مقال للدكتور / عبد العزيز السحيمي .... يحكي واقعنا


العربي

Recommended Posts

كم في حياتنا من ألمبادئي والمثل والقيم السامية التي نغفلها ونحن ندرك مالها وما عليها من دور ايجابي عظيم في رسم المعالم القويمة لخلق مجتمع تسوده المحبة ويرفرف عليه السلام وتعمه الأخوة الصادقة.. وليس لأمة من الأمم حيلة مدخرة موروثة من هذه القيم كما هو لأمتنا.

والتطبيق العلمي الواقعي لهذه المثل والقيم على مستوى الفرد والجماعات هو السبيل الوحيد الذي يكفل لها أداء دورها المنشود في السمو بالأخلاقيات والترفع بها..

وإذا استعرضتا محصلتنا من هذا المخزون تقفز إلى الأذهان الكثير من الأمثلة.. لا يحصرها عد. ولا يحيطها حد.. صفات وأخلاقيات ومثل وقيم نتلفظ ونتشدق بها ونحكي قصص الأوائل حولها، ثم نلتفت من حولنا فلا نجد لها أثرا في حياتنا مع أنفسنا وفي محيط أسرتنا وفي مجتمعنا كله.

والإيثار.. أو الأثرة، في جملة ما دار بخاطري وأنا استعرض جملة من هذه المثل والقيم ورحت أتلمس تطبيقاً عملياً مشاهداً فيما يحيط بنا فلم أجد له أثراً..

ولقد راعني إننا ليس فقط لم نطبق هذا المبدأ في حياتنا بل إن بعضهم يجهل حتى ما تعنيه هذه الكلمة وتلك حقيقة مرة، ولكنها واقعة على الأقل،

كم أحببنا أخي ألقارئي لغيرنا ما أحببنا لأنفسنا ؟

وكم تنازلنا عن مصالح مادية أو معنوية في سبيل الغير ممن هم أكثر احتياجاً لها ؟ وكم سعينا بطيب خاطر وكريم نفس من اجل الآخرين دون أن نتوقع جزاء أو شكورا؟

أن لم تكن الإجابة عن هذه التساؤلات بالنفي فستكون على أكثر الاحتمالات مرات لاتزيد على عدد أصابع اليد.. ناهيك عن الأثرة على النفس ولو كان بها خصاصة.

ولنكن اصدق مانكون مع أنفسنا.. فلا نكابر ولا نجحد ولا نغالط ورحم الله أمرء حاسب نفسه فقومها قبل أن يترك للآخرين فرصة الحساب...

ثم تخيل معي أخي ألقارئي مجتمعاً يؤثر أفراده كل على نفسه ويسعى كل لمصلحة الآخرين ويتنازلون بطيب خاطر في سبيل مصلحة عامة أو خير شامل.

متى نتغلب على نوازع الشر في أنفسنا فننهاها.. فرادى وجماعات .. عن الكراهية والحقد وحب الذات ولنعلمها حب الخير لما في الخير من رفعة وجمال ولنعلمها حب النفس.. وليس حبا يولد الأنانية فذلك لا يسمى حباً فالحب ارتفاع بالإنسانية، والأنانية هبوط بها إنما الحب الذي اعنيه هنا هو ما يدفعنا عن الابتعاد عن الشر وكل نقيصة وان نرتقي بأنفسنا، أن نهذبها، نحبها بأن تفتح قلوبنا لأحبائنا.. أن نعطيهم كل ما نملك من مشاعر طيبة.. نحبها بان تمنح وتمنح دون توقف أو ملل.. ولنحيا وقلوبنا عامرة بالخيروالوحدة والوفاء..

رابط هذا التعليق
شارك

من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق

ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل



سجل دخولك الان