الفيصلي يتوج احتفالاته بدرع الدرجة الثانية

كان عصر يوم الخميس الموافق : 2/2/1424هـ يوماً غير عادي لأبناء مدينة حرمة، حيث يخوض الفريق مباراته الأخيرة في دوري الدرجة الثانية أمام مستضيفه النادي العربي بعنيزة، حيث كان الفريق يلعب بحضور درع الدرجة الثانية الذي قرر الاتحاد السعودي تسليمه بعد هذه المباراة لهذا الفريق ولأن هذا الفريق لا يعرف إلا الإنجازات فقد قدم أبناء مدينة حرمة مستوى رائعاً في هذا اللقاء حسموها لصالحهم وبخمسة أهداف كانت قابلة للزيادة لولا رأفة مهاجمي الفيصلي بشباك العربي ...

وبعد هذا اللقاء سلم راعي الحفل الأستاذ علي بن صالح التويجري عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم درع الدوري والميداليات الذهبية لللاعبين، وسط حضور جماهيري وإعلامي كبير فالحدث كبير والمناسبة كبيرة والبطل جدير بالاهتمام، كيف لا وهو الذي حقق درع الدوري بأرقام قياسية وضمانه للصعود قبل نهاية الدوري بأربعة أسابيع والمتابع لهذا النادي يؤمن إيماناً تاماً أن تحقيق هذه البطولة لم يأت من فراغ بل نتيجة تكاتف إداري وفني وجماهيري ساهم في تحقيق أحلام أبناء حرمة، فالبداية كانت أمام نادي العدالة، حيث تعادل إيجابياً 1/1سجله مهاجمه عبدالله الدغيم ثم تعادل آخر أمام العيون إيجابياً 1/1سجله نفس اللاعب عبدالله الدغيم لتأتي الانطلاقة بفوز ثمين على منافسه التقليدي الفيحاء 0/1سجله نجمه عبدالله الدغيم. ثم على التهامي 1/3سجلها سطام مرزوق وماجد مرزوق وعبدالله العمران، ثم واصل الفريق انتصاراته بفوز ثمين على النهضة 1/2سجلهما عبدالله الدغيم وفهد الدوسري، وعلى الفتح 2/3سجلها ماجد مرزوق هدفين وخالد الفهد هدفاً واستمر عنابي سدير في جموحه مواصلاً انتصاراته ليسقط نجران بواحد صفر سجله ذئب الفريق عبدالله الدغيم ثم النور بواحد صفر سجله نجمه ماجد مرزوق ليلحق بهم العربي بفوز غال 1/2سجله عيسى حقوي وعبدالله الدغيم لينتهي الدور الأول بتصدر هذا الفريق ليبدأ الدور الثاني وسط مراهنات بتراجع مستوى الفريق إلا أنه عكس المعادلات والتوقعات والتكهنات فواصل انتصاراته بفوز على العدالة 0/1سجله نجمه فهد الدوسري ثم على العون 0/4سجلها هداف الدوري ماجد مرزوق بهاتريك ولاعبه فهد نصيب ثم تعادل سلبي أمام جاره الفيحاء ليعود بعد ذلك وبعد استراحة المحارب للانتصارات عندما تغلب على التهامي 0/2سجلهما لاعباه ماجد مرزوق وخالد السبيعي وعلى النهضة 1/2سجلهما سطام مرزوق وخالد السبيعي، حيث استطاع هذا الفريق من خلال هذا اللقاء أن يقلب خسارته بهدف إلى فوز ثمين بهدفين والتي حيث اعلن من خلالها صعوده رسمياً إلى مصاف أندية الدرجة الأولى وقبل نهاية الدوري بأربعة أسابيع ورغم توقع الكثير من الرياضيين أن الفريق سيبدأ التلاعب بالنتائج وبيعها إلا أن أبناء حرمة كانوا في الموعد تاركين أعمالهم ونتائجهم تتحدث عنهم، فتعادل إيجابياً مع نادي الفتح 1/1سجله لاعبه وليد المسرحي، ليقابل نادي نجران ويتلقى الفريق خسارته الأولى في الدوري على يد نادي نجران 0/1ورغم انها الهزيمة الأولى التي تلقاها الفريق في مشواره إلا أن أبناء الفيصلي احتووا آثار الخسارة سريعاً فهزموا النور بـ ثلاثة أهداف سجلها ماجد مرزوق هدفين وعبدالله الدغيم هدفاً، حيث أعلن رجال الفيصلي من خلال هذا اللقاء هبوط نادي النور رسمياً إلى دوري المناطق ليكون الختام ومسك الختام في عنيزة، حيث لقائهم أمام نادي العربي من عنيزة وبحضور درع الدرجة الثانية والميداليات الذهبية، فكان أبناء العنابي عند حسن ظن جماهيرهم بهم فسحقوا العربي بخماسية جميلة تعاقب على تسجيلها فهد كويران هدفين خالد السبيعي هدف عبدالله الدغيم هدف سطام مرزوق هدف، ليحتفل أبناء الفيصلي بدرع الدوري مع جماهيرهم على ملعب التعليم بعنيزة بعد أن استلموه من راعي الحفل، وبأرقام قياسية، حيث لعب الفيصلي في هذا الدوري 18لقاء فاز في 14وتعادل في 3وخسر مرة واحدة وله من الأهداف 33وعليه 12هدفاً وبنقاط مجموعها 45نقطة وبفارق 15نقطة عن أقرب منافسيه، كما حاز على لقب هداف الدوري نجمه ماجد مرزوق المطيري بـ 10أهداف وبأقوى هجوم في الدوري، حيث سجل مهاجموه 33هدفاً ودخل مرماه 12هدفاً. ولعل الانطلاقة الحقيقة للصعود بدأت وانطلقت بعد نهاية فترة رئيس النادي الأستاذ فهد عبدالمحسن المدلج وتجديد الثقة فيه مرة أخرى منذ بداية الموسم بعد الاجتماع الكبير الذي عقد في استراحة الشيخ حمد الدريس رئيس هيئة أعضاء شرف النادي، حيث جدد أعضاء الشرف الثقة في هذا الرئيس ليقود النادي للمرحلة القادمة الأخرى وبدعم وصل إلى , 300000ريال ليبدأ عمل هذه الإدارة المخلصة بعد أول اجتماع لهم بعد انعقاد الجمعية العمومية للنادي بحضور مدير مكتب رعاية الشباب بالمجمعة، حيث بدأت هذه الإدارة فور اعتمادها بتشكيل عدة لجان الأولى: جمعت رئيس النادي الأستاذ فهد المدلج ونائبه الأستاذ خالد بن سيف السيف وعضو مجلس الإدارة وإداري الفريق الأستاذ سعود عبدالعزيز الفهد ليكون مهمة هذه اللجنة البحث عن مدرب قدير يقود الفريق كما تم تشكيل لجنة أخرى لإعادة اللاعبين المبتعدين ومعرفة انقطاعهم وتتكون من أمين عام النادي الأستاذ عبدالله الضاوي وعضو مجلس الإدارة وأمين الصندوق الأستاذ وائل عبدالمحسن المدلج كما تم تشكيل لجنة لإعداد الملاعب في مدينة الرياض لمزاولة اللاعبين خارج مدينة حرمة تمارينهم حيث تكونت اللجنة من نائب رئيس النادي الأستاذ خالد سيف السيف وعضو مجلس الإدارة الأستاذ عبدالمحسن محمد اللعبون كما تم تشكيل لجنة لإنشاء معسكر للفريق داخل مبنى النادي بمدينة حرمة ضمت الأستاذ وائل عبدالمحسن المدلج عضو مجلس الإدارة وأمين الصندوق والأستاذ عبدالله محمد الضاوي أمين عام النادي، حيث تم وفي وقت قياسي إنشاء معسكر للفريق مؤثث تأثيثاً مريحاً للاعبين. حيث أدت اللجان العاملة أعمالها على أكمل وجه وظهرت نتائجها فعاد اللاعبون المنقطعون وكان أبرزهم مهاجم الفريق عبدالله الدغيم وزميله وليد الشريم والذي اعتذر بعد عودته لظروفه الخاصة كما تم التعاقد مع مدرب تونسي وهو زهير اللواتي ومساعده عبدالمنعم قرداع وأخصائي علاج طبيعي رضا قراجة بعد ذلك أقام الفريق معسكراً له في منطقة القصيم وبحضور 30لاعباً لتكون منطقة القصيم فأل خير على أبناء مدينة حرمة فالبداية من القصيم والتتويج في القصيم.

وعندما نتحدث عن هذا الإنجاز لأبناء مدينة حرمة أو شبح سدير كما يحلو لمحبيه فإننا لا بد أن نذكر سجل اللاعبين الأبطال الذي استطاعوا من خلال شعارهم العنابي والأبيض أن يرفعوا اسم مدينتهم حرمة عاليا في جميع المباريات التي خاضوها على المستطيل الأخضر منذ بداية الدوري وحتى نهايته وبمستويات راقية جداً صفق لها الجميع والذي من خلاله وقع 34لاعباً صك الصعود إلى الأولى بكل جدارة واستحقاق بقيادة جهازه الفني بقيادة مدربهم التونسي زهير اللواتي ومساعده عبدالمنعم قرداع وجهازه الإداري المكون من الأستاذ سعود عبدالعزيز الفهد ومساعده ناصر بن ضاوي الضاوي والأستاذ عبدالحميد اللعبون، أما أبطال الذهب فهم:

خالد الفهد، عبدالله الدغيم، ماجد مرزوق، راشد الدوسري، خالد السبيعي، فهد الدوسري، عبدالله العمران، وليد الفهد، فهد الدوسري، باسل الفهد، سطام مرزوق، فهد نصيب، عيسى حقوي، نمر الدوسري، خالد الشايع، وليد المسرحي، صالح حمود، أحمد الفران، فهد كويران، عيسى مصيد، محمد المطيري، عايش شوعي، سلطان الدخيل الله، ماجد ضيف الله، وفواز المطيري. وبنظرة سريعة إلى هؤلاء اللاعبين نجد أن أغلبهم مثَّل منتخبات الوطن وأندية الدرجة الممتازة، يتقدمهم سطام مرزوق الذي سبق أن مثل المنتخب السعودي للشباب عام 1421هـ كما أن حارس الفريق راشد الدوسري ولاعبه أحمد الفران وخالد الشايع سبقوا أن لعبوا لنادي النصر من الرياض كما أن لاعبيه خالد السبيعي وفهد الدوسري ونمر الدوسري سبقوا أن مثلوا نادي الهلال من الرياض.

وإحقاقاً للحق لم يكن هذا الفريق بحضوره الرائع والمدهش وبتواجده في المناسبات الكبيرة قابلاً للانكسار والهزيمة حتى والظروف تتكاثر عليه، فبقيت روح الفريق حاضرة وغير قابلة للغياب لذلك كان ثمن هذا الحضور الرائع بطولة غالية أسعدت كل رياضي ومتابع عاشقاً للأداء الجميل من عنابي سدير، الذي أكد من خلال هذه البطولة تفرده وانفراده بكل الصفات الجميلة والألقاب الرنانة والفيصلي واحد من هذه الأندية الذي يفتخر كل منتمٍ إليها بعراقتها وتاريخها الطويل وكمية بطولاته فعندما يلعب الفيصلي ويبدع ينقلك من مرحلة الملل إلى مرحلة النشوة والشعور بالفخر مما جعل هذا الفريق يحسد على نجومه وعلى شعبيته وعلى تكاتف أعضاء الشرف لديه فالفيصلي لغة جميلة الكل يريد التحدث بها والجميع يشرفه التغني بها فقهر المستحيل بعزيمة أبطاله وتسلح بسلاح الثقة فكان الدرع الغالي هدية لعشاقه ولعل الفيصلي بتاريخه الطويل ومنذ تأسيسه عام 1374هـ والذي صادف حصوله على الدرع احتفاله باليوبيل الذهبي بمرور 50عاماً على تأسيسه له مع الأمجاد قصة عشق لا تنتهي وكان ذلك لم يتحقق لو لا وجود إدارة حكيمة ولاعبين يحملون كل صفات النجومية حولوا من خلاله الصعب إلى سهل وأضافوا إلى قوة فريقهم قوة ترعب المنافسين جاعلين المتعة تتحدث عن نفسها، فمن القلب هنيئاً لأبناء حرمة هذا الإنجاز الذهبي واحب أن أهمس في آذانهم انه ذهب الصعب وبقي الأصعب.وبلا شك يقف وراء هذا الإنجاز أناس بذلوا الغالي والنفيس من أجل ناديهم وهي إدارة النادي التي ضمت مجموعة من الشباب المتحمس لمدينتهم حرمة.

نقاط مضيئة في مسيرة البطل

زفت جماهير منطقة سدير وتحديداً مدينة حرمة عريسها الجديد الفيصلي (شبح سدير) من خلال مسيرة فرح احتفالية بدأت من استاد التعليم بعنيزة وسط ازدحام كبير من السيارات لمرافقة الحافلة الخاصة باللاعبين المتجهة بهم إلى مقر النادي في مدينة حرمة، حيث جابت شوارع مدينة حرمة وتوشحت بالأعلام العنابية والبيضاء مرددين أجمل الأهازيج والأغاني بمناسبة الصعود بكل جدارة.

وائل المدلج وعبدالله الضاوي كانا الشعلة الحقيقية للفريق من خلال بث روح الحماس التحدي في نفوس اللاعبين.

تواجد التلفزيون السعودي بعد نهاية التتويج وأجرى لقاءات مع اللاعبين.

استضاف برنامج كل الرياضة في التلفزيون السعودي رئيس النادي فهد المدلج وكابتن الفريق خالد الفهد وهدافي الفريق ماجد مرزوق وعبدالله دغيم في حلقة خاصة عن هذا الإنجاز.

فارق كبير في النقاط بين الفيصلي وأقرب منافسيه نادي الفتح وصل إلى 15نقطة.

أرقام قياسية حققها الفريق من حيث أقوى هجوم وأقوى دفاع.

حصل مهاجم الفريق ماجد مرزوق على لقب هداف الدوري برصيد 10أهداف.

بدأت انطلاقة الفريق نحو الدرع منذ الأسبوع الثالث بفوزه على منافسه الفيحاء 0/1وبعدها توالت الانتصارات.

0شكلت عودة النجم المتألق عبدالله دغيم دعامة وقوة للفريق حسم بها العديد من اللقاءات.

أبدع الحارس راشد الدوسري في الذود عن مرماه وكان مفتاح السر بحصول الفريق على البطولة.

ساهم لاعبا الفريق عبدالله العمران وخالد السبيعي والذي وفق النادي بتسجيلهما في هذا الإنجاز وأعطيا قوة إضافية لنجوم العنابي.

جهود كبيرة للجهاز الطبي بقيادة الكابتن رضا قراجة ساهمت هي الأخرى في الإنجاز.

يزاول أفراد الفريق الأول بالنادي تمارينه اليومية على ملاعب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وملاعب مدارس رياض نجد الرياض، حيث يقوم المدرب والمساعد بالتنقل بين مدينة حرمة ومنطقة الرياض.

انهالت التهاني والتبريكات بعد تحقيق الدرع من عدد من الأندية المحلية وعدد كبير من الشخصيات الرياضية والمحلية والدولية.

كاتب المقال الاستاذ القدير / عبد العزيز الصالح

المصدر: جريدة الرياض ليوم الثلاثاء 06 صفر 1424العدد 12709