الله يسعدك يا مسعد ؟


Recommended Posts

  • 32.jpg

    معلوم أسوأ من المجهول.!! فمن المسئول؟

    أستبيح القراء الأعزاء عذراً عن بعض الألفاظ التي فيها نوع من التجريح للمشاعر ولكن تلك حقيقة يشاهدها الجميع، فلا يجب أن نكون كالنعامة...!!.

    إن المتابع لما يقوم به ثلة من مراهقينا اليوم من الجنسين يدرك أنهم يعيشون حالة اغتراب اجتماعي وتربوي ليس لكثرة الجرائم التي يرتكبونها في حق أنفسهم ومجتمعهم فحسب ولكن لنوعيتها أيضاً، فتجد بعض الشباب يرتدي ملبوسات مخالفة لعادات وتقاليد وقيم مجتمعنا، (و يمكن أن يحتاج مرتديها إلى الاستعانة بشخص آخر لمعاونته على لبسها من شدة ضيقها) وتجد فتاة أو شاب يعيشون علاقات عاطفية ويروِّجون وينشرون صورهم في فضاء النت، دعوة لرّّذيلة والشذوذ الجنسي، ( ناهيك عن ما يتم تعاطيه بين أوساط أولئك الشباب من ممنوعات ومحرمات) لأن ذلك المجتمع من المستحيل أن يخلو من هذه الأشياء، فهم يمارسون انحرافاً أخلاقياً دون وضع قيمة ولا وزناً للضوابط الشرعية أو العرف العام، وخروجاً عن تقاليد المجتمع وضوابطه لعدم اكتراثهم أصلاً بهذه الضوابط، فقد أصبح بعض شبابنا سلعة رخيصة وصيداً سلاً لضعاف النفوس الذين لا يريدون إلا المال وإشباع الغرائز بأي وسيلة...!! فمن المسئول عما يحدث؟ هل هي الأسرة التي من أوجب واجباتها مهمة تربية هذا النشء؟ (ولكنها لا تفقه شيئاً في أُسس التربية) فقد القت بهم في بحرٍ متلاطم يأتيه الموج من كل مكان، فأصبحت الأم تلهث خلف ما يستجد من الموضة!!.. وأضحى هم الأب جمع المال، (ولن يجمعه أبداً) فصار أولئك القطبان أبعد ما يكونون عن مفهوم الأسرة، فلم يستطيعوا التكرم حتى على بيوتهم ليقننوا ما بداخلها من وسائل، واكتفوا بتوفير المأكل والملبس والمَشرب، وتوفير الإنترنت وآخر ما يستجدَّ من التقنية وأجهزة الهاتف النقال (بلاك بيري، آي فون، جلاكسي ...إلخ). ضناً منهم أن ذلك هو عين التربية، وهم لا يعلمون أن أكثر من يقوم بتلك المُهمة هم الاستغلاليون الذين يجعلون تلك الوسائل بمثابة الطعم للضحية!!. فعجزوا عن أداء رسالتهم أو أنهم تخلوا عنها باختيارهم واستودعوا أمانتهم للمجهول. أم أن العيب في سياسة التعليم التي غاب هدفها فأصبح شبابنا يسير إلى مستقبل مظلم سوف يزج به إلى مجتمع البطالة ( وقد سمعت ذلك صراحة بإذني من أحد ضحايا الانحراف) أم هي بعض وسائل إعلامنا التي ضلت الطريق وفضلت المادة على حساب الشرف والكرامة فبات مسئولوها يبيعون قيم مجتمعهم بثمنٍ بخس، أم أن كل تلك الأنساق مجتمعةً فشلت بأساليبها القديمة والحديثة في احتواء الشباب وتلبية احتياجاتهم (وأركز على الاحتياجات وليس الكماليات) وفهم لغتهم فأصبح الحوار بينهم بمثابة (حوار الطرشان).

    من المؤكد أنه لا يمكن أن يكون على الأرض مجتمع ملائكي يخلو من أي نوع من المشكلات، ولكن من المؤكد أيضاً أنه عندما يصل أي مجتمع إلى هذا الحال الذي عليه مجتمعنا فسيصبح هناك (دلوعات حب وهائمي غرام)، وتصبح الرذيلة تسلية والانحراف هواية والخروج على القيم الدينية والمعايير الاجتماعية الفاضلة عادة !!. إن مجتمعنا مثخن بجراحٍ غائرة تحتاج إلى بحث أسبابها وتصحيح الخلل من أطراف متعددة وعلى رأس أولئك، المختصون في الجوانب الاجتماعية والنفسية والتربوية والاقتصادية، والإعلام وكل غيور على هذا المجتمع وعلى هذا الدين، لتنصب جهودهم على تنمية الأسرة التي تعد المحضن الأول لتربية الناشئة... اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين في كل بقاع الأرض.

    مسعد بن غنام

    باحث ومهتم بالقضايا الاجتماعية

رابط هذا التعليق
شارك

من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق

ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل



سجل دخولك الان