هل الحرب هي الدواء ؟!

الواقع الذي أصبحت أبصره صباح مساء فينا نحن السعوديون هو الاستهتار. وأخذ كل الأمور مأخذ الهزل!

كل أمر في الحياة من الممكن قلبه إلى نكته!

أتذكرون تلك النكت التي انتشرت عقب احتلال أمريكا للعراق!! أتريدون أن أذكركم ببعضها؟ إننا شعب نضحك من أي شيء!! حتى المآسي تتحول في أذهاننا إلى أشياء مثيرة للضحك.

ولهذا أصبحنا نشعر بأهمية أمور ليس لها أهمية في الحقيقة.. مثل تغيير الأثاث والحرص على الأناقة الزايدة والسباق المحموم في اقتناء سيارة السنة!!

أما الأمور المهمة مثل التربية، وتوفير المال لوقت الحاجة، والتحلي بالأخلاق الفاضلة فإن ذلك لا يخطر لنا على بال!

عندما يرى الصبي علبة فارغة في قارعة الطريق فإنه بدل أن يرفعها ليضعها في صندوق المهملات فإنه يقوم بركلها متصوراً أنها كرة قدم!! وقد يمر بأخيه الصغير ليسدد ركلة في ظهرة وكأنه كرةٌ ليس بينها وبين المرمى إلا ركلة من ساقه الذهبية!!!

وبينما تكمن ظاهرة تكسير الأشياء في الغرب في الأقلام والبرايات والمساطر فإنها تتعدى ذلك عندنا نحن العرب أو السعوديون بشكل خاص إلى الأبواب والنوافذ والسيارات!!! كل شيء قابل للكسر في مجتمعنا المستهتر.

وكل شيء يمتلكه الإنسان يمكن أن يكون سلاحاً لمقاومة الآخرين!! فإذا كان اللعاب لدى الأمم المتحضرة يفيد تسهيل عملية المضغ. فإنه عندنا يفيد في عملية ردع الآخر!!

حتى العرض والشرف يحتولان عندنا إلى أدوات يمكن استغلالها لرد الآخر إلى وضعه الطبيعي.. فبعد أن كانت تقوم حروب طاحنة من أجل نظرة أو كلمة نابية إذا بنا نهدد الآخرين بأنهم إما أن يتأدبوا معنا أو أننا سنقوم بانتهاك أعراضهم.. نختزل هذا المعنى في كلمة أو في حركة باليد!!

نحن شعب مستهتر.. ولن يغيرنا إلا حرب طاحنة تحرق الأخضر واليابس.. وتحرق فيما تحرق هذه الأخلاق المتخاذلة والتصرفات الطفولية..

وقد صدق فوكوياما في كتاب نهاية التاريخ عندما وصف الحرب بأنها :" حجيم لا بد منه".

لا أتمنى الحرب.. ولكن أظن أننا بلغنا حالة مستعصية لا بد أن يحدث حدث كبير ينتشلنا مما نحن فيه.. فالإندماج النووي يحدث في الفضاء وتنتج عنه تغيرات كبيرة.. والحرب النووية تحدث في الأرض ويتغير معها أمور كبيرة أيضاً.. واليابان أكبر دليل.

تحياتي للجميع وإعتذاري بأستخدام بعض الكلمات .

التعميم اخوي العربي أمر صعب ..

شعبنا الان يعيش تفتح ونضوج اتمنى ان يستمر