أسير العاطفة قام بنشر April 22, 2004 ارسل تقرير Share قام بنشر April 22, 2004 في أحد الشوارع المشهورة في المدينة المشهورة , مثل أي شخص ذا حياة طبيعية لاغريب فيها ولاجديد , أعتدت كمن اعتاد كل ليلة أن يمشي قليلا ، سواء تغييراً للروتين , أو من أجل الرياضة أو... أو .... , قررت أن أخرج لمدة نصف ساعة على الأقل , ثم بعد ذلك اعود بعد أن أكون رميت عن نفسي ثقل من الروتين اليومي , وأثناء مسيري , كنت اشاهد طفلة لم تتعدى ( السابعة ) من العمر, كانت تلاحق فراشاً اجتمع حول احدى انوار الاضاءة المعلقة , في ذلك السور الذي كان يمتد على ذلك الشارع !! وكان مما يلفت الإنتباه شكلها وملابسها , فكانت تلبس فستانا ممزقا ولاتنتعل حذاء , وكان شعرها طويلا , كانت في البداية لاتلحظ مروري , ولكن مع مرور الايام وحيث أن تكرار الشيء يلفت النظر , فقد كانت حين تنظر الي تبتسم , ومع تلك البرأة التي كانت تحملها , كان من الطبيعي أن أبادلها الشعور فاأبتسم حين أراها , وفي أحد المرات , وأنا أسير شعرت أن شيئاً يشدني كي أستوقفها , فقلت في نفسي : لابد أن أوقفها وأسألها من تكون , وفي احد الايام استوقفتها وسالتها عن اسمها ؟ فقالت : ( H ) فسألتها : اين منزلكم ؟ فأشارت الى غرفة خشبية كانت بالقرب من ذلك السور الذي كثيراً ما أراها حوله , ثم قالت : ( هذا هو بتنا الذي اعيش فيه مع امي واخي بدر ) إنها البرأة !! ثم سكت قليلاً , ثم سالتها عن ابيها ؟ فقالت ابي كان يعمل سائقا في احدى الشركات الكبيرة , ثم توفي في حادث مروري , وأثناء حديثها وإذا بأخيها بدر يمر من أمامنا , فانطلقت تجري إليه , وكان هو أيضاً قد خرج راكضا الى الشارع , فمضيت في حال سبيلي , وأخذت أسير في طريقي وأنا أفكر فيها , ولا أدري لماذا ؟! ويوما بعد يوم , كنت كلما مررت استوقفها لاجاذبها اطراف الحديث , وذات مرة سالتها : ماذا تتمنين ؟ قالت : ( كل صباح اخرج الى نهاية الشارع , لأ شاهد دخول الطالبات الى المدرسه , اشاهدهم يدخلون الى هذا العالم الصغير, مع باب صغير , ويرتدون زيا موحدا , ولا أعلم ماذا يفعلون خلف هذا السور , أمنيتي ان أصحو كل صباح , لا ألبس زيهم , واذهب وادخل مع هذا الباب لاعيش معهم واتعلم القراءة والكتابة ) .... حقيقة لااعلم مالذي جذبني في هذه الطفلة الصغيرة , هل هو تماسكها رغم ظروفها الصعبه ؟ هل هو منظرعينيها ؟ لااعلم حتى الان السبب , كل ما أعرفه أني كنت كلما مررت مع هذا الشارع , احضر لها شيئا معي .. حذاء .. ملابس .. العاب .. اكل .. وفي احدى المرات قالت لي : أن خادمة تعمل في احد البيوت القريبة منهم , قد علمتها الحياكة , والخياطة , والتطريز , كما أن الطلفة طلبت مني ان احضر لها قماشا , وادوات خياطه فاحضرت لها ماطلبت , وطلبت مني في احد الايام , طلبا غريبا !! فقد قالت لي : اريدك ان تعلمني كيف اكتب كلمة ... ( احـبـك ) ... مباشرة جلست انا وهي على الارض , وبدأت اخط لها على الرمل كلمة ( احبك ) على ضوء عمود الإنارة الذي في الشارع , وكانت هي تراقبني وتبتسم , وهكذا كل ليلة كنت اكتب لها كلمة ) احبك ) حتى اجادت كتابتها بشكل رائع , وفي ليلة غاب قمرها , وبعد ان حضرت كعادتي إلى المسير في الشارع , أوقفتني وقالت لي : اغمض عينيك ولا اعلم لماذا اصرت على ذلك , فأغمضت عيني , وفوجئت بها تقبلني ثم تجري راكضه وتختفي داخل الغرفة الخشبيه , وفي الغد حصل لي ظرف طاريء استوجب سفري خارج المدينة , لمدة تزيد عن الاسبوعين , ولم استطع ان اودعها , فرحلت وأنا على علم انها تنتظرني كل ليله , وعند عودتي , لم اشتاق لشي في مدينتي , اكثر من شوقي لهذه الطفلة ( H ) في تلك الليلة خرجت مسرعا , وقبل الموعد وصلت المكان , وكان عمود الانارة الذي نجلس تحته لايضيء , وكان الشارع هادئا , واحسست بشي غريب , انتظرت كثيرا فلم تحضر, فعدت ادراجي , وهكذا لمدة خمسة ايام , كنت احضر كل ليلة فلااجدها , عندها صممت على زيارة امها لسؤالها عنها , فقد تكون مريضه , استجمعت قواي وذهبت للغرفة الخشبية , طرقت الباب على استحياء مني , فخرج أخوها بدر , ثم خرجت امه من بعده , وقالت عندما شاهدتني : يالهي لقد حضرت , وقد وصفتك كما انت تماما , ثم اجهشت في البكاء , وعلمت حينها ان شيئا قد حصل , ولكني لااعلم ماهو ؟؟؟؟ وعندما هدأت الام سالتها : ماذا حصل ؟؟ اجيبيني ارجوك قالت لي : لقد ماتت ( H ) وقبل وفاتها قالت لي : سيحضر احدهم للسؤال عني , فاعطيه هذه القطعة , وعندما سالتها : من يكون ؟ قالت : اعلم انه سياتي .. سياتي لامحالة ليسأل عني ؟؟ فسالت امها : ماذا حصل ؟؟ فقالت لي : توفيت إبنتي ( H ) في احدى الليالي احست ابنتي بحرارة واعياء شديدين , فخرجت بها الى احد المستوصفات الخاصة القريبه , فطلبوا مني مبلغا ماليا كبيرا مقابل كشف وعلاج لااملكه , فتركتهم وذهبت الى احد المستشفيات العامة , وكانت حالتها تزداد سوءا , فرفضوا ادخالها بحجة عدم وجود ملف لها بالمستشفى , فعدت الى المنزل , لكي اضع لها الكمادات , ولكنها كانت تحتضربين يدي .. ثم اجهشت الأم في بكاء مرير.. لقد ماتت .. ماتت ( H ) .. لااعلم لماذا خانتني دموعي.. نعم لقد خانتني .. لاني لم استطع البكاء.. لم استطع التعبير بدموعي عن حالتي حين سمعت خبر وفاتها , لااعلم كيف اصف شعوري لا استطيع وصفه لا استطيع , عندها خرجت مسرعا ولا اعلم لماذا لم اعد الى مسكني , بل اخذت اذرع الشارع , فجأة تذكرت الشي الذي اعطتني اياه ام ( H ) فتحته ... فوجدت قطعة قماش صغيرة مربعه , وقد نقش عليها بشكل رائع كلمة احبك , وامتزجت بقطرات دم متخثره , يالهي لقد عرفت سر رغبتها في كتابة هذه الكلمه , وعرفت الان لماذا كانت تخفي يديها في اخر لقاء , كانت اصابعها تعاني من وخز الابره التي كانت تستعملها للخياطة والتطريز, كانت اصدق كلمة حب في حياتي , لقد كتبتها بدمها .. بجروحها .. بألمها.. كانت تلك الليلة هي اخر ليلة لي في ذلك الشارع , فلم ارغب في العودة اليه مرة اخرى , فهو كما يحمل ذكريات جميله , يحمل ذكرى الم وحزن , يحمل ذكرى ( H ) والأن احتفظت بقطعة القماش معي , وكنت احملها معي في كل مكان اذهب اليه , وبعدها بشهر, واثناء تواجدي في احدى المدن الكبيرة , وعند ركوبي لاحد المراكب في البحر , اخرجت قطعة القماش من جيبي , وقررت ان ارميها في البحر , لااعلم لماذا ؟؟ ولكن لانها تحمل اقسى ذكرى في حياتي , وقبل غروب الشمس , امتزجت دموعي بدم اسماء بكلمة احبك , ورفعت يدي عاليا , ورميتها في البحر, واخذت ارقبها وهي تختفي عن نظري شيئا فشيئا , ودموعي تسالني لماذا ؟؟ ولكنني كنت لااملك جوابا ؟ كل ماقلته يــا .. (H ) سامحيني .. فلم اعد احتمل الذكرى؟؟ يـا .. (H ) سامحيني , فقد حملتيني اكبر مما اتحمل؟؟ سامحيني فأنا لااستحق الكلمات التي نقشتيها .. سامحيني.. سامجيني..أسير... رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
حرماوي.نت قام بنشر May 2, 2004 ارسل تقرير Share قام بنشر May 2, 2004 تشكراتي......... أسيره رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
Recommended Posts
من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق
ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل
سجل دخولك الان