تطهير المسامع لتطهير الأوطان !!


Recommended Posts

قام بنشر

بسم الله الرحمن الرحيم

مرحبا , أهلاً بكم ..

مشكلة كبيرة بدأت تهدد حياة المواطن العربي , مشكلة تتجاوز في خطورتها الأحداث الإرهابية التي تتعرض لها المنطقة , بل إن قضية خارطة الطريق ليست ذات أهميه في ظل وجودها , والجدار الإسرائيلي المبني في الأراضي الفلسطينية يتناها امامها , بل إن الأخبار التي تصلنا اول بأول من العراق ومايحدث فيها والخطر الذي يهدد المنطقه لايساوي شيئا أمام هذه المشكله .

نعم , فمن يشاهد الإجتياح العنيف لبرامج الكشف عن المواهب الفنية في الغناء والتي يطلق عليها (( سوبر ستار )) و (( سمعنا صوتك )) و (( أحلى صوت )) يرى انها أهم بكثير من كل تلك الأحداث , كيف لا والمطلوب من هذه البرامج (( إنقاذ الأغنيه العربيه )) من أغاني (( ســو ياسـو )) و (( الحلوه دي قامت تعجن في الفجريه )) , فكيف تريد ان يعيش الإنسان العربي وهو يستمع إلى (( شعبان عبدالرحيم )) , لعلهم يريدون تنقية مسامع الإنسان العربي كطريق أولي لتنقية ما يشاهده من ذبح لاخواننا المسلمين في فلسطين والعراق mad.gif .

و لصغر عقل المشاهد العربي فإنه من السهولة أن تشدّه هذه البرامج sad.gif , فتجده يصوّت لأفضل صوت , بل قد يضع الصوت ثانويا حين تجذبه أشياء أخرى يرى أنها رئيسية كـ(( الشكل والوسامه والجمال ))!! و يتسمر هذا المشاهد المغلوب على امره امام هذه البرامج والتي يتم فيها إغراؤه بجوائز قيمة في حال تصويته للمشتركين , مع العلم ان أكثر هذه الجوائز معروف كيف تجمع وأين توزع .

ويبقى المشاهد العربي المسكين غارقا في تلك الأوهام , بعيد كل البعد عن هموم وطنه والخطر المقبل عليه , في مخطط أحكم (( الغــرب )) رسم خطوطه وأركانه , ليتشبع به صغار العقول , فيصبح همهم ومرتجاهم , ويحتكر عقولهم ويقيد حركتها , فلا هي اللتي تنتج او تعمل , بل تظل تائهة في غاية إنقاذ الطرب العربي .

مايزيد الأمر (( ضحكاً وبكاءً )) في نفس الوقت أن جميع افكار هذه البرامج مستنسخة نسخاً كربونياً , طبق الأصل من برامج أجنبية ,

فهل ياترى يوجد اكبر من هذه الطرفة للدلالة على صغر عقولنا نحن العرب ؟

فعلا انه لمخطط يقيّض البنيان العربي , والذي يعد شبابه أهم نواة فيه , فتصبح هذه الفئة ضعيفة مستكينة هشة , فيسهل كسرها متى ما أراد المخربون .

لا نريد دلائل اكثر على صغر عقولنا مادمنا نرى ان برامجا كتلك تحصد الجوائز لأننا نحن من يتوحها بذلك , وقنوات فقيرة المضمون تعرضها , واحتدام التنافس بينها في بث هذه النوعية , وتغليف العقل العربي , الذي لم يكفي اصحاب هذه الأفكار تصغير العقول العربية , بل و الحرب من اجل عدم نموها وجعلها غارقه في عسل (( صوّت لمطربك المفضل )) .

هذا إن كنا نملك عقولا أصلا .

ولكم تحياتي ...

قام بنشر

شكرا اخي العزيز حرماوي دوت كوم على هذه المشاركة والتواصل الدئم معنا .

اخي العزيز اليك هذا الخبر عن برنامج سوبر ستار

أن عدد الذين صوتوا لبرنامج "سوبر ستار" عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني خلال أكثر من عام في كل من مصر والسعودية ولبنان والكويت والإمارات واليمن وسوريا بلغ قرابة 80 مليون صوت، في حين أن من شاركوا بالتصويت ضد الحرب في أفغانستان -على سبيل المثال- بلغوا قرابة 4 ملايين فقط (تعادل 5% فقط ممن شاركوا في سوبر ستار). ويلاحظ أن بعض المتحدثين يصوت أكثر من مرة.

واعتبر النشطاء أن هذا التصويت لصالح البرنامج الذي يختار سوبر ستار للغناء العربي والذي فازت به الأردنية ديانا كارزون في التصفيات النهائية "نوع من الهزل" وقالوا –بسخرية-: "إنه دليل على أنه فعلا.. المسلمون بخير وعافية والحمد لله"، حسبما قالوا.

وقد كشف النشطاء أنه وفقا للمكالمات التليفونية الآتية من البلدان العربية التي شاركت في التصويت على سوبر ستار، استنادا إلى مواقع شركات الاتصالات العربية (سعودي تيليكوم، وإيجيبت تيلي كوم، وليبان كول، وشركة الوطنية للاتصالات بالكويت وغيرها) فقد بلغت المكالمات على النحو التالي:

السعودية: 11 مليون و300 ألف اتصال، مصر: 23 مليون و175 ألف اتصال، لبنان: 18 مليون و536 ألف اتصال، الكويت: 300 ألف اتصال، الإمارات: مليون و221 ألف اتصال، اليمن: 7 آلاف اتصال، سوريا: 16 مليون و933 ألف اتصال، الأردن: 8 ملايين و870 ألف اتصال، ووفقا لهذه الأرقام يصبح عدد الاتصالات الإجمالي حوالي: 79 مليون و55 ألف اتصال، وهو رقم ضخم إذا ما قورن بعدد المصوتين من جميع البلدان العربية في مجلس الأمن والأمم المتحدة ووثيقة الاعتراض على الحرب على أفغانستان، والذي وصل إلى 4 ملايين صوت فقط، وفقا لما يقوله نشطاء الإنترنت.

تصريح صحفي حول برنامج سوبر ستار

لقد لفت أنظارنا في حزب جبهة العمل الاسلامي وكذلك الكثير من المواطنين الغيورين على بلدهم وأمتهم ، هذه الاثارة الاعلامية المبالغ فيها، والاهتمام غير الطبيعي ببرنامج غنائي تبثه فضائية المستقبل اللبنانية : باسم "سوبر ستار" واننا نرى في ذلك اساءة للقيم والقضايا الوطنية وتشويهاً لوعي المواطن ، وافساداً للذوق العام ومسخاً لتطلعات الاجيال واهتماماتها ، وحرفاً للناس عن قضاياهم المصيرية والهامة، حيث يصبح هذا البرنامج قضية وطنية ، تم الحشد لها عبر مختلف الوسائل وبتوجيهات رسمية مباشرة أو غير مباشرة في الوقت الذي تتضاعف فيه كلفة التعليم وخاصة في الجامعات ، الى درجة تعجز أغلب المواطنين عن تعليم أبنائهم ، ويتوحش الغلاء ، وتئن ظهور المواطنين وكواهلهم تحت وطأة الضرائب وارتفاع الاسعار ، وفي الوقت الذي يمعن فيه العدو الصهيوني ، في تصفية حقوق وأبناء الشعب الفلسطيني ، ويهدد الاقصى والمقدسات ، ومستقبل واستقرار بلدنا ، كما يقترف الاحتلال الانجلو أمريكي في العراق جرائم قتل يومية لأبناء شعبنا هناك ويحاول صياغة مستقبل العراق والمنطقة العربية كلها على أساس مصالحه ورؤى الكيان الصهيوني .

اننا نطالب كل الجهات المعنية رسمية وشعبية بوقف هذه الملهاة المحزنة ، والعبث بوعي الاجيال وعواطفهم وتسهيل فعل العولمة الثقافية التي تقودها أمريكا لتغيير الهوية الثقافية لكثير من الشعوب، كما نهيب بأبناء شعبنا الامتناع عن الاستجابة لمثلهذه الدعوات، والانشغال بالقضايا الأهم، وندعوا العلماء وقادة الرأي والفكر والمثقفين والكتاب وكل المخلصين التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة، ومعالجة آثارها التدميرية.

(فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الارض الا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين) صدق الله العظيم.

حزب جبهة العمل الاسلامي

عمان في 19 جمادى الأخرة 1424 هـ

الموافق : 18 / 8 / 2003م

لقد إمتدحت وزارة الثقافة اليهودية في إسرائيل البرنامج (سوبر ستار العرب ) الذي أشرفت عليه شركة أمريكية يهومسيحية ومولته وستقوم بإصدار الألبوم للمغنية الرابحة (ديانا كرزون ) في تاريخ السابع والعشرين من سبتمبر لعام 2003 , وهذه بعض الأسطر التي إقتطفتها من المواقع العبرية

‏في رأيي أنه برنامج جيد يحفزنا على إمكانية العيش مع العرب

الوزير جلعاد شالوم , من صحيفة هآرتس بتاريخ 21\8\2003

________________________

" ‏إن الواقع يقول أن العرب أو المسلمين الذين يؤمنون بعقيدة محو إسرائيل من الخريطة

أصبحوا قلائل جدا , وإن برنامج سوبر ستار أعطانا الأمل لوجود جيل عربي

مسلم متسامح للعيش مع دولة إسرائيل اليهودية

الصحفي دايفيد سليفان , من صحيفة جيروزالم بوست بتاريخ 22\8\2003

________________________

‏لقد أثبت برنامج سوبر ستار العرب أشياء كثيرة وأهمها أن عدونا ليس المسلمين

لكن عدونا هو الإسلام وتعاليمه

" دوري غولد المستشار السياسي لرئيس الوزراء شارون ونائب رئيس الأركان لجيش الدفاع الإسرائيلي , نقلا من صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بتاريخ 22\8\2003

________________________

وبعض هذا الإستعراض لواقع المسلمين , هذه بعض النكت التي اتت على موجة برنامج سوبر ستار

وهذه بعض النكت التي صدرت في موجة سوبر ستار ملاحظة : كل النكت واقعية

سألوا شاوول موفاز وزير الدفاع الإسرائيلي : مستر موفاز , هل طالب أهالي العرب المحتجزين في إسرائيل بجانب الفلسطيننين الإفراج عنهم ؟ فأجاب قائلا : كلا , لإن الأهالي مشغولون بمتابعة سوبر ستار

لأول مرة في تاريخ الأردن وبعد طول أمد , قام ملك الأردن المعظم عبد الله الثاني ( الذي يتحدث دوما عن دولة فلسطينية إستنادا للتوراة ) بتكريم الأردنية ديانا كرزون , وبهذه المناسبة قام الملك بقمع وحبس وسجن وتعذيب حوالي 120 سجين من الإخوان المسلمين وأنصار التيار الإسلامي في الأردن الذين عارضوا هذا البرنامج ووصفهم بالتخلف والرجعية

مظاهرات عارمة في لبنان وأعمال شغب مع الشرطة لخروج مرعي سرحان من سوبر ستار

بلغت نسبة المشاهدين السعوديين لبرنامج سوبر ستار ( إستنادا إلى جريدة النهار اللبنانية ) إلى حوالي سبعة عشر مليون سعودي , وبلغت نسبة التصويتات الآتية من السعودية على برنامج سوبر ستار 11 مليون وثلاثمائة ألف إتصال

قام حوالي مائتين مطعم في جدة منها مطعم شيلز وسبورت كافيه وجافا وغيرها بوضع شاشات للمتفرجين لعرض برنامج سوبر ستار

الشارع العربي) بين انفجارات العراق وفلسطين ومسابقة (سوبر ستار)

تاريخ النشر في 8/25/2003:6:49:45 AM

وائل مرزا

لاشك أن الشارع العربي، الذي كثيراً ماكنا نسمعُ عن مظاهراته وصخبه في وقت الأحداث الساخنة، تنفّس الصعداء لأن انفجارات بغداد وفلسطين الأخيرة جاءت بعد انتهاء مسابقة (سوبر ستار) العرب، ولم تعكّر على عشرات الملايين من العرب، الذين قيل لنا إنهم تابعوا هذه (الملحمة) الفنية أكثر من ثلاثة أشهر، صفو تلك المتابعة والاهتمام . وفي أقل الأحوال، فإن هذا الشارع سيكون متفرغاً الآن بعد أن "انتخب ديمقراطياً" مطربةً عربيةً لأول مرة، كما ذكرت إحدى الصحف العربية، للخروج مجدداً إلى الشوارع دفاعاً عن العروبة والعرب، واحتجاجاً على ما يبدو أنه سيحدث في فلسطين وفي العراق بعد أحداث الأسبوع الماضي الساخنة في كلٍ من القدس وبغداد ..

يحتار المرء وهو يدرس مثل هذه الظواهر اللاعقلانية التي تحدث في هذا العالم العربي عند محاولته البحث عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراءها. ذلك أن البعض يضع اللوم على من نظّم هذه المسابقة ورعاها، وترك كل المجالات الأخرى الممكنة لاكتشاف وإظهار كمون الإبداع البشري العربي، ليركّز على مجال الغناء والطرب. ذلك أن ما لا يعلمه الكثيرون في العالم العربي هو أن هذا البرنامج إنما هو في الحقيقة (وكالعادة) نسخة مقلّدة من برنامج ظهر في الولايات المتحدة وبريطانيا. وبالتالي فإن ما يبدو أنه منسيٌ في العالم العربي هو أن مثل هذه البرامج تظهر في دولٍ عملت من خلال ثقافة مجتمعاتها وسياسات حكوماتها أولاً على تفجير طاقات الإنسان الإبداعية في مجالات الحياة الفعّالة، وحققّت درجات عالية من الاكتفاء والوفرة، بل والقوة المادية والعسكرية التي جعلتها تهيمن على باقي دول العالم ثقافياً وسياسياً واقتصادياً وعسكرياً .. حتى جاءت بعد ذلك مرحلة الترف التي يحتار البعض في تلك المجتمعات والدول كيف يُعبِّرُ عنها، وظهرت بالتالي مثل هذه البرامج الجماهيرية الضخمة التي أصبحت (موضة) هذه المرحلة، إلى درجة يشتكي منها حتى هناك كثيرٌ من المثقفين والناقدين والإعلاميين والأكاديميين.

أما نحن في هذا العالم العربي المُبتلى ثقافياً وسياسياً، فيبدو أننا لا نزال نصرُّ على أن ندخل العالم من الباب الخلفي وعلى أن نعيش في العصر بالمقلوب. فرغم أن الدول الثلاث التي كانت معنيةً بشكلٍ أو بآخر بالجولة النهائية من المسابقة العتيدة تسبح فوق بحارٍ من الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، سواء كان هذا على صعيد المجتمعات أو صعيد الحكومات، ورغم أن هذه الدول بالذات مُحاصرةٌ بظروف إقليمية وعالمية في غاية الحساسية، إلى درجة تجعل أصل وجودها واستمرارها في مهبِّ الريح، نجد حين نحاول القراءة في مثل هذه الظاهرة، ظاهرة انتخاب (سوبر ستار) العرب، أن المجتمعات والحكومات على حدٍ سواء تدخل في سباقٍ محموم لإظهار حجم اللاعقلانية في التفكير وفي الممارسة. وإلا فما معنى أن تخرج مظاهراتٌ في إحدى البلدان احتجاجاً على خروج مرشح ذلك البلد، وأن يُستقبل هذا المرشحُ المهزوم من قبل أعلى سلطة سياسية لتهنئته "على النجاح الذي حققه وعلى الدعم الذي لقيه .." ! وما معنى أن تُسخِّر أمانات عاصمتين عربيتين، تحتاجان إلى الكثير من التنظيف والعناية والتخطيط لتصبح حياة الناس فيها أكثر إنسانيةً .. إمكاناتها لوضع شاشات كبيرة "لبث الحدث على الهواء مباشرة" في الأماكن العامة، بل وأن تُسخِّرَ وزارات الإعلام تلفزيوناتها وصحفها، التي لا تزال تعيش من حيث سياساتها وتقنياتها في العصور الإعلامية الحجرية .. تلك المؤسسات لاستضافة فنانين وصحفيين للحديث عن المطربة الشابة المبتدئة وعن صوتها وفنها وللدعوة إلى مؤازرتها، ثم التجوال في الشوارع لإجراء مقابلات مع المواطنين حول الموضوع ؟!

قد يأتيك متطفلٌ على الثقافة والإعلام ويتهمك بأنك ضد الفن وضد الفرح لأنك تكتب هذا الكلام .. ولكن هذا لا يُغير في الأمر شيئاً من وجهة نظرٍ تحمل حداً أدنى من الرؤية العقلانية لما يجري في هذا العالم العربي بشكل عام، وفي تلك الدول الثلاث المعنية على وجه التحديد، وللأولويات التي يجب الاهتمام بها، وللمشكلات العميقة التي يجب التعامل معها أولاً، وينبغي تسخير كل قرش و فلس لحلّها على كل صعيد وفي كل مجال.. والمفارقة أن كل الجرائد التي كانت تتحدث عن خبر الجولة النهائية للمسابقة وملابساته وما رافقه من أحداث، أوردت إما على الجانب الآخر من الصفحة أو في صفحةٍ أخرى أخباراً عن أكثر من أزمة تتفاعل بعمق في كلٍ من تلك البلدان الثلاثة ..

لقد كتبتُ أكثر من مرة عن دور الفن والأدب في تغيير المجتمعات نحو الأفضل، ولكن جزءاً أساسياً من هذا الدور يتمثل في عَقلنة التفكير العربي من حيث مساعدته على إدراك ترتيب الأولويات في الحياة، وتدريبه على ممارسة الحياة والتفكير بشكلٍ منسجم وبعيدٍ عن التناقض والتضارب، من خلال أعمال فنية وأدبية راقية ترفع ذائقة الإنسان العربي الثقافية والفكرية وتجعله يمتلك حساً مُرهفاً ينظر من خلاله إلى هذه الدنيا بشكلٍ متوازن. وترتيب الأولويات مطلوب لأن من غير المعقول أن تستهلك ملايين غارقة في الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وقتها وجهدها ومالها شهوراً لانتخاب مطربة، وكأنه لا ينقص هذا العالم العربي، الذي يبدو أن مطربةً جديدةً تظهر فيه كل يوم، إلا مطربةٌ جديدة أخرى، ولكنها هذه المرة مُنتخبةٌ من الجماهير! كما أن الانسجام والبعد عن التناقض شعورياً وفكرياً في الحياة مطلوب، لأنه يكاد يكون أمراً يشبه الجنون حين نعلم أن هذا (الشارع) العربي الذي غرق في هذه التظاهرة السريالية هو نفسه بشكلٍ أو بآخر من خرج إلى الشوارع أكثر من مرة في السنوات القليلة الماضية، وسيخرج إليها حتماً في الفترات المقبلة، يملؤها صخباً وصراخاً وضجيجاً واحتجاجاً على ما يفعلهُ (الآخر) به، وهو غافلٌ عما يفعله هو بنفسه وببلاده وبمستقبله من خلال مثل هذه الممارسات..

إن أي قراءة بسيطة وسطحية لهذه الظاهرة يمكن أن تؤدي إلى الحكم عليها بأنها حدثٌ بسيطٌ وعابر لا يحتاج لمثل هذا التحليل . ولكن وجود، بل وطُغيان، مثل هذه القراءات الساذجة هو في حدِّ ذاته جزءٌ أصيلٌ من مشكلة الواقع العربي المعاصر، هذا إن لم يكن سبباً من أسباب وجود المشكلة ابتداءً . ذلك أن حداً أدنى من القراءة المنهجية للظاهرة التي نتحدث عنها يؤدي إلى كشف مستوى الاهتراء. فمبدأ الاختيار الحر مقبولٌ حين يتعلق الأمر باختيار مطربة، أما حين يتعلق بمصائر أمم وشعوب، فإنه يُصبح محلَّ نظر .. وقدرة البلديات والإدارات المحلية على تسخير ميزانياتها تظهر حين يتعلق الأمر بمسابقة فنية، أما حين يتعلق بإزالة القاذورات التي تملأ الشوارع، وبتقليل التلوث الذي يكاد يقتل المدن العربية، وبتنظيم الحياة في تلك المدن، فإن تلك القدرة تختفي والميزانيات تُصبح قاصرةً بشكلٍ مفاجئ وبقدرة قادر .. ويسري نفس الحكم على قدرة وزارات الإعلام على حشد التأييد لمطربة (من أجل رفع اسم الوطن عالياً) ! وإجراء لقاءاتٍ حيّة مع المواطنين حول الأمر يعبرون فيها عن رأيهم (بحرية)، فهذه القدرة تظهر أيضاً فجأةً وبشكلٍ كثيف . أما استطلاع رأي المواطنين بصراحة وحرية في قضايا تمسُّ وجودهم، وتتعلق بحاضرهم ومستقبلهم، فإنه يُصبح ترفاً ليس له داع الآن .. وعلى نفس المنوال، يُصبح رفع اسم الوطن عالياً من خلال تأكيد قيم الحرية والعدالة وسيادة القانون أمراً مؤجلاً لا يدخل في إطار الأولويات الراهنة .. أما على الصعيد الشعبي، فإن قدرة الملايين على بذل الوقت والجهد والمال بعزيمةٍ وإصرار ودأب، وعلى التضحية بأشكالٍ مختلفة، ولشهور متواصلة، من أجل دعم قضية، تَظهرُ أيضاً إلى الوجود، حين يتعلق الأمر بانتخاب مطربة . في حين تتضاءل درجة المتابعة بنفس ذلك الدأب، وتنخفض القدرة على بذل التضحيات بنفس تلك الدرجة، حين يتعلق الأمر بممارساتٍ تؤدي إلى مزيدٍ من نشاط ومدافعة المجتمع المدني ليأخذ حرياته وحقوقه داخلياً، وليقف بشكلٍ علمي ومنهجي في وجه أي هجمةٍ خارجية يدّعي العرب دائماً أنهم يتعرضون لها ..

على من تقع المسؤولية إذا؟ وأين هو مكمن الأمل في مثل هذا الواقع؟ إن المسؤولية تقع علينا جميعاً حكاماً ومحكومين، وليس هناك جدوى من إلقاء التّبعة على طرفٍ دون آخر . فهي من جهةٍ تقع على تلك السياسات التي لا تزال سائدةً هنا وهناك في بعض أرجاء العالم العربي، حيث لا تستطيع مثلاً مثقفةٌ وناشطةٌ جريئة التعبير عن آرائها التي تتعلق بحاضر الوطن ومستقبله دون مضايقات، وتقرر لذلك طلب اللجوء السياسي إلى أوروبا، بشكلٍ يؤذي سمعة وطنها بشكلٍ بالغ حضارياً وسياسياً، بينما يُطلب من المواطن البسيط إبداء رأيه بحريّة في صوت مطربة بدعوى إعلاء سُمعة ذلك الوطن !.. ولكن المسؤولية تقع أيضاً علينا كمجتمعات وكشعوب لا تزال تستصغر نفسها وتستصغر قدراتها وإمكاناتها، وتنتظر أن يأتي التغيير من فوق، أو عن يمين أو شمال .. وهي لا تدرك أن توظيف طاقاتٍ مادية ومعنوية هائلة وموجودة، من مثل تلك التي أُهدرت في حملات دعم المطربات والمطربين، في الاتجاه الصحيح، بحكمةٍ وبعيداً عن العنف والتطرف والغوغائية، يمكن أن يؤدي إلى مزيد من البناء الداخلي الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وبالتالي إلى مزيد من قوة المجتمع والدولة على حدٍ سواء، بحيث يمكن حقاً تجاوز الأزمات المحلّية وتقوية الجبهة الداخلية في وجه أي خطر خارجي محتمل.

أما مكمن الأمل فإنه موجود، ويمكن رؤية ملامحه في كثيرٍ من المجالات. ذلك أن تسليط أشعةٍ قويةٍ من الضوء على مشكلةٍ معيّنة يمكن أن يكون مقصوداً أحياناً، لأن كثيراً من أدوائنا يحتاج إلى جراحة .. ولكنه لا يعني أن التحليل يشمل مجمل صورة الواقع أو أنه غارقٌ في سوداويةٍ لا ترى غير المشكلات . فالأمل كامنٌ في ملايين أخرى على امتداد العالم العربي لم تشارك في مثل هذه التظاهرة اللاعقلانية، بل وأعلنت رفضها لها على صعيد المثقفين وعلى صعيد أبناء الشعب العاديين وغيرهم من الشرائح . والأمل موجودٌ في سياساتٍ من نوعٍ آخر بدأت تطرح نفسها أيضاً هنا وهناك في بعض أرجاء العالم العربي، وهي تؤكد على مزيدٍ من الشفافية سياسياً وإعلامياً وثقافياً، وتعمل على تجذير قيم الحوار والمشاركة .. والأملُ قويٌ أولاً وأخيراً من خلال إدراك المرء لتوافر تلك الطاقات والإمكانيات المادية والمعنوية التي تحدثنا عن وجودها لدى شرائح المجتمع العربي في كل مكان، ومن خلال معرفة أن مزيداً من العمل الفكري والثقافي كفيلٌ بأن يوجه تلك الطاقات شيئاً فشيئاً في الاتجاه المطلوب، وفي إعادة إحياء الفطرة السليمة لدى الإنسان العربي الطيب الذي يُريد إجمالاً في أعماقه الخير لبلاده ووطنه وأمته، بحيث يتمكن هذا الإنسان من إدراك سُلّم الأولويات المطلوب، ويرتقي إلى درجةٍ من القوة النفسية والوضوح الفكري والقدرة العملية تُساعده على بذل التضحيات وصولاً لتحقيق ذلك الخير، من خلال نشاطات اجتماعية وتربوية وثقافية وسياسية وفنية منهجية تتجاوز فعاليّتي التظاهر والعنف اللتين يبدو الواقع العربي وكأنه محكومٌ بهما كمُتنفسين وحيدين للنشاط والتعبير الشعبي.

لقد سألتني قريبةٌ لي تكاد تفقد الأمل في الواقع العربي، وأنا أكتب هذا المقال، عن مصدر تفاؤلي المستمر بالمستقبل، رغم حديثي النقدي عن مثل هذه الظواهر السلبية . ولقد خطر ببالي أن كثيراً ممن يعرفونني ويعرفون مقدار تفاؤلي ربما تراودهم مثل هذه التساؤلات، وها أنذا في ختام هذا المقال أضع إشارات إلى أسباب ذلك التفاؤل .. ربما يمكن من خلال التفكير فيها ملياً الوصول إلى تفسيرٍ للشعور بالتفاؤل، وإلى إجاباتٍ لغيرها من التساؤلات.

post-2-1063361096.gif

قام بنشر

الرائع دوما حرماوي دوت كوم

مشرفنا العزيز المبدع راعي النزيه

اعتقد ان الاحباط الذي اصاب الشارع العربي جعله يبتعد عن جميع الميادين التي تثبت فيه هزيمته وتهان كرامته

ليس دفاع عن معشر سوبر ستار انما اسعى لتشخيص الحال

عندما يصوت العرب والمسلمين ضد اي قرار تتبناه امريكا ومن خلفها اسرائيل فانه من المؤكد ان النتيجه محسومه على طول الطريق لامريكا ومن معها مهما تكن المبررات والمسوغات ومهما يكن من ضعف للموقف الامريكي

هذا الامر الذي اعتاده الشارع العربي يدعو للاحباط والهرب عن كل ما يثير الضغط والسكر والهم والحزن لدى المواطن العربي المغلوب على امره

وبالتالي اصبح المواطن العربي والمسلم يتجه نحو اي ميدان يسمع فيه صوته ويؤخذ به

وهذا الامر لا يتحقق الا في عالم الطرب والفن والرياضه وبقية هوامش الحياة الاخرى

با ختصار

الاحباط هو ما يدعو للتخاذل والهروب احيانا كثيره وكلما ازدادت عوامل الاحباط والهزيمه كلما انحدر الانسان او لجأ الى من يمنحه احترامه كانسان

نعم

حتى لو كان في الطرب

من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق

ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل



سجل دخولك الان