المؤامرة الصّهيونيّة الكبرى


أمير حرمة

Recommended Posts

المؤامرة الصّهيونيّة الكبرى: "منتدى دافوس-الأردن" 21-23 يونيو 2003

الهدف الأول لمنتدى دافوس-الأردن: سيطرة إسرائيل على ألإقتصاد العربي

http://www.islamonline.net/arabic/economic...article08.shtml

2003/06/19

** د. كمال خطاب

مناهضو العولمة يعون مخططات دافوس

يثير اجتماع منتدى دافوس الاستثنائي الذي يعقد بالأردن في الفترة من 21-23.. الحديث مجددًا حول العولمة، وماذا تريد أن تفعله بالعالم من خلال هذا المنتدى الذي يعتبر أحد رموزها.

والمتأمل في نتائج الاجتماعات السنوية التي تعقد منذ عام 1971 لمنتدى دافوس يجد أنها لم تخفف شيئًا من هوة الثراء أو حجم الفجوة المتزايدة بين المترفين والمحرومين في هذا العالم بل زادتها؛ فكوفي عنان قد أشار في مؤتمر دافوس 1997 إلى أن الأوضاع الاقتصادية في 100 دولة نامية باتت الآن أسوأ مما كانت عليه قبل 50 عامًا.

بل إن موقع منتدى دافوس نفسه يقول وهو يتحدث عن اجتماع الأردن: "... النمو الاقتصادي في العالم آخذ بالتباطؤ، مع ازدياد الضغط على العديد من المجتمعات مع نمو البطالة، وبدء الناس بالقلق على مستقبلهم الاقتصادي...".

وعندما سئل كلاوس شواب مؤسس ورئيس منتدى دافوس: لماذا اختار العولمة المسئولة عنوانًا لمؤتمر دافوس 1999؟ أجاب بقوله: "إن الاندماجات العملاقة الأخيرة بين الشركات في الأشهر الأخيرة، والآثار العالمية لأحداث شرق آسيا وروسيا والبرازيل، وحقيقة انعدام أهمية الحدود بين الدول.. كلها إشارات إلى أن حقيقة العولمة تخطت كونها عملية process؛ إذ أصبحت حالة condition وحقيقة، أما لماذا العولمة المسئولة؟ ففي عالم تلاشت به حدود الدول أصبح لزاما إيجاد حدود عالمية بديلة تتمثل في إيجاد الآليات التنظيمية والقانونية والإجرائية لنتلافى الآثار الخبيثة لثورة العولمة".

إن الآثار الخبيثة للعولمة التي يحذر منها كلاوس شواب عام 1999 قد تفاقمت واستفحلت، وبدأت الشركات العملاقة تزداد نفوذًا، وبدأ نفوذ الحكومات والدول يتضاءل شيئا فشيئا.

مطالب العولمة

ولكن ماذا تريد قوى العولمة من منتدى دافوس؟ يبدو أن هذه القوى استطاعت السيطرة على المنتدى وغيره من المؤتمرات الدولية، كما استطاعت أن تفرض شروطها في كل مكان لصياغة العالم بما يخدم مصالحها؛ فمن الملاحظ أن غالبية المدعوين لمنتدى الأردن هم ممثلو الشركات العملاقة متعددة الجنسيات في العالم، مثل شركة بوينغ، وهولويت باكارد، وسيتي بانك، وشركة نستلة، وشركات الكمبيوتر العملاقة مثل ميكروسوفت، إضافة إلى بعض السياسيين والأكاديميين الذي يروجون للعولمة وينظرون لها. ولأول مرة يدعى مناهضو العولمة للاشتراك في المؤتمر من خلال السماح لهم بإلقاء كلمات في المؤتمر.

إن كثرة الموضوعات المطروحة في اجتماع الأردن يشير إلى أن قوى العولمة لم تغفل شيئا، وأنها قد جاءت بمشروعات متكاملة في مختلف القطاعات الاقتصادية التي يمكن أن تدر ربحا، وربما من السهل استنتاج ذلك من القراءة الأولية لمحاور المؤتمر الثلاثة:

1- مستقبل الشرق الأوسط: الإصلاحات الضرورية، تحسين التنافسية، والاستثمار الأجنبي والتجارة الحرة.

2- مستقبل العراق وإعادة البناء: وإعادة ولادة العراق الديمقراطي.

3- الأعمال والاقتصاد: وضع خطوات إستراتيجية صلبة من أجل مساعدة الشركات على تحقيق الازدهار للمنطقة.

ويندرج تحت هذه المحاور موضوعات وندوات عديدة، كلها تدور في نفس الإطار، وتحت نفس الشعارات، ويمكن مراجعتها تفصيلا في موقع المنتدى www.davos.org/، ولعل من أبرز هذه العناوين: تسريع الإصلاح الاقتصادي في الشرق الأوسط، البنوك العربية والنموذج الأمثل للعقد القادم، جذب واستعادة الاستثمار الأجنبي المباشر، المؤشرات الاقتصادية في: البحرين، دبي، مصر، العراق، الأردن، عمان، فلسطين، السعودية... قناة البحرين (الميت والأحمر)، الفساد، المساعدة المالية، النفط، مستقبل الشرق الأوسط، الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، السلع الاستهلاكية والتمويل والبنوك وتمويل المشاريع والبنية التحتية والطاقة والسياحة والسفر والمجتمع المدني والدين والتاريخ والمياه... إلخ.

كل هذه المحاور تصب في إعادة رسم المنطقة سياسيا واقتصاديا لتوفير بيئة ملائمة للشركات الدولية للاستثمار التي تنقل وقود العولمة؛ فاحتلال العراق وإدماج إسرائيل في المنطقة وخلق اقتصادات عربية منفتحة كلها تصب فيما تريده قوى العولمة.

قضيتان مهمتان

وبتأمل المخططات التي ترمي إليها قوى العولمة يمكن التحذير من مسألتين خطيرتين:

الأولى: مذبحة العمالة:

يحذر الكاتبان الألمانيان بيتر مارتين وهارالد شومان مما يراد بالقوى العاملة في العالم؛ وهو ما يمكن أن يسمى "مذبحة العمالة"؛ حيث يوجد مخطط يطلق عليه "20-80"، ويقصدون بذلك أن 20% من القوى العاملة في العالم سوف تكفي لإنتاج جميع السلع والخدمات وتسيير الاقتصاد العالمي، أما عن الـ 80% العاطلين عن العمل، والذين يرغبون في العمل فسيواجهون مشاكل عظيمة كما يرى الكاتب الأمريكي جريمي ريفكن صاحب كتاب "نهاية العمل".

فالمسألة في المستقبل إما أن تأكل أو تؤكل to have lunch or be lunch، وهكذا فإن الطبقة الوسطى سوف تذوب من مجتمعات العولمة، أما العلاج لمشاكل هذه الفئة فإنه يتمثل فيما اقترحه زيجينو بريجينسكي -مستشار الأمن القومي الأمريكي في عهد كارتر- والاقتراح عبارة عن مصطلح Tittytainment، ويقصد به التغذية المخدرة أو المسلية، فلا بد من إلهاء الجياع بإضافة التسلية بدل الطعام.

الثانية: الخصخصة والاستثمار الأجنبي:

يوضح توماس فريدمان في كتابه السيارة لكزاس وشجرة الزيتون الخطوات التي يجب على دول العالم الثالث أن تطبقها من أجل المحافظة على رأس المال الأجنبي -والذي يسميه بالقطيع الإلكتروني- حتى لا ينفر من أراضيها، وعلى رأسها الالتزام بشروط صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومؤسسات الإقراض الخاصة من أجل إعادة القوة الاقتصادية لها وإعادة جدولة الديون.

ويشبه فريدمان تحركات رأس المال الإلكتروني في أسواق كثير من الدول النامية بتحركات القطيع عندما يرد الماء أو المرعى، فما إن يشعر بأدنى درجات الخطر حتى يحدث الهروب المذعور للقطيع بكامله، ثم ما يلبث أن يعود عند شعوره بالأمان... وهكذا. وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على مدى جبن رؤوس الأموال وأنانيتها؛ فهي لا علاقة لها بمصلحة الدول النامية إلا في حدود ما تدره عليها من فوائد وعوائد.

ويدعو فريدمان في ختام كتابه إلى ضرورة اشتراك الجميع في النظام المالي العالمي، وهو يشبهه بالاشتراك في سباق سيارات فرمولا 1؛ فهذا السباق تزداد سرعته سنويا، ولا بد أن تصطدم بعض السيارات أو تنقلب أو تحترق، ولكن السباق يستمر سنة بعد أخرى، والعالم يتقدم، أما غير المشتركين في السباق الذين يمكن أن يمارسوا رياضة المشي؛ فإنهم لن يكونوا بمأمن من أن تصدمهم إحدى سيارات السباق.

دروس وعبر

إن التفاعل والاشتراك بين قوى متكافئة يعطي الجميع فرصًا متكافئة للاستفادة وتبادل المنافع، أما التفاعل والمشاركة والاتفاقات والمفاوضات بين قوى العولمة العملاقة القزمية فإنه يوجد علاقات إذعان وهيمنة وظلم واستغلال وتبعية.

إن قطيع رأس المال الإلكتروني -كما أطلق عليه توماس فريدمان- يجوب العالم عبر ومضات شاشات الكمبيوتر من أجل قطف هوامش الأرباح من أي بقعة في أي دولة من دول العالم، ويحمي هذا القطيع في تنقلاته الشروط والبرامج التي تفرضها أجهزة العولمة الثلاثة: صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي للإنشاء والتعمير، ومنظمة التجارة العالمية.

فهذه الأجهزة تقـوم بدور السلطات المالية والنقدية داخل كل بلد من أجل ضمان ديون الدائنين، واستمرار صلاحية الدولة للاقتراض وتنفيذ المشروعات الإنمائية التي يراها خبراء البنك الدولي، كما تقوم بتوفير الظروف الملائمة للاستثمار الأجنبي من خلال الالتزام الكامل ببنود اتفاقية الجات وشروط منظمة التجارة العالمية.

إن استمرارية قوى العولمة في تسلطها وظلمها وسحقها للطبقات الفقيرة ومحدودي الدخل وتسريحها للعمال إنما تعمل على زيادة حدة التطرف والانعزال.

إن من سنن الله في خلقه أنه يملي للظالم ويمد له مدًا، وكذلك الأمم الظالمة، بل إنه يزيد في الإنعام عليها {حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً}، و{وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}؛ ولذلك فلا بد للمنصفين والخيرين في هذا العالم أن يقوموا بدورهم في سبيل كبح جماح القوى المتعولمة، من أجل خير وسعادة البشرية جميعا.

تابع في نفس الملف:

إحياء الشرق أوسطية بدافوس

لماذا دافوس استثنائي؟

جدول أعمال المنتدى

فخاخ تجارة بوش

اقرأ أيضا:

أزمات أمريكا في دافوس

موقع منتدى دافوس

أهم المصادر:

عبد الحي زلوم: نذر العولمة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1999.

توماس فريدمان: السيارة لكزاس وشجرة الزيتون، ترجمة ليلى زيدان، الدار الدولية للنشر والتوزيع، القاهرة، 2001، ط2.

بيتر مارتين وهارالد شومان: فخ العولمة، ترجمة د/ عدنان عباس علي، مراجعة وتقديم د. رمزي زكي، المجلس الوطني للثقافة، الكويت، 1998.

موقع منتدى دافوس على الإنترنت (www.davos.org).

رابط هذا التعليق
شارك

من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق

ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل



سجل دخولك الان