الاسم الثاني والثلاثين : الصبور


المنفهق

Recommended Posts

" ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى " طه129

الاسم الثاني والثلاثين : الصبور

هذا الاسم لم يرد في القرآن الكريم و انما ورد في السنة المطهرة ولكن هناك دلالات كثيرة في القرآن تتحدث عن مدلول هذا الاسم .

والصبور هو الذي لا يعجل بالعقوبة لمن عصاه فهو يمهل ولا يهمل .

فتأخير العقوبة هو مدلول اسم الصبور إن الله خلق الخلق ليرحمهم ما الذي يؤخر إنزال العقوبة الحاسمة ؟ هي كلمة سبقت من ربك .. " إن رحمتي سبقت غضبي " الكلمة هي رحمة الله عز وجل يعني كأن الله يعطي الناس فرصة ليتوبوا ، ويرجعوا لينيبوا ، ليصححوا ، ليستغفروا لذلك قال الله عز وجل :

" وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون" الانفال 33

ان اسم الصبور يلتقي ويتشابه في الدلالة مع اسم لله آخر هو الحليم ، ولكن يفترقان دقق في الآية الكريمة :

" ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم فكيف كان عقاب " الرعد 32

المذنب اشد امنا مع الحليم منه مع الصبور ، لأن الصبور من شأنه تأخير العقاب اما اسم الحليم فقد يلتقي مع اسم العفوّ لكن انزال العقاب قد يستدعي التريث .

آيات اخرى تؤكد مفهوم الصبر :

" وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلىّ المصير " الحج 48

" ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار " ابراهيم 42

ان الله عز وجل ليس بغافل ولكنه متغافل.

ان الانسان المؤمن والعاقل لايجب ان يطمئن لماله او لقوته بل يطمئن لطاعة الله لأن كل شئمن الممكن سلبه منه ويبقى طاعته لله وقربه منه . إن الله عطاؤه عجيب وأخذه عجيب .

والانسان لايمكن ان ينجو من قبضة الله .

الله عز وجل له ذات وله اسماء

فإذا تحدث بضمير المفرد فهو يتحدث عن ذاته

"إنني انا الله لا اله الا أنا فأعبدوني وأقم الصلاة لذكري " طه14

وإذا تحدث بصيغة الجمع فإنما هو يتحدث عن اسمائه

" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " الحجر9

" إنا كل شئ خلقناه بقدر " القمر 49

وفي السيرة الكريمة يتجلى صبر الله عز وجل في موقف إبرام صلح الحديبية حيث ان الله رحمة بالمؤمنين الذين ما زالوا في مكة ويكتمون ايمانهم أخر العقوبة على الكفار وأخر فتح مكة من اجلهم .

كما ان الله قد أمرنا بالصبر قال تعالى :

" فأصبر كما صبر اولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون " الأحقاف 35

" ولربك فأصبر " المدثر 7

هناك صبر لغير الله ، ان تكون قادرا ان تفعل شيئا ولكن ايمانك بالله عز وجل يلجمك وتصبر هذا هو معنى " ولربك فاصبر "

واحيانا لا تستطيع ان تصبر فتنفجر كيف نحل هذه المشكلة كان سيدنا عمر بن الخطاب اذا اصابته مصيبة قال :

" الحمد لله ثلاثا ، الحمد لله إذ لم تكن في ديني والحمد لله إذ لم تكن أكبر منها والحمد لله إذ ألهمت الصبر عليها. لأن الله يقول في كتابه الكريم :

" واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما بمكرون " النحل 127

اننا لا نصبر الا اذا اعاننا الله على الصبر

لقد جمع الصبر مع الصلاة ،

وجمع الصبر مع الحظ العظيم

وجمع الصبر مع الجزاء بغير حساب

وجمع الصبر مع الحق :

" إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالصبر وتواصوا بالحق " العصر 3.

وربنا يدعونا الى الصبر والمصابرة اي اعانة اخي على الصبر

لاتكن عونا للشيطان على اخيك بل كن عونا لأخيك على الشيطان .

" يا ايها الذين ءامنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون " آل عمران 200

الصابر هو الذي يصبر على تربية الله له . لأن النهاية السعيدة ان تصل الى دار السلام بسلام . اذا الصابر هو إنسان فهم عن الله عز وجل مراده .

فربما كان الاحسان من الله حرمان وربما كان المنع من الله احسان فمتى يصبر الانسان ؟ ومن الذي يصبر ؟ الذي يعرف الله عز وجل .وعلامة معرفتك به صبرك على قضائه :

"ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون * أوْلئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون " البقرة 155-157

لكن كل حسنة بعشر امثالها وكل شئ له حساب إلا أن الصابرين كما قال الله :

" قل ياعبادي الذين ءامنوا اتقوا ربكم للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة وارض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " الزمر 10

اذا هناك انسان صابر وربنا عزوجل يتولى تربية هذه النفس لان لدينا علل كثيرة

ويجب ان تعلم اخي المؤمن انك في الدنيا قضيتك مقبولة اما في الآخرة فإنها خزي لا يحتمل .والمؤمن دائما في صبر ، والصبر يأتي فقط حينما تنعدم الحيلة وهو نعمة من نعم الله الكبرى .

احيانا يبعث الله لك بلاء كي يرى موقفك ،

اجمل موقف يقفه المؤمن حينما يتلقى خبرا سيئا أن يقول : الحمد لله رب العالمين يارب لك الحمد هذه حكمتك وهذا قضاؤك وقدرك وانا راض بحكمتك اللهم الهمني الصبر . لقد نجحت فقد قلت الحمد لله .

" الايمان نصفان صبر وشكر "

" الايمان كله صبر "

" الايمان هو الصبر "

في الاساس الجنة لها ثمن وثمنها ان الله عز وجل ركب في الانسان طبعا وكل التكاليف عكس طبعه ، لو تتبعت أمر الشرع لوجدت انك لن تستصيع تطبيقها الا اذا خالفت طبيعة نفسك ، اذا الدين كله صبر .

الكافر هو من انساق وراء طبيعة نفسه

والمؤمن من عاكس هواه وطبق منهج ربه .

الايمان هو الصبر والسماحة ، الصبر سلبي والسماحة ايجابية أن تصبر عن المعصية وتصبر على الطاعة وتصبر على الامر التكويني .

ومن السذاجة ان تظن ان الفقير أوالضعيف هم فقط عليهم ان يصبروا ان لهم موضوع واحد للصبر بينما الغني او القوي اشد الف مرة للصبر لأن لديهم خيارات كثيرةويستطيعون ان يفعلوا كل شئ ، لكن اذا خافوا من الله لم يفعلوا شيئا فهذا الدليل :

" كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون " الانبياء 35

لقد قال الله نبلوكم بالشر والخير فتنة اجل بالخير انت ممتحن بالمال والقوة بالشباب وكل لحظة انت ممتحن .

الصبر هو مخالفة شهوات النفس وانت مكلف ان تصبر كل دقيقة وانت بين الشكر والصبر ، المؤمن في الرخاء شكور وفي البلاء صبور قانع بالذي به ، لايأخذ ما ليس له .

واقرأ هذا الحديث وتأمل :

" وعزتي وجلالي لا اقبض عبدي المؤمن وانا احب ان ارحمه الا ابتليته بكل سيئة كان عملها سقما في جسده او إقتارا في رزقه او مصيبة في ماله أو ولده ، حتى ابلغ منه مثل الذر فإذا بقي عليه شئ شددت عليه سكرات الموت حتى يلقاني كيوم ولدته امه ".

رابط هذا التعليق
شارك

من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق

ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل



سجل دخولك الان