التاريخ الذي ابكانا .. ما عاد يبكينا


فتى

Recommended Posts

عندما قام الغني بالله " آخر سلاطين بني الأحمر " بتسليم مفاتيح الحمراء لفرناندو وايزابيلا ، وسار على جواده منكساً رأسه ، حتى بلغ آخر نقطة يستطيع منها رؤية الحمراء ، فراح ينتحب بمنتهى المرارة ، في أقسى صور

الذل والمهانة ، وكأنه يودع مجداً بناه كوكبة دويلات اسلامية ،حتى باتت تتهاوى نجومه واحدة تلو الأخرى منذ ذلك الحين دارت عجلة الظروف باتجاه معاكس فبدأ يضعف وهج ونور وقوة هذا الدين ، حتى بات العدو يمسك بنا من كل اتجاه ، بل حتى حواسنا نالت نصيبها من ذلك الضغط

بالأمس القريب شاهدنا صدام حسين وهو يخرج من جحره في صورة معاصرة من الذل والمهانة ليست عن حادثة الغني بالله ببعيد

شاهدنا كيف يستطيع العدو أن يسيطر علينا بماتقترفه أيدي حكامنا الذين لابد أن ندرك أنهم نتاج واقعنا الاجتماعي الذي يزداد سوءاً وتردياً

ان اظهار أمريكا لصدام بتلك الصورة ، شيء يدعوللتقزز ، فقد كانت تلك رسالة مباشرة الى حكامنا العرب " الذين يصح تسميتهم بالضعفاء " ، بأن من يشق عصى الطاعة منهم ، سيكون هذا الجزاء مصيره ، وسيناله غضبهم وأغلالهم ، ثم راحوا يمارسون ضغوطات ، لايشك عاقل بأن مصدرها من يديرون بوش وبلير بل وحتى بوتين ، كأحجار على رقعة شطرنج وأعني بهم أشاوسة المال ، وأصحاب النفوذ الاقتصادي ومن سيكون أولئك سوى اليهود

وقد مارسوا على السعودية تحديداً ضغوطات " فعلية " عبر وسائل شتى ، وحينما أقول " فعلية " فلابد من خروج الضغوطات الصورية كالمقالات التي تنشر في الصحف الأمريكية ، والتي تتناول الحديث عن السعودية ، أو كنتائج

الدراسات التي تصدرها مراكز البحوث والدراسات الأمريكية

فمن الضغوطات الفعلية

العلمانيين أو الليبراليين ، فقد شكلوا أهم معول في يد العدو ليهوي به علينا بين الفينة والأخرى ، فقد رأينا كيف يخصصون أعمدة مقالاتهم وصفحات جرائدهم للحديث " مثلاً " عن ممتهن القيم ، وقاتل العفة " ستار أكاديمي "

ألاتتميز غيظاً حينما تدير المذياع على mbc-fm ، فترعي سمعك لمراسلهم في big brother في البحرين ، وتجد " المتراسل " يعجز فعلاً عن الاسترسال بالكلام لتفاهة وقلة عناصر الحدث ، حتى كفى المذيع مهمة التوديع وأنهى

الحديث بنفسه " وبالمناسبة فقد استطاعت ردود الفعل الشعبية التأثير على وزارة الاعلام البحرينية فتم ايقاف البرنامج الذي يرعاه تلفزيون الشرق الأوسط mbc " ، وماحصل في منتدى جدة الاقتصادي ليس عنا ببعيد ، وشاهد مثلاً

جريدة الشرق الأوسط كيف تعاملت مع الحدث فأصبح الليبراليون يتخذون الاصلاح مطية لايصال مايريده أعدائنا منا ، فصاراصلاحهم بحاجة الى اصلاح

وكذلك لا أنسى العامل الآخر ، والذين قويت شوكتهم مؤخراً " وهي لاتقوى الا بقوة اليهود والنصارى " أعني بهم الرافضة ، مرتضي المتعة

أضف الى كل ذلك تعدد الضغوطات السياسية والدبلوماسية

ومن شاهد القنصل الأمريكي في جدة ، وكيف أصبحت تسرح وتمرح وتفتتح وترعى وتحضر كيفما تشاء ، كل مايخص المرأة وغير المرأة

وكأنها في أحد ولايات أمريكا ، يدرك مع ذلك أن الدولة باتت في موقف لاتحسد عليه ، وأخشى أن أبعث اليأس في النفوس ان قلت بأن الدولة أصبحت عاجزة فعلاً عن التعامل مع تلك الضغوطات

ولكن دعونا نحاول اشعال شمعة بدلاً من لعن الظلام

تعالوا لنجعل كل واحد منا شمعة في بناء ذاته

هيا بنا نتبنى مشاريع اصلاح ذاتية ، لنحيي الأمل في النفوس ، ولنجعل الليل صباحاً والظلمة نوراً ، واليأس أملاً متدفقاً في شرايين كل واحد منا

ان أنبل غاية يمكن للانسان أن يضعها نصب عينيه ، هي الالتزام بالدين الاسلامي كمنهج شامل لكل دقيقة وجليلة في حياته

وأنكى للعدو ، وأزكى للنفس ، لو اقترن ذلك الالتزام ، بالتطور الفكري والمعرفي للفرد ، ولست هنا بصدد رسم صورة للشخصية الأنموذج

ولكني بصدد القول بأن العمل ذوالنتائج السريعة ينتهي سريعاً ، فقد حان وقت

العمل المقرون بنتائج بعيدة المدى ، لابد أن ننظر لجيلنا كدرجة في سلم نهوض الأمة ، ولابد أن يصعد الجيل القادم على أكتاف اللبنات الأولى " التي لابد أن نؤسسها " لاعادة شاملة للبناء

فالتـاريخ بكانـا حتى مل منـه البكـاء ... ولكنه ماعـاد يبـكيـنا 0

تحياتي

رابط هذا التعليق
شارك

من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق

ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل



سجل دخولك الان