قصيدة الخروج - أبو أيمن


Recommended Posts

[align=center]قــــصــيــــدة الــخـــــروج[/align]

إهداء إلى عبدالله بن إدريس وغازي القصيبي: صدى لقصيدتيهما ( حديقة الغروب ) و ( على باب الثمانين )

سأخرجُ من جَسَدي ذاتَ حِين..

أنا الروح.. يا أيها الحائرون بأمري.!

جسدي ليس لي..؟!

قل: هو البيت.. يسكنُه الغرباء.

قُلْ: هو العش.. تأوي إليه العصافيرُ..، ثم تهاجر.

قل هو الثوب.. نخلعه ونعلقه.. ونغادر.

أنا لست هذا الجسد..

لست هذا الكيان الذي يحرك أطرافه بينكم..؟!

.. أنا الماء.. وهو الإناء..

أنا فيه كالكهرباء..

كاهتزاز الرياح التي في الفضاء..

أنا المحتوى في قصيدة شاعر..!

سأخرج من ذلك البيت..

ذلك العش.. ذلك الثوب يوما

فلا تقلقوا.. ولا تحزنوا.. ولا تتباكوا علي..!

وفروا دمعكم في المحاجر..؟!

سأفرُّ.. وأترك هذا القفص..،

سأخفق بالجناحين..،

وأعبر هذا الفضاء كطائر.

سراب هو العمر..

حلم قصير غدا يتلاشى

بأطيافه.. وكوابيسه،

كهاجس ليل، مع الصبح عابر.

أقيموا احتفالا إذا هرب الطير من سجنه..

زغردوا.. وارقصوا طربا..

صفقوا باليدين طويلا لهذا المهاجر.

سلام عليه..

قبيل المخاض..

وحين يجيء..

وحين يسافر.

(خفف الوطأ..

ما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد).

(وامش الهويني

إن هذا الثرى من أعين ساحرة الإحورار)

(لعمرك إن الموت

ما أخطأ الفتى

لكالطول المرخى

وثنياه باليد).

فشكرا جزيلا لهذا الكريم..

وهو يرخى لنا

حبل أوهامنا..

وهو يجعلنا نروح.. ونغدو

لخمسين سبعين.. تسعين

في حقل أحلامنا..!

شكرا جزيلا له وهو يتركنا نسيح.. ونعدو

بمضماره ونغامر.

لِمَ الخوف

يا مَنْ بلغتُم عِتِيَّاً من الحب.. والمرحمة..؟!

لا تخافوا من الموت يا أيها الطيبون..؟!

هو حتماً سياتي..

لينقذ أرواحكم من زنازينها..!

فزفوا إليه البشائر.

جميل هو الموت..؟!

هذا الذي سيكسر قيد اعتقالي.. ويفتح أبواب حريتي..

حين يأتي..؟!

سأفرش تحت خطاه الحرير..

سأفتح بابي.. وقلبي له

وأوقد كل الشموع له

والمباخر.

(صاح..!

هذي قبورنا تملأ الرحب..

فأين القبور

من عهد عاد)..؟!

قدر سوف يشرب من كأسه.. كل ما في الوجود..

بشرا كان أم..

شجرا كان أم..

طائرا كان أم..

من ذوات الحوافر.

(وإذا كانت النفوس كبارا

تعبت في مرادها الأجسام)..

كن أمام مسارين:

مسار الحياة،

ومسار الحياة..؟!

اجعل حياتك نابضة،

واجعل وفاتك نابضة..؟!

بصدق النوايا..

وصدق العطايا..

وصدق المشاعر.

حمد بن أحمد العسعوس

25/8/2005م -القاهرة

رابط هذا التعليق
شارك

أهلا بهذه العودة الميمونة يا أبو ايمن ..

أهلاً ثم أهلاً

هل القاهرة سبب رئيسي في تحريضك على هذا الجمال ؟ كم استمتعت حقاً بهذه المعزوفة ... بصدق لقد ثملت عليها ..

اتذكر تماماً هذه الأبيات لغازي القصيبي:

أيـا رفـيقةَ دربـي!.. لو لديّ سوى**عـمري.. لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري

أحـبـبتني.. وشـبابي فـي فـتوّتهِ **ومـا تـغيّرتِ.. والأوجـاعُ سُمّاري

برأيك ما سر هذا الإنزواء الخطير الذي اعتراهم ؟ هل هي تفاصيل الزمن الحالي التي لم تعد تروق لهم ؟ هل هو رجوع للذات ؟!

كن أمام مسارين:

مسار الحياة،

ومسار الحياة..؟!

اجعل حياتك نابضة،

واجعل وفاتك نابضة..؟!

بصدق النوايا..

وصدق العطايا..

وصدق المشاعر.

اختصرت الحياة يابو أيمن بمفردات جميلة كجمال روحك ... فالله درك ..

عوداً حميداًَ أبو أيمن ... ولي رجعة لهذه القصيدة بالذات قريباً

رابط هذا التعليق
شارك

  • 2 weeks later...
  • 4 weeks later...

من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق

ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل



سجل دخولك الان