الموت .... الموت


البارع

Recommended Posts

الموت .... الموت

بسم الله الرحمن الرحيم

==============

الموت

===

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهد الله فهو المهتد ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} (102) سورة آل عمران

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (1) سورة النساء

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (71) سورة الأحزاب

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالي ، وخير الهدي هدي محمد صلي الله عليه وسلم ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .

يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .

{ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}

{ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}

أخي المسلم ..... أختي المسلمة

حديثنا اليوم عن الموت ذلك القريب منا ونحن في غفلة

قال تعالي : {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (27) سورة الرحمن

جاء في مختصر منهاج القاصدين ما مختصره : اعلم أن المنهمك في الدنيا المكب َّ في غرورها يغفل قلبه لا محالة عن ذكر الموت فلا يذكره ، وإن ذكره كرهه ونفر منه ، وعلي كل حال ، ففي ذكر الموت ثواب وفضل ، فإن المنهمك في الدنيا قد يستفيد بذكر الموت التجافي عن الدنيا ، لأن ذكره ينغص عليه نعيمه ويكدره .

1- فضل ذكر الموت : قال الله تعالي : {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} (185) سورة آل عمران

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : ( أكثروا ذكر هاذم اللذات : الموت ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن .

واعلم أن خطر الموت عظيم ، وإنما غفل الناس عنه لقلة فكرهم وذكرهم له ، ومن يذكره منهم إنما يذكره بقلب غافل ، فلهذا لا ينجح فيه ذكر الموت ، والطريق في ذلك أن يفرغ العبد قلبه لذكر الموت الذي هو بين يديه ، كالذي يريد أن يسافر إلي مفازة مخطرة ، أو يركب البحر ، فإنه لا يتفكر إلا في ذلك ، وأنفع طريق في ذلك : ذكر أشكاله وأقرانه الذين مضوا قبله ، فيذكر موتهم ومصارعهم تحت الثري .

قال ابن مسعود رضي الله عنه : السعيد من وعظ بغيره ، وقال أبو الدرداء رضي الله عنه : إذا ذكر الموتي ، فعدّ نفسك كأحدهم .

وينبغي أن يكثر دخول المقابر ، ومتي سكنت نفسه إلي شئ في الدنيا ، فليتفكر في الحال أنه لابد من مفارقته ، ويقصر أمله .

وقد روي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : أخذ رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بمنكبي فقال : ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) ، وكان ابن عمر يقول : إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حيانك لموتك .

وعن أبي زكريا التيمي قال : بينما سليمان بن عبد الملك في المسجد الحرام ، إذ أتي بحجر منقوش ، فطلب من يقرأه ، فإذا فيه : ابن آدم ! لو رأيت قرب ما بقي من أجلك لزهدت في طول أملك ، ولرغبت في الزيادة من عملك ، ولقصرت من حرصك وحيلك ، وإنما يلقاك ندمك لو قد زلت بك قدمك ، وأسلمك أهلك وحشمك ، فبان منك الولد والنسب ، فلا أنت إلي دنياك عائد ، ولا في حسناتك زائد ، فاعمل ليوم القيامة يوم الحسرة والندامة .

واعلم أن السبب في طول الأمل شيئان : أحدهما حب الدنيا ، والثاني : الجهل .

أما حب الدنيا : فإن الإنسان إذا أنس بها وبشهواتها ولذاتها وعلائقها ، ثقل علي قلبه مفارقتها ، فامتنع قلبه من الفكر في الموت الذي هو سبب مفارقتها ، وكل من كره شيئاً دفعه عن نفسه ، والإنسان مشغول بالأماني الباطلة ، فيمنِّي نفسه أبداً بما يوافق مراده من البقاء في الدنيا ، وما يحتاج إليه من مال وأهل ومسكن وأصدقاء وسائر أسباب الدنيا ، فيصير قلبه عاكفاً علي هذا الفكر ، فيلهو عن ذكر الموت ، ولا يقدر قربه ، فإن خطر له الموت في بعض الأحوال والحاجة إلي الاستعداد له ، سوَّف بذلك ووعد نفسه ، وقال : الأيام بين يديك إلي أن تكبر ثم تتوب ، وإذا كبر قال :إلي أن يصير شيخاً ، وإن صار شيخاً ، قال : إلي أن يفرغ من بناء هذه الدار ، وعمارة هذه الضيعة ، أو يرجع من هذه السفرة . فلا يزال يسوّف ويؤخر ، ولا يحرص في إتمام شغل إلا ويتعلق بإتمام ذلك الشغل عشرة أشغال ، وهكذا علي التدريج يؤخر يوماً بعد يوم ، ويشتغل بشغل بعد شغل ، إلي أن تختطفه المنية في وقت لا يحتسبه ، فتطول عند ذلك حسرته .

وأكثر صياح أهل النار من ( سوف ) يقولون : واحسرتاه ! من ( سوف ). وأصل هذه الأماني كلها ، حبُّ الدنيا والأنس بها ، والغفلة عن قول النبي صلي الله عليه وآله وسلم : ( أحبب ما شئت فإنك مفارقه ) .

السبب الثاني : الجهل وهو أن الإنسان يعول علي شبابه ، ويستبعد قرب الموت مع الشباب ، أو ليس يتفكر المسكين في أن مشايخ بلده لو عدوا كانوا أقل من العشر ؟ وإنما قلوا لأن الموت في الشباب أكثر ، وإلي أن يموت شيخ قد يموت ألف صبي وشاب ، وقد يغتر بصحته ، ولا يدري أن الموت يأتي فجأة ، وإن استبعد ذلك ، فإن المرض يأتي فجأة ، وإذا مرض لم يكن الموت بعيداً ، ولو تفكر وعلم أن الموت ليس له وقت مخصوص ، من صيف وشتاء وربيع وخريف وليل ونهار ، ولا هو مقيد بسن مخصوص ، من شاب وشيخ أو كهل أو غيره ، لعظم ذلك عنده واستعد للموت .

والناس متفاوتون في طول الأمل تفاوتاً كثيراً ، منهم من يأمل البقاء إلي زمان الهرم ، ومنهم من لا ينقطع أمله بحال ، ومنهم من هو قصير الأمل ، فروي عن أبي عثمان النهدي أنه قال : بلغت ثلاثين ومائة سنة ، وما من شئ إلا قد عرفت فيه النقصان إلا أملي فإنه كما هو .

وحكي في قصر الأمل : أن امرأة حبيب أبي محمد قالت : كان يقول لي – يعني أبا محمد – إن مت اليوم فأرسلي إلي فلان يغسلني ويفعل كذا وكذا ، واصنعي كذا وكذا ، فقيل لها : أري رؤيا ؟ قالت : هكذا يقول كل يوم .

وعن محمد بن أبي توبة قال : أقام معروف الصلاة ثم قال لي : تقدم ، فقلت : إني إن صليت بكم هذه الصلاة لم أصل بكم غيرها ، فقال معروف : أنت تحدث نفسك أنك تصلي صلاة أخري ؟ نعوذ بالله من طول الأمل ، فإنه يمنع خير العمل .

فهذه أحوال الزهاد في قصر الأمل ، وكلما قصر الأمل ، جاد العمل ، لأنه يقدِّر أن يموت اليوم ، فيستعد ايتعداد الميت ، فإذا أمسي شكر الله تعالي علي السلامة ، وقدر أنه يموت تلك الليلة فيبادر إلي العمل ، وقد ورد الشرع بالحث علي العمل والمبادرة إليه ففي ( صحيح البخاري ) عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم : ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس ، الصحة والفراغ )

وعنه : أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال لرجل وهو يعظه : ( اغتنم خمساً قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك ) قال الألباني في صحيح الجامع ( صحيح )

وقال عمر رضي الله عنه : التؤدة في كل شئ خير ، إلا ما كان من أمر الآخرة .

وكان الحسن يقول : عجباً لقوم أمروا بالزاد ، ونودي فيهم بالرحيل ، حبس أولهم علي آخرهم ، وهم قعود يلعبون .

وقال سحيم مولي بني تميم : جلست إلي عبد الله بن عبد الله ، فأوجز في صلاته ، ثم أقبل عليَّ وقال : أرحني بحاجتك ، فإني أبادر . فقلت : وما تبادر ؟ قال : ملك الموت .

وكان يصلي كل يوم ألف ركعة .

وكانوا يبادرون بالأعمال غاية ما يمكن ، فكان ابن عمر يقوم في الليل فيتوضأ ويصلي ، ثم يغفي إغفاء الطير ، ثم يقوم فيتوضأ ويصلي ، ثم يغفي إغفاء الطير ، ثم يقوم يصلي ، يفعل ذلك مراراَ .

وكان عمير بن هانئ يسبح كل يوم مائة ألف تسبيحة ، وقال أبو بكر بن عياش : ختمت القرآن في هذه الزاوية ثمانية عشر ألف ختمة .

2- ذكر شدة الموت

اعلم أنه لو لم يكن بين يدي العبد المسكين كرب ، ولا هول سوي الموت ، لكان جديراً أن يتنغص عليه عيشه ، ويتكدر عليه سروره ، وتطول فيه فكرته ، والعجب أن الإنسان لو كان في أعظم اللذات ، فانتظر أن يدخل عليه جندي يضربه خمس ضربات ، لكدرت عليه عيشه ولذته ، وهو في كل نَفس بصدد أن يدخل عليه ملك الموت بسكرات النزع ، وهو غافل عن ذكر الله ، وليس لهذا سبب إلا الجهل والغرور .

اعلم : أن الموت أشد من ضرب السيف ، وإنما يصيح المضروب ، ويستغيث لبقاء قوته ، وأما الميت عند موته ، فإنه ينقطع صوته من شدة ألمه ، لأن الكرب قد بالغ فيه ، وغلب علي قلبه وعلي كل موضع منه ، وضعفت كل جارحة فيه ، فلم يبق فيه قوة الاستعانة ، ويود لو قدر علي الاستراحة بالأنين والصياح والاستغاثة ، وتجذب الروح من جميع العروق ، ويموت كل عضو من أعضائه تدريجياً ، فتبرد أولاً قدماه ، ثم ساقاه ، ثم فخذاه حتي تبلغ الحلقوم ، فعند ذلك ينقطع نظره إلي الدنيا وأهلها ، ويغلق دونه باب التوبة ، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر ) رواه أحمد ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع .

3- حسن الظن بالله تعالي

وفي الحديث الصحيح : ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله )

وروي أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم دخل علي رجل وهو يموت فقال : ( كيف تجدك ؟ ) قال : أرجو الله وأخاف ذنوبي . فقال ( ما اجتمعا في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله الذي يرجو ، وأمَّنه من الذي يخاف ) .

والرجاء عند الموت أفضل ، لأن الخوف سوط يساق به ، وعند الموت يقف البصر ، فينبغي أن يتلطف به ، ولأن الشيطان يأتي حينئذ بسخط العبد علي الله فيما يجري عليه ، ويخوفه فيما بين يديه ، فحسن الظن أقوي سلاح يدفع به العدو .

وقال سليمان التيمي لابنه عند الموت : يا بني ! حدثني بالرخص ، لعلي ألقي الله تعالي وأنا أحسن الظن به . انتهي .

فائدة :

يكفي في ذكر الموت قوله تعالي لنبيه صلي الله عليه وسلم : {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} (31) سورة الزمر

>كر ابن كثير رحمه الله : وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : يختصم الناس يوم القيامة حتي تختصم الروح مع الجسد ، فتقول الروح للجسد : أنت فعلت ، ويقول الجسد للروح : أنت أمرت ، وأنت سولت ، فيبعث الله ملكاً يفصل بينهما ، فيقول لهما : إن مثلكما كمثل رجل مقعد بصير ، والآخر ضرير ، دخلا بستاناً ، فقال المقعد للضرير : إني أري هاهنا ثماراً ، ولكن لا أصل إليها ، فقال له الضرير : اركبني فتناولها ، فركبه فتناولها ، فأيهما المعتدي ؟ فيقولان : كلاهما ، فيقول لهما الملك : فإنكما قد حكمتما علي أنفسكما ، يعني أن الجسد للروح كالمطية وهي راكبة ( قال الصابوني : رواه ابن منده في كتاب الروح ، ولم يشر له ابن كثير بضعف )

أخي المسلم . . . أختي المسلمة

أعظ نفسي وأعظكم فالموت قادم لا محالة فهل نحن منتهون فهيا بنا نرجع إلي الله قبل فوات الأوان

شاهد فلاش تغسيل وتكفين الميت

http://www.saaid.net/flash/janasah.swf

شاهد كل نفس ذائقة الموت

http://www.saaid.net/Minute/mm.pps

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

post-9-1055017742.gif

رابط هذا التعليق
شارك

من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق

ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل



سجل دخولك الان