ققح أون لاين

المتميزين
  • عدد المشاركات

    297
  • تاريخ الانضمام

  • تاريخ اخر زياره

كل منشورات العضو ققح أون لاين

  1. اخي المنفهق كم هم الذين يزورون المنتدى ثم يغيبون لا نريد ان تكون واحد منهم هلا وغلا ومرحبا والشرف لنا
  2. لا املك تعليق سوى انك رائع اخي سائق ليموزين وفقك الله
  3. مرحبا سؤالي **** ما هي المنتديات التي تعتلي القمه في منطقة سدير بدون مجامله او تحيز (( وماهو السبب ؟؟ )) *** هل تعتقد ان منتديات مدينة حرمه سوف تدوم لسنوات طويله ام هي طفره وفقاعة صابون *** اذا افترضنا ان 20 % من سكان حرمه واهلها يستخدمون الانتر نت .. في اعتقادك كيف يمكن جذبهم لمنتديات حرمه للمشاركه هنا وترسيخ مفهوم اليد والقلب الواحد تمنياتي لك بالتوفيق
  4. هلا وغلا بالغالي بين كل الغالين وههذا المنتدى ما يجمع الا الغالين والاحبه سعداء بوجودك يا هلابك والله
  5. (( 6 )) د. يوسف القرضاوي الغناء في الإسلام ما حكم الإسلام في الغناء والموسيقى؟ سؤال يتردد على ألسنة كثيرين في مجالات مختلفة وأحيان شتى. سؤال اختلف جمهور المسلمين اليوم في الإجابة عليه، واختلف سلوكهم تبعاً لاختلاف أجوبتهم، فمنهم من يفتح أذنيه لكل نوع من أنواع الغناء، ولكل لون من ألوان الموسيقى مدعياً أن ذلك خلال طيب من طيبات الحياة التي أباح الله لعباده. ومنهم من يغلق الراديو أو يغلق أذنيه عند سماع أية أغنية قائلاً: إن الغناء مزمار الشيطان، ولهو الحديث ويصد عن ذكر الله وعن الصلاة وبخاصة إذا كان المغِّنى امرأة، فالمرأة ـ عندهم ـ صوتها عورة بغير الغناء، فكيف بالغناء؟ ويستدلون لذلك بآيات وأحاديث وأقوال. ومن هؤلاء من يرفض أي نوع من أنواع الموسيقى، حتى المصاحبة لمقدمات نشرات الأخبار. ووقف فريق ثالث متردداً بين الفريقين؛ ينحاز إلى هؤلاء تارة، وإلى أولئك طوراً، ينتظر القول الفصل والجواب الشافي من علماء الإسلام في هذا الموضوع الخطير، الذي يتعلق بعواطف الناس وحياتهم اليومية، وخصوصاً بعد أن دخلت الإذاعة ـ المسموعة والمرئية ـ على الناس بيوتهم، بجدها وهزلها، وجذبت إليها أسماعهم بأغانيها وموسيقاها طوعا وكرها. والغناء بآلة ـ أي مع الموسيقى ـ ويغير آلة: مسألة ثار فيها الجدل والكلام بين علماء الإسلام منذ العصور الأولى، فاتفقوا في مواضع واختلفوا في أخرى. اتفقوا على تحريم كل غناء يشتمل على فحش أو فسق أو تحريض على معصية، إذ الغناء ليس إلا كلاماً، فحسه حسن، وقبيحه قبيح، وكل قول يشتمل على حرام فهو حرام، فما بالك إذا اجتمع له الوزن والنغم والتأثير؟ واتفقوا على إباحة ما خلا من ذلك من الغناء الفطري الخالي من الآلآت والإثارة، وذلك في مواطن السرور المشروعة، كالعرس وقدوم الغائب، وأيام الأعياد، ونحوها بشرط ألا يكون المغنى امرأة في حضرة أجانب منها. وقد وردت في ذلك نصوص صريحة ـ سنذكرها فيما بعد. اختلفوا فيما عدا ذلك اختلافاً بيناً: فمنهم من أجاز كل غناء بآلة وبغير آلة، بل اعتبره مستحباً، ومنهم من منعه بآلة وأجازه بغير آلة، ومنهم من منعه منعاً باتاً بآلة وبغير آلة، وعده حراماً، بل ربما ارتقى به إلى درجة الكبيرة. ولأهمية الموضوع نرى لزاما علينا أن نفصل فيه بعض التفصيل، ونلقى عليه أضواء كاشفة لجوانبه المختلفة، وحتى يتبين المسلم الحلال فيه من الحرام، متبعاً للدليل الناصع، لا مقلداً قول قائل، وبذلك يكون على بينة من أمره، وبصيرة من دينه. الأصل في الأشياء والإباحة: قرر علماء الإسلام أن الأصل في الأشياء الإباحة لقوله تعالى: (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً) (سورة البقرة/29)، ولا تحريم إلا بنص صحيح صريح من كتاب الله تعالى، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أو إجماع ثابت متيقن، فإذا لم يرد نص ولا إجماع. أو ورد نص صريح غير صحيح، أو صحيح غير صريح، بتحريم شئ من الأشياء، لم يؤثر ذلك في حله، وبقى في دائرة العفو الواسعة، قال تعالى: (وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه) (سورة الأنعام/ 119). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو، فاقبلوا من الله عافيته، فإن الله لم يكن لينْسى شيئاً"، وتلا: (وما كان ربك نسياً) (سورة مريم/ 64) رواه الحاكم عن أبي الدرداء وصححه، وأخرجه البزار. وقال: "إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدوداً فلا تعتدوها، وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها" أخرجه الدار قطني عن أبي ثعلبة الخشني. وحسنه الحافظ أبو بكر السمعاني في أماليه، والنووى في الأربعين. وإذا كانت هذه هي القاعدة فما هي النصوص والأدلة التي استند إليها القائلون بتحريم الغناء، وما موقف المجيزين منها؟ أدلة المحرمين للغناء ومناقشتها: أ_ استدل المحرمون بما روى عن ابن مسعود وابن عباس وبعض التابعين: أنهم حرموا الغناء محتجين بقول الله تعالى: (ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين) (سورة لقمان/ 6) وفسروا لَهْو الحديث بالغناء. قال ابن حزم: ولا حجة في هذا لوجوه: أحدها: أنه لا حجة لأحد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم. والثاني: أنه قد خالفهم غيرهم من الصحابة والتابعين. والثالث: أن بعض الآية يبطل احتجاجهم بها؛ لأن الآية فيها: (ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا) وهذه صفة من فعلها كان كافراً بلا خلاف، إذ اتخذ سبيل الله هزوا. ولو أن امرأ اشترى مصحفاً ليضل به عن سبيل الله ويتخذه هزوا لكان كافراً! فهذا هو الذي ذم الله تعالى، وما ذم قط عز وجل من اشترى لهو الحديث ليتلهى به ويروح نفسه لا ليضل عن سبيل الله تعالى. فبطل تعلقهم بقول كل من ذكرنا وكذلك من اشتغل عامداً عن الصلاة بقراءة القرآن أو بقراءة السنن، أو بحديث يتحدث به، أو بنظر في ماله أو بغناء أو بغير ذلك، فهو فاسق عاص لله تعالى، ومن لم يضيع شيئاً من الفرائض اشتغالاً بما ذكرنا فهو محسن1. أ ه‍. ب_ واستدلوا بقوله تعالى في مدح المؤمنين: (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه) (سورة القصص/55) والغناء من اللغو فوجب الإعراض عنه. ويجاب بأن الظاهر من الآية أن اللغو: سفه القول من السب والشتم ونحو ذلك، وبقية الآية تنطق بذلك. قال تعالى: (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين) (سورة القصص/ 55)، فهي شبيهة بقوله تعالى في وصف عباد الرحمن: (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) (سورة الفرقان/ 63). ولو سلمنا أن اللغو في الآية يشمل الغناء لوجدنا الآية تستحب الإعراض عن سماعه وتمدحه، وليس فيها ما يوجب ذلك. وكلمة اللغو ككلمة الباطل تعنى ما لا فائدة فيه، وسماع ما لا فائدة فيه ليس محرماً ما لم يضيع حقاً أو يشغل عن واجب. روى عن ابن جريج أنه كان يرخص في السماع فقيل له: أيؤتى به يوم القيامة في جملة حسناتك أو سيئاتك؟ فقال: لا في الحسنات ولا في السيئات؛ لأنه شبيه باللغو، قال تعالى: (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم) (سورة البقرة/225، سورة المائدة/ 89). قال الإمام الغزالي: (إذا كان ذكر اسم الله تعالى على الشيء على طريق القسم من غير عقد عليه ولا تصميم، والمخالفة فيه، مع أنه لا فائدة فيه، لا يؤاخذ به، فكيف يؤاخذ بالشعر والرقص؟!2. على أننا نقول: ليس كل غناء لغوا؛ إنه يأخذ حكمه وفق نية صاحبه، فالنية الصالحة تحيل اللهو قربة، والمزح طاعة، والنية الخبيثة تحبط العمل الذي ظاهره العبادة وباطنه الرياء: "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"3. ج‍_ واستدلوا بحديث: "كل لهو يلهو به المؤمن فهو باطل إلا ثلاثة: ملاعبة الرجل أهله، وتأديبه فرسه، ورميه عن قوسه" رواه أصحاب السنن الأربعة، وفيه اضطراب، والغناء خارج عن هذه الثلاثة. وأجاب المجوزون بضعف الحديث، ولو صح لما كان فيه حجة، فأن قوله: "فهو باطل" لا يدل على التحريم بل يدل على عدم الفائدة. فقد ورد عن أبي الدرداء قوله: إني لأستجم نفسي بالشيء من الباطل ليكون أقوى لها على الحق. على أن الحصر في الثلاثة غير مراد، فإن التلهي بالنظر إلى الحبشة وهم يرقصون في المسجد النبوي خارج عن تلك الأمور الثلاثة، وقد ثبت في الصحيح. ولاشك أن التفرج في البساتين وسماع أصوات الطيور، وأنواع المداعبات مما يلهو به الرجل، لا يحرم عليه شئ منها، وإن جاز وصفه بأنه باطل. د_ واستدلوا بالحديث الذي رواه البخاري ـ معلقا ـ عن أبي مالك أو أبي عامر الأشعرى ـ شك من الرواي ـ عن النبي عليه السلام قال: "ليكونن قوم من أمتي يستحلون الحر4 والحرير والخمر والمعازف". والمعازف: الملاهي، أو آلات العزف. والحديث وأن كان في صحيح البخاري، إلا أنه من "المعلقات" لا من "المسندات المتصلة" ولذلك رده ابن حزم لانقطاع سنده، ومع التعليق فقد قالوا: إن سنده ومتنه لم يسلما من الاضطراب، فسنده يدور على (هشام بن عمار)5 وقد ضعفه الكثيرون. ورغم ما في ثبوته من الكلام، ففي دلالته كلام آخر؛ إذ هو غير صريح في إفادة حرمة "المعازف" فكلمة "يستحلون" ـ كما ذكر ابن العربي ـ لها معنيان: أحدهما: يعتقدون أن ذلك حلال، والثاني: أن يكون مجازاً عن الاسترسال في استعمال تلك الأمور، إذ لو كان المقصود بالاستحلال: المعنى الحقيقي، لكان كفراً. ولو سلمنا بدلالتها على الحرمة لكان المعقول أن يستفاد منها تحريم المجموع، لا كل فرد منها، فإن الحديث في الواقع ينعى على أخلاق طائفة من الناس انغمسوا في الترف والليالي الحمراء وشرب الخمور. فهم بين خمر ونساء، ولهو وغناء، وخزّ وحرير، ولذا روى ابن ماجه هذا الحديث عن أبي مالك الأشعري بلفظ: "ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير"، وكذلك رواه ابن حيان في صحيحه. ه‍_ واستدلوا بحديث: "إن الله تعالى حرم القَيْنة (أي الجارية) وبيعها وثمنها، وتعليمها". والجواب عن ذلك: أولاً: أن الحديث ضعيف. ثانياً: قال الغزالي: المراد بالقينة الجارية التي تغني للرجال في مجلس الشرب، وغناء الأجنبية للفساق ومن يخاف عليهم الفتنة حرام، وهم لا يقصدون بالفتنة إلا ما هو محظور. فأما غناء الجارية لمالكها، فلا يفهم تحريمه من هذا الحديث. بل لغير مالكها سماعها عند عدم الفتنة، بدليل ما روى في الصحيحين من غناء الجاريتين في بيت عائشة رضي الله تعالى عنها. [الإحياء ص1148] وسيأتي. ثالثاً: كان هؤلاء القيان المغنيات يُكَوِّنَّ عنصراً هاماً من نظام الرقيق، الذي جاء الإسلام بتصفيته تدريجياً، فلم يكن يتفق وهذه الحكمة إقرار بقاء هذه الطبقة في المجتمع الإسلامي، فإذا جاء حديث بالنعي على امتلاك (القينة) وبيعها، والمنع منه، فذلك لهدم ركن من بناء "نظام الرق" العتيد. و_ واستدلوا بما روى نافع أن ابن عمر سمع صوت زمارة راع فوضع أصبعيه في أذنيه، وعدل راحلته عن الطريق، وهو يقول: يا نافع، أتسمع؟ فأقول: نعم، فيمضي، حتى قلت: لا. فرفع يده وعدل راحلته إلى الطريق وقال: "رأيت رسول الله يسمع زمارة راع فصنع مثل هذا" رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه. والحديث قال عنه أبو داود: حديث منكر. ولو صح لكان حجة على المحرمين لا لهم. فلو كان سماع المزمار حراما ما أباح النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمر سماعه، ولو كان عند ابن عمر حراماً ما أباح لنافع سماعه، ولأمر عليه السلام بمنع وتغيير هذا المنكر، فإقرار النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمر دليل على أنه حلال. وإنما تجنب عليه السلام سماعه كتجنّبه أكثر المباح من أمور الدنيا كتجنبه الأكل متكئاً وأن يبيت عنده دينار أو درهم...الخ. ز_ واستدلوا أيضاً بما روى: "إن الغناء ينبت النفاق في القلب" ولم يثبت هذا حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما ثبت قولاً لبعض الصحابة، فهو رأى لغير معصوم خالفه فيه غيره، فمن الناس من قال ـ وبخاصة الصوفية ـ إن الغناء يرقق القلب، ويبعث الحزن والندم على المعصية، ويهيج الشوق إلى الله تعالى، ولهذا اتخذوه وسيلة لتجديد نفوسهم، وتنشيط عزائمهم، وإثارة أشواقهم، قالوا: وهذا أمر لا يعرف إلا بالذوق والتجربة والممارسة، ومن ذوق عرف، وليس الخبر كالعيان. على أن الإمام الغزالي جعل حكم هذه الكلمة بالنسبة للمغنى لا للسامع، إذ كان غرض المغنى أن يعرض نفسه على غيره ويروج صوته عليه، ولا يزال ينافق ويتودد إلى الناس ليرغبوا في غنائه. ومع هذا قال الغزالي: وذلك لا يوجب تحريماً، فإن لبس الثياب الجميلة، وركوب الخيل المهملجة، وسائر أنواع الزينة، والتفاخر بالحرث والأنعام والزرع وغير ذلك، ينبت النفاق في القلب، ولا يطلق القول بتحريم ذلك كله، فليس السبب في ظهور النفاق في القلب المعاصي فقط، بل المباحات التي هي مواقع نظر الخلق أكثر تأثير [الإحياء ص1151]. ح_ واستدلوا على تحريم غناء المرأة خاصة، بما شاع عند الناس من أن صوت المرأة عورة. وليس هناك دليل ولا شبه دليل من دين الله على أن صوت المرأة عورة، وقد كان النساء يسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ملأ من أصحابه وكان الصحابة يذهبون إلى أمهات المؤمنين ويستفتونهن ويفتينهم ويحدثنهم، ولم يقل أحد: إن هذا من عائشة أو غيرها كشف لعورة يجب أن تستر. فإن قالوا: هذا في الحديث العادي لا في الغناء، قلنا: روى الصحيحان أن النبي سمع غناء الجاريتين ولم ينكر عليهما، وقال لأبي بكر: دعهما. وقد سمع ابن جعفر وغيره من الصحابة والتابعين الجواري يغنين. أدلة المجيزين للغناء: تلك هي أدلة المحرمين، وقد سقطت واحداً بعد الآخر، ولم يقف دليل منها على قدميه، وإذا انتفت أدلة التحريم بقى حكم الغناء على أصل الإباحة بلا شك، ولو لم يكن معنا نص أو دليل واحد على ذلك غير سقوط أدلة التحريم، فكيف ومعنا نصوص الإسلام الصحيحة الصريحة، وروحه السمحة، وقواعده العامة، ومبادئه الكلية؟ وهاك بيانها: أولاً: من حيث النصوص: استدلوا بعدد من الأحاديث الصحيحة، منها: حديث غناء الجاريتين في بيت النبي صلى الله عليه وسلم عند عائشة، وانتهار أبي بكر لهما، وقوله: مزمور الشيطان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يدل على أنهما لم تكونا صغيرتين كما زعم بعضهم، فلو صح ذلك لم تستحقا غضب أبي بكر إلى هذا الحد. والمعول عليه هنا هو رد النبي صلى الله عليه وسلم على أبي بكر رضى الله عنه وتعليله: أنه يريد أن يعلم اليهود أن في ديننا فسحة، وأنه بعث بحنيفية سمحة. وهو يدل على وجوب رعاية تحسين صورة الإسلام لدى الآخرين، وإظهار جانب اليسر والسماحة فيه. وقد روى البخاري وأحمد عن عائشة أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا عائشة، ما كان معهم من لهو؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو". وروى النسائي والحاكم وصححه عن عامر بن سعد قال: دخلت على قرظة بن كعب وأبي مسعود الأنصاري في عرس، وإذا جوار يغنين. فقلت: أي صاحَبْى رسول الله أهلَ بدر يفعل هذا عندكم؟! فقالا: اجلس إن شئت فاستمع معنا، وإن شئت فاذهب، فإنه قد رخص لنا اللهو عند العرس. وروى ابن حزم بسنده عن ابن سيرين: أن رجلا قدم المدينة بجوارٍ فأتى عبد الله بن جعفر فعرضهن عليه، فأمر جارية منهن فغنت، وابن عمر يسمع، فاشتراها ابن جعفر بعد مساومة، ثم جاء الرجل إلى ابن عمر فقال: يا أبا عبد الرحمن، غبنت بسبعمائة درهم! فأتى ابن عمر إلى عبد الله بن جعفر فقال له: إنه غبن بسبعمائة درهم، فإما أن تعطيها إياه، وإما أن ترد عليه بيعه، فقال: بل نعطيه إياها. قال ابن حزم: فهذا ابن عمر قد سمع الغناء وسعى في بيع المغنية، وهذا إسناد صحيح لا تلك الأسانيد الملفقة الموضوعة. واستدلوا بقوله تعالى: (وإذا رأوا تجارة أو لهو انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين) (سورة الجمعة/ 11). فقرن اللهو بالتجارة، ولم يذمهما إلا من حيث شغل الصحابة بهما ـ بمناسبة قدوم القافلة وضرب الدفوف فرحا بها ـ عن خطبة النبي صلى الله عليه وسلم، وتركه قائما. واستدلوا بما جاء عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم أنهم باشروا السماع بالفعل أو أقروه. وهم القوم يقتدي بهم فيهتدي. واستدلوا بما نقله غير واحد من الإجماع على إباحة السماع، كما سنذكره بعد. وثانياً: من حيث روح الإسلام وقواعده: أ_ لا شئ في الغناء إلا أنه من طيبات الدنيا التي تستلذها الأنفس، وتستطيبها العقول، وتستحسنها الفطر، وتشتهيها الأسماع، فهو لذة الأذن، كما أن الطعام الهنيء، لذة المعدة، والمنظر الجميل لذة العين، والرائحة الذكية لذة الشم...الخ، فهل الطيبات أي المستلذات حرام في الإسلام أم حلال؟ من المعروف أن الله تعالى كان قد حرم على بني إسرائيل بعض طيبات الدنيا عقوبة لهم على سوء ما صنعوا، كما قال تعالى: (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا. وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل) (سورة النساء/ 160-161)، فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم جعل عنوان رسالته في كتب الأولين (الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم) (سورة الأعراف/ 157). فلم يبق في الإسلام شئ طيب أي تستطيبه الأنفس والعقول السليمة إلا أحله الله، رحمة بهذه الأمة لعموم رسالتها وخلودها. قال تعالى: (يسألونك ماذا أحل الله لهم قل أحل لكم الطيبات) (سورة المائدة/ 4). ولم يبح الله لواحد من الناس أن يحرم على نفسه أو على غيره شيئا من الطيبات مما رزق الله مهما يكن صلاح نيته أو ابتغاء وجه الله فيه، فإن التحليل والتحريم من حق الله وحده، وليس من شأن عباده، قال تعالى: (قل أرأيتم ما أنزل اللهُ لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون) (سورة يونس/59) وجعل سبحانه تحريم ما أحله من الطيبات كإحلال ما حرم من المنكرات، كلاهما يجلب سخط الله وعذابه، ويردى صاحبه في هاوية الخسران المبين، والضلال البعيد، قال جل شأنه ينعى على من فعل ذلك من أهل الجاهلية: (قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين) (سورة الأنعام/ 140). ب_ ولو تأملنا لوجدنا حي الغناء والطرب للصوت الحسن يكاد غريزة إنسانية وفطرة بشرية، حتى إننا لنشاهد الصبي الرضيع في مهده يسكته الصوت الطيب عن بكائه، وتنصرف نفسه عما يبكيه إلى الإصغاء إليه ولذا تعودت الأمهات والمرضعات والمربيات الغناء للأطفال منذ زمن قديم، بل نقول: إن الطيور والبهائم تتأثر بحسن الصوت والنغمات الموزونة حتى قال الغزالي في الإحياء: (من لم يحركه السماع فهو ناقص مائل عن الاعتدال، بعيد عن الروحانية، زائد في غلظ الطبع وكثافته على الجمال والطيور وجميع البهائم، إذ الجمل مع بلادة طبعه يتأثر بالحداء تأثراً يستخف معه الأحمال الثقيلة، ويستقصر ـ لقوة نشاطه في سماعه ـ المسافات الطويلة، وينبعث فيه من النشاط ما يسكره ويولهه. فنرى الإبل إذا سمعت الحادي تمد أعناقها، وتصغي إليه ناصبة آذانها، وتسرع في سيرها، حتى تتزعزع عليها أحمالها ومحاملها). وإذا كان حب الغناء غريزة وفطرة فهل جاء الدين لمحاربة الغرائز والفطر والتنكيل بها؟ كلا، إنما جاء لتهذيبها والسمو بها، وتوجيهها التوجيه القويم، قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: إن الأنبياء قد بعثوا بتكميل الفطرة وتقريرها لا بتبديلها وتغييرها. ومصداق ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: "ما هذان اليومان؟" قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية: فقال عليه السلام: "إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر" رواه أحمد وأبو داود والنسائي. وقالت عائشة: "لقد رأيت النبي يسترني بردائه، وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد، حتى أكون أنا التي أسأمه ـ أي اللعب ـ فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو". وإذا كان الغناء لهواً ولعباً فليس اللهو واللعب حراماً، فالإنسان لا صبر له على الجد المطلق والصرامة الدائمة. قال النبي صلى الله عليه وسلم لحنظلة ـ حين ظن نفسه قد نافق لمداعبته زوجه وولده وتغير حاله في بيته عن حاله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ: "يا حنظلة، ساعة وساعة" رواه مسلم. وقال علي بن أبي طالب: روحوا القلوب ساعة بعد ساعة، فإن القلوب إذا أكرهت عميت. وقال كرم الله وجهه: إن القلوب تمل كما تمل الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكمة. وقال أبو الدرداء: إني لأستجم نفسي بالشيء من اللهو ليكون أقوى لها على الحق. وقد أجاب الإمام الغزالي عمن قال: إن الغناء لهو ولعب بقوله: (هو كذلك، ولكن الدنيا كلها لهو ولعب... وجميع المداعبة مع النساء لهو، إلا الحراثة التي هي سبب وجود الولد، كذلك المزح الذي لا فحش فيه حلال، نقل عن ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة. القائلون بإجازة الغناء: تلك هي الأدلة المبيحة للغناء من نصوص الإسلام وقواعده، فيها الكفاية كل الكفاية ولو لم يقل بموجبها قائل، ولم يذهب إلى ذلك فقيه، فكيف وقد قال بموجبها الكثيرون من صحابة وتابعين وأتباع وفقهاء؟ وحسبنا أن أهل المدينة ـ على ورعهم ـ والظاهرية ـ على حرفيتهم وتمسكهم بظواهر النصوص ـ والصوفية ـ على تشددهم وأخذهم بالعزائم دون الرخص ـ روى عنهم إباحة الغناء. قال الإمام الشوكانى في "نيل الأوطار": (ذهب أهل المدينة ومن وافقهم من علماء الظاهر، وجماعة الصوفية، إلى الترخيص في الغناء، ولو مع العود واليراع. وحكى الأستاذ أبو منصور البغدادي الشافعي في مؤلفه في السماع: أن عبد الله بن جعفر كان لا يرى بالغناء بأساً، ويصوغ الألحان لجواريه، ويسمعها منهن على أوتاره. وكان ذلك في زمن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه. وحكى الأستاذ المذكور مثل ذلك أيضاً عن القاضي شريح، وسعيد بن المسيب، وعطاء بن أبي رباح، والزهري، والشعبي). وقال إمام الحرمين في النهاية، وابن أبي الدنيا: (نقل الأثبات من المؤرخين: أن عبد الله بن الزبير كان جوار عوَّادات، وأن ابن عمر دخل إليه وإلى جنبه عود، فقال: ما هذا يا صاحب رسول الله؟ فناوله إياه، فتأمله ابن عمر فقال: هذا ميزان شامي؟ قال ابن الزبير: يوزن به العقول!). وروى الحافظ أبو محمد بن حزم في رسالة في السماع بسنده إلى ابن سيرين قال: (إن رجلا قدم المدينة بجوار فنزل على ابن عمر، وفيهن جارية تضرب. فجاء رجل فساومه، فلم يهو فيهن شيئا. قال: انطلق إلى رجل هو أمثل لك بيعا من هذا. قال: من هو؟ قال: عبد الله بن جعفر... فعرضهن عليه، فأمر جارية منهن، فقال لها: خذي العود، فأخذته، فغنت، فبايعه ثم جاء إلى ابن عمر...الخ. القصة). وروى صاحب "العقد" العلامة الأديب أبو عمر الأندلسي: أن عبد الله بن عمر دخل على ابن جعفر فوجد عنده جارية في حجرها عود، ثم قال لابن عمر: هل ترى بذلك بأساً؟ قال: لا بأس بهذا، وحكى الماوردي عن معاوية وعمرو بن العاص: أنهما سمعا العود عند ابن جعفر، وروى أبو الفرج الأصبهاني: أن حسان بن ثابت سمع من عزة الميلاء الغناء بالمزهر بشعر من شعره. وذكر أبو العباس المبرّد نحو ذلك. والمزهر عند أهل اللغة: العود. وذكر الأدفوي أن عمر بن عبد العزيز كان يسمع جواريه قبل الخلافة. ونقل ابن السمعاني الترخيص عن طاووس، ونقله ابن قتيبة وصاحب الإمتاع عن قاضى المدينة سعد ابن إبراهيم بن عبد الرحمن الزهري من التابعين. ونقله أبو يعلى الخليلي في الإرشاد عن عبد العزيز بن سملة الماجشون مفتى المدينة. هؤلاء جميعاً قالوا بتحليل السماع مع آلة من الآلآت المعروفة ـ أي آلات موسيقى ـ وأما مجرد الغناء من غير آلة فقال الأدفوى في الإمتاع: إن الغزالي في بعض تأليفه الفقهية نقل الاتفاق على حله، ونقل ابن طاهر إجماع الصحابة والتابعين عليه، ونقل التاج الفزاري وابن قتيبة إجماع أهل الحرمين عليه، ونقل ابن طاهر وابن قتيبة أيضاً إجماع أهل المدينة عليه، وقال الماوردي: لم يزل أهل الحجاز يرخصون فيه في أفضل أيام السنة المأمور فيها بالعبادة والذكر. وقال ابن النحوي في العمدة: وقد روى الغناء وسماعه عن جماعة من الصحابة والتابعين، فمن الصحابة عمر ـ كما رواه ابن عبد البر وغيره ـ وعثمان ـ كما نقله الماوردي وصاحب البيان والرافعي ـ وعبد الرحمن بن عوف ـ كما رواه ابن أبي شيبة ـ وأبو عبيدة بن الجراح ـ كما أخرجه البيهقي ـ وسعد بن أبي وقاص ـ كما أخرجه بن قتيبة ـ وأبو مسعود الأنصاري ـ كما أخرجه البيهقي ـ وبلال وعبد الله بن الأرقم وأسامة بن زيد ـ كما أخرجه البيهقي أيضاً ـ وحمزة كما في الصحيح ـ وابن عمر ـ كما أخرجه ابن طاهر ـ والبراء بن مالك ـ كما أخرجه أبو نعيم ـ وعبد الله بن جعفر ـ كما رواه ابن عبد البر ـ وعبد الله بن الزبير ـ كما نقل أبو طالب المكي ـ وحسان ـ كما رواه أبو الفرج الأصبهاني ـ وعبد الله بن عمرو ـ كما رواه الزبير بن بكار ـ وقرظة بن كعب ـ كما رواه ابن قتيبة ـ وخوات بن جيبر ورباح المعترف ـ كما أخرجه صاحب الأغاني ـ والمغيرة بن شعبة ـ كما حكاه أبو طالب المكي ـ وعمرو بن العاص ـ حكاه الماوردي ـ وعائشة والرُّبيّع ـ كما في صحيح البخاري وغيره. وأما التابعون فسعيد بن المسيب وسالم بن عبد الله بن عمر وابن حسان وخارجة بن زيد وشريح القاضي وسعيد بن جبير وعامر الشعبي وعبد الله بن أبي عتيق وعطاء بن أبي رباح ومحمد بن شهاب الزهري وعمر بن عبد العزيز وسعد بن إبراهيم الزهري. وأما تابعوهم فخلق لا يحصون منهم الأئمة الأربعة وابن عيينة وجمهور (الشافعية). انتهى كلام ابن النحوي. هذا كله ذكره الشوكاني في نيل الإطار [ج‍8/264-266]. قيود وشروط لا بد من مراعاتها: ولا ننسى أن نضيف إلى هذه الفتوى قيوداً لا بد من مراعاتها في سماع الغناء. 1- فقد أشرنا في أول البحث إلى أنه ليس كل غناء مباحاً، فلا بد أن يكون موضوعه متفقا مع أدب الإسلام وتعاليمه. فالأغنية التي تقول: "الدنيا سيجارة وكاس" مخالفة لتعاليم الإسلام الذي يجعل الخمر رجساً من عمل الشيطان ويلعن شارب "الكاس" عاصرها وبائعها وحاملها وكل من أعان فيها بعمل. والتدخين أيضاً آفة ليس وراءها إلا ضرر الجسم والنفس والمال. والأغاني التي تمدح الظلمة والطغاة والفسقة من الحكام الذين ابتليت بهم أمتنا، مخالفة لتعاليم الإسلام، الذي يلعن الظالمين، وكل من يعينهم، بل من يسكت عليهم، فكيف بمن يمجدهم؟!. والأغنية التي تمجد صاحب العيون الجريئة أو صاحبة العيون الجريئة أغنية تخالف أدب الإسلام الذي ينادي كتابه (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم... وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن) (سورة النور/ 30-31) ويقول صلى الله عليه وسلم: "يا علي، لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة. 2- ثم إن طريقة الأداء لها أهميتها، فقد يكون الموضوع لا بأس به ولا غبار عليه، ولكن طريقة المغني أو المغنية في أدائه بالتكسر في القول، وتعمد الإثارة، والقصد إلى إيقاظ الغرائز الهاجعة، وإغراء القلوب المريضة ـ ينقل الأغنية من دائرة الإباحة إلى دائرة الحرمة أو الشبهة أو الكراهة من مثل ما يذاع على الناس ويطلبه المستمعون والمستمعات من الأغاني التي تلح على جانب واحد، هو جانب الغريزة الجنسية وما يتصل بها من الحب والغرام، وأشغالها بكل أساليب الإثارة والتهيج، وخصوصاً لدى الشباب والشابات. إن القرآن يخاطب نساء النبي فيقول: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض). فكيف إذا كان مع الخضوع في القول الوزن والنغم والتطريب والتأثير؟!. 3- ومن ناحية ثالثة يجب ألا يقترن الغناء بشيء محرم، كشرب الخمر أو التبرج أو الاختلاط الماجن بين الرجال والنساء، بلا قيود ولا حدود، وهذا هو المألوف في مجالس الغناء والطرب من قديم. وهي الصورة الماثلة في الأذهان عندما يذكر الغناء، وبخاصة غناء الجواري والنساء. وهذا ما يدل عليه الحديث الذي رواه ابن ماجة وغيره: "ليشربن ناس من أمتي الخمر، يسمونها بغير اسمها، يعزف على رؤوسهم بالمعارف والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير". وأود أن أنبه هنا على قضية مهمة، وهي أن الاستماع إلى الغناء في الأزمنة الماضية كان يقتضي حضور مجلس الغناء، ومخالطة المغنين والمغنيات وحواشيهم، وقلما كانت تسلم هذه المجالس من أشياء ينكرها الشرع، ويكرهها الدين. أما اليوم فيستطيع المرء أن يستمع إلى الأغاني وهو بعيد عن أهلها ومجالسها، وهذا لا ريب عنصر مخفف في القضية، ويميل بها إلى جانب الإذن والتيسير. 4-هذا إلى أن الإنسان عاطفة فحسب، والعاطفة ليست حباً فقط، والحب لا يختص بالمرأة وحدها، والمرأة ليست جسداً وشهوة لا غير، لهذا يجب أن نقلّل من هذا السيل الغامر من الأغاني العاطفية الغرامية وأن يكون لدينا من أغانينا وبرامجنا وحياتنا كلها توزيع عادل، وموازنة مقسطة بين الدين والدنيا، وفي الدنيا بين الحق الفرد وحقوق المجتمع، وفي الفرد بين عقله وعاطفته، وفي مجال العاطفة بين عواطف الإنسانية كلها من حب وكره وغيرة وحماسة وأبوة وأمومة وبنوة وأخوة وصداقة... الخ فلكل عاطفة حقها. أما الغلو والإسراف والمبالغة في إبراز عاطفة خاصة فذلك على حساب العواطف الأخرى، وعلى حساب عقل الفرد وروحه وإرادته، وعلى حساب المجتمع وخصائصه ومقوماته، وعلى حساب الدين ومثله وتوجيهاته. إن الدين حرم الغلو والإسراف في كل شئ حتى في العبادة فما بالك بالإسراف في اللهو وشغل الوقت به ولو كان مباحاً؟! إن هذا دليل على فراغ العقل والقلب من الواجبات الكبيرة، والأهداف العظيمة، ودليل على إهدار حقوق كثيرة كان يجب أن تأخذ حظها من وقت الإنسان المحمود وعمره القصير، وما أصدق وأعمق ما قال ابن المقفع: (ما رأيت إسرافا إلا وبجانبه حق مضيع) وفي الحديث: "لا يكون العاقل ظاغنا إلا لثلاث: مرمة لمعاش، أو تزود لمعاد، أو لذة في غير محرم"، فلنقسم أوقاتنا بين هذه الثلاثة بالقسط ولنعلم إن الله سائل كل إنسان عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه؟ د_ وبعد هذا الإيضاح تبقى أشياء يكون كل مستمع فيها فقيه نفسه ومفتيها، فإذا كان الغناء أو نوع خاص منه يستشير غريزته، ويغريه بالفتنة، ويسبح به في شطحات الخيال، ويطغى فيه الجانب الحيواني على الجانب الروحاني، فعليه أن يتجنبه حينئذ، ويسد الباب الذي تهب منه رياح الفتنة على قلبه ودينه وخلقه فيستريح ويريح. تحذير من التساهل في إطلاق التحريم: ونختم بحثنا هذا بكلمة أخيرة نوجهها إلى السادة العلماء الذين يستخفون بكلمة "حرام" ويطلقون لها العنان في فتاواهم إذا أفتوا، وفي بحوثهم إذا كتبوا، عليهم أن يراقبوا الله في قولهم ويعلموا أن هذه الكلمة "حرام" كلمة خطيرة: إنها تعنى عقوبة الله على الفعل وهذا أمر لا يعرف بالتخمين ولا بموافقة المزاج، ولا بالأحاديث الضعيفة، ولا بمجرد النص عليه في كتاب قديم، إنما يعرف من نص ثابت صريح، أو إجماع معتبر صحيح، وإلا فدائرة العفو والإباحة واسعة، ولهم في السلف الصالح أسوة حسنة. قال الإمام مالك رضي الله عنه: ما شيء أشد علىّ من أن أسأل عن مسألة من الحلال والحرام؛ لأن هذا هو القطع في حكم الله، ولقد أدركت أهل العلم والفقه ببلدنا، وإن أحدهم إذا سئل عن مسألة كأن الموت أشرف عليه، ورأيت أهل زماننا هذا يشتهون الكلام في الفتيا، ولو وقفوا على ما يصيرون إليه غداً لقللوا من هذا، وإن عمر بن الخطاب وعليا وعامة خيار الصحابة كانت ترد عليهم المسائل ـ وهم خير القرون الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم ـ فكانوا يجمعون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويسألون، ثم حينئذ يفتون فيها، وأهل زماننا هذا قد صار فخرهم، فبقدر ذلك يفتح لهم من العلم قال: ولم يكن من أمر الناس ولا من مضى من سلفنا الذين يقتدي بهم، ومعول الإسلام عليهم، أن يقولوا: هذا حلال وهذا حرام، ولكن يقول: أنا أكره كذا وأرى كذا، وأما "حلال" و"حرام" فهذا الافتراء على الله. أما سمعت قول الله تعالى: (قل أرأيتم ما أنزل اللهُ لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون) (سورة يونس/59)؛ لأن الحلال ما حلله الله ورسوله والحرام ما حرماه. وقال الله تعالى: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون) (سورة يونس/ 116). -------------------------------- المصدر : عن فتاوى معاصرة 1 المحلى لابن حزم (9/60) المنيرية. 2 إحياء علوم الدين. كتاب السماع ص1147ط دار الشعب بمصر. 3 رواه مسلم من حديث أبي هريرة، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم ظلم المسلم. 4 أي الفرج والمغنى يستحلون الزنى. 5 انظر: الميزان وتهذيب التهذيب.
  6. ((4 )) سماع الأغاني س: يحرم بعض الناس سماع الأغاني -أيًا كان لونها- مستدلين بقوله تعالى ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوًا أولئك لهم عذاب مهين) . واحتجوا بأن بعض الصحابة قالوا: إن لهو الحديث في الآية هو الغناء، كما يحتجون بآية أخرى هي قوله تعالىوإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه) والغناء من اللغو فهل هذا الاستدلال بالآيتين صحيح؟ وما رأيكم في سماع الأغاني؟ أفتونا في هذه المسألة الخطيرة، فإن الناس تنازعوا تنازعًا شديدًا وفي حاجة إلى حكم بيِّن وقول فصل، ولكم منا الشكر ومن الله الثواب . ج: أبي الوفاء محمد درويش مسألة الغناء بآلة (أي مع الموسيقى) وبغير آلة، مسألة ثار فيها الجدل بين فقهاء المسلمين منذ الأعصر الأولى ، فاتفقوا في مواضع، واختلفوا في أخرى . اتفقوا على تحريم كل غناء يشتمل على فحش أو فسق أو تحريض على معصية، إذ أن الغناء ليس إلا كلامًا فحسنه حسن وقبيحه قبيح. وكل قول يخالف أدب الإسلام فهو حرام ، فما بالك إذا اجتمع له الوزن والنغم وقوة التأثير؟ واتفقوا على إباحة ما خلا من ذلك في مواطن السرور المشروعة كالعرس، وقدوم الغائب وأيام الأعياد، وقد وردت في ذلك نصوص صحيحة صريحة . واختلفوا فيما عدا ذلك اختلافًا بينًا، فمنهم من أجاز كل غناء بآلة وبغير آلة بل اعتبره مستحبًا، ومنهم من منعه بآلة وأجازه بغير آلة، ومنهم من منعه منعًا باتًا، بل عده حرامًا. والذي نفتي به ونطمئن إليه من بين تلك الأقوال: إن الغناء -في ذاته- حلال فالأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد نص صحيح بحرمتها، وكل ما ورد في تحريم الغناء فهو إما صريح غير صحيح أو صحيح غير صريح. ومن ذلك الآيتان المذكورتان في السؤال. فأما الآية الأولى (ومن الناس من يشتري لهو الحديث)لقمان:6 الخ . فقد استدل بها بعض الصحابة والتابعين على حرمة الغناء وخير جواب لنا عن تفسيرهم هذا ما ننقله عن الإمام ابن حزم في المحلى: قال: لا حجة في هذا لوجوه: أحدهما أنه لا حجة لأحد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم. والثاني أنه قد خالفهم غيرهم من الصحابة والتابعين.والثالث أن نص الآية يبطل احتجاجهم، لأن الآية بها وصف (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم، ويتخذها هزوًا) وهذه صفة من فعلها كان كافرًا بلا خلاف، ولو أن امرءاً اشترى مصحفًا ليضل به عن سبيل الله ويتخذها هزوًا لكان كافرًا، فهذا هو الذي ذمه الله تعالى، وما ذم قط عز وجل من اشترى لهو الحديث ليتلهى به، ويروح نفسه، لا ليضل عن سبيل الله تعالى. وكذلك من اشتغل عن الصلاة عامًدا بقراءة القرآن أو بقراءة السنن أو بحديث يتحدث به أو بغناء أو بغير ذلك فهذا فاسق عاص لله تعالى، ومن لم يضيع شيئًا من الفرائض اشتغالا بما ذكرنا فهو محسن. أهـ . وأما الآية الثانية (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه)القصص:55 فالاستدلال بها على حرمة الغناء غير سليم أيضا، فإن الظاهر من الآية أن اللغو هو سفه القول من السب والشتم ونحو ذلك. وبقية الآية تنطق بذلك، قال تعالى (وإذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم . سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين) فهي شبيهة بقوله تعالى في عباد الرحمنوإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا) . ولو سلمنا أن اللغو في الآية يشمل الغناء لوجدنا الآية تستحب الأعراض عن سماعه وتمدحه وليس فيها ما يوجب ذلك. وكلمة اللغو ككلمة الباطل تعني ما لا فائدة فيه، وسماع ما لا فائدة فيه ليس محرمًا ما لم يضيع حقًا أو يشغل عن واجب. روي عن ابن جريج أنه كان يرخص في السماع فقيل له : أيؤتى به يوم القيامة في جملة حسناتك أو سيئاتك؟ فقال: لا في الحسنات ولا في السيئات لأنه شبيه باللغو، وقال تعالىلا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم). قال الإمام الغزالي:"إذا كان ذكر اسم الله تعالى على الشيء عن طريق القسم من غير عقد عليه ولا تصميم والمخالفة فيه على أن لا فائدة فيه-لا يؤاخذ به، فكيف يؤاخذ بالشعر والرقص؟" على أنا نقول: ليس كل غناء لغوًا، أنه يأخذ حكمه وفق نية صاحبه، فالنية الصالحة تجعل اللهو قربة والمزح طاعة، والنية الخبيثة تحبط العمل الذي ظاهره العبادة وباطنه الرياء (إن الله لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم) وننقل هنا كلمة جيدة قالها ابن حزم في المحلى ردًا على الذين يمنعون الغناء قال:"واحتجوا فقالوا: أمن الحق الغناء أم من غير الحق؟ ولا سبيل إلى قسم ثالث" وقد قال الله تعالى(فماذا بعد الحق إلا الضلال) الفرقان:63 فجوابنا وبالله التوفيق: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل أمرئ ما نوى) فمن نوى باستماع الغناء عونًا على معصية الله تعالى فهو فاسق، وكذلك كل شيء غير الغناء، ومن نوى به ترويح نفسه ليقوى بذلك على طاعة الله عز وجل، وينشط نفسه بذلك على البر فهو مطيع محسن، وفعله هذا من الحق. ومن لم ينو طاعة ولا معصية فهو لغو معفو عنه كخروج الإنسان إلى بستان متنزهًا ، وقعوده على باب داره متفرجًا وصبغة ثوبه لازورديًا أو أخضر أو غير ذلك، ومد ساقه وقبضها وسائر أفعاله . (المحلى) وأما الأحاديث التي استدل بها المحرمون فكلها مثخنة بالجراح، لم يسلم منها حديث دون طعن في ثبوته أو دلالته أو فيهما معًا. قال القاضي أبوبكر بن العربي في كتابه "الأحكام": لم يصح في التحريم شيء، وكذا قال الغزالي وابن النحوي في العمدة، وقال ابن حزم: كل ما روي فيها باطل موضوع. وإذا سقطت أدلة التحريم بقي الغناء على الإباحة الأصلية، فكيف وقد جاءت نصوص ثابتة تفيد حل الغناء. نكتفي منها بما ورد في الصحيحين أن أبا بكر دخل على النبي في بيت عائشة وعندها جاريتان تغنيان فانتهرهما أبو بكر وقال: أمزمور الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال النبي عليه السلام: (دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد) ولم يرد ما ينهى عن الغناء في غير العيد، وإنما المعنى أن العيد من المواطن التي يستحب فيها إظهار السرور بالغناء وغيره من اللهو البريء . ولكن لا ننسى في ختام هذه الفتوى أن نضيف إليها قيودًا لابد من مراعاتها: ( أ ) فلابد أن يكون موضوع الأغنية مما يتفق وتعاليم الإسلام وآدابه.. فالأغنية التي تقول: "الدنيا سيجارة و كأس" مخالفة لتعاليم الإسلام الذي يجعل الخمر رجسًا من عمل الشيطان ويلعن شارب "الكأس" وعاصرها وبائعها وحاملها وكل من أعان فيها بعمل. والأغنية التي تمجد صاحب "صاحبة العيون الجريئة" أغنية تخالف أدب الإسلام الذي ينادي كتابه: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم)، (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن)..ويقول رسول الله: (يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وعليك الثانية) وهكذا .. (ب) ثم إن طريقة الأداء لها أهميتها، فقد يكون الموضوع لا بأس به، ولا غبار عليه، ولكن طريقة المغني أو المغنية في آدائه بالتكسر في القول، وتعمد الإثارة، والقصد إلى إيقاظ الغرائز الهاجعة، وإغراء القلوب المريضة -ينقل الأغنية من دائرة الحلال إلى دائرة الحرام من مثل ما يسمعه الناس ويطلبه المستمعون والمستمعات من الأغاني التي تصرخ بـ "ياه" و "يوه" "ييه" الخ. ولنذكر قول الله لنساء النبي: ( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض). (جـ) هذا إلى أن الدين حرم الغلو والإسراف في كل شيء حتى في العبادة، فما بالك بالإسراف في اللهو وشغل الوقت به ولو كان مباحًا، أن هذا دليل على فراغ القلب والعقل من الواجبات الكبيرة والأهداف العظيمة، ودليل على إهدار حقوق أخرى كان يجب أن تأخذ حظها من وقت الإنسان المحدود، وما أصدق وأعمق ما قاله ابن المقفع: "ما رأيت إسرافًا إلا وبجانبه حق مضيع". ( د ) على أن المستمع -بعد الحدود التي ذكرناها- يكون فقيه نفسه، فإذا كان الغناء أو نوع خاص منه يستثير غريزته، ويغريه بالفتنة ويسبح به في شطحات الخيال الحسي فعليه أن يتجنبه ويسد الباب الذي تهب منه رياح الفتنة على قلبه ودينه وخلقه فيستريح ويريح. ولا ريب أن هذه القيود قلما تتوافر جميعًا في أغاني هذا العصر بكمها وكيفها وموضوعها وطريقة أدائها والتصاقها بحياة أقوام بعيدين كل البعد عن الدين وأخلاقياته و مثله. فلا ينبغي للمسلم التنويه بهم، والمشاركة في نشر ذكرهم، وتوسيع نطاق تأثيرهم إذ به يتسع نطاق إفسادهم. ولهذا كان الأولى بالمسلم الحريص على دينه أن يأخذ بالعزيمة لنفسه وأن يتقي الشبهات وينأى بنفسه عن هذا المجال الذي يصعب التخلص فيه من شائبة الحرام إلا ما ندر. ومن أخذ بالرخصة فليتحر لنفسه وليتخير ما كان أبعد عن مظان الإثم ما استطاع، وإذا كان هذا في مجرد (السماع) فإن الأمر في (الاحتراف) بالغناء يكون أشد وأخوف، لأن الإندماج في البيئة "الفنية" كما تسمى خطر شديد على دين المسلم يندر من يخرج منه سالمًا معافى.. وهذا في الرجل، أما المرأة فالخطر منها وعليها أشد، ولذا فرض الله تعالى عليها من التصون والتحفظ والاحتشام في لبسها ومشيتها وكلامها ما يباعد الرجال من فتنتها وما يباعدها من فتنة الرجال ويحميها من أذى الألسن وشره الأعين وطمع القلوب المريضة كما قال تعالى: (ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين) وقال: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) . واحتراف المرأة المسلمة للغناء يعرضها لأن تَفتن أو تُفتن ويورطها في محرمات قلما تستطيع التغلب عليها من الخلوة بالأجنبي للتلحين أو التسجيل أو التعاقد أو غيرها، ومن الاختلاط بالرجال الأجانب عنها اختلاطًا لا تقره الشريعة، بل الاختلاط بالنساء المتبرجات "المتحررات" من المسلمات بالوراثة ومن غير المسلمات هو محرم أيضًا -------------------------------------------------------------------------------- مركز معلومات أنصار السنة المحمدية 1422هـ - 1424هـ (( 5 )) أنواع الفنون الاسلامية الفنون السمعية -------------------------------------------------------------------------------- التقسيم ( ترتيل - موسيقى - غناء): تنقسم الفنون السمعية عند مختلف علماء المسلمين سواء السلف منهم أو المعاصرون إلى 3 فروع: * فرع يتعلق بالصوت الخاص أو ما يسميه الغرب: الموسيقى، وهو بمثابة ترجمة لرؤية معرفية خاصة بكل شعب أو بكل حضارة في شكل طبقات صوتية ومدد إيقاعية متفاوتة. والفرع الثاني يتعلق بإضافة الصوت البشري من خلال عنصر الأداء والإحساس إلى الطبقات والمدد الإيقاعية المنغمة ليحدث ما تعارف الناس على تسميته بالغناء. والفرع الثالث هو فرع خاص بالمسلمين، وهو تلاوة القرآن وتجويده، أي أداء الواجب الديني العبادي بصوت حسن مرخم منغم عملاً بالحديث الشريف "زينوا القرآن بأصواتكم" وبالحديث الشريف الآخر "لكل شيء حلية، وحلية القرآن الصوت الحسن". وقد قال رجل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "حبب إلي الصوت الحسن فهل في الجنة صوت حسن؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إي والذي نفسي بيده، إن الله تعالى ليوحي إلى شجرة في الجنة أن أسمعي عبادي الذي اشتغلوا بعبادتي عن عزف البرابط والمزامير فترفع صوتًا لم تسمع الخلائق مثله في تسبيح الرب وتقديسه". الحديث الشريف السابق يوضح أن الصوت الحسن من نعم الله على العباد في الدنيا وفي الآخرة، بل إن من يشتغل عن العزف في الدنيا سيسمع في الآخرة صوتا لم يسمع بمثله في تسبيح الرحمن وتقديسه. وإشكالية الفنون السمعية عند المسلمين إشكالية محلولة فعلاً مطروحة قولاً، فالغناء والموسيقى فعل حضاري معبّر عن الرؤية المعرفية للأمة، أمر مستمر ولا يحتاج لتدليل أو لبيان، أما اختلاف الفقهاء -وهو رحمة للعباد- فهو اختلاف تفصيلي يربط أحيانا بين السماع واللهو والإعراض عن ذكر الله، ومن ثَم يأتي النهي عنه من خلال باب سد الثغرات ودرء الشبهات. وفي القرآن الكريم الكثير من الآيات البينات التي توضح أهمية الصوت الحسن وتأثيره في البشر والجن على حد سواء؛ ففي سورة الجن يقول الله تعالى: "قل أوحي إليَّ أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنَّا سمعنا قرآنًا عجبًا* يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدًا" (الجن:1-2) كان سماع القرآن هو سبيل الهداية، ويدعو القرآن إلى ترتيل القرآن فيقول تعالى في سورة المزمل: "يا أيها المزمل* قم الليل إلا قليلا* نصفه أو انقص منه قليلا* أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً" (المزمل:1-4). القرآن الكريم كنسق نموذجي: فالقرآن الكريم هو النسق النموذجي للفنون السمعية، مثلما هو النموذج الأول الذي يُحتذى دائما في أنواع الفنون الأخرى كافة. ويرى السهروردي أن السماع الحق هو سماع القرآن؛ حيث يفسر الآية الكريمة "وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق" (المائدة:83) بأن هذا هو السماع الحق الذي لا يختلف فيه اثنان من أهل الإيمان، وهو السماع المحكوم لصاحبه بالهداية واللب. وروي أن عمر -رضي الله عنه- كان ربما مر بآية في ورده فتخنقه العبرة ويسقط ويلزم البيت اليوم واليومين حتى يعاد ويحسب مريضًا، فالسماع يستجلب الرحمة من الله الكريم، والأصل عندنا أن الجمال والحسن يستنطق المرء بالتسبيح، فكيف لو كان الحسن في صوت يرتل القرآن أو يجوده. القرآن إذن نموذج أوليّ للفنون السمعية ويحتذيه الفنان لو أراد أن يخرج فنًا صوتيًا أو سمعيًا راقيًا يؤثر في القلب ويدعو إلى العبادة، وليس من قبيل المصادفة أن نجد أن أساطين المغنين والموسيقيين قديمًا وحديثًا قد حفظوا القرآن وجوّدوه واستفادوا من ذلك؛ ونذكر على سبيل المثال لا الحصر من العصر الحديث: أم كلثوم سيدة وقيثارة الغناء العربي، والشيوخ أبو العلا محمد، وسيد درويش، وزكريا أحمد، وسيد مكاوي وغيرهم. إن التمكن من ترتيل وتجويد القرآن يعطي الموسيقيَّ أسرار الموسيقى العربية التي تمثل التعبير الصوتي عن الرؤية المعرفية الخاصة بالأمة، هذا التعبير الذي يتجلى أساسا في صوتيات علوم القرآن. والموسيقى العربية مثلها مثل أي نوع من أنوع الموسيقى في العالم تمثل هوية خاصة تعكس الخصائص الجوهرية للأمة التي تؤديها. والمسلمون بصفة خاصة نموذجهم الأوليّ الذي تنبع منه كافة الفنون الصوتية الأخرى، مثل الأذان وتراتيل الحج وغيرها هو القرآن. وما يميز الفنون السمعية عند العرب اقترانها بالفعل الحياتي دائما، فالموسيقى والغناء والحداء والنصيب والنشيد والأذان والترتيل وغير ذلك من أشكال الفنون السمعية هو مظهر من مظاهر الفعل الحياتي للإنسان المسلم. ويُروى عن الرسول أنه قال لأنجشة وهو يحدو بأمهات المؤمنين بصون حسن: "رفقا بالقوارير". والحداء هو قيادة العير مع التنغيم والتلحين بصوت حسن وفي إيقاع منتظم يشنف الآذان ويطرب القلوب. الخصائص الإسلامية للفنون السمعية: والفنون السمعية الإسلامية مثلها مثل الفنون الإسلامية الأخرى تفي بالشروط الأخرى، وتتسم بنفس السمات التي تميز غيرها من الفنون التي وسمناها بسمة الإسلامية، فالفن السمعي الحياتي الذي يؤدي دورًا حياتياً عند المسلمين مرغوب ومطلوب، يقول ابن القيسرواني: إن باب السماع لا يمكن البت فيه، وكل ما نفع المسلمين فهو حلال مباح، ويرى ابن حجر الهيثمي أن السماع ثلاثة أقسام: سماع العوام وهو حرام لأنه رذيلة لا تفيد، وسماع الزهاد وهو مباح لحصول المجاهدة، وسماع العارفين وهو مستحب لحياة قلوبهم، وهنا نراه يربط بين السماع وبين درجات التقوى ومعرفة الله سبحانه، فهو في هذا يسير في نهج أن الحُسن يستنطق اللسان بالتسبيح. الصفة الأولى وهي صفة الحياتية تتجلى في مظاهر كثيرة، منها: أغاني الحرفيين وأناشيد العاملين والطوائف وأغاني المناسبات، وقد حض الرسول -عليه السلام- على إحياء الأفراح بالأناشيد والأغاني. ولا يتوقف الأمر عند هذا، بل إن الأعياد والمناسبات الدينية كانت لها أغانيها الخاصة وأهازيجها المناسبة، وهكذا لعبت الفنون السمعية دوراً هامًا، وما زالت في حياة الأمة الإسلامية. والصفة الثانية وهي التركيبية تتجلى أساسا في عملية رؤية المقامات العربية والشرقية بصفة عامة بوصفها سلالم مركبة، فالموسيقى الشرقية ليست وحدات بسيطة وإنما هي وحدات معقدة في ذاتها، والمزاج الشرقي يتوافق مع هذه الوحدات ومع رؤيتها الصوتية للكون التي تخالف في الأساس الرؤية الغربية. ويرى الفلاسفة المسلمون أن للغناء فضيلة تتجاوز المنطق ويتعذر عليه إظهارها كما يقول أبو حيان التوحيدي، وأن الموسيقى تحرك فضائل النفس وتدعو للفضيلة والحب الإلهي والمناجاة. والدراسات العربية في مجال الموسيقى وعلم الأصوات كثيرة وعديدة، وكلها تدلنا على أن العرب قد تبحروا في هذا الموضوع ودرسوه دراسة علمية بغرض النفع والانتفاع والاستبصار. ما نخلص له هو أن الفنون السمعية عند المسلمين مثل غيرها من الفنون تتميز بصفات الحياتية والتركيبية والدعوة للعبادة. وأن الاستمتاع بما أحل الله مرخص عند كل الفقهاء، وأن تحريم السماع أو الموسيقى إنما هو مرتبط بباب سد الثغرات عند بعض الفقهاء، حيث إن الأصل في الأشياء الإباحة. وفي هذا الصدد لا بد أن نفهم الإطار الحياتي للعمل الفني الصوتي أو هندسة الصوت كما يسميها الدكتور "إسماعيل راجي الفاروقي" وكيف تنسج الموسيقى مع المناسبة التي تعزف فيها. وما هو دور الموسيقى الدينية والموسيقى الفلكلورية والموسيقى التقليدية في المناسبات، وكيف تنسجم مع الأداء والمؤدين وتأثيرها في الجمهور الواسع، وكيف تأثرت بهذه الموسيقى شعوب غير عربية، نظراً لأن الإسلام نقل معه التقاليد الجمالية المنتمية للعربية كلغة حضارية. إن فهم الموسيقى والفنون السمعية لا بد وأن يركز على الثوابت كما يركز على المتغيرات لفهم الكل الموسيقي وليس بعضه. أحكام السماع: ولو تكلمنا عن حكم الغناء في صدر الإسلام، سنجد اختلاف مواقف الفقهاء تبعاً لموطنهم، فأهل العراق كانوا أهل غلظة وتشدد يحرمون الغناء، بينما كان أهل الحجاز أهل تحضر ومدنية يبيحونه. هنا سنجد ربطًا موضوعيًا بين المكان والرؤية المعرفية التي تنعكس في رؤية الحكم الفقهي، وكذلك الزمان، فحين يقول العرب: أهل العراق أهل غلظة وتشدد إنما يعنون الثغور الجديدة التي أنشأها المسلمون في الكوفة وغيرها، بينما أهل الحجاز هم أهل التحضر الذي انطلق إسلاميًا بعد بعثة الرسول -عليه الصلاة والسلام-. إن الغناء في العصر الجاهلي لم يكن مزدهرًا، فقد كان محصوراً في أراجيز قليلة تُؤدى على وتيرة واحدة بلا هدف والدرجات الصوتية فيه محدودة، وحدث ازدهار الموسيقى مع الحضارة الإسلامية. والعصر العباسي والعصر الفاطمي هما أزهى عصور الحضارة الإسلامية فيما يتعلق بالغناء والفنون السمعية، بل لقد انحدرت الموسيقى مع انهيار الحضارة الإسلامية بعد العصر الفاطمي. ويمكن تصنيف الفنون السمعية تصنيفًا هرميًا يأتي على قمته الترتيل القرآني باعتباره المعيار والنموذج الأوليّ الذي أدى إلى توحد في سمات البنية العامة للفنون السمعية الإسلامية، ومن ثم انعكس هذا في أنماط الأداء المنتشرة في كافة بلدان الأمة الإسلامية، بل وأثر هذا النمط في البلاد التي تبعد عن هذه الأمة أو التي تخالطها. ويتضمن هذا التقسيم بُعدًا معرفيًا هامًا هو أثر عقيدة التوحيد من خلال كلام الله في الحياة الصوتية للأمة وكيف يوجهها وجهة عقدية عبادية. ويقرر السهروردي أن سماع القرآن هو السماع الحق الذي يستجلب الرحمة من الله الكريم ويملأ القلب بالهدى واليقين. ثم يحدثنا عن حكمة الاختلاف في حكم الغناء والسماع. ويسوق رأي الشيخ أبي طالب المكي الذي يرى أن السماع فيه حرام وحلال وشبهة، فمن سمعه بنفس مشاهدة شهوة وهوى فهو حرام، ومن سمعه بمعقوله على صفة مباح من جارية أو زوجة كان شبهة لدخول اللهو فيه، ومن سمعه بقلب يشاهد معاني تدله على الدليل ويشده إلى الجليل فهو مباح. ببساطه يرى الشيخ أبو طالب أن السماع فعل إنساني مركب مثله مثل أي فعل إنساني وفيه كل وجوه الفعل الإنساني، فمتى كان عباديا كان حلالاً ومتى كان شهويًا دنسًا كان حرامًا. الأساس أن القرآن هو النموذج الأوليّ لكل الفنون السمعية الإسلامية، حيث إن كلام الله نزل بالعربية والقرآن هو الحقيقة المركزية في حياة المسلم. ويوضح الإمام أبو حامد الغزالي أن السماع فعل إنساني تركيبي ينطبق عليه حكم الفعل الإنساني المركب من حيث إن الغرض هو الذي يحلّه أو يحرّمه. والقرآن شرع ونموذج للحضارة في آن. إن القرآن يدعو إلى النطق به وترتيله في آيات بينات كثيرة، والقرآن بالنسبة للمسلمين هو صوت الآيات المنطوقة وليس مجرد النص المكتوب كما يفهم الغربيون. ويقسم أبو القاسم الجنيد السماع على أساس السامعين، ومن ثم يحرمه على العوام ذوي النفوس الدنيئة، وسماع الزهاد المباح لحصول المجاهدة، وسماع العارفين المستحب. ويورد الهيثمي رأيًا يقول فيه: إن المغني مردود الشهادة، وإن الدف حلال والطبول كذلك وباقي آلات الموسيقى حرام. بينما يرى الشوكاني أن اللهو والمعازف حرام، ويحل ضرب النساء بالدف لاستقبال الغائب. ويقول ابن القيسروني: إنه لا يمكن الإفتاء في هذه المسألة بحظر ولا إباحة، بل ويذهب إلى أن ضرب الدف سنة؛ ويورد أحاديث تؤيد السماع، وأحاديث تدعو إلى إحياء الزفاف ببعض الغناء أو الدف، ولا يذكر روايات تنهى عنه. ومثله مثل العديد من الفقهاء يرى ابن تيمية السماع في إطاره الحياتي التركيبي، ومن ثم فمنه الحلال، ومنه الحرام، ومنه ما تخالطه الشبهة، ومنه المستحب. وهذه الأحكام كلها توضح رأينا في أن الفنون السمعية مثلها مثل سائر الفنون الإسلامية أعمال حياتية تركيبية عبادية، ومن ثَم فهي حلال، وإلا دخلت في الشبهات وصارت أحيانًا من المحرمات. ويؤكد الأستاذ محمد الغزالي على أن الغناء ليس محرمًا ويستدل على ذلك بأقوال ابن حزم التي يدحض فيها بعض الآراء التي تحرم الغناء استنادًا على أحاديث يرى ابن حزم أنها غير صحيحة. ويقسم الشيخ الغزالي الغناء إلى 7 أصناف غير محرمة لأنها لأغراض حميدة وهي: إلهاب الشوق لزيارة الأماكن المقدسة، وإثارة الحميّة للقتال، ووصف المعارك وتثبيت الرجال، والرثاء، ووصف ساعات الرضا والسرور، والغزل الشريف، ووصف الأمجاد الإلهية. وخلاصة القول في السماع: هو أنه لم يرد نصّ في الكتاب ولا في السنة في تحريم سماع الغناء أو آلات اللهو ويحتج بما ورد في الصحيح أن الرسول وكبار الصحابة قد سمعوا أصوات الجواري والدفوف بلا نكير وأن الأصل في الأشياء الإباحة، وكل ضار في الدين أو العقل أو النفس أو المال أو العرض فهو من المحرم ولا محرم غير ضار، فمن علم أو ظن أن السماع يجر به لمحرم حرم عليه
  7. فتاوي اخرى لمشائخ اخرين عن حكم سماع الاغاني : (( 1 )) حكم الإستماع إلى الموسيقى [10/06/2003] -------------------------------------------------------------------------------- السؤال: -------------------------------------------------------------------------------- هل يجوز وضع آلات موسيقية في الأناشيد مع العلم أن استخدام الآلات الموسيقية محرمة شرعاً، وما حكم من يسمعها من أجل نية سماع الكلمات فقط؟ -------------------------------------------------------------------------------- الجواب: بقلم: الأستاذ الشيخ سامي الخطيب -------------------------------------------------------------------------------- لا بد من الإشارة بداية إلى أن قضية الموسيقى من المواضيع التي اختلف في الحكم فيها جمهور الفقهاء؛ ما بين مُبيح بإطلاق ومحرِّم بإطلاق ومقيِّد للإباحة مشترط للحرمة. ولهذا كان لا بد من بحث الموضوع بشيء من التفصيل ليستبين للأخ السائل وجه الحق دونما تقليد لقول قائل، وإنما اتباعاً للدليل الذي يجب أن ندور معه حيثما دار، وبهذا نقول بداية: "الأصل في الأشياء الإباحة" ولا يصبح الشيء حراماً إلا بنص صريح صحيح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو"، ولا نجد في نصوص الشريعة ما يحرم الغناء والموسيقى صراحة. لأننا عندما نبحث في نصوص الشريعة نجد أن الذين قالوا بحرمة الموسيقى استدلوا بآية واحدة؛ وجملة من الأحاديث لا يرتقي إلى درجة الصحة فيها إلا حديث واحد، أما الآية فقوله تعالى: "ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين" قال ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما لهو الحديث هو الغناء، وقد صرح ابن حزمأن رأيهما يخالف رأي عدد من الصحابة، فضلاً عن أن الآية غير صريحة في تحريم الموسيقى، وإنما تتحدث عن لهو الحديث، فلا يمكن أن نتخذها دليلاً على تحريم الموسيقى!! وقد قال ابن حزم رحمه الله تعالى في المحلى عند تعرضه لهذه الآية: "إن من يشتري مصحفاً ليضل به عن سبيل الله ويتخذه هزواً كان كافراً، أما من اشترى لهو الحديث ليتلهى به ويروِّح عن نفسه دون ذمِّ الله عز وجل، فلا بأس في فعله، إلا أن يضيع بلهوه صلاة أو فريضة". واستدلوا على التحريم بحديث أبي مالك الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ليكونن قوم من أمتي يستحلون الحِر والحرير والخمر والمعازف" والمعازف هي آلات الموسيقى والعزف. وهذا الحديث في صحيح البخاري، إلا أن من المفيد أن نشير هنا إلى أن الحديث وإن كان في البخاري إلا أنه من معلقاته لا من أحاديثه المسندة المتصلة، ورغم أن الجمهور على أن الحديث صحيح إلا أن سنده لم يسلم من الطعن في بعض رواته، حيث إن الحديث قد ورد من طرق متعددة كلها تدور على راوٍ اسمه"هشام بن عمار"، وهو عالم محدث ومقرئ، إلا أن أبا دواد قال عنه: "حدَّث بأربعمائة حديث لا أصل لها"، وقال الإمام أحمد: "طيَّاش خفيف" ورغم دفاع الذهبي عنه إلا أنه قال: "صدوق مكثر له ما يُنْكَر" وأنكروا عليه أنه لم يكن يحدِّث إلا بأجر. ومن كان هذا شأنه لزم أن لا نحكِّم حديثه في مواطن النـزاع والخلاف، خاصة في أمر تعمُّ به البلوى مثل الموسيقى. وعلى افتراض صحة الحديث فإنه قد ورد في رواية أخرى عن أبي مالك الأشعري ايضاً دون أن يكون في سندها "هشام بن عمار" بلفظ: "ليشربنَّ أناس من أمتي الخمر يسمُّونها بغير اسمها، يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض، ويجعل منهم القردة والخنازير" وهو حديث صحيح رواه ابن حبان في صحيحه، والبخاري في تاريخه. ويتبين من هذا الحديث أن المعازف ليست محرمة لذاتها وإنما تحريمها لما يرافقها من شرب الخمر. وأما غير ذلك من الأحاديث التي يتداولها الناس في تحريم الموسيقى والمعازف فلم يثبت منها حديث واحد.. والخلاصة التي يمكن أن نخلص إليها هي أن الموسيقى تكون حراماً إذا كانت مثيرة للغرائز مشجعةً على الحرام، كأن تترافق مع صوت امرأة تخضع بقولها فتفتن الرجال، أو مع حركات مثيرة وكلام فاحش بذيء يدعو إلى الرذيلة ويشجع الخنا ويتغنى بالمنكر، أو يقترن بشرب الخمر أو التبرج والاختلاط الماجن بين النساء والرجال. أما أن تكون الموسيقى مترافقة مع كلام عادي لا يصادم قيم الإسلام و آدابه، أو كان كلاماً طيباً ودعوة إلى فضائل الأخلاق كالأناشيد الإسلامية التي نسمعها اليوم، فلا بأس بها إن شاء الله، بل ربما يكون وجودها أفضل إذا كان ذلك مما يزيد من تأثير الكلمة في النفس. ولكننا ندعو مع ذلك إلى الورع في السماع، فالمسلم يترك الكثير مما لا بأس فيه من المباح خوفاً من الوقوع في الحرام، وقد حرَّم الإسلام الغلوَّ والمبالغة في كل شيء، وأنفاس الإنسان معدودة عليه فلننفق الوقت في ذكر الله وقراءة القرآن وسماعه وحضور حلق العلم وسماع المحاضرات النافعة، فذلك خير. ويبقى بعد كل ذلك أن نقول: "استفت عند السماع قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك" فإن كان الغناء مثيراً للغريزة؛ مغرياً بالفتنة، متجاوزاً حدود الدعوة إلى الفضيلة فتجنبه، وإلا فلا، والله تعالى أعلم (( 2 )) السؤال الأول: ما حكم سماع الاغاني وسماع الموسيقى؟ الجواب للداعية عبدالله السليماني اختلف اهل العلم في الموسيقى واتفقوا على جواز الغناء بدونها سواء سماه بعضهم غناء او حداء او انشادا او شعرا اذا كان لا يشتمل على محرم واما اغاني اليوم مع الموسيقى ففيها خلاف فاذا كانت تشتمل على كلمات فاضلة ومباحة ولا تدعوا الى الفساد والرذيلة فلا بأس بها بعض الاحيان على شرط ان لا تكون هم الانسان وشغله وتصرفه عن سماع القران والسنة وان لا تشتمل على محرم بالجملة وهناك ادلة لكل من الفريقين الذين حرموا والذين اباحاوها والافضل ان الانسان يشغل نفسه بالذكر ولكن في بعض المناسبات كالاعياد والاعراس لاباس بها وبالاخص للنساء لان طبيعتهم الانثوية تجعلهم احوج من غيرهم لذلك وعلى العموم المسألة فيها تفصيل طويل وانا قلت المختصر ولمن اراد المزيد زد ناه ان شاء الله في غير هذا الموضع والله اعلم واستغفره سبحانه من الخطأ (( 3 )) سماحة الشيخ، نرجو منكم التفصيل في بيان حكم سماع الأغاني... بارك الله بكم -------------------------------------------------------------------------------- الجواب: بقلم: المستشار الشيخ فيصل مولوي -------------------------------------------------------------------------------- الحمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد... الغناء من الأمور التي وقع فيها خلاف واسع بين الفقهاء. - فمنهم من قال بتحريمه من حيث الأصل، ويباح في المناسبات مثل الأعراس أو الأعياد أو الختان أو قدوم غائب، واستدلوا على ذلك بالآية الكريمة (ومن الناس من يشري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله) سورة لقمان. وبحديث أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم "نهى عن بيع المغنيات وعن شرائهن وعن كسبهن وعن أكل أثمانهن" أخرجه أحمد وابن ماجة والترمذي. وينسب هذا الرأي إلى عبد الله بن مسعود، وجمهور علماء أهل العراق وأكثر الحنفية وبعض الحنابلة. - وأكثر العلماء قالوا بكراهته، وهم الشافعية والمالكية وأكثر الحنابلة، لما فيه من اللهو، ولأنه يخل بالمروءة، ولأنه ينبت النفاق في القلب كما يقول الإمام أحمد. - وذهب بعض المحققين، إلى أن الأصل في الغناء الإباحة، ويكون حراماً إذا صاحبه عارض تحريم، أو يكون مكروهاً إذا صاحبه سبب كراهة، ويكون مطلوباً إذا صاحبه سبب لذلك. واستدلوا بما يلي: 1- لم يثبت أي دليل على تحريم الغناء بالمطلق. فالآية الكريمة (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله) لا يفهم منها تحريم لهو الحديث إلا إذا كان يضل عن سبيل الله، فإذا اعتبرنا أن لهو الحديث هو الغناء، فهو حرام قطعاً إذا كان للإضلال عن سبيل الله، وكذلك كل عمل مشروع يحرم إذا أدى إلى الإضلال. ويفهم من ذلك أن الغناء أو لهو الحديث ليس ممنوعاً إذا لم يؤد إلى الإضلال عن سبيل الله. وأما حديث أبي أمامة في النهي عن بيع المغنيات وشرائهن وكسبهن وعن أكل أثمانهن، فهو لا يصح عند أهل الحديث، ففي سنده علي بن يزيد، قال البخاري عنه (منكر الحديث) وقال النسائي (ليس بثقة) وقال أبو زرعة (ليس بقوي) وقال الدارقطني (متروك) راجع الموسوعة الفقهية باب استماع الجزء الرابع. 2- وثبت بالنص باباحته من حيث الأصل، وهو حديث عائشة رضي الله عنها المتفق عليه " دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش وحول وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: دعهما، فلما غفل غمزتهما فخرجتا". فمن الثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمح بالغناء في بيته، صحيح أن هناك روايات أخرى لهذا الحديث ذكر فيها "دعهما يا أبا بكر، فإن لكل قوم عيد، وهذا عيدنا". وقد استند عليها من يرى حصر اباحة الغناء بالأعياد والمناسبات المماثلة لها. لكن عموم نص الرواية الأولى، تفيد أن الأصل في الغناء الإباحة، وبالتالي فهو لا يحرم أو يكره إلا إذا صاحبه سبب من أسباب التحريم أو الكراهة. 3- القياس الصحيح يقتضي الإباحة. فالغناء صوت جميل موزون، وهو يرجع إلى تلذذ حاسة السمع بما هو مخصوص بها كغيرها من الحواس. والأصل في جميع الحواس إباحة التلذذ إلا إذا صاحبه عارض تحريم. والإنسان بفطرته يتلذذ بأصوات الطيور، وينزعج من أصوات الحمير. ولم يحرم عليه الإستماع إلى أصوات الطيور الجميلة، فينبغي أن لا يحرم عليه صوت إنسان جميل. والقياس الصحيح لا يرى فرقاً بين صوت الطير وصوت الإنسان. هذا هو رأي عبد الله بن جعفر، وعبد الله بن الزبير، والمغيرة بن شعبة، وأسامة بن زيد، وعمران بن حصين، ومعاوية بن أبي سفيان وغيرهم من الصحابة، وعطاء بن أبي رباح وبعض الحنابلة منهم أبو بكر الخلال، وصاحبه أبو بكر عبد العزير، والغزالي من الشافعية بالإضافة إلى شيخ الظاهرية ابن حزم. ومقتضى هذا الرأي أن الغناء المباح من حيث الأصل: أ- يصبح حراماً: - إذا صاحبه منكر كشرب الخمر أو الإختلاط الماجن. - إذا كان الكلام فيه فاحشاً أو محرماً أو كذباً، كالغزل أو التشجيع على الحرام أو إشاعة المنكر. - إذا خشي أن يؤدي إلى حرام كتهيج الشهوة. - إذا خشي أن يؤدي إلى تعطيل واجبات شرعية أخرى كالصلاة وغيرها. ب- ويكون مكروهاً: - إذا صاحبه مكروه، كغناء المرأة أمام الرجال، هذا إذا لم يؤد إلى تهيج الشهوة والفتنة، فإذا أدى إلى ذلك فهو حرام. - إذا خشي أن يؤدي إلى فوات سنن ومستحبات كقيام الليل ونحو ذلك. ج- ويكون مطلوباً: - إذا كان فيه تحريك للعواطف وتشجيع على الخير، كالغناء الحماسي الذي يحرك العواطف للجهاد ومقاتلة الأعداء، أو الأناشيد الدينية التي ترقق المشاعر وتمجد الله تعالى وتوحده، وتمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشجع على طاعة الله. ما لم يكن فيها كلام منكر.
  8. الاخوه الكرام المعارضين اولا : اتمنى منكم الهدوء وبعد الهدوء ارجو الهدوء ثانيه ثانيا : اول الاخطاء التي ارتكبتوها انكم تقولون ان الاغاني محرمه بأجماع وهذا امر غير صحيح البته لان القضيه قضيه خلافيه واتمنى ان تعودوا لتقرئو الفتوى التي اوردتها بامعان اما من جعله محرم بالاجماع وتمت تربيتكم عليه كالاخ ابو عمار هم علمائنا المتشددين للاسف الشديد الذين يحتكرون العلم لانفسهم ولا يعترفون باقوال الاخرين وبالمناسبه فأن فتوى كفتوى الفهد والخضير في تحليل الارهاب وقتل الامنيين لا تختلف كثيرا في اجتهادها عن فتوى الغناء الفرق ان ان فتوى الجهاد المزعومه كانت فتوى سياسيه خطيره تكاد تفتك بنا بينما فتوى الاغاني هي فتوى كماليه ليست من ضروريات الحياة وبالتالي لم يوجد من يفندها هناك امر في غاية الاهميه وهو ا انكم جميعا لا تقرئون الا من مشائخنا فقط وهذا جهل اذ يفترض ان تتطلعوا على جميع اراء وفتاوي ومنهج المشائخ الاخرين في الدول الاخرى اذ ان الدين ليس حكرا على فئه او دوله دون غيرها لاتنسوا ان مشائخنا ينهجون من منهج الامام احمد بن حنبل وهو المشهور عنه بتشدده والمشكله ان مشائخنا يستشهدون بما يورده الامام احمد بن حنبل دون الاشاره الى ان هناك من يخالفه من الائمه الثلاثه الاخرين نصيحتي لكم : اقرئو ,, ثم اقرئو ,, ثم اقرئو في كل شي وليس الدين وحسب ولا تتوهموا ان الدين لايعرفه سوا علمائنا اعيد الغناء حلال طالما انه لم يظل عن سبيل الله ان اقتنعتم فاهلا وان لا فاهلا ايضا ولانتسو ايضا ان اصل كل شي الاباحه واذا كان هناك ثمة اختلاف اعيدوا الشيء الى اصله شكرا
  9. يعطيك العافيه اخوي ابو محمد موضوع رائع بس ما تلاحظ ان المكتشفين يبدوا عليهم انهم اوروبيين او امريكان ليت تحدد لنا المصدر علما ان الخفيسه القريبه من حرمه يوجد بها من الخفوس والكهوف الكثير والتي هي جديره بالتنقيب والكشف عن اسرارها
  10. وين اللي ينفون ان هذه الجريمه ليست من صنع المتطرفين الدينيين
  11. ابو شلاخ انتقاء جيد ليس الامر في اللغه انما نحن قد جلبنا لمجتمعنا تشريعات دينيه ما انزل الله بها من سلطان
  12. عسى الله يهلكهم ان كانوا لايزالون يكيدون المكائد او يصلحهم ويريدهم الى الطريق القويم
  13. لا اعتقد ان في الامر ما يخل او يمنع اذا اصبحنا نعي قيمة المرأه سوف نسلم بهذا الامر لكن المشكله ان مجتمعنا لايزال ينظر للمرأه انها درجه خامسه
  14. السؤال: ما حكم سماع الأغاني مع التفصيل. جزاكم الله خيرا ... الجواب: الحمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه،وبعد.. الغناء من الأمور التي وقع فيها خلاف واسع بين الفقهاء. - فمنهم من قال بتحريمه من حيث الأصل، ويباح في المناسبات مثل الأعراس أو الأعياد أو الختان أو قدوم غائب، واستدلوا على ذلك بالآية الكريمة (ومن الناس من يشري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله) سورة لقمان. وبحديث أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم "نهى عن بيع المغنيات وعن شرائهن وعن كسبهن وعن أكل أثمانهن" أخرجه أحمد وابن ماجة والترمذي. وينسب هذا الرأي إلى عبد الله بن مسعود، وجمهور علماء أهل العراق وأكثر الحنفية وبعض الحنابلة. - وأكثر العلماء قالوا بكراهته، وهم الشافعية والمالكية وأكثر الحنابلة، لما فيه من اللهو، ولأنه يخل بالمروءة، ولأنه ينبت النفاق في القلب كما يقول الإمام أحمد. - وذهب بعض المحققين، إلى أن الأصل في الغناء الإباحة، ويكون حراماً إذا صاحبه عارض تحريم، أو يكون مكروهاً إذا صاحبه سبب كراهة، ويكون مطلوباً إذا صاحبه سبب لذلك. واستدلوا بما يلي: 1- لم يثبت أي دليل على تحريم الغناء بالمطلق. فالآية الكريمة (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله) لا يفهم منها تحريم لهو الحديث إلا إذا كان يضل عن سبيل الله، فإذا اعتبرنا أن لهو الحديث هو الغناء، فهو حرام قطعاً إذا كان للإضلال عن سبيل الله، وكذلك كل عمل مشروع يحرم إذا أدى إلى الإضلال. ويفهم من ذلك أن الغناء أو لهو الحديث ليس ممنوعاً إذا لم يؤد إلى الإضلال عن سبيل الله. وأما حديث أبي أمامة في النهي عن بيع المغنيات وشرائهن وكسبهن وعن أكل أثمانهن، فهو لا يصح عند أهل الحديث، ففي سنده علي بن يزيد، قال البخاري عنه (منكر الحديث) وقال النسائي (ليس بثقة) وقال أبو زرعة (ليس بقوي) وقال الدارقطني (متروك) راجع الموسوعة الفقهية باب استماع الجزء الرابع. 2- وثبت بالنص باباحته من حيث الأصل، وهو حديث عائشة رضي الله عنها المتفق عليه " دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش وحول وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: دعهما، فلما غفل غمزتهما فخرجتا". فمن الثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمح بالغناء في بيته، صحيح أن هناك روايات أخرى لهذا الحديث ذكر فيها "دعهما يا أبا بكر، فإن لكل قوم عيد، وهذا عيدنا". وقد استند عليها من يرى حصر اباحة الغناء بالأعياد والمناسبات المماثلة لها. لكن عموم نص الرواية الأولى، تفيد أن الأصل في الغناء الإباحة، وبالتالي فهو لا يحرم أو يكره إلا إذا صاحبه سبب من أسباب التحريم أو الكراهة. 3- القياس الصحيح يقتضي الإباحة. فالغناء صوت جميل موزون، وهو يرجع إلى تلذذ حاسة السمع بما هو مخصوص بها كغيرها من الحواس. والأصل في جميع الحواس إباحة التلذذ إلا إذا صاحبه عارض تحريم. والإنسان بفطرته يتلذذ بأصوات الطيور، وينزعج من أصوات الحمير. ولم يحرم عليه الإستماع إلى أصوات الطيور الجميلة، فينبغي أن لا يحرم عليه صوت إنسان جميل. والقياس الصحيح لا يرى فرقاً بين صوت الطير وصوت الإنسان. هذا هو رأي عبد الله بن جعفر، وعبد الله بن الزبير، والمغيرة بن شعبة، وأسامة بن زيد، وعمران بن حصين، ومعاوية بن أبي سفيان وغيرهم من الصحابة، وعطاء بن أبي رباح وبعض الحنابلة منهم أبو بكر الخلال، وصاحبه أبو بكر عبد العزير، والغزالي من الشافعية بالإضافة إلى شيخ الظاهرية ابن حزم. ومقتضى هذا الرأي أن الغناء المباح من حيث الأصل: أ- يصبح حراماً: - إذا صاحبه منكر كشرب الخمر أو الإختلاط الماجن. - إذا كان الكلام فيه فاحشاً أو محرماً أو كذباً، كالغزل أو التشجيع على الحرام أو إشاعة المنكر. - إذا خشي أن يؤدي إلى حرام كتهيج الشهوة. - إذا خشي أن يؤدي إلى تعطيل واجبات شرعية أخرى كالصلاة وغيرها. ب- ويكون مكروهاً: - إذا صاحبه مكروه، كغناء المرأة أمام الرجال، هذا إذا لم يؤد إلى تهيج الشهوة والفتنة، فإذا أدى إلى ذلك فهو حرام. - إذا خشي أن يؤدي إلى فوات سنن ومستحبات كقيام الليل ونحو ذلك. ج- ويكون مطلوباً: - إذا كان فيه تحريك للعواطف وتشجيع على الخير، كالغناء الحماسي الذي يحرك العواطف للجهاد ومقاتلة الأعداء، أو الأناشيد الدينية التي ترقق المشاعر وتمجد الله تعالى وتوحده، وتمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشجع على طاعة الله. ما لم يكن فيها كلام منكر.(1) ______________ حاشية ______________ (1) المستشار الشيخ فيصل مولوي ,, من لبنان
  15. يعطيك العافيه اخي سائق ليموزين ننتظر منك المزيد
  16. اعتذر اخواني عن التأخير ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الاخ ابو عبد الله حرمة تجسيد شخصية النبي وصحابته حرمه اجتهاديه وليست حرمه من القران والسنه والاجتهاد قابل للصواب وقابل للخطأ والفتوى الاجتهاديه تتغير طالما تبين ان هناك فوائد تطغى على الاضرار التي كان المفتي يعتقدها وعن الوسيله اخي فهي ليست بهذا السوء الذي تتصوره ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الاخ / كتكوت اهلا بك تسألني : هل تتغير الأحكام بتغير الأزمان؟؟ الاجابه : نعم وان كنت لا تعلم فلك ان تعلم تتغير الاجتهادات والذي لا يتغير هو ما ورد في القران والسنه وحكم تمثيل الرسول والصحابه هو حكم اجتهادي وهناك قواعد شرعيه عديده تقدم فيها المنفعه وفي الافلام والمسلسلات الراقيه فوائد عديده ربما انك لاتعيها نتيجة قلة اطلاعك او نحوه وعن الغزو الفكري هذه العباره تذكرني دائما بنظرية المؤامره التي اتعبتنا واحبطتنا وكأن الغرب ينام ويصحو على التأمر علينا\ مثالك عن الاندلس ( ان صح ) شيء وواقعنا شيء اخر لعلمك فان اعداء الاسلام والعرب لا يريدو لنا ان نستخدم الاعلام ضمن سلاحنا هل تعلم لماذا ؟؟ يجيب ان تعرف كيف استطاع اليهود ان يسيطر على السياسه الامريكيه و عن الحجاج والصحابي الذي قطع راسه اخي ليس صحابة النبي عليه الصلاة والسلام واتباعه جميعهم ينهجون النهج المستقيم وعن الكتب والاشرطه اخي انا لا اريد تلك الافلام والمسلسلات لي ولك انا اريدها للغرب والشرق الذين لايؤمنون الا بالتقنيه والذين لا يعرفون عن الرسول سوى ان اسمه محمد وهو نبي المسلمين والعرب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الاخ العنكبوت هل تقول هذا الكلام لي ام للذين لايعرفون الرسول وصحابته اعيد ما قلته اعلاه انا اريد هذه الافلام والمسلسلات لامريكا واوروبا واليابان والروس ووووووووو غيرهم فهل سوف تقول ما قلته اعلاه للامريكان واليابانيين والروس اشترو شريط من التسجيلات الاسلاميه كي تعرفو ديننا او كي تعرفوا نبينا ؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ اعتقد والله اعلم ان لدينا اشكاليه عميقه ومريعه في قضية التطوروالانفكاك من الجمود الفكري تحياتي
  17. بنت المطر تهطل مشاعر واحاسيس هنيئا لنا بك في هذا المنتدى
  18. اخي سعودي اشكرك على الاطراء انا لست بشاعر انما هي خاطره داهمتني يوم كنت في المكتب اوجعتني لعبة الحظوظ تلك فكانت هذه الكلمات تأكد ان ثقتي بهذه الكلمات قد ازدادت بعد هذا الاطراء منك لك شكري وتقديري
  19. دعني احلم حتى أموت أتريدني أن أموت .. فقير اليد والحلم دعني أهيم دعني اخرج بعقلي .. من واقع الهم والحزن والقهر في الحلم .. عمرا مديد جديد أكون ملكا غنيا قويا إمبراطور الأرض والبشر دعني احلم .. فطالما العقل يجيد الحلم فلن احرم نفسي من هذا الكنز بالحلم .. انتشل نفسي من مرارة الواقع والى الحلم .. اهرب من نكد الدنيا ومن ظلم الإنسان لأخيه الإنسان وأنانية الأصدقاء وجشع القادرين على العطاء من دنيا الحلم .. اقهر ذاك الحظ الذي قهرني أخاطبه : إن لم تكن معي فأنا لست وحيدا طالما أنى قادر على الحلم .. لا تمن فالحلم يغدق علي ويعطي اكثر من عطائك نعم .. هو حلم لكني املكه بينما أنت .. تغيب طويلا وان حضرت لا تسد رمقي أيها العاثر معي أيها العاثر معي أيها العاثر معي
  20. بسم الله الرحمن الرحيم اعرف أن الكثير من مشائخنا يتحفظون بل ويحرمون تجسيد شخصيات أصحاب النبي عليهم افضل الصلاة والسلام عبر المسلسلات والأفلام التلفزيونية وبالتالي فأنه من باب أولى تحريم تجسيد شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام وتحفظهم هذا ناتج عن تكريم تلك الشخصيات عن تمثيلها من قبل أشخاص لا يرتقون لمقام هؤلاء الصحابه وربما أن هناك أسباب أخرى لكن في ظل عزوف الشباب والجيل الحالي عموما عن القراءة والالتفاف حول وسائل الاتصالات المختلفة وخصوصا التلفزيون الذي اصبح مصدر أول لثقافة شبابنا ولان الأبطال في مفهوم جيلنا الحالي هم تلك الشخصيات التي تتبناها شركات الإنتاج العربية والأجنبية عبر أفلامها ومسلسلاتها ولان مواكبة التطور واستخدام أدوات الحضارة ضرورة ملحه لنشر ثقافتنا وموروثنا أمام العالم فأنني اعتقد انه من الضرورة أن يتنازل مشائخنا قليلا ليسمحوا بتجسيد شخصية النبي عليه الصلاة والسلام واصحابة رضوان الله عليهم عبر الأفلام والمسلسلات التلفزيونية لنشر السيرة العطرة للرسول وصحابته أمام العالم وقبل الانفعال دعونا نتأمل إنجازات الأفلام والمسلسلات في نشر ثقافة ما عبر العالم 1 – فلم بريف هارد ( القلب الشجاع ) هذا الفلم صور لمن لا يعرف الايرلنديين بطولاتهم التي حققوها في نيل حرياتهم أمام طغيان بريطانيا العضمى في ذلك الوقت الممثل الأمريكي مل جبسون حقق شهره عالميه عبر هذا الفلم أما الشهرة الأكبر فقد حققها البطل الذي جسده ( وليم ) زعيم الايرلنديين وليم اصبح من خلال هذا الفلم اشهر من نار على عالم أمام شعوب العالم المهتمة بالسينما لم يكن تأليف الآلاف من الكتب عن البطل ( وليم ) كفيل بأن يحقق له ربع تلك الشهرة التي حققها له تلك الفلم والسؤال هنا ماذا لو كان البطل هنا الرسول عليه الصلاة والسلام عبر سرد قصه تاريخية من سيرته العطرة أمام العالم ؟ ماذا لو نخاطب العالم باللغة التي يفهمونها وينسجمون معها ويحبونها لتجسيد حقيقة الإسلام والمسلمين عبر شخصية النبي واصحابة 2 – في شهر رمضان الحالي قامت القنوات العربية بعرض سيرة الحجاج ابن يوسف أنا والكثير غيري لم يكن يعرف القليل من تفاصيل سيرة هذه الرجل والأحداث التي واكبت تلك الفترة من الزمن والأكيد أن شخصية الحجاج من خلال هذا المسلسل الضخم قد حققت نجاح غير عادي في فهم سيرته التاريخية ولو كان الحجاج حيا لامر بنصف أمواله منحه لكاتب ومخرج ومنتج هذا المسلسل هذان مثالان والأمثلة حول هذا الموضوع كثيرة وآلاف الكتب التي تم تأليفها عن الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابة واتباعه من بعده لا تحقق من الهدف المنشود ربع ما يحققه فلم أو مسلسل ضخم تدفع عليه الاموال نحن اليوم نعيش عصر الاقتصاد والإعلام ولا ينتصر من لا يمتلك هاذين السلاحين أترككم مع هذا الموضوع لنتزود بآرائكم حول هذا الأمر ودمتم بخير وعافيه
  21. هلا بالسمي حياك الله عااااد وانا اخيك نبي ابداعتك وطلاتك ومواضيعك وزرقاتك لا تقطع
  22. جورج وسوف - مسيحي راغب علامه - درزي فضل شاكر - مسلم نوال الزغبي- مسيحيه هيفا وهبي- مسلمه وائل كفوري- مسيحي مجد القاسم - درزي جوانا ملاح- مسلمه رامي عياش- مسلم اليسا- مسيحيه نانسي عجرم- مسيحيه عاصي الحلاني- مسلم نجوى كرم- مسيحيه اصاله نصري- مسلمه يوري مرقدي- مسيحي ديانا حداد- مسلمه وليد توفيق- مسلم ملحم بركات- مسيحي الين خلف- مسيحيه امل حجازي -مسلمه زين العمر"طوني حتشيتي"- مسيحي مايا نصري- مسيحيه فارس كرم- مسيحي سوزان تميم- مسلمه ريدا بطرس - مسيحيه عامر منيب- مسيحي سامو زين مسلم ماجده الرومي- مسيحيه معين شريف- مسلم فريد الاطرش- درزي اسمهان- درزيه جوليا بطرس- مسيحيه وديع الصافي- مسيحي
  23. انشودة المطر ,,,,,, صح لسانك يا رجل ما خليت لي مجال للرد