ساسلة عن الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله


الحرماوي

Recommended Posts

basmala.gif

هذه الموضوع نحسب والله حسيبنا ان يكون في موازين اعمالي واعمال قراه وان شاء الله في مو ازين فقيدنا

فكلما ذكر هذا الرجل او جاء ذكره ذكره الناس بالخير وترحموا لموته عاش محبوبن من الجميع الصغير والكبير الامير والبسيط ,الضعيف والفقير ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,من من لا يحب هذا الرجل ؟ من من يستطيع نسيانه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟لا وللن نسانك يا ولد الجميع ياشيخ الجميع .....يامربى الجميع,,,,,علمه ,خيره ...حبه,,,,,,,,,,,,لم يقتصر على بلده السعودية (((الذي نفخر انه من هذه البلد))))))))))))

هذه السلسة احببت ان اشارككم بقراته عن الفقيد وهيمقتبسة ومنقولة من موقع الشيخ بن باز (الرسمى) : http://www.binbaz.org.sa/

رحمك الله ياشيخنا واسكنك فسيح جناته وجمعك مع الانبياء والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيق وان شاء نلحق بكم في جنات الخلد .....أمين

بسم الله الرحمن الرحيم السلسة الاولى :

الشيخ ابن باز - رحمه الله - في سطور

ولد سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن باز - رحمه الله - بمدينة الرياض في اليوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة العام 1330 هـ في أسرة غلب على الكثير من رجالها طلب العلم والاشتغال له.

وكان سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- مبصرا في أول حياته وأصابه المرض في عينيه عام 1336 هـ فضعف بصره إلى أن كف في مستهل شهر محرم العام 1350 هـ.

وفي ظل تربية دينية مستمدة من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وفي رعاية نخبة من أعيان الأسرة نشأ الشيخ عبد العزيز بن باز -غفر الله له- فكان القرآن الكريم هو النور الذي أضاء حياته إذ استهل مشواره مع العلم بحفظ كتاب الله عن ظهر قلب وهو لم يزل صغيرا لم يصل مرحلة البلوغ.

وتلقى - رحمه الله - العلوم الشرعية على علماء الرياض الكبار كالشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ والشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ والشيخ سعد بن عتيق والشيخ حمد بن فارس والشيخ سعد بن وقاص البخاري والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمهم الله- واستمر في طلب العلم حتى تبوأ مكانة بارزة بين العلماء.

وقد تدرجت مسيرة الشيخ -رحمه الله- مع العلم والعطاء خلال عدة محطات رئيسة قدم فيها القدوة واكتسب كثيرا من الخبرات التي أضافت لشخصيته أبعادا أكثر شمولية.

وعمل رحمه الله قاضيا في الخرج ابتداء من جمادى الآخرة عام 1357 هـ واستمر به حتى نهاية عام 1371 هـ وفي عام 1372 هـ اشتغل بالتدريس في المعهد العلمي بالرياض لمدة سنة واحدة انتقل بعدها عام 1373 هـ لتدريس علوم الفقه والتوحيد والحديث في كلية الشريعة بالرياض ليمضي بها سبع سنوات منذ إنشائها حتى عام 1380 هـ .

وفي عام 1381 هـ عين نائبا لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وبقي في هذا المنصب حتى عام 1390 هـ ليتولى في العام نفسه رئاسة الجامعة حتى عام 1395 هـ.

وفي 14/ 10/ 1395 هـ صدر أمر ملكي بتعيين سماحته في منصب الرئيس العام لإدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بمرتبة وزير.

وفي محرم عام 1414 هـ عين سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- مفتيا عاما للمملكة العربية السعودية ورئيسا لهيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء بمرتبة وزير حتى توفي - رحمه الله وأسكنه فسيح جناته-.

كما تولى سماحته رئاسة وعضوية كثير من المجالس والهيئات العلمية والإسلامية منها رئاسة هيئة كبار العلماء ورئاسة المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي رئاسة المجلس الأعلى العالمي للمساجد ورئاسة المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة وعضوية المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وعضوية الهيئة العليا للدعوة الإسلامية وعضوية المجلس الاستشاري للندوة العالمية للشباب الإسلامي وغيرها الكثير من المجالس والهيئات الإسلامية.

وتولى سماحته- رحمه الله- رئاسة العديد من المؤتمرات العالمية التي عقدت في المملكة العربية السعودية والتي يسرت أمامه سبل الاتصال وتبادل الرأي مع الكثير من الدعاة وعلماء المسلمين في شتى أنحاء العالم.

ومع تعدد مسئوليات سماحته وتنوعها لم ينس دوره عالما وداعية وأخرج العديد من المؤلفات والكتب منها الفوائد الجلية في المباحث الفرضية والتحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة والتحذير من البدع ورسالتان موجزتان عن الزكاة والصيام والعقيدة الموجزة وما يضادها ووجوب العمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم والدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة ووجوب تحكيم شرع الله ونبذ ما خالفه وحكم السفور والحجاب ونكاح الشغار والشيخ محمد بن عبد الوهاب دعوته وسيرته وثلاث رسائل في الصلاة وحكم الإسلام في من طعن في القرآن أو في رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاشية مفيدة على فتح الباري وإقامة البراهين على حكم من استعان بغير الله أو صدق الكهنة والعرافين الجهاد في سبيل الله والدروس المهمة لعامة الأمة وفتاوى تتعلق بأحكام الحج والعمرة والزيارة ووجوب لزوم السنة والحذر من البدعة وغيرها الكثير من الفتاوى والرسائل.

ولسماحة الشيخ ابن باز - رحمه الله- نشاطات عدة في ميدان الدعوة إلى الله والاهتمام بأمور المسلمين منها دعمه المؤسسات والمراكز الإسلامية المنتشرة في كافة أنحاء العالم واهتمامه البالغ لقضايا التوحيد وصفاء العقيدة وما التبس على المسلمين من أمور دينهم.

وأولى سماحته تعليم وتحفيظ القرآن الكريم اهتماما خاصا وحث الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم على مضاعفة الجهود في هذا المجال.

كما اهتم بالسعي في أمور المسلمين وحرص على حل مشكلاتهم وتبني قضاياهم ووقف مع قضايا المسلمين ودعمها في كل بقاع العالم.

وألقى سماحته الدروس الإسلامية والمحاضرات التي تغرس المفاهيم الإسلامية الصحيحة في نفوس المسلمين كما كان لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- حضور كبير في وسائل الإعلام دعوة وإرشادا وإفتاء وله عدد كبير من المقالات في مجلة البحوث الإسلامية.

وفي عام 1402 هـ منحت مؤسسة الملك فيصل الخيرية سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله- جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام لما لسماحته من جهود بارزة في هذا المجال.

salam.gif

رابط هذا التعليق
شارك

حياته وأعماله

آخر حوار مع سماحة الشيخ ابن باز -رحمه الله-.

* بدأت مشواري مع العمل بائعا في جراج ابن قاسم.

* أغضب.. ويصيبني كثير مما يصيب الناس.

* آل باز ربما أصلهم من اليمن أو تهامة.

* لم أتضايق من فقد البصر، وهذا الرجل من أعز أصدقائي.

* لم أختلف مع الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله-.

كان سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- لا يحب الأضواء ولا الحوارات الصحفية وكان لا يجد الوقت الكافي لمثل هذه الأمور لذلك كانت الحوارات التي أجريت معه قليلة جدا وقد اخترنا هذا الحوار الذي أجراه معه الزميل الأستاذ محمد الوعيل قبل سنوات لنوثقه في هذا الكتيب.

وسر اختيارنا لهذا اللقاء أنه كان ممتعا وشاملا وتناول جوانب مهمة وخاصة في حياة الشيخ ليطلع عليها الناس ولنترككم معه في السطور التالية:

حدثنا عن ميلادك وطفولتك؟

- يقول: كان مولدي في شهر ذي القعدة من عام 1330 هـ والدتي هيا بنت عثمان بن عبد الله الخزيم.. وقد توفي والدي وأنا في آخر السنة الثالثة عام 33 هـ، فعشت يتيما في حجر والدتي وقرأت القرآن في حدود العاشرة وما بعدها إلى السنة الثانية عشرة والثالثة عشرة تقريبا ثم شرعت في حفظه في الرابعة عشرة والخامسة عشرة وأكملته في السادسة عشرة وطلبت العلم قبل البلوغ. وبقيت في حضانة الوالدة "هيا" وكان لي أخ موجود معنا في المنزل وهو أكبر مني سنا من أمي يدعى إبراهيم بن عبد الرحمن بن سيف وأخ آخر شقيق يدعى محمدا، كانا يلاحظان البيت ويجتهدان بالقيام بما يلزم ولكن الوالدة هي التي كانت تقوم علينا جميعا.. وكان فضلها كبيرا علينا في التربية وغرس الصفات الحميدة في نفوسنا.

آل الباز أصلهم من اليمن

كلمة الباز أو لقب العائلة من أين جاء وفي أي منطقة؟

- يقول: مبتسما - لا أعرف حقيقة أصل هذه التسمية.. غير أنني أستطيع أن أقول إن أصلهم ربما يكون من اليمن والبعض الآخر يقولون إن أصلهم من منطقة الحوطة ولست متيقنا من هذا الشيء.. ولكن هناك جماعة.. اسمهم جماعة الباز في منطقة تهامة.. قد تكون جماعتنا منهم.. ولا أعرف بالضبط حقيقة ذلك.. وصدقني يا ولدي، أن السؤال مطروح مني أيضا ولا يهم من تكون العائلة بقدر من يكون الإنسان.

رحلته في طلب العلم

رحلتكم في طلب العلم متى بدأت وكيف ؟

-حفظت القرآن وأنا في السادسة عشرة.. وطلبت العلم قبل البلوغ على سماحة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ.. فقد كان سماحته بداية مدرستي العلمية والدينية ثم على سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية -رحمه الله- وكذلك على عمه الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ أحد قضاة الرياض في ذلك الوقت.. ويضيف الشيخ مبتسما.. ولقد قرأت على الشيخ سعد بن حمد بن عتيق بعض الوقت في عام 46 هـ كما قرأت على الشيخ حمد بن فارس في علم النحو.. ويصمت الشيخ قليلا ثم يعود مستعرضا حياته وكأنه يستقرئها من خلال شريط ، لقد لازمت بعد ذلك سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم حتى عام 57 هـ حيث بدأت أمارس حياتي العملية الحقيقية منذ ذلك التاريخ.

مشوار العمل

متى بدأت رحلتكم العملية؟

- لقد بدأت حياتي العملية في عام 57 هـ، حيث عينت قاضيا بمنطقة الخرج بأمر من الملك عبد العزيز - غفر الله له - في 25 جمادى الآخرة عام 57 هـ ويضيف الشيخ: إنني ما زلت أذكر هذا التاريخ وكأنه محفور في ذاكرتي لأنه يمثل بداية حياتي العملية فعلا.. لقد ظللت قاضيا بمنطقة الخرج حتى آخر عام 71 هـ، ثم انتقلت بعد ذلك إلى الرياض مدرسا بالمعهد العلمي في عام 72 هـ ومكثت بالمعهد العلمي سنة واحدة حيث تم افتتاح كلية الشريعة ونقلت للتدريس بها واستمررت في العمل كمدرس بكلية الشريعة إلى نهاية العقد الثامن.. وفي عام 1381 هـ افتتحت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة فنقلت إلى المدينة المنورة بأمر من الشيخ محمد بن إبراهيم وكان ذلك في عهد الملك سعود -رحمة الله عليه- وبموافقته وباشرت العمل بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من عام 1381 هـ وحتى عام 90هـ، وكان منصبي هناك نائبا لرئيس الجامعة وكان الشيخ محمد بن إبراهيم رئيسا لها آنذاك.. ثم بعد وفاة الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله- وكان ذلك في عام 89هـ، تم تعييني رئيسا للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بموجب أمر من جلالة الملك فيصل -رحمه الله- عام 90 هـ وظللت في هذا المنصب كرئيس للجامعة بالمدينة المنورة حتى عام 95 هـ.

عودة أخرى للرياض

ومتى عدت إلى الرياض مرة أخرى؟

- عدت إلى الرياض مرة ثانية في شوال 1395 هـ حين صدر أمر الملك خالد بنقلي إلى الرياض رئيسا عاما لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بالرياض.

رابط هذا التعليق
شارك

الشيخ وأولاده

ما الأسلوب الذي يتبعه الشيخ في تربية أولاده..؟

- يقول الشيخ: أنا مقصر كثيرا وجلوسي مع أولادي قليل جدا لأني في معظم الوقت مشغول.. وأعترف لك بأنني حقيقة مقصر في حق أولادي وأهلي ولكنني أتبع معهم مبدأ النصيحة والتوجيه.

ماذا عن العمل الذي يفضله الشيخ؟

- يقول الشيخ ابن باز: لا شك أن البيع والشراء وطلب الرزق من أحسن المهن التي أفضلها لأبنائي.. وكذلك مهنة الزراعة.. ولقد صار أكثر أبنائي يعمل في التجارة حاليا.

الشيخ والنجاح والفشل

ماذا عن النجاح والفشل في حياة الشيخ؟

- يقول: لا يمكن أن أتوقع لنفسي الفشل فيما لو عملت في مجالات تختلف عن المجال الذي أقوم به لأنني أؤمن بأن الإنسان عندما يكون صادقا مع ربه ومع نفسه سيكون النجاح حليفه.. لكن دعني أحكي لك قصة عملي في مجال البيع والشراء وهي مرحلة تجسد معاني الإخلاص والصدق لقد عملت مع شقيقي محمد في مجال البيع والشراء مثل بيع البشوت وبعض الملابس وكنا نتجول في الحراج من أجل بيع بضاعتنا.. لكن عندما تسألني.. هل أنجح أم لا فإنني أقول لك لا أعرف.. ولكنني لو فعلت سأبذل جهدي فالحياة كفاح.

أما عن طفولتي وهي مرحلة يعتز بها كل إنسان ، فلا أتذكرها بالضبط عدا تلك المرحلة التي كنت فيها حريصا على مجالسة أهل العلم وقراءة القرآن والاطلاع على ما يجدُّ في علوم الدين.

الشيخ مع فقد البصر

إذا كان الشيخ عبد العزيز يتحدث عن الكفاح والبحث عن المعرفة أينما كانت ، كيف يرى ذلك وهو كفيف البصر.. وهل عانى من عقدة فقد البصر؟

- يجيب بأسلوب الإنسان الواثق من نفسه.. لم أشعر يوما من الأيام بأني متضايق لمجرد أني كفيف البصر، فكف البصر قدرة إلهية ولا مفر منها وإن كنت حاولت العلاج وكان ذلك وعمري يتراوح ما بين 16 إلى 19 عاما ولقد حاولت بالكي وخلافه إلا أنني فشلت..

قلت له مقاطعا: هل تعرف طريقة برايل ؟

- قال: أعرفها ولكني لم أتعلمها لقد ضعف بصري في عام 45 هـ أي أنني لم أكن أبصر جيدا.. وفي عام 49 هـ وبعد أربع سنوات من ذلك فقدت بصري.. ولم أجد أي تعب في التعليم فقد ساعدني الكثير والكثير .

قلت له: هل تتذكر شيئا عن رفاقك ؟وأعني أقرانك في سن الطفولة..

- اكتفى بالإجابة هكذا: كنا نجتمع وندرس.. ونتعاون ونطالع ومن أحب أصدقائي إلى نفسي الشيخ عبد الله بن بكر -رحمه الله- كان دائما في صحبتي وكنا نطالع الكتب سويا .

لم أختلف مع الشيخ محمد بن إبراهيم

يعتقد البعض أن هناك خلافا بين مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبد العزيز بن باز في بعض الأمور حتى أن البعض يروي بأن الشيخ محمد بن إبراهيم يتضايق كثيرا من الخلافات الفقهية التي كانت بينه وبين الشيخ ابن باز.. فماذا يقول ابن باز نفسه عن هذه القضية؟

- أبدا خلافاتي معه -رحمه الله- في مسائل قليلة.. وكنت أرى رأيا يخالف رأيه أحيانا.. لقد كان يتضايق من ذلك ويفسره البعض بالخلاف الدائم.. أذكر مرة واحدة في حادثة تتعلق بالطلقات الثلاث قد أفتى فيها وأفتيت فيها أنا أيضا بدون علم مني بخلافه فتكدّر بعض الشيء.. فاعتذرت إليه وزال ذلك الكدر .

مشكلات الطلاق

للشيخ ابن باز قصة مع الطلاق والمطلقين وربما كان من بداية شهرته حكمه في الطلاق الذي أصبح مفيدا لكثير من الناس قلت للشيخ:

هل الطلاق أبرز مشكلات اجتماعية تمر عليك ؟

- يقول: نعم ، فمشاكل الطلاق أهم المشكلات خاصة الطلاق بالثلاث.

ما أسبابها فضيلة الشيخ؟! -

ما يقع من الرجل وزوجته من نزاعات لأتفه الأسباب في بعض الأحيان .

ويبدأ الشيخ الفاضل ببساطته يحلل.. يحضر الزوج من عمله متعبا مجهدا فتخالفه الزوجة في بعض الأشياء لأتفه الأسباب في بعض الأحيان ، أو تطلب منه شيئا يشتريه لها فيأبى ثم يحتدم النزاع ، فيطلق الرجل أو تكون الزوجة على خلاف مع أم الزوج أو أبيه أو إخوته أو تطلب منه بيتا غير بيت أهله فيعتذر ويطلق.. أو يصاب بالسكر وشرب الخمر.. أو يترك الصلاة فيقوم بينهما نزاع وعندما تشدد عليه زوجته يطلق.. هذه هي أكثر الأسباب.

ويرى الشيخ أن مسائل الطلاق لم تتغير حتى بدخول التعليم في المملكة وازدياد الوعي لأنها كما يقول: لها أسباب داخلية بين الزوجين بل زادت وتعقدت لأن مشكلات الحياة وظروف المعيشة زادت أيضا.

ما هو العلاج إذًا؟ ما هو العلاج إذًا أيها الشيخ.. بمعنى هل يمكن وضع ضوابط لهذه المسألة؟

- لا يوجد سبيل إلى ذلك إلا القيام بالتوعية وعدم التسرع في اتخاذ القرار الخاص بالطلاق والاستعاذة من الشيطان الرجيم عند الغضب ونصيحة الزوجات والأزواج عن طريق الإذاعة والتلفزيون والصحافة بالصبر والتحمل وعدم مضايقة بعضهم البعض وخاصة الزوجات بعدم المطالبة لأزواجهن بمطالب قد تشق عليهم وتحمل ما يحدث من الزوج من تكدّر وكلمات نابية أو ما قد يحصل للزوجة من أمه أو أبيه أو إخوته.

فالمسألة لا تحل إلا بالتوعية والتوجيه والنصيحة أيضا للأزواج بعدم التسرع والرفق بالزوجات وتحملهن.. ونصيحة أيضا للزوجات أن يتحملن أيضا ولا يسارعن في المطالب الكبيرة ويرفقن بالأزواج لأنه قد يكون معظمهم غير قادرين على تلبية المطالب الكبيرة التي تطلبها النساء.

والشيخ عبد العزيز لا يتابع الصحف.. يقول: إخواني يتابعونها ويخبرونني بما فيها وإذا كان هناك ما يستحق الرد أو التعليق نكتب للجهات المعنية.. وكذلك هناك موظفون وكتاب يخبرونني ببعض الأشياء ويأتي الخبر من جهات شتى من الداخل والخارج وقد يفوتني بعض أشياء لا أطلع عليها.

ساعات من القراءة والكتب

ما هو عدد كتبك بمكتبتك الخاصة؟

- لا أعرف عددها وأظنها كثيرة.. وعندي مكتبة واحدة بالرياض وبعض الشيء بالطائف.

هل هناك ساعات معينة لقراءتك؟

- بين المغرب والعشاء نقرأ قليلا وبعد العشاء قراءة خاصة.. أما ما بين المغرب والعشاء فنقرأ حديثين أو ثلاثة.. وبعد العشاء نلخص المعاملات أو نحاول حل مشكلات بعد العشاء وقد يكون بعد العشاء فتوى أو بعض الفتاوى.. أي أن ما بعد العشاء منوّع .

حب الناس

نود أن نسأل الشيخ الفاضل: لماذا يحبك الناس.. لماذا يتعلّقون بك؟ فلا تستطيع. لكننا نحور السؤال إلى الأسباب التي تجعل الناس يقبلون عليه.. هل السبب في ذلك يعود إلى مرونته؟

- يجيب الشيخ: نتحمل ونصبر ويصيبنا ما يصيب الناس من التكدر لكن نتحمل - ثم يطرق بحياء - وقد يكون غيرنا من الإخوان أكثر صبرا منا.

رحابة صدره وصبره

أتشجع وأقول له وأعرف أنه رجل يكره الثناء: من هو الشخص الذي تأثرت به فأصبحت بهذه الرحابة من سعة الصدر والصبر في حل مشكلات الناس والتعامل معهم؟

- الرسول -صلوات الله عليه- فهو قدوتنا وهو الأساس في هذا، فكان تحمله كبيرا.. فربما جرَّه الأعرابي من ردائه حتى يؤثر على رقبته فيحنو عليه النبي عليه الصلاة والسلام ويضحك ويجيب له طلبه.. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحمل أهل البادية والحاضرة.. وهو أسوة لجميع أهل العلم والمسلمين.. ثم أصحابه كان لديهم من الحلم والصبر الكثير أيضا كالصديق وعلي وطلحة وغيرهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.. وكان عمر لديه بعض الحدّة لكنه كان أخير الناس وأصدقهم وأكملهم إيمانا.

يصيبني ما يصيب الناس

هل تغضب يا سماحة الشيخ؟

- أغضب كثيرا ويصيبني ما يصيب الناس.. أغضب على أولادي وعلى أهلي وعلى بعض الكتّاب وعلى بعض المراجعين ولكن نجاهد النفس .

وينتهي اللقاء كما بدأ .

رابط هذا التعليق
شارك

الحرف يبكيه

وإنا على فراقك لمحزونون

سمو الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز

الحمد لله المتفرد بالبقاء والدوام القائل في محكم كتابه وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين القائل: جاءني جبريل عليه السلام فقال يا محمد عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت فإنك مفارقه وبعد..

فقد رزئت أمة الإسلام في أنحاء الدنيا بخطب فادح ومصاب جلل نقصت به الأرض من أطرافها وثلم به جدار الدين والملة.. ذلكم هو فراق إمام أهل السنة والجماعة وحيد عصره وعلامة زمانه سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز.. فقد أفل نجم وغاب بدر واحتجبت شمس وحزنت على فراقه قلوب ملؤها الرضا بقضاء الله وقدره واليقين بأن ما عند الله خير وأبقى .

لقد كان سماحته جامعة يؤمها القاصدون فيخرجون بعلوم شتى وتجارب فريدة. لقد ملأ قلبي حب واحترام وتقدير سماحة الشيخ -رحمه الله- لكثرة ما يتحدث والدي مولاي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- عن مكانة العلماء عامة وهذا الإمام وما له من مكانة في نفسه خاصة فأورثني ذلك رغبة في القرب من سماحته والأنس بحضوره وزيارة مجلسه بين الحين والآخر فعلمت عن سماحته بعد اللقاء به فوق ما سمعت من حديث الناس عنه.

لم يكن سماحته عالما مفتيا متحررا من التقليد والجمود مولعا بالدليل فحسب بل جمع إلى ذلك أنواعا من الفضل والكرامات.

لقد كان سماحته -رحمه الله- يأخذ بقلب كل من عرفه عن قرب بتواضعه الجم لذوي الحاجات والضعفاء وكرمه الدائم الذي لا يعرف السآمة والملل، وكان ذا صفات يندر أن تجتمع لسواه من العلماء وأهل الفضل، فهو حليم صبور لا يغضبه إثقال السائلين عليه ولا ينفره إلحاح ملح أو تحامل حاسد.. يقابل الإساءة بالإحسان، والجفوة باللين، والمنع بالعطاء.

قالوا ألا تصف الكريم

لنا فقلت على البديه

إن الكريم كالربيع

تحبه للحسن فيه

وإذا تميز حاسدوه

بكى ورق لحاسديه

وكان كذلك متوجا بحلم ورفق وهيبة لا تفارق محياه.. لقد رأيته -رحمه الله- يتفاءل في أوقات عصيبة يظن فيها الناس الظنون. ثقته بالله عظيمة، يشرح الله صدره للحب فيثبت عليه ولو أكثر عليه المكثرون أو أرجف المرجفون.

كلماته صادقة اللهجة والولاء لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم بعيدة كل البعد عن التكلف.

لقد فقد سماحته -رحمه الله- بصره لكنه جاوز المبصرين في آرائهم وأقوالهم وفتح الله له آفاق البصيرة.

لم يسافر سماحته خارج المملكة العربية السعودية قط . لكنه عالمي في منهجه ولا توجد قضية من قضايا المسلمين الكبرى إلا ولسماحته فيها مقام شاهد ورأي سديد ودور حميد ابتداء من قضية فلسطين ومرورا بأفغانستان والصومال والبوسنة والهرسك والشيشان وانتهاء بكوسوفا التي له فيها دور محمود على الرغم من اندلاع الحرب فيها في وقت كان سماحته يعاني من أعراض المرض فلم يزده مرضه مع ما تحمله إلا تجلدا وثباتا.

لقد كان -رحمه الله- على ما عنده من الغيرة على دين الله والحرص على نشر العقيدة الصحيحة حريصا على تأليف القلوب وإيصال الحق إلى المخالف بطريقة لا ينفر منها قلبه بل بأسلوب الحكمة والموعظة الحسنة حتى هدى الله على يديه الكثير ممن فتنوا بالبدع والمخالفات الشرعية فأصبحوا -بفضل الله- من دعاة الحق والخير على منهج السلف الصالح منهج أهل السنة والجماعة.

لقد طالعت كتبا عن سيرة سماحته في حياته لكني على يقين بأن ما سيرويه من لزم سماحته عن قرب ممن أدركوا دقائق أخلاقه وروائع مناقبه في حياته والتي لم يكن -رحمه الله- يأذن بنشرها في حياته ستظهر لنا أكثر مما علمناه عنه بكثير.

وبهذه الصفات العظيمة تبوأ عالمنا الجليل هذه المكانة العظمى في قلوب المسلمين على اختلاف نزعاتهم وذاع صيته في أصقاع الأرض فكان بحق عالم الأمة وداعية العصر وعلما من أعلام الزمان. لا تمحى ذكراه على مر الأيام ولن تنساه الأجيال على تعاقبها فهو إن رحل عنا إلى دار البقاء فقد بقيت مآثره وعلمه مما يخلد الله به الذكر ويرفع به المنزلة وسيظل -بإذن الله- حيا بعلمه وعمله وجهاده ودعوته.

فاصنع لنفسك قبل موتك ذكرها

فالذكرى للإنسان عمر ثاني

وإني إذ أعزي المسلمين عامة ومولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني -حفظهم الله- وأصحاب المعالي والفضيلة وأسرة سماحته وأهل العلم والدعوة خاصة لأسأل الله الذي أكرم بلادنا وأمة الإسلام بسماحته أن يخلف على المسلمين بخير وأن يجعل في كبار علمائنا خاصة وكبار علماء المسلمين عامة خير خلف في إمام وعالم مضى وسلف.

نعم.. إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراق سماحته لمحزونون.. ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.. إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ

رابط هذا التعليق
شارك

وانطفأ المصباح المضيء

أ. عبد العزيز بن عبد الله السالم

نسعى جهدنا ونبذل كل طاقاتنا في دنيانا، ونحن نعلم أن أعمارنا محسوبة وأن حياتنا موقوتة، وأن آجالنا مرصودة في كتاب لا يضل ولا ينسى، وأن رحيلنا عن هذه الدنيا التي ألفناها قدر لا محيد عنه وأجل لا ريب فيه، وندرك أن دنيانا مهما اتسعت فهي محدودة، وأن آمالنا مهما امتدت فهي قصيرة ، وندرك أن أمانينا مهما تسامت فإنها عاجزة عن بلوغنا ما نريد ، وأن تطلعاتنا وإن بدت قريبة فإنها بعيدة المنال .

والإنسان في هذه الحياة ينظر إلى دنياه كثيرا ولا يلتفت إلى آخرته إلا قليلا فتمتد به الآمال حتى لا يرى غير حاضره ، وتطول به الأماني حتى يكاد ينسى أن له نهاية يقف عندها: هذه حال أكثر المسلمين إلا من اختصهم الله تبارك وتعالى بالعلم الرباني وأنار بصائرهم بالنور المبين ، فاتجهوا إلى الهدى يستضيئون به ويبلغونه ويدعون إليه، فنفع الله بعلمهم وبارك في أعمالهم وأعمارهم، فاستطاعوا في الفترة التي عاشوها أن يحققوا نتائج كبيرة في مجالات كثيرة. كما استطاعوا من خلال تلك الفترة أن يعلوا كلمة الحق وأن يحملوا مشاعل الهداية وأن يكونوا حراسا أمناء على العقيدة، كما حافظوا على نهج الدين القويم وعملوا بصدق وإخلاص على نشر الدعوة للإسلام في كل مكان بقدر ما اتسعت له طاقاتهم وتأهلت له قدراتهم وواتتهم ظروفهم فنشروا أضواء الإيمان في ربوع واسعة.

وممن تميز في حاضرنا بهذا النهج الواضح وسلك هذا السبيل المستقيم وحقق منجزات مباركة في حقل الدعوة والإرشاد وفي مجال العلم والإصلاح : سماحة شيخنا الوالد الكريم الشيخ عبد العزيز بن باز. العالم الرباني الذي نذر نفسه لله تعالى ، فقد أيتدبر دنياه واستقبل آخرته منذ نشأته، فلم يكن للدنيا نصيب عنده لشغله عما أعد لنفسه فيما يستقبل بعد مفارقته لهذه الدنيا : الكيس من دان لنفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني لقد كان شيخنا - تولاه الله برضوانه- العاقل الفطن الذي عمل لآخرته لأنها المصير الذي لا مصير بعده ولم يلتفت إلى الدنيا التي كانت تغر سواه.

نشأ نشأة صالحة منذ طفولته المبكرة، وقد كف بصره في صغره فكان ذلك من نعم الله الكبرى عليه، على حد قول الشاعر الحكيم:

قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت

ويبتلي الله بعض القوم بالنعم

وعلى هذا الأساس تحدد مصيره المضيء فاستطاع أن يحول ظلمة عينيه إلى إشعاع متوهج الأضواء ممتد الأثر، وذلك بتحصيل العلم والعمل به، وقد عوضه الله عن فقد البصر نور البصيرة: فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ وببصيرته المضيئة الوضيئة شق طريقه في الحياة العامة متعلما في البداية ومعلما بعد التعلم ، وكانت معالم النبوغ المبكر واضحة في دراسته وتدريسه وفيما استقبل من حياته بعد ذلك.. لقد كان الكتاب رفيق دربه وملازم مجلسه فكل أوقاته مراجعة لكتب العلم وتحصيل دائب واستيعاب دائم . حنى نهل من معين العلم الكثير وحقق بالمراجعة المفيد، وجلس مجلس الأستاذ من التلاميذ وحل مكانة الشيخ من الطلاب ، فكان المدرس والمرشد والموجه ولم يشغله واجب عن آخر، فلم يشغله القضاء في بداية حياته العملية عن إقامة حلق الدرس واحتضان الراغبين في العلم ، وحتى بعد ما توسعت دائرة مسئولياته العلمية والإدارية لم تقف همته العالية عند حدود العمل الوظيفي ولم تشغله عن نشر العلم وتوسيع آفاق المعرفة وإنما خطت به خطوات واسعة في مجال التعليم ، فقام بالتدريس في كلية الشريعة النواة الأولى لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وتولى الإشراف على الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ثم بعد ذلك تولى منصب مفتي المملكة العربية السعودية ورئيس دائرة البحوث العلمية والدعوة والإرشاد ، وجميع المناصب التي تولاها كان يديرها بحزم واقتدار وبرؤية إيمانية ثاقبة فهو الذي يتولى بنفسه البت في شئونها كما أنه يجيب على المكاتبات ويرد بالهاتف على السائلين والسائلات ويرأس هيئة كبار العلماء ويصدر الفتاوى وينشر العلم الواسع والفوائد التي يحتاجها الناس ، ويشارك في جميع وسائل النشر بعلمه الغزير ، وقد جعل الله له القبول لدى المواطنين والمقيمين في بلادنا وسواهم من سائر المسلمين خارج البلاد: يوجهون لسماحته الأسئلة في الرسائل وعبر الإذاعة وبكل الطرق المؤدية لتلقي الفتوى لكبير الثقة فيه والاطمئنان إلى علمه واجتهاده ، وهو العالم التقي الورع الذي يجتهد في تقصي المراجع الصحيحة ويختار القول الراجح ولا يستنكف أن يقول لا أدري إذا لم يتبين له في المسألة وجه صحيح .

إلى جانب أنه نقي السريرة طاهر القلب. قوله صورة لعمله يحسن الظن بالناس لأنه يراهم بمرآة نفسه ويصدر في ذلك عن نبعه الصافي وطبعه الصدوق وخلقه الرائع ، وما تربى عليه من تنشئة ربانية تحفها المعرفة من كل جانب وتحيطها أنوار العلم من جميع الجوانب ، وهو إضافة إلى تلك السجايا الكريمة فإنه كريم النفس سخي اليد ، فلقد كان بيته مفتوحا - في أي بلد يحل فيه -يقصده طلاب العلم والسائلون عن الأحكام الشرعية والممثلون للجمعيات الدعوية في الخارج فهو مقصد كل ذي حاجة يستقبل القاصدين بكل خلق كريم ويستضيف الغرباء في بيته ، وكل ما يصل إلى يده من دخل مادي ينفقه ابتغاء مرضاة الله تعالى فقد طبعه الله على الكرم المتميز فكان منزله موئل القادمين وإكرام الضيوف ، فهو لا يأكل زاده وحده بل يشاركه الكثيرون من قاصديه ، وحتى عندما أصيب بمرض دخل على أثره المستشفى نصحه الأطباء بأن يخصص لنفسه طعاما تتوافر فيه عناصر تغذية معينة فلم يوافق على أن يخص نفسه بغذاء خاص أو ينفرد للأكل وحده ، وإنما يأكل مع الجموع الكثيرة التي تفد إليه وتتحلق حول مائدته وكان هذا دأبه طيلة حياته.

رابط هذا التعليق
شارك

الشيخ ابن باز بين الهمة والخشوع

- الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد

الاهتمام بالأعلام دليل وعي الأمة وعنوان وفاء في المجتمع وهو في ذات الوقت طريق صحيح لتعريف الجيل والأجيال بعده بالقدوة والأسوة والمثال الحي .

وأن العلم المتحدث عنه هو سماحة الشيخ الإمام العالم الحبر البحر الوالد الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-.

إن "ابن باز" هذا اسم عال في سماء العصر وعنوان بارز في رجال الجيل يسمو على التلقيب بالألقاب (ابن باز) يترفع عن التحلية بالنعوت والعرب بفطرتها الصاخبة تنكر حاجة الأعلام للألقاب حتى قالوا: (وهل يخفى القمر!!).

والنيران: الشمس والقمر يذكران من غير حلية أو لقب ، وأنت خبير بأن من الأسماء نكرات موغلة في التنكير لا يزيدها التعظيم بالألقاب والتفخيم بالنعوت إلا نكرة وخفاء وضمورا ، يموت أصحابها وما عرفوا وما ذكروا.

وقد يموت أناس لا تحسهم

كأنهم من هوان الخطب ما وجدوا

والأصالة العربية تنزع إلى التجريد فتتعلق بالجواهر والمعاني فتنادي عظماءها بأسمائهم المجردة ثقة بنفسها وثقة بعظيمها.

وإنه ليكفي علمنا وشيخنا أن يدعى (ابن باز) فله تكوينه السوي وفقهه الواثق وروحه المتوثبة في قيم خلقية صافية ، ترفعت على الشهوات نفسه ، وتحلت بالإيثار خليقته ، يصرف عمل صافية ، ترفعت على الشهوات نفسه ، وتحلت بالإيثار خليقته ، يصرفه عقل دارك وقلب يقظ ، مرفود بالركانة والزكانة والنظرة الشاملة والتصور الكلي غير محبوس في أفق خاص أو دائرة ضيقة إنه للأمة كلها وللدين كله.

يجمع بين الهمة العالية والخشوع والخضوع ، سر الإعجاب أنه متواضع في بساطة مع كم من القيم والمثل العليا. رجل فذ يحمل المسئولية بقوة ويرسم المنهج بكفاءة.

معهد عام ينهل منه الوارد فقها في الدين وفصلا في المعضلات بضاعته في ذلك الآية والحديث والسند والرواية والفقه والدراية ، فهو صاحب حجة وقائم بدليل ومستمسك بالوحيين .

عمله وإدارته جهاد يبذل الشفاعة ويقضي الحاجة ويعين على ثوابت الحق . في منزله بيت كرم رفيع العماد تسطر أفعاله في الجود مع حاتم طيئ وهرم بن سنان.

هو في هذا أو ذاك يحمل هموم الأمة على كاهله ويتزاحم الناس على بابه ويسير الناس في ركابه والمطالب تحيط به من كل جانب .

تمر به العواصف العاتية وهو ثابت كالطود الأشم وتنزل النوازل فإذا الشيخ يتلقفها باليمين.

لشدة الحق في سماحة سماحته معلم وللدعاة في وسطية مسلكه منهج.

وبعد فهذه لمحات وإشارات ومقتطفات من شذرات مما ظهر من حال الشيخ والله ربنا وربه هو حسبنا وحسبه وما شهدنا إلا بما علمنا وعلم البواطن موكول إلى من يعلم السر وأخفى فهو سبحانه أعلم بمن اتقى وأعلم بمن هو أهدى سبيلا ، فعلى من يحب الخير لنفسه أخذ بمجامع المحاسن والاقتداء بمسالك الأماثل إن طاق وإن عجز فليترسم الخطى وليتتبع الأثر مأخذ القليل خير من ترك الجميع ولله الحجة على خلقه ورحم الله شيخنا رحمة واسعة

رابط هذا التعليق
شارك

عاش مسكينا مع المساكين

الشيخ أحمد القطان

قال تعالى: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ إن هذه الآية الكريمة تدل بوضوح على سماحة الشيخ الراحل عبد العزيز بن باز -رحمه الله- حيث كان طفلا صغيرا ولد في عام 1330 هـ في الرياض وبدأ يحفظ القرآن ، فقبل أن يبلغ الحلم كان قد حفظ القرآن كله.

بدأت درجاته ترتفع وأصيب -رحمه الله- في عينيه عام 1346 هـ لكن القرآن والعلم الشرعي جعل له بصيرة يرى من خلالها الحكمة حتى أصبح سماحة الشيخ علما من أعلام المسلمين ومن المجددين لهذا الدين ، وارتقى في درجات الدنيا إلى أعلى المراتب ونرجو أن يجعله الله في الآخرة في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

وقد قمت بزيارته في حياته عدة مرات فرأيت من أمره عجبا. إنه يذكرني بالسلف الصالح من الصحابة والتابعين ، رأيته يعمل 18 ساعة في اليوم في سبيل الله دون كلل أو ملل ، فمنذ صلاة الفجر يجلس للناس ويحدثهم إلى الشروق وبعد صلاة الشروق يأكل معهم طعام الإفطار وعامتهم من طلبة العلم . ويظل سائر يومه يستقبل الناس من كل الأجناس ومن كل البلاد ، وعامة جلسائه ساعة غدائه من الفقراء والمساكين .

وأخبرت أنه لم يتغد مع أهله منذ 50 عاما ، فقد آثر أن يعيش مسكينا مع المساكين قريبا من شكواهم متحسسا لحاجاتهم شافعا في قضائها. ولا تستغرب أن تشاهد معه على بساط التواضع الأمير بجوار الفقير ، فالناس عنده سواء . وآخر ما يفكر بمصلحة نفسه. زرته يوما وهو مريض في رجله والطبيب واقف على رأسه ساعة يستأذنه كل حين في علاجه ، لكن حاجات الناس وأسئلتهم جعلت الطبيب ينتظر طويلا إلى أن ودعناه والطبيب لم يعالجه.

ثم صار قاضيا فكان من قضاة الجنة بشهادة من احتكموا إليه ورئيسا للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ، فكانت في قمة ازدهارها ، فبركات الله التي أودعها فيه كانت واضحة على طلبة العلم . وصار رئيسا للإفتاء فطارت فتواه في مشارق الأرض ومغاربها. وكان أعظمها جواز استخدام القوات الأجنبية في تحرير الكويت من العدو المحتل ، وخاصة أن العدو بدأ يحتل مدينة الخفجي ويعرض الحرمين الشريفين إلى الخطر الكبير ، فكانت فتوى الشيخ المأخوذة من كتاب الله وسنة رسوله حلا لجميع التنازعات في هذه القضية الخطيرة ، فصار له علينا أهل الكويت خاصة والأمة الإسلامية عامة فضل عظيم ، يحتم علينا أن ندعو له ونستغفر له ونسأل الله له الرحمة.

إن موته فيه موت لجزء كبير من ميراث الأنبياء ، فعزاؤنا نرفعه نحن أهل الكويت إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الذي شاهدناه يوم الجمعة في مقدمة المشيعين والمصلين ، هو وإخوانه الكرام والعلماء والملايين من المسلمين الذين بكت قلوبهم ودمعت عيونهم وسألوا الله أن تنبت لنا أرض المملكة العربية السعودية رجلا مثله في زمن الفتن والمحن . نرفع العزاء إلى أهله وذويه ، ونسأل الله لهم الصبر والاحتساب .

وأقول للمسلمين تذكروا أن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز توفي يوم الخميس وفي هذا اليوم المبارك ترفع الأعمال فيه إلى الله فينظر فيها إلا المتخاصمين يقول: "نحوهما حتى يصطلحا" فلنبادر الآن إلى من خاصمناه من المسلمين ولنقل له إنا نحبك في الله ، حتى يجمعنا الله مع شيخنا الفاضل تحت ظل عرشه ومستقر رحمته.

حقيقة ما كان بيني وبين الشيخ ابن باز

د. يوسف القرضاوي

الحديث عن العلامة ابن باز ذو شجون ، ومجال القول ذو سعة ، ولا نستطيع أن نوفي الشيخ ما يستحقه في هذه العجالة ، إنما هي كلمات سريعة ، كتبتها على عجل أودّع بها الشيخ الجليل وفاء لبعض حقه ، ومعرفة بقدره وتقديرا لمكانته وفضله.

إن موت العلماء الأفذاذ مصيبة كبيرة ، فإن الأمة تفقد بفقدهم الدليل الذي يهدي ، والنور الذي يضيء الطريق ، يقول علي كرم الله وجهه: إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها إلا خلف منه

وقال ابن عمر رضي الله عنهما: ما قبض الله عالما إلا كان ثغرة في الإسلام لا تسد يؤكد هذا حديث عبد الله بن عمرو المتفق عليه إن الله لا يقبض العلم ينتزعه انتزاعا من صدور الناس ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا

موضوع كتاب الحلال والحرام

أرسل إليّ الشيخ -رحمه الله- منذ أكثر من ربع قرن كتابا يخبرني فيه أن وزارة الإعلام عرضت عليه كتابي "الحلال والحرام في الإسلام" هل يفسح له لدخول السعودية أو لا يفسح ، وأنه يود ألا يحرم القراء في السعودية من كتبي التي "لها ثقلها في العالم الإسلامي" على حد تعبير الشيخ ، وأن المشايخ لهم ملاحظات على الكتاب تتحدد في ثماني نقاط ذكرها ، وأنه يرجوني أن أعيد النظر فيها ، فإن اجتهاد الإنسان قد يتغير من وقت لآخر.

ورددت يومها على الشيخ برسالة رقيقة قلت له فيها: إن أحب علماء الأمة عليّ ألا أخالفه في رأي هو الشيخ ابن باز ، ولكن قضت سنة الله ألا يتفق العلماء على رأي واحد في كل المسائل ، وقد اختلف الصحابة بعضهم مع بعض ، واختلف الأئمة بعضهم مع بعض ، فما ضرهم ذلك شيئا ، اختلفت آراؤهم ولم تختلف قلوبهم وبعض هذه المسائل الثماني اختلف الناس فيها من قديم ، مثل قضية وجه المرأة أهو عورة أم ليس بعورة؟ وقضية الغناء بآلة وبغير آلة ، ما حكمه؟ وسيظل الناس يختلفون فيها إلى ما شاء الله ، ويرد بعضهم على بعض ، ولا حرج في ذلك ولا إنكار في مسائل الخلاف ، وهذا من سعة هذا الدين وصلاحيته لكل زمان ومكان.

وهناك قضايا فهمت عني خطأ ، فقد قيل: إني أبحت التدخين ، أو ترددت في الحكم عليه ، مع أني معروف بالتشدد في هذا الأمر ، ومن قرأ كتابي أو غيره تبين له ذلك بجلاء ، ومثل ذلك قضية جواز المودة مع الكافر ، وأنا لم أجز المودة مع كافر لو كان محادا محاربا لله ولرسوله وللمؤمنين ، إنما المودة مع المسالم الذي له حق على المسلمين ، ولهذا أجاز الشرع للمسلم أن يتزوج كتابية مع ما افترض أن يكون بين المرء وزوجه من مودة ورحمة.

استجابة تاريخية

وقلت في نهاية رسالتي للشيخ: أرجو ألا يكون خلافي في بعض المسائل سببا في منع كتابي من دخول السعودية ، وقد استجاب الشيخ -رحمه الله- فيما ظهر لي- إلى رغبتي ، وسمح لكتابي وغيره بدخول سوق السعودية.

واتصل حبل الود بيني وبين العلامة ابن باز في مناسبات كثيرة ، في مؤتمرات رابطة العالم الإسلامي ، وفي المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ، وكنت عضوا فيه ، وكان الشيخ نائبا لرئيسه ، إذ كان رئيسه هو ولي عهد السعودية الأمير فهد بن عبد العزيز -حفظه الله- في ذلك الوقت ، وفي مجلس المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي التي أتشرف بعضويته ويرأسه الشيخ ، وفي المؤتمرات العلمية والدعوية العالمية التي أقيمت في السعودية ، مثل المؤتمر العالمي للاقتصاد الإسلامي في مكة المكرمة ، والمؤتمر العالمي للدعوة والدعاة في المدينة المنورة ، ومؤتمر مكافحة المسكرات والمخدرات والتدخين في المدينة المنورة أيضا.

نهج الاعتذار

أبى الشيخ على نفسه ألا يغادر السعودية ، وكم دُعي من أقطار وجهات شتى ، ولكنه اعتذر ، وعندما أقيم المؤتمر العالمي للسنة والسيرة في دولة قطر في افتتاح القرن الخامس عشر الهجري ، وجهنا إليه الدعوة وألححنا عليه ، ولكنه قال: إنه كان يود الاستجابة للدعوة ، ولكن هذا يفتح عليه أبوابا لا يستطيع سدها ، وأصر على موقفه ونهجه في الاعتذار.

لم أر مثل الشيخ ابن باز في وده وحفاوته بإخوانه من أهل العلم ، ولا في بره وإكرامه لأبنائه من طلبة العلم ، ولا في لطفه ورفقه بطالبي الحاجات من أبناء وطنه ، أو أبناء المسلمين عموما ، فقد كان من أحسن الناس أخلاقا ، الموطئين أكنافا الذين يألفون ويؤلفون.

ولقد رأيته في المجمع الفقهي يستمع وينصت إلى الآراء كلها ، ما يوافقه منها وما يخالفه ، ويتلقاها جميعا باهتمام ، ويعلق عليها بأدب جم ، ويعارض ما يعارض منها برفق وسماحة دون استعلاء ولا تطاول على أحد ، شاديا في العلم أو متناهيا ، متأدبا بأدب النبوة ، متخلقا بأخلاق القرآن.

لا أعرف أحدا يكرهه

لا أعرف أحدا يكره الشيخ ابن باز من أبناء الإسلام إلا أن يكون مدخولا في دينه أو مطعونا في عقيدته ، أو ملبوسا عليه ، فقد كان الرجل من الصادقين الذين يعلمون فيعملون ، ويعملون فيخلصون ، ويخلصون فيصدقون ، أحسبه كذلك والله حسيبه ، ولا أزكيه على الله تعالى.

رابط هذا التعليق
شارك

أمور لا يعرفها الناس عن الفقيه

بقلم: د. عبد الله بن حافظ الحكمي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه الكرام إلى يوم الدين.

رحمك الله أبا عبد الله اللهم اجعله في جنات عالية قطوفها دانية ، اللهم اجعل مثواه في جنة الخلد مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. آمين.

طلعت علينا شمس النهار وقد فارقنا شمس العلوم والمعارف قبل أن ينبلج نهارها ويشع ضوءها ، رحل يوم الخميس وقد ودعنا فيه زينة الأيام وإمام الزمان. يوم الخميس هذا اليوم الذي كان لا يختار السفر إلا فيه ، أتم الله له الاختيار فكان سفره الأخير فيه فإلى خير مستقر إن شاء الله. والحمد لله على ما قضى وقدر.

نذكر الوالد الحبيب بأعمال الخير التي قضى حياته فيها ، وعطر تاريخ أيامه بأريجها ، جهد دائب لا يعرف الإجازات ولا الاستراحات ، منقطع لنشر العلم ونفع الخلق في ليله ونهاره ، حتى السويعات الأخيرة من حياته ، عمر مديد وعمل حسن ، فليهنأ الوالد -أبو عبد الله- بالعمل الطيب والذكر الحسن. أجزل الله له الأجر ، وأعظم له الثواب ، وتقبل منه ، وجزاه خير ما جزى به عبدا صالحا. نذكر الوالد الحبيب ولن ننساه.

نذكر مجالس الفتيا: يجيب كل سائل ويحل معضلات المسائل ، ما رأيت أسرع منه إجابة ، ولا أوقع على المقصود ، جواب بلا إطالة ، مقنع لا يُدفع. قد أحاط بالأدلة ، وجمع الأقوال ، فانقطعت بجوابه الحجج. قنع الناس بكلامه فلا تردد بعد قوله ، ولا جهل بعد فتواه. أجمع على قبول قوله العلماء والعامة. فكان المرضي عند الجميع. علم واسع ، ورأي سديد ، وعقل راجح ، وفراسة صادقة. إن علم أجاب ، وإن أشكل عليه الأمر لجأ إلى الله داعيا ذاكرا مسبحا مستغفرا متضرعا أن يلهمه الصواب ، فنعم العالم الورع التقي الزاهد.

نذكر المساجد التي سعى في بنائها بالتعاون مع ولاة الأمر وأهل الخير التي تعد بالمئات في داخل المملكة وخارجها. كان آخرها في يوم وفاته على مكتبي ثلاثة مساجد قد بدأ -يرحمه الله- في إجراءات تعميرها. حرص على ذلك ، وفرّغ لهذا العمل موظفا يتابع معاملاتها في مكتبه الخاص.

ووقتا يدرس أوراقها فيه. نذكر حرصه على إعمارها بحلقات العلم التي أقامها فيها جلّ حياته. يبدأ درسه بعد صلاة الفجر إلى أول الضحى ، دروس متعددة تعلو على دروس الجامعات والمدارس العليا في عددها ومستواها. هو الشيخ والمعلم فيها.

نذكر حثه على أداء الصلاة فيها جماعة. وعدم التهاون ، ولن ننسى كلما ردد المؤذن: الله أكبر ، الله أكبر ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح. دعوته الدائمة إلى إجابته: البدار البدار ، الإسراع الإسراع. أذكر وصيته يوم جئت أقرأ ورقة فور انتهاء المؤذن من الأذان. فسأل: لم أسمع الأذان ، هل أذن؟ فقلت: نعم الآن أذن. فقال: أتعمل وقد أذن ، الصلاة الصلاة.

نذكر مواعظه في المساجد تتردد فيها ، الحث على الخير ، والترغيب فيه ، والدعوة إلى كل عمل صالح ، والتحذير من كل شر ومنكر ، وعظ مؤثر ، ونصيحة مشفق تلامس شغاف القلوب لا لبلاغتها ولكنه الصدق في النصيحة. ومن لم يسمع منك الوصية الخالدة ، جماع كل وصية (يا عبد الله: عليك بتقوى الله) هي بدء كل موعظة وختامها (يا عبد الله عليك بتقوى الله). جعلنا الله ممن انتفع بعلمه وكان لدعوته سامعا مطيعا.

نذكر المدارس التي شارك في تأسيسها في مختلف بقاع الأرض ، والمدارس التي ساهم في استمرارها ، والمدارس التي سعى في إعانتها ، والمدارس التي جعل لها مقررات سنوية ، أو تحمل فيها رواتب بعض المدرسين.. أذكر واحدا من أهم أعماله التي حرص عليها واهتم بها تلك هي رعاية دار الحديث الخيرية بمكة المكرمة أشرف على عملها ، وكفل طلابها ، وأقام لها المباني الحديثة ، وعين فيها المدرسين الأكفاء ، ووفر ميزانيتها ، وحرص على تميزها واستقلالها حتى غدت شهادتها العالية تعادل الشهادة الجامعية ، وطلابها من مختلف بلاد الدنيا. الشرط المهم في قبولهم الرغبة في طلب العلم والدعوة إلى الله.

نذكر الصفات العالية ، نذكر الأخلاق الفاضلة ، نذكر التعامل السامي ، نذكر العلم ، نذكر الحلم نذكر التواضع ، نذكر الشجاعة في قول الحق ، نذكر الكرم ، نذكر الجود ، نذكر السخاء ليس له حدود. نذكر العطف على الأيتام ، نذكر العطف على الفقراء والمساكين ، نذكر العطف على الغرباء المقطوعين ، نذكر العطف على من ضاقت بهم الحيل وانقطعت بهم السبل وسدت في وجوههم الأبواب . فوجدوا في بابه بعد باب الله خير ملجأ ومعين ، فكانت شفاعته ، وكانت صلته ، وكان بره.

الوالد الحبيب: أبكيه وقد كثر الباكون حولي . العيون تدمع ، والقلوب تحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا. إنا لله وإنا إليه راجعون .

أبكيه ويبكيه طلبة العلم : هم جلساؤه وأبناؤه وأقاربه ، قد قدم الأنس بهم على الأنس بالأهل والأولاد ، وقف وقته لهم. فصدروا منه عن مورد عذب زلال. جنوا من علمه أنفع علم وأقوم سلوك. علم شرع قد وُثقت أحكامه بالآيات القرآنية ، وأيدت بالأحاديث النبوية الصحيحة. أقام متونها ، وصحح أسانيدها ، فعلمه اليقين لا الشك ، والنور لا الظلام ، والحقيقة لا الحيرة ، علم من عقل واع ، وقلب مخلص قد ربط نيته وتوجهه بالله مولاه ، فأجرى على لسانه الحق في جل أموره واستجاب دعاءه في إصابة الحق في القول والعمل في غالب شئونه.

أبكيه ويبكيه الدعاة إلى الإسلام في كل مكان: نصرهم ، وآزرهم ، بذل الجهد في توجيههم إلى المنهج السليم في الدعوة بقوله وعمله ، وقد كفى كثيرا منهم مؤنة الحاجة بما رتب لهم من الإعانات ، وسعى لهم في إجابة ما يطلبون من المعينات.

أبكيه ويبكيه الفقراء والمساكين -أبا المساكين- سعى في رفع معاناتهم ، وفك كربتهم ، وقضاء ديونهم ، وعلاج مريضهم ، رحمهم وألان لهم الجانب ، فامتلأت دواوين مكتبه بطلباتهم ، يخصص لها الوقت الطويل يدرسها ويبذل الجهد في نفعهم ما استطاع إلى ذلك سبيلا. فكم من مدين كان سببا في قضاء دينه ، وكم من فقير رفع عنه ألم الحاجة ، وكم من مسكين فرج كربته ، بسط لهم مائدته ، وأوسع لهم في مجلسه ، حتى قال إفريقي فقير رثّ الثياب جاء يسأل عنه في موسم الحج الأخير. يسأل: أين الشيخ؟ فقيل له: لم يستطع الحج ، ماذا تريد؟ فقال: أنا لا أريد منكم شيئا؛ ولكني مسكين والشيخ أبو المساكين.

أبكيه ويبكيه كل مواطني المملكة رجالا ونساء. شبابا وشيبا أحبوه الحب كله تربوا على علمه ، داوم على نصحهم بكل خير ، وتوجيههم إلى كل فضيلة ، فكان الحزن لفقده عظيما وكان البكاء الصادق وكان الحزن وكان الأسى.

أبكيه ويبكيه المسلمون معي في كل مكان: اهتم بأمرهم ، ناصح قادتهم ، ذكر عامتهم بما ينفعهم ، كان السبّاق في كل خير يصل إليهم ، كلما سمع هيعة كان من أوائل الواصلين ، يذكره المسلمون في مصر والشام وفلسطين ، يذكره المسلمون في الصومال والجزائر والكويت ، يذكره المسلمون في الفلبين ، يذكره المسلمون في كشمير ، يذكره المسلمون في أفغانستان ، يذكره المسلمون في البوسنة ، يذكره المسلمون في كوسوفا. يذكره المسلمون في كل مكان ، ينصر ضحاياهم ، ويهبّ لنجدتهم بما أوتي من جاه وكلمة مسموعة ودعوة مطاعة.

الوالد الحبيب: هل أستطيع البوح في هذه الكلمة بما في القلب من مشاعر الحب من لواعج الأسى والحزن من ألم الفقد. معذرة فللكلام حدود وأنا في كلا الحالين متهم ، ممن عرفه حق المعرفة متهم بالتقصير. وممن جهل قدره متهم بالمبالغة في الوصف وهو مخطئ في ظنه ، ومعذرة إن خانني التعبير فالمصاب جلل والخطب فادح.

الوالد الحبيب: خمسة وعشرون عاما قضيتها معه أنعم بقربه وحديثه ، وأحظى بتوجيهه ، وأسعد بخدمته فكيف اختزالها في بضعة سطور.

خمسة وعشرون عاما: كان لي فيها الوالد بعد اليتم من الوالد فنعم الخلف.

خمسة وعشرون عاما: لم أره فيها إلا ساعيا في سبيل الخير ، آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ، ناصحا لله ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. مجيبا لسائل ، مغيثا لملهوف ، معينا لذي حاجة.

خمسة وعشرون عاما: أشهد شهادة صدق لم أسمع منه كلمة جارحة ينتصر فيها لنفسه ، أو يؤنب بها أحدا من الخلق إلا في حق قضى الشرع به.

خمسة وعشرون عاما: لم يعنّف أو يزجر ، إن رضي عن عملنا دعا لنا بالأجر والثواب ، وإن لم يرض دعا لنا بالهداية والصلاح. إن ألحّ شخص أو اشتطّ في طلب لم يزد عن أن يقول له (سبّح). فكم كان عظيما في أخلاقه ، وكم كان عظيما في علمه ، وكم كان عظيما في تعامله في قوله في فعله. من حين عرفته إلى أن فقدناه وهو خير معلم وخير موجه. وما زالت تتردد في مسامعي كلمته الأخيرة في آخر لقاء وآخر وداع وأنا أسأله هل يوجّه بأمر أو يوصي بعمل نجريه فقال (نعم وصيتي تقوى الله) فإلى رحمة الله أبا عبد الله.

الوالد الحبيب: أأعزّي لم أعزّى فيه.

فالعزاء العزاء ولاة الأمر: عظم الله أجرك خادم الحرمين في فقيد البلاد والعباد ، وأحسن الله عزاك سمو ولي العهد في شيخ الإسلام ، وجبر الله المصيبة سمو النائب الثاني في إمام الفتيا والعلم ، والعزاء لكم جميعا أفراد الأسرة المالكة من عرفتم للشيخ قدره ، كان الناصح وأنتم المستجيبون وكان المشير وكنتم المقدرون . وفّى ووفيتم . فجزاكم الله خير الجزاء على حبكم للشيخ وإجلاله وأحسن الله عزاءكم فيه.

والعزاء العزاء الصبر الصبر أبناء الشيخ عبد الله وعبد الرحمن وأحمد وخالد وأهل بيته الكرام في فقيد الجميع ، والعزاء العزاء آل الباز. والعزاء لكل من أحب الشيخ واستفاد من علمه ، والعزاء للمسلمين عامة في إمام المسلمين وفقيد العلم والدين.

اللهم اجبر مصيبة الجميع فيه ، واخلفه على المسلمين بالخلف الحسن إنا لله وإنا إليه راجعون.

اللهم اغفر له وارحمه ، وعافه واعف عنه ، وأكرم نزله ، ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم أدخله الجنة ، وقه من عذاب النار ومن عذاب القبر ، اللهم تقبل منه ما قدم من صالح الأعمال.

اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تفتنا بعده ، واغفر لنا وله ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

رابط هذا التعليق
شارك

في وداع "الشيخ"

د. غازي القصيبي

إذا قيل "الشيخ" عرف الناس الرجل المقصود...

جاءه اللقب من الجموع...

لم يحصل عليه من جامعة...

ولم تنعم به هيئة...

ولم يصدر بتحديده مرسوم...

كان -الشيخ- كبيرا.. "

وكان كبيرا جدا...

كان كبيرا بعلمه...

وكان كبيرا جدا بتواضعه...

وكان الشيخ كريما...

وكان كريما جدا...

كان كريما بماله...

وكان كريما جدا بنفسه...

وكان الشيخ طيبا...

وكان طيبا جدا...

كان طيبا...

لا يخدع أحدا...

وكان طيبا جدا...

لا يغضب من أحد خدعه...

كان بعض اجتهاداته موضع خلاف أما نزاهته الفكرية فكانت محل إجماع...

قولا واحدا...

ذات يوم...

قرع الباب بمنزلي في حي "الروضة" بالرياض...

وفتحت زوجتي الباب وجاءت ، مذهولة ، تخبرني أن -الشيخ- عند الباب يستأذن في الدخول...

وذهلت بدوري...

كان البعض -غفر الله لنا ولهم- قد دقوا بين الشيخ وبيني "عطر منشم"...

ونقلوا إليه ما نقلوا مشوها...

ومحرّفا...

وخارج سياقه...

وكان بيني وبين الشيخ عتاب لم يخل من حدّة...

وتحمل الشيخ الحدّة...

كما يتحمل الأب الصبور نزوات الابن المشاغب...

وهُرعت...

استقبل الشيخ...

رغم الحمّى التي كانت -وقتها- زائرة ثقيلة...

بلا حياء...

قال الشيخ أنه سمع بمرضي وجاء يعودني...

وتحدثنا طويلا...

وقال عن عملي في وزارة الصحة ما يخجلني حتى بعد هذه السنين أن أردده...

ودعا لي...

وخرج...

وذهبت ، ذات مساء ، أزوره...

وكان يجيب على أسئلة الرجال والنساء...

كعادته بعد صلاة المغرب...

عبر هواتف أربعة لا تنقطع عن الرنين... ...

ثم خلا لي وجهه...

وتحدثنا ما شاء الله أن نتحدث...

وقبل أن أخرج قلت مترددا: - يا سماحة الشيخ! هل تسمح لي بإبداء نصيحة شخصية؟ وابتسم وقال:

"... تفضل! تفضل!".

قلت: - هذه الفتاوى الفورية على الهاتف...

ثم أحجمت عن الكلام...

تقديرا...

واحتراما...

واتسعت ابتسامة الشيخ...

وقال: "تكلم! تكلم!". قلت: - هذه الفتاوى الفورية على الهاتف...

ألا يُحسن أن تؤجل حتى تُكتب وتُدرس؟ وقال الشيخ: "جزاك الله خيرا"!.

أنا لا أفتي إلا في المعلوم من الدين بالضرورة...

أو في الأمور البسيطة التي يحتاجها عامة الناس في حياتهم اليومية...

أما ما يحتاج إلى بحث وتمحيص...

فليس مكانه الهاتف".

وشكرت له سعة صدره....

وخرجت...

ومرت الأيام...

والأعوام...

نلتقي بين الحين الطويل...

والحين...

وكان...

كل مرة...

يحييني تحية الوالد الشفوق...

رغم العطر المسموم...

الذي لم يكف تجار الوقيعة عن تسويقه...

وجاء احتلال الكويت...

وخاف من خاف...

وسعى للغنيمة من سعى...

وطمع في الزعامة من طمع...

وانتهز الفرص من انتهز...

وانتظر الناس "كلمة الشيخ"...

ووقف الشيخ...

وقال ما يعتقد أنه الحق...

ولم يبال بردود الفعل العنيفة...

وبدأ الشيخ الضئيل عملاقا في عباءته الصغيرة...

والزوابع تدور حوله...

مزمجرة...

هادرة...

شرسة...

كل زوبعة تحاول أن تجرف الشيخ معها...

وكان الشيخ الضئيل صامدا كالجبل الأشم...

جاءت الزوابع...

وذهبت...

وثارت العواصف...

وهدأت...

وبرنامج الشيخ لا يتغير...

الصلاة...

والدروس في المسجد...

وتلاميذ بلا عدد...

الدوام في المكتب...

ومراجعون بلا حساب...

وضيوف الغداء...

وضيوف العشاء...

والباب المفتوح أمام الجميع...

واللسان العفّ حتى مع المخالفين الذين لا يعرفون عفة اللسان...

والهاتف لا ينقطع عن الرنين...

و"الشيخ"...

يجيب...

ويجيب...

ويقضي كل لحظة من لحظات الصحو معلما...

أو متعلما...

أو عابدا...

يحمل هموم المسلمين في كل مكان...

حتى ليكاد ينوء بها جسمه الضئيل...

لا يقول إلا ما يعتقد أنه الحق...

ولا يرجو رضا أحد سوى الله... ...

ومات "الشيخ"...

ذهب بهدوء...

كما عاش ببساطة...

وترك الجموع الواجمة...

تصلي على جنازة الرجل الذي لم يتأخر يوما عن الصلاة على جنازة مسلم...

معروفا كان أو مغمورا...

رحم الله "الشيخ" الضئيل...

العملاق...

عبد العزيز بن عبد الله بن باز...

وأسكنه بعد سجن الدنيا الضيق...

جنة عرضها السماوات والأرض...

أحسبه -ولا أزكي على الله أحدا...

أحبَّ لقاء الله...

وأرجو -وأستغفر الله أن أقول ما ليس لي به علم- إن الله أحبَّ لقاءه...

رابط هذا التعليق
شارك

ويبكيك محراب يئنّ ومنبر

حمد بن عبد الله القاضي

وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا صدق الله العظيم.

لقد رحل العالم الزاهد.

العابد الصالح.

سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-.

ذلك الذي أحبه الناس مثل آبائهم وأمهاتهم وأقرب الناس إليهم ليس لماله أو جاهه أو منصبه وإنما لدينه وعلمه وزهده وتواضعه ، لقد رفعه الله في الدنيا مصداقا لقوله تعالى: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ "المجادلة: الآية 11" ونسأل الله أن يرفع مقامه في الحياة الأخرى.

لقد كان الناس يوم أمس يعزّي بعضهم بعضا.

دموعهم تمتزج بدعواتهم.

وعباراتهم تخالط عبراتهم.

ترى هل بمثل رحيل هذا الرجل نعزي أم نهنئ.

إن الأمرين يصحان معا.

فالعزاء برحيل هذا العالم الجليل ، وبهذا "الثلم" الذي أصاب المسلمين ، والتهنئة بحول الله لأنه عاش صالحا مجاهدا ، ومات مجاهدا صالحا.

كان لسانه رطبا بذكر الله.

وكانت خطواته إلى بيوت الله.

وكانت حياته كلها لله.

وإنه -بحول الله- من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

أجل.!

لقد كان -بحول الله- من العلماء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

لقد كان أحد الصالحين يقول: "عندما يموت رجل ليت عمري هل ذهب صالحا فنهنئ أم ذهب على غير ذلك فنعزي".

الله أكبر.!

حتى في رحيل العلماء والأخيار عظة وموعظة.

فهذا الشيخ رحل بعد هذا العمر المديد الذي قضاه في طلب العلم والدعوة والصلاة والصلاح والخير والإفتاء.

تماما كما رحل.

آخرون قضوا حياتهم في اللهو والعبث والمجون والهوى.

وكل أولئك الذين رحلوا من الصالحين والطالحين كأنهم لم يعيشوا حياتهم إلا ساعة من نهار.

من آمن وعلم وعمل وأصلح وهدى.

ومن كفر وفسد وفسق وضل وهوى.

ولكن الفارق في النهاية والختام والمصير.

فالصالحون أمامهم- بحول الله- خير وجنات ونعيم مقيم.

والآخرون أمامهم عذاب ، ونار ، وشقاء مستديم.

لقد رحل الشيخ ابن باز ، والرحيل ليس بيده لا موعدا ولا مكانا ، رحل فجر يوم الخميس ، وقرب موقع هو أقدس المواقع ، وصُلي عليه في أكرم بيوت الله وهذا -بحول الله- من علامات خاتمته الصالحة.

ترى..!.

هل سوف تختفي من أنظارنا.

صورة هذا الشيخ الزاهد العابد.

ونحن نراه على كرسيه جالسا بخشوع .

ذاكرا الله في إيمان .

هل سوف ننسى صوته المتميز .

واعظا ومتحدثا ومفتيا بصوت يدخل قلبك ومشاعرك قبل أن يلج أذنيك وجوارحك.

إنني لا أنسى موقفا شاهدت فيه الشيخ الغالي في رمضان عام 1412 هـ قبل موعد المغرب وهو يغادر صحن الحرم بعد أن وعظ وأفتى والناس يلاحقونه ، وكان رغم عنائه وتعبه يقف ويجيبهم ، لقد رأيته وكان ريقه ناشفا ، وفما يابسا ، وشفته متفطرة من الصيام والتعب والحديث.

ولكنه رغم كل ذلك لم يعتذر ولم يرد سائلا.

الله.! ما أندر وما أعظم هذا الرجل.

الله - يا رب السموات والأراضين أجزه عن المسلمين خير الجزاء وأسكنه الفردوس الأعلى من جناتك جزاء ما بذل وجاهد في سبيلك وسبيل دينك وعبادك المؤمنين.

أيها الشيخ الراحل:

إننا نبكيك لا خوفا عليك فأنت -بحول الله- في رحمة الله ، وقد وعد الله عباده الصالحين خير الجزاء ، ومن أصدق من الله وعدا وقيلا.

ولكننا نبكي أنفسنا بفقدك.

إن رحيلك وأمثالك من العلماء الربانيين الزاهدين.

ثلم وأي ثلم. فمن الذي يسد مكانكم ويؤدي رسالتكم.

ما أنت ترثى ولكن الرثاء لمن

يكاد بعدك أن يفنى من الحزن

كما يقول الشاعر.

لكن..!

عزاءنا قول ربنا الذي طالما ذكرتنا به وبسنته ، وآيات كتابه: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرَامِ

أجل كل من عليها فان .

ويبقى الله الواحد الأحد ، ويبقى دينه الخالد.

وقد ذهب المصطفى صلى الله عليه وسلم. والخلفاء الراشدون والعلماء الأخيار.

في سالف الأزمان وحاضرها.

وبقي هذا الدين شامخا منصورا.

وبقي العلم الشرعي قويا وعزيزا.

وبقي ويبقى وجه الله.

حافظ هذا الدين وناصره.

فالله حي دائم لا يموت.

وهذا الدين باق قوي.

إن هذا -أيها الشيخ الجليل- هو أعظم عزاء لكل مؤمن بفقدك .

يا رب . !

ارحم شيخنا واجمعنا به في جنات النعيم .

رابط هذا التعليق
شارك

الشعر يبكيه

الشيخ مات..!

شعر د. عبد الرحمن العشماوي

خفقان قلب الشعر ، أم خفقاني

أم أنه لهب من الأحزان

ماذا يقول محدثي؟ أحقيقة

ما قال ، أم ضرب من الهذيان؟!

ما لي أرى ألفاظه كحجارة

ترمي بها الأفواه للآذان

"الشيخ مات" عبارة ما خلتها

إلا كصاعقة على الوجدان

أو أنها موج عنيف جاءني

يقتاد نحوي ثورة البركان

يا ليتني استوقفت رنة هاتفي

قبل استماع نداء من ناداني

أو أنني أغلقت كل خطوطه

متخلصا من صوته الرنان

"الشيخ مات" أما لديك عبارة

أخرى ، تعيد بها اتزان جناني

قل لي -بربك- أي شيء ، ربما

أنقذتني من هذه الأشجان

قل لي -بربك- أي شيء ، قال لي

عجبا لأمرك يا فتى الفتيان

أنسيتَ أن الموت حق واقع

ونهاية كتبت على الإنسان؟!

أنسيتَ أن الموت حق واقع

وجميع من خلق المهيمن فان

أنسيتَ ؛ لا والله لكني إلى

باب الرجاء هربت من أحزاني

"الشيخ مات" صدقتَ ، إني مؤمن

بالله ، مجبول على الإذعان

الشيخ ، لا بل قلعة العلم التي

ملئت برأي صائب وبيان

هو قلعة العلم التي بنيت على

ثقة بعون الخالق المنان

وأمامها هزمت دعاوى ملحد

وارتد موج البغي والبهتان

وتطايرت شبه العقول لأنها

وجدت بناء ثابت الأركان

أنست بها نجد ، ومهبط وحينا

واسترشد القاصي بها والدَّاني

هو قلعة ظلت تحاط بروضة

خضراء من ذكر ومن قرآن

صان الإله بها عقيدة أمة

في عصرنا المتذبذب الحيران

ماذا تقول قصائد الشعر التي

صارت بلا ثغر ولا أوزان؟!

ماذا تقول عن "ابن باز" إنها

ستظل عاجزة عن التبيان

ماذا تقول عن التواضع شامخا

وعن الشموخ يحاط بالإيمان؟

ماذا تقول عن السماحة والنهى

عن فقه هذا العالم الرباني؟

مات "ابن باز" للقصائد أن ترى

حزن القلوب ، وأدمع الأجفان

في عين "طيبة" أدمع فياضة

تلقى دموع الطائف الولهان

"والخرج " تسأل و "الرياض" و "مكة"

عن قصة مشهورة العنوان

عن قصة الرجل الذي منحت له

كل القلوب مشاعر اطمئنان

ما زلت أذكر صوته يسري إلى

أعماقنا بمودة وحنان

يُفتي وينصح مرشدا وموجها

ومعلما للناس دون توان

"نور على الدرب" ارتوى من فقهه

وسرت منابعه إلى الظمآن

يا رب قد أصغت إليك قلوبنا

وتعلقت بك يا عظيم الشان

"الشيخ مات" عليه أندى رحمة

وأجل مغفرة من الرحمن

.

رابط هذا التعليق
شارك

في الجنة النظر

شعر: فضيلة الشيخ سعد بن إبراهيم الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام

جل المصاب وزاد همي الخبر

حل المشيب بنا والغم والسهر

شل القلوب أسى والبين مثلمة

والأرض مظلمة يجتاحها قتر

يمضي الزمان على هم أقلبه

لو صب في جبل لصدع الحجر

تجري السنون ولا شهر نسائله

مضى محرمها وقد بدا صفر

أيامها دهر وليلها سنة

لم يحيني طرب فيها ولا سمر

عفا الإمام ولم تخبو مآثره

عبد العزيز وهل يخفى لنا القمر؟!

شيخ العلوم أبو الأشياخ مجتهد

فذّ أريب نجيب وصفه درر

قطب الحديث وطود يا أخا ثقة

طب القلوب له قدر ومعتبر

ندُّ الزمان ولا مين يكذبني

في الحاضرين ولا ما ادعي هذر

لم يثنه ملل عن كل مكرمة

يدعو بها وكذا لم يثنه كبر

من كان فيه هوى يشنا به علما

فهو الصفيق وفي إيمانه نظر

إني لفي كمد ، إني لفي وجل

الشوق مضطرم والحزن يستعر

هل من دليل إلى شيخ يشاكله

أو من قريب له يبدو لنا الخبر؟

رباه يا أملي قد هدّني حزن

وضمني قلق واشتد بي ضجر

جسمي لمرتعش والنفس مكلمة

والقلب منه دمي يرغي ويعتصر

البال منكسف والحال منهكة

والدمع منحدر والنفس تنفطر

إني لفي عجب من حبه ثمل

لو بحت عنه هنا لاستنكر البشر

واها لطلعته واها لبسمته

فبحره غدق ووجهه قمر

أوقاته سند يدليه في ثقة

يروي الحديث ولا يعلو ويفتخر

إن جئت مشتكيا أرضاك في عجل

أو جئت ملتمسا عونا فمقتدر

شجاع أمتنا وصدقه علم

النصح مذهبه لا الجبن والخور

أما النحيب إذا خاف الإله فذا

لزيم هيئته وهكذا سبروا

كم قالها حكما كم قالها عبرا

كم قالها ووعى ذا الفرد والأسر

ما عاب ملتزما ما اغتاب منحرفا

تبرى سريرته وما به وحر

كم كان مطلعه والقلب في فرح

قد غاب مشرقه في الجنة النظر

من للبخاري إذا طل الصباح ومن

يفري الصحيح إذا شيخ الورى قبروا

من للبلوغ وللأوطار منفرد

لله ما ذهبت أيامها هدر

من للفتاوى إذا ما غاب عالمها

من للقرآن إذا ما أشكل السور

من للغيور إذا تمضي متارسه

من للدعاة كذا للحق ينتصر

يا طائرا فرحا في الجو مفترشا

بلغ مقالة من بالخطب يحتضر

بلغ مقالة من بالفال مكتنف

جفت مدامعه أو كاد ينفجر

لا بد من أمل في الله مرتقب

فعهده بلج ووعده سحر

إني على ثقة أن ينجلي خلف

إني لمرتقب للصبح ينتشر

لله كم ترح يمضي وكم فرح

يأتي وكم سعد يتلوهما كدر

إن العزاء لنا إيمان من علموا

أن الإله قضى والنافذ القدر

إن الحياة لنا ممر معترك

فساقط بشر وسالم نفر

كم عالم سلبت نفسا له غير

كم هالك كمدا بالحزن قد غبروا

رب العباد ألا فاجعل منازله

علو الجنان له قصر به نهر

واجعل مقاعده تروي مراقده

ومد ملحده فيما حوى البصر

إن العزاء لبيت الباز في علم

عوضتموا خلفا والله فاصطبروا

وفي الختام خذوا من حرقتي مثلا

يمضي الكتاب فلا يبقى ولا يذر

لو كان من أحد ينجو على حذر

من موتها لنجا عدنان أو مضر

لكنه أجل لا بد مكتمل

يصلاه مخترم خباب أو عمر

لا تركنن إلى الأسباب معتمدا

فالاعتماد على الأسباب محتقر

تأتي المنون على أرواحنا غير

والنفس ذائقة للموت يا بشر

ثيابها كفن وطيبها حنط

وضوءها غسق وبيتها حفر

إما إلى سعة في القبر بادية

أو في ثرى حفر ميعادها سقر

لله كم ملك بالسؤل مؤتمر

لله كم ملك أعمالنا خبروا

من منكر ونكير ما لنا هرب

عما يراد لنا كلا ولا وزر

للنار مؤتمن فمالك حرس

وللجنان يرى رضوان يأتمر

رباه إن لنا في عفوكم أملا

ما خاب ملتمس والذنب يغتفر

أنت الملاذ لنا من كل حادثة

أنت العياذ لنا من كل من حقروا

ثم الصلاة على المختار سيدنا

ما طاف معتمر أو حج مفتقر

.

رابط هذا التعليق
شارك

وقفات أخيرة

محطات أخيرة في حياة الشيخ عبد العزيز بن باز:

آخر ليلة لفقيد الأمة

كان سماحة الشيخ في الليلة التي سبقت وفاته في وضع مختلف تماما عما كان عليه قبل تلك الليلة حيث عاد إلى سابق عهده قبل دخوله المستشفى فقام بإلقاء الدروس وأجاب عن أسئلة السائلين حتى وقت عودته إلى منزله بعد صلاة المغرب حيث اجتمع بأفراد عائلته واستمر هذا الاجتماع حتى الساعة الثانية عشرة ليلا وقت قيامه الليل لكنه شعر بضيق في التنفس بعد انتهائه من الصلاة قام أبناؤه على الفور بنقله إلى المستشفى إلا أن روحه فاضت إلى بارئها في السيارة قبل وصولهم إلى المستشفى .

الشيخ وعين تبكي من خشية الله

روى أحد تلاميذ سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز عندما سئل هل رأيت الشيخ عبد العزيز يبكي فقال: نعم ، فالشيخ قريب الدمعة يبكي كثيرا حتى أن بكاءه يصل إلى حد الإجهاش الشديد ، وهو يبكي عند ذكر الوعد والوعيد ، ويبكي عند حصول بعض المصائب لبعض المسلمين . ويبكي عند حصول بعض الغرائب في الدين التي هي من أعظم المصائب ، ويبكي عند ذكر السلف الصلح وأحوالهم في الزهد والتقشف ، ويبكي حين يتذكر شيوخه وإخوانه الذين ماتوا قبله ، أو حين تحل بهم أقدار الله.

لماذا تزوج الشيخ مرتين!؟

ذكر ابن الشيخ عبد العزيز الأكبر (عبد الله) أن لوالده الآن زوجتين وقصة ذلك أن فضيلته -رحمه الله- كان له زوجة واحدة هي والدتي ولم يكن يرغب إطلاقا في الزواج للمرة الثانية ولكن الظروف التي لم تساعد والدتي على القيام بواجباته حيالها لتقدمها في السن فألحت عليه بالزواج مرة ثانية فكان ما كان.

الشيخ كان -رحمه الله- عادلا بين زوجتيه في كل شيء... ومن باب الصدف أن الله رزقه بأولاد بالتساوي بين الزوجتين فالأولى منها ولدان وثلاث بنات والثانية كذلك.

آخر كلماته لمسئول

ذكر وكيل محافظة الطائف الأستاذ عبد الله الربيعان أنه كان بجوار الشيخ قبل وفاته في المستشفى فأمسك الشيخ بيده وشد عليها وسأله عن اسمه فذكره بنفسه فأوصاه بعاطفة الأب لابنه بمراقبة الله في كل كبيرة وصغيرة وسأله عن أولاده وأوصاني بتربيتهم تربية صالحة على مفاهيم العقيدة الإسلامية والاهتمام بمصالح المسلمين وعدم تأخير عمل أي مواطن .

خصوصية العلاقة بين الأمير أحمد والشيخ ابن باز

كشف الأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية عن علاقته بسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حيث ذكر سموه أنها بدأت منذ أن كان صغيرا حيث كان طالبا في المدرسة وكان يكثر الزيارات حبا في لقائه والاجتماع به والاستماع إلى نصائحه حتى قبل أيام من وفاته - رحمه الله- قد حادث الأمير أحمد سماحته هاتفيا عندما كان في الطائف للاطمئنان على صحته.

تأويل رؤيا أحد مرافقيه

يروي الشيخ عمر بن صالح آل الشيخ المستشار الشرعي للأمير عبد العزيز بن فهد: ذكر أن أحد مرافقي الشيخ أبلغه برؤية رآها في المنام في الليلة التي سبقت وفاته حيث رأى الشيخ في منامه وأبلغه أن يوم الجمعة هو آخر أيام العمل بالنسبة له وأن يوم السبت سوف يكون في إجازة... ويقول آل الشيخ إنه بعد سماعه لنبأ الشيخ ابن باز تأكد من أن ما رآه المرافق هي رؤيا حق.

قصة 200 ريال استلفها الشيخ من الجامعة

كان سماحة الشيخ كريما لا يرد فقيرا أو محتاجا وكان يتسلف من أجل أن يعطي من يأتيه في مسألة هذا الخلق النبيل يؤكده فضيلة الشيخ عطية محمد سالم المدرس بالمسجد النبوي وأحد الذين زاملوه منذ خمسين عاما فيقول: كان ابن باز يتميز بأخلاقه وسماحته وكرمه وكان يأتيه الفقراء والمساكين لطلب المعونة فلا يتردد أن يعطيهم وكثيرا ما طلب من صندوق الجامعة سلفة تخصم من راتبه ليعطيها هؤلاء الفقراء الذين قصدوه ومرة جاءني وقال لي: أريدك أن تعطيني سلفة قدرها مئتا ريال فضحكت وقلت له: الشيخ ابن باز يأخذ سلفة من عطية سالم ثم أردفت لو كان المبلغ لك لأعطيتك عشرة آلاف اذهب وخذ من الصندوق قال لي: عندها ذهبت إلى الصندوق أخبرني أمينه أن راتبي منتهي وإنني مدين للصندوق للشهر الذي بعده بـ 400 ريال .

هذا هو الشيخ ابن باز كان يقترض من الصندوق ولم يبق شيء من راتبه ومدين للشهر الذي يليه من أجل أن يعطي الفقراء والمساكين جاء يتسلف ليعطي غيره... نوادر كانت في الشيخ ابن باز يطمع أي واحد منا أن يصبح مثله.

وصية الشيخ

في لقاء مع ابن الشيخ ( أحمد ) أجاب ردا على سؤال عن فحوى وصية والده -رحمه الله- قال: نعم اطلعت عليها وكانت قبل وفاته منذ زمن مكتوبة وكان فيها الوصية لنا بتقوى الله والمحافظة على الخير والبر والإحسان وأداء الصلاة وأمور أخرى خاصة.

السائق الخاص ومواقف إنسانية

يقول للشيخ مواقف إنسانية كثيرة ومن مواقفه معي أنني تأخرت حوالي ثلاث مرات عن النزول للسيارة لإيصاله لصلاة الفجر وقد كان في كل مرة يبتسم ولم يقل لي أي كلمة عن هذا التأخير بالرغم من أنه كان يقف قبلي عند السيارة.

السلف في نظر الخلف

وصف سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المفتي العام للمملكة العربية السعودية سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز بأنه جامعة كبرى سوف ننهل منها وسوف -إن شاء الله- نسير على دربه لخدمة الإسلام والمسلمين ودعا الله أن يتغمد الشيخ ابن باز بواسع رحمته وأن يجعل في موازين حسناته عند ربه.

الشيخ الجاسر وموقف لا ينساه للراحل

روى الشيخ حمد الجاسر موقفا يقول فيه: لا أنسى لفضيلة الشيخ ابن باز ما حييت ما شملني من عطفه وحنوه ورعايته حين زارني وأنا مريض في ( مستشفى الملك فيصل التخصصي ) في رمضان 1416 هـ ، فصار -رحمه الله- يتحسس يدي ووجهي بيمناه الكريمة ، ويسارع بأن رقاني بآية (الكرسي) وبالمعوذتين وسورة (الإخلاص) ودعا لي بأن يجمع الله لي بين الأجر الجزيل والشفاء العاجل.

رابط هذا التعليق
شارك

من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق

ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل



سجل دخولك الان