الاسرة


Recommended Posts

الحياة لا تقوم ولا تستمر الا على الجنسين كليهما الذكر والانثى ، فلولا وجود الجنسين لما كان هناك حياة مستمرة واجيال متلاحقة كثيرة ، ولا شك في ان كلا الجنسين له اهمية كبيرة في المجتمع وفي الحياة فكل نوع او جنس يمثل نصفاً من المجتمع الذي نعيشه ، وهذا ليس فيه جدال ....

ومن المؤكد ان للرجل دور كبير في المجتمع فهو عماد المجتمع بصفة عامة ، والاسرة بصفة خاصة ، لا يزدهر المجتمع الا بتكاتف رجاله مع بعضهم البعض وتقديمهم كل مفيد له وكذالك الاسرة فلا تبقى وتسعد وتصل الى قمة التفاهم والسعادة الا بتكاتف الرجل مع المرأة وتعاونهما في سبيل بناء اسرة سعيدة اساسها التفاهم والمباديء السامية القائمة على الشريعة الاسلامية ..

من خلال هذه المقدمة ارغب ان نتحدث سوياً عن حال الاسرة في مجتمعاتنا وواجب كل فرد من افرادها للرقي بها وتوصيلها الى قمة السعادة والتفاهم وتخريج ابناء صالحين متفهمين للحياة ولكل جوانبها ومعرفة واجباتهم على اكمل وجه قولاً وفعلاً وليس قولاً من غير فعلاً ..

اخواني قد اطرح امامكم حال اسرتين مختلفتين في بعض النواحي ونرى ايهما افضل ومن خلالهم سنحكم على اسرنا من أي هذه الانواع .

هناك اسرة متوسطة الحال تتكون من زوج وزوجة ومن اربعة من الاطفال (بنتان وولدان ) هذه الاسرة تعيش قنوعة بما لديها وقد رزقها الله من الاطفال والحال المعقول ،

الوالد : يذهب إلى عمله في الصباح والاطفال يخرجون الى مدارسهم (بنت وولد).

والوالدة تبقى في البيت فتقوم بترتيب البيت واعداد الطعام والعناية بمن بقي في البيت من اطفال .

بعد الظهيرة يرجع الاطفال من مدارسهم والاب من عمله فيتناولون وجبة الغداء .

فيذهب الاطفال للراحة لبعض الوقت ، والوالد كذلك ، ثم يستيقض الجميع على صلاة العصر فيقوم الجميع للصلاة كل فرد لوحده فيتجه الاطفال لاستذكار دروسهم ، والوالد يستعد ويخرج من المنزل الى اصحابه ويقضي معهم ما بقي من يومه ،،

الأم : تساعد اطفالها في استذكار دروسهم فتشرح لهذا مسألة رياضية وتملي على هذا بعض الجمل ، وتسمع على هذا بعض الايات القرأنية ... وفي نفس الوقت تبعد صغارها عن اخوانهم ليستذكرو دروسهم وتذهب لأعطاء هذا الصغير علاجه .ووو.................. وغير ذلك .. البيت مليء بالضجة والصياح لأن الأم لم تستطع ان تساعد هذا وهذا وتمنع هذا وتعتني بهذا ...

وبعد عناء وتعب شديد مع اطفالها وترتيب بيتها ينتهي الاطفال من استذكار دروسهم وترتيب كتبهم فيحين وقت صلاة المغرب فيذهب الجميع للصلاة ثم ينتهوا من صلاتهم ، ويذهبو للعب بعض الوقت والترفيه عن انفسهم من عناء المذاكرة .. وفجأة يدق الباب فتفاجأ الاسرة بقدوم ضيوف اقارب لهذه الاسرة فتستقبلهم الام واطفالها ويدخلو الى البيت ويتسامرو مع الام واطفالها فيحين وقت اعداد العشاء لهؤلاء الضيوف فتقوم الزوجة لاعداد مايوجد في بيتها من مأكل والضيوف باقين مع الاطفال لوحدهم ، فتعد العشاء وتكرم ضيوفها ثم يجلسوا معاً لبعض الوقت ، وبعد ذلك يخرج الضيوف عائدين الى بيتهم وتبقى الام والاطفال..

وبعد هذا العناء تجهز الام اطفالها للنوم ليستقبلوا اليوم الجديد بنشاط(وذلك بعد ان تناولوا عشائهم وصلوا فريضة العشاء) وبعد ذلك تكون الأم متعبة وهلكة من عناء يومها مع بيتها واطفالها وضيوفها ، فيصل الزوج الى البيت بعد ان اتم سهرته مع اصحابه واستمتع وتبادل معهم الكلام والضحك .. فيعود ويسلم على الزوجة ويجلس فتكون الزوجة مرهقة وتعبة وتتمنى ان يبادلها الكلام والسمر والضحك ، والزوج يكون قد انهى كلامه مع اصحابه ويقول لها ليس لدي كلام اقوله دعينا نرتاح وننام وقد يتخاصم الزوجان بسبب ذلك ويهمل كلاً منهما الاخر ،وبعد ذلك يخلدوا الى النوم بعد عناء وتعب ،، ويستيقضوا في اليوم التالي ويكملوا مشوارهم في الحياة على نمط اليوم الأول ....طبعاً هذه اسرة قد رزقها الله كل شيء ولكن لم يحسن افرادها التصرف ليسعدوا بل عاشوا في تعب وارهاق دائم ..هذه أسرة فوضوية يملأها الشجار والعناء الشديد.

الاسرة الثانية:

اسرة متوسطة الحال كالاسرة الاولى تتكون من زوجة وزوج واطفال (بنتان وولدان ) نفس ظروف الاسرة السابقة ..

نرى كيف تعيش حياتها ..

في الصباح الباكر يستيقض الجميع ويذهب الزوج وولده الكبير الى المسجد ليؤدوا صلاة الفجر مع الجماعة ،، والام وبنتهاا يصلين الفجر في البيت ، فيعود الرجل وولده الى البيت ويستعدوا للخروج الى اعمالهم الرجل الى عمله والولد والبنت الى مدارسهم فيخرجوا فرحين من بيتهم لانهم ادو واجبهم تجاه الله وانفسهم ، ،،

والام تمكث في البيت للعناية بأطفالها وترتيب البيت والتجهيز لعودة زوجها واطفالها ،،

فيعود الجميع الى البيت بعد الظهيرة متعبين ويجدوا الام قد اعدت لهم وجبة الغداء وتنتظرهم بشوق وفرحة فتعد لهم الغداء ويتناولوا وجبتهم مع بعض ويتحدثوا الى بعضهم ..

فيذهب الوالد وابناءه الى الراحة لبعض الوقت ،، والزوجة تقوم بإعداد القهوة والشاهي لزوجها الى ان يستيقض ،،

وعلى صلاة العصر يستيقض الجميع فيذهب الرجل مع ولده الى المسجد للصلاة والزوجة وبنتها يؤدين الصلاة في البيت ،، ثم يعودوا الى المنزل وتجلس الاسرة(الزوج والزوجة والابناء) مع بعضهم يتبادلوا الكلام ويشربوا القهوة والشاهي ويقصوا على بعضهم احداث يومهم بفرحة وضحك ويضحك الوالد هذا من اطفاله ويلعب مع هذا ويتحدث لزوجته ويضحكوا سوياً ويسعدوا ً ، وبعد ذلك يتجه الاطفال الى غرفهم لاستذكار دروسهم مستعينين بوالدهم ووالدتهم فيما استعصى عليهم ،،، وبعد ذلك يخرج الأب من المنزل لقضاء بعض حاجاته وحاجات بيته واطفاله وزوجته ، ولكي يروح عن نفسه لبعض الوقت ، والزوجة تجلس في بيتها مع ابنائها تلاطفهم وتعلمهم الاخلاق الحسنة والكريمة وتعد نفسها واطفالها لعودة الوالد ،،، ويعود الوالد الى بيته بعد ان صلى صلاة المغرب مع الجماعة فيستقبلونه بفرح شديد وابتسامة وسعاده ... فيجلسوا معاً ليشاهدوا بعض الاخبار سوية او بعض البرامج المفيدة ، وفجأة يحظر ضيوفاً اقارب للأسرة فيستقبلهم الزوج بفرح وترحيب ويجلس الجميع سوياً يتبادلون اخبارهم وعلومهم ويشربوا القهوة سوياً الى صلاة العشاء فيقوم الجميع للصلاة الرجال جماعة والنساء كذلك ،،

وبعد الصلاة تقوم الزوجة بإعداد الطعام للضيوف واكرامهم فيتناولوا العشاء ثم يجلسوا ليتسامروا قليلا ويشربوا الشاهي الذي اعدته الزوجه لضيوفها بفرح وسعادة ،،، ثم يخرج الضيوف متجهين الى منزلهم والاسرة السعيدة تكون قد اكملة واجباتها على احسن وجه ،، فتقوم الام باعداد الاطفال للنوم بمساعدة زوجها لها فيخلد الاطفال جميعهم للنوم ... وتبقى الزوجة والزوج سوياً يتسامروا ً ويتكلموا في بعض المواضيع التي قد تخص الاسرة وتخصهم ، الزوجة سوف تكون سعيدة والزوج كذلك لانهم اسرة متعاونة في كل شيء يربون ابنائهم على الفضيلة والتعاون والتحاب ... فيخلدوا الى النوم بسعادة وفرح ومحبه ...هذه اسرة رزقها الله كل شي واحسنت التصرف وعرف كل فرد منهم واجبه فعاشوا عيشة مملوؤة بالحب ترفرف عليها اجنحة السعادة ...هذه أسرة مليئة بالتفاهم والتعاون والتحاب ..

لاشك أنكم جميعاً لاحضتم اهمال الزوج في القصة الاولى لبيته وزوجه واطفاله ولم يهمه سوى راحته وسمره واستمتاعه مع اصحابه ، ولم يهتم هوا وزوجته بتعليم اطفالهم الاخلاق الكريمة وواجبات الدين من صلاة الجماعة وغيرها ...(((((واااااااأسفاااااه على مثل هذه الأسرة التي اسعدها الله بالصحة والرزق فأشقت نفسها ))))أ

اما القصة الثانيه فقد لاحضتم جميعاً اهتمام الوالد بأسرته واعانتهم على فعل الخير واسعادهم وملاحظت حاجياتهم وجعل اسرته اسرة سعيدة متماسكه متحابه ...((((مااا أسعدها من أسرة حفضت نعمة الله عليها وعرفت ان تسلك الطريق الصحيح ))))

قد يقول البعض ان الزوجة هي السبب ولكن على العكس من ذلك فالزوج هو عماد الاسرة وبه تسعد الاسرة وتشقى، والزوجة ايضاً لها دور في ذلك ولكن يأتي دورها عندما تجد فرصة لذلك أي عندما تجد التعاون من الزوج ..فقد رأينا في القصة الاولى ان الزوجة لم تقصر ولكن ادمان الزوج على الخروج من المنزل والسمر مع اصحابه وحبه لنفسه وتناسيه سعادة اطفاله وزوجته هو السبب في تفكك الاسرة وشقاؤها ....

فأين واجب هذاالزوج نحوا اسرته ؟؟هل يعقل ان تربي الزوجة ابنائها وحيدة كالأرملة مع ان زوجها لايزال حياً يرزق ؟؟ هل تتزوج المرأة لأنجاب الأطفال وتربيتهم وحيدة؟؟

تساؤلات كثيرة فمن يجيب عليها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اخواني اخواتي الاعزاء في نظركم أي الاسرتين افضل؟؟؟؟

ولماذا لاتعيش اسرنا مثل الاسرة الافضل والاسعد لينعموا بالراحة والسعادة والتفاهم وتربية ابناء صالحين قادرين على شق طريقهم على احسن حال؟؟؟؟

هل هناك من مانع ام التهرب من المسؤلية هو السبب ام ماذا في نظركم ؟؟؟؟

قد يكون البعض مثل الاسرة الاولى والبعض الاخر مثل الاسرة الثانية فالينظر الجميع إلى حال اسرته من أي هذين النوعين هي..

ارجوا ان تبدوا ارائكم في هاتين الاسرتين ونتناقش حول هذا الموضوع الذي يخص الاسرة وتكاتفها او تفككها ...

عذراً على سوء الطرح والإطالة فيه

أخوكم .................................... العربي 10/3/1425هـ

رابط هذا التعليق
شارك

من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق

ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل



سجل دخولك الان