ليلك قام بنشر July 19, 2003 ارسل تقرير Share قام بنشر July 19, 2003 أهلُ المصائبِ في الدّنيا توحِّدهم ********** أرحامُ خطبٍ على الأحزان ِ متَّحدِ وأتعسُ الناس ِ أمٌ غِيلَ واحِدها ********** ووالدٌ ر يعَ فجعاً في ابنهِ الوحدِ لولا البنيّاتُ طُفْتُ الأرضَ منتجِعاً ********** أهيمُ من بلدٍ ناءٍ إلى بلدِ ،صبراً أيّها الشيخُ ، وأجملْ الجزعَ ، فإنّ ما تخشاهُ قد وقعَ !! ، والله لا عذرَ لعين ٍ لم تفضْ دمعاً على درّتكَ المكنونةِ ، وجوهرتكَ المصونةِ ، ولا عذرَ لساهٍ ، فالدّنيا كلّها قد أنّتَ لبكائكَ ، والدهرُ لبسَ مسوحَ الحزن ِ ، والطيورُ في وكناتها ينحنَ ، إنّها بنانُ ، وما أدراكم ما بنانُ ، أمّا أبوها فهو علاّمة ُ أوانهِ ، وبديعُ زمانهِ ، الشيخُ الأديبُ الأريبُ : عليٌ الطنطاويُّ – رحمهُ اللهُ تعالى - ، ذلكَ الجبلُ الأشمُّ ، والطرازُ الفريدُ ، ربيبُ العوالي ، وقرينُ المعالي وأمّا هي فعفيفة ٌ كريمة ٌ ، حسيبة ٌ أديبة ٌ ، ربّاها أبوها فأحسنَ تربيتها ، وعالها فأحسنَ عولها ، غذّاها الأدبَ والعلمَ والحكمة َ ، وسقاها الحياءَ والعفافَ والحشمة َ ، فنشأتْ سليلة َ أرومةٍ ، وعقلية َ أشرافٍ ، حتّى إذا شبّت عن الطوق ِ ، وبلغتْ سنَّ النضج ِ ، زوّجها أبوها من أحدِ الدعاةِ وهو الداعية ُ الإسلاميُّ : عصام العطّار ، ولظروفٌ جرتْ ، ومقاديرَ سرتْ ، أخرجَ زوجها ، وهي معهُ من بلادِ الشام ِ ، وتغرّبوا في أوروبا ، وصارتْ هي وزوجها محطّ أنظار العدوّ ، حيثُ حاولوا اغتيالها وزوجها ، إذ كانَ زوجها عضواً بارزاً في حركةِ الإخوان ِ المسلمينَ ، أصيبَ زوجُها بالشلل ِ ، فكتبتْ لهُ كلماتٍ تسطّر بمدادٍ من ذهبٍ ، تقولُ فيها : لا تحزنْ يا عصامُ ، إنّكَ إن عجزتَ عن السير ِ بأقدامنا ، وإن عجزتَ عن الكتابةِ كتبتَ بأيدينا ، تابعْ طريقكَ الإسلاميَّ المستقلَّ المتميّزَ الذي سلكتهُ وآمنتَ بهِ ، فنحنُ معكَ على الدوام ِ ، نأكلُ معكَ – إن اضطررّنا – الخبزَ اليابسَ ، وننامُ معكَ تحتَ خيمةٍ من الخيام ِ ، ولا أحبُّكَ وأعجبُ بكَ يا عصامُ لأنّني أرى من ورائكَ الناسَ ، ولكنْ أحبّكَ وأعجبُ بكَ لأنّكَ تستطيعُ أن تقفَ مع الحقِّ على الدوام ِ ، ولو تخلّى عنكَ – من أجل ِ ذلكَ – أقربُ الناس ِ . وكتبتْ مرة ً لزوجها – ونعمَ واللهِ ما كتبتْ - : ما سمعتُ بشابٍ من شبابنا استُشهدَ في سبيل ِ اللهِ ، إلا تصوّرتُ أنّني أمّهُ ، وأنّهُ ولدي ، وأحسستُ لفقدهِ بمثل ِ إحساس ِ الأمِّ الرؤوم ِ ، لفقدِ ولدها البار . تلكَ هي الزوجة ُ الصالحة ُ بنان ، حيثُ صبرتْ على كربةِ زوجها ، وغربتهِ ، ورافقتهِ شريداً طريداً ، فكانتْ لهُ الأم والأخت والزوجة والطبيبة ، وبالرغم ِ من علمها بأنّ زوجها مطاردٌ ، ومطلوبٌ دمه ، ومصابٌ بأنواع ِ الأمراض ِ والعلل ِ ، إلا أنّها صبرتْ معهُ ، ورضيتْ بقدرها ، وشدّتْ من أزرهِ ، وعاونتهُ على مصيبتهِ ، فكانتْ نعمَ الزادُ لزوجها في الحياةِ الدنيا ، وفي يوم ٍ عصيبٍ رهيبٍ ، قصدتْ مجموعة ٌ من المجرمينَ من محترفي القتل ِ ، إلى بيتها بحثاً عن زوجها وعنها ، فطرقوا البابَ عليها ، وقد كانَ زوجها غائباً في أحدِ المستشفياتِ للعلاج ِ ، ولأنّهم مجرمون وقتلة ٌ ، فقد أخذوا جارتها ووضعوها أمام العين ِ السحريةِ للبابِ ، حتّى إذا نظرتْ للبابِ تراها من خلفهِ فتأنسَ وتفتحَ ، فتحتْ لها ظنّاً منها أنّها جارتها ، وما إن أكملتْ فتحَ البابِ حتّى بادرها المجرمونَ بالرصاص ِ ، فأطلقوا عليها خمسَ رصاصاتٍ : اثنتان ِ في الرأس ِ ، واثنتان ِ في الصدر ِ ، وواحدة تحتَ إبطها ، وما كانَ ذلك الجسدُ الغضُّ الطريُّ لينوءَ بحمل ِ رصاصةٍ واحدةٍ ، فكيفَ بخمس ِ رصاصاتٍ ؟ ، فسقطتْ شهيدة ً – رحمها اللهُ تعالى - ، وكانَ ذلكَ في مدينةٍ آخن بألمانيا ، وأمّا أبوها الشيخُ : علي الطنطاويُّ – رحمهُ اللهُ تعالى – فقد كانَ يحبّها حبّاً جمّاً ، حتّى إنّه ذكرها مرّة ً في أحد حلقاتِ برنامجهِ الشهير : نورٌ وهداية ٌ ، فلم يتمالكْ نفسهُ وبكى بكاءً مرّاً أمامَ ملايين ِ المشاهدينَ ، وكانَ يقولُ : واللهِ ما تذكرتُ بنان إلا وتجدّدَ جرحي ، وكأنّها قتلتْ بالأمس ِ ، ولو كانَ النساءُ كمن ذكرنا ********** لفضّلتِ النساءْ على الرّجال ِ رحمها اللهُ رحمة ً واسعة ً ، وأسكنها الفردوسَ الأعلى ، للهِ درّها من امرأةٍ ، فكم هو البونُ الشاسعُ بينَ بنان – رحمها اللهُ – وبينَ نساءِ زماننا ، وكم هي تلكَ الهوّة السحيقةِ في الأوصافِ والأخلاق بين نساءِ هذا الزمان ِ وبين تلكَ المرأةِ الصالحةِ الصابرةِ ، رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
Recommended Posts
من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق
ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل
سجل دخولك الان