أقراص دزني تدمر نفسها ذاتياً

تخطط شركة ديزني لاختبار نوع جديد من اسطوانات «آي زي دي» التي تدمر ذاتيا في الأسواق الأمريكية بحلول سبتمبر/أيلول العام الحالي لتقييم القوة الشرائية لاسطوانتها الجديد قبل طرحها عالميا .

وتهدف اسطوانات ديزني الجديد التي أطلقت عليها اسم «آي زي دي» إلى معالجة الكثير من المشاكل الناجمة عن تأجير اسطوانات "دي في دي" وشرائط الفيديو المنزلية "في اتش اس" خاصة وأن غالبية الزبائن تتلكأ في إعادة الشرائط إلى مؤجريها الأمر الذي يقلل من إيرادات التأجير .

وتتميز اسطوانات «آي زي دي» بسعرها المنخفض والمتقارب مع تكلفة تأجير اسطوانات دي في دي ولكن ليس بالضروري أن يعيدها الزبائن إلى مؤجريها لأنها ستتوقف عن العمل بعد فترة زمنية محددة .

وتعتمد تقنية اسطوانات والت ديزني الجديدة على التدمير الذاتي بعد 48 ساعة من تشغيلها لأول مرة إذ تتكون من مركب راتنج ليكسان الكيميائي المتطور من البلاستيك والتي تمتلك امتياز تصنيعه شركة جنرال إليكتريك وقد خصصت خط إنتاج لصالح ديزني .

كما تحتوي الاسطوانات الجديدة على ساعة كيميائية تبدأ في العمل بعد تشغيله لأول مرة حيث يتم مسح الاسطوانة وتصبح غير صالحة للقراءة في مشغل الدي في دي بعد انقضاء وقت معين كما يمكن تشغيل الاسطوانة أكثر من مرة خلال فترة صلاحيته.

وتهدف ديزني في استخدامها لمادة كيماوية بدلا من برامج لتعطيل الاسطوانة إلى ضمان استخدام الاسطوانات أي نوع من مشغل "دي في دي" مثله مثل أسطوانات "دي في دي" القياسية .

كما يمكن أن تأخذ اسطوانات «آي زي دي» الجديدة نفس حقوق حماية البرامج كاملة لتكون رادع قوي لقراصنة المصنفات الفنية وتحول دون نسخها وطبعها على القرص الصلب بأجهزة الكمبيوتر أو على اسطوانات دي في دي الفارغة التي لا تدمر ذاتيا .

وتأمل ديزني أن تحقق الاسطوانات الجديدة مبيعات كبيرة خاصة وأن سعرها مغري لعشاق مشاهدة أعمال والت ديزني إذ ستطرحها بسعر يتراوح من 5 إلى 7 دولارات وهو تكلفة مقاربة نسبيا لقيمة تكلفة تأجير اسطوانات " دي في دي."

وسيكون لديزني السبق في استخدام اسطوانات «آي زي دي» الجديدة كما ستخرج بواسطتها تكلفة تأجير الشرائط والاسطوانات المتأخرة وضرورة إرجاعها من ميزانيات شركات هوليود .

كما تخطط ديزني لبيع اسطوانات «آي زي دي» في منافذ غير تقليدية لا ترتبط بمبيعات الفيديو أو منافذ التأجير مثل محلات ماكدونلدز ومحلات الوجبات السريعة ومحطات الوقود بحيث لا تؤثر بالسلب على إيرادات تأجير اسطوانات «آي زي دي».

وسيتم طرحها في الأسواق لمدة محددة لا تتخطى ستة أسابيع لتشجيع الناس على الإقبال عليها على أن يتم دعمها في المستقبل بتقنية تحافظ على صلاحيتها لمدة أطول تتراوح من 48 إلى 60 ساعة .

من ناحية أخرى تراقب هوليود تجربة ديزني باهتمام كبير حيث حقق فيديو البيت العام الماضي وفق بحث شركة أدامز الإعلامية إيرادات بلغت 59% من تكلفة إنتاج هوليود بواقع 17,38 بليون دولار

وتؤكد رابطة موزعي برامج الفيديو أن متأخرات تأجير اسطوانات "دي في دي" واشرطة "في اتش إس" لا تتخطى 10% من إجمالي إيرادات التأجير كما أن إيرادات التأجير لا تعزز ميزانيات شركات هوليود التي تعتمد في أغلب الأحيان على بيع الإصدار الأول من الاسطوانات والاشرطة.

ويرى المعارضون لاسطوانات ديزني«آي زي دي» أنها ليست عملية بالقدر الكافي الذي يشجع المستهلكين على الإقبال عليها إذ يرى تيد ساراندوس المدير التنفيذي لشركة تاك نيتفليكس المحدودة التي تملك 1,2 مليون مشترك للاستئجار اسطوانات "دي في دي" بواقع 20 دولار شهريا أن اسطوانات ديزني «آي زي دي» من الصعب أن تغير من سلوك المستهلك خاصة وأننا نوفر لمشتركينا مشاهدة العديد من الأسطوانات طوال الشهر في مقابل زهيد (20 دولار) كما نسمح بتأخير الاسطوانات لثلاثة أيام فقط وهي فترة أكبر من صلاحية اسطوانات«آي زي دي».

ويرى أدي كيشور محلل تسويقي بالمجموعة الأمريكية أن مفهوم اسطوانات "دي في دي" المستعملة مرة واحدة تواجه تسويق قاسي جدا بسبب أسلوب استهلاك الزبائن الذي يكلفهم القليل ويتيح لهم المشاهدة لأكثر من مرة لعدة أيام كما هناك من يشاهد الفيلم السينمائي على عدة أيام وليس مرة واحدة وتصل نسبتهم إلى 10% من إجمالي المشاهدين بينما 90% منهم يشاهدون الفيلم في جلسة واحدة .

كما حذر بحث صادر عن مختبر لورانس بركلي الوطني من استخدام ملايين اسطوانات «آي زي دي» التي ستصبح عديمة الفائدة بعد 48 ساعة من الاستخدام لتسببها في فوضى بيئية مع صعوبة دفنها في مواقع دفن النفايات الصلبة لدخول مركبات كيميائية في تصنيعها وأيضا صعوبة إعادة تصنيعها