مغربي قام بنشر March 12, 2009 ارسل تقرير Share قام بنشر March 12, 2009 اكبر عملية ترحيل لسكان القدس منذ احتلالها بالكامل عام 1967 حقيقة ما يجري في حيّ البستان" مساء يوم السبت 21/2/2009 سلّمت بلديّة الاحتلال في القدس 134 عائلةً مقدسيّة مكوّنة من 1500 شخص يقطنون في 88 عقاراً في حيّ البستان في ضاحية سلوان جنوب المسجد الأقصى أوامر لإخلاء بيوتهم تمهيداً لهدمها لإقامة حديقةٍ عامّة تُسمّى "حديقة الملك داوود" مكانها. وبقدر ما ظهرت هذه الخطوة معزولةً أو مفاجئة، إلاّ أنّها في واقع الأمر كانت جزءاً من مشروعٍ يسير على قدمٍ وساقٍ في مدينة القدس لإنشاء مركزٍ يهوديّ بديلٍ للمدينة في البلدة القديمة ومحيطها، يعزل المسجد الأقصى عن حاضنه الفلسطينيّ، ويُحقّق تواصلاً بين المستوطنات الموزّعة على أطراف المدينة وبين البلدة القديمة والمسجد الأقصى، وفيما يلي سنحاول أن نُلقي الضوء على مختلف جوانب هذه الخطوة والمشروع الذي تُشكّل جزءاً أساسيّاً منه: أوّلاً: حيّ البستان: يقع حيّ البستان في وسط ضاحية سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، تحدّه من الشمال أسوار البلدة القديمة والمسجد الأقصى، ومن الجنوب حيّ الثوري المقام على سفح جبل المكبّر، ومن الشرق حيّ راس العمود، ومن الغرب حيّ وادي الحلوة. وتبلغ مساحة الحيّ حوالي 70 دونماً – الدونم يساوي ألف متر - ، ويُشكِّل جزءاً من حوض رقم 29986 بحسب تنظيم الانتداب البريطاني، وملكيّة جميع أراضي وعقارات هذا الحيّ هي مقدسيّة فلسطينيّة خالصة. ثانياً: قرار الإخلاء: قبل 5 سنواتٍ من اليوم، وبالتحديد في 11/11/2004 أصدر مهندس بلديّة الاحتلال في القدس "أوري شطريت" قراراً بهدم جميع مباني حيّ البستان "لصالح بناء حديقة أثريّة متصلةٍ بمدينة الملك داوود" (وثيقة رقم 1). وفي بداية العام 2005 بدأت بلدية الاحتلال بتنفيذ هذا الأمر وبدأ سكان الحيّ بتلقي أوامر هدم ولوائح اتهام جرّاء البناء بدون ترخيص، وخلال ذلك العام هدمت البلديّة بالفعل بيتين في الحيّ. لكن حكومة الاحتلال عادت وجمّدت القرار في أواخر عام 2005 نتيجة تعرّضها لضغوطٍ دوليّة، إضافةً لتقدم أهالي حيّ البستان بعريضة احتجاج للمستشار القضائي لحكومة الاحتلال طالبوه فيها بمنع هدم الحي. في أعقاب ذلك، أعلن رئيس بلدية الاحتلال في القدس عن تراجعه عن الخطة وإتاحة الفرصة لسكان الحي لتقديم مخطط يعبر عن الاحتياجات التطويرية الخاصة بهم، وفي شهر آب/أغسطس 2008 عرض سكان الحي مخططهم على بلدية الاحتلال، لكن مهندس البلدية "شلومو أشكول"، أعلمهم أن المخطط الذي تقدّموا به لن يُبحث قريباً، وأن البلديّة ستمضي قدماً بخطتها لبناء "حديقة وطنية" في الحيّ، وعرض عليهم إخلاء منازلهم طوعاً مقابل الحصول على تعويضات أو إعادة تسكينهم في منطقة أخرى في القدس كبيت حنينا شمال المدينة، لكنّ أهالي الحيّ رفضوا هذا العرض بالمطلق، فأبلغتهم بلديّة الاحتلال لاحقاً برفضها للمخطط الذي تقدّموا به، ومن ثمّ سلّمتهم إنذارات الإخلاء. ثالثاً: مشروع تهويد "الحوض المقدّس": في تسعينيّات القرن الماضي، طرحت بلديّة الاحتلال في القدس مشروع تهويد المنطقة التي يُسمّيها الاحتلال "الحوض المقدّس"، وهي تشمل البلدة القديمة بكاملها وأجزاءً واسعة من الأحياء والضواحي المحيطة بها؛ حيّ الشيخ جراح ووداي الجوز في الشمال، ضاحية الطور في الشرق، وضاحية سلوان في الجنوب. ويتضمّن مشروع التهويد هذا: أ. إنشاء مدينةٍ أثريّة مطابقةٍ للوصف التوراتيّ "لأورشليم المقدّسة" أسفل المسجد الأقصى وفي ضاحية سلوان وأجزاءٍ من الحيّ الإسلاميّ في البلدة القديمة، وربط هذه المدينة بمجموعةٍ من الحدائق والمنتزهات والمتاحف والمواقع الأثريّة المقامة فوق الأرض في محيط البلدة القديمة، وخصوصاً في جنوبها حيث ضاحية سلوان وفي شرقها حيث جبل الزيتون وضاحية الطور. ب. إحلال السكّان اليهود مكان سكّان المنطقة العرب الفلسطينيّين، بدءً من المدينة القديمة ووصولاً إلى أحياء وادي الجوز والشيخ جراح والطور وسلوان وراس العمود. ولهذا المشروع أهدافٌ متعدّدة على مختلف الصعد الثقافيّة والسياسيّة والديمغرافيّة والدينيّة، وأبرز هذه الأهداف: 1. محو الهويّة العربية والإسلاميّة لمدينة القدس واستبدال هويّة يهوديّة بها من الناحيتين التاريخيّة والدينيّة. 2. ترحيل عدد كبير من المقدسيّين إلى مناطق أبعد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة أو حتى ترحيلهم خارج مدينة القدس. 3. عزل المسجد الأقصى عن الأحياء العربية الفلسطينية في مدينة القدس، مما يحرم المسجد من أحد أهمّ خطوط دفاعه، ويُسهّل على المحتلّ الاعتداء عليه كيف ومتى أراد. 4. تحقيق تواصل جغرافيّ بين البؤر الاستيطانيّة في البلدة القديمة ومحيطها وبين المستوطنات الموجودة على أطراف مدينة القدس، كمستوطنة التلّة الفرنسيّة في الشمال، وكتلة E1 الاستيطانيّة في الشرق، ومستوطنة تل بيوت الشرقيّة في الجنوب. وحتى اليوم قطع المحتلّ بالفعل شوطاً كبيراً في مشروعه هذا ومن أبرز ما تحقّق منه: 1. إنهاء عدد كبير من المزارت الأثريّة تحت المسجد الأقصى وضاحية سلوان جنوب المسجد ، وفتحها أمام الزوّار من اليهود والسائحين. (خريطة رقم 4) 2. إنهاء القسم الأكبر من "مدينة داوود" الأثريّة الموجودة اليوم فوق الأرض في حيّ وادي الحلوة في ضاحية سلوان وافتتاحها أمام الزوار من اليهود والسواح. (خريطة رقم 4) 3. إقامة بؤر استيطانيّة في الأحياء العربية الفلسطينيّة المحيطة بالمسجد الأقصى، خصوصاً في الحيّ الإسلاميّ في البلدة القديمة وفي ضاحية سلوان وحيّ الشيخ جرّاح. (خريطة رقم 3) 4. عزل الأحياء الفلسطينيّة المحيطة بالبلدة القديمة والمسجد الأقصى عن بقيّة القدس من خلال الجدار الفاصل، والحواجز، ومنع سكّان هذه الأحياء من استخدام عددٍ كبير من الطرق والشوارع الرئيسة "لدواعٍ أمنيّة". رابعاً: آفاق التعامل مع مخطط الاحتلال للاستيلاء على حيّ البستان: إنّ العامل الرئيس الذي يحكم تحرّكات دولة الاحتلال في القدس هو عامل الربح والخسارة، فبقدر ما نستطيع رفع الثمن الذي تدفعه دولة الاحتلال نتيجة لأي خطوةٍ تتخذها، فإننا نستطيع منعها من اتخاذ هذه الخطوة أو على أقلّ تقدير تجميدها، انطلاقاً من هذا الواقع، يمكننا تصنيف آفاق التحرّك وفق الآتي: 1. الأفق القانونيّ: يُحاول الاحتلال إضفاء الطابع القانونيّ على كل تحركاته في مدينة القدس، ذلك أنّه يعتبر شرقيّ القدس جزءاً من دولته وبالتالي لا بد أن يُطبّق عليها قانونه على الأقل من الناحية الشكليّة، وهذا يمنح سكّان الحيّ القدرة على تأخير تنفيذ قرار الهدم، وليس وقفه لأنّ المحتلّ في نهاية الأمر يمكن أن يتلاعب بالقوانين كيف يشاء، وقد أثبتت التجربة أن احتماليّة كسب المقدسيّين لأيّ قضيّة يرفعونها على البلديّة أو على دولة الاحتلال لا تتعدّى 5% مهما كانت الوثائق والمستندات والحجج التي تدعم قضيّتهم. لذا يجب أن لا يُعوّل كثيراً على الجانب القانونيّ في حلّ هذه القضيّة، وفي نفس الوقت لا يجب إهماله لأنه يمنح سكّان الحيّ ومن يقف خلفهم هامشاً زمنيّاً للتحرّك. 2. الأفق السياسيّ: لعلّ هذا الجانب هو الأهم والأكثر تأثيراً، ذلك أنّ دولة الاحتلال قد أظهرت في أكثر من مناسبة أنّها ترضخ للضغوط السياسيّة عربيّةً كانت أم دوليّة، وقد جمّدت قرار الهدم هذا نفسه في السابق بعد تعرّضها لضغوطٍ من الدول الغربيّة والمنظّمات الدوليّة. 3. الأفق الإعلاميّ: تلعب وسائل الإعلام إلى جانب السياسيّين الدور الأبرز في تحريك الرأي العام، وهي قادرةٌ إذا غطّت الحدث بالشكل المطلوب ومنحته الاهتمام اللازم أن تحوّله إلى قضيّة رأيٍ عام تُحرّك الجمهور وتخلق ضغطاً على دولة الاحتلال، يوازي في تأثيره الضغوط السياسيّة. 4. الأفق الجماهيريّ: بعكس النظريّة الشائعة التي ترى أنّ الاحتلال لا يأبه للتحركات الشعبيّة والجماهيريّة، فقد أثبتت التجربة أنّ التحرّك الشعبيّ قادر على لجم اعتداءات الاحتلال خاصّة تلك المتعلّقة بالقدس والمسجد الأقصى، لذا فإنّ تواصل الفعاليّات الشعبيّة خصوصاُ الحاشدة منها يُمكن أن يُشكّل ضغطاً على المحتلّ لوقف اعتداءاته. ------------------------------ افعل أي شيء مفيد- ولو كان بسيطا - للقدس و المسجد الأقصى المبارك رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
المغترب فيني وله قام بنشر March 12, 2009 ارسل تقرير Share قام بنشر March 12, 2009 اللهم انصرهم على الضالمين رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
Recommended Posts
من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق
ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل
سجل دخولك الان