الأخلاق و العادات


Recommended Posts

قام بنشر

الأخلاق و العادات

أصول الفضائل كلها أربعة، عنها تتركب كل فضيلة، وهي: العدل، والفهم، والنجدة، والجود.

أصول الرذائل كلها أربعة، عنها تتركب كل رذيلة، وهي أضداد الذي ذكرنا وهي: الجور، والجهل، والجبن، والشح.

الأمانة والعفة نوعان من أنواع العدل والجود.

النزاهة في النفس فضيلة تركبت من النجدة والجود، وكذلك الصبر.

الحلم نوع مفرد من أنواع النجدة.

القناعة فضيلة مركبة من الجود والعدل. والحرص متولد عن الطمع، والطمع متولد عن الحسد، والحسد متولد عن الرغبة، والرغبة متولدة عن الجور والشح والجهل.

ويتولد من الحرص رذائل عظيمة، منها الذل، والسرقة، والغصب والزنا، والقتل، والعشق، والهم بالفقر. والمسألة لما بأيدي الناس، تتولد فيما بين الحرص والطمع، وإنما فرقنا بين الحرص والطمع، لأن الحرص هو بإظهار ما استكن في النفس من الطمع. والمداراة فضيلة متركبة من الحلم والصبر.

الصدق مركب من العدل والنجدة، من جاء إليك بباطل رجع من عندك بحق، وذلك أن من نقل إليك كذباً عن إنسان حرك طبعك فأجبته، فرجع عنك بحق، فتحفظ من هذا، ولا تجب إلا عن كلام صح عندك عن قائله.

لا شيء أقبح من الكذب، وما ظنك بعيب يكون الكفر نوعاً من أنواعه، فكل كفر كذب، فالكذب جنس، والكفر نوع تحته. والكذب متولد من الجور والجبن والجهل، لأن الجبن يولد مهانة النفس والكذاب مهين النفس، بعيد عن عزتها المحمودة.

رأيت الناس في كلامهم الذي هو فصل بينهم وبين الحمير والكلاب والحشرات ينقسمون أقساماً ثلاثة: أحدها من لا يبالي فيما أنفق كلامه، فيتكلم بكل ما سبق إلى لسانه، غير محقق نصر حق، ولا إنكار باطل، وهذا هو الأغلب في الناس. والثاني أن يتكلم ناصراً لما وقع في نفسه أنه حق، ودافعاً لما توهم أنه باطل، غير محقق لطلب الحقيقة، لكن لجاجاً فيما التزم، وهذا كثير وهو دون الأول. والثالث واضع الكلام في موضعه، وهذا أعز من الكبريت الأحمر.

راجع الأخلاق والسير لابن حزم الأندلسي

  • 3 weeks later...

من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق

ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل



سجل دخولك الان