محروسه قام بنشر September 28, 2003 ارسل تقرير Share قام بنشر September 28, 2003 هل تعود أمل وتجد الأمن ؟؟ الشيخ عبد الله العيادة بدت شاحبة الوجه.. ذابلة العينين.. خائرة القوى.. جلست على كرسيها.. لم تخرج وقت الفسحة.. اقتربتُ منها.. سألتها.. تبدين على غير العادة.. ما بك؟ هل أنت مريضة؟ قالت بصوت مبحوح: ليت الأمرَ هكذا لهان الأمر، قليلُ من العلاج ويذهب الألم.. لكن ما أصعب ألم النفس.. فقلت: هل لي أن أعرف ما بك؟ قالت: ليلة البارحة أحسست بتعب شديد.. اتجهتُ لغرفتي لأنام.. أطفأتُ الأنوار.. وضعت رأسي تحت مخدتي.. أستجدي عطف النوم أن يخيم على عيني.. لم أستطع.. أحسست بقلق شديد.. وضيق شديد.. لا أدري ما سببه.. تناولت قرصاً من المسكِن لعلي أنام فلم أستطع.. قاومت الضجر حتى تعبت.. ذبلت عيناي.. أبحث عن الأمن فلا أجده.. قربت الهاتف.. كلمته حتى مللت الكلام، قلبت صورته حتى احمرت عيناي.. أحسُّ أني مسافرة سفراً بعيداً.. الصمتُ والظلامُ والخوف يحيلان الغرفة إلى مغارة للأشباح تكاد تفتك بي.. بدأت أفقد التركيز والإحساس.. خرجت من دائرة الواقع إلى كوابيس النوم.. رأيت شيئاً غريباً لأول مرة أراه.. أني واقفة في صحراء وأنفض عني الغبار وأنا عارية حافية أرى من حولي أناساً كثيرين.. يركضون ويمشون وهم عراة حفاة.. أرى بعضهم كأنما ينبت من الأرض.. أسرعت خلف الناس أركض.. أحس بالعطش يفتك بي والخوف يقطع أوصالي.. رأيت أناساً أعرفهم.. بعض الصديقات والقريبات والزميلات.. أكلمهم لا أحدَ يرد.. ركضت من الخوف.. وإذا بي أنتهي إلى الخوف من جديد.. اجتمع الناس.. رجال، شيوخ، نساء، أطفال.. الجميع عراة.. الشمس قريبة من الرؤوس تكاد تحرق الأجسام.. الزحام شديد.. والحر شديد.. العرق يبلل الأجسام.. تختلط الهمسات.. والعبرات، ويختلط الأمن بالخوف.. واليأس بالرجاء.. في لمحة بصر ومن بعيد رأيت شبح أمي وسط الزحام.. قاومتُ أمواج الناس لأصل إليها.. وصلتُ إليها بكل مشقة.. أمي الحبيبة.. ابنتك خائفة.. هل معكِ من زاد؟ لم ترد عليَّ.. مسكت بها.. توسلتُ إليها.. قالت إليك عني.. كم نصحتك! كم أخبرتك! كم أمرتك بالصلاة!.. أين عبثك؟ أين طيشك؟ أين سهرك؟ أين.. أين؟؟ إليك عني.. نفسي.. نفسي . صوت اخترق الزحام.. التفت إليه ينادي عليَّ، إنه اسمي! اقتربت من الصوت مذعورة خائفة.. أوقفوني أمام الميزان.. التفتُ يميناً.. فرأيت والدي كأنما يؤنبني.. أخرجوا صحائفي.. وملفاتي.. رأيت فيها كل شيء.. عبثي.. غفلتي.. سهري.. مكالماتي.. يا لخوفي إنهم يمسكون بي.. إلى أين تأخذونني؟ إلى أمك هاوية.. إلى النار.. فصرخت: دعوني أعود.. دعوني أتوب.. ردوني.. ردوني.. صرخت.. وصرخت لا.. لا.. أنا تائبة.. أنا نادمة.. نادمة.. فأفقت مذعورة وأمي تمسك بيدي.. تحسست جسمي.. بلعت ريقي.. الحمد لله. فناداني صوتُ من أعماقي.. الآن عدتِ يا أمل من جديد.. فماذا تفعلين؟ كيف لو كانت الحقيقة؟؟ فأين تجدين الأمن؟؟ {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}. (لهااولاين) رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ليلك قام بنشر September 29, 2003 ارسل تقرير Share قام بنشر September 29, 2003 قصه مؤثره بالفعل جزاك الله خير اخيتي وأكثر الله من أمثالك اللهم اهد شباب وشابات المسلمين اللهم اجعلهم قرة عين لهذا الدين رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
Recommended Posts
من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق
ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل
سجل دخولك الان