راعي النزية قام بنشر October 12, 2003 ارسل تقرير Share قام بنشر October 12, 2003 في ندوة الجامع الكبير: أمة الإسلام حزب واحد وليسوا أحزابا لا حجة يوم القيامة لمن خرج عن الاجتماع وفارق الجماعة الاختلاف سنة كونية والله رضي لنا الاجتماع ولزوم الجماعة الأهواء وراء ما تعانيه الأمة من اختلاف وافتراق : تعاني الأمة في عصرها الحاضر أكثر من أي عصور سابقة من التمزق والانقسام والافتراق وهي أمراض أصابت أمتنا بالضعف والتراجع وشجعت أعداءها على النيل منها والهجوم عليها ووقع التكالب الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم. ولا شك أن لهذا الانقسام والافتراق وعدم لزوم الجماعة أسبابه ودوافعه وآثاره السلبية على المجتمعات المسلمة، وفي الوقت نفسه تمثل المملكة العربية السعودية نموذجا للمجتمع الموحد والجماعة الواحدة التي تعبد ربا واحدا وتحكم بشريعة الإسلام وتطيع الله ورسوله وتطيع ولاة أمرها.. هذا الاجتماع والتوحد والأمن والاستقرار يغيظ أعداء الأمة ويحرك أحقادهم وحسدهم ضد المملكة في شكل حملات إعلامية متتالية زادت حدتها بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.. هذه القضايا جميعا.. اجتماع الأمة والتحذير من الافتراق والمملكة كنموذج للدولة المسلمة ذات الجماعة الواحدة.. كل ذلك تناولته ندوة الجامع الكبير الرياض التي شارك فيها كل من فضيلة الدكتور عبدالله بن سعد السعيد الأستاذ بكلية أصول الدين بالرياض وفضيلة الدكتور عبد السلام بن برجس العبد الكريم الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء. الاختلاف سنة كونية ولكن! بدأ فضيلة الدكتور عبدالله السعيد ببيان أهمية اجتماع الأمة والأدلة الشرعية على ذلك ومذكرا بأن الله جل وعلا في سابق علمه أخبر أن الناس لا يزالون مختلفين وأن هذا الاختلاف كائن إلى يوم القيامة·· قضى الله بذلك كونيا وإن كان جل وعلا لا يحبه شرعا، فالناس وفق هذه السنة الكونية لا يزالون مختلفين إلا من استثناهم الله بالرحمة. وبين الله هذه السنة الكونية في كتابه العزيز فقال: {ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء} [النحل: 93] وقال تعالى: {ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين (118) إلا من رحم ربك} [هود: 118 - 119] . وقال تعالى: {جعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون} [الفرقان: 20] وهذه الأمة ضمن سائر الأمم يقع فيها الاختلاف والتفرق كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " سألت ربي ثلاثة فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألته ألا يهلك أمتي بسنة عامة فأعطاني إياها وسألته ألا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم فأعطاني إياها وسألته ألا يجعل بأسهم بينهم فمنعني إياها". فهذا دليل على أن البأس يقع بين هذه الأمة ويحصل به التفرق والاختلاف وتلك معجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بها ووقعت بعد وفاته عليه الصلاة والسلام بزمن ليس ببعيد وما زال الخلاف في هذه الأمة ولا تبقى إلا الطائفة المنصورة الناجية. ونجد في القرآن الكريم قوله تعالى: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض} [الأنعام: 65]. الاجتماع خير والافتراق شر ويضيف الدكتور السعيد: إن هذا الخبر في القرآن وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم حول الاختلاف ووجوده بين البشر وفي هذه الأمة لا يبيح للناس الاختلاف ولا يحلل لهم ما حرم الله جل وعلا. وإنما هذه سنة الله جارية في عباده لكن الله عز وجل لا يرضى لنا الاختلاف وإنما يرضى لنا الاجتماع ويأمر به، أمرنا المولى عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم أن نلزم الجماعة وأن نجتمع على الحق كما تواترت بذلك النصوص وأكد عليه من الكتاب والسنة وكما أكدته الحوادث من أن الأمة إذا اجتمعت وتمسكت عزت وعلت وإذا تفرقت ضعفت وذلت يقول تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} [آل عمران: 103]. ويقول عليه الصلاة والسلام: " إن الله يرضى لكم ثلاثة، أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تناصحوا من ولاه أمركم، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا". وقال تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله} [الأنعام: 153]، وصراط الله المستقيم شيء واحد لا يتغير ولا يتبدل وهو الكتاب والسنة وما عداه فهو بدع وضلالات ومحدثات، ولذا جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم خط خطا وخط عن يمينه خطوطا، وخط عن يساره خطوطا قال " وهو يضع يده على الخط: هذا هو صراط الله، وهذه السبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه فمن أجابه إليها قذفوه في مهاوي التهلكة " أو كما قال عليه الصلاة والسلام. كما أن الله جل وعلا وصف هذه الأمة بأنها أمة واحدة {إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون} [الأنبياء: 92] فهي أمة واحدة وليست أمتين أو ثلاثة وهي جماعة واحدة وليست جماعات متعددة، والأمة الواحدة هي أمة مجتمعة على الحق الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم إن الله جل وعلا أضاف هذه الأمة إلى نفسه وإضافتها إليه جل وعلا تقتضي أنها محبوبة له جل وعلا قال تعالى: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ...} [المجادلة: 22] إلى أن قال سبحانه {رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون}. وهذا دليل على أن أمة الإسلام حزب واحد وليس أحزابا متعددة، فلا يوجد سوى حزبين حزب الله وحزب الشيطان كما أخبر بذلك القرآن الكريم. لزوم الجماعة فرض كما أن الله جل وعلا ذكر في كتابه الكريم ما يؤكد فرضية الجماعة ولزومها والاستقامة على نهجها والحرص على تحقيق هذه الجماعة، ووصف الله المؤمنين بأوصاف مقتضية للاجتماع وليس للتفرق والاختلاف، فقد وصفهم بأنهم أولياء بعض في أكثر من آية ووصفهم بأنهم أخوة {إنما المؤمنون اخوة} وقال صلى الله عليه وسلم " المسلم أخو المسلم " ومقتضى الاخوة أن يجتمع الأخ بأخيه وكذلك اخوة الدين. ووصف الله المؤمنين بأنهم رحماء بينهم وهذا يقتضي اجتماع كلمتهم ومؤازرة بعضهم البعض وموالاة المؤمن للمؤمنين وذكر الله جل وعلا أن الاجتماع منهج الأنبياء والمرسلين وفي شريعة الإسلام فإن المؤمنين يرون أن طاعة الله ورسوله وطاعة ولاة أمرهم عبادة لله يتعبدون بها الله جل وعلا وفي هذه الطاعة اجتماع للأمة وحفظ لها من التفرق وفيها عزها وقوتها. أسباب الاجتماع ولعظم شأن الاجتماع شرع الله تعالى أسباب هذا الاجتماع وبين الوسائل المؤدية إليه، فقد شرع الله لنا التناصح والأمر بالمعروف والتناهي عن المنكر، وشرع لنا إفشاء السلام والتهادي فيما بيننا كما سد الشارع الحكيم كل وسيلة وذريعة توصل إلى الاختلاف والتفرق، فقد حرم الله بيع الإنسان على بيع أخيه وحرم الخصومات وحرم اتباع المتشابه وحرم التحاسد والتدابر وغير ذلك من الأمور التي تورث الشقاق والخلاف بين المسلمين. السمع والطاعة لولاة الأمر ثم إن الله جل وعلا لعظم شأن الاجتماع أوجب على عباده أن يسمعوا ويطيعوا لمن ولاه الله جل وعلا أمرهم لأنه لا إسلام إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمام ولا يستطيع الإمام أن يؤدي دوره ومسؤولياته إلا بطاعة العباد له فلا بد للناس لتحقيق الاجتماع أن يطيعوا من ولاه الله أمرهم بضوابطه الشرعية ولهذا تكاثرت النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم بالسمع والطاعة لمن ولاه الله أمر المسلمين وإن كان جائرا فاسقا ما لم يأمر بالكفر الصريح بالله جل وعلا لأن مصلحة الاجتماع على الإمام الجائر الفاسق أعظم من مفسدة التفرق والاختلاف على الإمام. وأحاط الشارع الجماعة بسياج حتى لا يدخل معها من يريد لها التفرق وفك ترابطها فأمر صلى الله عليه وسلم بقتل من أراد أن يفرق جماعة المسلمين "من جاءكم وأمركم جميعا يريد أن يفرقكم فاقتلوه كائنا من كان" ونهى صلى الله عليه وسلم عن الجدل الذي يؤدي إلى تفكك جماعة المسلمين "ما ضل قوم قط إلا أوتوا الجدل". الاختلاف والتفرق يعطل أمر الدعوة ثم تحدث فضيلة الشيخ الدكتور عبدالسلام بن برجس العبدالكريم حول شرور الاختلاف وآثاره السيئة على الأمة مؤكدا أن افتراق الأمة واختلافها عاقبته الضعف والذل، كما أن هذا الاختلاف يعطل أهل الإسلام عن القيام بواجب الدعوة إلى الله وايصال رسالة الإسلام إلى الناس وهذا التعطيل في حد ذاته يؤدي إلى مزيد من الشرور التي تصيب البشرية. وقال الدكتور العبدالكريم: إن النصوص الشرعية التي أمرت المسلمين بالاجتماع نهتهم في الوقت ذاته عن التفرق والاختلاف والشارع الحكيم الذي أخبرنا بوجود ووقوع التفرق في هذه الأمة حذرنا من التفرق وأمرنا بالاجتماع ووضع لنا المنهج الذي نسير عليه ونبتعد به عن الاختلاف. لقد تعددت أساليب الشارع الحكيم في زجر كل من تسول له نفسه من أهل الإسلام الخروج على جماعة المسلمين وتفتيت اجتماعهم، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من فارق الجماعة فإنه قد خلع ربقة الإسلام من عنقه " وأنا أمركم بخمس بالجماعة والسمع والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله...". وجاء في أحاديث كثيرة أن من خرج على الجماعة مات ميتة جاهلية " من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات مات ميتة جاهلية". لا حجة في الافتراق ويضيف الدكتور العبدالكريم: لقد نبه الشارع الحكيم إلى أمر في غاية الأهمية متعلقا بموضوع الافتراق وهو أن بعض من يزرع التفرق والاختلاف بين المسلمين قد يحتج بحجج ومبررات وهذا أمر طبيعي، ذلك أنه لن يصل إلى أهدافه إلا بعد وضع الشبه والمبررات لنفسه وفعله لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم حسم هذا الأمر بقوله " من خرج من الجماعة لقي الله عز وجل ولا حجة له " والحديث جاء بألفاظ متعددة وهذا دليل صريح بأن كل حجة يحتج بها ويبرر بها من خرج على جماعة المسلمين فإن هذه الحجة لن تقبل منه يوم القيامة. وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من فارق الجماعة لا يسأل عن حاله يوم القيامة ضمن ثلاثة نفر " ثلاثة لا تسأل عنهم رجل خرج على الجماعة وعصى إمامه ومات عاصيا وعبد أو أمة أبق فمات.. وزوجة غاب عنها زوجها وقد كفاها مؤنة الدنيا فتبرجت بعده فلا تسأل عنها". وهذا كناية على العذاب العظيم الذي ينتظر هذه النماذج من العباد، أما لماذا حث الإسلام على اجتماع كلمة المسلمين وحذر من تفرقهم فلأن اجتماع المسلمين يمكنهم من تحقيق الاستخلاف في الأرض وعمارتها والقيام بواجب الدعوة وإبلاغ رسالة الإسلام إلى الناس وهم لن يستطيعوا أن يقوموا بشيء من ذلك مما خلقهم الله من أجله إلا بالاجتماع ووجود الجماعة ولعل أبلغ ما جاء في بيان مفاسد الافتراق ومحاسن الاجتماع قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، قال عليه الصلاة والسلام: "إن الجماعة رحمة أو بركة وأن الفرقة عداوة". الأهواء وراء الاختلاف ويختتم الدكتور العبد الكريم بالتأكيد على أن أهم الأسباب التي تقف وراء الاختلاف والافتراق هي تحكيم الهوى وهذا ما تعاني منه المجتمعات الإسلامية المعاصرة بشكل واضح، حيث نجد فئام من الناس يلزمون كتاب الله ويقرؤونه ولكن تزيغ قلوبهم فيتصدرون إلى النصوص لتفسيرها حسب أهوائهم ويتلمسون المتشابهات وهذا مما يضر بالأمة ضررا بليغا لأن مثل هؤلاء يتكلمون بما يتوهمونه من الشرع وهو ليس من شرع الله. المملكة نموذج المجتمع المتماسك ثم يقول الدكتور العبد الكريم إن المملكة بحمد الله تمثل المجتمع المتماسك الآمن المستقر، حيث من الله عليها بولاة أمر يحكمون شرع الله ويحتكمون إلى كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، فلا حزبية ولا جماعات ولا ولاءات متعددة لأن الجميع يردون أمرهم الدنيوي والأخروي إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم ولعل هذا النموذج من الجماعة الإسلامية وهذا الأمن والاستقرار هو ما يدفع أعداء الإسلام إلى محاولة النيل من المملكة وتوجيه الاتهامات الباطلة إليها وشن حملات إعلامية متتالية ضدها وكل ذلك {حسدا من عند أنفسهم} لكن اعتصام هذه البلاد بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وما درج عليه شعبها من طاعة الله وطاعة رسوله وولاة أمرهم كفيل برد كل اتهام وكل تطاول وكل حملة إعلامية يقوم بها أعداء الإسلام.. رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
Recommended Posts
من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق
ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل
سجل دخولك الان