حتى لا نحرم أجيالنا


صلاح الحسن

Recommended Posts

حتى لا نحرم أجيالنا القادمة متعة الطبيعة.. ندق ناقوس الخطر..

الانفلات البيئي يقود براري و(فطرية) المملكة إلى كارثة بيئية مرتقبة

تناقص الحيوانات البرية وغياب عدد من النباتات من أبرز مؤشرات التدهور البيئي

* تقرير - صلاح الحسن:

تواجه براري المملكة والحياة الفطرية كارثة بيئية مرتقبة إذا لم يتدارك الانفلات البيئي للوضع الحالي من الرعي الجائر والاحتطاب وانخفاض مستوى الوعي البيئي لدى الرعاة وهواة الرحلات البرية، وما يلاحظ من عدم اكتراث في الحفاظ على الأشجار والمراعي والحيوانات البرية، وقد ظهرت مؤشرات التدهور البيئي واضحة وتتزايد سنة بعد أخرى، فقد تناقصت أعداد الحيوانات والطيور مثل الأرانب والوعول والحبارى والذئاب والقط البرية بأنواعها والجرابيع والضربان والنيص والضبان وغيرها كثير، كما شهدت المراعي تصحراً واختفاءً للعديد من النباتات مثل العرفج والبسط والرمث والعوشج والسدر وأشجار الطلح والسلم والسمر.

والمتبصر ببراري المملكة، خصوصاً من هواة الرحلات البرية وأهل القنص بالصقور والكلاب السلوقية يدرك حجم المأساة البيئية للوضع الراهن، وإذا ما استمر هذا الإهمال والتعدي على مكتسبات الحياة الفطرية لمملكتنا الغالية فإن التصحر والانقراض والفناء لهذا العالم الرائع واقع لا محالة.. سنحرم منه الأجيال القادمة وقد نحرم أنفسنا نحن أيضاً.

هذه هي المشكلة فما هو الحل؟

في البداية نحصر الأسباب في عدة نقاط هي: انخفاض الوعي البيئي لدى غالبية الرعاة والهواة وعامة الناس، محدودية قدرات الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية، عدم وجود دور ظاهر وجهود وزارة الزراعة على الواقع فقط هناك أنظمة ومسيجات حول بعض فياض الصمان المشهورة، تدني لدرجة الاختفاء لدور الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وازدهار تجارة الحطب وقطع الأشجار الخضراء، المتاجرة بالحيوانات المهددة بالانقراض مثل الحبارى (بيع وتهريب من دول شرق آسيا وإيران والعراق عبر الكويت والبحرين واليمن والأردن).

قد تكون هذه من وجهة نظري هي أهم الأسباب وهذا لا يمنع وجود أسباب أخرى.. إذاً ما هو الحل؟

الحل ببساطة في الآتي:

حصر أماكن الرعي ومنع نقل المياه عن طريق الوايتات (صهاريج المياه)، منع دخول الحيوانات البرية بأنواعها من الخارج والتشديد على هذا الأمر، منع الاحتطاب لفترة لا تقل عن عشر سنوات مع زيادة كميات استيراد أنواع الحطب الجيد، التعاون مع هواة الرحلات البرية وأهل القنص بالصقور وإيجاد مظلة لهم (إنشاء جمعية أو نادٍ) وإصدار نشرات توعية لهواة الصيد القادمين من دول الخليج، توزع مع ترخيص الصيد وعند المراكز الحدودية، إيجاد مراكز بيئية دائمة لنشر الوعي وتوفير المعلومات وتفعيل أنشطتها بحيوية، ودراسة تجربة المحميات، خصوصاً مركز الملك خالد لأبحاث الحياة الفطرية بالثمامة، الذي يعد نموذجاً رائداً في مجال الحفاظ على البيئة والسعي لدعمها والحفاظ عليها، ومراجعة وتقييم المشروعات السياحية المرتبطة بالبيئة ومحاولة الإقلال من تغيير طبيعة المحميات وعدم التركيز على الجانب المادي بشكل كبير، وتوفير الأعلاف المستوردة بأسعار مخفضة، وتشديد المراقبة على أسواق الحيوانات الداجنة ومحلات بيع الحيوانات؛ للتأكد من عدم بيع الحيوانات المهددة بالانقراض، وتشجيع المراكز الخاصة لإكثار الحيوانات البرية وتربيتها، والتركيز في مناهج التعليم على أهمية الوعي البيئي والسعي لنشره، خصوصاً في القرى والهجر، وإيجاد قنوات إعلامية متخصصة في هذا المجال، والعمل على إيجاد إستراتيجية طويلة المدى للحفاظ على البيئة والحياة الفطرية، وإيجاد بدائل لأكياس البلاستيك المستخدمة في تعبئة الأعلاف خاصة وكذلك الأكياس البلاستيكية بشكل عام.

12117العدد الخميس 29 ,شوال 1426 www.al-jazirah.com

رابط هذا التعليق
شارك

تقرير رائع ومهم .. اخوي صلاح

اتمنى ان يعي الجميع أهمية وحساسية هذا الموضوع في المستقبل القريب

اشكرك بالفعل .. واتمنى ان يكون لهذا التقرير صدى وردة فعل من قبل المسئوليين

رابط هذا التعليق
شارك

من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق

ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل



سجل دخولك الان