البارع قام بنشر June 7, 2003 ارسل تقرير Share قام بنشر June 7, 2003 الموت .... الموت بسم الله الرحمن الرحيم ============== الموت === إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهد الله فهو المهتد ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} (102) سورة آل عمران {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (1) سورة النساء {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (71) سورة الأحزاب أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالي ، وخير الهدي هدي محمد صلي الله عليه وسلم ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار . يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك . { رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} { رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} أخي المسلم ..... أختي المسلمة حديثنا اليوم عن الموت ذلك القريب منا ونحن في غفلة قال تعالي : {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (27) سورة الرحمن جاء في مختصر منهاج القاصدين ما مختصره : اعلم أن المنهمك في الدنيا المكب َّ في غرورها يغفل قلبه لا محالة عن ذكر الموت فلا يذكره ، وإن ذكره كرهه ونفر منه ، وعلي كل حال ، ففي ذكر الموت ثواب وفضل ، فإن المنهمك في الدنيا قد يستفيد بذكر الموت التجافي عن الدنيا ، لأن ذكره ينغص عليه نعيمه ويكدره . 1- فضل ذكر الموت : قال الله تعالي : {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} (185) سورة آل عمران وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : ( أكثروا ذكر هاذم اللذات : الموت ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن . واعلم أن خطر الموت عظيم ، وإنما غفل الناس عنه لقلة فكرهم وذكرهم له ، ومن يذكره منهم إنما يذكره بقلب غافل ، فلهذا لا ينجح فيه ذكر الموت ، والطريق في ذلك أن يفرغ العبد قلبه لذكر الموت الذي هو بين يديه ، كالذي يريد أن يسافر إلي مفازة مخطرة ، أو يركب البحر ، فإنه لا يتفكر إلا في ذلك ، وأنفع طريق في ذلك : ذكر أشكاله وأقرانه الذين مضوا قبله ، فيذكر موتهم ومصارعهم تحت الثري . قال ابن مسعود رضي الله عنه : السعيد من وعظ بغيره ، وقال أبو الدرداء رضي الله عنه : إذا ذكر الموتي ، فعدّ نفسك كأحدهم . وينبغي أن يكثر دخول المقابر ، ومتي سكنت نفسه إلي شئ في الدنيا ، فليتفكر في الحال أنه لابد من مفارقته ، ويقصر أمله . وقد روي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : أخذ رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بمنكبي فقال : ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) ، وكان ابن عمر يقول : إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حيانك لموتك . وعن أبي زكريا التيمي قال : بينما سليمان بن عبد الملك في المسجد الحرام ، إذ أتي بحجر منقوش ، فطلب من يقرأه ، فإذا فيه : ابن آدم ! لو رأيت قرب ما بقي من أجلك لزهدت في طول أملك ، ولرغبت في الزيادة من عملك ، ولقصرت من حرصك وحيلك ، وإنما يلقاك ندمك لو قد زلت بك قدمك ، وأسلمك أهلك وحشمك ، فبان منك الولد والنسب ، فلا أنت إلي دنياك عائد ، ولا في حسناتك زائد ، فاعمل ليوم القيامة يوم الحسرة والندامة . واعلم أن السبب في طول الأمل شيئان : أحدهما حب الدنيا ، والثاني : الجهل . أما حب الدنيا : فإن الإنسان إذا أنس بها وبشهواتها ولذاتها وعلائقها ، ثقل علي قلبه مفارقتها ، فامتنع قلبه من الفكر في الموت الذي هو سبب مفارقتها ، وكل من كره شيئاً دفعه عن نفسه ، والإنسان مشغول بالأماني الباطلة ، فيمنِّي نفسه أبداً بما يوافق مراده من البقاء في الدنيا ، وما يحتاج إليه من مال وأهل ومسكن وأصدقاء وسائر أسباب الدنيا ، فيصير قلبه عاكفاً علي هذا الفكر ، فيلهو عن ذكر الموت ، ولا يقدر قربه ، فإن خطر له الموت في بعض الأحوال والحاجة إلي الاستعداد له ، سوَّف بذلك ووعد نفسه ، وقال : الأيام بين يديك إلي أن تكبر ثم تتوب ، وإذا كبر قال :إلي أن يصير شيخاً ، وإن صار شيخاً ، قال : إلي أن يفرغ من بناء هذه الدار ، وعمارة هذه الضيعة ، أو يرجع من هذه السفرة . فلا يزال يسوّف ويؤخر ، ولا يحرص في إتمام شغل إلا ويتعلق بإتمام ذلك الشغل عشرة أشغال ، وهكذا علي التدريج يؤخر يوماً بعد يوم ، ويشتغل بشغل بعد شغل ، إلي أن تختطفه المنية في وقت لا يحتسبه ، فتطول عند ذلك حسرته . وأكثر صياح أهل النار من ( سوف ) يقولون : واحسرتاه ! من ( سوف ). وأصل هذه الأماني كلها ، حبُّ الدنيا والأنس بها ، والغفلة عن قول النبي صلي الله عليه وآله وسلم : ( أحبب ما شئت فإنك مفارقه ) . السبب الثاني : الجهل وهو أن الإنسان يعول علي شبابه ، ويستبعد قرب الموت مع الشباب ، أو ليس يتفكر المسكين في أن مشايخ بلده لو عدوا كانوا أقل من العشر ؟ وإنما قلوا لأن الموت في الشباب أكثر ، وإلي أن يموت شيخ قد يموت ألف صبي وشاب ، وقد يغتر بصحته ، ولا يدري أن الموت يأتي فجأة ، وإن استبعد ذلك ، فإن المرض يأتي فجأة ، وإذا مرض لم يكن الموت بعيداً ، ولو تفكر وعلم أن الموت ليس له وقت مخصوص ، من صيف وشتاء وربيع وخريف وليل ونهار ، ولا هو مقيد بسن مخصوص ، من شاب وشيخ أو كهل أو غيره ، لعظم ذلك عنده واستعد للموت . والناس متفاوتون في طول الأمل تفاوتاً كثيراً ، منهم من يأمل البقاء إلي زمان الهرم ، ومنهم من لا ينقطع أمله بحال ، ومنهم من هو قصير الأمل ، فروي عن أبي عثمان النهدي أنه قال : بلغت ثلاثين ومائة سنة ، وما من شئ إلا قد عرفت فيه النقصان إلا أملي فإنه كما هو . وحكي في قصر الأمل : أن امرأة حبيب أبي محمد قالت : كان يقول لي – يعني أبا محمد – إن مت اليوم فأرسلي إلي فلان يغسلني ويفعل كذا وكذا ، واصنعي كذا وكذا ، فقيل لها : أري رؤيا ؟ قالت : هكذا يقول كل يوم . وعن محمد بن أبي توبة قال : أقام معروف الصلاة ثم قال لي : تقدم ، فقلت : إني إن صليت بكم هذه الصلاة لم أصل بكم غيرها ، فقال معروف : أنت تحدث نفسك أنك تصلي صلاة أخري ؟ نعوذ بالله من طول الأمل ، فإنه يمنع خير العمل . فهذه أحوال الزهاد في قصر الأمل ، وكلما قصر الأمل ، جاد العمل ، لأنه يقدِّر أن يموت اليوم ، فيستعد ايتعداد الميت ، فإذا أمسي شكر الله تعالي علي السلامة ، وقدر أنه يموت تلك الليلة فيبادر إلي العمل ، وقد ورد الشرع بالحث علي العمل والمبادرة إليه ففي ( صحيح البخاري ) عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس ، الصحة والفراغ ) وعنه : أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال لرجل وهو يعظه : ( اغتنم خمساً قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك ) قال الألباني في صحيح الجامع ( صحيح ) وقال عمر رضي الله عنه : التؤدة في كل شئ خير ، إلا ما كان من أمر الآخرة . وكان الحسن يقول : عجباً لقوم أمروا بالزاد ، ونودي فيهم بالرحيل ، حبس أولهم علي آخرهم ، وهم قعود يلعبون . وقال سحيم مولي بني تميم : جلست إلي عبد الله بن عبد الله ، فأوجز في صلاته ، ثم أقبل عليَّ وقال : أرحني بحاجتك ، فإني أبادر . فقلت : وما تبادر ؟ قال : ملك الموت . وكان يصلي كل يوم ألف ركعة . وكانوا يبادرون بالأعمال غاية ما يمكن ، فكان ابن عمر يقوم في الليل فيتوضأ ويصلي ، ثم يغفي إغفاء الطير ، ثم يقوم فيتوضأ ويصلي ، ثم يغفي إغفاء الطير ، ثم يقوم يصلي ، يفعل ذلك مراراَ . وكان عمير بن هانئ يسبح كل يوم مائة ألف تسبيحة ، وقال أبو بكر بن عياش : ختمت القرآن في هذه الزاوية ثمانية عشر ألف ختمة . 2- ذكر شدة الموت اعلم أنه لو لم يكن بين يدي العبد المسكين كرب ، ولا هول سوي الموت ، لكان جديراً أن يتنغص عليه عيشه ، ويتكدر عليه سروره ، وتطول فيه فكرته ، والعجب أن الإنسان لو كان في أعظم اللذات ، فانتظر أن يدخل عليه جندي يضربه خمس ضربات ، لكدرت عليه عيشه ولذته ، وهو في كل نَفس بصدد أن يدخل عليه ملك الموت بسكرات النزع ، وهو غافل عن ذكر الله ، وليس لهذا سبب إلا الجهل والغرور . اعلم : أن الموت أشد من ضرب السيف ، وإنما يصيح المضروب ، ويستغيث لبقاء قوته ، وأما الميت عند موته ، فإنه ينقطع صوته من شدة ألمه ، لأن الكرب قد بالغ فيه ، وغلب علي قلبه وعلي كل موضع منه ، وضعفت كل جارحة فيه ، فلم يبق فيه قوة الاستعانة ، ويود لو قدر علي الاستراحة بالأنين والصياح والاستغاثة ، وتجذب الروح من جميع العروق ، ويموت كل عضو من أعضائه تدريجياً ، فتبرد أولاً قدماه ، ثم ساقاه ، ثم فخذاه حتي تبلغ الحلقوم ، فعند ذلك ينقطع نظره إلي الدنيا وأهلها ، ويغلق دونه باب التوبة ، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ) رواه أحمد ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع . 3- حسن الظن بالله تعالي وفي الحديث الصحيح : ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله ) وروي أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم دخل علي رجل وهو يموت فقال : ( كيف تجدك ؟ ) قال : أرجو الله وأخاف ذنوبي . فقال ( ما اجتمعا في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله الذي يرجو ، وأمَّنه من الذي يخاف ) . والرجاء عند الموت أفضل ، لأن الخوف سوط يساق به ، وعند الموت يقف البصر ، فينبغي أن يتلطف به ، ولأن الشيطان يأتي حينئذ بسخط العبد علي الله فيما يجري عليه ، ويخوفه فيما بين يديه ، فحسن الظن أقوي سلاح يدفع به العدو . وقال سليمان التيمي لابنه عند الموت : يا بني ! حدثني بالرخص ، لعلي ألقي الله تعالي وأنا أحسن الظن به . انتهي . فائدة : يكفي في ذكر الموت قوله تعالي لنبيه صلي الله عليه وسلم : {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} (31) سورة الزمر >كر ابن كثير رحمه الله : وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : يختصم الناس يوم القيامة حتي تختصم الروح مع الجسد ، فتقول الروح للجسد : أنت فعلت ، ويقول الجسد للروح : أنت أمرت ، وأنت سولت ، فيبعث الله ملكاً يفصل بينهما ، فيقول لهما : إن مثلكما كمثل رجل مقعد بصير ، والآخر ضرير ، دخلا بستاناً ، فقال المقعد للضرير : إني أري هاهنا ثماراً ، ولكن لا أصل إليها ، فقال له الضرير : اركبني فتناولها ، فركبه فتناولها ، فأيهما المعتدي ؟ فيقولان : كلاهما ، فيقول لهما الملك : فإنكما قد حكمتما علي أنفسكما ، يعني أن الجسد للروح كالمطية وهي راكبة ( قال الصابوني : رواه ابن منده في كتاب الروح ، ولم يشر له ابن كثير بضعف ) أخي المسلم . . . أختي المسلمة أعظ نفسي وأعظكم فالموت قادم لا محالة فهل نحن منتهون فهيا بنا نرجع إلي الله قبل فوات الأوان شاهد فلاش تغسيل وتكفين الميت http://www.saaid.net/flash/janasah.swf شاهد كل نفس ذائقة الموت http://www.saaid.net/Minute/mm.pps والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
Recommended Posts
من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق
ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل
سجل دخولك الان