هل رأيت انسانا يعيش كالحيوانات

حين قرأت الإحصاءات الخاصة بعدد المقدمين على الانتحار في العالم وجدت أن النسبة تزيد في البلاد التي تـُعد من أعلى البلدان في مستوى المعيشة ودخل الفرد ..!

تساءلتُ وقتذاك .. ما السبب ؟

لعلي وقتها خمنت إجابات كثيرة. لكنها لم تلبث أن ذهبت أدراج الرياح حين أكتشفت عدم صحتها..!؟

طفت على السطح تكهنات من علماء القرن الماضي بأن العالم سيعيش سعادة سرمدية مع توصل العلم إلى المخترعات التي ستزيد من رفاهية الإنسان! لكن كل هذه التكهنات تلاشت واضمحلت كالسراب، ونحن نشاهد ونسمع أن نسبة الأمراض النفسية تزيد مع ازدياد وسائل الراحة والرفاهية للفرد. ولنا في الدول الاسكندنافية مثال على ذلك؛ فهاهي السويد تحتل المرتبة الأولى عالميا في ظاهرة الانتحار، مع أن معدل دخل الفرد فيها يعد من أعلى المعدلات في العالم ..!

إن منشأ تلك الأمراض النفسية ليست الحروب الطاحنة، فتلك الدول لا تعاني من الحروب. وليس منشؤها الفقر، فأمراض الاكتئاب والقلق غالبا ما تطال الأغنياء .!

إن السبب الرئيس في الأمراض النفسية التي تعصف بالمجتمعات الغربية على الرغم من حضارتها - الفقيرة - هو الحضارة الغربية الحديثة ذاتها، والأسس والفلسفات التي قامت عليها تلك الحضارة. فهي حضارة مادية بحتة، أغفلت جانبا مهما من جوانب شخصية الإنسان ألا وهو الجانب الروحي. فلو سألت أحدا منهم: لِمَ تعيش؟ لربما اعتذر عن الإجابة، أو قال لك أعيش لأحيا .. نعم هو يعيش ليحيا .. كما الحيوان يعيش ليحيا‍ ..!!

إذا الإيمان ضاع فلا حياة ... ولا دنيا لمن لم يشر دينا

الغريب في الأمر أننا لازلنا نرى من يُـبهر بالبريق الزائف لتلك الحضارة التي لا تريك لبها وجوهرها، بل تكتفي بإظهار جلدها المزبرق .. بينما يظل الفرد الغربي يتلاشى من الداخل إلى أن ينهي حياته بطريقة ما‍.

______________

- هذه خواطر جالت في الفكر بعد إبحار غير عميق بين دفتي كتاب (من روائع حضارتنا) لمصطفى السباعي.

مرحبا اخي فتى القويرة

موضوعك رائع

تلك الشعوب امتلكت كل شيء

القوه والماده لكنهم افتقدوا الى الدين كما ذكرت او ذكر الكاتب مصطفى السباعي

ونحن في المقابل امتلكنا الاهم وهو الدين لكن افتقدنا للمهم وهي القوى الصناعيه

الدين اساس الحياة وهم بالرغم من عمق حضارتهم افتقدوا للارضيه الصلبه التي بنوا عليها هذه الحضاره وهي الدين

والحمدلله الذي انعم علينا بنعمة الاسلام