موازيـن الرجــال


Recommended Posts

[align=center]تحية فلسطين عَبْر القوافي إلى الأمير عبدالله بن عبدالعزيز

موازين الرجــال ( للشاعر عبدالرحمن العشماوي)

[/align]

هذي القصيدة بعد رفض الامير عبدالله بن عبدالعزيز الاتجاة الى امريكا والاجتماع برئيسها بسبب الاحداث الواقعه في فلسطين .... يصورها لنا الشاعر (حفظه الله)

تسير بها الأَوائل والتَّوَالي **** وترفع بيننا أسمى مثالِ

وتتَّخذ الرِّياحَ لها بساطاً **** تطير به إلى رُتَب المعالي

سحائبُ من عقيدتنا، سقتْنا **** بماءٍ من مبادئنا زُلالِ

ونَبْعٌ لم يزلْ ثَرّاً غنيَّاً **** يغرِّد خِصْبُه فوقَ التِّلالِ

ونهرٌ لم يزلْ يجري نقيَّاً **** يُسَلْسِلُ ماؤُه خَرَزَ الرِّمالِ

قوافل، ما مشتْ فيها مطايا **** على رملٍ، ولا خُدِعَتْ بآلِ

ولا تخشى مواجهةَ الرَّزايا **** ولا تخشى العَناءَ ولا تُبالي

رأتْ فوقَ النُّجوم الزُّهْرِ حصناً **** له بابٌ من الرُّكنِ الشمالي

ومن شُرُفاته برزتْ وجوهٌ **** تحدِّثنا بأسرارِ الجَمَالِ

هنالكَ حدَّثَ التاريخُ عنَّا **** حديثَ حقيقةٍ مثلَ الخيالِ

وليَّ العهدِ، في بلدٍ أمينٍ **** تََلأْلأُ فيه أَوسمةُ الجَلاَلِ

رأيتُكَ، والمواقفُ ناطقاتٌ **** يفتِّش عن إجابتها سؤالي

رأيتُكِ في مواجهةِ القضايا **** تذكِّر بالحقوقِ ولا تغالي

دعوك إلى زيارتهم، ولكنْ **** رأيتَ القُدس مُوْحِشَةَ اللَّيالي

رأيتَ الحربَ دائرةً، وجيشاً **** دَعَا الطفلَ الرَّضيعَ إلى النِّزالِ

فقلتَ لمن دعوكَ، أَما رأيتم **** ضحايا قدسِنا في شرِّ حالِ؟!

نعم، أنا لن أزورَ بلادَ قومٍ **** تُؤيِّد جَوْرَ مذمومِ الخصالِ

تَمُدُّ له اليَدَ اليُمْنَى احتفاءً **** وتمنح غيرَه طَرَفَ الشِّمال

عَصَا (الفيتو) تُلوِّح في يديها **** لتضربَ من ينادي باعتدالِ

وكيف تُزارُ أَرَضٌ، وهي تَحمي **** ظهورَ الماردين على الضَّلالِ؟!

وتَحتضن الذين بغوا علينا **** وداسونا بجيش الإحتلالِ

وكيف تُزارُ أرضٌ وهي تدري **** بما نلقى، ولكنْ لا تُبالي؟!

هي الأرض التي مدَّتْ يديها **** موطَّأَةً لإخوانِ السَّعالي

لها تمثالُها الموصوفُ زوراً **** بأحسنِ ما يُصاغُ من المقالِ

دَعاوى لم تصدِّقْها فَعَالٌ **** وما نَفْعُ الكلامِ بلا فَعَالِ؟

نعم، أَيَظنُّ (قَرْنُ الوَهمِ) أنَّا **** سننسى جَوْرَ ساحات القتال؟!

ولسنا مِن دُعاةِ الحربِ، لكنْ **** رأينا القُدْسَ منها في اشتعالِ

تُشَبُّ على الأَراملِ واليتامى **** وتقتحم البيوتَ على العيالِ

وعينُ الغربِ تَرصُدهم، ولكنْ **** بعينِ الذئِب راصدةِ الغزالِ

ترى الأشلاءَ في الأقصى، ولكنْ **** كَمَن شُغلُوا بـ (أَلعاب التَّسالي)

تُراهم ما رأوا طفلاً صَريعاً **** وشيخاً، ثوبُه المشقوقُ بالي؟

ولا سمعوا أَنينَ زهورِ يافا **** ولا شكوى حقولِ (البرتقالِ)؟

ولا سمعوا عن الأقصى حديثاً **** ينادينا إلى شَدِّ الرِّحالِ؟

نعوذ برِّبنا من شرِّ قومٍ **** رأوا فِعْلَ الحرامِ من الحَلاَلِ

كأني بالجَوائح قد أغارتْ **** على أهلِ التَّطاوُل والتَّعالي

أَعبدَ اللَّه شكراً ثم شكراَ **** يُزَفُّ إليكَ من بلد النِّضالِ

يُزَفُّ إليكَ من طفلٍ جريحٍ **** ومن حَسَراتِ رَبَّاتِ الحِجالِ

ومن شيخٍ بلا مَأْوى، يُرينا **** بهيكل عَظْمِه معنى الهُزَالِ

أعَبْدَ اللَّهِ ما كلُّ المرَايا **** تُرينا صورةَ الوجه المثالي

ولا كلُّ الغيومِ تُثير بَرْقاً **** يحرِّك وَمْضُه شَغَفَ الجبالِ

وفي كلِّ الزُّهور شَذَاً، ولكنْ **** قليلٌ من شذا الأَزهارِ غالي

هي الأمجادُ، تعرف حين تسعى **** لغايتها موازينَ الرِّجالِ

وتعرف أنَّ أهلَ الحقِّ أولى **** بها من كلِّ ذي جاهٍ ومالِ

عقيدُتنا تعلِّمنا وفاءً **** وصِدْقَ مقالةٍ وهدوءَ بَالِ

أعبَد اللَّه ما وقفتْ خُطانا **** عن السَّير الحثيثِ إلى الكمالِ

فإِنَّ رياحَنا تجري رُخاءً **** تَسوقُ مواكبَ السُّحُبِ الثِّقالِ

تَزفُّ إلى أَصَالتِنا التَّحايا **** مُنَضَّدَةَ الجواهرِ والَّلآلي

تَحذِّرنا من الباغي علينا **** ومن أَتْباع نَهْجِ (أبي رِغالِ)

تبشِّرنا بنصر الله، إِني **** لأسمعُه على شفتَيْ (بلالِ)

تقرِّبه المآذنُ وهي رَمْزٌ **** عظيمٌ للتَّلاحُمِ والوِصالِ

أرى نَصْراً يلوحُ، وإنْ تَراءَى **** لبعض الناسٍ من ضَرْبِ المُحالِ

فأبعدُ ما نرى، منَّا قريبٌ **** إذا عُدْنا إلى رَبِّ الجَلالِ

رابط هذا التعليق
شارك

من فضلك سجل دخول لتتمكن من التعليق

ستتمكن من اضافه تعليقات بعد التسجيل



سجل دخولك الان