عبد الرحمن منيف يختتم سباق المسافات الطويلة


Recommended Posts

قام بنشر

أصداء سعودية وعربية ثقافية على رحيل الروائي العربي السعودي في أحد المستشفيات السورية

الدمام: ميرزا الخويلدي القاهرة: محمد أبو زيد، بيروت: سوسن الأبطح

دمشق: رزوق الغاوي، الرباط: سعيدة شريف

* بعد صراع طويل مع المرض، رحل امس الأول الأديب العربي السعودي الكبير عبد الرحمن منيف عن عمر يناهز السبعين في أحد مستشفيات العاصمة السورية الأخيرة، بعد أن أضناه التعب والمرض والترحال، تاركاً خلفه عدداً من الأعمال الخالدة التي حفرت على خارطة الأدب العربي الحديث مساراً يضاهي أعمال الروائيين العالميين الكبار، وأسست لحداثة روائية عربية مازجت بحرقة وجع الضمير وأحلام الإنسان، ومشكلات السياسة ضمن قالب أدبي وسياق تاريخي عميق.

وبالرغم من ان منيف توفي بعيداً عن وطنه إلا أن نخبة من الأدباء السعوديين والعرب نعوه أمس، مؤكدين أنه قامة سامقة في سماء الادب تتجاوز محيطه ووطنه. فقد كان منيف عروبياً بامتياز، حيث ولد لأب سعودي من نجد، وأم عراقية وعاش متنقلاً في بلاد العرب من العراق الى مصر الى سورية الى الاردن الى لبنان الى سورية من جديد حيث رحل.

* أكثر الأدباء إبرازا للنهج السياسي

* علي الدميني*: يُعّد الراحل عبد الرحمن منيف من المثقفين العرب البارزين سواء في الإبداع أو الممارسة، أو في مجال تخصصه في الاقتصاد والعلوم السياسية وفي الجانب الفكري. فهو رجل متنوع في الحقل الإبداعي. أما من خلال الممارسة فكان نشيطاً وعاملاً في مجال إقامة الدولة العربية الحديثة.

وبالنسبة لي فإني أعد منيف من الروائيين المؤسسين لتجربة الادب الحداثي المؤسس، مثله في ذلك مثل صنع الله ابراهيم وحيدر حيدر وجمال الغيطاني وابراهيم جبرا والطاهر وطار وقد كان له نهج جديد في تسييس الرواية الحداثية. وربما كان منيف أكثر الأدباء إهتماماً، وكانت له رؤية نقدية للشمولية والاقصاء.

كما أنه اتجه إلى كتابة الرواية التي تستبطن التاريخ مثل (مدن الملح) و(أرض السواد).

على الصعيد الشخصي اشتهر منيف بأنه إنسان نقي ولذلك فنحن نشعر بالحزن مضاعفاً، أولاً لأنه كان هناك أمل أن يعود هذا الطائر إلى أحضان وطنه ومحبيه ولكنه مات من دون أن تتحقق هذه الأمنية. والثاني لفقده ووفاته

* شاعر سعودي

* روائي ظلمته الظروف السياسية

* الدكتور عبد الله المعيقل*: عندما علمت بوفاة الاستاذ عبد الرحمن منيف لم يكن الخبر مفاجأ لي لمعرفتي بمرضه، ومع ذلك (فزعت فيه بآمالي إلى الكذب) كما يقول الشاعر المتنبي. وهكذا نحنُ كلما غيّب الموت جسماً نعرفه بغض النظر عن نوع العلاقة.

عبد الرحمن منيف روائي كبير بإبداعه الضخم وبتجربته التي امتزج فيها البعد السياسي بالوطني بالأيديولوجي بالقومي.. إذا كان لهذه الأشياء أن تنفصل عن بعضها البعض.

في أعماله سمة النضال والدفاع عن الإنسان العربي، وهو منحاز لهذا الإنسان وعلى وعي تام بأجوائه وتقلبات عيشه.

هو روائي ظلمته الظروف السياسية وكان من حقه ان يكون له الحضور الذي يليق به في التاريخ المكتوب الآن للرواية السعودية لولا هذه الظروف. ولكن من حسن حظه أنه عاش عربياً، ومن هنا كان الاهتمام به عربياً، حيث حظي بهذه الشهرة والانتشار الواسع بأعماله التي أصبحت معروفة ومتداولة في كل بقاع العالم العربي، بل وتجاوزتها الى غير العرب من طلاب ودارسين غربيين.

* أستاذ بكلية الآداب جامعة الملك سعود بالرياض

* قامة أدبية سامقة

* الدكتورة ثريا العريض*: كلما رحل مبدع يوجعني قلبي لأنني لا أعلم هل سيعوضنا هذا الزمان برحيلهم.

أعتبر أن أعمال عبد الرحمن منيف شاهقة وأتمنى لو ان كل من يتابعها أن يصل إلى مستوى استيعابها لأنه تقدم الثقافة المطلوبة لإثبات الوعي في الوطن العربي.

وتضيف العريض: لا أستغرب أن يمزج المنيف السياسي بالأدبي لأنه ينتمي الى ذلك النوع من النخبة التي حباها الله بقامة شاهقة في أكثر من جانب في تعبيره الادبي وفي تذوقه وفي فهمه السياسي واستطاع أن يطرح كل هذه الاعمال بقوة. لقد قرأت مجموعة «مدن الملح» وأعتقد ان مشكلته كانت أنه كريم في الكتابة وعميق في التعبير ويحتاج الى قدرة أخرى للتوصل الى الدلالات العميقة فيما يكتب.

شاعرة سعودية

الحازمي: منيف أقرب لأدباء المهجر ولذلك غاب عن موسوعة الأدب السعودي

اعتبر الدكتور منصور الحازمي أستاذ الأدب في جامعة الملك سعود ورئيس فريق التحرير لموسوعة «الادب العربي السعودي» ان غياب الروائي الراحل عبد الرحمن منيف كان بسبب (الجغرافيا) حيث نشأ وترعرع خارج الوطن السعودي، وقد سألته أمس «الشرق الأوسط»:

* أصدرتم قبل عامين موسوعة الأدب السعودي، وتوليتَ شخصياً تحرير قسم «الرواية» ولكن غاب عن هذا القسم عبد الرحمن منيف.. لماذا؟

ـ صحيح أن عبد الرحمن منيف أديب سعودي، ولكنه نشأ وترعرع خارج المملكة، في سورية والعراق والأردن، وأنتج وأبدع في جو آخر. لذلك فقد تأثرت أعماله وإبداعاته بمناخ مختلف، وتميزت أعماله بظروف مختلفة وصفات معينة. تماماً هو يشبه الأدباء المهجريين، فهل نحسب إيليا ابو ماضي أو جبران خليل جبران ضمن الأدباء السوريين أو اللبنانيين؟! ما أستطيع قوله هو أن عبد الرحمن منيف يشبه إلى حدٍ كبير أدباء المهجر الذين اشتركت في أعمالهم ظروف وخصائص مختلفة عن البيئة الأصلية لمجتمعاتهم. وأحياناً فليس بالإمكان أن ينتجوا هذا الأدب في بلدانهم الأصلية.

* هل كان قدر منيف أن يموت مهاجراً؟

ـ الجزيرة العربية ألفت الهجرة، وكانت منذ زمن طويل وهي بيئة طاردة ولم تصبح بيئة جاذبة إلا بوجود النفط. لأنها بيئة مقفرة ليس فيها إنتاج زراعي ولا ماء وسكانها ألفوا الهجرات المتوالية.

نبذة عن حياته

* ولد في العاصمة الاردنية عمان سنة 1933 من اب سعودي متحدر من منطقة نجد في وسط المملكة وأم عراقية.

* أنهى دراسته الثانوية في عمّان.. والتحق بكلية الحقوق في بغداد عام 1952. كانت حياته في العراق مليئة بالنشاط السياسي وطرد من هناك بعد نشاطاته الطلابية المعارضة لحلف بغداد سنة 1955.

* انتقل الى القاهرة وواصل دراسته فيها.

في سنة 1958 توجه لبلغراد (يوغسلافيا) لمواصلة دراسته هناك.

* سنة 1961 أنهى دراسته وحاز شهادة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية متخصصاً في اقتصاديات النفط والأسعار والأسواق.

* عمل في الشركة السورية للنفط (دمشق) ـ شركة توزيع المحروقات، مكتب توزيع النفط الخام ـ عام 1972 غادر سورية إلى لبنان حيث عمل في مجلة «البلاغ» وكان قد بدأ الكتابة الروائية (الأشجار واغتيال مرزوق) ـ عام 1975 سافر إلى العراق، وتولى تحرير مجلة «النفط والتنمية» وظل هناك حتى العام 1981 ـ عام 1981 غادر العراق إلى فرنسا، حيث تفرغ نهائياً لكتابة الرواية.

* عام 1986 عاد إلى دمشق حيث مات فيها.

* أعماله الروائية والسياسية

1) الأشجار واغتيال مرزوق ( بيروت ) 1973 .

2) قصة حب مجوسية ( بيروت ) 1973

3) شرق المتوسط ( بيروت ) 1975

4) حين تركنا الجسر ( بيروت ) 1976

5) النهايات ( بيروت ) 1977.

6) سباق المسافات الطويلة ( بيروت ) 1979.

7) عالم بلا خرائط بالاشتراك مع جبرا إبراهيم جبرا ( بيروت ) 1982

8) مدن الملح ـ خماسية تتكون من: ـ التيه، ( بيروت ) 1984 ـ الأخدود (بيروت ) 1985 ـ تقاسيم الليل والنهار ( بيروت ) 1989 ـ المنبت،(بيروت ) 1989 ـ بادية الظلمات ( بيروت ) 1989 .

9) الآن هنا أو : شرق المتوسط مرة أخرى ( بيروت 1999)

10) عروة الزمان الباهي

11) لوعة الغياب

12) أرض السواد ( 3 أجزاء)

13) بين الثقافة والسياسة

14) رحلة الضوء

15) ذاكرة المستقبل.

كان ينتظر بفرح عروض «قصة حب مجوسية»

طلال درجاني *

كنا نحضّر سوية مع عبد الرحمن منيف لتقديم روايته «قصة حب مجوسية» على المسرح في الربيع المقبل، هكذا اراد هو انتظار الدفء لانه لم يكن قادراً على القدوم الى بيروت في فصل الشتاء. كان مريضاً ونحن نستعجل انهاء العمل لانه بدا متشوقاً لرؤيته، لكن احداً لم يكن يتوقع ان يرحل بهذه السرعة، فقد حادثته منذ اسبوع فقط، وطمأنني الى انه في صحة جيدة، ونسقنا معاً، وتواعدنا على ان اذهب لرؤيته مع صديقه اسكندر حبش، لكن الثلوج أخرتنا، واعاقت الرحلة، ويبدو انني لن اراه ابدا.

بيروت كانت تحضّر لتكريم عبد الرحمن منيف بمناسبة عرض المسرحية التي اردناها عملاً عربياً يعرض في اكثر من بلد، وكنا بصدد تشكيل لجنة عربية تضم اصدقاءه من لبنان وغيره، لندعوه الى لبنان ونحتفل به.

قرأت له رواياته في معظمها من «مدن الملح» الى «ارض السواد» و«عالم بلا خرائط» و«روعة الغياب» واستطيع ان اقول بأنه اعظم روائي عربي عرفناه. وكان يستحق منا تكريماً كبيراً ينصف ابداعه الكبير. للاسف لم تربطني علاقة شخصية بالرجل، وان كنت قد عرفته كقارىء متيم بأعماله، الى ان قررت مسرحة «قصة حب مجوسية». فقد حضّرت السيناريو الذي اشتغلت من خلاله على النص وقلبته رأساً على عقب، وذهبت للقاء منيف دون معرفة مسبقة، وفوجئ الجميع كيف اعطى موافقته، لقد نال السيناريو اعجابه وقال انها المرة الاولى التي يمسرح فيها بهذا الشكل، وهو امر جديد بالنسبة له. من خلال مناقشاتنا التي بدأت منذ حوالى العام علمت منه انه كان يكن مكانة خاصة لهذه الرواية تحديداً، لانه يعتبرها الوحيدة التي افلتت من لوثة السياسة المباشرة. انها سيرته الذاتية حين كان ما يزال طالباً في جامعة بلغراد في يوغوسلافيا. لكن احداثها يمكن ان تدور في اي بلد عربي تتوفر له نسبة من الانفتاح كلبنان مثلاً، لان اجواءها تدور في مناخ من الحرية. واللافت عنده، وما حاولت ان احلله معه هو مفهومه لجسد المرأة، كيف نظر اليه وطوره، ورفع الحب الى مراتب مثالية عالية راقية، نادراً ما نراها على هذا النحو في الادب العربي. ليست المصادفة التي جعلت هذه الرواية تصل الى طبعتها العاشرة، وهو امر نادر في اجوائنا المتقاعسة. فقد يعود السبب الى فرادة النمط العشقي الذي كتب عنه منيف، وشبابيته وفتوته اضافة الى كلاسيكية العمل، اي انه من الاعمال التي لا تشيخ وتبقى صالحة للحياة.

على اي حال، لقد ذهب عبد الرحمن منيف المتشوق لرؤية ما كتبه حياً على المسرح، وسنواصل عملنا، محافظين على الروح التي بلورناها معه، لنقدم عملاً يليق به وبمستواه الادبي.

* مسرحي لبناني

كتاب مصريون: خسارة كبيرة للرواية العربية

القاهرة: محمد أبو زيد

في القاهرة استقبل كتاب ومثقفون مصريون نبأ رحيل الكاتب الروائي عبد الرحمن منيف بالأسى والحزن، فقال الكاتب ادوار الخراط: ترك الروائي العربي الكبير عبد الرحمن منيف مساحة واسعة كان يملؤها بإبداعاته المتميزة، فقد كانت له بصمته الواضحة في ساحة الرواية العربية المعاصرة، وكان دأبه في تقصي المنطقة الاجتماعية للرواية العربية دأبا ملحوظاً ومهماً، ولا شك ان موسوعته الروائية الكبيرة مدن الملح ستظل علامة من علامات الرواية العربية. كما كان الراحل يتمتع بثقافة واسعة تجلت بشكل خصب في أعماله الروائية وأعطتها عبقا وايقاعا خاصين.

ويقول الكاتب الروائي عبدة جبير: لا بد ان تدين الرواية العربية لعبد الرحمن منيف بمنحى خاص من مناحي الكتابة، ويجب وصفه بكشف السيرة الذاتية للمثقف العربي ورؤيته للواقع المتغير طوال الاربعينات والخمسينات والستينات من القرن الماضي، حيث تميز منيف بالكتابة في هذه الدائرة بحيث يمكن لمؤرخي المستقبل ومن يعودون الى أعماله الروائية ان يكتشفوا جهداً مهماً من جوانب الحياة العربية.

ويقول الروائي ابراهيم عبد المجيد: فوجئت بفقد الكاتب الكبير عبد الرحمن منيف الذي قابلته مرة واحدة حين فاز في مؤتمر الرواية العربية بالقاهرة، وكانت لحظات ممتعة جدا بالنسبة لي، لأنني من قرائه بالأساس، ولقد كنت أقرأ له بشغف منذ روايته «شرق المتوسط» حتى «مدن الملح»، عبد الرحمن منيف كاتب كبير جدا جدا، وله طريقة خاصة في الكتابة يتربع عليها وحده، ومن سماتها تحويل الوثائق الى سرد قصصي ممتع ومبهر كما هو الحال في «سباق المسافات الطويلة»، وتحويل التاريخ الى حضور روحي كبير كما هو الحال في «مدن الملح».

وتقول الكاتبة الروائية بهيجة حسين: موت الروائي الكبير عبد الرحمن منيف خبر حزين آخر يضاف الى الأخبار الحزينة التي نتلقاها في واقعنا العربي يوميا، وكان عبد الرحمن منيف بوجوده بيننا أحد عوامل تحملنا لهذا الواقع الذي يطحن عظامنا ونفوسنا يوميا، فخسارة عبد الرحمن منيف خسارة للأمة العربية وللبشرية، كان جزءا أصيلا من ضمير هذه الأمة، وقد تجلى هذا في الكثير من أعماله على وجه الخصوص «شرق المتوسط» و«مدن الملح» و«النهايات». ان صاحب هذه الإبداعات كان يحفر في تربة ليعرضها للشمس والهواء كاشفا وداعيا لغد أفضل للانسان العربي.

وقد تعلمت من الروائي الكبير الراحل الاخلاص لما يعتقد والاخلاص لرؤاه والانحياز لقيم الحرية والعدل والنبل، كما تعلمت من عبد الرحمن منيف ان الكتابة ليست نزهة، وليست قضاء وقت في مشروع كبير، وانما هي حفر في أعماق الدنيا، هي جهد عظيم لا يستطبع الاقتراب منه إلا القادرون عليه.

وقال الناقد احمد الخميسي: عبد الرحمن منيف نور سيطل علينا من هناك، وسيظل بابداعاته المتميزة أحد أعمدة الرواية والثقافة العربية، ولقد جاء رحيله مفاجئا وغير متوقع.

أحب له «شرق المتوسط» و«النهايات» و«ضوء وراء الاشجار» وأحب جميع أعماله، كان يفضح القمع والتخلف في مجتمعاتنا، وكان مهماً ويمثل حالة خاصة للرواية العربية من ناحية تطورها.

وعلى المستوى الانساني كان منيف دمث الخلق، ورائعا في انسانيته، وكان يتمتع بسمة غريبة جدا حيث كان بعيدا ـ مكانيا لكنه كان حاضرا في وجدان المثقف العربي لأن له أسلوباً قريباً جداً من النفس، ومحبباً الى الروح، ففقدانه خسارة لا تقدر للرواية وللمثقف العربي.

مثقفون سوريون: فقدنا كاتبا ومناضلا

* روائي المهمشين

* صابر فلحوط*: كان عبد الرحمن منيف أديباً متميزاً في نضاله ووقوفه خلف كلمته، قضى عمره يدافع عن قيم ومبادئ ورسالة آمن بها، وهي الوقوف بصلابة في شارع الكادحين إلى جانب الفقراء والمحرومين في هذه الأمة، فكانت جميع مؤلفاته مطوَّبَة لصالح المهمشين في الوطن وهم الأكثرية من جماهير هذه الأمة.

كانت الكلمة عند عبد الرحمن منيف رصاصة إذا لم تصب مقتلاً فإنها تنبه إلى خطر قادم ، كان إيمانه بالأمة العربية غير محدود لذلك وقف قلمه للنضال من أجل وحدة هذه الأمة ومشروعها القومي الوحدوي النهضوي المنشود.

في يوم وفاته ننحني بقاماتنا وهاماتنا إجلالا لروح الكاتب الكبير، الذي مثل عصر الصحوة والنخوة والانتفاضة في الشارع العربي من أجل كرامة الأمة ومستقبلها.

* رئيس اتحاد الصحافيين السوريين وعضو مجلس الشعب السوري

* أداء روائي وفكري متميز

* علي عقلة عرسان*: كان عبد الرحمن منيف من الروائيين الذين سجلوا بإنتاجهم تفاصيل مهمة في البيئة العربية قد لا يصل إليها سواه لا سيما في مدن الملح، وكان في إنتاجه الروائي متميزاً ولعبت خبرته الطويلة في مجالات إدارية واجتماعية وكذلك تواصله مع الأداء الفكري، دوراً كبيراً في إعطاء إنتاجه أهمية خاصة، وبفقد عبد الرحمن منيف فقدنا كاتباً كبيراً وروائياً أضاف إلى مكتبة الرواية العربية الكثير من النصوص المهمة، مدن الملح، شرق المتوسط، أرض السواد، وغير ذلك من الأعمال المهمة له، وكان لعبد الرحمن منيف حضور جيد في أوساط المثقفين والروائيين والمبدعين والقراء العرب.

* أمين عام اتحاد الكتاب العرب

* كان قبل كل شيء إنسانا

* د. جورج جبور*: عرفت الدكتور عبد الرحمن منيف منذ أواخر الستينات وكان آنذاك خبيراً نفطياً يعمل مع الحكومة السورية وكانت تربطني بعائلته صلات حسنة ناجمة عن زمالتنا في جامعة دمشق في الخمسينات مع شقيقته، وتابعت معه نشاطه في الحقل الاقتصادي ثم في الحقل الإبداعي وكان بالنسبة لي واحداً من الذين أثق بهم وبعلمهم وبصدقهم وبوطنيتهم وبتمسكهم بالقيم العربية والإنسانية، وفي السنوات الأخيرة كانت لنا أحاديث مطولة حول حقوق الإنسان في البلاد العربية، وحول المشاكل الراهنة في السياسة العالمية والمسائل الإنسانية الكبرى التي تشغل العالم. لم يكن عبد الرحمن منيف يسبح في محيط قطري أو قومي بل كان قبل كل شيء إنساناً ذا توجه عالمي متمسكاً بأساسيات حقوق الإنسان وقد وظف موهبته الإبداعية الكبرى في خدمة الأهداف السامية النبيلة التي هي أهداف الإنسان أينما كان، وإذا كان هناك شيء من التشاؤم في رواياته وأعماله الإبداعية الأخرى فقد كان عبد الرحمن منيف في حياته متفائلاً أشد التفاؤل رغم أنه يمكن اعتبار هذا القول تأويلاً تعسفياً لعواطف عبد الرحمن منيف في كل ما قام به كان ثمة ثقة بالإنسان وثقة بقدرة هذا الإنسان على الانتصار.

* عضو مجلس الشعب السوري

شهادات مغربية

* كاتب نحتاج إليه

* عبد الرحيم العلام*: هل هو قدر هذه الأمة العربية أن تفقد في الأشهر الأخيرة بعض كبار رموزها في الثقافة والفكر والأدب والفن. يغادرنا الفنان المغربي الكبير محمد القاسمي وبعده مباشرة يرحل عنا الكاتب العالمي الكبير محمد شكري ثم تغادرنا الشاعرة العربية الكبيرة فدوى طوقان. وها هو هرم آخر يرحل عنا في وقت، الأمة العربية في أمس الحاجة لهذا الكاتب المثقف والمناضل. نحتاج اليه اليوم أكثر من أي وقت مضى، نحتاج لعروبته ولفكره ولأدبه ولدفاعه المستميت عن القضايا العربية المصيرية من المحيط الى الخليج. لقد كان الراحل صديق الجميع.

* كاتب

* كاتب بكل الهويات

* عبد الفتاح الحجمري*: ويقول الناقد المغربي «(مات الكاتب عاش الكاتب). الموت امر عادي لاننا مؤهلون للقائه ذات يوم. لكن حينما يموت الكاتب فالامر غير عادي فهو حالة استثنائية، لا نقدر حجمها في عالمنا العربي، لاننا لا نعلن حالة الحداد ولا ننكس الاعلام الوطنية ولانضع الورد على قبر الكاتب. وحين يتعلق الأمر بعبد الرحمن منيف، أي بكاتب استطاع أن يقترن اسمه بحياة ادبية خصبة في مجال السرد الروائي العربي، فالحالة اكثر من استثنائية لان الادب العربي فقد برحيله كاتبا لم يكن بدون هوية بل كان يحمل معه كل الهويات التي تخترق الزمان والمكان العربيين وتواجه مختلف مظاهر التخلف والبؤس والظلم والقهر والابتذال.

* ناقد

نقلا عن الشرق الاوسط

من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق

ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل



سجل دخولك الان