس التحليل النفسي. و عند عودتها ستصدر رواية " ماريت تستيقظ " . - 1934 طلاقها، و صدور روايتها " الأزمة " و المجموعة القصصية " النزاع " . و في العام التالي تصدر مجموعتها الشعرية " من أجل الشجرة " . - 1936 رواية " قليل جدا " . - 1940 رواية " كالوسيان" و المجموعة القصصية " خارج الدور" . - 25 نيسان (أبريل) 1940 انتحرت كارين بويَه . - 1941 صدر كتاباها الأخيران : المجموعة الشعرية " خطايا الموت السبع " و المجموعة القصصية " البشارة " . مختارات : الأبدية مرةً كان صيفنا طويلا كالأبدية. لقد هِمْنا في الأيام المشمسة دون أن نتوقف مرة غرقنا في العمق الاخضر العبق الذي لا قرار له ولم يعترِنا أي خوف على لحظة الغروب . أين ذهبت بعد ذلك أبديتنا ؟ كيف نسينا سرها المقدس؟ لقد غدا يومنا بالغ القِصَر . ها نحن نجهد متوترين، نشكّل مصارعين ، عملا ًما، ليصير أبديا وبطله هو الزمن . لكن حتى الآن تتساقط قطرات فاقدة زمانها في حضننا لحظةََ ونكون بعيدين عن أي هدف وأي إسم ، وعندها تسقط الشمس صامتة فوق القصبات المنعزلة وكل جهدنا سيبدو كلَعِبٍ أو كدَين . حينها سنذكر تلك الشروط التي مَلَكْنا ذات مرة : أن نحترق في لحظة العيش ، وننسى الوقتيّ ، الذي يَستغرق ويعبر ، لكي يمكن للحظة الخلق ـ التي لم يمكن لها أبدا من قبل ـ أن تفوز . (من مجموعة " من أجل الشجرة ") كيف يمكن للتفاؤل أن يعيش؟ كل شيء حولنا يتهاوى ، وسيتهاوى أكثر ، حتى لن تعود ثمة صخرة واحدة تسند قدمنا. كيف لك مع ذلك أن تؤمن يا من ليس لديك ما تؤمن به ؟ كيف يمكن للتفاؤل أن يعيش هكذا دون جذر؟ أهذا هو الجذر حقا؟ أهذه هي البذرة حقا ، وتنمو شجرة العالم منها؟ إن قدرنا إذن مقيم عند قلوب متكتمة، من أجلها يمكن للنهار أن يبزغ ثانية ومن أجل كيانها يمكن للفوضى أن تزهر بقوة المعجزة.. التي تلزم الصمت لكنها تريد أن تكون مصَدَّقة . كل شيء يمكن أن يخْرب ومن جديد سيُشفى، طالما هو حي ، بُرْعُمنا الأعمق . يا كل الأشياء التي تنمو تامة وشفافة الجلاء ، تعالي الينا، نحن الذين نحسِب نحن الذين في الحراسة ، تعالي وعلمينا، أن اليوم الذي نكف فيه عن الحساب، هو يوم اكتمال حياتنا وقوة مستقبلنا ! (من مجموعة خطايا الموت السبع) ماء الينبوع ماء ينبوع هو العدالة ، عديم اللون وجليّ . له طعم صعب التمييز وجميل . لكن شرابا كهذا فقيرٌ جدا حين يكون النبيذ متاحا . ما الينبوع سوى الماء ومع هذا أشتاق اليه . ما العدالة سوى ماء لا يُنال قريب أكثر فاكثر، وصعب أن يُحَب فهو شراب لاذع . الهي، أعطني العدالة ، أعطِ روحي فن العدالة ! الهي ، أعطني الماء ، عديم اللون وجليّا ! (من مجموعة "البلاد المخفية")
  3. بيجوفيتش.. الهارب إلى الحرية مصطفى عاشور "لو لم يكن الليل لكنا عاجزين عن رؤية السماء ذات النجوم، وهكذا يجردنا الضوء من بعض الرؤية، في حين أن العتمة والظلام يساعداننا على أن نرى شيئا".. كلمات رقيقة وعميقة، قالها الرئيس البوسنوي السابق علي عزت بيجوفيتش في كتابه "هروبي إلى الحرية" الذي كتبه وهو في السجن بيوغوسلافيا السابقة. وهذه الكلمات تصوير دقيق لشخصية الرجل وجمهورية البوسنة والهرسك التي ولدت على يديه؛ فمأساة البوسنة وليلها الطويل الكئيب جعل المسلمين يرون في بيجوفيتش قمرا يضيء ليلهم، حيث أعاد اكتشاف الذات والهوية، وربطهم بالإسلام والحرية، وكشف عن صلابتهم وقدرتهم على التضحية، بعدما كادت الشيوعية والديكتاتورية تذيب معالمهم وملامحهم. تابع معنا في هذا الموضوع: نشأة متميزة إنشاء الشبان المسلمين معاناة في ظل الشيوعية سجن وخلوة وشهرة الانهيار الشيوعي وبروز القوميات محنة البوسنة و"التطهير العرقي" نشأة متميزة ولد علي عزت بيجوفيتش عام 1344هـ = 1925م في مدينة بوساناكروبا شمال غربي البوسنة في أسرة عريقة في إسلامها. والمعروف أن الإسلام دخل إلى منطقة البلقان على يد العثمانيين بعد معركة "كوسوفا" الشهيرة سنة 792هـ = 1389م بعدما انتصروا على الصرب. ثم دخل الإسلام البوسنة سنة 868هـ = 1463م، واعتنق البوسنويون الإسلام، وعُرف مسلموها بالبوشناق، وظلوا خاضعين للدولة العثمانية حوالي 415 عاما، وبعد زوال الحكم العثماني تعرض المسلمون فيها لاضطهاد ديني وعرقي متكرر؛ أدى إلى نزوح عدد كبير من السكان إلى تركيا، ولم يُسمح للمسلمين لعقود طويلة بممارسة حقهم في إدارة شئونهم، فضلا عن المذابح والانتهاكات الرهيبة التي تعرضوا لها في فترات متعاقبة لمحو إسلامهم وهويتهم. نشأ بيجوفيتش في مناخ يعادي المسلمين وينظر إليهم على أنهم دخلاء على أوربا. وتعلم في سراييفو في مدرسة ثانوية ألمانية عُرفت بمنهجها الأكاديمي الصارم. وتفتحت في تلك الفترة الباكرة مواهبه وتعطشه للإسلام، فأسس مع بعض زملائه ناديا مدرسيا للمناقشات الدينية أطلقوا عليه "ملادي مسلماني" أي جمعية الشبان المسلمين، وكان عمره في تلك الفترة 16عاما، ولكنه كان يمتلك طاقة فكرية كبيرة اقترنت بحيوية الشباب، لذلك تطورت الجمعية من النقاش إلى العمل، فقامت بأعمال تعليمية وخيرية، وأنشأت قسما للفتيات المسلمات، وقدمت خدمات ومساعدات أثناء الحرب العالمية الثانية للمحتاجين. إنشاء الشبان المسلمين بيجوفيتش في شبابه رغم حداثة إنشاء جمعية الشبان المسلمين التي ساهم بيجوفيتش في تكوينها فإنها كانت متفتحة على العصر وعلى دينها؛ فقد سعت إلى بناء شخصية مسلمة تستطيع أن تتعايش مع الواقع الأوربي. وتأثرت الجمعية بأفكار الطلاب البوسنويين الذين درسوا في الأزهر الشريف وتأثروا بأفكار جماعة الإخوان المسلمين. وخرجت الجمعية برؤية مفادها أن الإسلام أيدلوجية يجب أن تكون واقعا في الحياة، وليس دينا ينحصر في حدود الفرد والعبادات فقط. وبهذا الفهم نظرت الجمعية للإسلام. وقد سعت الجمعية إلى انفتاح متوازن على الإسلام وحركاته التي ظهرت في تلك الفترة بالعالم الإسلامي، وتأثرت بتجربة إندونيسيا وباكستان. كما كان هناك انفتاح على الثقافة الغربية في منابعها الأصلية؛ حيث خططت الجمعية لتعلم اللغات الأوربية ليتسنى لها قراءة الأفكار بلغتها. واستطاع بيجوفيتش أن يتقن ثلاث لغات هي الألمانية والإنجليزية والفرنسية. جذبت جمعية الشبان المسلمين الشباب المسلم المثقف في جامعة سراييفو، وكانوا يرون أنها تقدم لهم الإسلام بطريقة تختلف عن النموذج الذي يطرحه علماء الدين الرسميون، وفي هذه الأثناء وقعت يوغوسلافيا تحت الحكم الألماني في ربيع الآخر 1360 هـ = إبريل 1941 الذي أزال الحكم الملكي، وأخذت أفكاره النازية الفاشية تجد مكانها بين الشباب من خلال حركة "الأستاشا" النازية الموالية لهم؛ فوقفت جمعية الشبان المسلمين موقفا حازما من هذه الأفكار، ونادت بتحريم التحاق الشباب المسلم بهذه الحركة، ونتيجة لذلك رُفض الترخيص للشبان المسلمين عقابا لهم. معاناة في ظل الشيوعية انتهت الحرب العالمية الثانية، وتبع ذلك حدوث تغييرات في الخريطة الأوربية، منها نشأة الاتحاد اليوغلاسلافي في المحرم 1365هـ = نوفمبر 1945م بعد اتفاقية "أفنوي" المكون من 6 جمهوريات مستقلة، منها البوسنة والهرسك، وإقليمان متمتعان بالحكم الذاتي هما كوسوفا وفويفودينا. ونص دستور الاتحاد على المساواة الكاملة بين كافة القوميات والأعراق والأديان والثقافات. كانت مساحة الاتحاد اليوغوسلافي 288 ألف كم2، وكان -مقارنة بمساحته- أكبر تجمع عرقي وثقافي حيث ضم حوالي 20 جماعة عرقية تتحدث 14 لغة ولهجة. وكانت مشكلة هذا الخليط العرقي والديني هي تداخله بين الجمهوريات اليوغسلافية وامتداده إلى خارج الحدود في الدول المجاورة. في هذه الفترة كان علي عزت طالبا بكلية القانون جامعة سراييفو، وكانت الأفكار الشيوعية في تلك الفترة ذات بريق. وقد تعرض بيجوفيتش أثناء دراسته للاعتقال والسجن أكثر من مرة، حتى حصل على شهادة المحاماة بعد فترة، وتخصص في القانون التجاري. كانت فترة وصول "جوزيف تيتو" إلى السلطة سنة 1373هـ = 1953م وحزبه الشيوعي فترة عصيبة على الأديان، خاصة الإسلام ومعتنقيه نظرا لرؤية الشيوعية لمطلق الدين، وكانت معاناة بيجوفيتش مضاعفة لكراهيته للإلحاد ومعاناته من الاضطهاد، وقد كنّ تيتو عداء مستحكما لعلي عزت ودينه، ومما يُذكر في هذا أن الرئيس عبد الناصر استفسر من رفيقه تيتو عن بيجوفيتش، فأجابه تيتو بأنه رجل أخطر من تنظيم الإخوان المسلمين في مصر؛ لأنه يطالب بأن تتولى الحركة الإسلامية السلطة في أي بلد تكون لها الأكثريه فيه. أدرك بيجوفيتش شدة ضيق هامش الحرية الذي يتحرك فيه، ولكن عشقه للحرية والإسلام فرض عليه ألا يبقى ساكنا مسندا ذقنه إلى راحة يديه؛ ولذلك بدأ يتحرك؛ فوثق علاقته بالشيخ "حسين دوزو" رئيس جمعية العلماء الذي عينته الحكومة للإشراف على شئون المسلمين، وأخذ في تذويب الجليد بين المثقفين المسلمين وعلماء الدين الرسميين لإيجاد هوامش مشتركة للتعايش والعمل للإسلام بعيدا عن ضغوط الإلحاد الشيوعي، وهو ما فتح له الباب لينشر مقالات تحت اسم مستعار في مجلة "تاكفين" التي كانت تصدرها الجمعية ويقرؤها 50 ألف مسلم، وكانت مقالاته ذات عمق وتأثير في إيقاظ الوعي والهوية لمسلمي البوسنة. سجن وخلوة وشهرة توفي الرئيس تيتو سنة 1401هـ = 1980م الذي نص الدستور اليوغوسلافي في تعديلاته سنة 1394هـ = 1974م على أن يتم إلغاء منصبه بعد وفاته على أن يخلفه مجلس رئاسة يضم ممثلا واحدا عن كل جمهورية وإقليم، ويتم تبادل رئاسة الاتحاد بالتناوب بين الجمهوريات على أن تكون مدة الرئاسة عاما واحدا. وارتخت بوفاة تيتو القبضة الشيوعية الإلحادية قليلا، وبدأ مسلمو يوغوسلافيا يتحركون، فقام "بكر" نجل علي عزت بتجميع مقالات والده التي كتبها في مجلة تاكفين، ونشرها في كتاب أسماه "البيان الإسلامي"، وأثار ظهور هذا الكتاب ضجة كبيرة، واتُهم بيجوفيتش بأنه يسعى لتكوين جمهورية أصولية إسلامية في قلب أوربا؛ فألقي القبض عليه، وحوكم محاكمة صورية، اتهم فيها بالعمل ضد الدولة والسعي لتحويل البوسنة إلى دولة إسلامية. وفي عام 1404هـ = 1983م صدر عليه حكم بالسجن 14 عاما. كانت فترة السجن عميقة التأثير في حياته وشخصيته. وطيَّر كتاب البيان الإسلامي صيت بيجوفيتش في يوغوسلافيا كلها، وتداول المسلمون الكتاب سرا على نطاق واسع، وانتشرت أفكار الرجل من حيث لا يدري، أما هو فكان السجن بالنسبة له فترة تفكير وتأمل طويل وعميق، كشفت له حقائق الحياة والإنسان. وأضفى سجن "فوتشا" ذو الأسوار العالية والقضبان الفولاذية على شخصية بيجوفيتش صلابة وقوة، وأعطاه فرصة للتفكير أكثر مما الكلام، والتأمل أكثر من الانشغال، واستمر في السجن حتى أعيدت محاكمته، وأطلق سراحه عام 1409هـ = 1988م. وفي فترة سجنه ظهر كتابه النفيس "الإسلام بين الشرق والغرب" الذي عكف على تأليفه سنوات، ثم حال السجن بينه وبين النشر فقام أحد أصدقائه المخلصين بتهريب أصول الكتاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ونشرت طبعته الأولى هناك عام 1405هـ = 1984م، وكان يهدف من الكتاب إلى تقديم الإسلام بصورته النقية إلى الأجيال الجديدة. وكشف الكتاب عن عمق ثقافة بيجوفيتش الإسلامية واطلاعه على الفكر الغربي ومعرفته بمواطن قوته وضعفه. ومن آرائه الجديرة بالاهتمام في هذا الكتاب أنه اعتبر أن الفلسفة العدمية التي ظهرت في الغرب ليست إنكارا للألوهية بقدر ما هي احتجاج على غيابها، فهي فلسفة متمردة على الحضارة التي تعيب الآخر، وتخرج الإنسان من حساباتها، ورأى أن محاولات الفلسفة الغربية بشقيها الرأسمالي والشيوعي بناء المبادئ الأخلاقية على المنفعة أو الإلحاد باءت بالفشل، وأنه لا يمكن بناء نظام أخلاقي إلا على الإيمان. وناقش بيجوفيتش في هذا الكتاب مفهومي الحضارة والثقافة بعمق شديد ورؤية شاملة، ورأى أن الثقافة في جذورها البعيدة صدرت عن أصل ديني؛ لأنها (أي الثقافة) تأثير الدين على الإنسان، وتأثير الإنسان على أخيه الإنسان، فهي تحتاج إلى تأمل وشعور دائم بالاختيار على اعتبار أنها تعبير عن الحرية الإنسانية، أما الحضارة فهي تأثير العقل على الطبيعة، وهي فن يتعلق بالوظيفة والسيطرة والصناعة واستمرار التقدم التقني، وهي خط صاعد دائمًا، بدأ من اكتشاف الإنسان النارَ حتى عصر الطاقة النووية؛ على عكس الثقافة التي هي بحث دائم يعود إلى الوراء.. إلى الجذور ليبدأ من جديد. ورأى أن عداء الغرب للإسلام هو امتداد لعداء الغرب مع فكرة الدين؛ لذلك كان يرى أن الإسلام هو الأيديولوجيا الوحيدة ذات القطبية الثنائية: المادة والروح، ومن ثم فإن تطبيق النموذج الإسلامي لا يمكن أن يتم إلا في مجتمع متقدم. وكان يرى أن قوة الغرب لا تكمن في أسلوب حياته؛ وإنما في أسلوب عمله، لهذا انتقد بشدة دعاة التغريب الذين لا يقتبسون من الغرب إلا أسلوب معيشته فقط. الانهيار الشيوعي وبروز القوميات عندما خرج "علي عزت" من السجن كانت الكتلة الشيوعية في أوروبا تموج بغليان وتغييرات شاملة تلوح نذرها في الأفق، أبرزها تصدع الشيوعية وصعود القوميات مكانها وعدم قدرة الديكتاتوريات على كبح جماح الشعوب، وتجسد ذلك في إعلان رابطة الشيوعيين اليوغسلاف في مطلع عام 1410هـ = 1990م بعد 45 عامًا من احتكار السلطة الموافقة على إقامة نظام متعدد الأحزاب، فأسس بيجوفيتش "حزب العمل الديمقراطي"، وفي منتصف ذلك تم إجراء انتخابات ديمقراطية حرة على أساس نظام التعدد الحزبي، وهزم الشيوعيون في 4 جمهوريات يوغسلافية منها البوسنة والهرسك. وفي 2 جمادى الأولى 1411هـ = 19 نوفمبر 1990م تولى "علي عزت" رئاسة البوسنة. وفي تلك الفترة كانت المشاعر القومية المتطرفة في حالة صعود، يغذيها بعض الزعماء القوميين المتطرفين مثل "سلوبدان ميلسوفيتش" الذي كان شعاره "كل صربي في أمة صربية واحدة"؛ وهو ما يعني إعادة ترسيم الحدود داخل يوغسلافيا على أساس عرقي، وربما إعادة ترسيم منطقة "البلقان" التي كانت توصف بأنها "برميل البارود" القابل للانفجار في أي وقت. ولم يمض إلا عام وبضعة أشهر حتى بدأ الاتحاد اليوغسلافي في التفسخ، وأعلنت "كرواتيا" و"سلوفينيا" استقلالهما، وبدأت البلاد تنزلق إلى حافة الحرب الأهلية. وأدرك "بيجوفيتش" أن حربًا أهلية عرقية قادمة، وأن البوسنة من المحتمل أن تكون صفقة بين الصرب والكروات، لذلك سعى لتجنب هذا المصير، وتقدم بحل وسط إلى قمة رؤساء الجمهورية في شعبان 1411هـ = فبراير 1991م وذلك باقتراح إقامة "فيدرالية متناسقة" تلتئم فيها جمهوريتا الصرب والجبل الأسود في اتحاد فيدرالي خاص بهما، وكرواتيا وسلوفينيا في اتحاد كونفدرالي خاص بهما، والبوسنة ومقدونيا في اتحاد خاص يتفقان على شكله، ثم يتم إيجاد إطار يوغسلافي موحد يضم هذه الاتحادات الثلاثة بشرط أن تتمتع جميع الجمهوريات داخله بالسيادة والاستقلال. كان مشروع بيجوفيتش هو المخرج الوحيد لإنقاذ يوغسلافيا من الانهيار، والحائل دون وقوع الحرب الأهلية بين الجمهوريات والأعراق؛ لذلك حظي المشروع بدعم الجماعة الأوروبية، غير أن الصرب والكروات وسلوفينيا عارضوا المشروع. محنة البوسنة و"التطهير العرقي" أعلنت "كرواتيا" و"سلوفينيا" استقلالهما من جانب واحد في ذي الحجة 1411هـ = يونيه 1991م فقامت قوات الجيش اليوغسلافي الخاضعة لقيادة الصرب بالهجوم على الجمهوريتين، وبدأت حرب دموية، تدخل فيها الأوروبيون بثقلهم لوقف نزيف الدم المسيحي في أوروبا وهددوا صربيا بالعقوبات، وأمام ذلك رأى "بيجوفيتش" أن يستثمر الموقف الدولي للحصول على استقلال البوسنة خاصة أن "الجماعة الأوروبية" اشترطت للاعتراف بأي جمهورية أن يأتي الاستقلال بعد استفتاء شعبي، فبدأ يجهز للاستفتاء رغم تهديدات الصرب داخل البوسنة، وخطب في تليفزيون البوسنة خطابًا قويًّا دعا فيه المسلمين وغيرهم للخروج للإدلاء بأصواتهم دون خوف، وقال: "لقد انتهى إلى الأبد ذلك الأوان الذي يتقرر فيه مستقبل البوسنة دون إرادة مسلميها". وفي 24 شعبان 1412هـ = 1 مارس 1992م نزل علي عزت بنفسه إلى الشارع للإدلاء بصوته، حتى يكسر الخوف في نفوس المسلمين، وكانت مخاطرة كبيرة، وتأثر المسلمون بشجاعته وتدفق عشرات الآلاف حتى يقرروا مستقبل البوسنة ويقولوا "نعم للاستقلال" وكانت نتيجة الاستفتاء 62.8%. لم تمض إلا ساعات قليلة حتى بدأ الإعلام الغربي في حملة تحريض شديدة ضد المسلمين في البوسنة، وسرعان ما انقض الصرب على البوسنة في حرب عرقية دموية وحرب إبادة شاملة، تطوع خلالها آلاف من مسيحيي أوروبا للقتال في صفوف الصرب، وصمت الأوروبيون حتى يمكّنوا الصرب من الإخلال بالقوة الديمغرافية للمسلمين في البوسنة، وكانت قرارات الأمم المتحدة هزيلة للغاية، ولعب الوسطاء الدوليون ومنهم الوسيط الأوروبي والأمريكي دورًا مشبوهًا لاستمرار الحرب، وعارضت بريطانيا ودول أوروبية تسليح المسلمين بحجة أن ذلك يزيد في أمد الحرب. وعندما بدأ ميزان القوة المختل يعتدل قليلا لصالح المسلمين تدخل الأمريكيون بثقلهم وفرضوا اتفاق دايتوان سنة (1416هـ = 1995م) الذي أعطى المسلمين والكروات 51% من مساحة البوسنة، ومنح صرب البوسنة 49% من المساحة، وخرج بيجوفيتش بعد هذا الاتفاق الظالم الذي حال دون استقلال البوسنة بالكامل، وضيَّع ما يقرب من ثلثي مساحتها، ودمج المسلمين والكروات في منطقة واحدة غير محددة -ليقول: "هذا ليس أفضل ما نحصل عليه ولكنْ شيءٌ أحسنُ من لا شيء". ثم أجبرتهم الولايات المتحدة بعد دايتوان على تدمير أسلحتهم التي حصلوا عليها بشق الأنفس، ثم أجبرتهم على شراء أسلحة أمريكية مولتها دول عربية، دون قطع غيار. كانت حرب البوسنة وصمة عار في جبين البشرية، ووصفها أحد المؤرخين الغربيين بأنها أعادت أوروبا إلى القرن التاسع عشر، وخسر المسلمون في هذه الحرب حوالي 350 ألف قتيل، واغتُصبت عشرات الآلاف من النساء. كان "علي عزت" صلبًا في قلب هذه المأساة، ولم يترك شعبه ليواجه هذا المصير المؤلم، وأصر على البقاء معه تحت الحصار في سراييفو، وعندما أراد الخروج للبحث عن دعم لقضيته، قام بمغامرة جريئة حتى يخرج ويخاطب العالم، فنزل في نفق طويل أسفل المطار الذي يسيطر الصرب على النقاط الإستراتيجية حوله. وعندما وضعت الحرب أوزارها بعد اتفاق "دايتوان" لم يغره بريق السلطة، فاستقال من رئاسة الجمهورية، ثم من رئاسة حزبه السياسي متعللاً بحالته الصحية. إلا أن الواضح أن روحه وعقله كانا أكبر من قيود السلطة. وقد حصل بيجوفيتش على جائزة الملك فيصل سنة 1415هـ - 1994م، وعلى شخصية العام للعالم الإسلامي سنة 1422هـ - 2001م. اقرأ أيضا: عزت بيجوفيتش: تصحبك السلامة! المراجع: علي عزت بيجوفيتش – هروبي إلى الحرية – ترجمة إسماعيل أبو البندورة – دار الفكر – سوريا – الطبعة الأولى – 1423هـ-2002م. السيد عوض عثمان – قراءة في ملف الأزمة اليوغسلافية – مجلة الفكر الإستراتيجي العربي – عدد (40) أبريل 1992م. معتز محمد سلامة – الأزمة في البوسنة والهرسك والموقف الدولي – مجلة السياسة الدولية عدد (110) – أكتوبر 1992م
  4. كلّما شردتني الفصول، حاربت من أجلها خاطري بعينين اصطلاحا رقيق الحواشي وأخطو على قيدها مثقلا بالرجوع وازهوا، رماحي الرياح أنا المستقر هناك على الجيفة الريح ، سيان موت العبير وسِفر الرياض على خٌلفها ماطر غيم روحي سيولا تراءى عذاب النوارس من أسرها جامحا لايقاوم روحي أنا كلما أزهرت بوصلة أرشدتني السلالم نحوي إلى حيث حتفي أراقب هذا الظلام بعينيّ ذئاب الطريق وسائد لا تستحي ، أنا المستقر هناك على الجوع والحزن والمرتقى لأنكِ بعض الشروح تغني مسارح روحي وترقص شمعة هذا الغرام بعيدا عن الفاجعة أنا الوجبة الضائعة، أنا البحة الرائعة، أراقب هذا الظلام وأسبح في الجبّ حراً طليقاً قيودي المعاني وناس يغيرون ليلاً وخيلاً تضل الطريق إلى خيمتي سلامي للريح للبيت، للوهلة الطازجة، لأَيمانِ أمي تقطّع رأس الوجع، وتسهر حتى يفيق النهار، سلامي للقهوة المرّة النائحة في بيوت تمرأت سنون عليها ومرت جروح البيادر والاستلاب والنار جوع السنين الحيارى لعمر قصير توارى لأجل المدامع كل المدافع والهاربين من جرحها المستفز تحارٌ النوارس حين تحبٌ الخريف بأي اللغات تمارس عاداتها الخريف المحلى بفجر رذيل تواطأ حتى انتهى مسرحاً أطلي أيا رعشة الفجر يا ريح هذي المقابر كي نمتح الحزن من لكنة الظل من عراجيننا المنتقاة بصبر كريه التجلي أريد عناوينَ للبحر ، أريد مدائن لا تنتمي ويدين تلوح لي وآخر ما قاله الحب في صبوة جامحة قيودي الطلول ، أما آن لليل أن ينجلي كلما شردتني المعاني أعارتني الريح سيلا لكي أنثني ، في رقصة ، تموت ولا تنتهي . أعير المدينة من خاطري كتابين كيما تقول سلاميْ لخصلة هذا الفؤاد المملح بالزيف والكبرياء النديّ ، تبين المعابد رقشا فيسرع قلبي لكي ينحني ويجهش خلف الحقول يتمتم في غصة ، أما آن للحزن أن يستريح أما آن لليل أن ينطفي .
  5. جلس قبالتي، تفصلني عنه زهريّة فيها وردة واحدة، حمراءاصطناعيّة !انشغل عنّي بمطالعة لائحة أسعار الطعام. ** رحلتْ نظراتي إلى الركن المُعتم حيث اعتدنا أن نلتقي أحيانا بعدما يعتصرنا ارهاق الامتحانات الجامعيّة الفصليّة ، وهناك بدا لي أني لمحتُ طيف ، لا يفصلني عنه سوى ذات الزهرية لكن بوردة حمراء ذابلة . - غساااان !!! ارتفعتْ ترنيمة ٌ من أعماق الذاكرة ... وتدحرجتْ ملفاتُ الألم فوق المنضدة ... كم كنت أحبه!.. كان هو وكل شئ ولا شئ سِواه في حياتي ! كان الفارس ..! كان النورس ..!كان حبيبي ..! كان أول عاشق يباغتني بمكنونات قلبه: " هل نبدأ الحكاية؟ " كان وكان... وكم كنت أمقت نزعته الغريزيّة لسرب من العاشقات يُحلّقن حوله أينما سار في موكب ملوكيّ وطقوس سحريّة لكي يرضي غروره أنه أمير كوكبة العشاق وسيّد الرجال ... ! خنقتُ حبّي ورحلتُ عنه، كما ترحل الطيور عن أعشاشها .بدأ ينهار كسُور حديقة.. يتساقط حجرا حجرا، ومع ذلك قررت أن نزيف كبريائي المجروح من مواقفه العابثة أشدّ من نداء عاطفتي فأوغلتُ في الغياب . ** ما زال خطيبي يعاين قائمة الطعام لا يرسو على مرفأ! لم يكن هو اختياري ! خضعتُ لضغط الأهل في لحظة انهيار نفسيّ حين فحصوا أوراقه وحسموا الصفقة ! ويوما بعد يوم، بدأت أصحو من غيبوبة وَهني وحاجتي للتعويض النفسي عن جرح أنوثتي، على واقع أشدّ وطأة فأدركت أن هذا الرجل يُهَمّشُ كياني بأطواره الغريبة. ** وضعت خاتم الخطوبة فوق الورقة النقدية التي جهزها سلفا ولم يكن ليتنازل عن غيرها! سرتُ بتثاقل نحو الركن المُعتم. كيفك غسان؟ - ارتدّتْ نظراته عن ضباب أيلول المتراكم خلف النافذة الصغيرة . ضمّ جفنيه باعياء. التقتْ نظراتنا. تناول الوردة الحمراء الذابلة من الزهرية .وقف وهو يترنح. وضعها في يدي الممدوة نحوه للمصافحة .. مرّ بي . احتكّ بجسدي ، فهوَى الوشاحُ الأبيض على الأرض تحت خطواته الراحلة. داسهُ دون أن يدري ، ثمّ غابَ في ضباب الشّارع الطويل وراحتْ رائحة خمرة انبعثتْ من فمه تعبث بكل صورة جميلة أحيتها الذاكرة ! * شاعرة وقاصّة فلسطينيّة من مواليد النـّاصرة , 1960 * حاصلة على شهادة اللقب الأول في اللغة الانجليزية والأدب المقارن * صدر لها : - ثورة على الصمت (قصائد نثرية) 1994 - مرايا الوهم (قصائد نثرية) 1998 - يوميات غجرية عاشقة (ومضات شعريـّة) 2001 - ومن لا يعرف ريتا (ومضات شعريـّة) 2003 - قبل الإختناق بدمعة ( أمواج دمعيّة ) 2003 موقع شخصي: www.postpoems.com/members/ritaodeh
  6. كانت الشمس تلمع في جناح من السماء، عابثة بغيمات ضائعة في عالم الصيف القائظ، ولأن الحرارة كانت على أشدها، فقد كان الناس ينفثون الهواء الثقيل من صدورهم آملين في هواء بارد منعش، بينما كانت الحيوانات لا تقل عنهم رغبة في طلب البرودة والهواء ذي اللفحات الربيعية. الكلاب تمد ألسنتها والبغال والحمير تعبر هي الأخرى عن رفضها لهذا الصهد الثقيل، فالدواب الواقفة لا تلبث بين الفينة والأخرى أن تدك الأرض بحوافرها بينما التي تمر في عرض الطريق ترخي رأسها وأذنيها إلى أسفل كأنها تفتش عن شيء في الأرض. وكان الحمار مسعود قد بدا متعبا للغاية. خطواته تتثاقل بعد أن كان يرمي قبل لحظة قوائمه إلى الأمام بسرعة كبيرة آملا في أن يصل، وقد ازداد ثقل هذه الخطوات مما جعل عليا يعالجه بضربة على ظهره. ورغم أن الضربة لم تكن قاسية أو عنيفة فقد توقف الحمار على اثرها. لكن الضربات استمرت يسيرة فعسيرة أو قليلة فكثيرة. غير أن الحمار أصر في النهاية على ألا يتحرك بتاتا. هدأ علي، وبدأ ينتظر، ولم يتحرك الحمار، فقال: - الله يهديك ، سر. لكنه لم يسر، ولم يتزحزح، ولم يخط خطوة واحدة، بل استمر في احناء رأسه إلى الأرض، وأرخى أذنيه أكثر من ذي قبل، وعاد علي يعالجه بعصاه، لكن عبثا. وظن أن قطع الآجر الأحمر الذي تحمله العربة ثقيلة جدا. بينما عاد يؤكد لنفسه بأن ليست هذه هي المرة الأولى التي يجر فيها مسعود العربة وهي محملة بهذا القدر من قطع الآجرأو غيره، لكنه عاد ليثبت صحة تخمينه الأول. وفكر مليا ثم عزم على أن يفرغ جزءا من حمولته هذه، يترك نصفها على الرض ريثما يذهب بالنصف آلآخر فيعود لينقل النصف الثاني. وكان الصهد لا يزال محتدا، غير أن عليا نسي الحرارة وفظاظة الجو لدى توصله إلى هذه الفكرة أو هذا الاقتراح الذي قدمه لنفسه والذي يؤكد أنه الذكاء بمكان، وبدأ في تنفيذ المشروع. كان جسده يتفصد عرقا كأنه قربة مثقوبة ولم يبال لذلك، واستمر في نقل قطع الآجر من عربته العتيقة إلى الأرض بجهد لا يجهد. وسرعان ما بدأ الحمار يتحرك ليس إلى الأمام أو إلى الخلف، لكنه كان يتحرك في مكانه، يضرب الأرض بقائمتيه الخلفيتين، ويهز رأسه الى أعلى بقوة كأنما يطرد حشرة من الحشرات لدغته لدغة مؤلمة فبعثت فيه رد فعل عنيفا. واذ كان الحمار يتحرك ظن على أن المشكلة آلآن قد بدأت في طريق التسوية، واستبشر مهنئا نفسه على الحل الذي اهتدى إليه بغير مقدمات، والذي نزل عليه من السماء وكأنه الوحي. لا يبلغ مقدار الثلث على كل حال. ثم قفز إلى العربة ماسكا بزمام الحمار وأخذ يجذبه إليه، وهو يطلق صيحة خاصة، لكن أمله خاب ، فالحمار لم يتزحزح خطوة إلى الأمام، وأكد على نفسه أنه لا بد من تتمة تنفيذ المشروع الذي اقترحه بادئ ذي بدئ لكي يصبح آلآن على ما يرام، فقفز إلى الأرض وبدأ من جديد ينقل قطع الآجر من أعلى العربة إلى أسفل، وانتهى في الختام بأن قال في نفسه انه قد أشرف على نقل نصف كمية الآجر إلى الأرض. لكنه عندما انتهى فعلا مني بالفشل، فقد خيب الحمار أمله، وجعله يتساءل عن ايجاد حل لهذه المشكلة التي لم يصادفها قط منذ أن اشترى حماره هذا. لا شك أن هناك سرا. واذ كان يضع سبابته بين أسنانه كتعبير عن شيء لا يعبر عنه، انطلق الحمار في نهيق بعيد الصدى رددته البنايات القائمة هناك عن بعد. وبدأ يضرب باحدى قائمتيه الخلفيتين ثم رفعها في الهواء، ولبثت كأنها معلقة واستيقظ علي من تفكيره القصير على اثر نهيق الحمار الذي داهمه كنفير سيارة شحن كبيرة، وجعل ينظر إلى رجل مسعود وهي معلقة في الهواء. ولكن هذا الأخير أعادها إلى وضعها الأول وكأن في نيته أن يطمئن عليا، بينما اعتبر علي هذه الحركة بادرة فيها أمل. لقد قالت له هذه الحركة مرة بأنه سيربح نقودا كثيرة في يومه ذاك. عندما وقف ذات صباح أمام الحمار وقال قبل أن يشده إلى العربة "إذا تحركت احدى رجلي الحمار الخلفيتين فان اليوم سيكون مربحا". ولم يخيب الحمار يومها ظنه وكان له أمل، وحصل على ما رغب. أما اليوم فلم يقل شيئا ولكن رجل الحمار الخلفية - التي اتخذ حركتها آية للخير منذ ذلك اليوم – تحركت، ولا شك اذن أن معجزة ستقع، وتقع المعجزة عندما يتحرك الحمار. وضحك هو ضحكة أربت على نهيق حماره مسعود، وقال بصوت مرتفع " لا عدمت يا رجل !" وقفز فوق العربة، وأخذ يحرك رجليه وجسمه ويديه وكأنه طفل يتقي ضربات حزام والده التي تسقط عليه كالأحجار من كل مكان، ولم يفكر في غمرة فرحة في الآجر الذي تركه على الأرض هناك. ومضى الحمار وهو يعرج، فبهت علي، لقد كانت الرجل الميمونة هي التي تعرج. ما الذي حدث اذن؟ واذ تساءل هكذا توقف الحمار مرة أخرى. ولم يتحرك، وكانت الحرارة والجفاف على أشدهما أما الهواء فكان أثقل مما يتصور، وقد بدت الشمس في كف السماء تتحدى الناس والدواب بحرارتها المفرطة، وأشعتها، الثاقبة كأنها سهام حادة تنخر فلا ترحم. توقف مسعود بعناد، رفع رجله الخلفية مرة أخرى، فانحنى علي يتفحصها... وبينما هو كذلك جاء صوت خشن: -"يابني آدم!!" ووقف علي لتوه وهو يقول " لا شك أن بهذا الحمار شيئا" فقال له الرجل: - يا سيدي، ان العربات الثلاث وصلت منذ ساعتين وأنت لا تزال هنا، هل تتحرك أم انادي على عربة أخرى؟ - ان بالحمار شيئا. - لا يهمني، هل تتحرك أم ... أيعجبك أن ننتظر سيادتكم يوما كاملا. فقال علي وهو يمضغ ريقه: - ان هذا مستحل. الحمار لا يريد أن يتحرك. - قلت هل تتحرك؟ لا يهمني، جر العربة على كتفيك. وكان الرجل يتكلم بفظاظة مرفقا كلماته بتعابير قاسية من وجهه. وأمام هذا العالم المتجهم بدت لعلي الدراهم الثلاثة تسقط من يده، وفكر بأن أدنى حركة أخرى منه تعني الرفض، ستؤدي حتما إلى ضياع الدراهم الثلاثة منه. واذ كان يتحدث لنفسه صهل الرجل: - "لا أريد أن أبقى طيلة اليوم هنا. لا أريد أن أضيع وقتي، لماذا تتصامم هكذا؟". شرع علي في فك العربة عن الحمار. كان بعض الأطفال قد تجمعوا حول المعركة المسالمة، وهم يحدقون في الرجلين منتظرين أن تقع الواقعة شخصين في هذا الحي. وشد علي العربة إلى ظهره لكن ما ان خطا خطوتين اثنتين حتى قال الرجل: - والباقي من يحمله؟ أنا؟ قال علي: - سأعود لأنقله. ومضى يجر العربة. كان بعض الأطفال يدفعونها من الخلف. لقد وجدوا الفرصة لتمضية بعض الوقت وللمزاح. كان علي يتميز غيظا. ولما توقف وتخلص من العربة فر الأطفال كالأرانب التي أبصرت صيادا. غير أن عليا لم يكن ينوي بهم شرا. لقد توقف فقط ليخلع فردتي حذائه، ليضعها بين قطعتين من الآجر، ثم عاد إلى عربته واستمر يجرها وجسده يتفصد عرقا. كان يحس بأشعة الشمس تعبث فوق قفاه العاري غير أنه لم يجد القدرة على مقاومة الشمس. أما حماره فقد تركه للأطفال يتلهون بجذب ذيله القصير
  7. أخواني أعضاء المنتدى مقدمة : يتمالك القارئ تنازع بين أسطر الكتاب الذي يقرأة ومنها القصة موضوع المقال , ومنبع هذا التنازع هو مفردات القصة التى تجتمع وتكون رموز وطلاسم في معنى مجمل القصة و ماذا يريد الكاتب أن يقول . لذلك يختلف القراء في الوصول الى ماذا يريد الكاتب و ما معنى الرموز في كتاباتة , ومنهم أنا وأنت في تفسيرك لما سوف أقوم بة في ( قرأة في قصة روح القمر, للكاتب الليبي حسن أبو سيف) . ++++ يبداء القصة بتلازم اليوم ونبض القلب ونضرات الخباز للقمر وبداية كل يوم بنشوة روح القمر الخباز ( رمز لشخصية بسيط في المجتمع لها تواصل وتوافق أيضا ) القمر ( رمز لمعشوق أو أهتمام او هموم وطن ) ضياء القمر أو حب القمر يشعره بأنه كوطن في في ضياءه المنتثر على الطرقات ، وبدون حدود للزمن. دمعه الخباز في كل صباح تشكل عجزٍ وصمت . ويبداء بها يومه الباكر ويسهر معها ومع مخبزة . انة العجز أو الكسل أو أى شكل من أشكال عدم الأستطاعة دفعت بالخباز بأن لا ينطق مثل صديقة الشاعر وكان يشعر بأنه في وسعه أن يقول أو يفعل شيئاً للقمر أفضل من صديقه! هذه الليلة دخل مخبزه برفقة الحماس و الشعور بأنه يريد البوح بالمشاعر المختلطة التى تنتابه , أمامة مهنتة وعملة هى السبيل الوحيد لأظهار ما تكنة نفسة للقمر , وبدون شعور منة تشكل بين أصابعة و وجد نفسه قد صنع الرغيف مستديرا يشبه القمر..!! وفي مرور صديقة الشاعر بالمخبز تضهر على الخباز السعادة عندما يقارن الخباز بالشاعر وهويقول و ُيمسك بالرغيف هذا قمري فأين قمركم ؟!! وتضهر نشوة الأنتصار عندما يبين الشاعر أن الخباز قد تفوق الحصول على روح المحبوب وليس ذكراه فقط. ولكن بعد ذلك تظهر للخباز أن الحصول على روح المحب والتفانى في العمل لآجلة قد لايروق للعامة التى تبحث عن ما يسد رمقهم وحاجاتهم , وتكون المكافئة ظرب الخباز . +++ الخاتمة نعم التفاني والمبالغة الغير واقعية في التضحية لأجل القمر قد ترضي مافي نفس الخباز لكن قد تكون الم للبعض و قد يجد فيها جنون من الخباز.
  8. الف مبروك وعقبال المشرف العام ولا يزعلون المشرف العام
  9. أخى راعي العودة , خير من نحتكم الية قول ابن مسعود رضي اللة عنة حيث قال ( أن هذا القرأن مأدبة اللة تعالى فتعلموا من مأدبتة ). أذا كيف يتعلم الأعجمى الأدب من القرأن .
  10. أخي راعى العودة, شكراً على المرور وكنت أتمنى أن يكون التعليق على القصة ومعانى التى تحملة وليس على فكرة القصة فى المنتدى , خاصة منك شخصياً أخي راعى العودة وان كان لكل أرض أدب فلأدب واحد بمعانية وعباراتة ونسقة وفكرتة , وبلمقابل قد تجد في جيزان أرض الأدب من لا تستهوية عبارات أدبية من أديب جيزانى بقدر ما تعرف أنت أن جيزان مصدر أدب جم . أتمنى أن تعيد قراءة القصة , وان نحاول ببساطتنا انا وانت أن نفهم ماذا يريد هذا الأديب أن يقول . روفو
  11. الأخت رزنامة, كلامك فية الشيئ الكثير من الصواب . ان (يضل الرجل الشرقي حبيس ما قالة والدة وأن أضهر خلاف ذلك مع الغير وأن تمرد على والدة فلن يتمرد على مجتمعة ) هل تريدين منة أن يمتطي جواد أخلاقيات لا تنبع من والدية ومجتمعة . نعم يتعامل الرجل الشرقي مع الشرقية ما تربى علية .
  12. تضل المرأة ذلك المخلوق العجيب في صومعة الغموض والتجافى و الأزدوجية . هن كفاراتاً بلعشير و أوصانا رسولنا بهن خيراً حين قال صلى اللة علية وسلم (خيركم خيركم لأهلة ). وتضل تبحث عن القوامة مادامت في زي المرأة . وتتفرد وتتمرد مادام الرجل يظهر حاجته اليها .
  13. نعم أختي المسلهمة لااعلم كيف اتت المقارنه بين فتاه تملك الجمال الطبيعي((الفتاه السعوديه))متمسكه بتعاليم دينها واخلاقها مدرسه للمجتمع وبين فتاه ماجنه ساقطه لااخلاق لها مفسده للمجتمع........فتاه وضعت الحياء والادب(تحت الجزمه) ولكن الآ تعتقدين ان الجمال موجود في جميع الشعوب والمجون كذلك في جميع الشعوب , لو ترك الحبل على الغارب لوجتى من السعوديات من يضع الحياء ولأدب في سلة النفايات , ولكن نحمد اللة على ما توارثناة من أبائنا وأنة فضلنا بلأمر بلمعرف والنهى عن المنكر . انظرى اليهن في لندن وباريس البنانية تكون متسترة مقارنة بمجون من أنحل من السعوديات .
  14. أخي صدى الذكريات القصيدة فكرتها جيدة فيها تقاطع كثير ومتضادات و محاولة جريئة منك أستمر على أسلوبك حاول أن تغنى القصيدة بينك وبين نفسك
  15. يرســمـــك صـــمـــتـــي .. في مساحات ســروري وألــمــي مقطع جميل وصورة جميلة التركيب
  16. بيـتك بـوسـط الجـوف مفـتوح بابه @@ القـلب بابـه والحـنايا ســواريه تسلم أسير سدير هاذي كلمات شاعر ما يستتر بالقب
  17. كل ليلةً يخرج من بيته يمنح للأرض نبض قدميه معلقاَ عينيه بالقمر. يبتلع مرارة عُسر البوح. منتشيا بنفاذ ضياء القمر إلى قلبه. ضياء القمر يتسرب إلى جسده يشعره بأنه شاسع كوطن في خلايا متشرد على الأرصفة، ضارباً بكل القوالب عرض الزمن. تهطل من عينه دمعة تسيل بكل رفق على خدهٍ، دمعته ثورة عجزٍ وصمت قلب وثقل لسان. يدخل إلى مخبزه مكتفياً بهذا القدر من ضياء القمر الذي تجمع في قلبه، كان يشعر بأن هذا النور هو روح القمر. يدخل بها إلى مخبزه ويسهر برفقتها ليله البارد. كان لسانه ثقيل ونطق الأحرف صعب عليه. لذلك كثيراً ما يفضل الصمت. ولم تكن مشكلته هذه. بل كانت مشكلته أنه صاحب ذاكرة قوية يحفظ بها كل قصائد صديقة الشاعر عن القمر وكان يشعر بأنه في وسعه أن يقول أو يفعل شيئاً للقمر أفضل من صديقه! هذه الليلة دخل مخبزه برفقة روح القمر!، يشعر بأنه يريد الصراخ أو البكاء أو الكلام، مجموعة من المشاعر المختلطة تنتابه دفعة واحدة ولا يعرف السبب.! أمسك بالعجين أخذت يداه تتحرك أصابعه أنامله عيناه تدمع بلا سبب كان يشعر بقلبه يتدحرج عبر ذراعية متسللاً إلى أنامله المسترخية في العجين الطري. كأقدام طفل صغير. لم يكن منتبهاً لما يفعل وعندما شعر بأن يديه توقفتا عن الحركة وعاد قلبه إلى مكانه كان مازال يتنفس بسرعة وازدادت دهشته عندما وجد نفسه قد صنع الرغيف مستديرا يشبه القمر..!! في الصباح مر الشاعر بالمخبز وجد صديقة يبتسم وعندما سأله عن سبب السعادة أجاب بصوت عالٍ واضح خالٍ من أي عيوب وهو ُيمسك بالرغيف هذا قمري فأين قمركم ؟!! تفاجأ لحالة صديقه الخباز وطلب منه أن يقول له كل ما حدث.. وبعد أن سمع ما قال له. قال الشاعر: لقد تفوقت علي، أنت أحببت القمر بإخلاص فوهبك القمر روحه. أما أنا كنت أستعير أسمه في قصائدي بدلاً عن أسم حبيبتي. حبيبتي التي ترفض الجموع أن أكتب أسمها في قصائدي..! وقبل أن تصل الشمس إلى منتصف السماء جاءت الجموع تأخذ الأرغفة من المخبز لكن الخباز قد صنع رغيفاً واحداً فقط. تعالت الأصوات - أن تصنع رغيف يشبة القمر أو الشمس هذا لا يعني لنا شيئاً. فهو لن يكفي أحداً منا. - هذا طفلي ماذا سيأكل. هل سأطعمه قمرك هذا ؟!. وما أن وصلت الشمس كبد السماء حتى احتدت الأصوات وأخذت رغيف الخباز وأحرقته وقامت جماعة منهم بضربة بالعصي حتى فقد وعيه.. في الليل خرج من بيته كانت عيناه مثبته بالأرض فقد قرر أن لا يرفع عينيه للقمر. دخل لمخبزه أمسك بالعجين تحركت يداه وعندما انتهى وجد نفسه قد صنع الرغيف طويلاً يشبه العصا. درنة (ليبيا) 17 .6 . 2003
  18. مكان بهيج أورزيون بارتانا ORZION BARTANA 1949 آكل و أنام و أكتب أيضاً، لكن فقط في الأشعار أنا شاعر. أوافق على القانون و أدفع الضريبة، لكن فقط في الأشعار أنا شاعر. أسارعُ مغادراً و لا أعود كما تعودت، لكن فقط في الأشعار أنا شاعر. إن تمزق سروالي، أُصبحُ مجروحاً، طبيعي أصبحُ مجروحاً، إن تمزق اللحم. لكن إن مزقت هذه الورقة، أنا غير مكترث. بإمكان المرء أن يكسر وجهاً. بإمكان المرء أن يرسم. بإمكان المرء أن يلصق الوجه ببعضه البعض من جديد. بإمكان المرء أن يفكك. بإمكان المرء أن يجمع. نجوماً بشراً هواء لكن ليس بإمكان المرء أن يلمس قصيدة. ترى هذا. تقرأ هذا. " قد فهمت" تقول. لا، يا صديقي، لا. إنها فقط هناك في نفس المكان البهيج، حيث أنا شاعر. رجل غريب أوري بيرنشتاين ORI BERNSTEIN 1936 رجلٌ غريب فجأة عن نفسه عن أدواته عن بيته و عن المرأة التي يستريحُ فيها و الهواء اليومي يلتصق به طبقة إثر طبقة كما الأرض. رجل غريب فجأة في تبعثر جسده في أجزاء جسده و اقتناء أجزاء الجسد لحركات مختلفة. وفقط رأسه – فوضى حيوان مُروَض. و بأصابعهِ، يحاول قليلاً بوسيلة خرساء أن يُحدث نفسه عن أشياء لم يقلها أبداً بعد، لكن ببطيء يخنقهُ دمه كالمشنقة و على الحائط ترمي شبكية عينه خارطة مرقطة لبلد مأهولا فقط بالعزلة. YEHUDAH AMICHAI 1924-2000 يهودا عميخاي مطر على ساحة معركة تمطر على وجوه أصدقائي على وجوه أصدقائي الأحياء هؤلاء، يظللون رؤوسهم بغطاء. وتمطر على وجوه أصدقائي الموتى هؤلاء، لا يظللهم شيء. المحزون يَزنُ أقل أفكر في هذه الأيام بالريح في شعرك وبالسنوات حين أتيت الى العالم قبلك وبالأبدية واصلاً إليها قبلك وبرصاص الحرب لم يقتلني لكن أصدقائي على العكس كانوا أفضل مني لأنهم لم يواصلوا ذات العيش كما أنا وعندما وقفت عارية في الصيف أمام الفرن مائلة على الكتاب كي ترين أفضلَ في الضوء الشحيح لليوم أنظر، قد ملكنا أكثر من الحياة وكل شيء يوزنُ الآن بأحلام ثقيلة و المحزون يزن أقل نحو ما كان عليه مرة الآن. * هذه القصائد من اصل 30 قصيدة من كتاب بعنوان " الشعر الإسرائيلي" أنشر هنا أربعة منها، آمل أن ينشر ما تبقى تباعاً. الكتاب في الأصل مترجم من اللغة العبرية من قبل أستير إيديلستاين و أولريك هوي و دورته أنكر- موللر. رحمن النجار، شاعر عراقي مقيم في كوبنهاكن
  19. في انتظارك ستبقى روحي ممددة على العشب ترتشف الماء المجبول بالطين لا تتجرأ علي استنشاق الشوارع واجتياز الصرخات مرتعشة بين الممكن والمستحيل مخبئة ساعة التاريخ تفترسها الضغائن في انتظارك.. الحصار هذان البابان باب الخطيئة وباب الهروب وجه الحقيقة ودرج يتلوى كالثعبان إن شئتِ اصعدي إلى أجمل هاوية وإن شئتِ ابتلعي حمم العشق والعني الحب والظروف
  20. تمهيد في البلادْ كنا نذرف دموع الغربة وفي الغربة .. صرنا نذرف دموع البلاد *** ساعة غروب.. تجلت غربتي وأزاحت بيوت العناكب من أنفاس وسْواسي .. لا الهّم يصاحبني، ولا البلبل يشاركني مأدبة البكاء والندم، لا البلاد ْ!! أختم الشمع .. شمع الضياع على عسل قلبي، وأطارد ذباب الشوارع بزكام لا يرشّ إلا الدماء. وأقول في سرّ سرّي .. هل أتاك حديث الغروب .. وحديث الغربة .. وحديث البزوغ ؟؟ لماذا التنانير تشعل فوق السطوح من حطب الحروب، ساعة إبتلاع شيطاني الى شمس كذوب ماعادت تضيء النفوس، أدرك أن الحطب .. مازال يسري في أزقة روحه الماء .. وأدرك أن العجين المر سيصير جمرا ً لمعدٍ فارغة ٍ .. وسيصير عند الصباح .. السوط الأعمى على ظهر الأب .. ووصايا مختار المحلة .. وقوافل كلاب الزيتوني .. التي تدعو حزن البلاد الى الهشيم .. على سلاح معطوب في حربين درداوين !! ترى .. متى هذا الغروب نراه صديق الغربة .. ولايخون ؟! وعربة البلاد التي أقعى حصانها في الطريق الى المنفى !! نراها سلة رمان بكف الأمهات !! أرشُّ زكامي.. على الذباب الأمريكي.. وعلى الطعام ( الموحلال ).. والأصدقاء.. البلهاء .. أرشُّ غربتي على نفسي .. وبقايا روح قصائد تحطمت رؤياها .. في أرجوحة تدعى الفاقة والنفاق !! أرشُّ الماء المعطر برائحة الشعراء المعذبين .. على وجه العانس .. والوحّاش .. وملابسي الدبقة منذ حربين درداوين .. وأصيح .. أيها الأ لم لماذا أتيت إليّ ؟؟ في الشوارع الخالية إلا من سوادها .. كان وجع الشاعر يتعثر بفحيح السوط .. الذي رافق ظهره .. ويتذكر هراوة الشرطي الأعور التي كسرت زجاجة خمرته .. وتركت الشاعر بصحو حتى الآن !! هذا الشاعر .. وهذا الشرطي هما توأما هذه الغربة .. أراها تصعد دوما بعد غروب آخر ذيل دخان من تنانير العشيرة هناك .. تصعد مع آخر دمعة أمٍّ ترتل دعاء التوسل لولدها البعيد.. ولنجمة فراتية تضيء على جبهة غريب .. نجمة تزدحم بدخان الحرب وحليب الجنوب، وفضة خلخال ( بائعة القيمر ) في ساحة الطيران .. ربما الآن أمسك بوجه الألم وأقبله .. ترى من يتحسس قبلتي التي تشبه حبة رمان كربلائي، على وجه الزمان .. كل قصب الجنوب .. هل مازالت به نايات .. وأزهار الدفلى في حدائق الفقراء .. وجسور الخشب .. التي صارت صلبانا للشهداء.. والملح الذي مازال يضيء بدم الجنود هناك في ( المملحة ) وشارع الرشيد الذي بلا ربلات .. والحيدرخانة .. بلا صعاليك .. وحدائق أبي نؤاس العطشى لقطرة خمرة !! ونادي الأدباء .. الذي بلا أدباء .. تل الزينبية .. بلا ( شير ) الحسين ... والعشار بلا عشرة .. ولا عاشوراء .. وغابات الحدباء .. بلا ربيع .. لا تعيد لي شهية التذوق والحنين للبلاد !!؟ كلُّ هذا تذكرته ساعة غروب .. وتذكرت أن البلاد كانت تلاحقني بهراوتها هناك .. والآن أراها تجلس جنبي .. تناكدني .. على نصب الحرية الذي إعتقلته نزوات البلاد .. وأنا أصيح أيها الألم لماذا أتيت إلي .. وتركت الطغاة !!
  21. هذا البرامج وغيرة من البرامج المحادثات جميلة في الفكرة وكما ذكرت فيها من الجوانب السلبية ما يطفو على السطح ليعكر جمال الفكرة ولكن من الممكن التمتع بالفائدة والبعد عن كل ماهو مشبوة أو التفكير في الدخول فية و الأنترنت دات يمكن أستغلالها بشكل سيئ أو بشكل مفيد والرقيب هو الذات .
  22. .. متكيّه عند بقاله التركي .. أذا هى ثقافة هي موروث هي عادات . الأزدواجية مع التحديث و الأصالة , نريد أن نكون ولا نريد أن ننسلخ من الموروث نلبس الجديد على الثوب القديم ولا نستطيع أن نتحرك , أنة الخوف من الجديد . الأحظها في بعض أسماء أعضاء المنتدي
  23. شكرا أخواني ببساطة الرجل الشرقي لة معايير مزدوجة معيار يقيس بة زوجتة و أختة و أمة و أقاربة . و معايير لقياس الباقين . وليس شعور بعض الشرقيين ان المرأة الغربية اكثر رقي وتستحق تعامل ارقي من المراة الشرقية كما تقول يا أخ عبداللة
  24. الأخ سعد شكرا على المرور هذه مجرد أختيارات قد أتفق معك على جمال الصورة ولكن قد تكون الصورة كثيرة الطلاسم عند بعض القراء وغير مفهومة أمل ان أكون أحسنت الأختيار