الرواية العصرية (لمعلقة عمرو بن كلثوم التغلبي)


Recommended Posts

الرواية العصرية

لمعلقة عمرو بن كلثوم التغلبي

إكتشفت أمريكا قبر الشاعر الجاهلي عمرو بن

كلثــوم التغــلبي ، فأخـذوا خلية من رفــاته ، وبعد

أن تمـت عملـية استنساخه واستـوى رجـلاً ، كان

لا بد أن يقــول معلـقـتـه الشهيرة ، فقـالها ، ولكن

بلسان حــاله كشاعر عـربي مسلم ، في زمن آل

فيه حال الشعر والـعروبة والإسلام إلى ما نرى .

( ألا هُـبـّي بـصـحـنـكِ فـاصـبـحـيـنا )

وحـيــّي أهـــل ودِّكِ يــا ظـَـعــيــنــــا

وهـاتــي كــل وُجــدِكِ مــن عُــقـــار ٍ

تُـقَـطـِّبُ عـنـد لـذعـتـهـا الجــبـيـنـــا

إذا سطـعتْ أنـوفَ الشَّــربِ خَــــــرّوا

عـلــى حُـــرِّ الـوجـوه مُـصَـــرَّعـيـنـــا

لـعــلَّ أوارَهــا يـســطـو عـمـيــقـــــاً

فـيُـسلي الصبَّ ، أو يُنسي الحــزينا

(صـبـنـتِ الـكـأس عـنـّا أمَّ عـمـرو ) ٍ

ولا لــومٌ إذا لــم تَــصــبَــحــيــنــــــــا

فــإنــي إذ تــوسَّــمـتُ الـــنّــــَدامـى

رأيـتُ وجـــوه خَــلْـــق ٍ مُـنــكَــريـنـــا

وقـد أرعـيـتـُهـم بـصـري وسـمـعـــي

فـلا اللبـسَ ارتـضـيتُ ، ولا الـرَّطـيـنـا

وقـال البعـضُ : هـم عَـرَبٌ قــحـــــاحٌ

وقـال البعـضُ : بـل هـم مـسـلمـونـا

وذانِـــكَ تُـهـمـتــــانِ ، فـلـم أوجـِّــــهْ

لــهــم لــغـــةً ، ولا آنـســتُ ديــنـــا

وذكّـــرنــي شـــبـاب الـدهـــر دهـــرٌ

عـجـــوزٌ ، غــابــرٌ فـي الـغــابـريـنــــا

ولــكــــن مــا أقــــولُ ومــــــــا أداري

لأنـت مـصـــــــرّةٌ أن تُـحـرجـيـــنــا ؟!

وعـلـمـي تـغـلـبٌ فـنـيـتْ ، وبـَــكـــرٌ

فـكـيـف لـعَـمْـرُ خـالـقــــــنـا حـيـيـنـا

وكـنـا قـبــلُ لــم نــؤمـن بـبـعـــــــثٍ

ولــم نَــكُ بـالـتـنــاســخ مـؤمـنـيــنـا

أراد الأولـــــون فــمــا اســتـطــاعــوا

لـنـا خُــلـداً كـمــا قــد تـعـلـمـيـنـــــا

( بــأنـّـا نـــورد الــــرايـــاتِ بـيـــضــــاً

ونُـــصـدرهــنّ حُــمـراً قــد رويــنــــا )

ونــشــربـُـهــا ...لــهـــا أرجٌ ونــــــورٌ

وإشــفــافٌ كـمــا إذ تَـبـسِــمـيـنـــــا

ونـمـنــع مـا نـشــاءُ إذا غـضـبـنـــــا

ونـمـنــح مـا نـشــاء إذا رضـــيـنــــا

ونَـحـمِـلُ فـوق ضُـمــّـرَ ســابـحــــاتٍ

إذا أوجـســن غـضـبـتـنــا ضَــريــنــــا

عـلـيـنــا كـلُّ ســابـغــةٍ تُـمــاهــــي

لـُـعـابَ الشمـس ، مُـحكـمةً وَضـيـنـا

وفـي أيـمــانـنــا شُــطُــبٌ ظِــمـــــاءٌ

تـُـقــاوي الـكَــفَّ أو تَـــردُ الــوَتـيــنـــا

وسُــمــرٌ لـهــذَمــيّـــــاتٌ عَــــــــوالٍ

نـَـصـبـنــا فـي أزجَّــتِــها الـمَـنـــونـــا

وأقـــــواسٌ مُــــــوَتـَّــــــرةٌ صِــــــلابٌ

يـكــاد يـكـــون مُـرسَــلـُهــا أذيــنـــــا

ومـا أكـلــت سـبـاعُ الـطـيــر مــنّـــــا

ولا رتـعـــت وحـــوشُ الأرض فــيــنــا

كـــذلـك فــي ذُرى الـعــلـيــاء كُــنّـــا

وشــــئــنــا لـلــعــروبــةِ أن تــكــونــا

وجــــــاء الله بــالإســـــــــــــلام ردءاً

لــعــزّتــنــا ، وقـــوم ٍ أعــقــبــــونــــا

فأ ُلـبـِسْـنـا مـن الـتــقـــوى جَــــلالاً

وأخـــلاقــــاً بَــهـــرن الـعــالـمــيــنــا

إلـى عــزم ٍ عُــروبـيٍّ ، أشَـــــظـّـَتْ

قُــــواهُ بــقــــوةِ الإيــمــــان فـيـــنــا

فـقـلـنـا : يـافـجــاجَ الأرض ِ كــونـــي

فـكـانـت مـثــلـمــا قـلــنـا وشــيــنــا

وجـاء الـشـرقُ يحــدو الغــربَ حــدواً

وقـــالا : قـــد أتــيـنــا طــائــعــيــنـــا

قـصَــرنـا شـأوَ قـيـصـرَ ، ثـم عُـجْــنــا

لـنكـسـرَ بـأسَ كـسـرى عـامـديــنــا

وسُــدنـا الأرضَ ، أحـبـاشـاً وفُـرســاً

وأنــدلُــســاً وإفــرنــجـــاً وصـــيـــنـــا

وســار الـدهــرُ ، لا خَـبَـبـاً ، ولــكـــن

كمـا إذ تُـلـجـمُ الشَّـكِـسَ الـحَــرونــا

قـــرونــاً جَــمَّـــةً .. ثــم انـتـشــيـنــا

فــأ ُبـْـدِلـْـنــا بــجُـمّــتــنــا (قُـرونـا) .

*** ***

ألا فــلــيــعــلــم الأقــــــــوام أنـّــــــا

تـضــعــضـعــنــا ، وأنــّا قـد ونـيــنـــــا

فـصــرنــا نــرفــع الـرايـــاتِ بـيــضــــاً

نـِـظـافـاً ، قـد غُـســِلـن وقـد كُـويـنـا

وصـرنــا نـخـفــضُ الــهــامـــــاتِ ذلاّ ً

ونـنـصـبُ عـرضـنـا لـلـمُــهـدِفــيــنـــا

فـمن نكـبٍ ، إلـى نكـس ٍ ، وعُـــدّي

مَــجــــازرَ مــــا ثُــــؤرنَ ولا وُديــنـــــا

إلـى كَـفـر ٍ ، إلـى ديــر ٍ ، و بــحــــر ٍ

دمـــــــاءٌ لـــــــــذةٌ لـلـشــــــاربـيـنـا

إلـى حـــرم الـخـلـيـل ومَـن أبـيـــدوا

هـنــالـك راكــعـيـن وســاجــديــنــــا

إلــى صــبـرا ، وشــاتـيـلا ، وقـــانـــا

و رام الله ... ولا تـنـسـيْ جِــنــيــنــا

مـتـى تُـنـقَــلْ رحــى قــوم ٍ إلــيـنــا

نـكــون بـهــا الـحـمـيـر الـــدائــريـنــا

نـــدور بـهــا .. تـــدور بـنــا عـلـيــنـــا

فــمـفـعــولــون نـحـن وفــاعــلــونـــا

يـكـون ثــفـالُـهـا مـا شــئـتِ قُــطــراً

فـمــا امـتــدت بـلاد الـمـسـلـمـيـنــا

سُـلـبـنـا القـدسَ ( قد علمت معَـدٌّ )

وإحـدى الـضـفــتـيـن وطـورَ ســيـنــا

وضـــيّــعــنـا جَــنــوب الــعــز هـــدراً

وجَــــولان الإبـــا واســـكـنــدرونــــــا

( وإن غـــــــداً وإن الــيــــوم رهـــــنٌ

و بــعـــدَ غـــد ٍ بـمــا لا تـعـلـمـيـنـا )

ورثـنــا الـمـجــد ، لـكـن لـلـتـبـاهـي

ونــعــم الإرثُ ، بـئــس الــوارثـــونـــا

فـنــحـن الـصــامـتــــون إذا أ ُهِــنّــــا

ونـــحـــن الــصــابـــرون إذا أذيـــنــــا

ونــحــن الــخــانــعــون إذا ظُـلـمــنــا

ونــحــن الــظــالـمـــون إذا ولـيــنـــــا

( ونـحـن إذا عـمــاد الـحـَـيِّ خَـــــرََّتْ

عـلـى الأحـفـاض ) مـن هـلـع ٍ خـ ....

إذا حَـمـيَ الـوطـيـس بـنـا ، بـَـرَدنـــا

وإن بَــرَد الــوطـيـس بـنـا ، حَـمـيـنــا

ويـشــربُ غـيـرُنــا صَــفــواً قَـــراحـــاً

ونـشــربُ وحــدنــا كـــدراً وطــيــنـــا

وفـي فــتــح الـقــنـانـي والــجــواري

أشــاوسُ مُـعــلِـمـيــن مُـــجــرّبـيـنــا

وفـي فــتـح الـحــروبِ ، نـكـون أيـضـاً

بـمــعــنـىً أو بــآخــر فــاتــحــيـــنـــا

فـنـحن – ولا شماتـة – أهـلُ عُـجـبٍ

عـلــى أنــّـا تـنــابــلُ مُــقــعَــدونـــــا

عشقنا (الفَوْقَ) فوق العشق ،حتى

كــــأن الــفــوقَ إرثُ أبـــي أبــيـــنـــا

فـنـحـلـم فــوق أحــلام الـكُـســالـى

ونـعـجَـز فــوق عـجــز الـعـاجــزيــنـــا

ونـكـذبُ فــوق كــذب الـنـاس طُــــرّاً

( ونـجـهـلُ فــوق جـهل الجـاهـلينا )

ونصعدُ فــوق ، نهبطُ فـوق ، نمـشي

اخـتـيـالاً فــوقَ تـحـتِ الــواطـئــيــنــا

وكـل أمـــورنــا فــي الـقـــــول فــوقٌ

و واقــعُــنــا لأســفـل ِ ســافـلـيـنــــا

( مـتــى نَـعــقِـدْ قـَريـنــتـنـا بـحـبــل ٍ

تَـجـُـذُّ الحـبـلَ ، أو تَـقِـصُ الـقَـريـنـا (

( و قـد هـرّت كـلابُ الـحـَيِّ مـنــّــا )

لأن طــبــاعَــهــا أ ُدرجْـــنَ فــيــنــــا

فـكـم ذا قــد ســرقـنـا بـيـتَ مـــــالٍ

وخُـنــّا الـعـهـد أو خُـنــّـا الـيـمـيــنـــا

وكــم ذا قــد ولَـغــنــا فــي دمـــــاءٍ

زواكــيَ ، أو عـضـضـنـا مَـن يـلــيـنــا

و يـنـبـح أيُّ كـلــبٍ حــيــن يـــــؤذى

ونـــؤذى حــيـن يـنـبـحُ حــاكــمــونــا

وأمّـــــا بـالـشــعــوب فــلــم نــفــرِّط

و كـنـا فـي الـعـدالــة مُــفــرطــيــنــا

مــلأنــا الــجــوّ أجــهــزةَ الــتـــقــاطٍ

و وجـــهَ الأرض ِ كُـلّـَــه مُـخــبـريــنــا

وكـــل مُـــــواطــن ٍ ذكــــراً وأنــثـــى

نَـصــبـنــا تـحــت شــاربـهِ كَـمـيــنـــا

وإن نـبـســوا فـليـس لـهـم صَــريــخٌ

مـن الـبـلـوى ، ولا هـم يُـنـقـَـذونــــا

صَــرفـنـا عـنـهـمُ الأســمـاع قـصــداً

وأذكـيـنـا الـمَـراصـــد والــعــيـــونــــا

ومـــا مــن أســــرةٍ إلاّ وفــــيـــهـــــا

لــنــا بـعــضُ ( الـكـرام الـكـاتـبـيـنـا )

نـحــلـلُ صــمـتَـهـم والـفـكـرَ ، لا بـل

نـصــور مـنــهــمُ حـتـى الـظـنـــونـــا

نـتــرجـم عـنـهـمُ الأنـفــاسَ ، نـصـّـاً

صـــريـحــاً ، والـتــوجُّــعَ والأنــيـــنـــا

فـنــحـنُ مـتـرجـمـون عـلـى اقـتـدار ٍ

ونــحــن مــحــلـلــون مـصــــوِّرونـــــا

ومــن أنـــّا بـثـثـنـا ( الأمـن ) فـيـهم

نـلــقَّــبُ عـنــدهــم بـالـمـؤمـنـيــنــا

نــزيـد مـقـاسَ نعـل ِ من استـضـفـنا

ونُـكـسِـبُ قــدره نـقــصــاً مُـشـيـنــا

و يـمـكـثُ فـي ضـيـافـــتـنـا مُـهــانــاً

لـيـالـيَ ، أو شــهـوراً ، أو ســنـيــنــا

وحـيـن يـكـون لـم يـخـطــئ بــتــاتــاً

نــقــول لــه : اشـــتـبـاهٌ ، آسِــفـونـا

تــألـفــنــا الـشــعــوب بـكــل هــــذا

فــهـــم – دَعْ ما يـقـال – مُـدَلـّلـونـــا

فـجـعـنـاهــم ضـجـعـنـاهــم فــذلـّـوا

أجـعـنـاهــم ، وهــاهـم يـتـبـعــونــــا

وصـــادرنــا حـنـاجــــرهــم ، فـهــيّــا

اسـألـوهـم إن يـكـونـوا يَـنـطــقــونــا

و أخـلـيـنــا أكـُــفّـَـهـمُ ، لــكــيــمــــا

إذا خـطــب الـزعـيــم يُــصـفِّـقــونــــا

و هــــذي نــبــذةٌ مــمّــا لـــديـــنــــا

و هـــذا بـعــضُ حــق مــواطـنــيــنــا

ديــمــقــراطـيــةٌ لا شــك فــيـــهـــا

سَــلـوا عـنّا الـمـقــابـر والـسـجـونـا 0

*** ***

فــنــحــنُ ، ولا أكــــــرر ( نـحـنُ ) إلاّ

لأصــرفَ عـن مَـثـالـبـنـا الـعــيــونــــا

مـلــكـنـا كـل أســبــاب الـمـعــالــي

ولــم نـبـلـــــغ كــعـــاب الأرذلــيــنــا

و يُـرهـبـنـا الــدجـاج إذا يـُـقــاقـــــي

و فـي الإرهــاب نـحـن مـصـنّـَفـونـــا

لـنـا فـي الـغـــــرب أرصـــدةٌ كــبـــارٌ

و مـثـقــلــةٌ كــــواهــلُـنــا ديـــونـــــا

رَصــدنــاهـا لـيــوم الـديــن ذخــــــراً

فــنـحــن الآن لا نــحــتــــاج ديـــنـــا

و بـعـضُ مـلــوكـنـا فُـطِـمـوا حـديـثــاً

و بـعــضٌ لــم يــزالــوا يــَرضــعـــونــا

و بـعــضٌ عـاصــروا لـبَـــداً وعـــــــاداً

فــعــادوا مُـهــتـريــن مُـخـــرِّفـيـنـــــا

ســلـيـمـانـيــةٌ لـهــمُ حــظـــــــــوظٌ

فـقــد مـاتــوا وهــاهـــم يَـحـكـمـونـا

دعـا إبليـسُ ، فـانـسـحـبت علـيـهـم

فـهـم لا شـك بـعـضُ الـمُـنـظَــريـنـــا

تــعــــــوّدنــا نـســـيـر مــتـــى أرادوا

و نـهـذر فـي الـشــوارع : عـائــدونــا

و نـــــدري أنــــه كـــذبٌ ، و لــكــــن

إذا قــلــنــا الـحـقـيـقــة أعــدمــونـــا

و هـذا الـفـيـلـم مـذ خـمسين عـاماً

فــمــا عُــدنــا ولا هـــم يـحــزنــونـــا

لـــذا أعـــداؤنــا هـــابــوا حِــمــــانـــا

و جُــنّــوا مـن مـخــافـتــنــا جُـنــونــا

فـهـم مـن خــوفـهــم مـنـّا تــراهـــم

بــــلا وعـــي ٍ إلــيــنــا يــزحـفــونــــا

و نـحــن تـنـجُّـسـاً مـنـهــم هــربـنــا

و هِـمـنـا فـي الـشـتـات مُـشـرديـنـا

فـصــاروا هــم أ ُلـــوا وطـــــن ٍ ودار ٍ

و صــرنـا نـحـن عـنـدهــمُ ( بــدونـا (

و أحـــرزنــــا كــرامــتــنــا اكــتــفـــاءً

بـبـعــض مــخـيــمــات الـلاّجـئـيـنــــا

و مـــا كــنــا بــحــمــد الله بُــكــمـــاً

و لـكـــن قــــالـةً ... مـتــكــلــمــيـنـا

نـطـاعـنـهـم بـشـجـبٍ واحـتـجــــاج ٍ

إذا فــتـكـوا بـنـــا فــتـكــاً مــهــيــنــا

وإن غــــدروا بــنــا أو هــاجــمـــونـــا

خــرجـنـا فـي الـفـضــاء مـنــدِّديــنــا

و نــرفــضُ ثــم نــرفــضُ لا نُـبــالــي

إذا مــا جــرّبـــوا أن يــقــصـــفــونــــا

و كــم يــومـــاً تــكـاتـفــنــا ألـــوفــــاً

و ســرنـا ضــدهـم مـتـــظــاهــريـنــا

و زلــزلــنـا مـضــاجـعـهــم بـقــصــفٍ

عـنـيــفٍ مـن هـتــافِ مُـنــاضــلـيـنــا

و مـا هــذا فـقـط ، لا بـل شــجـبـنــا

مَـجـــازرهـم ، و قـلـنـا مـجــرمــونـــا

فـضحـنـاهـم عـلى الأشـهـاد ، لـكن

تــبـيـّــنَ أنــهـــم لا يــخــجــلــــونـــا

سَــحــقـنـا أنـــف أمـريــكـا جــهـــاراً

بــهـــمّــةِ قـــادةٍ مــتــــأمــركــيــنـــا

و كـل الـغـرب إن طـــاروا وحَـــطّــــوا

فــهـــم بــإزائــنـــا مــتــخــلــفــونـــا

ســبـقـنـاهـم بـكـل مـجـال سَــبـق ٍ

فــنــحـن الـســابـقــون الأولــــونـــــا

إذا جــــاءوا بــإنـــجــــاز ٍ ، أتــيـــنــــا

بـــأكــبــرَ مــنــه ، لا مــتــكــلــفـيـنـا

إذا هــم أطــلـقــوا قــمــراً جـــديـــداً

إلـى الـمــريـخ ، أطـلـقـنـا الـذقــونـــا

و إن صـنـعـوا صـواريـخـاً ، صـنـعـنـــــا

الـتـمـاثـيـل الـضـخـام لـحـاكـمـيـنــــا

وإن هــم طــوّروا يــــوماً ســـلاحـــــاً

دعــونــاهـم إلـى الـتـجــريـب فـيـنــا

وإن فــخـروا بـحـاضـرهـم ، فــخـَرنـــا

بــتـــلٍّ مـن عــظـــام الــمـيـتــيــنـــا

وإن نـحـن اشـتـهـيـنـا الـقـتـل يـومــاً

نـجــيء بـهــم لـكــيـمـا يَـقــتـلــونــا

فـهـم قـــومٌ – ولا أخـفــيـكِ سِـــرّ اً ،

لـعـمـري – قــاتـلــون مُـهــذّبـــونــــا

و لـيـسوا مـثـلـنـا جــافـيـن حـمـقى

و لــكـن يـَقـتــلــون و يــأســفــونــــا

لـطــيــاراتــهــم شــــأنٌ عــجــيـــبٌ

بـــهــا يُــحــيــونـنــا و يُـمـــوِّتـــونــــا

فـتُــمـطِــرنــا صـــواريــخــــاً ثـــقـــالاً

و أكــيــاســاً مــُــمَـــــلأةً طـحــيــنــا

ولا إبـلـيـسُ يُـحــسِــنُ مــثـــل هـذا

و مــهــمــا كــان مَــكّــــاراً لَــعــيـنــا

فــنـحــن الأســـويــاء بـكـــل حــــال ٍ

و لـيــس الــغــــرب أولاد الـلـــذيـنـــا

و نـحــن الأقـــويــاء ، و دعــكِ مــمّــا

تَــرَيـنـهُ مـن صـفـاتِ الـجُـبـن ِ فـيـنـا

و نـحــن الأغـنـيــاءُ ، وإن يـكــونـــــوا

بـمــلــيــاراتــــنـــا يـَــتــصــرفــونـــــا

و نـحـن الأذكــيــاء ، و قـد ضَـحـكـنــا

عـلـى الـنـفَـر الـيـهــود الـمُـفـتـريـنـا

صَــدَرنـا عـن فـلسطين ٍ بـ (فـلسـٍـ )

و أعـطـيـنـا بـني صـهـيـون ( ـطينـا )

و هــــؤلاء نـحـن ، ولـيـس فـخــــــراً

بنا قــرَّت عـيــون الـشــامـتـيــنـــا

لـنــا وجـهــانِ ، وجـــهٌ عـبـقــــــريٌّ

جَــلَــوتُ جــمـالـــه لـلــنــاظــريــنـــا

و وجــهٌ لـســـت أذكــــره ، لأنــــــي

رَحِــمـتُ الـشِّـعـرَ أن يـنـحَــطّ دونــــا

*** ***

اسـكـتـي يـا هــذه ، مـا نـحـــــن إلاّ

ذبــــابٌ يَـمــــلأ الــدنـيــا طــنــيــنـــا

حُـــدَيـّا الناس إن وَجــدوا – جميعاً –

لـنــا شَـــبَـهـاً بـجـنـس الآدَمـيـنـــا .

~~~~

إبراهيم الأسود

رابط هذا التعليق
شارك

من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق

ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل



سجل دخولك الان