روفو

المتميزين
  • عدد المشاركات

    285
  • تاريخ الانضمام

  • تاريخ اخر زياره

كل منشورات العضو روفو

  1. اذكريني عند ما يصحو السَّحَرْ ** وتُناغي الأيكَ• حبّـاتُ المطَـرْ وتهبُّ الطيـرُ مِـن أوكارهـا ** تنثُرُ البِشْرَ على دنيـا البَشَـرْ واذكـري حبّـاً رعينـاهُ معـاً ** كان طُهْراً كان رَوْضاً مِن زَهَرْ كم تهادينـا رياحيـنَ الهـوى ** وسكِرنا من أحاديـث السَّمَـر وجرينـا فـي طريـق حالـمٍ لم ** نخفْ شَوكاً ولم نخشَ العَثَرْ ونسجنا الشِّعر لحنـاً ساحـراً ** أطـرب النَّجـمَ فغنّـى للقمـرْ أصفا العيـشُ لقلبـي ساعـةً ** فخلتْ دُنياي من شَوْبِ الكـدَرْ؟ أمْ تُـراهُ كـان حُلمـاً عابـراً ** هَزَّ جَفني ثمّ ولّـى واندثَـرْ؟! لم يدمْ وصْلٌ ولا طابـتْ مُنـىً ** مزّقَ الهجـرانُ رنّـاتِ الوتـرْ وطوى البحـرُ شراعـاً تائهـاً ** فاسألي الأمواجَ تُنبيكِ الخبـرْ لم تدعْ لي غيرَ ذكراكـم هنـا ** في فؤادٍ شفَّـهُ طـولُ السَّهَـرْ سوف يبقى حافظاً عهدَ الهوى ** إنْ وفى المحبوبُ يوماً أو غدَرْ! • الأيك :الشجر الملتف
  2. على أطلال رفح د.عبد المعطي الدالاتي أنا يا سادتي طفلة ْ وقومي ، اِسمُهم عرَبُ! أنا من أمّة القِبلة ْ وللمليار أنتسبُ! وكانت هاهنا دولة ْ نناجيها:" فلسطينُ " وكانت هاهنا بلدة ْ نناديها: أيا " رفحُ " وأمّي كنت أذكرها تناديني :أيا " فرحُ"! وكان هنا لنا بيتُ يضمّ أبي.. يضمّ أخي وأختي .. ضاعت الأختُ! وكانت حول منزلنا شجيراتٌ وأزهارُ أعدِّدها: فليمونٌ وزيتونٌ وداليةٌ ونـُوّارُ ونخلٌ زانَه بلحُ وكان يلفـّنا المرحُ *** ونامت تَحلـُم الدارُ على نجوى فلسطين ِ فجاء ذئابُ صهيون ِ سِراعاً كالشياطين ِ وما من حارسٍ دوني! فضاعت كلّ أحلامي بليل الظالم ِ الدامي فلا بيتٌ ولا سكنُ ولا أهلٌ ولا وطنُ كذلك تـُصنَعُ المحنُ! *** ترَوْني اليوم َيا سادة ْ بلا أهلٍ .. بلا أمل ِ وكفّي وسَّدتْ خدّي على قربٍ من الطللِ أناجيهِ ..أسائلهُ.. ولا رجْعٌ ولا أملُ: تكلـّمْ أيها الطللُ! وخبّرني عن الأهلِ تـُراهمْ أين قد رحلوا؟! وخبّرني عن العربِ وكيف تبخّرَ العرَبُ؟! وخبّرني عن المليارْ وكيف سباهمُ الدولارْ؟! *** أنا ما عندي يا سادة ْ سوى دمع ٍ على الخديْن ينسكبُ وما عندي أيا سادة ْ سوى عينٍ إلى المجهول ترتقبُ ولم يبقَ هنا أختٌ ولا لعَبُ ولم يبق لنا بيتٌ ولا كتب ُ ولم تبق سوى طفلة ْ تريد اليوم سجّادة ْ وتسألكم عن القِبلة ْ فدلـّوني أيا سادة ْ لأسجدَ في مدى الصبرِ وأدعو الله في سرّي *** ومن يدري ؟! فقد أبكي مدى الدهر ِ على الأصحاب والأهل ِ على الزيتون والنخل ِ على كتبي .. على لعَبي على المليار ِ.. والعرب ِ! *** ومن يدري؟! إذا ما ضاق بي صدري و زادت وَقدةُ الجمرِ فقد أدعو من القهر ِ عليكم أيها العرَبُ!! وأنوي .. يا بني ديني فيلجمني.. ويثنيني نداءٌ في شراييني يناديني: " همُ العَربُ " فأهوي .. ثم أنتحِبُ فأحمدُ سيّدُ الدنيا إليكمْ كان ينتسبُ
  3. 1 امرأة لها سطوة مخيفة, كل النساء بعدها... ظل لها. 2 امرأة لا يتسع لبهائها الباب, (محذوف) (محذوف)لها. 3 امرأة تَعِبَ من رقصها الرصيف, حين غابت, تشقق قلبه عن ياسمينة, وشقائق نعمان. 4 امرأة تفتح عينيها عن مدائن حرة, أغوص في شوارعها, ويأخذني الباص للجنة. 5 امرأة تنتهي الآهات عندها, كلما عبرتْ أخرى, شرِقتُ باسمها. الرياض 29 مايو 2004
  4. الصدمة هى من يقيم الأعمال الرائعه
  5. شكراً لك أخوى السعودي
  6. 1 كدمعةٍ هائلةٍ من الذهب، سقطَ الصباحُ على بغداد َالمستديرةِ، فهبَّ الأحياءُ، للكدِّ وجمعِ الرزقِ ، وواصل الموتى نومهم الخفيفَ كغبارِ الطلعِ ، هاهو المخطراني مرتديا زي الناسك * ، يطوفُ في الأسواق، ممثلا دورَ أخرس مسكين . وقريبا من دكانِ أبو سعيد الوراق، راحَ الكاغاني يتجننُ ويتصارعُ، فيما الزكوري يشحذُ خبزَ الصدقة، ويجمعهُ في سلة خوص كبيرة . أنظرُ إلى ساق القرسي، وقد حبسَ الدماءَ فيها بطريقة عجيبة ، فتورمت وغدت وكأن بها ورماً خطيرا . أعابث المزيديَّ وألمسُ صليبهُ النحاسي، ثم أضعُ درهيما صغيرا، في قبضةِ الصبيِّ الذي يحمله على كتفه ، زاعما انه لقيطٌ جائعٌ . ها أنا ذا أبلغ جسرَ بغداد َ الكبيرَ . أقفُ قليلا عندَ أميرِ كديةِ الرصافة، وهو يتوسل معاويةَ، فيغمزني غمزة خفيفة وهو يجسُّ الدراهم في هميانه . أعبر إلى جانب الكرخ، وهاهو أميرُ كديتها، يتوسل علياً والحسنين، ويتصدق عليَّ بابتسامةٍ منعشةٍ، ثم يحرك ُ هميانه حركةً ذات مغزى . مساءً، وبعدَ صلاةِ العشاءِ بقليل، يجتمع أميرُ كديةِ الرصافةِ، بأميرِ كديةِ الكرخ، خلفَ حمامِ مرجانةَ، وعلى حصيرِ القصبِ، يفرغان الهميانين، ثم يقتسمانِ الدراهمَ التي جمعاها، بالتساوي .. ها هو دريهمي الصغيرُ، منسياً ونافلا ، يتلامعُ بهدوء، على حصيرِ القصبِ، كدعوةٍ أنيقةٍ، للخروجِ من القصيدة . 2 هجرَ أميرُ الكديةِ بغداد َ، واصطحبَ زوجته إلى "واسط ". وهناك، جاورَ مسجدها الكبير، وقام بدور الفقيه الزاهد،الورع، المجاور .. حتى إذا ما دخل قلوبَ الناسِ، و عقولهم، زعمتْ زوجتُهُ إنه قتلَ ابنه سهوا، وهو يتعذب لأنه غير قادر على دفع الدية لها . همهمَ الواسطيون ودمدموا . لكنهم في النهايةِ حلوا همياناتهم، وجمعوا دية الطفل القتيل، ودفعوا بها للشيخ، الذي دفعها لزوجته، بحضور الشهود العدول من أهل واسط . في الصباحِ التالي : اختفى الشيخ ُ . اختفت الزوجةُ . اختفت الديّةُ . و تدلت جثة ُ الطفلِ فضيةً ، في ضمائر الناس . * الكدية : كلمة من العصر العباسي تعني المسألة والشحاذة . أرجح أن يكون أصلها هو المزيد " أكدى " وليس الثلاثي المضعف " ك د د " واسم الفاعل من الأولى هو المكدي وجمعها السالم "المكدين "والتكسير "المكادي ". الكلمة مازالت حية في اللهجة العراقية المعاصرة ولكنها تنطق أحيانا بالجيم " مجدّي / و جِدية " وأحيانا أخرى بالقاف الحميرية أي الجيم القاهرية . الكلمة فصيحة وقد وردت في لسان العرب لابن منظر و على النحو التالي : أكدى = ألحَّ في المسألة . والكدية = كل ما جمع من طعام أو تراب أو نحوه فجعل كثبة .والمكدي هو الذي لا يثوب له مال ولا ينمي . الشاهد الشعري الذي أورده ابن منظور هو قول الشاعر : تضنُّ فنعفيها إنْ الدارُ ساعفتْ فلا نحنُ نكديها ولا هي تبذلُ . ** المخطراني و الكاغاني والسكوري والقرسي والمزيدي شخصيات حقيقية لمكدين عاشوا في بغداد العباسية وورد ذكرهم في كتب التراث ومنها البخلاء للجاحظ . أما قصة المكديين على الجسر وقصة المكدي المجاور وزوجته فحقيقيتان أيضا ووردتا في "نشوار المحاضرة ج2/ 351 " ومصادر تراثية أخرى .
  7. شكرأ أخوى كنج السهيلات أطراء جميل ويؤكد كلامك عدد القراءات للمواضيع الى أنقلها لكن سوف أستمر حتى أساهم فى زايادة عدد أنواع الأدب المطروحه فى هذا المنتدى شكراً
  8. بابلو نيرودا تصادف هذه السنة مرور مائة عام على ميلاد الشاعر التشيلي بابلو نيرودا ( نوبل عام 1971 ) الذي اعتبر أحد الأسماء الشعرية الكبيرة التي أسهمت في رسم خارطة الشعر العالمي في القرن العشرين وكان له حضور كبير في المشهدين الأدبي والسياسي خصوصا من جهة ارتباطه بالنضال الشيوعي الأممي وعلى وجه الخصوص في القارة اللاتينية التي ينتمي إليها ، أمريكا الجنوبية. ولد ريكاردو نيفتالي رييس باسولاتو وهذا هو اسمه الحقيقي عام 1904 في حنوب تشيلي ونشر مجموعته الشعرية الأولي عام 1923. وبالرغم من أنه نشأ نشأة متواضعة إلا أنه استطاع أن يشق طريقه في دروب الحياة والأدب ليصبح سفيرا ونائبا وداعيا للحريات ومناضلا عرف باعتناقه للشيوعية والتزامه بها. وقد أخذه عمله الدبلوماسي إلى العديد من دول العالم مثل الهند وأندونيسيا والمكسيك والأرجنتين وإسبانيا وفرنسا. في بداية حياته ارتبط بزوجته الأولى وأنجب منها بنتا توفيت باكرا ، غير أنه لم يأت على ذكرهما في مذكراته وقد تم تفسير ذلك بأحد أمرين : إما أنه كان يعتبر تجربة زواجه الأولى تلك تجربة فاشلة ونتيجة لطيش وتهور الشباب ، وإما أن الجرح النفسي قد كان عميقا جدا بالنسبة إليه ليتمكن من التعبير عن حزنه. في منتصف الثلاثينات خاض نيرودا تجربة الحرب الأهلية في إسبانيا ضمن المتعاطفين مع الجمهوريين الذين كان من بينهم الشاعر الإسباني المعروف فدريكو غارسيا لوركا الذي أصبح أحد أصدقاء نيرودا المقربين. وقد قتل لوركا من قبل الفاشيين كما هو معروف عام 1936 أثناء وجود نيرودا في إسبانيا. في ذلك الحين كان نيرودا متأثرا أيضا إلى حد كبير بزوجته الثانية ديليا ديل كاريل ، وقد أصبحت معظم أعماله نتيجة لهذا التأثر ملتزمة سياسيا وأقرب إلى المثالية. لقد جاء اعتناق نيرودا للشيوعية كنتيجة لمشاهداته وتجاربه وملاحظاته عن حالة الفقر الشديد الذي كانت تعاني منه دول أمريكا اللاتينية بصورة عامة والفجوة الشاسعة ما بين الأغنياء والفقراء. يضاف إلى ذلك الحرب الأهلية الإسبانية التي فقد خلالها صديقه الحميم الموهوب لوركا على يد القوى اليمينية. لقد كان من الطبيعي بالنسبة له أن يرى في المثال الشيوعي وعدا باحتمال وإمكانية وجود مجتمع أفضل في بلده ، وأن يتشوف فيه سبيلا لمنح الكرامة والعيش الكريم لمواطنيه. تم استدعاء نيرودا إلى التشيلي عام 1938 حيث أمضى ثلاثة أعوام في المكسيك كقنصل عام وبعد عودته إلى التشيلي مرة أخرى عام 1943 انضم بشكل رسمي إلى الحزب الشيوعي وتم انتخابه عضوا في مجلس الشيوخ عام 1945. الأعوام الخمسة عشر الأخيرة من حياته – فيما عدا فترة قصيرة أمضاها كسفير لبلاده إلى فرنسا- قضاها في جزيرة نيجرا برفقة زوجته الثالثة ماتيلد يوروتيا. كان النظام الذي يحكم البلاد حينئذ أكثر إنسانية بما لا يقاس من النظام الذي سبقه ، الأمر الذي مكنه من أن يكرس حياته أو ما تبقى له منها للكتابة والإبداع. وفي حقيقة الأمر أنه استقال من عمله بعد أقل من عامين بسبب شعوره بالحنين إلى وطنه تشيلي. لقد عاد للاحتفال بفوزه بجائزة نوبل ، وما إن وصل إلى جزيرة نيجرا حيث يقيم حتى اتخذ قرارا بعدم مغادرتها مرة أخرى حتى أنه قدم استقالته عبر الهاتف إلى رئيسه الذي كان في نيويورك في تلك الأثناء. في عام 1973، وبعد وقت قصير من مقتل صديقه الرئيس سلفادور ألليندي وعودة النظام القمعي إلى تشيلي ، توفي نيرودا. لقد عانى طويلا من سرطان البروستاتا ، وكان مريضا حين أعلن عن سقوط نظام ألليندي ، غير أنه ليس من المستبعد أن ما عجل بوفاته هو رؤيته لبلده وهو يرتد مرة أخرى إلى الفاشستية بعد فترة قصيرة من الرخاء والأمن. كتب نيرودا في زوجته الثالثة ديوانا كاملا تحت عنوان ( أشعار القبطان ) ونشره لأول مرة عاريا من الاسم عام 1952 احتراما لمشاعر زوجته الثانية ديليا التي انفصل عنها حبيا عام 1954. فيما يلي نترجم مجموعة من قصائد هذا الديوان. في داخلك الأرض أيتها الوردة الصغيرة، الوردة البالغة الصغر، إنك ضئيلة وعارية، حتى ليخيل لي بعض الأحيان أن بوسعي وضعك في إحدى يدي وأن بمقدوري أن أضم يدي عليك وأرفعك إلى فمي، ولكن فجأة تلامس قدماي قدميك وفمي شفاهك، لقد كبرت، كتفاك يرتفعان مثل هضبتين، نهداك يشقان طريقهما عبر صدري، ذراعي تستطيع بالكاد أن تحيط بالهلال الوليد الذي هو خصرك، مثل أمواج متلاطمة تتفجرين بالحب، أستطيع بالكاد أن أسبر أكثر عيون السماء اتساعا وأنحني فوق ثغرك لأقبل الأرض. الملكة لقد توجتك ملكة. هنالك نساء أعظم منك بكثير هنالك نساء أنقى منك بكثير هنالك نساء أجمل منك ، أجل . غير أنك أنت الملكة. حين تمشين في الشوارع لا يتعرف عليك أحد لا يرى أحد تاجك الكريستالي، ولا يلاحظ أحد البساط الأحمر الذهبي الذي تطئينه حين تعبرين. ذلك البساط الذي لا وجود له. وحين تظهرين تهدر كل الأنهار في جسدي ، وتهز الأجراس السماء، وينغمر العالم بترانيم لا يستطيع سماعها يا حبيبتي إلا أنا وأنت. يداك حينما تقترب يداك ، يا حبيبتي من يدي فما الذي تحضرانه لي في رحلتهما؟ لماذا تتوقفان فوق فمي فجأة، لماذا أتعرف عليهما كما لو أنني منذ زمن بعيد قد لمستهما، كما لو أنهما قد وجدتا من قبل كما لو أنهما قد مرتا بلطف فوق جبيني وخاصرتي؟ لقد جاءت نعومتهما محلقة عبر الزمن، فوق البحر، وخلال الدخان، مع الربيع، وحينما وضعت يديك فوق صدري عرفت هذين الجناحين للحمائم الذهبية، عرفت الطين ولون القمح. طوال سنوات حياتي كنت أبحث عنهما. صعدت مجموعات متواصلة من السلالم وأبحرت خلال الصخور البحرية المثلمة، القطارات أقلتني، والبحار أعادتني، وفوق أديم الأعناب ظننت أنني لمستك. ملمس الخشب فجأة أعادني للاتصال بك، اللوز منحني وعدا عن نعومتك السرية، إلى أن تشابكت يداك فوق صدري وهنالك مثل جناحين أتمتا رحلتهما. ضحكتك احرميني من الخبز إذا ما شئت، احرميني من الهواء ، لكن لا تحرميني من ضحكتك. لا تأخذي الوردة، الرمح الذي تجردينه، الماء الذي في الحال يتفجر في ابتهاجك، الموجة المفاجئة من النباتات التي تنبت حول قدميك. إن كفاحي شاق وفي بعض الأحيان أعود إلى المنزل متعب العينين من تحديقي طوال اليوم في الأرض الساكنة، ولكنني ما إن أدخل، حتى ترتفع ضحكتك إلى السماء، باحثة عني، ولتفتح لي كل أبواب الحياة. يا حبيبتي، حتى في أشد الساعات حلكة جردي ضحكتك، وإذا ما حدث فجأة أن رأيت دمي يلطخ الأحجار في الطريق، فاضحكي، لأن ضحكتك ستكون ليدي مثل سيف جديد ملتمع. عند البحر في الخريف ستطلق ضحكتك زختها من الزبد، وفي الربيع، يا حبيبتي، أحتاج ضحكتك مثل الزهرة التي طال انتظارها، الزهرة الزرقاء ، وردة وطني الشجي. اضحكي من الليل، من النهار، من القمر، اضحكي من هذا الصبي الأخرق الذي يحبك، ولكن حينما أفتح عيني، وأغلقهما، حين تغذ خطاي السير، وحين تعود خطاي، احرميني من الخبز، من الهواء، احرميني من الضوء، من الربيع، ولكن لا تحرميني أبدا من ضحكتك، لأن موتي حينئذ سيكون محتما. أبديتي هل ترين هاتين اليدين؟ لقد ذرعتا الأرض وقامتا بفصل المعادن عن الحبوب، لقد صنعتا السلم والحرب وجابتا كل البحار والأنهار، ولكنهما رغم ذلك حين تسافران فوق جسدك يا حبيبتي الصغيرة يا عصفورتي وقمحي، فإنهما لا تستطيعان أن تحيطا بك وحين تحاولان أن تصلا إلى الحمامتين اللتين تحطان أو تحلقان فوق صدرك ينتابهما التعب. إنهما تجتازان ساقيك وتنحرفان عند ضوء خصرك أنت لي كنز لا يضاهيه البحر بكل ما يحتوي عليه من ثروات أنت بيضاء وزرقاء ورحبة مثل الأرض حين تورق الكروم. في هذه المملكة الممتدة بين قدميك وجبينك سوف أقطع عمري أمشي وأمشي وأمشي. ولدي هل تعلم يا ولدي، هل تعلم من أين جئت؟ من بحيرة تصرخ فيها النوارس بيضاء وجائعة. عند المياه الشتائية هي وأنا أشعلنا نارا حمراء متضرمة مبلين شفاهنا بقبل تبلغ أقصى أرواحنا، قذفنا بكل شيء إلى اللهب، وأشطنا حياتينا. هكذا جئت إلى هذا العالم. ولكنها، لتراني ولتراك يوما ما عبرت المحيطات، وأنا، لكي أضم خصرها الصغير ، سافرت في كل بقاع الأرض، بحروبها وبجبالها، بصحاريها وأشواكها. هكذا جئت إلى هذا العالم. لقد جئت من أماكن عديدة، من الماء والتراب، من النار والثلج، لقد جئت من مكان بعيد لتكون معنا نحن الاثنين، من هذا الحب الرهيب الذي يكبل أيدينا، نريد أن نعرف ما تكون، وما بوسعك أن تقوله لنا، لأنك تعلم أكثر عن العالم الذي منحناك إياه. مثل عاصفة عظيمة هززنا وهززنا شجرة الحياة نزولا إلى أسرار جذورها، وهاأنت ذا الآن تغني في الأوراق، فوق أعلى غصن بلغناه معك. الكندور أنا الكندور، أحلق فوقك حين تمشين وفجأة في دوامة من الريح والريش والبراثن أهوي فوقك وأحملك إلى الأعلى في عاصفة صاخبة من البرد العاصف. عاليا في برجي المكسو بالثلج إلى مخبئي الأسود أحملك لتعيشي وحدك، تنبتين غطاء من الريش وتحلقين فوق العالم، ساكنة، في الأعالي. يا زوجة الكندور، لنندفع نحو هذه الفريسة الحمراء، لنمزق الحياة التي تأتي مع القلب النابض ولنحلق ثانية معا في رحلتنا المتوحشة. الحشرة من ردفيك نزولا إلى قدميك أريد أن أمضي في رحلة طويلة. إنني أصغر من حشرة. فوق هذه الهضاب أعبر، هضاب بلون الشوفان، فوقها تركت آثار باهتة لا يعرفها أحد سواي، سنتيمترات مسفوعة، مشاهد باهتة. ها هو ذا جبل. لن أغادر هذا المكان أبدا. يا لهذا الكم الهائل من الطحالب! وهنا فوهة بركان، وردة من نار رطبة! نزولا من فوق ساقيك أسلك طريقا لولبيا، أو أنام في الطريق، وأصل إلى ركبتيك، صلابة مستديرة مثل الأعراف القاسية لقارة مضيئة. منحدرا إلى قدميك أبلغ الكوى المستطيلة الثمانية لأصابع قدميك المدببة ، البطيئة، الشبه جزيرية، ومن عندها أهوي إلى الفراغ الأبيض للورقة ، باحثا بعماء وبتعطش عن شكل بوتقتك النارية. دائما إنني لا أغار مما حدث قبلي. تعالي مع رجل فوق كتفيك تعالي مع مائة رجل في شعرك، تعالي مع ألف رجل ما بين نهديك وقدميك، تعالي مثل نهر ممتلئ برجال غرقى ينحدر إلى البحر الهائج، إلى الموج المتكسر الأبدي ، إلى الوقت! أحضريهم جميعا إلى حيث أنتظرك؛ سنكون وحدنا دائما، سنكون دائما أنت وأنا وحيدين فوق الأرض، لنبدأ حياتنا! الخطوة الخاطئة إذا ما خطت قدمك خطوة أخرى فسوف تقطع. إذا ما أخذتك يدك إلى طريق آخر فسوف تتعفن وتسقط. إذا ما أخذت حياتك مني فسوف تموتين حتى وأنت حية ترزقين. ستكونين جثة أو ظلا يهيم خلال العالم من دوني.
  9. فلأكن حكيم هذا الخراب الأعمى الأكثر هندسة لحب الرمان العابث بعبثه وأسنانه اللبنية الهارب من سياج الريش المحمي بالصقور الميته فلأكن القطب الحائم والميزان الأرجواني والمهماز والحرباء التي تلتذ بالنظر للشمس فلأكن هذه قدمي تطأ الأعمدة بزلاجاتها وحنينها الضاحك وغمامها المأتمي النساج هاهو العراء يبحث عن العراء وأسراب النحل تتجمهر كلحية على وحيد القرن هاهو الديك السكير الأخرس يقف ببلهه أمام الدجاجة السحاقية كدمية بساق واحدة هاهي الوسائد تتألم والحوافر والغمامات وظهور النمل والزغب والخريف اللاهث خلف أوراقه هاهي الأبواق تسترق النظر لأسمال السجاجيد الحمراء الملطخة بالاستلاب فلتكن ..فلتكن فلتكن الأمور على سليقتها الخطأ ولأكن حكيم هذا الخراب
  10. اسمه ونسبه / هو محمد بن احمد بن محمد بن تركي بن سليمان السديري , والده هو جد الملك عبدالعزيز آل سعود لأمه , اما عنه فهو خال خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وبعض إخوانه . ينتسب إلى البدارين من قبيلة الدواسر . مولده ونشأته / ولد عام 1334هـ ( 1961م ) تقريبا في مدينة ليلى بالأفلاج حيث كان والده أميرا عليها ثم انتقل مع والده إلى الغاط ونشأ وترعرع هناك في كنف والده ودرس الابتدائية على يد الشيخ عبد المحسن المنيع . وكان شغوفا في بداية حياته بركوب الخيل معروفا بسرعة العدو حتى قيل : انه كان يلحق الصعاب من الابل ويمسك بها . كان ممارسا لهوايته المحببة من ركوب الخيل والهجن كما انه كان مولعا بالقنص واقتناء الطيور النادرة . ما تولاه من مراكز قيادية وانجازاته / في السابعة عشرة من عمره اختاره الملك عبد العزيز - رحمهما الله - أميرا على الجوف سنة 1357هـ واثبت وجوده ودرايته وكان مما قام به تصفية قطاع الطرق والخارجين على الدولة على الحدود الشمالية والشمالية الشرقية ثم انتقل إلى منطقة جيزان عام 1363هـ وتولى إمارتها ومكث هناك ، وعندما ثارت المشاكل على الحدود السعودية اليمنية بعد الاطاحة بالامام يحيى بن أحمد سيطر معاليه على الحدود بحنكة ودهاء وعين عام 1368هـ قائد للفدائيين السعوديين لمّا قامت حرب على فلسطين وشكل جيش من المجاهدين وسار فيهم الى الشمال السعودي ومكثوا اكثر من سنتين على الحدود ولم يستطيعوا الاشتراك بالحرب لأن بعض الاطراف حالت دون ذلك . ثم عاد الى الرياض وكان خط الانابيب بدأ مدّه من المنطقه الشرقيه الى صيدا بلبنان , فعينه الملك عبدالعزيز محافظا له واميرا على الحدود الشماليه وظل هناك حتى سنه 1376 هـ وقرر - رحمه الله - ان يتخذ مدينة عرعر مركزا للمحافظة وكانت حينذاك صحراء قاحلة فخوله الملك عبدالعزيز للتصرف بالاراضي فأسس ثلاث مدن رئيسية هي : عرعر والقيصومة وطريف وساعد ذلك على توطين القبائل حتى اصبحت مدن مليئة بالحركة والنشاط والتقدم . بعد وفاة الملك عبدالعزيز نقل الى جيزان مرة أخرى ثم اعتزل المناصب الا انه عاد وتولى قيادة الجيش بالمنطقة الجنوبية ومكث ثماني سنوات حتى انتهت حرب اليمن . شــعـــــرهـ / يعد الأمير محمد الأحمد السديري من أواخر شعراء النبط من طبقة آباء الشعر النبطي وقد اهتم بالتراث النبطي وألف فيه ( أبطال من الصحراء ) , وكراسة في الحداء والملاحم ( الدمعة الحمراء والملحمة الزائدية والملحمة الشعبية ) , وطبع شعره في أكثر من ديوان . قال الشاعر محمد السديري في بئر هداج وهو أعظم بئر في الجزيرة العربية بل وأشهرها ويعرف ( بشيخ الجوية ) أي شيخ الآبار وهو من أكثر الآبار التي ذكرها الشعراء وتغنوا بها وبنخيلها وبعذوبة وغزارة مياهه : وعيـني لعل اللـه يعجـل فرجـــــها &&& يـفــوح نـاظــرهـا كــمـا عـيـن هـــداج وقد قال في صورة شعرية تجسد المعالجة من زاوية تحفظ للنفس كرامتها من شماتة الآخرين : كم واحد ٍ لـه غـايـة ٍ ما هرجها &&& كـنـهـا لـو هـو لـلأدنـيـن مـحـتـاج يخاف من عوجا طوال عوجـها &&& هرجت قفا يركض بها كل هـــراج ويأتي شعره ايضاً داعياً الى الصبر وجعل مافي الخفوق بداخله: اصبر على ضيم الليالي وكودها = ونــاجـي الــقـلـب بـالفواد عـليل على اي درب يـالـنـديـم تـدلـنـي = واظـنـك على عسر الدروب دليل وفي احدى قصائده نصح بأهمية الصبر وكظم الغيظ حتى لا يطلع الآخرون عليه وبالتالي يدلي كل بدلوه فقال : حـمـلـي ثـقـيـل وشـايـله بحتمالي = واصبر على مر الليالي والأتعاس وارسي كما ترس رواس الجبالي = ولا يشتكي ضلع عليه القدم داس وله في النصح عندما صار كثير من الناس يتصفون بالهمز واللمز : قالوا: وحيد وقلت: ما عندي أوناس = قـالـوا: غـريب وقلت: بأرضٍ بعيــده أبعـدت مـابي شوف ناس ٍ من الناس = أبـعـدت عـن بـعـض الـملا وتعديــده مـطـاوع ٍ قـلـبي عـلى كل الأجـنــاس = والبعد عن شـوف الـمـكـاره يـفـيــده اخترت بعد الدار عن قرب الأنجــاس = عـن دارهـم نـلـقـى ديــار ٍ جـديــــده و لـه في الحكمه : إن جا ينادمني وضيع ٍ مـن الناس = صديت عـنـه، وقلت: منت بـنديمي ماهو بكبر ٍ وكل ناس ٍ لها أجناس = وعندي عزيز النفس دايم حـشيمي لـلكبر والله ما تـوشـحـــت بـلباس = بـكـتـب الـتـواضع ناجح ٍ بـتـعـليمي أنادم اللي رفـقـتـه تـرفــع الــراس = وياقف معي دايم بوجه الخـصـيمي إن كـَبرت القاله والاريـــاق يـباس = يـضـيـم عــدوانه ولا يـسـتـضـيـمي وله ايضا ابيات تظهر لنا حكمته وعقله وسعة علمه واطلاعه وايمانه بالله عز وجل فيقول عن المعجزات الثلاث : لـولا الـهـرم والفقر والثالث الموت = يـا الآدمي بـالـكـون يـا عـظـم شانك سخرت ذرات الهوى تنقل الصـوت = وخـلـيـتـها اطوع من تـحـرك بنـانك جـمـاد تـكـلمها وهي وسـط تـابـوت = تـاخـذ وتـعـطي ما صـدر مـن بيانك وعزمت من فوق القمر تبني بيوت = مـن يـقـهـرك لو هو طويــل ٍ زمانك لولا الثـلاث وشان من قــدّر القوت = نـفـــذت كـل اللـي يــقــوله لـسـانـك
  11. خضيري .. قبيلي 110 ... 220 طرش بحر .. صانع .. صلبي .. هتيمي .. حضري .. بدوي .. قروي .. هولي .. بيسري .. لحجي .. جيزاني .. حوطي .. عبد .. عوج دخان .. ويستمر قطار الاحتقار والعنصرية في مجتمعي في مجتمعنا كثير ما تجاهلنا الحقيقة الصادمة لنا أو حاولنا إلباسها لباس الدين وشرقنا وغربنا وضربنا مطايا الفكر للوصول إلى تبرير فلسفي لعجزنا عن إستيعاب عظمة الإسلام في مجتمعنا الحق معك تقلبه كيفما شئت .. فأنت وعاداتك مركز الحق وغيرك يرفل بعيداً عن الحق في ثياب الخطيئة إن لم يتفق معك الجميع بلا استثناء في هذا المجتمع يصر على هذه الجملة نعم .. كلامك صحيح .. بل هو عين الحقيقة .... ((( لكن ... ))) تعاليم الإسلام في قلوبنا وفي أعيننا طالما بقيت غير مصادمة لأعرافنا الإجتماعية أو رغباتنا شيخنا الكبير يورث الطفل الصغير عاداته التي (( يعتز بها أشد الإعتزاز )) حتى لو صادمت تعاليم الإسلام ورثنا التشتت كابر عن كابر ولا زلنا في غينا سادرون ونريد النصر على الأعداء .. ونلقى باللائمة على (( الآخر )) الذي يمثل الطبقة الأدنى منا ولم نفكر يوماً أننا نصنع عدونا الذي يعيش بيننا بأيدينا كم مرة سمعتم إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير وكم مرة سمعتم الناس سواسية كأسنان المشط .. لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى كم مرة رددنا لا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى يتسائل العاقل وهو يرى هذه الطبقية المقتية التي تنهش في مجتمعنا .. من المستفيد منها؟ ولماذا تتم معالجة هذه الطبقية من أطراف النزاع بتعصب .. فإما أن يكون المرء شعوبياً يريد هدم كل ما يخص عرق العرب ويحط من قدره بشتى الطرق .. وإما أن يكون متعصباً مجاوزاً للمعقول بتعصبة واستماتته في الدفاع عن عرق العرب بحجة الأفضلية لمجرد النسب؟ ولماذا نلوي النصوص الشرعية ونقحم الدين في نزاعاتنا العصبية وموروثنا الاجتماعي .. وبنفس الوقت لماذا يتجاهل ويدخل الكثير من كبار السن والمشائخ وطلبة العلم ومن يعتد بأقوالهم رؤوسهم في التراب حين الحديث عن مثل هذه المواضيع الحساسة وتراهم يرددون بدون أن يدعوا لنا مجالاً للنقاش .. دعوها فإنها منتنة!! وعندما ترد عليه بـ يا شيخ وبحكم أنها منتنة .. لماذا تتمسك بهذا النتن تطبيقاً بينما ترفضه كلاماً فقط!! يأتيك الجواب صامتاً كما في جدارية محمود درويش قالت امرأة وغابت في الممر اللولبي تقول له أن المجتمعات والأمم التي سبقتنا سقطت بسبب هذا التفكك الاجتماعي والتمايز والطبقية بين أفرادها فيقول لك ليس لدينا طبيقية وكلنا أخوة في الإسلام تخبره عن الاستهزاء والسخرية التي يعيشها المجتمع .. فيقول أنت تكبر المسائل وتعطيها أكبر من حجمها تستحلفه بالله أليس المجتمع لدينا إما حضري أو بدوي أو قروي؟ ألا ينتقل احتقار كل فئة للفئة الأخرى من جيل إلى جيل!؟ انظر إلى (( الآخر )) عندما يمر (( الآخر )) ماذا يطلق عليه؟ إن كنت في مجتمع حضري ومر الآخر .. يقولون أنظر لهذا البدوي!! ما دلالة هذي الكلمة هنا .. هي مدح أم ذم .. إن أطلقت هذي الكلمة من الحضري فتعني قطعاً الذم بما تحمله من صفات ( الجلافة .. الخشونة .. البربرية .. القذارة .. الهمجية .. عدم التعلم .. الخ ) وبنفس الوقت .. تجد البدوي يطلق على (( الأخر )) نفس المصطلح .. شف الحضري .. وهو بهذه الكلمة يذم هذا الشخص قطعاً لأن الدلالة التي تحملها الكلمة في قاموسه تعني صفات ( الجبن .. والخوف .. وعدم المرؤة .. والنعومة .. وعدم المرجلة .. الخ ) وعندما تأتي إلى ذلك القروي الذي يقع بين الصنفين فإطلاق كلمة قروي على الشخص تعني الذم بنفس صفات مطلقها والقروي عبارة عن هجين أو على قولة المثل .. لوقي لا كلب ولا سلوقي فلا هو بدوي خالص فيسلم من ذم البدوي .. ولا هو حضري خالص فيسلم من ذم الحضري وإنما يرى نفسه الأعلى وغيره إما بدوي متخلف أو حضري ناعم! في أفغانستان عندما تحولت الأقلية التي ترى نفسها مضطهدة ( الهزارا ) إلى كلاب تخدم المحتل .. ما الدافع الذي حثهم إلى هذا الفعل! أليس احتقار الفئة الأخرى لهم ( أعلم بأن البعض سيأتي ويقول بل مذهبهم هو الذي حثهم على هذا لأن هذا جزء من تركيبتنا العقلية التي نحاول أن نقنع أنفسنا بها ) في العراق .. لماذا تحول الأكراد وهم السنة إلى كلاب تخدم المحتل .. ما الدافع الذي حثهم على هذا الفعل! أليس احساسهم بالاحتقار والظلم حتى هنا ستتحول بعض الفئات إلى كلاب تخدم أي محتل إن استمر مجتمعنا بطبقيته المقية تخيلت نفسي في ذلك الزمن الذي ينزل فيه عيسى بن مريم عليه السلام فقد ورد في الأثر أن عيسى عليه السلام سينكح ويولد له بعد نزوله من السماء إلى الأرض تخيل عندما ينزل فكيف سيصنف وهو يدور على القبائل يخطب منها هل هو خضيري عليه السلام .. فهو ليس عربي!؟ هل سيرفضه بعض كبار السن في تلك الفترة لأنه غير عربي وهم يريدون أن يحافظوا على عرقهم العربي!؟ هل سيقول له البعض .. عليك السلام نعرف أنك من أولى العزم من الرسل ولكننا لا نزوج غير العربي هل سيعيره البعض الأخر بأنه (( منجوب بأمه عليها السلام )) كل المعايير التي يعتد بها رافضي تزويج غير العربي تنطبق على عيسى عليه السلام .. فماذا سيكون موقفهم في تلك الحالة!؟ من الغريب أن يتناقض مجتمعنا في رفضه أن أتزوج إبنه جاري وجار أبي وجار جدي الذي أعرف أخلاقها ودينها وأخلاق أهلها بينما يقبل أن أتزوج من أجنبية أو غربية لا يعرفون عنها شيئاً أليس هذا قمة التناقض يا أهلي!؟ وإن اصررتم على العيش بهذا التناقض .. فالرجاء أن لا تورثوه للأجيال القادمة للحديث بقية ويمنع دخول الشعوبيين والمتعصبين كان هذا الموضوع أحد خلجات النفس التي إنطلقت بعد أن أمسكت بيدي على هذه الكلمات التي تمنيتها توقيعاً أبدياً على صدر الحوار النازف في وطن الغجر والمجانين إهداء إلى الذين يتساءلون بدهشة الطفل الأولى فينتشون بالسؤال قبل الجواب ويمضون حياتهم في معارجه لا يفتر لهم عجباٌ ولا تتبلد لهم دهشة إلى الذين لم يغرقوا في روتين الواقع ومتاهات المستهلكات حيث الحضارة لا تتعدى تلبية نداءات الإعلانات التجارية ليشبع ويتشبع الجسد رفاهية ً ونوما إلى الذين تعني الحضارة عندهم ركوب طبقٍ عن طبق في جدلية خلاقة لا تنتهي بين الإنسان في عقله وروحه وجسده وبين الوجود وعجائبة إلى الذين ينتمون إلى الإنسان الباحث عن الحقيقة دوماً إلى الذين ينتمون إلى الإسلام قرآنه وحديثه وآثاره التي تحث على التأمل والتدبر والتفكرِ إلى الذين لا يسخرون من السائل وسؤاله وجوابه ومحاولاته مهما كانت في رأيهم ساذجة بسيطة إلى الذين لا يضحكون سادرين من الذين يرتقون ويسقطون ويتعثرون تحت سفوح التساؤلات الحائرة إلى هؤلاء ومع هؤلاء يطيب الحوار
  12. شكراً على التعليق وأنشاء اللة مافيه غياب :-)
  13. كيف تجعل ابنك متميـــــــزاً ؟ ملخص لمحاضرة الشيخ مازن الفريح 1- ماذا نعني بالتميز؟ نعني بالتميز : التفوق على الأقران ، والظهور على الاتراب بكمال الصفات التي ترفع المرء وتعلى شأنه ، فتجليه من بينهم وتظهره عليهم بحسن سمته وهديه الفذ ، وخلقه وسلوكه المرموق وبشخصيته الإسلامية المتميزة. أهمية الموضوع : موضوع التمييز في تربية الأبناء من الموضوعات المهمة التي ينتمي أن تعني بها الأسرة المسلمة عموماً ، وذلك لعدة أسباب منها: أولاً:- لأننا من أمة متميزة ، ميّزها الله عز وجل عن سائر الأمم .. حتى أصبح التميز سمة من سماتها وصفة بارزة من صفاتها ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف …) الآية (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس )الآية ، (إنها أمة الوسط التي تشهد على الناس جميعاً ، فتقيم بينهم العدل والقسط ، وتضع الموازين والقيم ، وتبدي فيهم رأيها فيكون هو الرأي المعتمد ، وتزن قيمهم وتصوراتهم وتقاليدهم وشعاراتهم فتفصل في أمرها ، وتقول: هذا حق وهذا باطل .. ) - أمة متميزة في شريعتها ، فهي الشريعة الخالدة التي لا يمحوها الزمن فهي صالحة لكل زمان ومكان .. لا يحدها جنس فهي للناس كافة .. - أمة متميزة في عبادتها وما أكثر ما كان يقول قائدها صلى الله عليه وسلم : (خالفوا المشركين) لتتميز الأمة عن كل من سواها .. ومن أبى إلا التبعية فإنه ليس منها (من تشبه بقوم فهو منهم) إن انتمائنا لهذه الأمة التي ميزها الله عن سائر الأمم يعني أن نبحث عن التميز ، ونربي أبناءنا عليه ليكونوا كالأمة التي ينتسبون إليها " ثانياً:- لأن الله عز وجل قد شرفنا ، ورفع قدرنا ، وأعلى شأننا وميّزنا بأن جعل محمداً صلى الله عليه وسلم رسولنا ونبينا ومبعوثه إلينا .. وأكرم به من تميز وأنعم به من فخر ، وأعظم به من فضل وحظنا من هذا التميز أن نكون متميزين وذلك بالاقتدار به صلى الله عليه وسلم ( لقد كان لكم من رسول الله أسوة حسنة). ثالثاً:- حاجة الأمة إلى المتميزين من أبنائها ، الذين يرفعون رأيتها ، ويؤمنون برسلها ، ويدركون وظيفتها ، الواحد من هؤلاء المتميزين يعدل ألفاً بل يعدل ألوفاً كما قيل: والناس ألف منهم كواحد *** وواحد كالألف إن أمر. رابعاً:- انتشار الغثائية في الكثير من الخلق ودنوّ همهم وسفول خلقهم حتى أصبح الكثير من النشء لا أثر لهم ولا فائدة منهم في أمور الأمة ، ونصرة الدعوة .. بل أصبحوا عالة على الأمة بسوء خلقهم وسفول طباعهم وانحراف سلوكهم والأخطر من ذلك كله شذوذ أفكارهم واعتقاداتهم . خامساً:- كثرة وسائل الفساد التي سلطت على الأسرة المسلمة ، مما أفقد الكثير من هذه المحاضن أثرها في تربية النشء وإعداده ، والاهتمام به ورعايته ، وهذا يجعل التذكير ببعض الوسائل التربوية والأساليب الدعوية المؤثرة في إصلاح النشء من الأهمية بمكان. سادساً:- للأجر العظيم ، والثواب الكبير لمن سعى في صلاح أبنائه ، وأحسن تربيتهم ورعايتهم فقد جاء في الحديث إن الرجل ترفع منزلته يوم القيامة فيقول: أنى لي هذا ؟ فيقال: باستغفار ولدك لك ) والحديث الآخر: ( إذا مات ابن أدم انقطع عمله الا من ثلاث : وذكر منها ولد صالح يدعو له) فبذل الجهد في تربية الأبناء ليكونوا متميزين في صلاحهم وسلوكهم وقدراتهم مشروع استثماري عظيم لا ينتهي به حتى بعد الممات .. سابعاً:- إن تربية الأبناء والقيام على توجيههم ورعايتهم ، أمانة عظمى ، ومسئولية كبرى سنسأل عنها بين يدي الله عز وجل كما جاء في الصحيحين في حديث أبن عمر ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته).. ولهذا فالاهتمام بتربية الأبناء أداء لهذه المسؤوليات وقيام على هذه الإناث. ثامناً:- الذريّة المتميزة بصلاحها ، مطلب الأنبياء ومحل سؤالهم ورجائهم فقد جاء في دعاء زكريا عليه السلام ( فهب لي من لدنك ولياً ، يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضياً). فأجاب الله دعاءه ووهب له يحيى فكان متميزاً بزكاته وتقواه ( يا يحيى خذ الكتاب بقوة وأتيناه الحكم صبيًا ، وحناناً في لدنا وزكاة وكان تقياً) . تاسعاً:- التميز والتفوق هو مطلب الصالحين ، ولهذا كان من دعائهم ( واجعلني للمتقين إماماً). إذا ثبت هذا ، فإننا بين يدي العديد من الأفكار العملية للإجابة عن هذا السؤال .. الذي هو في الأصل بحث ميداني شمل العشرات من الأسر ، قمت به عبر استبانة وزعتها على تلك الأسر المتميزة لمحاولة الوقوف على أبرز الأفكار العملية التي جعلت في أبنائهم متميزين .وإليكم بعض تلك الأفكار أو التجارب العملية إذ لم أذكر إلا الأفكار العملية؛ لأنها أكثر أثراً من التوجيهات النظرية. 1) المربي الخاص:- نظراً لانشغال كثير من الآباء عن أبنائهم لظروف العمل وطبيعة العصر فإن التقصير كبير في قضية الجلوس مع الأبناء وتربيتهم وتأديبهم ، ولذلك فإن بعض الآباء اتجه إلى فكرة المربي لخاص للأبناء .. فيأتون بمدرس مربٍّ لبيوتهم أو الأبناء يذهبون إليه ، فيحفّظهم القرآن والسنة ، ويتعلمون معها بعض الآداب والفنون ويضع الأب للمربي البرامج التي يريد تربية أبنائه عليها .. وهي فكرة ليست بجديدة إذ طبّقها الكثير من السلف .. ومنهم بعض خلفاء الدولة الأموية والعباسية إذ كانوا يوكلون تربية أبنائهم لأحد من المشايخ الأفذاذ فيتعلم الأبناء العلم والأدب جميعاً … وهي فكرة ناجحة .. ناجحة .. جداً .. وتخفف من التقصير الحاصل من بعض الآباء بحق أبنائهم نظراً لانشغالهم أو لعدم قدرتهم على تعليم أبنائهم تلك العلوم والآداب أو لعدم اتساع صدورهم للجلوس مع الأبناء والصبر على أخطائهم .. وأنا أعرف بعض الأسر قد أخذت بهذا فابتدأ المربي بتحفظ جزء عمّ للطفل منذ سن الخامسة أو السادسة ومعه الأذكار ، فتحفة الأطفال للجمزوري ثم منظومة الآداب ثم متن العدة ثم نظم الآجرومية وهكذا.. وليس الأمر مقصوراً على حفظ تلك الفنون ، وإنما أيضاً كما ذكرنا يعلمه الأدب معه وقد لا يستطيع كل أب أن يأتي لأبنه بذلك المربي .. فتأتي الفكرة الثانية وهي ... 2) حلقات التحفيظ:- وقد لا يستطيع كل أحد على فكرة المربي الخاص ، فلابد أن يكون هناك بديل عنها وهي حلقات التحفيظ في المساجد .. ومن نعم الله علينا في هذه البلاد انتشار حلق تحفيظ القرآن واشتراك الأبناء فيها أمر طيب ولكن لابد من تفعيل أثر تلك الحلق ، ومتابعة تحصيل الابن بها ومن أجل أن نحصل على أكبر فائدة ممكنة أنصح بأمور أهمها أولاً: أن يكون هناك سجل يومي تعرف فيه كم حفظ وجودة الحفظ ، وكم راجع من المحفوظات السابقة. ثانياً: أن يكون هناك تشجيع دائم من قبل الأب لابنه على انتظامه وحسن أدائه ( جوائز عينية أو مالية ). ثالثاً: شكر مدرس الحلقة وتشجيعه على الاهتمام بالابن . 3) اختيار المدرسة المتميزة في إدارتها وتربيتها:- المدارس ليست على مستوى واحد .. من حيث التميز في الإدارة والتربية والعطاء .. فأبحث لأبنك عن المدرسة المتميزة التي يقوم على إدارتها والتدريس فيها أساتذة فضلاء مربون ، محتسبون يستشعرون بالأمانة التي وكلت إليهم ، والمسئولية التي أنيطت بهم .. فكلما كثر عدد هؤلاء الصنف من المعلمين في مدرسة كلما أصبحت قلعة علم وإيمان وتربية وإحسان. الطالب يتأثر بأستاذه كثيراً .. وعيونه تبصره كل يوم سبع ساعات أو ثمان ساعات .. فإن كان من أهل الاستقامة كان ذلك أدعى لاستقامة التلميذ .. وإن كان متميزاً في شخصيته وعلمه وأدبه كان ذلك عوناً على تميز ولدك وارتقائه .. ( إذن فهناك معايير لاختيار المدرسة المناسبة ، وليس القرب من البيت هو المقياس الوحيد .. ). 4) تسجيله في أبرز نشاطات المدرسة:- في المدارس عادة جماعات أنشطة ، تقوم على تنمية مهارات الطلاب ، والارتقاء بملكاتهم ومهاراتهم والإفادة من مواهبهم ، والكثير من الطلاب استفادوا من تلك المناشط في إبراز شخصياتهم في حياتهم أكثر من استفادتهم أحياناً من التوجيهات الأسرية ، كما أن تسجيلهم في تلك النشاطات فيها فائدة أخرى وهي عزلهم عن الطالح من الطلاب وشغلهم عن الدوران في الممرات مما يتيح الفرصة للتعرف على الشلل. 5) المجلة الهادفة:- الإعلام لا يمكن تجاهله وإدارة ظهورنا عنه ، فهو بمختلف وسائله المسموعة والمرئية والمقروءة يشكل رافداً من أهم روافد الارتقاء نحو التميز ولما كان الإعلام العالمي منه الغث والسمين، كان لابد للأسرة المسلمة أن تعني بإيجاد الوسائل الإعلامية التربوية الهادفة في داخل الأسرة كبديل عن تلك الغثاثة والسفاهة التي تعرض في الليل والنهار على شاشات التلفزة وغيرها من وسائل الإعلام ، وكذلك وتحذير الأبناء من الوسائل الإعلامية الهامة المفسدة .فالمجلة الهادفة إحدى الوسائل الإعلامية وفي الساحة بحمد الله العديد من المجلات التي تدعو إلى الخير وتنشره وتحرص عليه ، وتحذر من الشر والتيارات الهدامة وتدعوا إلى محاربتها ، وتكشف زيفها وانحرافاتها وباطلها، فالمجلة الهادفة طريقة من طرق معرفة أحوال المسلمين ، ومتابعة قضاياهم ، وإشعار للابن بأنه لبنة من لبنات بناء كبيرة هو الأمة الإسلامية ، فيشعر بانتمائه لهذه الأمة ، ويستشعر مسئوليته تجاه المسلمين في كل مكان بالإضافة إلى تنمية قدراته الأدبية ، وتعويده على القراءة ، وإكسابه للمعارف المتنوعة المبثوثة في تلك المجلات . 6) الشريط:- أيضاً الشريط وسيلة إعلامية استعملها بعض الأباء في تربية أبنائهم وساهم في تميزهم فلقد عجبت من طفل صغير لم يدخل المدرسة بعد قد حفظ جزء الثلاثين .. فلما سألت عرفت أن أباه أشترى له مسجل ومعه شريط لقارئ يقرأ جزء عم فكان كل صباح يسمع ويعيد ومع التشجيع أتم حفظ هذا الجزء .. وكذلك يمكن استعماله في السيارة لنفس الغرض أو لغرض آخر من متن يكرر أو محاضرة ونحوها.. 7) المكتبة المنزلية:- ولها الأثر الكبير في تميز الأبناء وحبهم للقراءة والإطلاع ، والبحث والتزوير العلمي ، وأنا أعرف اليوم العديد من المشايخ الذين كانت لمكتبة آبائهم في البيوت أثر كبير في تميزهم العلمي .. فتجده ملماً بالكثير من الكتب والمراجع، بل ويعرف أدق طبعاتها وأفضل من قام بتحقيقها .. والوسائل الثلاث السابقة أعني الشريط والمجلة والمكتبة تحتاج هي الأخرى لبرامج عملية لتفعيلها وزيادة تأثيرها الإيجابي على الأبناء .. ومما استفدته من بعض الأسر في تفعيل دور المجلة والشريط والكتاب. 8) المسابقات المنزلية:- عمل مسابقة منزلية ( على مستوى الأبناء ) وجعل المراجع شريط ومجلة في البيت وبعض كتب المكتبة المنزلية. فيتفاعل الأبناء مع المجلة والكتاب والشريط في أن واحد. 9) مجلة الأسرة:- هدية لكل فرد من أفراد الأسرة يعمل مجلة ينتقي موضوعاتها من تلك المجلات والكتب وهذا يوجد لدى الأبناء الحس الفني والبعد الثقافي. 10) الأبحاث والتلخيصات:- تلخيص الكتاب أو شريط ( وبهذا يقرأه ويلخصه ويتحسن بذلك إملاؤه وخطه ) وقد يطلب منه نقده. 11) ما رأيك في ؟ المراد بها أن نتعرف على آرائه ونعلمه المعايير التي يميز بها بين النافع والضار والخير والشر ، الابن المتميز هو الذي يعرف الخير ويصطفيه ، ويبصر الشر ويبتعد عنه من خلال معايير ومبادئ وقيم تعلمها من أبيه وأمه عبر رحلة طفولته ومن خلال وسائل تربوية عديدة من أهمها :ما رأيك في؟ ، ولنضرب على هذا مثالاً :ذهب الابن مع أبيه إلى السوق. قال له الأب: ما رأيك نشتري من هذه البقالة أم تلك ؟ من تلك يا أبي ؟ لماذا ؟ لأن فيها ألعاب وشوكولاته كثيرة ، فيأتي دور الأب في غرس معايير جديدة للالتقاء . الأب: لكنها تبيع المجلات الفاسدة والدخان ما رأيك لو ذهبنا إلى بقالة أكثر منها ألعاباً ولكنها لا تبيع الدخان ! إذن معيار انتقاء الشراء من البقالات هو خلوها من المنكرات وعلى هذا المنوال " ما رأيك في كذا " ثم يبين له المعيار .. تتضح المعايير .. معايير الانتقاء وعندما يشب .. تتجمع المعايير .. معيار لمن أصاحب.. معيار انتقاء الألفاظ والكلمات ، كما قال الأب لأبنه يحدد له معايير الكلام إذا أراد أن يتكلم: أوصيك في نظم الكلام بخمسة *********إن كنت للموصي الشفيق مطيعاً لا تغفلن سبب الكلام ووقتـــــه*********والكيف والكم والمكان جميعاً وما دمنا أشرنا إلى معايير الكلام فلنذكر فكرة عملية في إصلاح المنطق وتقويمه وتهذيبه. 12) حسن المنطق :- جزاك الله خيراً …." لو سمحت "… " الله يحفظك " . - لفت نظري طفل يقول لأبيه " جزاك الله خير ممكن أخذ منديل " وبعد السؤال تبين أن الأب أعتاد أن لا يعطي أبناءه شيئاً مما يحتاجونه إلا بعد إن يقول كل واحد منهم بين يدي طلب الحاجة جزاك الله خيراً.. الله يحفظك.. ممكن تعطيني مصروفي للمدرسة . فاستقاموا على هذا .. - وكذلك بالنسبة عند الخطأ .. لن يفلت من التوبيخ إلا إذا قال: أنا أسف إن شاء الله لن أكرره مرة أخرى.. 13) حسن الإنفاق ( الإدارة المالية ):- الكثير من شبابنا اليوم إذا توظف لا يعرف كيف يدير راتبه .. إسراف وخلل في أولويات الصرف فتقدم الكماليات على الحاجات ،والحاجات على الضروريات، وهكذا لا يصل نصف الشهر إلا والمحفظة خاوية .. لماذا ؟.. لأنه لم يتعلم الإدارة المالية في صغره .. الطفل المتميز هو الذي يحسن الإنفاق ويوزع ما لديه من مال على متطلباته مراعياً في ذلك أهميتها وضرورتها وكذلك يراعي الزمن ( البرنامج الزمني للإنفاق). ولغرس هذه الصفة ، وللتميز فيها: أعطه 10 ريالات ، وقل له هذا هو مصروفك لمدة أسبوع .. لا تأخذ منه إلا بحسب اليوم كل يوم خذ معك للمدرسة ريالين وحاول أن تقتصد لكي تتجمع عندك بعض الريالات ،وفي نهاية الأسبوع إذا جمعت ريالين سازيدك أربع ريالات على حسن إدارتك للمال وسأخرج بك إلى السوق لكي تشتري بها ما تريد من حاجاتك .. وهنا علمته العديد من الأمور : 1- حسن إدارة المال. 2- الاقتصاد مع التوفير. 3- ليس كل شيء يشتهيه يشتريه وهكذا. 14) الإحساس بالآخرين " الصدقة ":- - تحدث لابنك عن فضل الصدقة وأجرها عند الله .. وإذا أردت أن تتصدق على فقير فليكن ابنك هو الذي يوصل الصدقة إليه. - وكذلك حاول أن تجعله يتصدق من بعض ما احتفظ به من مصروفه ، وعوّضه عنه جزاءً لإيثاره وإحسانه ،فإذا أعطى الفقير ريال .. أعطه ريالين وقل له : جزاؤك عند الله أكبر من هذا بكثير. - وقد خطبت خطة عن الشيشان وبعد الصلاة جمعت التبرعات ، وبعدها جاءني الأب مع اثنين من أبنائه وقال لي: أريد منك أن تأخذ منهم صدقتهم تشجيعاً لهم فأخرجوا ما معهم من ريالات وقالوا نريدها للشيشان . 15) اسناد بعض المسؤوليات إليه:- لكي يشعر ابنك بنمو شخصيته واستقلاليته أوكل إليه بعض المسؤوليات، واجعلها تكبر تدريجياً مع العمر .. وعلى سبيل المثال ليس من الضروري أن تنزل من سيارتك إلى البقالة لتشتري حاجة تريدها أعطه الفلوس وقل له اشتر هذه الحاجة مع ذكرك له معايير قد يحتاج إليها في شراء السلعة.. وكذلك بالنسبة للأنثى ..الأم توكل إليها ترتيب سفرة الطعام أو أواني المطبخ وهكذا مع التوجيه عند الخطأ والتشجيع عند الإصابة تكبر المسؤوليات ويكبر معها التميز في أدائها والإبداع في عملها . 16) التفخيم .. والتعظيم .. بالتنكية:- إن من عوامل شعور الطفل بشخصيته واستقلاليته ، ومما يبعث فيه روح الرجولة وحسن السمت التكنية… يا أبا محمد .. يا أبا عبد الله .. ( يا أبا عمير ما فعل النقير) . 17) المراكز الصيفية:- استثمار وقت الفراغ ، بل والتخطيط لاستغلاله قبل أن يوجد من أعظم مسؤوليات الأب كما أنه من أكبر أسباب حفظ الأبناء من الانحراف .. فكم جرّ الفراغ من مشكلات على النشء نتيجة لغياب فكر التخطيط الجاد لاستثماره واستغلاله ، ومن أبرز ما يمكن استثمار أوقات شبابنا وأبنائنا فيه المراكز الصيفية فهي محاضن تربوية وتجمعات إيمانية ولقاءات ترفيهية ومجالس علمية تستوعب الطاقة فتضعها في مكانها المناسب .. كما أنها تحقق الكثير من جوانب التميز التي نريد .. تصقل الشخصية ، وتبرز الملكات وتنمي المواهب والقدرات، فإذا بالشخصية متميزة في رأيها وخططها .. 18) تنمية المهارات:- قد أودع الله في كل إنسان العديد من الطاقات والمهارات والقدرات، والتي يحرص الشياطين من الأنس والجن على تسطيحها وتبديدها في أمور تافهة وأخرى سافلة . ولهذا ينبغي أن تتعرف على ميول أبنائك ، ثم هاك بعض الأفكار العملية لتنمية هذه الميول لاستثمارها في امور نافعة . - توجد الآن عندنا في الرياض مؤسسات تهتم بتعليم الإلقاء .. فن الخطابة والإلقاء .. وهناك الكثير من الأباء سجلوا ابناءهم في برامج هذه المؤسسات .. فإذا تكلم الابن افصح عن فكرته ، وأوصلها للسامعين بأبلغ عبارة وأحسن إشارة .. لا يتردد ويتلعثم، ولقد زرت إحدى الأسر في وليمة فاستأذن صاحب البيت الحضور لكي يلقي ابنه كلمة قصيرة ، فألقى الابن كلمة أبدع ونفع .. واستفاد وأفاد .. وفي هذه الفكرة من الأب العديد من الفوائد . - مهارة أخرى أو فكرة عملية أخرى: تعليمه الحاسب الآلي بفنونه المتعددة ومجالاته الواسعة التي تتطور كل يوم. - مهارة ميكانيكا السيارات ومهارة التحدث باللغة الإنجليزية فهناك معاهد لتعليم اللغات.. والمهم أن لكل من الأبناء ميوله ورغباته فعليك أن تراعي تلك الميول وتستثمرها للوصول إلى التميز. 19) المشايخ:- الربط بالمشايخ والأخذ عنهم من أبرز وسائل التميز .. وهي طريقة السلف الصالح إذ كانوا يربطون أبناءهم منذ نعومة أظافرهم بالمشايخ ، بل ربما أحضروهم معهم لمجالس الحديث وهم دون سن التمييز رجاء بركة تلك المجالس العامرة بذكر الله والتي تغشاها الرحمة وتحفها الملائكة .. وانظر إلى التميز الذي بلغه أنس بن مالك رضي الله عنه يوم جاءت به أمه ليخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتعلم منه. لاشك أن هناك أطفالاً كثر من أقران أنس وأترابه لم يبلغوا مبلغه ولم يصلوا لما وصل إليه. 20) الرحلات الترفيهية:- السفر يكشف عن خصال المرء ويسفر عن شخصيته .. فيعرف فيه الجواد من البخيل ، والمؤثر لغيره من الأناني الذي لا يفكر الا بنفسه،ويبدو فيه الحليم من الأحمق العجول ، ولهذا سمي السفر سفراً لأنه يسفر (يكشف) عن أخلاق الرجال. وبالتالي فإنك ستتعرف على الكثير من صفات أبنائك أثناء سفرهم معك ، بالإضافة إلى تحقيق الكثير من الأهداف منها: - التقرب إليهم - قضاء وقت فراغهم في استجمام النفوس تحت عينك . - الربط الإيماني ( رحلة إلى مكة والمدينة ). 21) التنظيم:- وهناك عدة أفكار عملية لغرس هذه الصفة في الأبناء وتربيتهم عليها:- - تنظيم الدفاتر والكتب – تنظيم الملابس ( في الدرج الخاص بها ). - تنظيم الفراش – تنظيم الغرفة .. تنظيم الألعاب بعد الانتهاء من اللعب تنظيم الوقت .. فلدراسة وقتها ، ولدراسة وقتها ، ولحلقة التحفيظوقته، وللعب وقته ، وللصلاة وقتها .. وهذا النظام مطرد في جميع ايام السنة .. فالصيف لا يعني الفوضى وتبديد الأوقات كيفما اتفق.أعرف بعض الأسر عندها جدول ينظم حياة ابنائهم في الصيف فضلاً عن أيام الدراسة. 22) الفيديو:- هناك في الساحة العديد من الأفلام التربوية ، والمحاضرات الوعظية .. وعلى الرغم من كون هذه الأفلام تتضمن قيماً تربوية ، إلا أن عليها بعض الملحوظات والتي لو استدركت لكان ذلك أفضل وأكمل ..ومن هذه الملحوظات : - التوسع في استخدام الدف والتساهل في إخراج الصبايا من الإناث اللاتي ربما تجاوزن التاسعة. - ومنها الكثير من الأفلام الكرتونية فيها بعض المفاهيم والتقاليد الغربية مثل اصطحاب الحيوانات والاهتمام بها بشكل لافت لا سيما الفواسق كالغراب والفارة والحيوانات النجسة كالكلاب ونحوها وأظن أن هذه جاءت نتيجة لشراء مسلسلات غربية جاهزة ومن ثم دبلجتها.. - وعلى أي حال: فإنها تبقى وسيلة تحتاج إلى مراقبة وتكييف بما يتناسب مع قيمنا ومبادئنا .. 23) السبورة المحفظة:- من الأفكار العملية التي طبقتها بعض الأسر ووجدت فيها فائدة للكبار والصغار وجود سبورة معلقة على الجدار في مكان تجمع أفراد الأسرة اليومي – مثل الصالة – والكتابة على هذه السبورة بفوائد يراد حفظها أو التذكير بها ، ويمكنك تعيين أحد أفراد الأسرة بشكل دوري ليضع هذه الفوائد. 24) اصطحاب الأبناء فوق سن التمييز إلى المسجد:- ليعتادوا على الصلاة فيه ، ويشبوا على ذلك .. مع التأكيد على تعليمهم آداب المسجد كعدم العبث والكلام وعدم الحركة الكثيرة في الصلاة ونحوها. 25) اللقاءات الوعظية للأسرة:- اللقاء الأسبوعي للأسرة على كتاب رياض الصالحين و نحوه من الكتب فيجلس أفراد الأسرة في لقاءٍ دوري يقراءون في الكتاب ويتناصحون بينهم. 26) خلاصة خطبة الجمعة:- - اعتادت بعض الأسرة على الجلوس بعد مجيء الأب وابنائه من صلاة الجمعة فيقوم الأب أو أحد أبنائه بذكر خلاصة خطبة الجمعة وفيها فوائد عظيمة . - وبعض الأسر يشترط الأب على أفراد أسرته أن يجلسوا فيقرأ كل واحد منهم سورة الكهف أو يسمعونها عبر شريط ثم يستمعون جميعاً لخطبة الحرم في اذاعة القرآن الكريم. 27) لقاء الأذكار:- بعض الأسر يقرأون القرآن على شكل حلقة .. ويتعلمون تفسير بعض الآيات ( التسميع اليومي .. ). 28) الحاسب الآلي ( برامج ثقافية وتربوية…): هناك في الاسواق العديد من البرامج التربوية والثقافية والترفيهية على اقراص الحاسب يمكن استثمارها في تحقيق التميز الثقافي والتربوي. 29) زيارة المكتبات ( الحكومية + التجارية ): ليعتاد الابناء على القراءة وحب الاطلاع اجعل في جدولك التربوي زيارة تقوم بها انت واسرتك الى بعض المكتبات الحكومية أو التجارية للاطلاع على الكتب لغرس حب القراءة والبحث العلمي منذ نعومة أظفارهم. 30) المشاركة في المجلات الدورية : وذلك بكتابة المقالات أو حتى اختيار بعض الفوائد وارسالها الى تلك المجلات لكي تنشر على صفحاتها. وأخيراً لكي تؤتي هذه الأفكار ثمارها. 1) الجدية في التنفيذ والدقة في التطبيق:- وذلك يكون عندما يستشعر الاب مسئوليته تجاه أبنائه ، وأن الاهتمام بتربيتهم والقيام على رعايتهم أمر لازم ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً ). 2) الاستمرارية وعدم الانقطاع:- قد يتحمس بعض الآباء لفكرة عملية فيندفع إليها ويبدأ بتطبيقها ولكن ما يلبث أن يقل حماسه فينقطع .. وهذا يفقد هذه الأفكار أثرها، ويقلل من ثمارها. 3) الحكمة:- الأبناء ليسوا على سواء .. في طباعهم وميولهم واهتماماتهم فما يصلح لطفل قد لا يصلح بحذافيره لطفل آخر. والحكمة مطلوبة في إنزال هذه الأفكار للواقع. 4) التعاون والتكاتف بين الأبوين أو الزوجين:- لايمكن لاي مشروع تربوي ان ينجح الا في ظل التعاون والتكاتف بين الزوجين لانهما قطب رحى الاسرة واعمدتها ، وهل تقوم خيمة بلا عمد ؟ 5) القدوة الحسنة وعدم التناقض. 6) الربط العاطفي. 7) الربط المادي. 8) الربط الترفيهي. اسأل الله عزوجل ان يصلح لنا ذرياتنا وازواجنا وان يجعلنا من عباده الصالحين والحمد لله رب العالمين
  14. إليك .. إليك … كل هذا اليقين الذي هو…”…أنا " الرأس الذي أحمله .. فوق كتفيّ .. ليس لي .. لماذا يعشش الغراب فيه؟ والنحل .. وخفافيش الليل هذا الرأس .. الذي أحمله كل يوم يسقط أمامي يتدحرج .. وأنا ألحق به الطاولة .. لها أربعة أرجل وأنا اثنتان وكلانا … لا نقدر على الحركة أفتح الباب .. وأمشي .. ولكن إلى أين؟ حزمة الضوء في عيوني والطريق اسود في قنديل الوقت زيت أيامي وفي ساعته .. عمري الذي يمر وقلبي نار زيته وضعف فتيله الباب .. دائماً يقف في طريقي مغلقاً .. مفتوحاً دائماً .. لا يمشي أبداً إنه حارس الكلام المهرب أنا شجر ينام على شجنٍ لحنُ يعزفه الغصن والجذع… يرقص أنا شجر يبكي …أيامهُ ربيع ُ ..لن يعود السرير .. ألوانه مختلفة زاهية .. متعددة.. يناديني .. يطير بي !! ولكن جسدي .. ضيق عليه .. وأهوائي …متعددة عذراء نام تحت ثوبها القمر مدت يداً حيرانةً .. تحت السرير لم تر غير حلم قد مر بها بعيد هائمةُ تسأل عن سرها من هدم الجدار السميك ؟ من يغني لها …؟ إذا هام بها جسداً عاشقاً؟ في الطريق……. لن يسألوا الفتي ماذا أضاع؟ لكن سيفتشون تحت السرير !!! عن أساور الحلم .. عن أهداب الأنين . عن عذراء أهدرت حائط المبكى الثمين !!!! في ليال أعدت لطائر يحرق منقاره في ليل طويل وعذراء …. هائمة بالحب تبحث عن بقايا حلم .. مر تحت السرير. الوردة الرياح .. المطر .. ثلاثة حروف متشابهة . ولكن ؟ لماذا كل منهما .. يضرب الآخر ..؟ أنا إليك بعضُ من كواكب سيارة وخواتيم العهود بيننا عهدٌ …وميثاق تجلبه الرياح تأخذه الزوابع وأنت بوادٍ غير ذي زرعٍ وأنا .. أهبُ .. إليك .. مع كل ريح أنا ……وأنت نحيك الكلام بصنارتين نشبك الحروف بالوجد والخوف من يدل النقاط إلى سريرها من يهدي الحنين إليك إلى زهرة تفوح منك .. إلى مقلتيك .. كلام كثيرُ… كثيرُ المفاتيح ضاعت وتلعثم اللسان وبكتْ أغنياتي .. إليك يا حبيب الحب .. هاتِ نصف ما لديك؟ رغيفاً .. وكأساً وقليل كلام وبعض زيت .. أشعل به قنديل قلبي خافتُ ضؤه ……في الطريق إليك العجوز التي أمام الباب والعمر أمامها ……يمر بلباسه الصيفي…. والشتوي بأحزانه .. وفصوله الأربعة وهي تحمل بيديها .. سبحة الأيام وتعد.. كان عمري ….كذ ا… صار عمري .. كذا .. وكان زمان .. ولن أعود أنا العجوز…. والعصا المسحور … أنكسر…!! يرقبها .. المشلول بصمتْ أربعة أرجل.. وقدماه السادسة والنهوض … يهرب منه بصمت حزين يدفعها .. بيديه . ..وقدميه هي هكذا الكرسي ذات الأربعة أرجل والجسد الذي يملأه . هو يدفع بالكرسي ويترك خلفه الحطام الحطام……… الذي ….هو عمياء ترى بيديها وقلبها مصابيح الزيت والعصا نجمة تهتدي بها والكلب خير صديق يقولون: عبرت من هنا ..وينسون خرساء .. لكن .. كلام كثيرٌ على شفتيها لمن تشكي أشواقها أي الحروف منها….. تطير ….. بعينيها حكتْ لي عن الشوق المسافر عنها بعيد .. وأنا كنت أقرأ .. كيف يموت الكلام .. وتندبُ أغنية فرات اسبر نيوزيلندا
  15. قصة أعجبتني القصة : طلب الوالي من أهل القرية ....طلباً ً ....غريباً..في محاولة منه لمواجهة خطر القحط والجوع ..وأخبرهم بأنه سيضع قدراً كبيراً في وسط القرية ..... وعلى كل رجل وامرأة أن يضع في القدر .... كوباً من اللبن .. بشرط أن يضع كل واحد الكوب لوحده من غير أن يشاهده أحد .... هرع الناس لتلبية طلب الوالي ... كل منهم تخفى بالليل وسكب ما في الكأس الذي يخصه ... وفي الصباح فتح الوالي القدر ..... وماذا شاهد ؟؟؟؟ القدر إمتلأ بالماء أين اللبن ؟؟؟ لماذا وضع كل واحد من الرعية الماء بدلاً من اللبن ؟؟؟ كل واحد من الرعية ...قال في نفسه : ( إن وضعي لكوب واحد من الماء لا يؤثر على كمية اللبن الكبيرة التي سيضعها الناس في القرية ) وكل واحد اعتمد على غيره في رعاية مصالح البلد ... وكل واحد منهم فكر بنفس الطريقة التي فكر فيها أخوه وكل واحد منهم ظن أنه هو الوحيد الذي سكب ماءً بدلاً من اللبن والنتيجة التي حدثت ...........ان الجوع عم هذه القرية ومات الكثير منهم . ولم يجدوا ما يعينهم وقت الأزمات هذه القصة الرمزية تنطبق على ما يحدث في بلدنا هذه الأيام كل واحد يلوذ بالصمت ولا يفكر أن يسجل موقفاً من الأحداث التي تجري من حولنا ...لا يبدي رأيه ولا حتى مشاعره .. وكل واحد منا يقول: ( غيري سيقوم بالواجب ). وإذا بالواجب لا يقوم به أحد .
  16. بعنوان " كيف يبدو العرب في نظر اليابانيين " للكاتب الكويتي السيد/ محمد الرميحي المنشور في جريدة الحياة يوم الاربعاء 7 كانون الثاني ( يناير)2004 الموافق 15 ذو القعدة 1424هـ/العدد14895. واني اضيفه ليطلع عليه القاريء ليجد فيه زيادة في النفع والمتعة . كلما اجتمع نفر من العرب في ندوة علمية أو لقاء ثقافي وجاءت سيرة اليابان وجدت أن غالبية الحاضرين في مثل تلك الملتقيات يقارنون بين النهضة اليابانية المحققة ، والنهضة العربية المرتجاة ، بالقول أن اليابان استطاعت أن تدخل العصر الحديث ، وتحتفظ في الوقت نفسه بثقافتها الاجتماعية ! ويكاد هذا الرأي يشكل غالبية بين المتابعين العرب ، ولعله رأي اعتذاري أو تبريري ، بأنك تستطيع أن تحافظ بالضبط على موروث اجتماعي ، وبناء سياسي تقليدي ، وسلوكك عام وخاص لا يتناسب مع العصر ، وفي الوقت نفسه تستطيع أن تلج عصر التحديث والعولمة والانتاج . ومهما قيل ضد هذه الافكار ، بأن اليابانيين عموماً قد دخلوا عصراً جديداً بسبب تغيير ما اعتادوا عليه من بنى سياسية وسلوك اجتماعي ، وبتبني أفكار حديثة ، يقابله البعض باستنكار أو استغراب . هذا الرأي يخلط بغير علم بين الشكل الخارجي ( للثقافة كالمأكل والملبس ) وبين الأمر المؤثر في الثقافة كالسلوك السياسي وبناء المؤسسات . وقد جاء ياباني بقلم عربي فصيح ليقول عكس ما يظن البعض ، هذا ما سرده نوبواكي نوتوهارا في كتابه الذي ما أن فرغت من قراءته ، حتى خلت انه من القراءة الضرورية لأي سياسي عربي ، يريد أو يعتقد أن الاصلاح لا يزال ممكناً في فضائنا العربي . شهادة نوبواكي الذي قضى قرابة أربعين عاماً وهو يعيش مع العرب ويلاحظ الثقافة العربية في البوادي والمدن ، وقد أجاد العربية كأحد أبنائها ، واطلع على الانتاج الادبي العربي وترجم منه إلى اليابانية ، هي أول شهادة يابانية – حسب علمي – تكتب عن العرب بلغتهم ، وحسناً فعلت دار الجمل في ألمانيا بنشر هذا الكتاب ذي القطع المتوسط والذي لا يتجاوز المئة وخمسين صفحة فقط ، ولكنها صفحات مليئة بالملاحظات المهمة ، جاءت من عين يابانية محبة ولكن ناقدة . أهم ما في الكتاب هو المقارنة بين ما يقوم به العرب ، وما بين ما يتوقعه الياباني المعاصر . يلاحظ الكاتب هذا التوتر غير الخفي في المدن العربية المكتظة بالسكان ، وهو توتر في الشارع العربي يعتقد الكاتب أنه ناتج عن اضطهاد ، فالناس تمشي في الشوارع وكأن عيناً تطاردهم ، وجوه جامدة وصامتة وطوابير طويلة ، حتى في التاكسي يواجه الانسان الاضطهــاد فالسائق يختار الراكب حسب المكان الذي يريد الذهاب إليه ، ويرفض أن ينقل الشخص الذي لا يعجبه شكله ، أو المكان الذي يقصده ، وينتهي الكاتب بالملاحظة أن ( الناس في المدن العربية ليسوا سعداء وليسوا مرتاحين ، الناس صامتون لا يتحدثون ، لكننا نسمع صرخة من خلال ذلك الصمت الخانق ) ! يكتشف الناقد الياباني أن هذا الجو من التوتر هو بسبب غياب العدالة الاجتماعية ، ويضيف أن من حقه بعد كل هذه السنوات مع العرب أن يقول شيئاً لهم . غياب العدالة يعني غيــاب المبدأ الاساسي الذي يعتمد عليه الناس في علاقتهم ببعضهم ، لذلك " يكرر الناس في البلاد العربية أن كل شيء ممكن لأن القوانين السائدة غير مطبقة وغير محترمة " . القانون لا يحمي الناس من الظلم لأنه مخترق ، ويأتي نوتوهارا على الكثير من الاحداث والوقائـع ، فالقمـع هو " الشيء الوحيد الذي لا يحتاج إلى برهان في البلاد العربية " ، ومن مظاهر القمع الذي يستغربه الياباني المعاصر أن " الحاكم " يحكم مدى الحياة في الوقت الذي لا يتجاوز عمر رئيس الوزراء الياباني في الوظيفة بضع سنين ، وأن الصحف تمنع من بلد إلى بلد ، وأن الكتب والمجلات تعرض على الرقابة ، مثل هذه المظاهر لا يتوقع الياباني أن يراها في حياته المعاصرة . ثم يستطرد بالقول أن " من زار اليابان لا شك يعرف أن هناك سيارات بمكبرات صوت على نواصي الشوارع تهاجم رئيس الوزراء والحزب الحاكم دون أن يتعرض لها أحد " ، ولكن " السلطة والشخص في البلاد العربية شيء واحد " وفي معظم البلاد العربية يقول الكاتب أن " المعيار الوحيد لكرامة المواطن ووطنيته هو مقدار ولائه للحاكم " ، وهذا كله غريب علينا نحن اليابانيين في الوقت الحاضر . وفي تاريخ اليابان الحديث ، فإن السيد تاناكا واحد من أقوى الشخصيات التي شغلت منصب رئيس وزراء ، ولكن الشرطة اعتقلته من بيته وذهب إلى السجن بالقباب الياباني بعدما اكتشفت الصحافة قضية " لوكهيد " . يعترف الكاتب بأن اليابان في وقت ما كانت خاضعة لنوع من القمع ، لكن اليابانيين تخلصوا منه وأصبح تاريخاً . يقول " أعتقد أن القمع هو داء عضال في المجتمع العربي لذا فإن أي كاتب أو باحث يتحدث عن المجتمع العربي من دون وعي هذه الحقيقة البسيطة الواضحة فإنني لا اعتبر حديثه مفيداً وجدياً " نتيجة القمع يحاول الناس أن يوحدوا آراءهم وملابسهم وبيوتهم وتحت هذه الظروف تذوب استقلالية الفرد ، ويغيب أيضاً الوعي بالمسؤولية العامة . فالقمع يولد الخوف وينتج الاحترام الكاذب . بسبب غياب العدالة ، تغيب المسؤولية العامة ، فالحدائق والشوارع ومناهل المياه ووسائل النقل العامة يدمرها الناس إعتقاداً منهم أنهم يدمروا ممتلكات الحكومة لا ممتلكاتهم ، وكذلك تغيب المسؤولية تجاه أفراد المجتمع " فالسجناء السياسيين ضحوا من أجل المجتمع ، ولكن المجتمع نفسه يضحي بأولئك الرجال الشجعان " الناس في البلاد العربية تتعامل مع قضية السجين السياسي على أنها قضية فردية على أسرة السجين أن تواجه أعبائها ! يتسائل الياباني باستغراب " افهم أن تضحي السلطة بأفراد متميزين ومفكرين وأدباء وسياسيين وعلماء وفنانين ولكن لماذا يضحي الشعب نفسه بأولئك الأفراد " ! العربي ، يقول الكاتب ، يتناول أفكاره من " خارجه " فيما يستنتج الياباني أفكاره من الوقائع الملموسة التي يحياها كل يوم " في اليابان تضاف حقائق جديدة كل يوم بينما يكتفي العربي باستعادة الحقائق التي اكتشفها في الماضي البعيد " . الافكار الجاهزة تخرب فهمنا للواقع . يقارن الكاتب بين اليابان والعـرب فيقول أن اليابانيين " واجهوا تجربة صعبة ومريرة ، إذ سيطر العسكريون على الامبراطور والسلطة والشعب وقادوا البلاد إلى حروب ... لكننا وعينا خطأنا وقررنا أن نصححه ، فأبعدنا العسكر وقررنا أن نبني ما دمره القمع العسكري .. " ، لقد تعلمنا أن " القمع يؤدي إلى تدمير الثروة الوطنية وقتل الابرياء ، ويؤدي إلى انحراف السلطة والدخول في ممارسة خاطئة " ، ثم يضيف أن النقد الذاتي " له قيمة كبرى في حياة الشعوب ، والشعوب بحاجة إلى نقد من الداخل ومن الخارج " . ويقول الكاتب أنه كثيراً ما يواجه بالسؤال من أصدقائه العرب : لقد دمرتكم الولايات المتحــدة بإلقاء قنبلتين نـوويتين على مدنكـم ، فلماذا لا تكرهون أمريكا ؟ يجيب بأن " علينا أن نعترف بأخطائنا ، لقد استعمرنا شعوباً ودمرنا بلاداً كبيرة ، في الصين وكوريا واوكيناوا ، علينا أن ننقد أنفسنا ثم نصحح أخطاءنا ونزيل الانحراف " أما المشاعر فإنها مسألة شخصية محدودة لا تصنع مستقبلاً " . يصر نوتوهارا على أن الوعي بالمشاكل هو المدخل الصحيح إلى إصلاحها ، لذا يعطف على نظام القيم لدي العربي ، ويضرب أمثلة كثيرة على خللها من وجهة نظر اليابانيين . فالياباني لا يتوقع أن يذهب إلى البنك ليصرف مبلغاً من المال ثم يعطيه الصراف أقل مما يستحق ! أو أن يذهب إلى متحف فيعرض عليه مسؤول المتحف بيعه بعض القطع الأثرية .. ويصف نوتوهارا الكثير من الحوادث في كتابه ، بل إنه شاهد مره باستغراب راهبة بثيابها الدينية تدفع رشوة ! لأنه لا يمكن أن تنهي معاملتها في تلك الدائرة من دونها ، فنظام القيم يرى الكاتب أن فيه خللاً كبيراً لا تستقيم معه التنمية المنشودة . لقد حاولت أن أقدم لمسة سريعة لهذا الكتاب الذي يفتح عين من يريد أن يرى ، لأنه يقدم قضيتين : الأولى أن اليابان طلقت كثيراً من قيمها القديمة بشهادة رجل مطلع منها لتدخل عصر التحديث ، والثانية أن هناك نظاماً من القيم العربية تستحق المراجعة . أما أن يكون الاكتفاء بفهم الكتاب من خلال التعليق عليه فأنا لا أدعي ذلك ، لكني أعتقد أن لدينا جميعاً حاجة إلى أن نقرأه بعيون وقلوب مفتوحة
  17. أصداء سعودية وعربية ثقافية على رحيل الروائي العربي السعودي في أحد المستشفيات السورية الدمام: ميرزا الخويلدي القاهرة: محمد أبو زيد، بيروت: سوسن الأبطح دمشق: رزوق الغاوي، الرباط: سعيدة شريف * بعد صراع طويل مع المرض، رحل امس الأول الأديب العربي السعودي الكبير عبد الرحمن منيف عن عمر يناهز السبعين في أحد مستشفيات العاصمة السورية الأخيرة، بعد أن أضناه التعب والمرض والترحال، تاركاً خلفه عدداً من الأعمال الخالدة التي حفرت على خارطة الأدب العربي الحديث مساراً يضاهي أعمال الروائيين العالميين الكبار، وأسست لحداثة روائية عربية مازجت بحرقة وجع الضمير وأحلام الإنسان، ومشكلات السياسة ضمن قالب أدبي وسياق تاريخي عميق. وبالرغم من ان منيف توفي بعيداً عن وطنه إلا أن نخبة من الأدباء السعوديين والعرب نعوه أمس، مؤكدين أنه قامة سامقة في سماء الادب تتجاوز محيطه ووطنه. فقد كان منيف عروبياً بامتياز، حيث ولد لأب سعودي من نجد، وأم عراقية وعاش متنقلاً في بلاد العرب من العراق الى مصر الى سورية الى الاردن الى لبنان الى سورية من جديد حيث رحل. * أكثر الأدباء إبرازا للنهج السياسي * علي الدميني*: يُعّد الراحل عبد الرحمن منيف من المثقفين العرب البارزين سواء في الإبداع أو الممارسة، أو في مجال تخصصه في الاقتصاد والعلوم السياسية وفي الجانب الفكري. فهو رجل متنوع في الحقل الإبداعي. أما من خلال الممارسة فكان نشيطاً وعاملاً في مجال إقامة الدولة العربية الحديثة. وبالنسبة لي فإني أعد منيف من الروائيين المؤسسين لتجربة الادب الحداثي المؤسس، مثله في ذلك مثل صنع الله ابراهيم وحيدر حيدر وجمال الغيطاني وابراهيم جبرا والطاهر وطار وقد كان له نهج جديد في تسييس الرواية الحداثية. وربما كان منيف أكثر الأدباء إهتماماً، وكانت له رؤية نقدية للشمولية والاقصاء. كما أنه اتجه إلى كتابة الرواية التي تستبطن التاريخ مثل (مدن الملح) و(أرض السواد). على الصعيد الشخصي اشتهر منيف بأنه إنسان نقي ولذلك فنحن نشعر بالحزن مضاعفاً، أولاً لأنه كان هناك أمل أن يعود هذا الطائر إلى أحضان وطنه ومحبيه ولكنه مات من دون أن تتحقق هذه الأمنية. والثاني لفقده ووفاته * شاعر سعودي * روائي ظلمته الظروف السياسية * الدكتور عبد الله المعيقل*: عندما علمت بوفاة الاستاذ عبد الرحمن منيف لم يكن الخبر مفاجأ لي لمعرفتي بمرضه، ومع ذلك (فزعت فيه بآمالي إلى الكذب) كما يقول الشاعر المتنبي. وهكذا نحنُ كلما غيّب الموت جسماً نعرفه بغض النظر عن نوع العلاقة. عبد الرحمن منيف روائي كبير بإبداعه الضخم وبتجربته التي امتزج فيها البعد السياسي بالوطني بالأيديولوجي بالقومي.. إذا كان لهذه الأشياء أن تنفصل عن بعضها البعض. في أعماله سمة النضال والدفاع عن الإنسان العربي، وهو منحاز لهذا الإنسان وعلى وعي تام بأجوائه وتقلبات عيشه. هو روائي ظلمته الظروف السياسية وكان من حقه ان يكون له الحضور الذي يليق به في التاريخ المكتوب الآن للرواية السعودية لولا هذه الظروف. ولكن من حسن حظه أنه عاش عربياً، ومن هنا كان الاهتمام به عربياً، حيث حظي بهذه الشهرة والانتشار الواسع بأعماله التي أصبحت معروفة ومتداولة في كل بقاع العالم العربي، بل وتجاوزتها الى غير العرب من طلاب ودارسين غربيين. * أستاذ بكلية الآداب جامعة الملك سعود بالرياض * قامة أدبية سامقة * الدكتورة ثريا العريض*: كلما رحل مبدع يوجعني قلبي لأنني لا أعلم هل سيعوضنا هذا الزمان برحيلهم. أعتبر أن أعمال عبد الرحمن منيف شاهقة وأتمنى لو ان كل من يتابعها أن يصل إلى مستوى استيعابها لأنه تقدم الثقافة المطلوبة لإثبات الوعي في الوطن العربي. وتضيف العريض: لا أستغرب أن يمزج المنيف السياسي بالأدبي لأنه ينتمي الى ذلك النوع من النخبة التي حباها الله بقامة شاهقة في أكثر من جانب في تعبيره الادبي وفي تذوقه وفي فهمه السياسي واستطاع أن يطرح كل هذه الاعمال بقوة. لقد قرأت مجموعة «مدن الملح» وأعتقد ان مشكلته كانت أنه كريم في الكتابة وعميق في التعبير ويحتاج الى قدرة أخرى للتوصل الى الدلالات العميقة فيما يكتب. شاعرة سعودية الحازمي: منيف أقرب لأدباء المهجر ولذلك غاب عن موسوعة الأدب السعودي اعتبر الدكتور منصور الحازمي أستاذ الأدب في جامعة الملك سعود ورئيس فريق التحرير لموسوعة «الادب العربي السعودي» ان غياب الروائي الراحل عبد الرحمن منيف كان بسبب (الجغرافيا) حيث نشأ وترعرع خارج الوطن السعودي، وقد سألته أمس «الشرق الأوسط»: * أصدرتم قبل عامين موسوعة الأدب السعودي، وتوليتَ شخصياً تحرير قسم «الرواية» ولكن غاب عن هذا القسم عبد الرحمن منيف.. لماذا؟ ـ صحيح أن عبد الرحمن منيف أديب سعودي، ولكنه نشأ وترعرع خارج المملكة، في سورية والعراق والأردن، وأنتج وأبدع في جو آخر. لذلك فقد تأثرت أعماله وإبداعاته بمناخ مختلف، وتميزت أعماله بظروف مختلفة وصفات معينة. تماماً هو يشبه الأدباء المهجريين، فهل نحسب إيليا ابو ماضي أو جبران خليل جبران ضمن الأدباء السوريين أو اللبنانيين؟! ما أستطيع قوله هو أن عبد الرحمن منيف يشبه إلى حدٍ كبير أدباء المهجر الذين اشتركت في أعمالهم ظروف وخصائص مختلفة عن البيئة الأصلية لمجتمعاتهم. وأحياناً فليس بالإمكان أن ينتجوا هذا الأدب في بلدانهم الأصلية. * هل كان قدر منيف أن يموت مهاجراً؟ ـ الجزيرة العربية ألفت الهجرة، وكانت منذ زمن طويل وهي بيئة طاردة ولم تصبح بيئة جاذبة إلا بوجود النفط. لأنها بيئة مقفرة ليس فيها إنتاج زراعي ولا ماء وسكانها ألفوا الهجرات المتوالية. نبذة عن حياته * ولد في العاصمة الاردنية عمان سنة 1933 من اب سعودي متحدر من منطقة نجد في وسط المملكة وأم عراقية. * أنهى دراسته الثانوية في عمّان.. والتحق بكلية الحقوق في بغداد عام 1952. كانت حياته في العراق مليئة بالنشاط السياسي وطرد من هناك بعد نشاطاته الطلابية المعارضة لحلف بغداد سنة 1955. * انتقل الى القاهرة وواصل دراسته فيها. في سنة 1958 توجه لبلغراد (يوغسلافيا) لمواصلة دراسته هناك. * سنة 1961 أنهى دراسته وحاز شهادة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية متخصصاً في اقتصاديات النفط والأسعار والأسواق. * عمل في الشركة السورية للنفط (دمشق) ـ شركة توزيع المحروقات، مكتب توزيع النفط الخام ـ عام 1972 غادر سورية إلى لبنان حيث عمل في مجلة «البلاغ» وكان قد بدأ الكتابة الروائية (الأشجار واغتيال مرزوق) ـ عام 1975 سافر إلى العراق، وتولى تحرير مجلة «النفط والتنمية» وظل هناك حتى العام 1981 ـ عام 1981 غادر العراق إلى فرنسا، حيث تفرغ نهائياً لكتابة الرواية. * عام 1986 عاد إلى دمشق حيث مات فيها. * أعماله الروائية والسياسية 1) الأشجار واغتيال مرزوق ( بيروت ) 1973 . 2) قصة حب مجوسية ( بيروت ) 1973 3) شرق المتوسط ( بيروت ) 1975 4) حين تركنا الجسر ( بيروت ) 1976 5) النهايات ( بيروت ) 1977. 6) سباق المسافات الطويلة ( بيروت ) 1979. 7) عالم بلا خرائط بالاشتراك مع جبرا إبراهيم جبرا ( بيروت ) 1982 8) مدن الملح ـ خماسية تتكون من: ـ التيه، ( بيروت ) 1984 ـ الأخدود (بيروت ) 1985 ـ تقاسيم الليل والنهار ( بيروت ) 1989 ـ المنبت،(بيروت ) 1989 ـ بادية الظلمات ( بيروت ) 1989 . 9) الآن هنا أو : شرق المتوسط مرة أخرى ( بيروت 1999) 10) عروة الزمان الباهي 11) لوعة الغياب 12) أرض السواد ( 3 أجزاء) 13) بين الثقافة والسياسة 14) رحلة الضوء 15) ذاكرة المستقبل. كان ينتظر بفرح عروض «قصة حب مجوسية» طلال درجاني * كنا نحضّر سوية مع عبد الرحمن منيف لتقديم روايته «قصة حب مجوسية» على المسرح في الربيع المقبل، هكذا اراد هو انتظار الدفء لانه لم يكن قادراً على القدوم الى بيروت في فصل الشتاء. كان مريضاً ونحن نستعجل انهاء العمل لانه بدا متشوقاً لرؤيته، لكن احداً لم يكن يتوقع ان يرحل بهذه السرعة، فقد حادثته منذ اسبوع فقط، وطمأنني الى انه في صحة جيدة، ونسقنا معاً، وتواعدنا على ان اذهب لرؤيته مع صديقه اسكندر حبش، لكن الثلوج أخرتنا، واعاقت الرحلة، ويبدو انني لن اراه ابدا. بيروت كانت تحضّر لتكريم عبد الرحمن منيف بمناسبة عرض المسرحية التي اردناها عملاً عربياً يعرض في اكثر من بلد، وكنا بصدد تشكيل لجنة عربية تضم اصدقاءه من لبنان وغيره، لندعوه الى لبنان ونحتفل به. قرأت له رواياته في معظمها من «مدن الملح» الى «ارض السواد» و«عالم بلا خرائط» و«روعة الغياب» واستطيع ان اقول بأنه اعظم روائي عربي عرفناه. وكان يستحق منا تكريماً كبيراً ينصف ابداعه الكبير. للاسف لم تربطني علاقة شخصية بالرجل، وان كنت قد عرفته كقارىء متيم بأعماله، الى ان قررت مسرحة «قصة حب مجوسية». فقد حضّرت السيناريو الذي اشتغلت من خلاله على النص وقلبته رأساً على عقب، وذهبت للقاء منيف دون معرفة مسبقة، وفوجئ الجميع كيف اعطى موافقته، لقد نال السيناريو اعجابه وقال انها المرة الاولى التي يمسرح فيها بهذا الشكل، وهو امر جديد بالنسبة له. من خلال مناقشاتنا التي بدأت منذ حوالى العام علمت منه انه كان يكن مكانة خاصة لهذه الرواية تحديداً، لانه يعتبرها الوحيدة التي افلتت من لوثة السياسة المباشرة. انها سيرته الذاتية حين كان ما يزال طالباً في جامعة بلغراد في يوغوسلافيا. لكن احداثها يمكن ان تدور في اي بلد عربي تتوفر له نسبة من الانفتاح كلبنان مثلاً، لان اجواءها تدور في مناخ من الحرية. واللافت عنده، وما حاولت ان احلله معه هو مفهومه لجسد المرأة، كيف نظر اليه وطوره، ورفع الحب الى مراتب مثالية عالية راقية، نادراً ما نراها على هذا النحو في الادب العربي. ليست المصادفة التي جعلت هذه الرواية تصل الى طبعتها العاشرة، وهو امر نادر في اجوائنا المتقاعسة. فقد يعود السبب الى فرادة النمط العشقي الذي كتب عنه منيف، وشبابيته وفتوته اضافة الى كلاسيكية العمل، اي انه من الاعمال التي لا تشيخ وتبقى صالحة للحياة. على اي حال، لقد ذهب عبد الرحمن منيف المتشوق لرؤية ما كتبه حياً على المسرح، وسنواصل عملنا، محافظين على الروح التي بلورناها معه، لنقدم عملاً يليق به وبمستواه الادبي. * مسرحي لبناني كتاب مصريون: خسارة كبيرة للرواية العربية القاهرة: محمد أبو زيد في القاهرة استقبل كتاب ومثقفون مصريون نبأ رحيل الكاتب الروائي عبد الرحمن منيف بالأسى والحزن، فقال الكاتب ادوار الخراط: ترك الروائي العربي الكبير عبد الرحمن منيف مساحة واسعة كان يملؤها بإبداعاته المتميزة، فقد كانت له بصمته الواضحة في ساحة الرواية العربية المعاصرة، وكان دأبه في تقصي المنطقة الاجتماعية للرواية العربية دأبا ملحوظاً ومهماً، ولا شك ان موسوعته الروائية الكبيرة مدن الملح ستظل علامة من علامات الرواية العربية. كما كان الراحل يتمتع بثقافة واسعة تجلت بشكل خصب في أعماله الروائية وأعطتها عبقا وايقاعا خاصين. ويقول الكاتب الروائي عبدة جبير: لا بد ان تدين الرواية العربية لعبد الرحمن منيف بمنحى خاص من مناحي الكتابة، ويجب وصفه بكشف السيرة الذاتية للمثقف العربي ورؤيته للواقع المتغير طوال الاربعينات والخمسينات والستينات من القرن الماضي، حيث تميز منيف بالكتابة في هذه الدائرة بحيث يمكن لمؤرخي المستقبل ومن يعودون الى أعماله الروائية ان يكتشفوا جهداً مهماً من جوانب الحياة العربية. ويقول الروائي ابراهيم عبد المجيد: فوجئت بفقد الكاتب الكبير عبد الرحمن منيف الذي قابلته مرة واحدة حين فاز في مؤتمر الرواية العربية بالقاهرة، وكانت لحظات ممتعة جدا بالنسبة لي، لأنني من قرائه بالأساس، ولقد كنت أقرأ له بشغف منذ روايته «شرق المتوسط» حتى «مدن الملح»، عبد الرحمن منيف كاتب كبير جدا جدا، وله طريقة خاصة في الكتابة يتربع عليها وحده، ومن سماتها تحويل الوثائق الى سرد قصصي ممتع ومبهر كما هو الحال في «سباق المسافات الطويلة»، وتحويل التاريخ الى حضور روحي كبير كما هو الحال في «مدن الملح». وتقول الكاتبة الروائية بهيجة حسين: موت الروائي الكبير عبد الرحمن منيف خبر حزين آخر يضاف الى الأخبار الحزينة التي نتلقاها في واقعنا العربي يوميا، وكان عبد الرحمن منيف بوجوده بيننا أحد عوامل تحملنا لهذا الواقع الذي يطحن عظامنا ونفوسنا يوميا، فخسارة عبد الرحمن منيف خسارة للأمة العربية وللبشرية، كان جزءا أصيلا من ضمير هذه الأمة، وقد تجلى هذا في الكثير من أعماله على وجه الخصوص «شرق المتوسط» و«مدن الملح» و«النهايات». ان صاحب هذه الإبداعات كان يحفر في تربة ليعرضها للشمس والهواء كاشفا وداعيا لغد أفضل للانسان العربي. وقد تعلمت من الروائي الكبير الراحل الاخلاص لما يعتقد والاخلاص لرؤاه والانحياز لقيم الحرية والعدل والنبل، كما تعلمت من عبد الرحمن منيف ان الكتابة ليست نزهة، وليست قضاء وقت في مشروع كبير، وانما هي حفر في أعماق الدنيا، هي جهد عظيم لا يستطبع الاقتراب منه إلا القادرون عليه. وقال الناقد احمد الخميسي: عبد الرحمن منيف نور سيطل علينا من هناك، وسيظل بابداعاته المتميزة أحد أعمدة الرواية والثقافة العربية، ولقد جاء رحيله مفاجئا وغير متوقع. أحب له «شرق المتوسط» و«النهايات» و«ضوء وراء الاشجار» وأحب جميع أعماله، كان يفضح القمع والتخلف في مجتمعاتنا، وكان مهماً ويمثل حالة خاصة للرواية العربية من ناحية تطورها. وعلى المستوى الانساني كان منيف دمث الخلق، ورائعا في انسانيته، وكان يتمتع بسمة غريبة جدا حيث كان بعيدا ـ مكانيا لكنه كان حاضرا في وجدان المثقف العربي لأن له أسلوباً قريباً جداً من النفس، ومحبباً الى الروح، ففقدانه خسارة لا تقدر للرواية وللمثقف العربي. مثقفون سوريون: فقدنا كاتبا ومناضلا * روائي المهمشين * صابر فلحوط*: كان عبد الرحمن منيف أديباً متميزاً في نضاله ووقوفه خلف كلمته، قضى عمره يدافع عن قيم ومبادئ ورسالة آمن بها، وهي الوقوف بصلابة في شارع الكادحين إلى جانب الفقراء والمحرومين في هذه الأمة، فكانت جميع مؤلفاته مطوَّبَة لصالح المهمشين في الوطن وهم الأكثرية من جماهير هذه الأمة. كانت الكلمة عند عبد الرحمن منيف رصاصة إذا لم تصب مقتلاً فإنها تنبه إلى خطر قادم ، كان إيمانه بالأمة العربية غير محدود لذلك وقف قلمه للنضال من أجل وحدة هذه الأمة ومشروعها القومي الوحدوي النهضوي المنشود. في يوم وفاته ننحني بقاماتنا وهاماتنا إجلالا لروح الكاتب الكبير، الذي مثل عصر الصحوة والنخوة والانتفاضة في الشارع العربي من أجل كرامة الأمة ومستقبلها. * رئيس اتحاد الصحافيين السوريين وعضو مجلس الشعب السوري * أداء روائي وفكري متميز * علي عقلة عرسان*: كان عبد الرحمن منيف من الروائيين الذين سجلوا بإنتاجهم تفاصيل مهمة في البيئة العربية قد لا يصل إليها سواه لا سيما في مدن الملح، وكان في إنتاجه الروائي متميزاً ولعبت خبرته الطويلة في مجالات إدارية واجتماعية وكذلك تواصله مع الأداء الفكري، دوراً كبيراً في إعطاء إنتاجه أهمية خاصة، وبفقد عبد الرحمن منيف فقدنا كاتباً كبيراً وروائياً أضاف إلى مكتبة الرواية العربية الكثير من النصوص المهمة، مدن الملح، شرق المتوسط، أرض السواد، وغير ذلك من الأعمال المهمة له، وكان لعبد الرحمن منيف حضور جيد في أوساط المثقفين والروائيين والمبدعين والقراء العرب. * أمين عام اتحاد الكتاب العرب * كان قبل كل شيء إنسانا * د. جورج جبور*: عرفت الدكتور عبد الرحمن منيف منذ أواخر الستينات وكان آنذاك خبيراً نفطياً يعمل مع الحكومة السورية وكانت تربطني بعائلته صلات حسنة ناجمة عن زمالتنا في جامعة دمشق في الخمسينات مع شقيقته، وتابعت معه نشاطه في الحقل الاقتصادي ثم في الحقل الإبداعي وكان بالنسبة لي واحداً من الذين أثق بهم وبعلمهم وبصدقهم وبوطنيتهم وبتمسكهم بالقيم العربية والإنسانية، وفي السنوات الأخيرة كانت لنا أحاديث مطولة حول حقوق الإنسان في البلاد العربية، وحول المشاكل الراهنة في السياسة العالمية والمسائل الإنسانية الكبرى التي تشغل العالم. لم يكن عبد الرحمن منيف يسبح في محيط قطري أو قومي بل كان قبل كل شيء إنساناً ذا توجه عالمي متمسكاً بأساسيات حقوق الإنسان وقد وظف موهبته الإبداعية الكبرى في خدمة الأهداف السامية النبيلة التي هي أهداف الإنسان أينما كان، وإذا كان هناك شيء من التشاؤم في رواياته وأعماله الإبداعية الأخرى فقد كان عبد الرحمن منيف في حياته متفائلاً أشد التفاؤل رغم أنه يمكن اعتبار هذا القول تأويلاً تعسفياً لعواطف عبد الرحمن منيف في كل ما قام به كان ثمة ثقة بالإنسان وثقة بقدرة هذا الإنسان على الانتصار. * عضو مجلس الشعب السوري شهادات مغربية * كاتب نحتاج إليه * عبد الرحيم العلام*: هل هو قدر هذه الأمة العربية أن تفقد في الأشهر الأخيرة بعض كبار رموزها في الثقافة والفكر والأدب والفن. يغادرنا الفنان المغربي الكبير محمد القاسمي وبعده مباشرة يرحل عنا الكاتب العالمي الكبير محمد شكري ثم تغادرنا الشاعرة العربية الكبيرة فدوى طوقان. وها هو هرم آخر يرحل عنا في وقت، الأمة العربية في أمس الحاجة لهذا الكاتب المثقف والمناضل. نحتاج اليه اليوم أكثر من أي وقت مضى، نحتاج لعروبته ولفكره ولأدبه ولدفاعه المستميت عن القضايا العربية المصيرية من المحيط الى الخليج. لقد كان الراحل صديق الجميع. * كاتب * كاتب بكل الهويات * عبد الفتاح الحجمري*: ويقول الناقد المغربي «(مات الكاتب عاش الكاتب). الموت امر عادي لاننا مؤهلون للقائه ذات يوم. لكن حينما يموت الكاتب فالامر غير عادي فهو حالة استثنائية، لا نقدر حجمها في عالمنا العربي، لاننا لا نعلن حالة الحداد ولا ننكس الاعلام الوطنية ولانضع الورد على قبر الكاتب. وحين يتعلق الأمر بعبد الرحمن منيف، أي بكاتب استطاع أن يقترن اسمه بحياة ادبية خصبة في مجال السرد الروائي العربي، فالحالة اكثر من استثنائية لان الادب العربي فقد برحيله كاتبا لم يكن بدون هوية بل كان يحمل معه كل الهويات التي تخترق الزمان والمكان العربيين وتواجه مختلف مظاهر التخلف والبؤس والظلم والقهر والابتذال. * ناقد نقلا عن الشرق الاوسط
  18. شيخوخة لبس لي سوى أن أتذكر عندما تشيخ السنة أكتوبر – نوفمبر كيف أنها كانت تكره البرد من عادتها أن تراقب طيور الدوري تنزل من السماء مولية بصرها من النافذة بزفرة صغيرة حارة وغالبا عندما تكون الأوراق البنية هشة على الأرض والريح في المدخنة تصدر صوتا كئيبا مظهرها الذي أتمنى نسيانه مظهر الخائف جالسا في الشباك أه كم جميل وقت حلول الليل تراشق الثلج الناعم وكم جميل تلامس الأغصان جيئة وذهابا كانت الأشياء المحببة لها هدير النيران دفء الفرو وغليان الماء لبس لي سوى أن أتذكر عندما تشيخ السنة أكتوبر – نوفمبر كيف أنها كانت تكره البرد على الهضبة بعد الظهيرة سأكون أسعد مخلوق تحت الشمس سأتحسس مئات الزهور ولا أقطف أي واحدة منها سأنظر إلى السحب والأجراف بعيون مطمئنة سأراقب العشب كيف ينحني للريح وكيف ينهض عندما تبدأ أضواء المدينة في الظهور سأحدد أيها سيكون لي وأترجل من الهضبة
  19. رسائل لم يستلمها أحد وأنا أكتب إليك. تخرج من أصابعي آلاف النوارس وببياضها الناصع . تذهب إليك … لتقول لك شيئاً ما.. أخبئه لك ولكنها عندما تصل إلى الشواطئ *****.. لقد أتعبتها الرحلة ومدارج الغيب أثقلتها الكلمات وعند الهبوط صرخت : يا محب …ما هو الحب…؟ *** وأنا أكتب إليك يخفق قلبي .. تخرج منه آلاف النساء الراقصات على ألحان ليست لعازف .. لتقول لك شيئاً .. ما .. ما زلت أخبئه *** وأنا أكتب إليك يرتعش جسدي.. كالجبال يهتز كما لو كان هناك من الزلازل ما يكفي لشرخ بلاد ولكن … تكون الكلمات قد ماتت .. وما من تعبير!!! *** وأنا أكتب إليك أجلس أمام ورود كثيرة ألوانها مختلفة لك أن تحصي ما شئت …… ولكن الزنابق كانت تموت يوم أخذت عطرها *** وأنا أكتب إليك أمسح دمعة سقطت .. وعلى يدي نامت رأيت فيها كل بياض قلبي وملوحة الحياة ورسائلي بعدٌ.. لم تصل إليك ولم يستلمها أحد .. ما فائدة أن أكتب لك ما فائدة أن تقرأ لي وكل منا طائر في اتجاه ولكن كلانا نهبط في ارض واحدة لذلك رسائلي لا تصل إليك *** لا تقل لي اكتبي الحروف واضحة وأنا أكتب إليك تضيع الحروف ويتجلى التعبير وأتخيل ذلك ..في كل قواميس اللغات وهي آتية إليك .. ولكنك لا تقرأ بها شئ .. لان رسائلي …إليك لم يستلمها أحد *** في رسائلي اليوم أعترف…. يدي التي كانت في يدك كنا عشرة أصابع ولكن كل منا كان يخنق الآخر في الخفاء لماذا عندما نبوح بإسرارنا نحمر من الخجل وترتبك الأصابع ويرتجف القلب .. لماذا دائما طائر الخوف يرفرف بجناحيه؟ هو الذي يفرخ كل يوم بيضه في أقفاص قلوبنا وعلينا أن نداريه ونلملم بحذر بقاياه كي لا يفضحنا *** لماذا رسائلي .. لا تصل إليك أهو الخوف من عدم فهم المعنى أم خوف نفسي … بأني لا اعرف كيف أحب وأنا كل يوم في(( شك من شكي)) هي النفس آمرة بالحب . *** رسائلي إليك .. ماذا تتوقع لها هي التي لم يستلمها أحد على ميناء لم يكن فيه بحارة وفي مطار ليس به زوار وفي حدائق لا يدخلها الواشون رسائلي إليك … هي في كل فصول السنة في الأشهر الاثنتي عشرة في الاسبوع ذو السبعة أيام في اليوم الذي تدور به اربع وعشرون ساعة رسائلي إليك … هي هكذا ..!! لا تنام … وحتى الآن لم يستلمها أحد في أخر الرسالة أكتب إليك عن الطفلة التي تجلس أمامي حسبتها نفسي …. نظرت فيها طويلاً ..طويلا لكنني لم أجد ..نفسي هي رسائلي التي لم يستلمها أحد. شاعرة سورية مقيمة في نيوزيلندا
  20. عبد الرحمن منيف كتب ملحمة المكان العربي ومنطلقه قراءة الواقع عبر مرآة التاريخ عبده وازن لم يكد الروائي عبدالرحمن منيف ينهي السبعين من عمره حتى وافاه الموت صباح أمس في دمشق, المدينة التي كانت ملجأه الأخير, بعد حياة ملؤها التنقل بين بلد وآخر. كان عبدالرحمن منيف روائياً عربياً بامتياز. وكان يأنس كثيراً للصفة العربية التي اطلقت عليه وعلى تجربته الروائية الرحبة. فهو الذي ولد في عمّان (1933) من أب سعودي وأم عراقية ما لبث ان انتقل الى بغداد ثم الى القاهرة فإلى دمشق فبيروت... مروراً بعواصم غربية أمضى فيها أوقاتاً طويلة. ولم يكن منيف ليشعر بالغربة في اي مدينة عربية, هو القومي العربي الذي التزم فكرة "البعث" فترة غير قصيرة من حياته, بل كان يلج الحياة السياسية في كل مدينة معتبراً نفسه ابن هذه المدينة بالروح والقلب, ويناضل في صفوف ابناء تلك المدن, سياسياً وقومياً ووطنياً... وكان لا بد من ان ينعكس الانتماء السياسي والقومي لمنيف على أعماله الروائية. فإذا بها تتخطى الاقليمية الضيقة, لتخاطب الانسان العربي حيثما كان, منفتحة على الخريطة العربية, مشرقاً وخليجاً. وإذا بالمكان لديه فسحة مشرعة على فضاء الصحراء وهواء دجلة والفرات وبردى والاردن... روائي عربي يعالج هموم الانسان العربي, السياسية والاجتماعية والوجودية, وقضايا المثقف العربي المضطهد والمقموع, والازمات المتلاحقة التي حلت على العالم العربي والهزائم التي توالت منذ النكبة حتى النكسة وما تلاها من مآسٍ في الحياة العربية. وإن كان منيف بدأ واقعياً في روايته الاولى "الاشجار واغتيال مرزوق" (1973) فهو ما لبث ان فتح نافذة على التاريخ, فكتب الكثير من الاعمال ذات الهم التاريخي. الا انه لم يلجأ الى المادة التاريخية ليكتب روايات تراثية بل سعى الى قراءة الواقع عبر مرآة التاريخ, مستخلصاً العبر الكثيرة التي تخدم الانسان المعاصر. عاد منيف الى التاريخ ليفضح الواقع في ضوئه, وليكشف الكثير من المعالم المجهولة او المتجاهلة. وليس غريباً ان تكون عودته هذه شبه "اشكالية" كونها ارجعت الى المعترك السجالي مفاهيم عدة ترتبط بالانسان والبيئة والجماعة. ولعل اللافت في مسار منيف تأخره في دخول عالم الرواية. فهو أصدر روايته الاولى "الاشجار واغتيال مرزوق" في الاربعين من عمره, وكان أمضى مرحلة الشباب مناضلاً سياسياً وكاتب مقالات و"رفيقاً" بعثياً وقومياً عربياً. وليس مستهجناً ان يأتي منيف الفن الروائي من الالتزام السياسي والبعد الايديولوجي, لكن السياسة والايديولوجيا لم تهيمنا على نزعته الروائية ولا على فنه السردي. فكان ماهراً في نسج عالمه وشخصياته وفي حبك الوقائع والدمج بين الوثائق التاريخية والتخيل الخلاق. واستخدم كل ما توافر من تقنيات روائية وعناصر سردية: كفن الراوي ولعبة الضمائر والحوار والحوار الداخلي والتوازي والتقطيع الزمني والمشهدي... لكن الروائي المترسّخ في الادب العربي لم يشأ ان يغالي في التجريب, مثلما فعل بعض الروائيين الذين جايلوه, بل اصرّ على ان يكون اصيلاً في تجربته, حديثاً ولكن عبر رؤية خاصة الى الحداثة, الحداثة البعيدة عن التصنع والشعار والزيف. ومَن يقرأ رواياته الكثيرة بدءاً بـ"النهايات" و"قصة حب مجوسية" وانتهاء بخماسية "مدن الملح" وثلاثية "أرض السواد", يلتمس لدى هذا الروائي تأنيه في الكتابة واسترساله ورحابة افقه. وأعماله الخماسية والثلاثية هي اقرب الى الفن الملحمي بنَفَسها الطويل والمتوالي وبأحداثها المتواصلة ووقائعها المتداخلة. ومثلما احب منيف التاريخ احب ايضاً سيرة المدن فكتب عن عمّان وبغداد وسواهما كما لو انه يكتب سيرته وسيرة المكان العربي في آن واحد. كان عبدالرحمن منيف روائياً عربياً بل روائي العالم العربي, بهمومه وقضاياه, بأوهامه وأحلامه, بخيباته وآماله. ولم تكن اعماله ذات المنحى العربي الشامل الا صورة عن حياته التي دمجت بين الإقامة والمنفى, بين الانتماء العربي والانفتاح على ثقافات العالم. أفق روائي متحرر صلاح فضل ربما كان ابرز انجازات عبدالرحمن منيف انه انتقل بالرواية العربية الى أفق جديد متحرراً من سطوة الرواد المصريين, بانفتاحه على الحركة السياسية القومية في توتراتها العنيفة, وإمساكه بالعصب الحساس في الحياة المعاصرة في تقديس الحرية وحقوق الانسان. وتمثل كلٌ مـــن "شــرق المتوســط", "والآن هنا" مؤشراً حاسماً لهذه النقلة النوعية في مسار الرواية العربية. ثم جاءت "مدن الملح" ومن بعدها "ارض السواد" لتؤسسا وعياً جديداً بحياة الخليج العربي والعراق وكيفية اختمار مشاريع النهضة وإحباطاتها القاسية في هـذه المنطقـة البكر. على أن اعظم ما يميز منيف هو قدرته على صوْغ ايديولوجية تحريرية خارجة عن الأطر اليسارية والقومية التقليدية ومتناغمة مع المراحل الجديدة في تطورات الوطن العربي, وقدرته الفذة على تحويل الافكار الى صيغ جمالية بالغة القوة والتأثير. وأحسب أنه يمثل احدى الذرى الناضجة في الإبداع العربي المتميز بالصدق التاريخي والالتزام القومي والاتقان الفني في آن واحد, وسيظل إبداعُه حياً في الوجدان العربي, وسيرجع اليه دوماً قراء اللغة العربية. جمال الغيطاني على رغم أنني كنت أعرف المرض العضال الذي أصيب به عبدالرحمن منيف إلا أن رحيله شكل بالنسبة إليّ صدمة, لأن عبدالرحمن منيف ليس كاتباً روائياً فقط ولكنه شخصية ثقافية لها صدقية عالية عند الرأي العام الثقافي والعادي. كان يكفي أن تقرأ مقالاً له او تقرأ توقيعه على بيان أو تسمع بموقف اتخذه لكي تصدقه على الفور وتتأثر به. حافظَ منيف على نقاء المثقف العربي في زمن شهدنا فيه الأعاجيب. وحافظَ على ثوابت أساسية وقناعات لم تتبدل ليس من منطلق الجمود ولكن من منطلق تعبيرها عن موقف إنساني وقومي عميق. الروائي مغادراً بيته الدمشقي هالا محمد لم تكن أوراق النعي عُلّقت بعد على باب البناية التي أقام فيها الروائي عبدالرحمن منيف منذ 1987 في صبيحة وفاته. زوجته السيدة سعاد قوادري وابنتها عزّة تستقبلان الأصدقاء الذين يقبلون تباعاً كلّ لدى سماعه النبأ. فرَدَت السيدة منيف قلبها لتتحدث عن شريك حياتها لمدة 36 عاماً. قالت: "سيبقى بيته وفياً للقيم التي عاش ورحل عن هذه الدنيا وهو يدافع عنها". كان الحزن يدفعها وكأنما الى حثّ نفسها على متابعة الحفاظ على هدوء كان يميّز من يعرف عبدالرحمن منيف. هدوء وداخل, ربما حزين, ومتأمل وأناقة في السلوك والحوار وصلابة في الموقف. فتحت الأوراق وهي تشكر اهتمام الأصدقاء الصحافيين. تحدثت عن شريك حياتها مبعدة حديث العواطف التقليدي برأيها, لتدخل في صلب المشروع المشترك الذي جمعها ومنيف عام 1968. كل شيء في سبيل الصدق في البحث عن الحقيقة. من دون غوايات المكاسب كان يناضل بصدق دفاعاً عن القضية العامة التي أصبحت قضيـة العلاقة الزوجية الخاصة أيضاً. وتصرّ السيدة منيف ان النضال والصدق والقيم هو ما لمّ شملهما. الدفاع عن الديموقراطية والحرية وتقدّم الوطن العربي وتطويره ومحاولة الوصول أو البحث عن مخرجٍ للتخبطات التي يعيشها الوطن. "صفة "الصداقة": جمعت بيننا" تقول. وتضيف: "رافقته في كل رحلاته وترحاله عبر المنافي من دون اي جدال الى ان وصلنا الى باريس. حين قال لي: "سأتفرّغ للكتابة". فوافقته من دون أي مخاوف مادّية. وأنا لست نادمة على أي مرحلة عشناها. على رغم ان الأولاد عانوا صعوبة السفر والتنقل الذي حرمهم الاستقرار. علاوة على ان تلك الفترة كانت شديدة الصعوبة بسبب عدم توافر جوازات السفر. كنا نعتبر ان بحبوحة العيش التي عشنا فيها بفضل كتاباته عادية. وصعوبة العيش عادية أيضاً. وقد تعلّم أولادنا الأربعة عزّة وياسر وهاني وليلى من عمله". وعن الحب, قالت سعاد منيف: "كان حبنا مختلفاً. عشنا ورشة عمل منذ لقائنا حتى الآن. وأنا مرتاحة لأجله لأنه مارس كل ما أحبّ. وكنا متواضعين جداً في شروط وطريقة حياتنا ما زاد إلفتنا". تُعزي سعاد منيف من يتصل بها على الهاتف معتبرة ان عبدالرحمن منيف "كان للجميع, لأصدقائه ومحبيه وليس فقط لبيته". ترك منيف اكثر من أربعة اعمال أدبية من دون إنجاز كامل. كما كان يرغب في كتابة رأيه المتكامل عن أزمة العراق الراهنة. الكتابة الروائية الشاهدة نبيل سليمان منذ البداية أعلن رجب في رواية "شرق المتوسط" عن المشروع الروائي لعبدالرحمن منيف: أن تكون الكتابة شهادة على القتلة وزمنهم, ولكن بالطريقة المجنونة. وكان المشهد الروائي العربي آنئذ في إبّان فورته, بلونه الكلاسيكي وبلونه الحداثي. ولئن كان اللون الأول في أسّ مشروع عبدالرحمن, فكان رهانه على اللون الثاني. ومن هنا لم تصب عبدالرحمن منيف لوثة الحداثة التي تشطب على ما تقدم, أو تنفي الألوان الأخرى, أو تصادر المستقبل بوجدانيتها وأوهامها, كما نرى عند بعض الطالعين الموهوبين في كل حين. ولا ينبغي ان يفوتنا ان عبـــدالرحمــن منيــف لـــم يقــع فـي فخ نرجسية الصــوت الحداثي الروائي العربي, وشرنقته المتيســرنة, ولم ينحبــس فـي شهـرة أو فــي نجاح, ولم يحبس التجربة الروائــي فــي قفــص الشعــرية (من الشعر) بما يعني لغــة البلاغة القديمة او الجديدة فــكانت له لغات الساردين والشخصيات والمتناقضات والعـلم والعاميات و... والشعر, مما تنطوي عليـه روائيــة الروايـة. أنجز عبدالرحمن منيف مشروعه الروائي الكبير بجمالياته وبقيمه الانسانية الخالدة. عندما خاض منيف تجربة "البعث" محمد جمال باروت في عام 1996 عرّضت عبدالرحمن منيف الى قدر كبير من الاحراج النفسي, حين فاجأته برغبتي ان يسرد لي تجربته البعثية, لأستضيء بها في مشروع كتابتي عن التجاذبات القاسية التي نشأت ما بين القوميين العرب وبين البعثيين بعد الانفصال السوري "الآثم" عن الجمهورية العربية المتحدة. لم يجد الراحل الكبير ازاء روح العلاقة الودودة التي تربطنا, والتي كانت تعززت اكثر فأكثر في تعاوني معه بتأمين بعض المصادر النادرة عن تاريخ العراق العثماني, كخلفية مكتبية للمشاريع الروائية التخييلية المنشغل بها, مفراً من الاستجابة لسرد هذه التجربة. صورة منيف البعثية في السرد المستعاد, هي صورة البعثي اليساري, الذي بات عضواً في القيادة القومية للحزب, وكانت نقطة البداية في السرد الذي يهمني, هي المؤتمر القومي الخامس, أو ما يعرف في الحوليات بمؤتمر حمص الذي عقد في عام 1962 لتقرير موقف موحد من الانفصال واستعادة الوحدة. في هذا المؤتمر كانت النسبة قريبة من التعادل بين ما كان يسمى اليسار وبين القيادة التاريخية, وكان منيف في قلب الاتجاه اليساري, ويعتقد في لحظة السرد المستعاد انه كان ممكناً لهذا الاتجاه اليساري ان يطور الحزب بغير ما تطور إليه بعد مغامرات الانقلابات. كان منيف واضحاً قاطعاً في ما يسمى مجلس الحزب في برمانا بلبنان, الذي كان تحضيراً للوثوب على سلطة "الانفصاليين" المترنحة في دمشق, إذ كانت القيادة القومية ومجلسها يتابعان ما يجرى في دمشق لحظة فلحظة, من تحضيرات الانقلاب "البعثي" الذي تصدره العسكريون بالتعاون مع وحدويين (ناصريين) ووحدويين مستقلين. كان البعث قد أطاح قاسم دموياً في العراق قبل شهر بالضبط من اطاحته سلطة الانفصاليين في الثامن من آذار (مارس) 1963. وفي كل من الانقلابين, كانت شهادة منيف مرة وحاسمة في قساوتها. في تجربة العراق كانت عملية أو محاولة ترحيله في سياق صراعات الرفاق التي لا ترحم, وفي سورية على رغم تركه العمل الحزبي في شكل يائس ومبكر, حاسماً ان طريقه ليست هذه الطريق الموحلة. كان البعض يحاول استثمار العلاقة معه وتوظيفها. سألته عن مدى صحة واقعة أو اتصال نَسَبَها اليه تقريرٌ مؤتمري "سري" بعثي في عام 1964 من ان جماعة حافظ الأسد يتصلون به, بأن ذلك ليست له أي صحة, ومن قبيل المزاودات التقليدية في ذلك الوقت, ولم يحدث مثل ذلك, لكنه بحكم الأمر الواقع كان يعرف الجميع ويعرفه الجميع. تجربة منيف الشاب البعثية شديدة المرارة والانتكاس, وعلى رغم انها كانت قصيرة, غير انها تمت في منعرج من اخطر منعرجات البعث والمنطقة. لقد قطع منيف في شكل مبكر جداً معها, الى الدرجة التي تحفظ وكان لا يزال حتى لحظة رحيله على التعريج بها, كان يسرد نزولاً عند رغبتي وليس حباً بالسرد وقال لي مرة بعد ان سألته ان يكتب رأيه بتجربة الحزب في تلك المرحلة: قال لي اكثر من صديق ان اكتب عنها, لكنني لست متحمساً لذلك ابداً. وأتذكر الآن حرفياً وبأمانة تامة تعبيره القاتم القاطع "تاريخ وسخ". وجه مشرق للأدب السعودي منصور الحازمي عبدالرحمن منيف فقيد الأمة العربية جمعاء, وفقيدنا نحن السعوديين بصفة خاصة, ورحيله خسارة فادحة لنا جميعاً وتزداد فداحة رحيله على الأدب المحلي. ففي الواقع استطاع منيف ان يخرج الإبداع السعودي إلى العالم العربي. فعلى رغم رحيله المبكر عن بيئته السعودية إلا انه ظل يحن دائماً إلى مسقط رأسه, ودليل هذا الحنين ما سطره في خماسيته (مدن الملح), ففيها كان يتذكر البيئة الاولى التي انجبته. ولا شك ان الاعمال الروائية العظيمة التي كتبها مصدر مفاخرة لنا في العالم العربي, فمنيف قام بنقل الصورة الابداعية الحقيقية التي يحملها ابن هذه البيئة... فكتاباته ستظل نبراساً يشير الى إبداع ابن هذه البيئة, مع الإشارة الى أنه انتقل بإبداعه إلى خارج الحدود فاستطاع أن يظهر إبداع الشخصية السعودية في المجال الأدبي. واقتفى أثره بعض المبدعين السعوديين وإن لم يغادروا بيئاتهم ولكنهم نقلوا إبداعهم من خلال الطبع في الدور العربية الكبيرة واستطاعوا إيصال الصوت الإبداعي السعودي. وظهور منيف كأهم الأصوات الإبداعية العربية كلفه أن يغرس قامته في بيئة غريبة عنه ويجاهد لإيصال صوته المتفرد من خلال ما كتب ليغدوا صوتاً عربياً شاهقاً... رحم الله منيف واسكنه جناته. لقاء لم يتم ... بيننا عبده خال تعرفت بعبدالرحمن منيف في وقـت مبكر من عمري, وجدته في "شرق الوادي" فأرعبني كثيراً. وحين انهيت قراءة تلك الروايـة أقسمت أن لا اكتب حرفاً. كان التعذيب يقف بين الجلد والعصب, وفروة رأسي تأخذها مخالب القط الذي تفرد بها في كيس ضم الرقبة وقط يحاول النجاة من عصا المحقق فلا يجد إلا رأساً يعيث فيه فساداً بحثـاً عن لحظة أمان. سال الدم مــن ذاكــرتي بغــزارة وحــين أفقت من ألم التعذيب كان بطل الرواية مجذـوباً للعودة الى الزنازين الرثة خشـية على اخته واسرته الصغيــرة.. منــذ ذلــك اليـوم اكتشفت عذاب الكتــابة وانــها يمكنــها ان تسلمك الى طريق ليس بالامــين أو الرحــيم. وفي "مدن الملح" كنت ابحث عن تاريخ سري وفي "الاشجار واغتيال مرزوق" وقفت على منحنيات جماليات الكتابة.. كنت أقول دائماً ان منيف ارتضى ان يظللنا بفيئه وهو بعيد عنا, فكيف ارتضت تلك الشجرة ان ترحل بجذورها وتزودنا بثمارها الناضجة من على بعد؟ كان هذا السؤال رومانسياً وفجاً. تكتـشف هذا حين تدخل الى دهاليز الكتابة بينما خناجر مسننــة تلامــس جســدك وتحذرك من مغبة أن تقول ما يقال. حينها اكتشــفت لماذا يرحل الانقياء الى جهــات الارض وربما يقدرون على الاشارة او الايماء بأن ثمة خناجر مدببة تقف بين رأس القلم والورقة.. هكذا رحل منيف.. رحل غريباً كما عاش, هناك في الغياب, بعيداً عن المكان, كان يخرج دمه لآلة صماء تأخذ دمه لتصفيه من ملوحة الارض وتعيده الى جسده المنهك ليتذكر عمق الوحشة والبعد. هل كان على اديب فذ مثله ان يموت غريباً بعيداً عن رحم الارض التي انجبته؟ هل كان علينا ان نتبادل اخباره وهو يقتعد ارضاً تبعده عنا وتبعدنا عنه؟ ما الذي كان يمنع ان يكون تحت سماء ارضه وفي حضن وطنه, سيذكر التاريخ ان منيف ولد ورحل ومات غريباً.. وترك رسائل متبادلة في "شرق المتوسط" وفي "عالم بلا خرائط", سيترك حروفاً تشير الى عذاب كان بالامكان ان يستريح منه في آخر ايامه.. هل كان ليحدث هذا؟ في الشهرين الماضيين كــان الصديــق محـمد القشعمي يرتب لي موعداً في دمشق لرؤية منيف, وحــين حــان المــوعد تراجعــت ولم أرد رؤية بطل "شــرق المتوســط" ولــم أرغب في رؤية مخالب القطط التي نهشت وجــهي حيــنما كنت اتعرف عليه لأول مرة.. اكتفيت برؤية وجهه عبر الصحف ومن خلال الالسن التي تروي عن حاله.. لم أشأ ان أراه معذباً مرتين: مرة في الكتابة ومرة بفعل المرض. رحل منيف وبقي منيف.. بقي عموداً لـ"مدن" كان شاهداً على قيامها... المؤلم ان يرحل غريباً كما عاش غريباً, هذا الروائي الذي جدد فن الرواية العربية وساهم في إدخالها مرحلة الحداثة من غير ان يتخلى عن جذوره العربية. سيبقى بيننا بما ترك عبد الله الغذامي يبدو في الآونة الأخيرة صرنا نفقد اجزاءً من ذاكرتنا الجمعية, فإدوارد سعيد إلى إحسان عباس وفدوى طوقان ومحمد شكري والآن عبدالرحمن منيف, وكل هذه الاسماء هي أسماء سجلت العقود الماضية الأخيرة من حياتنا كل بطريقته, وحملت صورة من صور الضمير الكلي للأمة ثقافة ووجداناً. وفي ما يخص عبدالرحمن منيف فهو الروائي الذي حاول أن يقدم الجزيرة العربية بإنسانها وظروفها وكان هو اول صوت سعودي يظهر عربياً عبر الرواية تحديداً وقد جعل من نصه الروائي شهادات عن مرحلة من التغير الشديد سياسياً واجتماعياً. ولم يجد حرجاً من المزج بين السياسي والفني وربما آثر السياسة في كثير من الأحوال مما جعل له خصوماً عديدين ولكنه مع هذا فقد ظل ضميراً جمعياً وأديباً وفير العطاء وتحمل كثيراً من العناء لكي يصمد على رأيه واتجاهه ودفع ثمن ذلك مادياً ولكنه كسب تأييداً معنوياً عريضاً عبرت عنه مبيعات كتبه وانتشارها بين القراء. وسيظل عبدالرحمن منيف علامة عميقة وقامة عالية في الذاكرة الثقافية وسيترك فراغاً كبيراً في مجال الرواية السياسية ذات التوجه الملتزم, وسيظل احدى علامات مرحلة الستينات بما تحمله تلك المرحلة من قيم وطنية وسياسية اصابها كثير من التكسر في مرحلة ما بعد ذلك ولكنها ستظل واحدة من أسس التكوين الثقافي للانسان العربي ومرحلة الحداثة. والوقوف على هذه التجربة سيكشف مقدار ما تركه منيف فينا ولم يكن رحيله ليأخذ هذا وإنما رحيل كاتب سيبقى بيننا بما ترك. رمز الانسان الأصيل معجب الزهراني عبدالرحمن منيف رمز للانسان قبل وبعد ان يكون كاتباً روائياً متميزاً. أزعم انه احد القلائل الذين ظلوا طوال حياتهم يعانون المرارات فيما هم يبحثون عن أثر ولو محدود لقيم الحرية والكرامة والعدالة في لحظة ما من حياته يبدو أنه اكتشف وعورة بعض الطرق ومتاهة المسارات الاخرى فاتجه في طريق الكتابة الذي يستطيع الانسان وحده ان يبدأه ويواصل المضي فيه. كتاباته الاولى صرخات ألم وبحث عن ما ينقذ في الانسان بقايا انسانية محطمة, وأزعم أن الصرخة بلغت ذروتها في شرق المتوسط وفي مرحلة تالية يبدو ان تاريخ التحولات الشقية هو الذي جذبه فكتب خماسية مدن الملح ثم أرض السواد وفي لحظة استراحة كتب ذاكرة مدينة الذي يبدو لي انه واحد من أهم النصوص التي انجزها عبدالرحمن منيف. في القاهرة حينما فاز بأول جائزة عربية مخصصة للرواية اشتعلت القاعة بالتصفيق كما لو ان هـذا الكـاتب الانسان التراجيدي حصل على ما يمكن ان يخفف من تراجيدية كتابته وحياته. أعتقد ان منيف وهذا ما قلته له حينما قابلته في باريس اوائل الثمانينات سيظل أول كاتب يعيد تشكيل الجزء الأهم من ذاكرة الجزيرة العربية الحديث أعني هذه الذاكرة التي تخلخلت بفعل ثروة النفط التي كان يخشى أن تأكل ابناءها وتترك لهم رمالاً لا يحسنون التعامل معها مستقبلاً, شخصياً اشاركه هذا القلق وبخاصة حينما أرى هذا النفور الحاد والعنيف احيانا لكل ما يمت بصلة الى الفكر العلمي الحديث والى الفكر الانساني الحديث في مجتمعنا. عودة عوليس من مدن المنفى أمينة غصن أي ملاذٍ تفدُ اليه بروح تحكم عليها بالنسيان؟ فهل كنت من صفوة فكرية؟ أم من بنية جماهيرية؟ أكنت سهل الاستمالة أم كنت حالة بدوية تأبى الضيم وسيطرة الغادرين؟ فالوطن منك اذ لم تبطله غربتك, كان له من نزيف القلم وسواده خماسية مدن الملح بما فيها من أعماقٍ تضج بآبار المياه والكوثر, فيضج اصحابها بها تعباً لئلا يحلو الملح فيها, ويؤاخي الماء. عبدالرحمن منيف إذ كتب "التيه" افتتح خماسيته بما كان يمنع التيه: "إنه وادي العيون" الذي حجرته مدن الملح ولم تعد اليه. فحيث يغيب المكان عن المعمار الروائي, تنبت جذور القص في السماء, وتنتفي بطولة متعب الهذال الذي كان ينتمي الى وادي العيون بغير سواه, لأن الوادي وحده يشحذ الهمم وينهض بها. فالمكان شرط الوجود, والولادة, والموت. فهو كما قال فيه آلان روب غرييه: موضعٌ خالٍ من الدلالة, لأنه وجود مطلق, ينوب فيه المقيم, والوافد, والغريب الذي نزل من الأرض تربة, ليست منها جبلته, فأخطأ الاستيطان, وأخطأه ضوع تراب يستجديه, فينكره. فالمكان في خماسية منيف ليس وطناً سريالياً ولا تكعيبياً ولا دادائياً ولا خيالاً خرافياً, وإنما هو رمش, يطمئن العائد اليه في عري الروح منه, وكأنه في طمأنينة ليس مثلها الا طمأنينة رحمه الأول. فالمكان كالقدر يأتيك في غفلة ومن دون استئذان, فتحضر فيه, ويحضر فيك, تخونه فينتظرك, تنساه فيحن إليك, تبتعد عنه فيناجيك, تخليه فيبقي على أمكنتك ومطارحك وملاعبك وصباك. المكان / الوطن هو الصامت الملعون الذي تحمل وشمه, ولهجته, تتحدث به فتزداد في البعد عنه اغتراباً ووحشة. هو فيك كعهد اللحم ينغرز في أوجاعك, وينغرز في زمنك, ويتحول بك الى أسطورة من أساطير عوليس الذي كان يطوّف في المجهول. فعبدالرحمن منيف في "شرق المتوسط", وفي "أرض السواد", شاء ان يكون له ما كان يحسبه فاوست عهد دمٍ يوقعه مع مفيستو, الشيطان الذي اخذ منه الروح ليمنحه المعرفة والخلود, فإذا بـ"شرق المتوسط" وبعدها "أرض السواد" تنتعل عمارات "مدن الملح", وبناها فتعود كما عاد مفيستو بفاوست الى حتمية لا مفرّ منها هي حتمية جلده الانساني, ووحشته الانسانية. عبدالرحمن منيف إذ يغيب تحضر "مدن الملح" لتلفه بكفن يمنع عنه التعفن أو الفساد, وتعود به الى "وادي العيون" بعد كثير من التيه والغربة, ويتم العناق بينه وبين متعب الهذال الذي بقي معلقاً في حدود الغيم والريح ينتظر عودة الغائب, ليكفنه بانتظاره!! أرض الرواية الجديدة فاروق عبد القادر تابعت عمل عبدالرحمن منيف كُله بدءاً من روايته المدهشة "الاشجار واغتيال مرزوق" التي صدرت العام 1974. بدأ منيف الكتابة وهو فوق الاربعين وخلال رُبع قرن اصبح أهم روائي عربي خصوصاً بروايتيه "مُدن الملح" و"أرض السواد". يمتزج في اعمال عبدالرحمن منيف الهم العربي الشامل إذ تحالفت شروط موضوعية وشخصية جعلته "الروائي العربي". فهو من أب من نجد وأم عراقية. وكانت نشأته الاولى في عمان وتنقل في عواصم عربية عدة قبل ان يتزوج من سورية ويقيم في دمشق. انه عربي شامل حتى على مستوى حياته الشخصية, وعندما اتخذ قراره بالتوقف عن العمل السياسي قرر في الوقت نفسه ان يستمر في النضال من خلال الرواية. كتب الرواية من ارض جديدة على الرواية العربية تماماً وتجسد ذلك خصوصاً في روايته "سباق المسافات الطويلة" التي تدور احداثها في ايران. كان مولعاً بالصحراء والاماكن التي تدور فيها احداث روائية هي على الحدود الفاصلة بين الحضر والبادية, فهو مثلاً في الجزء من "مدن الملح" استغل العالم القديم من العدم وتصدر قضية النفط, كان مؤهلاً تماماً لذلك على الاقل بحكم دراسته الاكاديمية. علاقة ملتبسة ورحيل مر سعد البازعي لنا في المملكة العربية السعودية علاقة ملتبسة بعبدالرحمن منيف. لكننا في كل الأحوال لا نملك إلا أن نسعد بتلك النسبة التي تؤكدها أعمال له أعاد من خلالها قراءة التاريخ الحديث للجزيرة العربية برؤية معمقة وخيال خصب. على أننا ندرك أن منيف في نهاية المطاف كاتب عربي ينتسب لا إلى العروبة وحدها وإنما إلى الانسانية جمعاء, وان افتقدنا شخصه فلن نفتقد اضافاته الكثيرة للادب العربي. المؤلم هو ان منيف على رغم ذلك كله رحل بصمت وتحت وطأة المرض من دون ان يحظى بالاهتمام والرعاية التي يحظى بهما من هم أقل منه بكثير. المقالات نقلا عن الحياة
  21. شكراً على المرور اخوى راعى حرمة وكان أملى انها تبقى في العامة
  22. القصيده التي اثارت غضب بنات الخليج .. ومعاها ردود هذه قصيده كتبها احد الخليجين بعد قدومه من المغرب خلونا نشوف وش قال : ياللي تنشد عن علوم الــــــذي طاف .. كل البحور وكل دوله وديـــــره خذ من علومي علم اوصافه اوصاف .. جزل سمين يشتعل له ســعيده الزين عقب المغربيات ينــــــــــــعاف ..غيد لهن بالزين ذكره و ســـيره فيهن حلا طاغي ولين و تــــــــعطاف .. وفيهن حنان يشعل القلب غيره حلوات وصف وفاهــــمات بالاعراف .. زيننات منطق صافيات السريره بنات قوم طيبهم غصــــــــــــب ينشاف .. اولاد مغرب بالليل العســـــيره ياللي تنشد عن علومي بالانصــــــاف .. هرجي يكفي صامله عن كثـــيره الزين في لميا وتغريد و الطــــــــــاف .. ماهوب في حصهو كشره و منيره ----------------- الرد اللى يبرد القلب قال الذي في بدع الامثال صراف .. جزل يفرق بين درهم وليـــره ياللي مدحت المغربيات بجـــحاف .. الله يجيرك من عماه البصـــــيره لو تعجبك لميا وتغريد والطــــاف .. مايصلحن لهل الوجيه الســـــفيره مفصخات و لبسهم حـول الارداف .. وبليس اغواهم بكشف الستيره متعودات كلهم زيف وخفـــــــــاف .. على التغنج والتعطف وغيره كل يوم مع صاحب و لافيهم اعفاف .. خويهم اللي فلوسه كثيره ترى البضايع عده اشكال و اصناف .. وكل ينوخ وسط سوقه بعيره عز الله ان الطيب في بنت الاشراف .. اللي على الحشمه تربت صغيره ولا تبين منها كود الاطــــــــــــــراف .. مثل القماشه فالبحور الغزيره ياللي تدور بالجواهر و الاصـــــــــداف .. الزين كله في بنات الجزيره ----------- وهذا رد للمرحوم طلال الرشيد (( الملتاع )) .. الله يرحمه يابن الحلال ان طعتني خل الاســـراف .. واترك جمال الغيد لاهل البصيــــره الزين موبس في الملامح والاوصـــــاف .. الزين روح وعفه وطيب سيــــــــره مانيب من يهوى سريا وانصـــــــــــــاف .. انا هواي وبس بنت الجزيــــــــــره بنت الخليج اللي تماري بالاعــــــــراف .. وحنا نماري باسمها كل ديــــــــره مالي غرام بقول وخا وبالـــــــــــــــزاف .. اذبحتني عند الطرحه المستديــره احب قولة ياهلا وعل وماخــــــــــــلاف .. من بنت ثوبي بنت الارض النضيـره اللي تحلاها الظبي حلو الاطــــــــراف .. جمال في عفه ورقه وغيــــــــــــره واللي بها سحر مهو سحر عــــــــراف .. ياعل عين ماتراها ضريــــــــــــــــره عطف وحنان وذوق في لين الاعطــاف .. والى كشفت لثامها شفت أميـــره صعب على اللي بالردي شاف ماعاف .. وحلوه علىاللي سنه الله ضميــره شمس الى من اشرقت والدجا طـاف .. غابت نجومك غصب لو هي كثيــره السيف مايزهى سوى كف سيـــــاف .. والخيل دون حصانها مستخيـــــــره بس أنت دورلك على قدك لحــــــــاف .. وان طعتني دور بدلنا عشيـــــــــره
  23. خاطرة الى ابناء حرمة نسيتوا عهدا بيننا..ام تناسيتو لازالت احفظ ودا ً كان بيننا.. لازلت المس جزءً مني ..لازالت نظرات عينك لم تفارقني... لازال سمر حميان يطرب أذنى ..يلوح علي يومي...وسيلاحقني في غدي تمـلـكـني هواء طلعت عون ...وقيد كل ادراكِِ فيني.. غيبني..واشغلني..عن الكون...ولا أري الا شمس فراق بعد مغيب...واختفاء..قمر ربيع الجماعه .. بعد ان كنتم تسبححون في فضاء...املي..وحلمي..اينما التفتُ اراكم اصبحتم بمغيبكم صناع ألمي ..وهمي...فهل هذا وفاء؟ اجيبي يا دراويز حرمة بالله عليك...ردي..قولي انه لم يكن زيفا ً كلامى لهم قولي..بأن ابتسامة فرح العودة ..لحظة لقيانا..كانت..حقيقه لاترمي..كل ذلك..في سلة النسيان والحرمان ...وان فعلتي فسوف اسبح بها واغوص بحثا ً عن شئ رميتي....وقد تبتلعني سنوات النسيان..عن كل خاطر ولكن هيهات...ان انسىِ...من بقى وقد اصبحت جزء..مني فأنتي ياحبات رمل حميان اكبر شاهد على جفاء الآبناء وأذكري نفسك..لحظة..فراغ..فقد تمطر السماء لحظتها بضع قطرات..وتجول العيون الفارغة من الوصل والذكرى وتسمع هدير مياهك ولا تقف على أطلالك. واعرف ان هيامي التفتت...وفتحت باب الذكري قليلا.. حتي لو بعد ذلك...الي الأبد اغلقته.. نسيتي او تناسيتي ... لايهم فلازلت احفظ ودا ً..كان بيننا سطرتة اقدام الصبية على رمالك ياحميان.
  24. من كُتب الحب العتاق .. وتاريخ الفراق كلام جيل واختيار موفق
  25. منقول ........ وضروري المشاركه أعتقدإخواني أن أكثركم يعرف برنامج البال توك PalTalk ويعرف أن هناك غرفة للنصارى تجدها دائماً أعلى قسم الغرف العربية وقد كنت في هذه الغرفة وأقسم بالله أن هذه الغرفة لاهم لها سوى سب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سمعت من أقذع السباب والشتائم مايأنف الإنسان العاقل مهما كان دينه أن يطلقه على جماد فما بالك برسول الله صلى الله عليه وسلم...وأعتقد أن منكم من يعرف هذا الموضوع ...ومن لايعرفه فليدخل تلك الغرفة وليشهد بنفسه... لقــــــد قام أحد الأخوة جزاه الله خيراً بتقديم عريضة لإغلاق تلك الغرفة تحت بند إغلاق غرف الكراهية والتعدي على محرمات الآخرين وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من أهم مقدساتنا والذي لانقبل أي شئ لا يليق به,,,كل المطلوب من الأخوة التوقيع على هذة العريضة,,,ويكون ذلك بالطريقة التالية 1- زيارة الموقع التالي http://www.petitiononline.com/Steyr/petition.html 2- في أسفل الصفحة ستجد زر مكتوب علية Click here to sign the petition اضغط عليه 3- ستجد أولاً أربع حقول أدخل بها على الترتيب التالي ما يلي ..الاسم,,البريد,,المكان,,العمر ثم انزل حتى حقل : Email Address Privacy Option hoose one واختر private فيكون البريد الخاص بك سري وغير معروض لأحد ولن يظهر لأحد . لأن Available to Petition Author: تعني أن يكون البريد معروض لمشرفي التصويت على العريضة فقط وأيضا Publi معناه إتاحة بريدك للجميع ثم اضغط الزر Preview Your Signature أسفل الصفحة 4- سيتم الآن عرض المعلومات التي أدخلتها وذلك في صفحة جديدة اضغط الآن الزر في وسط الصفحة وهو : Approve Signature وهكذا تكون قد أديت واجبك ونسأل الله لنا لوك التوفيق والسداد وأن يحشرك مع من تحبه وتدافع عنه بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام .. بقي أن أشير إلى أن التصويت يمكن تكراره ببريد مختلف أي أن الآي بي الخاص بك لايسجل في ذلك موقع التصويت .. فالبــدار البــــدار يا أهل الإسلام .. قال عليه الصلاة والسلام : (( ‏والذي نفسي بيده، لا يؤمن أحدكم حتي أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين )) .. وفي رواية : قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : (( لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك)) .. وقال عليه الصلاة والسلام : (( من رأى منكم منكرا فليغيره...... الحديث ))