قصص قصيرة - القصه تاثانيه


Recommended Posts

القصة الثانية:

في احد الأسواق وفي زحمة المتسوقين كان ذلك الشاب في كامل قوتة

يتجول بين المحلات, فمن محل إلي اخر كأن له هدف يريد أن يصل إليه ..

يدخل المحل بضع دقائق ثم يخرج منه وإلي المحل المجاور وهو يحمل بيده حقيبة..

ما إن تقترب منه حتى تلفت نظرك تلك الورقة الصغيرة التي علقها علي صدره

(عفوا أنا لا أتكلم )......فما سر هذه الوروقة!!!!!! وماذا يحمل بيده؟ ولماذا يتجول بهذه الطريقة…... كان طفلا وديعا في كامل صحته درس في المدارس كما يدرس غيره ولما بلغ السنه السادسة الابتدائية ابتلاه الله بمرض في حباله الصوتية وبدا صوته يضعف تدريجيا حتى بح فلم يعد يقوى علي الكلام..وهكذا عاش الطفل بقية ايامه بلا لسان يتحدث به ومع الوقت بدا اصدقاؤه يتضايقون منه حيث اصبح وضعه سلبيا في جلساتهم.. يسمع ولايشاركهم في الحديث يضحك ولايشاطرهم الطرائف فاستثقلوه وأحس بذالك.. فهجرهم كبر الطفل وأصبح يبحث عن الأماكن التي لا يحتاج فيها إلي الكلام فوجد في حضور الدروس العلمية والمحاضرات التربوية متنفسا جميلا فأكثر من ذلك وبدا يتأثر بما يطرح من أهمية خدمة الإسلام والدعوة إلي الله فلم يحقر نفسه ولم يقل أنا معذور بل ساهم في خدمة دينه بما يناسب ظروفه.. فاقتطع من راتبة اليسير الذي كان يأخذه جراء عمله طابعا علي جهاز الكمبيوتر قدرا شهريا وخصصه لشراء الأشرطة الدعوية والكتيبات التربوية وبدأ يتجول في الأسواق وعلي باعة المحلات وكلما أبصر مخالفه أو منكرا أختار الشريط المناسب لذلك فأهداه لصاحب المخالفة بأبتسامة جميله تدل علي حبة للاسلام وأشار إلي الورقة المعلقة علي صدرة (عفوا أنا لا أتكلم ) ثم يخرج وهكذا بشكل أسبوعي.. أنا لا أدري مما أعجب هل من جلده في الدعوة إلي الله أم من نظرتة الإجابية للحياه مع ماأصابه من ابتلاء..

سأله أحدهم بعدما تابع تحركاته الدعوية..

هل وجدت مردودا أو نتيجة؟

فكتب إليه الشاب: نعم دخلت محلا فإذا هو ملىء بالمنكرات فناصحت البائع

من خلال شريط أعطيته له قيمته ريالان ثم خرجت وعدت إلي للمحل بعد أشهر

وقد نسيت دخولي عليه في المرة الأولى..

ما أن دخلت حتي أستقبلني البائع بوجه بشوش وعانقني وأخذ يقبل رأسي..

اندهشت وأشرت إليه من أنت لعلك تريد غيري؟

قال لي: بل أريدك أنت ..

ألست الذي أهديتنا هذا الشريط؟!

وأخرجة من جيبه فكتبت له: نعم هذا أنا

قال: يأخي نحن ثمانية لم نكن نعرف من الأسلام إلا اسمه.. كل المنكرات كانت عندنا ..

وبعد أن استمعنا إلي شريطك بعد فضل الله ومنه دلنا إلي طريق الله الذي كنا

نجهله فهجرنا مانحن فيه واحسنا العلاقة مع الله, فجزاك الله عنا خير الجزاء..

والسؤال الذي يطرح نفسه

هل بعد هذا يجد الصحيح المتعلم عذرا في تقاعسه عن خدمه الاسلام؟؟!!

رابط هذا التعليق
شارك

من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق

ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل



سجل دخولك الان