في هذا الموضوع سوف ادرج سيرة هذا الامير
وهو امير القارة الفارس الشجاع والشاعر عثمان بن نحيط الحديثي التميمي
وادرج بعض الاحداث في الحصون و سالفه قدوم ال تميم اللي هم من بني خالد اليها وغيرها من
الاحداث وعند البحث عن بعض الأعلام في الماضي نجد للبعض معلومات وفيرة حول حياتهم
والبعض الآخر قد لاتجد عنه سوى الاسم فقط والبعض الآخر قد تجد إشارات وتلميحات تحتمل
الصواب وتحتمل الخطأ وفي هذه العجالة
سنتحدث عن عثمان بن نحيط أحد شعراء وأمراء بلد الحصون البلد المعروفة في منطقة سدير ومما
تجدر الإشارة إليه في هذا المقال وجود بعض الاحتمالات والتي منشأها قلة المصادر والمعلومات
المقتضبة في بعضها.
بلد الحصون :
سبب تسميتها بالحصون نتيجة وجود حصون فيها وتستخدم هذه الحصون لحماية المنطقة من
الأعداء وكانت أرضها أرضاً زراعية خصبة وهي ملك لآل حديثة أهل القارة وهم من بني العنبر بن
عمرو بن تميم وتصادف أن قدم أناس من آل تميم من بني خالد على أمير القارة وطلبوا منه غرس
الحصون وكان ذك بشروط تمت بينهما وكان عام 983 هـ بداية عملية الغرس وهي الغرسة الأولى
وقد وجد آل تميم مصلحة كبيرة وفوائد جمة من النخيل التي غرسوها وبعد 32 سنة من المغارسة
الأولى طلب آل تميم مغارسة ثانية فوافق صاحب القارة على عقد المغارسة الثانية وكان ذلك عام
1015هـ وبلغ مجموع ما غرس من النخيل في المغارسة الأولى والثانية عشرة آلاف نخلة «1» مما
يدل على سعة المساحة المغروسة والتي تقارب مليون متر مربع ولقد حصل صراع بين آل تميم
وأهل القارة حول الحصون ويظهر أن الخلاف الذي حصل بين الطرفين كان بسبب انتهاء عقد
المغارسة والذي قد تكون مدته 50 عاما مما أدى إلى حدوث النزاع والذي تدخلت فيه أطراف أخرى
ما بين مؤيد وبين معارض مما جعل المنطقة تعج بالفتن والصراعات الداخلية.
الأميرعثمان بن نحيط التميمي
اسمه ونسبه:
هو الفارس الشجاع عثمان بن نحيط بن مانع بن عثمان بن عبدالرحمن الحديثي من آل أبو حسين
من بني العنبر بن عمرو بن تميم.
مولده ونشأته:
ليس هناك تاريخ دقيق لمولده ويظهر انه ولد في القارة عام 1065هـ تقريبا ونشأ في فترة الصراع
التي حدثت بين أهله وبين أهل القرى المجاورة لهم في زمن كانت السيادة فيه للقوي على
الضعيف وتوتر العلاقات بين الأقرباء بسبب التنافس على الإمارة وعلى الأملاك ولقد كان جده مانع
بن عثمان قد انتزع الحصون من ال تميم لأسباب غير واضحة تماما قد يكون منها انتهاء عقد
المغارسة، مما حدا بال تميم طلب النصرة من أمير جلاجل لمساعدتهم في الاستيلاء على
الحصون ففي عام 1084هـ وبالتحديد في الرابع عشر من شهر شوال سار إبراهيم بن سليمان بن
حماد الدوسري أمير جلاجل وآل تميم واستولوا على الحصون واظهروا منه مانع بن عثمان الحديثي
والد كل من سعود ونحيط وقد أدى هذا النزاع إلى مقتل نحيط بن مانع والد عثمان وسيطرة
آل تميم على البلد وتولى الإمارة منهم عدوان بن سويلم آل تميم «2».
وفي عام 1086هـ جلا مانع بن عثمان الحديثي وجماعته ومن ضمنهم حفيده عثمان بن نحيط إلى
الأحساء والذي تزوج في جلاجل قبل أن ينتقل إلى الأحساء وقد يكون عمره في ذلك الوقت 20 عاماً
تقريبا ويظهر انه لما رزق بابنيه مانع وسعود بقيا عند والدتهما في جلاجل وعلى رواية ابن بشر
بأنهما قبضا على والدهما بعدما كبرا وأخرجاه بتدبير من صاحب جلاجل كما ذكر حميدان الشويعر قد
يكون بسبب كونهما عاشا في جلاجل وتأثرا بأميرها عند رحيل والدهما إلى الأحساء وسوف نتعرض
لعلاقة حميدان بعثمان قبل نهاية المقال وان المقصود في شعر حميدان ليس عثمان بن نحيط وقد
كان بين آل حديثة وبين آل غرير«3» أمراء الحساء علاقة قوية يدل عليها الروايات الشفوية وقصائد
بعض شعراء آل حديثة فيهم وزواج أحد أمراء آل غرير من ميثاء بنت سعود بن مانع الحديثي وعلى
ذلك يحتمل أن عثمان بن نحيط قد طلب النصرة منهم على مناوئيه في الحادثة
التي وقعت عام 1111هـ.
ولاية عثمان على الحصون :
لقد قدم عثمان بن نحيط من الأحساء ومن معه لكي يثأر من مقتل والده ويستولي على الحصون
ووجد عونا من آل مدلج أهل التويم حينما استولوا على الحصون في شهر ذي الحجة عام 1111هـ
وملكوه بعدما اخرجوا منه آل تميم وولوا فيه عثمان بن نحيط«4».
وكان لعثمان أخ اسمه فايز حصل بينه وبين أخيه عثمان سوء تفاهم فخرج فايز مغاضبا لأخيه ونزل
قارة صبحا وكان هذا الخلاف بسبب وشايات الأعداء وتدخلهم في أمورهم فأراد عثمان استرضاء
أخيه فأرسل له قصيدة يعتذر فيها فأجابه فايز بمثلها وصلحت الحال بينهما لما عرف كل منهما ما
عند الآخر«5» وكان لعثمان بعد توليه إمارة الحصون طموح توسعي حيث استولى فيما يبدو على
بلد الجنوبية عام 1114هـ.
ففي تاريخ ابن منقور ذكر في أحداث عام 1114هـ قوله: اخذت عثمان الجنوبية وقتل فايز يظهر أن
عثمان وأخاه فايز قد سطوا على بلد الجنوبية ونشب بينهم وبين أهلها قتال أدى إلى قتل أخيه فايز
ومع ذلك كان لعثمان السيطرة عليها في النهاية ويظهر أن الذين اعترضوا عثمان في سطوته على
الجنوبية هم آل تميم والذين قتل منهم في هذه الحادثة سليمان آل تميم ولما صارت لعثمان
السيطرة على الجنوبية ولعدم رضى صاحب جلاجل بسيطرته عليها وخشيته من اتساع ملك
عثمان وحيث أن ابنيه قد عاشا في جلاجل فقد تأثرا برأي صاحب جلاجل في عزل والدهما عن
الإمارة بالقوة حيث دبر لهما المكيدة وخدعهما في القبض على والدهما كما في رواية ابن بشر.
ولقد حاول صاحب جلاجل وهو من آل بن خميس الاستيلاء على الجنوبية عام 1116هـ وبينما كانت
سطوته تنتقل عبر باطن وادي سدير متجهة إلى الجنوبية فإذا بأمير الروضة ماضي بن جاسر يعترض
سطوتهم وحصل بينهم قتال قتل فيه من أهل جلاجل عامر بن مبارك «6».
كما ورد في أحد الوثائق الخاصة بمدينة أشيقر«7» ذكر لولاية عثمان بن نحيط على الحصون حيث
ولى فيما يظهر من الوثيقة التي تحوي على أسماء عديدة ولى قاضي جلاجل محمد بن عبدالله
«8»
السويكت علي محمد واخته عويش ولدي أحمد بن عبدالله لقصورهم وكونهم في ولايته زمن
ولايته على الحصون.. وكاتب الوثيقة الشيخ المؤرخ أحمد بن محمد المنقور قاضي حوطة سدير
ومبدأ الاجارة نهار الثلاثاء 11 جمادى الاخرة سنة 1128هـ «9»
ويظهر من قول المنقور زمن ولايته على الحصون انه قد تولى على الحصون ثم
لم يعد واليا عليها.
وفاته
لم تتحدد سنة وفاة عثمان بن نحيط باسمه كاملا حسب المصادر التي اطلعت عليها عدا إشارة
في تاريخ المنقور في حادثة يظهر منها أن المقصود به عثمان بن نحيط وليس مؤكدا ولكن من خلال
إشارة أخرى للمنقور عن عام 1114هـ بقوله «واخذت عثمان الجنوبية.. وشاخ عثمان القعيسا»
وقوله في عام 1118هـ «فيها سطوة أم حمار وقتل فيها عثمان وعثمان وابن فوزان» يظهر ان احد
العثمانين عثمان بن نحيط والآخر عثمان
القعيسا وبذلك يترجح أن عثمان بن نحيط توفي عام 1118هـ.
حميدان الشويعر وابن نحيط :
الملاحظ أن ابن بشر أول من نسب شعر حميدان في عثمان بن نحيط وهذا مما يدل على علاقته
مع شعراء وقته ومع ما ذكر عن حميدان من كلمات غير لائقة فلعل ذلك مما أحدثه البعض وتقوله
على لسان حميدان وإلا لماذا لم نجد أي رد على حميدان ممن تعرض لهم في شعره وان كنت أرى
أن بعض مفردات شعر حميدان حصل فيه تحريف ونحل.
قال حميدان الشويعر في ابن نحيط:
يابن نحيط اسمع جواب مهذب
----------------جا من صديق واضح عنوانها
من حارب اباك القدام وقال لك
----------------باصلح انا واياك من صدقانها
تراه عابي لك قليب مهلك
----------------حذراك لا يرميك في صيحانها
عدو جدك من قديم دارس
----------------متجرع بغضاك طول ازمانها
وقد بلغ ابن نحيط مكانة عالية في نفس حميدان مما حدا به بعد أن حل الشيب وكبر سنه في
حميدان بأن يثني عليه بقصيدة مطلعها:
بان المشيب ولاح في عرضاي
----------------ونعيت من بعد المشيب صبيا
ونعيت خل كان في ماض مضى
----------------لاحت عليه بوارح الجوزيا
إلى أن قال:
يممتها ابن نحيط كساب الثنا
----------------ورث الشيوخ من أول الدنيا
ولد الحديثي والذي من لابة
----------------ترثه تميم وفروعه العلياء
يابن نحيط الله لي من عيله
----------------خليتهم في الوشم في رجويا
يرجونني وانا ارتجي من خير
----------------والفضل من ندواك في يمنيا
ورد بعض النقاش حول قصيدة حميدان الشويعر في عثمان بن نحيط «10» ومما يجدر الإشارة إليه
حول بعض الأحداث التاريخية لابن نحيط ما يلي:
في عام 1141هـ ملك راعي جلاجل محمد بن عبدالله بن إبراهيم الدوسري الحصون وولى فيه ولد
ابن نحيط «11.
وفي عام 1165هـ قتل فيها هزاع بن نحيط في بلد الحصون«12».
------------------------
* هل شعر حميدان في عثمان بن نحيط أم في ابن نحيط آخر؟
1 -مادام سند القصيدة يؤكد أنها لحميدان الشويعر فهي في ابن نحيط ولكن ليس في عثمان وذلك
لان عثمان متقدم على حميدان والظاهر أن القصيدة فيما أظن أنها في هزاع بن نحيط المتوفى عام
1165هـ كما ذكرنا سابقا والذي يحتمل انه تولى إمارة الحصون عام 1141هـ من قبل راعي جلاجل
محمد بن عبدالله بن إبراهيم الدوسري وخاصة ان حميدان قد لاح فيه الشيب أي أن حميدان قد
قالها بعدما كبر سنه وحيث أن وفاة حميدان ما بين 1160 هـ و1200 هـ ومتوسط الروايتين عام
1180هـ فهذا يدل على أن الشعر في هزاع وليس في عثمان.
2 -كما ان من الدلالات على أن شعر حميدان في هزاع أن هناك قصائد لحميدان في أحداث وقعت
عام 1168هـ وعام 1180هـ وذكر محمد بن ماضي المقتول عام 1158هـ وهي أزمان مقاربة لولاية
هزاع وغير ذلك من الدلالات التي تحتاج إلى مقال مستقل.