المراهقة إنتاج وإبداع أم انفلات وضياع


الهمام

Recommended Posts

هذه الفترة من العمر قد تحدد طريق الشاب واتجاهه فهي تعتبر فترة حرجة وقد قرأت عنها في كثير من الكتب فأردت أن أصيغ ماقرأته وإن كان الموضوع يستحق أكثر من وقفه ولكن اسأل الله أن تعم الفائدة للجميع ولا أحب أن أطيل عليكم أكثر من ذلك وإليكم الموضوع

المراهقة إنتاج وإبداع أم انفلات وضياع

إن مشكلة تربية المراهقين من المشاكل التي تؤرق الكثيرين من المهتمين بأمور التربية ، حيث أن الأولاد يبقون حتى سنة معينة تحت قبضة الوالدين ، لكنهما كثيراً ما يسيئان استثمار هذه السيطرة ليندما بعد خروج الشاب عن دائرة قبضتهما ، زواجاً أو هجرة أو دراسة .....فكان من الحري بهما أن يعطيا للموضوع حقه من التفكير والوقت .... إذ منِِِِِِِِِِِِِِِِِِ المعلوم إن الولد الصالح من مصاديق الصدقة الجارية التي تنفعهم بعد الموت ! فالإنسان كما له من تكوين بدني أيضاً له تكوين نفسي .... فكما أن هناك جسم يتحرك فهناك روح تنمو ، ولهذا فإنه في الوقت الذي يهتم فيه بالنمو الجسمي للاولاد . فإنه يتحتم على الوالدين الاهتمام بأرواحهم ونموها أيضاً..

هذا النمو الذي يبلغ أوج فورانه تصاعدياً أو تنازلياً في مرحلة المراهقة.

إن هناك عناصر مؤثرة في تربية المراهق وسلوكه .... منها ماهو ذاتي : كالصفات الو راثية والبنية النفسية والعقلية وقد تختلف من شخص لآخر حتى ضمن الأسرة الواحدة ومنها ماهو محيطي : كسلوك الأباء ، الأقارب المنحرفين ، الأصدقاء والجو المدرسي ، وأخيراً وسائل الإعلام المختلفة التي كثيراً ما أصبحت من الأدوات الشيطانية المسببة لانحراف أبنائنا .

في حالات كثيرة يكون التكوين الذاتي لدى الأبناء سليم وعدم وجود خلل فيه ... ولكن مع الأسف نرى أن سلوك الوالدين داخل الأسرة : من حيث وجود خلاف أو نزاع بينهما، أوعدم التزامهم بتعاليم الشريعة ، أو إهمال الأولاد داخل المنزل والانشغال عنهم بشؤونهم الخاصة ، هو الذي يؤدي إلى نشوء أنواع من الخلل في سلوكهم .

وبعض الآباء هداهم الله لا يعرفون من هم أصدقاء أبنائهم وما هي توجهاتهم وميولهم والحال يقول هؤلاء هم من يرسمون سلوك الأبناء من حيث لا يشعرون ! ولطالما رأينا أن الأهل يبذلون الغالي والنفيس- نفسياً وفكرياً – لتربية أولادهم تربية صالحة حتى سن الثامنة عشرة، ولكن في ساعة واحدة ومع صديق مشبوه تجعله ينقلب رأساً على عقب ويلبها من خسارة كبرى !!!!

ولذا لابد من مراقبة الأولاد مراقبة دقيقة وكاملة وخصوصاً في هذه السن الحرجة مادام في ذلك صيانة لهم عن المفاسد وهم أمانة في أعناقهم ويتم ذلك بمراقبة من يصاحبون وأين يذهبون .

من المؤثرات المحيطة على سلوك المراهقين الجو المدرسي فالمدرسة هي التي ترسم مساحة كبيرة من حياة الشاب ... ومع ذلك فإن من المؤسف أن بعض الآباء هداهم الله من التوفير المادي أو القرب المكاني أو مشابه ذلك يختارون مدرسة معروفة بالأجواء التربوية الغير سليمة أو المختلطة ، لتكون منبتاً لأبنائهم ... والحال أن الأنفاق المادي في هذا المجال هو استثمار مضمون النتائج ،وهو أجدى بكثير من الإنفاق على كماليات الحياة !؟

من التوصيات العملية لتربية المراهقين هي الحوارية الهادفة حيث أن معظم شبابنا في الوقت الراهن يملكون إطلاعاً واسعاً وقدرة تحليلية في عالم السياسية والاقتصاد والثقافة والساحة الآن مليئة بالأفكار المستوردة والانحرافات الثقافية والمفاهيم الخاطئة التي يساء الاستفادة منها فمن اللزام علينا أن نأخذ بيد الشباب الذين يعيشون شيئاً من الحيرة الفكرية التي هي من إفرازات الحرية الفكرية ... والتذبذب وعدم الاستقرار ويكون لدية القابلية والاستجابة في تلقي جميع الأمور السيئة أو الحسنة .. بالأمكان السيطرة على ذلك بفتح باب النقاش مع صدر واسع وقراءة مايدور بخلد الشاب ومحاولة تصحيح الأفكار والمفاهيم بدلاً من المواجهة والاتهام بالانحراف فذلك يؤدي إلى العناد والتمسك بتلك المفاهيم ولو من باب التحدي والإغاظة ..

ودمــــــــــــــــــــتم

أخوكم الهمام

رابط هذا التعليق
شارك

من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق

ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل



سجل دخولك الان