التخلص من الوسواس


Recommended Posts

التخلص من الوسواس

من المشكلات العصيبة التي يتعرض لها عدد كبير من الناس: (الوساوس).

والوساوس متفاوتة في خطورتها، فقد تبدأ أموراً سهلة عارضة حتى تصل بصاحبها إلى قضايا خطيرة، كالوسواس القهري، أو بعض الشكوك التي تتصل بالجوانب الدينية والاعتقادية.

ويتعرض المصابون بالوساوس إلى مهاجمة الهواجس، وربما الدوافع القهرية، وتستمر معهم في معظم الأحيان، فتنغّص عليهم عيشهم وتكدر حياتهم، لأنها في الغالب تدور حول العنف أو الضياع وفقد الثقة في النفس، بما يصاحبها من أنواع القلق.

ومن الأعراض التي تشاهد لمن يصابون بالوساوس: اصابتهم بالخوف عموماً، كالخوف من العدوى، أو من التلوث نتيجة مخالطة الآخرين، ولذا فقد يمتنع المصابون به عن مخالطة الآخرين وعن مصافحتهم، مما يجعل الناس يعزفون عنهم.

ومن مظاهر خطورة هذه الوساوس ما يكون من تسلط الشيطان على البعض لتشكيكهم بمسلمات دينية وثوابت عقدية، حتى يشككهم في الله تعالى، ويشككهم في القضاء والقدر، ويشككهم في أداء عباداتهم فيلبس عليهم طهارتهم وصلاتهم وغيرها من العبادات.

ومما وقفتُ عليه من بحوث وتقريرات الأطباء اوالمتخصصين فإن منشأ هذه الوساوس عندهم غير معلوم وخاصة الوسواس القهري، ولذا فبعضهم يقول: إنه عبارة عن اضطراب في كيمياء الدماغ، وبعضهم يرجعها إلى صراعات كانت في مرحلة الطفولة ولم تحل، وبعض اخصائيي العلاج السلوكي والمعرفي يقول: إنها سلوكيات مكتسبة يمكن التغلب عليها بالعلاج السليم.

أقول: والواقع أن هذه الوساوس بأنواعها وبغض النظر عن أسبابها هي نوع من أنواع الاعتلال والمرض، فقد قال المعصوم صلى الله عليه وسلم: "تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء، غير داء واحد: الهرم" رواه أبو داود وغيره.

ولما كان هذا الاعتلال نفسياً روحياً فإن أوفر ما يكون في علاجه وآكده: شفاء الأرواح والأبدان، الذي قال عنه الخالق سبحانه: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين} (الإسراء: 82). ومن كان له نصيب من العلم بعدل الله وحكمته ورحمته وما شرعه على لسان نبيه عليه الصلاة والسلام فهو أسعد في السلامة من عوارض الوساوس وتأثيراتها.

والله جل وعلا قد أمر عباده أن يستعيذوا به من أعظم مصدر للوساوس والعلل، فقال سبحانه: {قل أعوذ برب الناس. ملك الناس. إله الناس. من شر الوسواس الخناس. الذي يوسوس في صدور الناس. من الجنة والناس} وأنا أدعو القراء والقارئات لتدبر هذه السورة العظيمة ومطالعة ما ذكره العلماء في تفسيرها، فسيجدون خيراً عظيماً وعلماً غزيراً.

وقد ألمح النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما يمكن أن يصل إليه من أسلم نفسه لأعاصير الوساوس، وحذر من ذلك، وبيّن المخرج منها فقال: "يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته" أي: ولينته عن الاسترسال معه في ذلك، بل يلجأ إلى الله في دفعه، ويعلم أنه يريد إفساد دينه وعقله بهذه الوسوسة، فينبغي أن يجتهد في دفعها بالاشتغال بغيرها.

والشيطان إنما يوسوس لمن أيِسَ من إغوائه، فينكد عليه بالوسوسة لعجزه عن إغوائه، وأما الكافر فإنه يأتيه من حيث شاء ولا يقتصر في حقه على الوسوسة، بل يتلاعب به كيف أراد.

فحريٌ بكل من عانى من اضطرابات السلوك وعلل الوجدان وتقلبات النفس أن ينهل من مورد القرآن، وأن يستروح في حياض الإيمان، ويتزود بالطاعات، فذلك خلاصه وهو سعادته ودواؤه.

****************

منقول انشاء الله يعجبكم

تحياااااااااااااااااااتي للجميع / ابـ ـ ـو نـ ـ ـاصـ ـ ـر bye1.gif

رابط هذا التعليق
شارك

من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق

ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل



سجل دخولك الان