أول متسلق عربي لقمة إفريست يروي رحلة الشقاء


Recommended Posts

أول متسلق عربي لقمة إفريست يروي رحلة الشقاء

الكويتي زيد الرفاعي لـ«الشرق الأوسط»: 175 جثة متناثرة على سفوح جبل افريست والطيور الجارحة تنهشها

الكويت: هايا سليمان

صمت قاتل وليل حالك، وجثث متجمدة على انحدارات جبال لم يقف مثلها قط في وجه الرياح العاتية والثلوج الجارحة. تقطع وحشتها انفاس يزفرها المتسلق الكويتي زيد عبدالوهاب الرفاعي بعد ان شهقها من انبوبة الاوكسيجين وهو معلق بين اعلى قمة في العالم «قمة افريست» وبين ارض نيبال العجيبة، ليحقق في غضون 60 يوما من الجهاد المضني حلما راوده طيلة حياته، وهو بلوغ القمة الاعلى بين 7 قمم عالمية بلغها جميعها، ولم يبق امامه سوى تسلق قمة جبل فنسن في القطب الجنوبي من الكرة الارضية.

الشاب الكويتي البالغ من العمر 36 عاما والحائز شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من الولايات المتحدة الاميركية، حقق فخرا وطنيا وقوميا، باحرازه لقب اول عربي يتسلق قمة افريست التي يبلغ ارتفاعها 29 الف قدم وتقع ضمن سلسلة جبال هيمالايا الممتدة من الصين وحتى باكستان.

المتسلق زيد الرفاعي تحدث الى «الشرق الأوسط» عن تجربته التي خاضها لتحقيق حلم حياته عبر المقابلة التالية:

* كم يبلغ عدد المحاولات التي قمت بها للوصول الى قمة افريست؟

ـ حاولت تسلق القمة مرتين، الاولى عام 2001 بتمويل من شركة الاتصالات المتنقلة في الكويت، والثانية عام 2003 بتمويل شخصي، الا ان الحظ لم يحالفني في المحاولة الاولى بسبب الهلع النفسي الذي اصابني في ذلك الوقت، اضافة الى المرض الخطير الذي داهمني وهو زيادة نسبة السائل في المخيخ بسبب انخفاض الاوكسيجين، ما ادى الى حدوث ورم في الدماغ، فقدت معه القدرة علي النظر السليم وعلى التركيز والتوازن، كما اثر ذلك على ذاكرتي بشكل عام، وكانت النتيجة وقوعي صريع الغيبوبة لمدة يومين، وعندما افقت منها خارت قواي وقدرتي على تمييز الامور، ولم اعد قادرا حتى على صب الشاي داخل الكوب، او ارتداء وربط الحذاء بشكل سليم.

* وماذا عن المحاولة الثانية، هل تخطيت فيها العقبات التي واجهتك في الاولى؟

ـ المحاولة الثانية كانت افضل بكثير وحققت فيها مبتغاي بتسلق قمة افريست، حيث تم الترتيب لها بصورة ممتازة، فكنت من بين 8 اشخاص شكلوا فريقا خاصا هم بالاضافة لي ألمانيان واميركيان وبريطاني وصيني من هونغ كونغ، واسترالية وصل منا الى القمة 6 فقط.

* هل كنتم على اتصال مباشر بالمعسكر الذي انطلقتم منه؟

ـ لا، كنا فقط نتصل بعضنا ببعض ونطمئن على الاحوال بواسطة الاجهزة اللاسلكية التي كانت بحوزتنا، بينما كان هناك 9 اعلاميين من البعثة الاعلامية الصينية يرافقوننا في عملية التسلق، وصل منهم اثنان فقط الى القمة، في حين بقي حوالي 130 اعلاميا حول المعسكر يغطون الحدث ويقدمون الخدمات للفريق المتسلق.

* أفظع المشاهدات

* ما هي المشاهدات الاكثر تأثيرا في النفس والتي صادفتكم خلال تسلقكم القمة؟

ـ من افظع مارأيناه حوالي 175 جثة موزعة على حواف الجبل وسفوحه تعود لمتسلقين حاولوا بلوغ القمة الا انهم فشلوا في ذلك لاسباب ربما تعود الى قساوة الطقس او نقص في الاوكسيجين اوالطعام او غيرها، ولم نكن نصور هذه الجثث او نعبث بها، او حتى نفتش في اغراضها الخاصة، وذلك حفاظا على حرمة الموتى.

ولعل المشهد الاكثر قساوة الذي رأيناه وسبب لدينا هلعا لا يوصف، هو رؤية الطيور الجارحة من الغربان السوداء الكبيرة والنسور الضخمة وهي تنهش الجثث المتناثرة.

* ما هي الامور التي كنت تفتقدها وانت في خضم المهمة؟

ـ اكثر ما كنت افتقده هو عنصرا النظافة والطهارة الصحيتين، اضافة الى انعكاس اشعة الشمس على الجليد، والتي ادت الى احداث حروق لاتوصف على وجوه جميع المتسلقين، حتى انني رأيت مشهدا لن انساه مدى حياتي، وهو رؤية وجه لجثة صادفتني نصفه شديد الصفار بسبب تعرضه مباشرة لجهة هبوب الرياح الجليدية، ونصفه الاخر اسود محترق بشكل لافت بسبب تعرضه للجهة التي تشرق منها الشمس.

* المرحلة الأكثر صعوبة

* كيف تصف لنا الحالة التي اعترتك في مرحلة ماقبل وصول القمة بامتار معدودة؟

ـ هذه المرحلة كانت الاصعب، واذكر جيدا انني كنت شديد النعاس ومتهالك القوى ولم ادرك انني اصبحت قاب قوسين او ادنى من القمة، وكانت الليلة حالكة السواد وشديدة السكون، ولم يكن يقطعها سوى انفاسي التي اخذها من انبوبة الاوكسيجين، شعور لا يمكن بلوغه مهما صادف الانسان من وحدة، والحقيقة انني لم اعد اشعر بشيء ولا ارى او اسمع من دائرة الضوء الذي كنت قد ثبته في جبهتي.

بعد ساعات شعرت وكأنها سنوات من العناء بدأ الفجر بالبزوغ يدغدغ وجنتي، ويمنحني دفعا قويا لبلوغ الهدف، الا ان قواي لم تساعدني واضطررت الى اجتياز 10 امتار صعودا في وقت طويل وكنت متلهفا بقلق كبير للقمة، واذكر ان اخر 50 مترا احتاجت الى 5 ساعات لاجتيازها، نظرا لكونها المرحلة الاصعب والتي اشتهرت بالقضاء على اغلب المتسلقين بسبب شدة انحدارها.

واخيرا وصلت الي القمة عند الحادية عشرة والنصف صباحا بتوقيت نيبال، وكان الجو عاصفا وغائما، ثم بدأ الثلج يتساقط منذرا بهبوب عاصفة ثلجية، فما كان مني الا ان اخرجت علم وطني الكويت وهو العلم الذي رافقني في كل رحلات تسلقي الجبال ورفعته للحظات فوق القمة، وبدأت اسلم على بعض المتسلقين الذين وصلوا تباعا الى القمة.

* سنام الجمل

* كم بقيت فوق القمة؟

ـ عشر دقائق بالضبط، وكانت اشبه بتلة صغيرة، كأنها سنام جمل، واثرت النزول بهذه السرعة خوفا من حدوث تغيرات غريبة في الطقس يمكن ان تودي بحياة كل من على القمة.

* وهل كان نزول الجبل اسهل من صعوده؟

ـ لا انما كان اسرع، فخلال 7 أيام وصلت الى الارض، ووجدت نادي هيمالايا قد اعد للمتسلقين احتفالا لمناسبة احرازهم النجاح، وعندما ذهبنا الى كاتماندو عاصمة نيبال وجدنا الاحتفالات قائمة في ارجاء المدينة بمناسبة اليوبيل الذهبي لذكرى تسلق اول رجل قمة افريست وهو النيوزيلندي السير هيلاري بمساندة الحملة الملكية البريطانية.

* تكاليف التسلق

* كم بلغت كلفة تسلق قمة افريست؟

ـ 100 ألف دولار اميركي خصصت حوالي 70 ألف دولار منها كرسوم للتسلق، بينما ذهبت الـ 30 ألفاً الباقية لشراء مستلزمات التسلق وتذاكر السفر والاقامة في نيبال.

* وما هي اهدافك بعد انتهائك من تسلق جبل افريست؟

ـ انشاء ناد عربي للمتسلقين، لتشجيع هواة تسلق الجبال العرب على بلوغ القمم العالمية، لان عدد الاشخاص الذين استطاعوا تحقيق هذا الانجاز هم فقط 100 شخص

رابط هذا التعليق
شارك

جميــــل ... أن تذكر الأسماء العربيه في عتبات التاريخ .. وموسوعاته ...

شكرا لك أخي الفاضل ...

نقل رائع .. من قلم أروع ...

ننتـــظر الكثير ...

تحياتي ..

رابط هذا التعليق
شارك

من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق

ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل



سجل دخولك الان