هلال رمضان وعند هضاب سدير الخبر اليقين


Recommended Posts

[/size]بيان الأمانة العامة للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث حول هلال شهر رمضان الكريم 1434هـ3aebfa4d-1e49-4af9-9e8e-12455cc0975d_mgl موقع الفقه الإسلامي: االقاهرة

"بيان" بخصوص تحديد بداية شهر رمضان 1434هـ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين ...... وبعد

فإن الأمانة العامة للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث تنتهز هذه الأيام المباركة لتدعو المسلمين قاطبة إلى الاعتصام بحبل الله تعالى ووحدة الصف ولمِّ الشمل متذكرين قول الله تعالى:

" وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا....... الأية" 103 آل عمران .

كما نسأل الله تعالى أن يتقبَّل من الجميع صيامهم وصلاتهم وصالح أعمالهم وأن يجعل هذا الشهر الكريم شهر فتح ونصر لعباده المستضعفين فى الأرض." إنه ولىّ ذلك والقادر عليه" .

كما تود الأمانة العامة بخصوص هلال شهر شوال أن تؤكد على قرار المجمع الفقهي الدولي في قراره رقم (18) في مؤتمره الثالث لعام 1986م، أنه لا عبرة باختلاف المطالع لعموم الخطاب: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" متفق عليه، وعلى ما صدر عن المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث في دورته التاسعة عشرة حول اثبات دخول الشهور القمرية والتي أشارت إلى:

1 - أن الحساب الفلكي أصبح أحد العلوم المعاصرة التي وصلت إلى درجة عالية من الدقة بكل ما يتعلق بحركة الكواكب السيارة وخصوصاً حركة القمر والأرض ومعرفة مواضعها بالنسبة للقبة السماوية، وحساب مواضعها بالنسبة لبعضها البعض في كل لحظة من لحظات الزمن بصورة قطعية لا تقبل الشك.

2 - أن وقت اجتماع الشمس والأرض والقمر أو ما يعبر عنه بالاقتران أو الاستسرار أو المحاق حدث كوني يحصل في لحظة زمنية واحدة، ويستطيع علم الفلك أن يحسب هذا الوقت بدقة فائقة بصورة مسبقة قبل وقوعه لعدد من السنين، وهو يعني انتهاء الشهر المنصرم وابتداء الشهر الجديد فلكياً. والاقتران يمكن أن يحدث في أي لحظة من لحظات الليل والنهار.

3 - يثبت دخول الشهر الجديد شرعياً إذا توافر ما يلي:

أولاً: أن يكون الاقتران قد حدث فعلاً قبل غروب الشمس.

ثانياً: أن يكون هناك إمكانية لرؤية الهلال بالعين المجردة أو بالاستعانة بآلات الرصد في أي موقع على سطح الأرض، ولا عبرة لاختلاف المطالع لعموم الخطاب بالأمر بالصوم والإفطار.

ثالثاً: لقبول إمكانية رؤية الهلال لا بد أن تتحقق الشروط الفلكية التالية:

أ - أن يغرب الهلال بعد غروب الشمس في موقع إمكانية الرؤية.

ب - ألا تقلّ زاوية ارتفاع القمر عن الأفق عند غروب الشمس عن (5°) خمس درجات.

ج - ألاّ يقلّ البعد الزاوي بين الشمس والقمر عن (8°) ثماني درجات.

4 - على المسلمين في البلاد الأوروبية أن يأخذوا بهذه القاعدة في دخول الشهور القمرية والخروج منها وخصوصاً شهري رمضان وشوال وتحديد مواعيد هذه الشهور بصورة مسبقة، مما يساعد على تأدية عباداتهم وما يتعلق بها من أعياد ومناسبات وتنظيم ذلك مع ارتباطاتها في المجتمع الذي تعيش فيه.

5 - يوصي المجلس أعضاءه وأئمة المساجد وعلماء الشريعة في المجتمعات الإسلامية وغيرها بالعمل على ترسيخ ثقافة احترام ما انتهى إليه القطعي من علوم الحساب الفلكي عندما يقرر عدم إمكانية الرؤية، بسبب عدم حدوث الاقتران، وأن لا يُدعى إلى ترائي الهلال، ولا يقبل ادِّعاء رؤيته.

وبناءً عليه تعلن الأمانة العامة للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث بخصوص رؤية هلال شهر رمضان للعام الهجري 1434هـ 2013م ، أن المعلومات الفلكية العلمية تثبت التالي:

1- أكدت الحسابات الفلكية الدقيقة أن هلال شهر رمضان لعام 1434 هـ يلد في الساعة (07) و(15) دقيقة حسب التوقيت العالمي الموحد (غرينتش GMT) من صباح يوم الإثنين الواقع في (8) تموز/يوليو 2013 م أو ما يوافق الساعة (10) و(15) دقيقة حسب التوقيت المحلي لمكة المكرمة.

2- وتدل الدراسات الفلكية لإمكانية رؤية الهلال حسب الشروط التي تبناها المجلس الأوروبي للافتاء والبحوث في قراره الذي اتخذه في دورته العادية التاسعة عشرة المنعقدة في استانبول في الفترة 8-12 رجب 1430هـ الموافق 30 حزيران - 4 تموز (يوليو) 2009 م أن الرؤية ممكنة بوضوح في أغلب دول أمريكا اللاتينية وخاصة بالاستعانة بالراصدة، والرؤية غير ممكنة في الدول العربية والآسيوية.

3- وبناء على هذه الشروط : وعلى ما أكده المجلس الفقهي الدولي في قراره رقم (18) في مؤتمره الثالث لعام 1986م، أنه لا عبرة باختلاف المطالع لعموم الخطاب: " صُومُوا لرُؤيَتِه وأفْطِرُوا لِرُؤيَته"، وكذلك مقررات الدورة الأولى للجنة التقويم الهجري الموحد المنعقدة في مدينة استانبول في الفترة ما بين (26-29 ) ذي الحجة 1389 هـ الموافق لـ (27-30) تشرين الثاني /نوفمبر 1978 م ، وكذلك ما توصلت إليه ندوة التقويم الهجري في ضوء المعطيات العلمية المنعقدة بباريس في الفترة (12-13) ربيع الأول 1433 هـ الموافق لـ (4-5) شباط/فبراير 2012 م التي حضرها ثلة من علماء الفقه والفلك ، وكان من توصياتها: " إن قرار المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث في دورته (19) المنعقدة في استانبول من (8-12) رجب 1430 هـ الموافق لـ 30 يونيو إلى 4 يوليو 2009 م حول تحديد أوائل الشهور القمرية قرار مقبول فقهاً ومطلوب لتوحيد المسلمين في أوروبا ومحقق للأغراض المنشودة والمقاصد المطلوبة من ضبط العبادة والأعياد ، ولا سيما في هذه البلاد التي تطلب من المسلمين أن تكون أيام العطل محددة حتى يحسب لها الحساب. فهذا القرار متوافق مع مقاصد الشريعة ومصالح البلاد والعباد، وقد أثنى الفلكيون على قرار المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث باعتماد الحساب الفلكي كمنهج أساسي لتحديد بدايات الشهور، واعتبروه خطوة تاريخية مهمة في طريق إصدار التقويم الهجري الذي يسمح بتفادي الأخطاء والخلافات بين المسلمين داخل أقطارهم وخارجها، ويؤدي إلى وحدة الأمة في مجموعها.

ولا بد من الإشارة إلى البيان الختامي للمؤتمر العالمي لإثبات الشهور القمرية بين علماء الشريعة والحساب الفلكي الذي عقده المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة في الفترة من 19-21 ربيع الأول 1433هـ الموافق لـ 11-13 شباط/فبراير 2012 وشارك فيه عدد كبير من الفقهاء والعلماء الفلكيين ، والذي جاء في إحدى توصياته ما يلي: ( إن الحساب الفلكي علم قائم بذاته، له أصوله وقواعده، وقد كان للمسلمين فيه إسهام متميز، وكان محل اهتمام الفقهاء المسلمين، وبعض نتائجه ينبغي مراعاتها، ومن ذلك معرفة وقت الاقتران، ومعرفة غياب القمر قبل غياب قرص الشمس أو بعده، وأن ارتفاع القمر في الأفق في الليلة التي تعقب اقترانه قد يكون بدرجة أقل أو أكثر . ولذلك يلزم قبول الشهادة برؤية الهلال ألا تكون مستحيلة حسب حقائق العلم الصحيحة وحسب ما يصدر من المؤسسات الفلكية المعتمدة، وذلك في مثل عدم حدوث الاقتران أو في حالة غروب القمر قبل غياب الشمس. وأن تكون رؤية الهلال للأقليات الإسلامية في البلد الواحد في بعض المناطق والأقاليم رؤية لبقيتهم عملاً على توحيد صومهم وفطرهم.

 لذا سيكون أول شهر رمضان لعام 1434 هـ ( أول شهر رمضان المبارك ) بإذن الله تعالى في يوم الثلاثاء الموافق لـ (09) تموز / يوليو 2013 م.

سائلين الله تعالى أن يستقبل المسلمون هذا الشهر المبارك وهم في خير وبركة وعزة ومنعة، وكل عام وأنتم بخير .

رابط هذا التعليق
شارك

منذ 27 عاما والرائي عبدالله الخضيري يعمل متطوعا لترائي هلال شهري رمضان وشوال خلفا لوالده الذي سبقه إلى هذا المجال، ويقول الخضيري إنه يجب أن يكون الراصد في مكان الرصد الذي اتخذه موقعا له قبل غروب الشمس بساعة تقريبا، وذلك في التاسع والعشرين من شعبان، مشددا على ضرورة إلمام الراصد بعلم الفلك. واعتبر الخضيري الجدل بين علماء الفلك قبيل بداية شهر رمضان أمرا صحيا إذا كان يقصد منه البحث عن الحقيقة، ولم يخف أن علم الفلك لم يعد بمنأى عن الدخلاء على المهنة، معتبرا أن هذا الأمر يمثل إشكالية كبيرة. وذكر أنه تخرج برفقته لجنة لتثبيت رؤية الهلال، ثم يتم إبلاغ المحكمة العليا من موقع الرصد تمهيدا لاعتماد تلك الرؤية بعد فحصها، واعتبر أن أفضل مكان للرؤية حوطة سدير المكان الذي دأب ووالده على رصد وترائي الهلال منه، مشيرا إلى أنها منطقة مرتفعة عن سطح البحر وخالية من المصانع والعوالق والتلوث البيئي، وقال الخضيري إنه واجه من المتاعب السنوات الماضية وهو يتراءى الهلال قبل أن تتطور العملية لتصل إلى مستويات عالية من الدقة في العمل، مضيفا «أتواصل مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم ولدي تواصل مع عدد من المهتمين داخل المملكة وخارجها وعدد من المراصد بالداخل وكذلك مع وكالة ناسا الأمريكية المتخصصة في الفضاء».

رابط هذا التعليق
شارك

سمعنا ان اهل بريده بزعامة الزعاق مسوين حركة تمرد لاسقاط وازحاة اهل سدير

بزعامة الخضيري

ان فزع لكم الغبار ها المره الوعد العيد

رابط هذا التعليق
شارك

قال صلى الله عليه وآله وسلم: « إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوماً »

الهجرة : ما هو الحكم الشرعي في إثبات دخول الشهر القمري بالحساب الفلكي ؟

الشيخ : من أفضل ما قيل في هذه القضية مقال كتبه العلامة المستشار عبد المقصود شلتوت - حفظه الله - ملخصه :

أن في الإعتماد على الحساب الفلكي لإثبات دخول الشهر القمري خطآن جسيمان :

أولهما : إسقاط العلة الشرعية الموجبة للصوم والإفطار وهي الرؤية البصرية .

والثاني: إحداث علة للصوم والفطر لم يشرعها الله وهو الحساب الفلكي وإضفاء الحجية عليها .

أما الأول : فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: « صوموا لرؤيته وأفطروا لؤيته ، فإن غُم عليكم فأقدروا له ثلاثين »، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: « لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة، ثم صوموا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة ».

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: « إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوماً ».

والأحاديث في هذا كثيرة، وهي تدل على أن المعتبر في ذلك هو رؤية الهلال أو كمال العدة .

وليس المقصود من هذه الأحاديث أن يرى كل واحد الهلال بنفسه، وإنما المراد بذلك شهادة البينة العادلة، فقد صح عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : " تراءى الناس الهلال، فأخبرت النبي صلى الله عليه وآله وسلم أني رأيته ، فصام وأمر الناس بالصيام ".

وفي الإعتماد على الحساب الفلكي إهدار للعلة الشرعية، وإسقاط لحجية الرؤية الشرعية والحجية القضائية لحكم المحاكم الشرعية، وإعتبار لما ألغاه الشرع وهو الحساب الفلكي، وشذوذ عن إتفاق من يعتد به من أهل العلم وفقهاء المذاهب الذين حُكي عنهم الإجماع على عدم جواز العمل به ".

ويترتب عليه عند معارضته مع الرؤية الشرعية :

1- إعدام صوم أول رمضان إذا كانت المخالفة بدايته .

2- إعدام فطر يوم العيد إذا كانت المخالفة في نهايته .

وبالتالي : إنتهاك حرمة النص القرآني : { فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } وحرمة نص السنة الشريفة : « صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته » وإنتهاك حرمة الصوم بمنع الناس من صيام أول رمضان ، وإنتهاك حرمة العيد بمنعهم من إفطار يومه ، مما يؤدي إلى تعطيل أحكام الله ، وإثارة القلاقل والإضطراب ، وزيادة الفرقة والإنقسام بين المسلمين .

وأما بالنسبة للخطأ الثاني : فهو إحداث علة للصوم والفطر لم يشرعها الله سبحانه وهي الحساب الفلكي وإضفاء الحجية عليها ، وبيان ذلك :

أن الله سبحانه وتعالى ربط أحكامه بعلل وأسباب شرعية فإذا وجدت العلة الشرعية وجد حكم الله، وإذا إنتفت إنتفى حكم الله، ولا يملك أحد أن يغير هذه العلل ولأ أن يبدلها.

وقد ثبت بالكتاب والسنة أن علة وجوب الصوم والفطر هي المشاهدة ورؤية الهلال بصرياً .

وليست العلة مجرد وجوده علمياً ، في السماء من غير رؤية حسية بالعين ، قال تعالى : { فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } وقال صلى الله عليه وآله وسلم « صوموا لرؤيته ، وأفطروا لرؤيته »، فرتب وجوب الصوم والفطر على رؤية الهلال بالعين، لا على العلم بوجود الهلال فلكياً دون رؤية بصرية ، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل ( صوموا لوجود الهلال أو ثبوته ) حتى يعم الوجود كلاً من الوجودين الفلكي والبصري، بل قال : « صوموا لرؤيته »، والرؤية أخص من الوجود، فقد يوجد الهلال فلكياً ولكن لا يُرى لأسباب كثيرة، فلا يجب الصوم، أضف إلى هذا أن الشق الأخير من الحديث يدل دلالة قاطعة على أن وجود الهلال ليس هو العلة، وإنما العلة هى تحقق الرؤية الحسية الملموسة ، وذلك لأن قوله صلى الله عليه وآله وسلم « فإن غم عليكم » أو « حال بينكم وبينه سحاب » كما فى بعض الروايات ، يفيد بأنه عند وجود الهلال وراء الغيم أو غيره يجب عدم الصوم ، وإكمال الشهر ثلاثين يوماً ، مما يقطع بأن العلة ليست هي مجرد وجود الهلال ، وإنما هي أخص من ذلك ، ألا وهي : تحقق الرؤية البصرية.

وبهذا ألغى الشارع الحكيم إعتبار الوجود العلمي للهلال علة للصوم أو الفطر ، وأكد على أن الوجود الحسي البصري هو العلة ، وليس ذلك لأن قوة درجة الحساب الفلكي فى الإثبات أقل من درجة الشهادة على الرؤية ، أو لعدم صحة مقدمات ونظريات علم الفلك ولكن لأن رحمة الله بعباده اقتضت أن يعلق أسباب عبادتهم وعللها بأمور حسية ملموسة لكل المكلفين ، دفعاً للحرج والمشقة على الناس ، وأن تكون علل الأحكام وأسبابها ثابتة وحسية وعامة يسهل إدراكها لجميع المكلفين دون مشقة ، وألا ترتبط هذه العبادات بأمور عقلية علمية معنوية لا يدركها كل الناس ، ولا كل من يريد أن يلتمسها حتى يتحقق عموم العلة مع عموم التكليف ، ويسر إدراكها مع يسر أدائه .

إن الله سبحانه يعلم ما سيصل إليه علم الفلك من شأن عظيم فى مستقبل الأيام ، لكنه سبحانه ألغى إعتباره فى إثبات علل العبادات ، وذلك فيما أوحاه إلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم الذي صح عنه قوله: « إنا أمة أمية لا نكتب، ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا، وأشار بيده »، أى : تسعة وعشرون أو ثلاثون يوماً ، فهذا دليل واضح على رفض الأخذ بالحساب الفلكي فى إثبات الأهلة ، إذا كلفنا أن نتعامل في ذلك وكأننا أميون في الحساب الفلكي ، لا نكتب ولا نحسب ، وليس في ذلك تنقص أو إزراء بعلم الفلك ، ولكن المقصود أن لعلماء الفلك مجالاً رحباً في بعض شئون الحياة ، خارج المسائل الشرعية ، فإنه ليس لهم أي دور في إثبات علل وأسباب العبادات التي ربط الله علل أحكامها بأسباب حسية ملموسة .

وقد أجمع الفقهاء على الإلتزام بالعلة الشرعية للصوم وهي الرؤية البصرية للهلال ، وأجمعوا على رفض الأخذ بالحساب الفلكي سواء في ذلك حالة الصحو أم حالة الغيم (1) إلا من شذ من المتأخرين وأحدث سبباً لم يشرعه الله ، ولا عبرة بهذا الشذوذ مع انعقاد الإجماع الفقهي قبله (2) والإجماع العملي أيضاً : فقد جرى العمل في كافة العصور الإسلامية الزاهرة ، حيث تقدم المسلمون في علم الفلك ، وأنشأوا المراصد الفلكية ، ومع ذلك منعوه من الدخول في مجال العلل الشرعية للأحكام ، بل لا يكاد يُعرف قاض - منذ عرف الإسلام القضاء إلى اليوم - قضى بالحساب الفلكي (3) ولا زال القضاة يلون إستشراف الهلال بأنفسهم ، أو ينتظرون الشهود العدول بالمحاكم حتى يجيئوا لهم ، والمحاكم الشرعية العليا في مصر لم تأخذ قط في إثبات الرؤية بالحساب الفلكي منذ أنشئت إلى أن ألغيت ، وكذلك دار الإفتاء من بعدها ، حتى نبغ مفتى آخر الزمان وأحدث هذه البدعة ، ونبذ العلة الشرعية أعنى الرؤية البصرية للهلال - وأحدث علة للصوم لم يشرعها الله وهى العلم الفلكي بوجود الهلال ، وشذ عن إجماع الأمة العلمي والعملي من عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى وقتنا هذا ، وأضفى على الحساب الفلكي الحجية اليقينية مع أنه مبني على أمور ظنية وحسابية وجبرية ، وأجهزة فلكية ، وكلها ظنية تحتمل الخطأ والصواب ، وليس أدل على ذلك من تعارض تقاويم الفلكيين أنفسهم في حساباتهم الفلكية ، والذي يبنى على الظن لا يقيم اليقين لقيام شبهة الخطأ ) إنتهى الكلام بتصرف .

لكن يبقى التنبيه إلى ثلاث قضايا :

الأولى : أن ( حقيقة الشهر عند الفلكيين هي المدة بين إجتماع الشمس والقمر مرتين بعد الإستسرار وقبل الإستهلال ، ومقداره عندهم هو (29) يوماً ، و (12) ساعة و(44) دقيقة .

أما حقيقة الشهر الشرعية : فهي الرؤية له عند الغروب ، أى : أول ظهور القمر بعد السواد ، ومقدار الشهر الشرعي هو لا يزيد عن (30) يوماً ، ولا ينقص عن (29) يوماً .

وعليه فأن هناك فروقاً بين الأعتبارات الشرعية والإعتبارات الفلكية في عدة أمور :

1- أن الشهر يبتدئ عند الفلكيين قبل البدء بالإعتبار الشرعي، ونتيجة لذلك فهو ينتهي قبله .

2- أن الشهر مقدر بوحدة زمنية ثابتة عند الفلكيين تختلف عن مدته بالإعتبار الشرعي كما هو مبين آنفاً .

3- أن الشهر يبتدئ بإعتبار الشرع بطريق الحس ، والمشاهدة بالعين الباصرة ، أو بالإكمال بخروج الهلال حقيقة ، أما باعتبار الفلكيين فهو : بتقدير خروجه لا بخروجه فعلاً .

4- عند الفلكيين : لا فرق بين أن يتم الاقتران والانفصال ليلاً أو نهاراً ، فلو حصل الاقتران والانفصال قبيل الفجر فاليوم عندهم هو بعد الفجر مباشرة ، ولو حصل أثناء النهار فإن الشهر يبتدئ في اللحظة التالية له ، أما بإعتبار الشرع : فالمعتبر الرؤية بعد الغروب ، فلو رؤي نهاراً بعد الزوال فهو لليلة المقبلة ، ولا يصام ذلك النهار الذي رؤى فيه ، وهذا بلا نزاع بين أهل العلم ) أ هـ . من " فقه النوازل " (2/174 ) .

الثانية : أنه يجب التفريق بين أمرين متباينين : أحدهما : الخلاف الفقهي السائغ بين العلماء في قضية إختلاف المطالع ، وثانيهما : عدم جواز الاعتماد على الحساب الفلكي في تحديد بداية الشهر وانتهائه لأن الخلاف فيها غير سائغ لشذوذه عن الإجماع، والعلماء مع إختلافهم فى قضية اختلاف المطالع متفقون على أن سبيل تحديد بداية الشهر ونهايته هو الرؤية الشرعية لا الحساب الفلكي ، ولقد رأينا من يخلط بين الأمرين ، ويستدل بكلام العلماء في القضية الأولى على القضية الثانية فلزم التنبيه .

الثالثة : وهي نصيحة لمن يخالف المفتي الرسمي فى بلده إذا ثبت أنه يعتمد على الحساب الفلكي : أن لا يستعلن بالمخالفة لعموم المسلمين فى بلده (4) بل يستسر بالمخالفة ، ويعمل بالرؤية الشرعية فى خاصة نفسه ، ولا يدعو بلسان الحال أو المقال الملاء إليها ، سداً لذريعة التهارج بين المسلمين ، ودرءاً للفتن ، وجمعاً للكلمة ، وتفويتاً لمقاصد العلمانيين والمنافقين من أعداء الدين الذين يعتلون الموجة لتشكيك الناس في دينهم ، ومحاولة النيل من قدسية الصيام في نفوس العامة ، وقانا الله وسائر المسلمين شر أعداء الدين .

رابط هذا التعليق
شارك

من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق

ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل



سجل دخولك الان