H ) صاحبة الحب الكبير ..!!


أسير العاطفة

Recommended Posts

في أحد الشوارع المشهورة في المدينة المشهورة , مثل أي شخص ذا حياة طبيعية لاغريب فيها ولاجديد , أعتدت كمن اعتاد كل ليلة أن يمشي قليلا ، سواء تغييراً للروتين , أو من أجل الرياضة أو... أو .... , قررت أن أخرج لمدة نصف ساعة على الأقل , ثم بعد ذلك اعود بعد أن أكون رميت عن نفسي ثقل من الروتين اليومي , وأثناء مسيري , كنت اشاهد طفلة لم تتعدى ( السابعة ) من العمر, كانت تلاحق فراشاً اجتمع حول احدى انوار الاضاءة المعلقة , في ذلك السور الذي كان يمتد على ذلك الشارع !! وكان مما يلفت الإنتباه شكلها وملابسها , فكانت تلبس فستانا ممزقا ولاتنتعل حذاء , وكان شعرها طويلا , كانت في البداية لاتلحظ مروري , ولكن مع مرور الايام وحيث أن تكرار الشيء يلفت النظر , فقد كانت حين تنظر الي تبتسم , ومع تلك البرأة التي كانت تحملها , كان من الطبيعي أن أبادلها الشعور فاأبتسم حين أراها , وفي أحد المرات , وأنا أسير شعرت أن شيئاً يشدني كي أستوقفها , فقلت في نفسي : لابد أن أوقفها وأسألها من تكون , وفي احد الايام استوقفتها وسالتها عن اسمها ؟ فقالت : ( H ) فسألتها : اين منزلكم ؟ فأشارت الى غرفة خشبية كانت بالقرب من ذلك السور الذي كثيراً ما أراها حوله , ثم قالت : ( هذا هو بتنا الذي اعيش فيه مع امي واخي بدر ) إنها البرأة !! ثم سكت قليلاً , ثم سالتها عن ابيها ؟ فقالت ابي كان يعمل سائقا في احدى الشركات الكبيرة , ثم توفي في حادث مروري , وأثناء حديثها وإذا بأخيها بدر يمر من أمامنا , فانطلقت تجري إليه , وكان هو أيضاً قد خرج راكضا الى الشارع , فمضيت في حال سبيلي , وأخذت أسير في طريقي وأنا أفكر فيها , ولا أدري لماذا ؟! ويوما بعد يوم , كنت كلما مررت استوقفها لاجاذبها اطراف الحديث , وذات مرة سالتها : ماذا تتمنين ؟ قالت : ( كل صباح اخرج الى نهاية الشارع , لأ شاهد دخول الطالبات الى المدرسه , اشاهدهم يدخلون الى هذا العالم الصغير, مع باب صغير , ويرتدون زيا موحدا , ولا أعلم ماذا يفعلون خلف هذا السور , أمنيتي ان أصحو كل صباح , لا ألبس زيهم , واذهب وادخل مع هذا الباب لاعيش معهم واتعلم القراءة والكتابة ) .... حقيقة لااعلم مالذي جذبني في هذه الطفلة الصغيرة , هل هو تماسكها رغم ظروفها الصعبه ؟ هل هو منظرعينيها ؟ لااعلم حتى الان السبب , كل ما أعرفه أني كنت كلما مررت مع هذا الشارع , احضر لها شيئا معي .. حذاء .. ملابس .. العاب .. اكل .. وفي احدى المرات قالت لي : أن خادمة تعمل في احد البيوت القريبة منهم , قد علمتها الحياكة , والخياطة , والتطريز , كما أن الطلفة طلبت مني ان احضر لها قماشا , وادوات خياطه فاحضرت لها ماطلبت , وطلبت مني في احد الايام , طلبا غريبا !! فقد قالت لي : اريدك ان تعلمني كيف اكتب كلمة ... ( احـبـك ) ... مباشرة جلست انا وهي على الارض , وبدأت اخط لها على الرمل كلمة ( احبك ) على ضوء عمود الإنارة الذي في الشارع , وكانت هي تراقبني وتبتسم , وهكذا كل ليلة كنت اكتب لها كلمة ) احبك ) حتى اجادت كتابتها بشكل رائع , وفي ليلة غاب قمرها , وبعد ان حضرت كعادتي إلى المسير في الشارع , أوقفتني وقالت لي : اغمض عينيك ولا اعلم لماذا اصرت على ذلك , فأغمضت عيني , وفوجئت بها تقبلني ثم تجري راكضه وتختفي داخل الغرفة الخشبيه , وفي الغد حصل لي ظرف طاريء استوجب سفري خارج المدينة , لمدة تزيد عن الاسبوعين , ولم استطع ان اودعها , فرحلت وأنا على علم انها تنتظرني كل ليله , وعند عودتي , لم اشتاق لشي في مدينتي , اكثر من شوقي لهذه الطفلة ( H ) في تلك الليلة خرجت مسرعا , وقبل الموعد وصلت المكان , وكان عمود الانارة الذي نجلس تحته لايضيء , وكان الشارع هادئا , واحسست بشي غريب , انتظرت كثيرا فلم تحضر, فعدت ادراجي , وهكذا لمدة خمسة ايام , كنت احضر كل ليلة فلااجدها , عندها صممت على زيارة امها لسؤالها عنها , فقد تكون مريضه , استجمعت قواي وذهبت للغرفة الخشبية , طرقت الباب على استحياء مني , فخرج أخوها بدر , ثم خرجت امه من بعده , وقالت عندما شاهدتني : يالهي لقد حضرت , وقد وصفتك كما انت تماما , ثم اجهشت في البكاء , وعلمت حينها ان شيئا قد حصل , ولكني لااعلم ماهو ؟؟؟؟ وعندما هدأت الام سالتها : ماذا حصل ؟؟ اجيبيني ارجوك قالت لي : لقد ماتت ( H ) وقبل وفاتها قالت لي : سيحضر احدهم للسؤال عني , فاعطيه هذه القطعة , وعندما سالتها : من يكون ؟ قالت : اعلم انه سياتي .. سياتي لامحالة ليسأل عني ؟؟ فسالت امها : ماذا حصل ؟؟ فقالت لي : توفيت إبنتي ( H ) في احدى الليالي احست ابنتي بحرارة واعياء شديدين , فخرجت بها الى احد المستوصفات الخاصة القريبه , فطلبوا مني مبلغا ماليا كبيرا مقابل كشف وعلاج لااملكه , فتركتهم وذهبت الى احد المستشفيات العامة , وكانت حالتها تزداد سوءا , فرفضوا ادخالها بحجة عدم وجود ملف لها بالمستشفى , فعدت الى المنزل , لكي اضع لها الكمادات , ولكنها كانت تحتضربين يدي .. ثم اجهشت الأم في بكاء مرير.. لقد ماتت .. ماتت ( H ) .. لااعلم لماذا خانتني دموعي.. نعم لقد خانتني .. لاني لم استطع البكاء.. لم استطع التعبير بدموعي عن حالتي حين سمعت خبر وفاتها , لااعلم كيف اصف شعوري لا استطيع وصفه لا استطيع , عندها خرجت مسرعا ولا اعلم لماذا لم اعد الى مسكني , بل اخذت اذرع الشارع , فجأة تذكرت الشي الذي اعطتني اياه ام ( H ) فتحته ... فوجدت قطعة قماش صغيرة مربعه , وقد نقش عليها بشكل رائع كلمة احبك , وامتزجت بقطرات دم متخثره , يالهي لقد عرفت سر رغبتها في كتابة هذه الكلمه , وعرفت الان لماذا كانت تخفي يديها في اخر لقاء , كانت اصابعها تعاني من وخز الابره التي كانت تستعملها للخياطة والتطريز, كانت اصدق كلمة حب في حياتي , لقد كتبتها بدمها .. بجروحها .. بألمها.. كانت تلك الليلة هي اخر ليلة لي في ذلك الشارع , فلم ارغب في العودة اليه مرة اخرى , فهو كما يحمل ذكريات جميله , يحمل ذكرى الم وحزن , يحمل ذكرى ( H ) والأن احتفظت بقطعة القماش معي , وكنت احملها معي في كل مكان اذهب اليه , وبعدها بشهر, واثناء تواجدي في احدى المدن الكبيرة , وعند ركوبي لاحد المراكب في البحر , اخرجت قطعة القماش من جيبي , وقررت ان ارميها في البحر , لااعلم لماذا ؟؟ ولكن لانها تحمل اقسى ذكرى في حياتي , وقبل غروب الشمس , امتزجت دموعي بدم اسماء بكلمة احبك , ورفعت يدي عاليا , ورميتها في البحر, واخذت ارقبها وهي تختفي عن نظري شيئا فشيئا , ودموعي تسالني لماذا ؟؟ ولكنني كنت لااملك جوابا ؟ كل ماقلته يــا .. (H ) سامحيني .. فلم اعد احتمل الذكرى؟؟ يـا .. (H ) سامحيني , فقد حملتيني اكبر مما اتحمل؟؟ سامحيني فأنا لااستحق الكلمات التي نقشتيها .. سامحيني.. سامجيني..أسير... cry.gif
رابط هذا التعليق
شارك

  • 2 weeks later...

من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق

ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل



سجل دخولك الان