هل نبدأ الحكاية


Recommended Posts

قام بنشر

جلس قبالتي، تفصلني عنه زهريّة فيها وردة واحدة، حمراءاصطناعيّة !انشغل عنّي بمطالعة لائحة أسعار الطعام.

**

رحلتْ نظراتي إلى الركن المُعتم حيث اعتدنا أن نلتقي أحيانا بعدما يعتصرنا ارهاق الامتحانات الجامعيّة الفصليّة ، وهناك بدا لي أني لمحتُ طيف ، لا يفصلني عنه سوى ذات الزهرية لكن بوردة حمراء ذابلة .

- غساااان !!!

ارتفعتْ ترنيمة ٌ من أعماق الذاكرة ... وتدحرجتْ ملفاتُ الألم فوق المنضدة ... كم كنت أحبه!.. كان هو وكل شئ ولا شئ سِواه في حياتي ! كان الفارس ..! كان النورس ..!كان حبيبي ..! كان أول عاشق يباغتني بمكنونات قلبه:

" هل نبدأ الحكاية؟ "

كان وكان...

وكم كنت أمقت نزعته الغريزيّة لسرب من العاشقات يُحلّقن حوله أينما سار في موكب ملوكيّ وطقوس سحريّة لكي يرضي غروره أنه أمير كوكبة العشاق وسيّد الرجال ... !

خنقتُ حبّي ورحلتُ عنه، كما ترحل الطيور عن أعشاشها .بدأ ينهار كسُور حديقة.. يتساقط حجرا حجرا، ومع ذلك قررت أن نزيف كبريائي المجروح من مواقفه العابثة أشدّ من نداء عاطفتي فأوغلتُ في الغياب .

**

ما زال خطيبي يعاين قائمة الطعام لا يرسو على مرفأ! لم يكن هو اختياري ! خضعتُ لضغط الأهل في لحظة انهيار نفسيّ حين فحصوا أوراقه وحسموا الصفقة !

ويوما بعد يوم، بدأت أصحو من غيبوبة وَهني وحاجتي للتعويض النفسي عن جرح أنوثتي، على واقع أشدّ وطأة فأدركت أن هذا الرجل يُهَمّشُ كياني بأطواره الغريبة.

**

وضعت خاتم الخطوبة فوق الورقة النقدية التي جهزها سلفا ولم يكن ليتنازل عن غيرها! سرتُ بتثاقل نحو الركن المُعتم.

كيفك غسان؟ -

ارتدّتْ نظراته عن ضباب أيلول المتراكم خلف النافذة الصغيرة .

ضمّ جفنيه باعياء. التقتْ نظراتنا. تناول الوردة الحمراء الذابلة من الزهرية .وقف وهو يترنح. وضعها في يدي الممدوة نحوه للمصافحة ..

مرّ بي . احتكّ بجسدي ، فهوَى الوشاحُ الأبيض على

الأرض تحت خطواته الراحلة.

داسهُ دون أن يدري ، ثمّ غابَ في ضباب الشّارع الطويل

وراحتْ رائحة خمرة انبعثتْ من فمه تعبث بكل صورة جميلة أحيتها الذاكرة !

* شاعرة وقاصّة فلسطينيّة من مواليد النـّاصرة , 1960

* حاصلة على شهادة اللقب الأول في اللغة الانجليزية والأدب المقارن

* صدر لها :

- ثورة على الصمت (قصائد نثرية) 1994

- مرايا الوهم (قصائد نثرية) 1998

- يوميات غجرية عاشقة (ومضات شعريـّة) 2001

- ومن لا يعرف ريتا (ومضات شعريـّة) 2003

- قبل الإختناق بدمعة ( أمواج دمعيّة ) 2003

موقع شخصي:

www.postpoems.com/members/ritaodeh

من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق

ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل



سجل دخولك الان