بسم الله الرحمن الرحيم
مرحبا , أهلاً بكم ..
مشكلة كبيرة بدأت تهدد حياة المواطن العربي , مشكلة تتجاوز في خطورتها الأحداث الإرهابية التي تتعرض لها المنطقة , بل إن قضية خارطة الطريق ليست ذات أهميه في ظل وجودها , والجدار الإسرائيلي المبني في الأراضي الفلسطينية يتناها امامها , بل إن الأخبار التي تصلنا اول بأول من العراق ومايحدث فيها والخطر الذي يهدد المنطقه لايساوي شيئا أمام هذه المشكله .
نعم , فمن يشاهد الإجتياح العنيف لبرامج الكشف عن المواهب الفنية في الغناء والتي يطلق عليها (( سوبر ستار )) و (( سمعنا صوتك )) و (( أحلى صوت )) يرى انها أهم بكثير من كل تلك الأحداث , كيف لا والمطلوب من هذه البرامج (( إنقاذ الأغنيه العربيه )) من أغاني (( ســو ياسـو )) و (( الحلوه دي قامت تعجن في الفجريه )) , فكيف تريد ان يعيش الإنسان العربي وهو يستمع إلى (( شعبان عبدالرحيم )) , لعلهم يريدون تنقية مسامع الإنسان العربي كطريق أولي لتنقية ما يشاهده من ذبح لاخواننا المسلمين في فلسطين والعراق .
و لصغر عقل المشاهد العربي فإنه من السهولة أن تشدّه هذه البرامج , فتجده يصوّت لأفضل صوت , بل قد يضع الصوت ثانويا حين تجذبه أشياء أخرى يرى أنها رئيسية كـ(( الشكل والوسامه والجمال ))!! و يتسمر هذا المشاهد المغلوب على امره امام هذه البرامج والتي يتم فيها إغراؤه بجوائز قيمة في حال تصويته للمشتركين , مع العلم ان أكثر هذه الجوائز معروف كيف تجمع وأين توزع .
ويبقى المشاهد العربي المسكين غارقا في تلك الأوهام , بعيد كل البعد عن هموم وطنه والخطر المقبل عليه , في مخطط أحكم (( الغــرب )) رسم خطوطه وأركانه , ليتشبع به صغار العقول , فيصبح همهم ومرتجاهم , ويحتكر عقولهم ويقيد حركتها , فلا هي اللتي تنتج او تعمل , بل تظل تائهة في غاية إنقاذ الطرب العربي .
مايزيد الأمر (( ضحكاً وبكاءً )) في نفس الوقت أن جميع افكار هذه البرامج مستنسخة نسخاً كربونياً , طبق الأصل من برامج أجنبية ,
فهل ياترى يوجد اكبر من هذه الطرفة للدلالة على صغر عقولنا نحن العرب ؟
فعلا انه لمخطط يقيّض البنيان العربي , والذي يعد شبابه أهم نواة فيه , فتصبح هذه الفئة ضعيفة مستكينة هشة , فيسهل كسرها متى ما أراد المخربون .
لا نريد دلائل اكثر على صغر عقولنا مادمنا نرى ان برامجا كتلك تحصد الجوائز لأننا نحن من يتوحها بذلك , وقنوات فقيرة المضمون تعرضها , واحتدام التنافس بينها في بث هذه النوعية , وتغليف العقل العربي , الذي لم يكفي اصحاب هذه الأفكار تصغير العقول العربية , بل و الحرب من اجل عدم نموها وجعلها غارقه في عسل (( صوّت لمطربك المفضل )) .
هذا إن كنا نملك عقولا أصلا .
ولكم تحياتي ...