العين تأتي من اقرب الناس هل هذا صحيح؟


Recommended Posts

تعددت الأمراض العضوية والنفسية في هذا العصر حتى أصبحنا نشاهد ونسمع بأمراض لم نسمع بها أو نشاهدها في السابق فهل ذلك راجع إلى أنفسنا أم إلى واقعنا أم كلاهما، وهل كل ذلك مرده إلى أننا ابتعدنا عن الالتزام بشرع الله المطّهر وابتلانا الله بالأمراض والأدواء، ولكن هل يبقى الوضع على ما هو عليه ألا يوجد هنا دواء وعلاج أليس هناك طب في مستشفياتنا ورقى شرعية لدى علمائنا مستمدة من الكتاب والسنّة بعيدة عن السحر والشعوذة؟. في التحقيق التالي نستعرض آراء بعض المشايخ الذين يمارسون العلاج بالرقية الشرعية.

فضل الرقية

أكد الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل الشيخ بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" رواه مسلم. وفي مسلم عن جابر أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما سئُل عن الرقى قال: "من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل".

وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية ان الرقية من أعظم الجهاد وأنه مجاهد في سبيل الله خاصة إذا كان عادلاً.

مشروع الرقية

وأضاف: وعندما سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن الرقية وهل هذا مشروع فأجاب فهذه من أفضل الأعمال وهي من أعمال الأنبياء والصالحين فإنه مازال الأنبياء والصالحون يدفعون الشياطين من بني آدم بما أمر الله به ورسوله كما كان المسيح يفعل ذلك وكما كان نبينا صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك.

العلاج الطبي والرقية

وأوضح الشيخ سلطان بن عبدالله الرضيان بأن أحدنا يحار في مريضه إذا طال مرضه، إلى أين يذهب به، إلى الراقي أم إلى الطبيب العضوي أو النفسي على حد سواء؟.

وقد يذهب به إليهم جميعاً ولا حرج في ذلك، لأن المريض كالغريق ينشد الشفاء أينما كان، والراقي والطبيب يكمل بعضهما بعضاً، ولا تناقض ولله الحمد في عملهما، إذا كان ذلك يصب في مصلحة المريض ويعجل شفاءه وهذا ما أرشد إليه النبي صلى الله وعليه وسلم فيما قال: "عليكم بالشفاءين: العسل والقرآن" قال العلامة ابن القيم "فجمع بين الطب الشرعي والإلهي، وبين طب الأبدان وطب الأرواح وبين الدواء الأرضي والدواء السمائي".

وأضاف: فتجارب الطب الناجحة أخذ بها في تاريخنا الإسلامي مع بقاء العلاج بالقرآن الكريم والاعتماد عليه كأصل علاجي في علاج الأمراض العضوية والنفسية والروحية لقوله تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين} فالآية صريحة وواضحة في أن القرآن شفاء وليس دواء فقط، لأن الدواء قد يفيد وقد لا يفيد ولكن القرآن نتيجة مباشرة "شفاء".

إذا أخذ بطريقة صحيحة وبثقة بالله مع التوكل عليه وحسن الظن به وكلامه "أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء".

وقال الشيخ الرضيان وهذا هو فهم الصحابة الذي جعل أحدهم ينطلق وبكل ثقة ليعالج بالقرآن وهو مرض عضوي. فشُفي فكأنما نشط من عقال، وأقر النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك وقال له "وما يدريك انها رقية" واليوم نرى ونسمع من يشكك في علاج القرآن مع أن الحديث صحيح والآية صريحة والواقع يشهد بذلك.

ونحن نرى اليوم اقبالاً على الرقية الشرعية لشدة الحاجة إليها وثقة الناس بها لأن الرقية دليلها الوحي المبارك وسنّة المصطفى صلى الله عليه وسلم وعمل السلف الصالح، فالرقية سليمة العواقب تزيد الايمان واليقين وتدعو إلى الصبر والاحتساب.

مفاهيم خاطئة في الرقية

وقال آل الشيخ: ان هناك مفاهيم خاطئة بالرقية وهي:

تعلق بعض المرضى بأشخاص معينين في العلاج، والرقية الشرعية لا تخص أشخاصاً وإنما هي منهج نبوي فقد وردت أحاديث كثيرة تحث على الرقية ولكن لم يعرف على وقت الصحابة شخص بعينه يرقي بل أن الأحاديث تشير إلى الرقية وطلبها دون الذهاب إلى شخص معين.

الذهاب إلى المعالجين دون معرفة منهجهم في الرقية فبعضهم يقرأ بتمتمة لا تُعرف أو كلام غير واضح.

ظن بعض المرضى انه مسحور وهو في الحقيقة مصاب بعين ولكن من شدة المرض يعتقد ان السحر أقوى من العين وفي الغالب العكس صحيح وأذكر ان أحد المرضى مصاب بالقولون العصبي وكان معتقداً ان الشغالة وضعت له عملاً وبعد القراءة تبين انه مصاب بعين وشفي ولله الحمد.

القراءة الجماعية حيث لم تكن موجودة على وقت الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من بعده من السلف الصالح.

وتخصيص بعض الرقاة - هدانا الله وإياهم - الرقية بأن تكون متنوعة حيث قراءة خاصة وملكية و.. المياه ايضاً حيث تصنف مياه مركزة وعادية وقراءة السبعية حيث يقرأ فيها سبع قراء اجتهاد خاطئ وأقرب للتكسب منه للعلاج.

التحدث مع الجان حيث أن بعض القراء يستدرج الجنى في المحادثة هل هو مسلم ومن أين جاء ولماذا دخل في هذا الجسد وإلقاء بعض الأسئلة غير المفيدة. وهذا كله ينافي هدي النبي صلى الله عليه وسلم حيث انه عليه السلام لم يزد على قوله "اخرج عدو الله اني رسول الله".

قد يلجأ بعض المعالجين إلى اسلوب الضرب والخنق بعنف وشدة ما قد يترك آثاراً ضارة على المريض. بينما القاعدة في العلاج ان يرقى المريض بالرقية الشرعية المستمدة من الآيات والأدعية الصحيحة.

وضح ابن القيم ان هجر القرآن خمسة أنواع ذكر منها التداوي وهجر التداوي ان يقتصر التداوي بالقرآن عند الرقاة وهذا مخصص ليس له أصل بل الواجب ان يتداوى بالقرآن الجميع.

بعض الناس يذهب إلى الرقاة من باب التجربة حيث يقول نجرب الرقية إن نفعت وإلا لم تضر تضر وهذا خطأ كبير فلابد من اليقين في العلاج بالقرآن وان يكون اساساً في الرقية. كما ذكر ذلك ابن القيم.

التوسع في الرقية حيث يظن البعض انه كلما كثرت القراءة كان أنفع وهذا يخالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم حيث ان أبا موسى الأشعري قرأ على مريض سورة الفاتحة فقط فشفاه الله.

اعتقاد بعض المرضى ان العلاج المادي خاص بالأمراض العضوية والعلاج بالقرآن "الرقية" خاص بالأمراض النفسية مع أن الرقية شاملة لجميع الأمراض العضوية والنفسية حيث أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالرقية من لدغة العقرب وقال: "عليكم بالشفاءين العسل والقرآن" وبهذا التكامل يجب ان يكون علاج الأمراض فيكون بالأسباب المادية والروحية. وقد سئُل الدكتور محمد عبدالله شاوش استشاري الطب النفسي ومدير مستشفى الصحة النفسية بجدة ورئيس منتدى الطب النفسي والعلوم السلوكية في مقابلة له عن مدى ارتباط الطب النفسي بالرقية الشرعية فأجاب انه لا يوجد هناك تعارض بينهما لأن الطب النفسي يعالج أمراضاً معروفة والرقية الشرعية تعالج جميع الأمراض ولا تنس قوله تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاء} فالقرآن شفاء لكل الأمراض سواء كانت عضوية أو نفسية. ولكن نجد أن كثيراً من الناس يعتقد انه ليس هناك أمراض نفسية فهذا مفهوم خاطئ وسائد وهؤلاء لا يعلمون ان كل الأمراض النفسية ربما تكون ناتجة عن العين أو السحر.

* التعلق بالأمور المادية من قبل بعض الرقاة حيث يستغل الرضى بالمغالاة في ثمن الرقية سواء كانت زيتاً أو ماء أو قراءة وعليه الاحتساب ما امكن لما فيها من تفريج الكرب والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة..." الحديث رواه مسلم.

* الاعتقاد ان الصلاة صلاة الميت على العائن تجعله لا يستطيع ان يصيب أحداً بعين.

الاعتقاد ان العين لا تكون إلا من حاسد أو عدو والصحيح ان العين قد تأتي من أقرب الناس لك لأن الشيطان ينطلق على الوصف ويكون حاضراً للمجلس لحديث "العين يحضرها الشيطان وحسد بني آدم".. وأذكر قصة رجل أصيب بسرطان عندما وصفه أحد اقربائه بأنه مصفحة حيث كان ينهاهم عن شرب الدخان فقال هذا القريب لا تخف انت مصفحة فأصيب بالسرطان لانطلاق الشيطان على هذا الوصف. فأصيب بالمرض ولما رقي بنية الاتهام تنفي بحمد الله.

اعطاء الجان هيبة كبيرة وقدرة عظيمة في التأثير على الناس ما جعل الناس تخافهم والصحيح ان كيد الشيطان ضعيف كما أخبر بذلك الله تعالى في محكم التنزيل ولابد أن يتسلح الإنسان بسلاح الايمان ويحافظ على الورد اليومي مع يقينه بأن الله سيحفظه من شياطين الإنس والجن.

تحياااااااااااااتي للجميع / ابـ ـ ـو نـ ـ ـاصـ ـ ـر bye1.gif

رابط هذا التعليق
شارك

من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق

ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل



سجل دخولك الان